رأى فى أحداث مصر

[masraawy]

رأى فى أحداث مصر

أعتقد أن مايحدث فى مصر هو بداية عملية لتحقيق خريطة الشرق الأوسط الجديد (الموجودة على الأنترنت منذ عدة سنوات) والتى ترتكز على تقسيم الدول العربية الى دويلات صغيرة بناءا على المذاهب الدينية أو العرقية...الخ ، والتى تحقق منها الجزء الخاص بالسودان (شمال وجنوب) ويجرى تحقيقها فى العراق (سنة وشيعة وأكراد) وفى فلسطين (الضفة وغزة) وفى لبنان (شيعة وموارنة وسنة) والدور الآن على مصر لكى تقسم الى ثلاث دول أحدهم قبطية فى الشمال وعاصمتها الأسكندرية وثانيهم سنية فى الوسط وعاصمتها القاهرة وثالثهم نوبية فى الجنوب وعاصمتها أسوان ، والسبيل الى تحقيق ذلك هو تكرار سيناريو فلسطين ، أى بفتح الطريق أمام وصول الأسلاميين الى الحكم عن طريق الأنتخابات الديمقراطية باعتبار أن الشعب المصرى يميل الى الدين والى كل من يقول أن الأسلام هو الحل ، وهم يعلمون أن وصول الأسلاميين الى الحكم سيؤدى الى تطبيق الشريعة الأسلامية وبالتالى حدوث صدام بين المسلمين والأقباط كما حدث فى السودان ومن ثم تتدخل القوى الأجنبية لتأمين الأقباط وفصلهم فى الشمال كما هو المخطط (الذى لا علاقة للأقباط به) ، كما أن الأسلاميين سيبادرون بالغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل مما سيعطيها الذريعة للعودة الى احتلال سيناء بمباركة من المجتمع الدولى ، وبالتالى فلقد التقت رغبات الأسلاميين الطامعين فى السلطة وهيمنة الحكم الأسلامى على مصر ، وذلك بعد أن هيمن على دول كثيرة بالمنطقة (ايران بالثورة الأسلامية ، تركيا وغزة ولبنان بالأنتخابات الديمقراطية) والغرب الراغب فى تفتيت الدول العربية والآسلامية لصالح اسرائيل ، لذا فعل الرغم من اختلاف أهداف المعسكرين الأسلامى والغربى من وصول الأسلاميين للحكم الا أنهم اتفقوا على تحقيق ذلك وهو ما ظهر فى تطابق التعليقات الواردة من الدول المنتمية لكلا المعسكرين ، و الأدلة على ذلك هى

أولا : خريطة الشرق الأوسط الجديد

ثانيا : أن الشعار الموجود على مدخل الكنيست الأسرائيلى (من النيل الى الفرات) مازال كما هو حتى الآن مما يؤكد أن السلام المنفرد بين
مصر واسرائيل والذى استمر لأكثر من ثلاثين سنة كان مجرد هدنة لأسرائيل أدت الى تغيير كبير فى توازن القوى مع العرب ولصالح اسرائيل بالطبع ، وبما يمكنها من تحقيق أطماعها والتى ان لم تصل الى النيل بالقاهرة فعلى الأقل الوصل اليه فى سيناء من خلال اعادة احتلال سيناء وتخصيص جزء من شمالها كوطن بديل لفلسطينى غزة

ثالثا : تفجير كنيسة القديسين بالأسكندرية بغرض احداث الفتنة بين المسلمين والأقباط ومن ثم حدوث الفوضى اللازمة لتحقيق مخططاتهم ولكن عندما نجح النظام والشعب فى تفويت تلك الفرصة عليهم بادروا بتنفيذ الخطة (ب) والمتمثلة فى ثورة 25 يناير ، وبرغم الفوضى التى عمت البلاد منذ ذلك التاريخ لم يحدث أى اعتداء على أى كنيسة (ولله الحمد) باعتبار أن الهدف من ذلك لم يعد مطلوبا فى تلك الفترة

رابعا : ان الدعوة الى ما يسمى ثورة 25 يناير تمت من خلال حركة 6 أبريل والجروب الخاص بخالد سعيد على الفيس بوك والذى أصبح يصنف على أنه الموقع الحقوقى الأول فى العالم ؟؟ والذى لم يكن مؤسسه معروف حتى اختفاؤه فى مساء ما سمى بجمعة الغضب مما اضطر الجهة التى يعمل لديها الى كشف اسمه والبحث عنه باعتبار أن الجهات الأمنية هى المسئولة عن اختفاؤه ؟؟ انه وائل غنيم المتحدث الرسمى باسم حركة 6 أبريل ومدير تسويق شركة جوجل فى الشرق الأوسط وافريقيا ، أى أن شركة جوجل وشركة فيس بوك الأمريكيتين مشاركتان فى الدعوة الى هذه الثورة والتى كان شعارها منذ اليوم الأول (الشعب يريد اسقاط النظام) وليس الرئيس وليس الحكومة ولكن النظام بأكمله ولقد تأكد دور جوجل عندما استحدثت طريقة لأستخدام خدمة تويتر بدون الأنترنت ، وذلك للتغلب على قيام النظام بقطع الأنترنت؟؟
لقد تم تهييج شباب مصر المنتمى للطبقة المتوسطة والمستخدم للأنترنت خلال السنوات الماضية حتى وصل الى الذروة وانطلق للتظاهر ضد النظام تحت اشراف كوادر مدربة لدى مؤسسة فريدم هاوس وغيرها من المنظمات الأجنبية المتسترة وراء شعارات الحربة والديمقراطية وحقوق الأنسان ، وذلك حتى يكون واجهة المظاهرات حضارية (وغير اسلامية) مما يؤدى الى تعاطف الرأى العام الغربى معها ومن ثم قبول أى اجراءات تقوم بها الأنظمة الغربية تجاه النظام المصرى ، أى أن شباب الأنترنت هو الضحية التى ضحوا بها لكسب تعاطف شعوبهم

خامسا : ان كافة المحطات الفضائية الغير مصرية سواء كانت الجزيرة أو بى بى سى أو الحرة أو سى ان ان أو غيرها تتبنى نفس الموقف المعادى للنظام منذ اللحظة الأولى ، كما أن تسريبات ويكيليكس أكدت ضلوع قطر المحتلة بقاعدة أمريكية و كشفت عن نواياهم تجاه مصر واستخدامهم لذراعهم الأعلامى المتمثل فى قناة الجزيرة لتحقيق ذلك

سادسا : تصريحات البيت الأبيض وزعماء الدول الأوروبية الكبرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط باستثناء اليونان التى يحاولون اثنائها عن موقفها (فى اشارة تدل على محاصرة النظام بمحيط مضاد له) بالأضافة الى حلف الناتو بضرورة نقل السلطة الآن وليس فى سبتمبر على الرغم من أن هذا يتعارض مع الديمقراطية التى ينادون بها ، فأى ديمقراطية تتيح لمليون أو حتى عشرة مليون مواطن بفرض رأيهم على شعب يتعدى الثمانين مليون ، ان أنظمة هذه الدول لاتستسلم لمطالب المتظاهربن فيها فى أمور أقل أهمية من مطلب اسقاط النظام ، فالديمقراطية هناك ترتكز على ضرورة قبول الأقلية لرأى الأغلبية ، كما أن هذه الدول تستخدم نفس أساليب الأمن المصرى فى قمع المظاهرات سواء باستخدام القنابل المسيلة للدموع أو الرصاص المطاطى أو خراطيم المياه...الخ من وسائل استوردها الأمن المصرى من تلك الدول؟؟

سابعا : الثقة الكبيرة التى تحدث بها د. محمد البرادعى المدعوم من كلا المعسكرين (الأسلامى بقيادة ايران والغربى بقيادة أمريكا) وذلك قبل وصوله مساء جمعة الغضب حيث أعلن قبوله تولى السلطة مؤقتا وكأنه واثقا من النتيجة النهائية لثورة 25 يناير بسقوط النظام

ثامنا : اللقاءات المستمرة منذ فترة بين قيادات الأخوان المسلمين والسفيرة الأمريكية بالقاهرة والتى مازالت مستمرة حتى هذه اللحظة

تاسعا : الاجلاء المستمر للرعايا والسياح الأجانب فى مصر منذ أول يوم للأحداث والذى وصل الى أكثر من مليون شخص وهو مايؤكد أنه اجلاء مخطط مسبقا وليس نتيجة لتداعيات الأحداث

عاشرا : التصريحات الواردة من ايران الأسلامية وتركيا (المسيطر عليها من حزب العدالة الأسلامى) وحزب الله وحماس والتى تتفق مع نفس
تصريحات الغرب بضرورة تغيير النظام وليس الرئيس

حادى عشر : هو عدم انفراج الأزمة على الرغم من كافة الاجراءات أو التنازلات التى قدمها النظام والتى لن تنتهى حتى ولو تنحى الرئيس مبارك فسيرفضون النائب عمر سليمان كما سيرفضون أى وجوه أخرى ، فالمطلوب اسقاط النطام كى تغرق مصر فى الفوضى مما يمكنهم من تحقيق أهدافهم

ثانى عاشر : قيام خامئنى بالقاء خطبته يوم جمعة الرحيل باللغة العربية والتى طالب فيها الجيش المصرى بالاستيلاء على الحكم متسترا وراء ما يسمى برغبته فى الحكم الاسلامى لمصر وهو حق يراد به باطل ، فهو يسعى ويدعم وصولهم للحكم ليس من أجل الأسلام ولكن من أجل تحييد دور مصر الواقفة أمام أطماعه فى الخليج (الذى يسمونه الخليج الفارسى وليس العربى) ، ان كراهية هذا النظام الفارسى للعرب وأطماعه التوسعية ممتدة منذ ظهور الاسلام وحتى الآن ، ومايظهره من عداء لأسرائيل وأمريكا انما هو خداع لكى يكتسب أرضية فى الشارع العربى ضد حكامه ، كما أن سلاحه النووى الذى يسعى لأمتلاكه لن يكون موجها لأسرائيل (التى تمتلك 200 رأس نووى) وانما للخليج والعرب والأنترنت ملىء بما يؤكد ذلك

ان الغرب قد ادعى صداقته للنظام الحاكم فى مصر ودعمه بشكل قوى ولم يظهر أى اعتراض على أى شىء قام به خلال الثلاثون عاما الماضية ، بل أنهم لم يعارضوا قيام جمال مبارك بدور سياسى قد يؤهله لتولى الحكم فيما بعد ، وقدموا لنا عبر صندوق النقد الدولى والبنك الدولى روشتات اصلاح اقتصادى لاتناسب عموم الشعب المصرى ، وكان هدفهم الرئيسى من كل ذلك هو تعميق الفجوة بين النظام والشعب ومن ثم الوصول الى ماوصلنا اليه الآن ، لذا فمبجرد أن بدأت الاحداث ظهر وجه الغرب الحقيقى وبسرعة مثيرة للدهشة ، ومارسوا ضغطا رهيبا لايتغير برغم كل الاجراءات التى اتخذها النظام وذلك بهدف الوصول الى غايتهم المتمثلة فى اسقاط النظام ودفع الجيش للأستيلاء على السلطة ولفترة مؤقتة حتى يتم اعداد البلاد لأنتخابات حرة تصل بالأسلاميين الى الحكم ولقد بدأت بالفعل مؤشرات هذا بدعوة صريحة من ماكين (منافس أوباما فى الأنتخابات السابقة) بضرورة استيلاء الجيش على السلطة كمخرج لتلك الأزمة ، وتصريحات هيلارى كلينتون بضرورة قيام الجيش باتخاذ مواقف ايجابية من أجل علاقات مستقرة مع أمريكا؟؟؟؟ وهم يراهنون على أن ذلك سيحدث اذا تفاقم الوضع نتيجة حدوث مصادمات دامية مع المتظاهرين ومن ثم فان كافة أطراف المؤامرة تحاول بأقصى جهد أن تصل الأمور الى ذلك الصدام ، وكان أملهم أن يتحقق ذلك قى ما سمى جمعة الرحيل ولكن خيب الله ظنهم

أن كل مصرى مطالب بين أن يختار بين النظام الحالى الحافظ لتراب مصر بكل ماله وماعليه والذى لن يستمر على نهجه السابق بعد هذا الدرس ، وبين نظام اسلامى قد يؤدى الى انهيار الدولة المصرية وتجزئتها بعد أن وحدها مينا منذ آلاف السنين ، بل واستيلاء ايران على الخليج وتقسيم العراق وفلسطين ولبنان بشكل نهائى وهو مايصب فى صالح اسرائيل والغرب وليس فى صالحنا ، اننا جميعا تأمل فى الديمقراطية وحرية تداول السلطة ، ولكن علينا أن نعى أن محاولات تحقيق ذلك بشكل فورى قد يدفع بالمنطقة كلها (باستثناء اسرائيل وايران) الى الهاوية