عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /10-31-2009, 12:22 PM   #1

حَرفُُ هجآءّ

مشرفة يوميات الأعضاء سابقا

 

 رقم العضوية : 32814
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 العمر : 39
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : alex
 المشاركات : 13,735
 الحكمة المفضلة : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس . فتذكر قدرة الله عليك
 النقاط : حَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond reputeحَرفُُ هجآءّ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2881512
 قوة التقييم : 1441

حَرفُُ هجآءّ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

عطاء أشرافى التميز الاشرافى مميزة الهوايات وسام المشرف المميز مسابقه نهاية عام 2013المركز الاول وسام حرب الهوايات 2 مميز الاعمال اليدويه فوز فى مسابقة مركز اول فوز فى مسابقة افضل مدونة 

Thumbs up في رحاب أية .." متجدد دوما "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا موضوع جديد ومتجدد بعون الله ،،، يتم فيه طرح آية على رأس كل أسبوع مع تفسير لمعانيها وبعض نورها ولطائفها لتكون لنا عونا على تدبر كلام ربنا ،،، ونسأل الله الكريم أن يكون في ميزان حسنات كل من ساهم في إخراجه إلى النور .

ولإن المقصود منه أن نكون من أهل القرآن والتدبر في معانيه فنبدأ بسم الله وعلى بركته بنفسير آية كريمة جليلة وهي تعين المرء على معرفة كيف ينتفع بالقرآن وشروط ذلك.



(( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ))


لماذا لا ننتفع بالقرآن ولماذا لا نحس بتأثير هو كيف تكون الذكرى ،،،وما وسائلنا لتدبر القرآن

لماذا قال الله سبحانه أو ألقى السمع وهو شهيد؟
ولم يقل ((و))ألقى السمع وهو شهيد

كل هذه الاسئلة تجد جوابها حين نسبر غور هذه الآية الشريفة مع الامام ابن القيم

][الانتفاع بالقرآن وشروطه][

اذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألق سمعك, ,احضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه اليه, فانّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى :{ انّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}.
سورة ق 37.

وذلك أن تمام التأثير لمّا كان موقوفا على مؤثر مقتض, ومحل قابل, وشرط لحصول الأثر, وانتقاء المانع الذي يمنع منه, تضمّنت الآية بيان ذلك كلّه بأوجز لفظ وأبينه, وادلّه على المراد.
فقوله تعالى:{ إنّ في ذلك لذكرى} اشارة الى ما تقدّم من أوّل السورة الى ها هنا وهذا هو المؤثّر.
وقوله:{ لمن كان له قلب} فهذا هو المحل القابل, والمراد به القلب الحيّ الذي يعقل عن الله, كما قال تعالى:{ ان هو الا ذكر وقرآن مبين.لينذر من كان حيّا} يس 69-70 . أي حي القلب.




وقوله: {أو ألقى السمع} أي وجّه سمعه وأصغى حاسّة سمعه الى ما يقال له, وهذا شرط التأثّر بالكلام.
وقوله
: {وهو شهيد} أي شاهد القلب حاضر غير غائب.

قال ابن قتيبة: " استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم, ليس بغافل ولا ساه". وهو اشارة الى المانع من حصول التأثير, وهو سهو القلب, وغيبته عن تعقّل ما يقال له, والنظر فيه وتأمّله. فاذا حصل المؤثر وهو القرآن, والمحل القابل وهو القلب الحي, ووجد الشرط وهو الاصغاء, وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب, وانصرافه عنه الى شئ آخر, حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكّر.


فان قيل: اذا كان التأثير انما يتم بمجموع هذه, فما وجه دخول أداة "أو" في قوله "أو ألقى السمع", والموضع موضع واو الجمع لا موضع "أو" التي هي لأحد الشيئين.؟؟؟




قيل: هذا سؤال جيّد والجواب عنه أن يقال:

خرج الكلام ب"أو" باعتبار حال المخاطب المدعو
, فان من الناس من يكون حي القلب واعيه, تام الفطرة, فاذا فكّر بقلبه, وجال بفكره, دلّه قلبه وعقله على صحّة القرآن, وأنه الحق, وشهد قلبه بما أخبر به القرآن, فكان ورود القرآن على قلبه نورا على نور الفطرة, وهذا وصف الذين قيل فيهم
: ويرى الذين أؤتوا العلم الذي أنزل اليك من ربك هو الحق} سبأ 6. وقال في حقّهم:{ الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درّي يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة ولا غربيّة, يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكلّ شئ عليم}النور 35.
ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد, واعي القلب, كامل الحياة, فيحتاج الى شاهد يميّز له بين الحق والباطل, ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الواعي الحي, فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام, وقلبه لتأمّله, والتفكر فيه, وتعقل معانيه, فيعلم حينئذ أنه الحق .