الشعور الدائم بالذنب يشل حياة المرأة...

[مشاعر حلوة]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل منا يشعر بالذنب وتأنيب الضمير عند ارتكاب الأخطاء ويقال بأن من لايشعر بالذنب لاضمير له. ولكن لهذا الشعور حدود، فمن غير المعقول أن يعيش الانسان في شعور دائم بالذنب لأن ذلك يقضي على جوانب كثيرة من حياته المهنية والاجتماعية والزواجية. والشعور بالذنب وتأنيب الضمير يتفاوت عند الناس، لكن الباحثين يقولون بأن الشعور بالذنب عند المرأة قوي جدا ويفوق ثلاث مرات شعور الرجل به. ولكن في كل الحالات فان الشعور بالذنب يجب أن لايدوم طويلا والا فان الظلال ستبدأ تخيم على الحالة النفسية والفيزيولوجية للانسان.

الشعور بالذنب ليس عاطفة وانما ردة فعل
قالت مجلة /ميا فيدا/ التي تعنى بالشؤون الاجتماعية والنسوية في مدينة / ساو باولو/ البرازيلية في دراسة كتبتها الطبيبة النفسانية البرازيلية المعروفة لوزيانا هيكمان مارسيو /30 عاما/ ونشرها موقع /تيرا/ البرازيلي على الانترنت انه من الأهمية بمكان أن نعلم قبل كل شيء بأن الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير ليس عاطفة كاملة أو حقيقية وانما شعور مؤقت يبرز الى السطح عندما يرتكب الانسان خطأ بحق الآخرين أو تصرفا مسيئا للأخر من دون أن يكون هناك داع له.

وأضافت /لوزيانا/ في دراستها التي اهتمت بها فئة كبيرة من نساء البرازيل بأن الشعور بالذنب هو أيضا ردة فعل تبدو على شكل عاطفة ولكنها، على حد قول الطبيبة النفسانية البرازيلية، ليست عاطفة حقيقية وانما مزيفة وتداهم الانسان، وبشكل خاص المرأة، في مناسبات لاتستحق بأن يكون هناك تأنيب للضمير.

وأوضحت بأن هناك نساء يشعرن بتأنيب الضمير عندما تشعرن بالغضب من شيء ما أو تصرخن في وجه أولادهن أو تفعلن شيئا مهما كان بسيطا من دون علم أزواجهن. وقالت ان هناك نساء تشعرن بالذنب وتأنيب الضمير حتى عندما تشعرن بالحزن على شيء مهما كان صغيرا. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كم من الوقت يستغرق الشعور بالذنب؟

نحمل علامات الشعور بالذنب منذ أن نولد
قالت /لوزيانا/ ان آثار الشعور بالذنب تتواجد عند الانسان منذ مولده والدليل على ذلك بكاء الطفل الذي خرج من بطن أمه للتو. هناك تفسيرات طبية عديدة لبكاء الطفل الذي ولد للتو ولكن القليل يتحدث عن السبب النفسي لهذا البكاء. وأضافت بأن هناك العديد من البحوث العالمية التي اطلعت عليها والتي تقول بأن السبب النفسي لبكاء الطفل الذي ولد للتو هو شعوره بالذنب لأنه غادر بيئة تعود عليها في رحم أمه. هذا الطفل بالطبع لايعرف ولايعلم ولايدرك بكاءه، لكن الأبحاث النفسية الحديثة تشير الى أن لهذا البكاء علاقة بالشعور بالذنب.

وأضافت بأن هناك أطفال يكبرون وهم يحملون معهم شعورا متواصلا بالذنب تجاه الأم حيث يشعر بأنه السبب في تعب الأم التي تعتني به طوال الوقت. ربما لايعرف الطفل بأنه يحمل هذا الشعور ولكن ملامح وجهه وكذلك شعوره اللاواعي من الداخل تدل بأن هناك شيئا ما ينغص حياته وهذا الشيء هو بالتأكيد شعور متواصل بالذنب لأنه يعتقد بأنه ربما جاء ليكون عالة على الآخرين. ونتيجة لذلك فان هناك الكثير من الناس الذين يحملون معهم علامات الشعور بالذنب وتأنيب الضمير في فترة البلوغ أيضا.

المرأة والشعور بالذنب
قالت الطبيبة النفسانية البرازيلية بأن المرأة تشعر بالذنب وتأنيب الضمير بشكل يفوق الرجل بثلاثة أضعاف مهما كان السبب صغيرا أو كبيرا. وأضافت /لوزيانا/ بأن هناك بعض النساء اللواتي تشعرن بتأنيب ضمير طويل الأمد عندما تفقدن عذريتهن بعد الزواج. وأوضحت بأن ذلك سبب لايستحق أن يدوم وقتا طويلا لأن على المرأة أن تعلم بأنها ستدخل الى عالم آخر بعد الزواج وستفقد بعضا من البراءة التي كانت تشعر بها قبل الزواج. ولكن هناك نساء، وبحكم التربية المنزلية وتشدد الأبوين، لايستطعن التخلص من عقدة ذنب فقدان العذرية بعد الزواج.
وأوضحت /لوزيانا/ بأنه اذا لم تتمكن المرأة من التحكم بشعورها بالذنب فان ذلك سيؤثر على كل الأمور المتعلقة بحياتها المهنية والاجتماعية والزواجية. ومن أهم مايمكن أن يؤدي اليه الشعور الدائم بتأنيب الضمير هو دخول المرأة في عالم منغلق، أي انها تصبح منغلقة على نفسها في عالم صغير مبالغ فيه. ومن النتائج الأخرى للشعور المتواصل بالذنب عند المرأة هو تشكل خجل ربما يصبح مرضيا مع مرور الزمن وكذلك الرهاب الاجتماعي. وأشارت الى أن الشعور بالدونية هو نتيجة أخرى خطيرة من نتائج الشعور المستمر بالذنب وتأنيب الضمير.

الشعور بالذنب الاجتماعي
أوضحت / لوزيانا/ بأن الشعور بالذنب يمكن أن ياتي بسبب عوامل اجتماعية عدة ، وعلى رأسها الرغبة في أن يكون شخص ما يتمتع بمكانة شخص آخر غني وذو مكانة اجتماعية هو لايستطيع تحقيقها لنفسه. وقالت ان بعض الناس ربما يقولون بأن هذا الشعور هو حسد وليس شعورا بالذنب، لكن اتضح من خلال بحوث كثيرة بأن ذلك هو شعور بالذنب يدخل في أعماق انسان ما لأنه لم يستطع أن يحقق ماحققه ذلك الانسان الناجح اجتماعيا.

ونوهت الى ضرورة التفريق بين الحسد والشعور بالذنب. فالحسد قد يتضمن رغبة في ايذاء شخص ما ذو مكانة عالية في المجتمع للحصول على تلك المكانة، بينما الشعور بالذنب لايتضمن أية رغبة في ايذاء الآخرين، بل هو ندم يؤذي صاحبه فقط لأنه لا يستطيع الحصول على مكانة اجتماعية هامة مثل فلان من الناس.

كيف نواجه الشعور الدائم بالذنب؟
حول وسائل مواجهة الشعور المستمر بالذنب تساءلت /لوزيانا/ هل نطلب العفو ممن نخطىء بحقهم؟ هل نلجأ للمعالجة النفسية؟ أم نعيش في دوامة هذا الشعور الى الأبد ونشل حياتنا؟

وقالت /لوزيانا/ ان الناس الذين يستطيعون طلب العفو والسماح والاعتذار للآخرين الذي أخطأوا بحقهم هم أناس شجعان يدركون مافعلوه ويحاولون ازالة الآثار الناجمة عنها. ولكن هناك أناس يشعرون بالذنب وتأنيب الضمير ولكنهم غير قادرين على طلب العفو والاعتذار للآخر. وأشارت أيضا الى أن هناك أناس في الحقيقة تعودوا على الشعور بالذنب تجاه أي شيء الى درجة أنهم يتمتعون به أو لايستطيعون العيش من دون الشعور بالذنب وتأنيب الضمير ولذلك فان هذه الفئة من الناس هي التي لاتطلب العفو أو تعتذر من الآخرين للابقاء على الشعور بالذنب. وأكدت بأن هذه الفئة من الناس هي فئة ربما تعاني من أمراض نفسية وبحاجة الى معالجة نفسية حقيقية للتخلص من الرغبة في العيش في شعور دائم بالذنب وتأنيب الضمير.

وأضافت الطبيبة النفسانية البرازيلية تقول بأن المخطىء الذي لايعتذر أو يطلب العفو ممن أخطأ بحقههم انما يجعل من شعوره اللاواعي أرشيفا تتكدس فيه ملفات حتى السقف وعندما يمتلىء هذا الأرشيف حتى النهاية فانه يصعب التعامل معه ولذلك فهم يبدون أشخاصا يوصفون بأنهم عديمي الضمير. اذن، فالشعور بالذنب وطلب العفو والمغفرة جزء من الحياة البشرية، أما الدخول في تأنيب ضمير متواصل فهو خارج عن المألوف ويتوجب على من يعاني من ذلك اللجوء الى المعالجة بأية وسيلة كانت للتخلص منه.

تحياتي

[زنبقة تناجى ربها]

امتدح القرآن النفس اللوامة لكن حين يتجاوز ذلك الحدود فهذه مشكلة حقيقة ...

حين تربية الطفل حتى لو خاف الأبوين على الطفل من المخاطر من المفترض تعليمه كيف يحمى

نفسه لا أن يهرب ويخاف منها ومنها يصاب بتأنيب ضمير دائم ...

موضوع رائع مشاعر حلوة ... ربى تحفظك وتوفقك ...

[romuo misr]

موضوع

جميل

جدا

[я e e м]

مـوضــوعـ
جــميــــلـ
ودي
وتــقـديري
^^

[سما الروح]