ابدا لن اكون

[شريف القناوى]

·ابدا لن اكون .....

اصحي يا احمد كل ده نوم يا فتاح يا عليم موال كل يوم يبتدى بالصحيان قوم الشمس بقت فى نص السماء لازم امى تصحينى ويبتدى ابويا يكمل الموال من ساعة ما خلصت كلية التجارة وهما هما مش بيتغيروا الدنيا بتتغير واحنا زى ما احنا دور على شغل بدل ما انت عاطل روح لف واتعب
دور يعنى هو الشغل قاعد مستنى لفيت لحد ما تعبت مفيش وظيفة الا وقدمت فيها حتى المحلات دورت فيها اقوم احسن الفطار يفوتنى وتبقى ليله اهينا كلنا على السفرة ابويا الاستاذ حسن مدرس اول رياضيات فى المدرسة الابتدائية اللى اول شارعنا مبادئه فوق كل شئ وكل حاجه عنده لازم يحسبها رافض للدروس الخصوصية على الرغم من انه ممكن يكسب دهب منها ديما يقول مادام الواحد يراعى ضميره فى المدرسه ايه لازمة الدروس ودى امى جنبه ست بيت شاطره تقوم من الفجر تصلى هى وابويا وتبدى فى شغل البيت لحد ما تنام شايله الحمل معاه تحاول توفر فى المصروف علشان وقت الزنقه ودى اللى جنبهم اختى سماح تانيه كلية تجارة النهار كله ترغى ومش تبطل رغى تحكى عن كل حاجه بتشوفها ودايما تعارض فى كل حاجه حتى يوم ما دخلت الكلية قلت ليها مش شايفه حالى تدخلى ليه تجارة قالت كده وانت مالك والعفريت ده اخويا الصغير خامسه ابتدائى حسام شقى لابعد الحدود كل يوم مشكله فى الشارع مع العيال كل ما اقعد وابص فيهم احس اننا اسعد اسرة فى العالم بالرغم امن لننا ماديا على الكد يمكن احيانا مرتب ابويا مش يقضى نص الشهر حاولت انى اشتغل فى كل مكان لكن كان فى مشكلة واحدة دايما تقبلنى انى مش معايا كارت زى ما بيقولوا يعنى وسطة تفتح كل الابواب المقفولة على الرغم من انى من الاوائل لكن يفيد بايه قدام الوسطة والمحسوبية ولا الفلوس
فتحت التليفزيون لانى تعبت من التفكير سمعت انى النهاردة فى مظاهرة بتطالب بالعدالة والمساواة مظاهرة ضد الفقر والظلم وانى لازم نتنفس افتكرت نفسى ايام الكليه كيف كنت لما اشوف مظاهرة ابعد منها مين ضامن تمشى معاهم فى الفجر تلاقى اللى بيخبط على بابك وتبقى ضيف ليالي ويا ترجع او مش ترجع مين هيعرف مكانك قطع تفكيرى صوت امى بتقول ابويا والله يا ابو احمد كله كلام هيعملوا ايه زكى كل مرة يتعبوا بعد شويه وصوتهم مش هيخرج بره الميدان يا ستى حرام عليكى سبيهم يتكلموا يصرخوا يطلعوا كل اللى عنديهم يهتفوا كفايه ذل كفاية هوان يمكن حد فى يوم يسمعهم كلام غريب حاجه جوه منى بتقولى دول عمرك جبان ترضى بالسكوت والكل حوليكى بيتكلم ويعبر يا ترى هتفضل لمتى جبان خايف تسكت حتى عن حقك فى كل وظيفة بتروح منك علشان وسطة ومحسوبية هتسكت لامتى على الاهمال اللى بينهش كل حته حولينا فى كل شارع او ميدان هتسكت لامتى عن اللى بيموتوا فينا الاحلام ويزرعوا فينا الخوف من بكره زى البعبع اللى بيخوفوا بيه الاطفال لتانى مره يقطع تفكيرى بس المرة دى العفريت الصغير وهو بيشد فى جلابية ابوه بابا بابا انا عاوز اروح الميدان مع الناس دى ليه بقى يا عفريت ده مش لعب يا بابا رد العفريت ده رد حسيت انى مش انسان قال بابا عاوز اروح علشان مصر انا بحبها وعايزها تبقى جنه ولما اكبر مفيش حد يمنعنى انى اتكلم واقول اللى عاوزه ومفيش حد يسرق منى مصر علشان انا حته منها يا ترى جاب الكلام ده منين هو احسن منى مش عايش جبان حتى وهو طفل
مسكت الموبايل وطلبت حسين هو اعز اصدقائى من ايم المدرسة وحتى الكلية وساكن معايا فى نفس الشارع لكنه مختلف عنى خالص عمره ما سكت ولا بطل كلام كان كل يومين معتقل لكن عمره ما خاف كان عنده حلم انه فى يوم هيشم نسيم الحريه كنت اقول عليه مجنون ودى مش احلام لكنها اوهام بس مش عارف طلبته ليه يمكن كرهت السكوت كرهت انى اكون جبان لحد الممات انت فين يا عم حسين اخبارك ايه فى الميدان وسط الشباب عارف كنت متوقع انك هتكون هناك هو فى حاجه ممكن تفوتك طيب نص ساعه واجيلك الميدان ايه مش مصدق اول مرة اعملها وليه لا هفضل جبان لامتى لازم صوتى يطلع وينسمع فى كل مكان كفاية مش عاوز اموت وانا جبان
بسرعة غيرت هدومى ونزلت بسرعة وانا حاسس انى فى قوة بتدفعنى انى اتخلص من سكوتى وصلت الميدان كان منظر مختلف شباب وكبار وصغار ولاد وبنات من مختلف الاعمار والاماكن مجتمعين رافعين العلم فيهم شموخ وعزة طلبين والمطالب بسيطه انهم يعيشوا ويشموا الحريه انى صوتهم يبقى ليه مكان شوفت حسين ومعاه كتير من شارعنا ومن دفعتنا فى الكلية رحت ليه وسلمت على الكل وشوفت الفرحة فى عينيهم انى اتخلصت من صمتى ومن خوفى رفعت العلم وهتفت وكانت زى صرخة دوت فى الميدان صرخة طلعت من حلق كان مكتوب عليه الذل والهون
بصيت من حوليا لقيت الالوف وكل شويه بيزيد الميدان اكتر واكتر وسط ده كله لمحتها زى ماهى من ايام الجامعة ثورية من الدرجة الاولى وفاء زميلتى فى الكلية ناديت عليها مرة واتنين وتلاته والهتفات كانت اعلى من صوتى واخيرا سمعتنى وبصت باستغراب اكنها عمرها ما تصورت انى اكون هنا سلمت عليها مش ممكن انت غيرت افكارك ولا ايه كنت ماشى جنب الحيط ايه خلاك تسيبها لابد انى كل انسان ليه وقت يصرخ بس المهم انى الوقت يجى حتى ولو متاخر معاك حق مين كان يتخيل ان العدد يكون فى الميدان وكل شويه بيزيد سرحت وفاء فى حياتها ازاى عاشتها فى حارة صغيرة عاشت طفولة صعبة ابوها اتوفى وهى عندها 5 سنين
وامها ازاى تعبت علشان تعلمها هى اخواتها اخوها الاكبر اشرف دكتور مع ايقاف التنفيذ اتخرج من كلية الطب ومش قادر يفتح عيادة والمستشفى الحكومى اللى بيشتغل فيها مرتبها ادوب على قد المواصلات واللى بيفضل مش يقضيه لمدة اسبوع اختها الصغيرة بسمة فى الثانوية العامة مصاريف الدروس والملخصات تهد الحيل وهى اتخرجت من كلية التجارة ولفت من شركة لشركة وفى الاخر اشتغلت فى محل ملابس تساعد فى مصاريف اختها وخصوصا انى امها توفت وهى فى السنه الاخيرة من الكلية بصت لاحمد وافتكرت ايام الكلية وازاى انها كانت معجبة باحمد انسان طيب حنون بيعامل الكل بحب لكن كان سلبى يخاف انه يتكلم حتى وان كان حقه بتص ليه ازاى هو دلوقت ماسك العلم وبيهتف بحماس ياترى ايه اللى غيره اكيد فاض بيه الصمت وعلمته الدنيا انى السكوت مفيش منه فايده سرحتى فين وفاء فى الدنيا وازاى ممكن تغير الانسان احمد عارفه ليه جيت ولا ايه اللى بيحركنى لكن بصى من حوليكى فى الميدان شايفه ايه شايفه شباب وكبار وحتى اطفال لكن انا شايف حاجه تانيه شايف انى كل واحد فيهم حكاية عاشها فى حياته وصلته الى الانفجار اكيد طبعا لكنه منظر يا احمد هيكتبه التاريخ وتفتكره الاجيال تتخيلى ممكن نعمل حاجه ليه لا صوتنا مادام عالى اكيد هينسمع ونغير حاجه هتفنا باعلى صوتنا والاعداد تزيد وابتدى الامن يتحرك ويحاصر الميدان لكن محدش خاف ولا انسحب زى ما يكونوا اتعودوا فضلنا انا وفاء وحسين جنب بعض اتفقنا نبقى قريبين من بعض وانضم لينا محمد ومحسن ورشا وريهام وبهاء وكتير تانى نعرفهم جيران واصدقاء وناس اول مرة نعرفهم فضلنا نهتف
باحلامنا وفجاة حصل اللى مكانش فى الحسبان الدنيا اشتعلت فى الميدان قنابل مسيلة للدموع زى غيمة وغطت الميدان وصوت رصاص بيدوى فى كل مكان ليه يا وفاء بيعملوا كده اكيد خايفين من صوتنا ليرج المكان وينتهى معاه الجبروت والظلم وينتهى عصر الاوهام معاكى حق هم عايزين صوتنا ينتهى وسط صوت الرصاص تعالى بسرعه حسين جنبنا مش قادر يتنفس عنده ربو وسقط على الارض شلته انا ومجموعه من الشباب الكل بيساعد زى ما يكونوا اخوات خايفين على بعض الكل يد واحدة قلب واحد الخوف اتنزع منا الموت بالنسبة لينا مش حاجة الكل بصدره بيدافع عن التانى اخدنا حسين بعيد عن الدخان وغسلنا وشه والحمد لله كان كويس
وقف على رجليه ويهتف اكنه مفيش حاجه حصلت ليه الكل مش خايف مسكنا ايدينا فى ايد بعض وفضلنا نهتف ايد واحدة قلب واحد نموت وايه يعنى مادام هتعيشى بلادى حرة احساس اول مرة احس بيه احساس الحرية شايف حوليا كتير الطفل قبل الكبير مش همه غير انه يشم الحرية ويعيش من غير ظلم او خوف من بكره الوضع فى الميدان اصبح زى النار لما تاكل القش مش سهل انه ينطفى وفاء تعالى بسرعة فى واحد وقع هناك بسرعة نجرى نساعده الجرحى بقت فى كل مكان والعدد مش بيقل لكن بيزيد وصلنا للجريح كان طفل عمره 9 سنين سالته اسمك ايه حبيبى ادهم يا عمو طيب انت جيت مع مين بص لوفاء وليا باستغراب قال هو لازم حد يجى معايا انا بحب مصر واللى بيحب مصر هو اللى ياجى فانا جيت لوحدى علشان انا بحبها وفاء كانت بتساعده وتنظف جرحه وهو عاوز يقوم عاوز يجرى بس مش يهرب لا عايز يجرى يهتف ويقف ضد الرصاص ضد قنابل المسيلة للدموع مشاهد غريبه وعجيبه طاقة واتفجرت فى الميدان الكل صامد وناوى يرسم الطريق لحلم مات من زمان بدا الليل ينزل على الميدان ومفيش حد ناوى على الانسحاب لا ده فيه اللى جاى لسه هى دى الروح اللى ماتت من زمان شباب الدكاترة كونوا طؤراى على جنب زى مستشفى تساعد كل محتاج الكل واحد فى الميدان مفيش فرق خالص ابتدى يهدى الجو شويه بالليل والكل ابتدى يقعد يرح شويه من تعب النهار كل مجموعه مع بعض تحكى شويه تغنى شويه كنا بنفكر كلنا شمس بكره هتكون ازاى الليل طويل لكن العيون رافضة تنام انا ووفاء وحسين اتفقنا على حاجه فضلنا نلم قزايز المياه الفارغة واتطوع معانا كتير من الشباب ورحنا عند كوادير مياه وفضلنا نعبى ونوزع على الميدان بصت وفاء ليه واكنها اول مرة تعرفنى تصدق انك اتغيرت ضحكت وقلت ليها محال يفضل الحال زى ما هو الدنيا وجراحها تعلم الحجر يتكلم ابتدى ناس بتصرف وتعمل خيام تدارى من البرد والليل الطويل وابتدوا الناس اللى حولين الميدان بيجبوا كل اللى يقدرو عليه من اكل ومن غطاء ومن شاى ده الحب الحقيقى حب الناس لبعضيها من غير معرفة او انتظار لمقابل لاو مرة احس بالامان بالرغم من كل اللى احنا فيه شايفه وفاء بصى من حوليكى لاول مرة احس بالدفئ والامان وسط الناس دى يمكن لانك كنت بعيد عازل نفسك بخوفك عن انك تشوف الناس صح مش زى ما كانو بيصورا لينا فاكر زمان ازاى كانوا بيخوفونا من بعض وانى لا يمكن نثق فى حد شايف النهاردة الناس خايفة على بعض ازاى يفضل يموت هو بيدافع عن واحد ميعرفهوش الناس بتتغير واتعلمت الدرس كويس وانت كمان اتعلمت فضلنا نتكلم لحد الصبح هلت الشمس على الناس تطل شمس يوم جديد ياترى هيكون فيه ايه بدات زى ما انتهت القوات انتشرت فى كل مكان بالعصى والسلاح وقنابل مسيله للدموع وابتدت الحرب متصورين اننا اعداء وانى مطالبنا دى وهم من الاوهام لكن خلاص مش بقينا نخاف لا من الرصاص ولا من الموت نفسه ومفيش انكسار من النهاردة خلى بالك احمد صرخت بيها وفاء الرصاص فى كل مكان فى قناصه بتصاد متخافيش وفاء اللى هيموت يموت شهيد علشان البلاد تعيش ويمكن موتنا يحقق الانتصار شوفت طفل صغير صادته بنادق القناص وقع جنبى وفى ايده رافع علم مصر نزلت على رجلى والدموع من عينى بتنزل بحور ايه ذنبه الطفل ده لا كان فى يده سلاح ولا حتى حجر يدافع بيه عن نفسه كان فى يده علم بيعبر عن حبه لبلد عايشه فى قلبه من زمان من وقت ما اتولد على تربها وشاف الحياة وقفت والكره زاد على الذل والهون مسكت بحجر ورميته ومن بعدى كان الالاف نهتف فى صوت واحد وبقلب واحد نحقق الاحلام حرب ودايرة ومين اللى هينتصر هتحدده الايام يمر اليوم وراء اليوم والاعداد من الوف لملايين اصبحت تملى الميدان وليله وراء ليله عشناها فى مر وعذاب كام واحد مات وكام غيره جرحى والكل صابر بعزيمه من حديد والنهاية كانت باعلان الانتصار لشعب فضلت ابكى من الفرح مش مصدق والكل من حوليا بيرقص ويغنى عصر الظلم انتهى وفاء ايوه احمد من النهاردة هتنكتب صفحة جديدة وهنشوف الاحلام بتحقق من حولينا رقصنا وغنينا لحد ما قلوبنا تعبت من كتر الفرح شوفت ابويا واخواتى فى الميدان جايين وفخورين بان اتولد ليهم هنا فى الميدان ويحتفلوا معايا ومع كل الميدان باجمل يوم فى تاريخ البلاد يوم الحرية والنصر
فى الاخر طلعت بحاجه من الميدان بحكايات كنا نسمعها كل يوم حكايات لناس شافت الويل والعذاب ايام وسنين طويلة حكايات ليها العجب ولا فى الخيال تنفع روايه ويكون اسمها حكيات الميدان سمعت كتير وكتير وقلت احكيها لانى كل واحدة فيها عبرة وعظه للحياة هاحكيها زى ما سمعتها يمكن تكون السبب فى انى زى ما غيرت الثورة الظلم واتولدت الحرية تتغير حاجات كتيرة فينا
وقبل ما تنزل الستارة على كلمة النهاية احب اقولكم حاجه انا ووفاء اتخطبنا وفى الميدان فى الفترة القصيرة دى اكتشفت فيها حاجات جميلة وهى كمان شفتنى انسان تانى غير زمان انسان ممكن يحافظ عليها ومتخافش من الايام واتوعدنا نبنى ونعمر حياتنا وبلادنا لينا ولولادنا من بعدنا



النهاية
ولنا بدايه بعد ذلك مع الحكايات

من وحى خيالى وقلمى شريف القناوى

[ساحر الأحزان]

جميلة قصتك اخى العزيز

وفعلا حاجات تغيرت للافضل

وبرضة فية حاجات للاسواء

ولكن تظل قلوبنا عامرة

بمحبتنا لبعضنا البعض

جميل قصتك القيمة

تحياتى عليها

[بسمة العمر]

قصة جميلة خالص شريف

وكلماتك للقصة معبرة وجميلة

تسلم ايدك

[شريف القناوى]

اخى ساحر
كم يسعدنى مرورك ووجودك العطر
بين صفحاتى
شكرا اخى على ردك الرقيق ومشاركتك الجميلة

[شريف القناوى]

اختى بسمة
اللى منوره ديما بعطر ردك صفحاتى
اسعدنى وجودك اختى هنا
ولكى منى كل الشكر على الرد الرقيق

[احزان ملكه]

الله عليك وعلي اسلوبك الرائع والله افتكرتها قصتك الحقيقيه من كتر ما هي واقعيه وجميله واسلوبك في سرد القصه رائع وبجد فيها أفاده كبيره جدا ومعاني جليله ...دومت بهذا التميز ولابداع .... وتقبل مروري

[شريف القناوى]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احزان ملكه الله عليك وعلي اسلوبك الرائع والله افتكرتها قصتك الحقيقيه من كتر ما هي واقعيه وجميله واسلوبك في سرد القصه رائع وبجد فيها أفاده كبيره جدا ومعاني جليله ...دومت بهذا التميز ولابداع .... وتقبل مروري

اختى
شكرا على ردك الرقيق والمرور العطر الكريم
شرفتى القصة وشرفتى قسم القصص والمنتدى