» الخرابة «

[د. محمد الرمادي]

»الخرابة «» الخرابة «
الحكمُ الصادر من قاض علىٰ متهمٍ ما لا يخضع لمزاج أو قبول الشارع الثائر / الغاضب أو الوسط السياسي أو الجماعات المعارضة أو المناؤة ، كما لا يخضع لقبول الخصم أو رفضه ، بل إذا توفرت أركان القضية ودواعي الإتهام وتوفر الأدلة الدامغة يصدر صاحب صلاحية قضائية بما يراه مناسباً وفقاً للقوانين المعمول بها في البلاد ؛ الحكمَ دون إعتبارات شعبية أو مشاعر وعواطف لفئة أو آخرى .
في حالة تقديم أدلة هزيلة لا ترتقي إلى درجة أدلة دامغة لتقاعس الأجهزة المعنية صاحبة الصلاحية في تقديم هذه الأدلة وحفظها من التلف بتواطؤ من السلطة الحاكمة أو المؤسسات السيادية التي تعمل على إخفاءها تأتي المحاكمة مسرحية صورية لرش الملح في العيون وإيجاد جو من البلبلة الذهنية والحركية لدى القوى الرافضة لنص الحكم ، كمحاولة لإعادة شعب برمته يتعدى 85 مليونا إلى المربع الأول ، خاصةً ويوجد فئة تقول بصراحة : " آسفين يا ريس " ، بعد كل ما حدث وجرى .

الثورة نجحت في مصر في زعزعة أركان حكم فاسد مستبد نخر في عظم ونخاع كيان دولة لثلاثة عقود متتالية وافسد الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية لأمة ؛ مما الزم رئيسها المخلوع أن يصفها بــ تعبير

» الخرابة «

، الثورة نجحت في هز الجالس على كرسي الحكم واسقطته ؛ ولكنها لم تستطع إحراج بطانة حكمه من المؤسسات السيادية ، ولم تسطع حتى هذه اللحظة القضاء على نظام حكم ، ولم ينجح الثوار في السيطرة على مقاليد الحكم في طول البلاد وعرضها ولم يتمكنوا من السيطرة على المؤسسات صاحبة الصلاحية في رعاية شؤون الناس وفق معايير ثورية حضارية تتنناسب مع بداية الألفية الثالثة للميلاد داخل كيان الدولة ؛ كما ولم يتمكنوا من فرض المبادئ الثورية والقيم التغييرية والمفاهيم العادلة على مفاصل الدولة ولم يقوموا بتنفيذ حملة توعية في طول البلاد وعرضها بالأسس التي قامت عليها ثورتهم ورضوا بأدنى سقف لمطالبهم واكتفوا بقدرتهم على تحريك الشارع المصري وقت ما يريدون ، وإخراج صاحبات الخدور ... ولم يتعلموا من الإنقلاب العسكري في يوليو 1952 والإستيلاء على مفاصل الدولة ، ومن شارك الثوار لم يكن لديهم الوعي السياسي بالقدر الكافي وجرى تجميع قوى هزيلة في العديد من الجماعات والقوى التي تدعي أنها سياسية بل كان كل ما لديهم حلم الوصول للمقاعد البرلمانية وكرسي الحكم ، أما مرشحو الرئاسة فقد كانوا من السذاجة الإنتخابية والضحالة الفكرية أن كل منهم ظن في نفسه القدرة على جمع اصوات ناخبين دون إجراء قياس دقيق لتوجهات الناخب المصري ومزاجه وميوله الفكرية أو فهم إحتياجاته المعيشية الضرورية وأنه ما زال يعيش أبان الفترة الناصرية أو الساداتية بأنه الأوحد والوحيد القادر على تصحيح المسار وهدم الجدار الذي تقبع خلفه مئات من المشاكل اليومية الحياتية والبعض منها صار مسبة في جبين الأمة المصرية ، ولم يتحسس ـ مرشح الرئاسة ـ موقع قدميه وقربها من الناخب العادي ، فلعبت المؤسسات السيادية تنافسها التجمعات والكتل التي تعتمد على فكرة القطيع لعبتها الوضيعة فجاءت نتيجة المرحلة الأولى للإنتخابات بين حال الإندهاش و الإحباط .

بعد الاطلاع على المواد 15 و واحد و 18 و 17 و 304 و 309 314 و 384 من الأحكام الجنائية و 42 و 43 ثالثة و 46 و234 و235 من قانون العقوبات ؛ قررت محكمة جنايات القاهرة الحكم على مبارك بالسجن المؤبد 25 سنة لما نسب إليه بجنايات قتل ، كما قضت المحكمة بالمؤبد على العادلي ، وإلزام المحكوم عليهما بالمصاريف الجنائية . كما قررت مصادرة المضبوطات المقدمة موضوع المحاكمة ، وبراءة كل من أحمد رمزي وعدلي فايد وحسن عبدالرحمن وإسماعيل الشاعر وأسامة المراسي عمر الفرماوى مساعدي وزير الداخلية الأسبق من الاتهامات التى وردت بأمر الإحالة . كما قضت بانقضاء الدعوى الجنائية من مبارك وحسين سالم وعلاء مبارك وجمال مبارك عما نسب إليهم فى جنايتي استعمال النفوذ وبراءة مبارك من الاشتراك مع موظف عمومي فى الحصول لغيره على منفعة من وظيفته فى الإضرار بمال العام ، وإحالة الدعوى المدنية من المحكمة إلى محكمة مدنية مختصة .
بمجرد ان سُمِعَ المقطع الثاني من الحكم ثار قطاع من الشعب وبدأت القوى السياسية العاملة على الساحة ؛ ولا أقول الوسط السياسي عرض شجبها ومعارضتها للحكم ؛ وسعت جماعة الإخوان إلى حشد اتباعها في الميادين من معركة إنتخابية تريد كسبها ، وتم تناسي أن الدولة المصرية مازالت تحكم بنفس العقلية والنفسية التي كانت تحكمها قبل إندلاع ثورة 25 يناير ، وأن القضاء مسيس وليس مستقل مما جعل محمد عبدالفتاح الجندى ؛ محامى اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق والمحكوم عليه بالسجن المؤبد فى قضية قتل المتظاهرين من حكم المحكمة ، برئاسة المستشار أحمد رفعت، يتعجب فقال :" كيف تكون المحكمة على يقين بالإدانة وفى ذات الوقت تقضى بالبراءة لباقى المتهمين بالرغم من تماثل الوقائع ؟! " . وأكد الجندى أن حكم المحكمة يدل على تناقض فى عقيدتها والدليل على ذلك حيثيات البراءة ، التى أكدت على انتفاء الأدلة ، مشيرا إلى أن أدلة الإدانة والبراءة واحدة ، متهما المستشار أحمد رفعت بإرضاء الرأى العام وتهدئته . وأضاف الجندى أن المحكمة أخلت بحق الدفاع ، على عكس ما قالت ، حيث لم تتح المحكمة للدفاع الاطلاع على كل الأوراق ولم يتمكنوا من ذلك ، كما فوجئوا اليوم [02. 06. 2012] بوجود قرابة 20 ألف ورقة جديدة لم يطلعوا عليها ، واصفا الحكم بالعارى من الصحة وأنه سيتم نقضه بسهولة بعد إيداع أسبابه بمحكمة النقض .
وهذا بالضبط ما يراد ؛ إي إشغال الثوار فبدلا من عملية بناء دولة وتشيد كيان أمة وما يصاحبهما من توعية سياسية وثقافية وعلاج المشاكل الإجتماعية تزج بهم جميعا في دهاليس المحاكم .

اللافت للإنتباه أن بريطانيا قد أعلنت تجميد موجودات وحسابات وممتلكات بقيمة 85 مليون جنيه استرليني ( تعادل 850 مليون جنيه مصري) . وجاءت الخطوة البريطانية استجابة لقرار الاتحاد الأوروبي بتجميد أموال 19 شخصية مصرية من بينها الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته . وهذا قمة التناقض بين حكم البراءة وإعتراف دولة آخرى بما لديها من أموال تخص المتهم الأول .
*

[فداااااااااااء]

كثير من كلامك يدخل فى نهج العقل والتعقل فى رؤية الامور

انا معك فى كثير مما قولته متفقة بهذه الرؤرية
ولكن ما خرج من حكم قضائي بخصوص حق الشباب الذين قتلوا ونحسبهم عند الله شهداء فإني لا اشك ابدا فى نزاهة القضاء واضع الشك كله فى المحامين هل كانوا بالفعل يسعون من اجل اثبات حق هؤلاء الضحايا ام انهم قصدوا تقديم هذه الادلة الضعيفة ام انهم عجزوا عن الايصال اليها

كثيرا ما اصبحنا نتشكك فى كل من حولنا خاصة بعد سقوط الاقنعة من أوناس كثر كنا نحترمهم ووجدناهم منافقين

ويبقى السؤال من هو المسئول واين الحقيقة

تسلم ايدك

[د. محمد الرمادي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداااااااااااء كثير من كلامك يدخل فى نهج العقل والتعقل فى رؤية الامور انا معك فى كثير مما قولته متفقة بهذه الرؤرية ولكن ما خرج من حكم قضائي بخصوص حق الشباب الذين قتلوا ونحسبهم عند الله شهداء فإني لا اشك ابدا فى نزاهة القضاء واضع الشك كله فى المحامين هل كانوا بالفعل يسعون من اجل اثبات حق هؤلاء الضحايا ام انهم قصدوا تقديم هذه الادلة الضعيفة ام انهم عجزوا عن الايصال اليها كثيرا ما اصبحنا نتشكك فى كل من حولنا خاصة بعد سقوط الاقنعة من أوناس كثر كنا نحترمهم ووجدناهم منافقين ويبقى السؤال من هو المسئول واين الحقيقة تسلم ايدك

**
أختى فداء ... عندنا مشكلة بدأت منذ يوم 25 يناير .. وهي أن الشباب ، شباب الثورة ... تركوا الأهم وبقوا في الميدان ... الثورة تحتاج تفعيل من أهلها لا تركها لجماعات الإخوان أو ال سلفية أو بقية الأحزاب الكرتونية ... الشباب لم يقم بالثورة على وجهها ال كامل .... أقصد نحتاج لتفعيل مبادئ الثورة بأيدي الثوار
محاكم ثورية ... الأن نسمع عنها ....

التجرية ..... ... تجربة الثورة ركبها ال جيل ال قديم كــأمثال حجازي وأمثاله ... أنا لا أختلف مع أحد لكن لابد كل واحد يقوم بدوره ...
محمد

[فداااااااااااء]

للأسف أخى محمد أنا لا أعتبر هؤلاء الماكثون فى التحرير هما شباب 25 يناير هؤلاء الشباب اهل الثورة بحق الذين ضحوا بأرواحهم من اجل تحرير مصر والنهوض بها وليس إشعال الحرائق فى مبانيها والتعدى على القيم الاخلاقية والدينية ليس هؤلاء شباب 25 يناير اللى عرفوا معنى نزاهة القضاء والوحدة بين المسلمين والاقباط التى اختلطت دمائهم وشربت منها ارض مصر
ليس هؤلاء شباب التحرير الحقيقيون الذين لم ينضموا لفئة او حزب او افراد بل كانوا منتمين لمصر فقط فرفعوها عالية
شباب التحرير الحقيقون 25 يناير كانوا بينادوا بالحرية والديمقراطية وليس المناداة بالمصلحة الشخصية والديكتاتورية فى صد حق الناس فى التعبير واختيار ما يريدون من مرشحى الرئاسة حتى لو كان ليس على هواءنا ولكنه جاء وفق القانون والشريعة


فى الاخر اخى هؤلاء القابعون الان هم المتسلقين على دماء شباب 25 يناير الذين نحتسب من ماتوا عند الله شهداء
فليس من المعقول انهم لو كانوا هم حقا اهل التحرير الحقيقيون ما ساندوا اهل الدعاية الكاذبة للدين والذين يخفون مطامعهم الدنيئة خلف ستار الدين ويسعون لتحقيقها بكل قوة حتى وان تعدوا الاداب الدينية والانسانية والاخلاقية

نحن نعيش فى غابة اخى مليئة بالوحوش الله ينجي بلادنا وينجى اهلنا آآآمين

عذرا أطلت عليك ولكني اشعر بالغصة فى قلبي اخى لما اراه واسمعه من تصديق الناس لهؤلاء الخارجين عن مبادئ الدين الاسلامى

[د. محمد الرمادي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداااااااااااء للأسف أخى محمد أنا لا أعتبر هؤلاء الماكثون فى التحرير هما شباب 25 يناير هؤلاء الشباب اهل الثورة بحق الذين ضحوا بأرواحهم من اجل تحرير مصر والنهوض بها وليس إشعال الحرائق فى مبانيها والتعدى على القيم الاخلاقية والدينية ليس هؤلاء شباب 25 يناير اللى عرفوا معنى نزاهة القضاء والوحدة بين المسلمين والاقباط التى اختلطت دمائهم وشربت منها ارض مصر ليس هؤلاء شباب التحرير الحقيقيون الذين لم ينضموا لفئة او حزب او افراد بل كانوا منتمين لمصر فقط فرفعوها عالية شباب التحرير الحقيقون 25 يناير كانوا بينادوا بالحرية والديمقراطية وليس المناداة بالمصلحة الشخصية والديكتاتورية فى صد حق الناس فى التعبير واختيار ما يريدون من مرشحى الرئاسة حتى لو كان ليس على هواءنا ولكنه جاء وفق القانون والشريعة فى الاخر اخى هؤلاء القابعون الان هم المتسلقين على دماء شباب 25 يناير الذين نحتسب من ماتوا عند الله شهداء فليس من المعقول انهم لو كانوا هم حقا اهل التحرير الحقيقيون ما ساندوا اهل الدعاية الكاذبة للدين والذين يخفون مطامعهم الدنيئة خلف ستار الدين ويسعون لتحقيقها بكل قوة حتى وان تعدوا الاداب الدينية والانسانية والاخلاقية نحن نعيش فى غابة اخى مليئة بالوحوش الله ينجي بلادنا وينجى اهلنا آآآمين عذرا أطلت عليك ولكني اشعر بالغصة فى قلبي اخى لما اراه واسمعه من تصديق الناس لهؤلاء الخارجين عن مبادئ الدين الاسلامى

***
أشكرك على التوضيح والإفاضة
نورت لي نقاط كنتأريد الحديث عنها


السؤال الذي يحريني

أين ذهب شبابالثورة من ثورتهم

هذه ال ثورة ثورة شباب وليس عواجيز الفرح الباهت ةوالعروس قتلت قبل ليلة الزفاف

ـ
محمد