صيام الطفل يتطلب مراعاة بنيته وقدرته وتهيئة غذائية سليمة

[تصدق نسيت]

الاجواء الروحانية الايمانية لشهر رمضان المبارك تشوق الاطفال للمشاركة في الصوم فيما يعدونه تجربة جديدة عليهم.
والصيام يربي في الاطفال الثقة والتهذيب والارادة والصبر في هذا العمر الذي يحتاج كذلك الى توعية دينية وتعليمات تربوية وغذائية خاصة بهم وفقا لمتخصصين.
ويشيرون الى ان هناك تعاملا خاصا مع الطفل الصائم يتمثل في التهيئة السليمة من قبل الوالدين لهذا الشهر المبارك لدى الاطفال وتشويقهم لتجريب الصيام ما يعزز الجانب المعنوي الذي يخفف من وقعه عليهم إضافة الى التحفيز الذي يعزز الاستعداد النفسي للصيام .
وبحسب دائرة الافتاء فإن صيام الطفل في نهار رمضان ليس على وجه التكليف والوجوب ، إنما على وجه التحبيب والترغيب، كي يتدرب على التزام الشريعة بالتدريج ويجد عندما يكبر في نفسه الطواعية الكاملة للصيام والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
ووفقا لها ايضا فان تكاليف الشريعة الاسلامية مطالب بها البالغ العاقل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ) رواه أبو داود.
وتبين دائرة الافتاء ان هناك مسؤولية على الوالدين تجاه أبنائهم فيما يتعلق بالصيام بتحبيبه إلى نفوسهم واستعمال وسائل الترغيب التي تعينهم - كالجوائز المادية والدعم النفسي - وتعظيم المشاعر الرمضانية التي يحبها الصغار والكبار، ليكون الشهر الفضيل أحب إليهم مما سواه من الأشهر .
وتوضح ان على الوالدين التوسط في صوم صبيانهم، فلا يكلفونهم ما لا يطيقون حتى يشق عليهم الصوم مشقة بالغة، فيصوم الصبي خوفا من تعنيف الوالد أو السخرية منه إن أفطر، فتخور قواه حتى يلحقه العنت من ذلك.
وتوضح كذلك انه لا ينبغي فسح أنواع الطعام والشراب لهم في نهار رمضان بل يراعي الوالدان مقصد الصيام، ويلاحظان بنية طفلهما وعمره وقدرته على تحمل الصوم ، فإما يأمرانه بإتمام الصوم أو بالفطر درءا للضرر، والمهم ألا يؤدي الصوم بالطفل إلى الشدة، وألا ينفر عن هذه العبادة فيكره تكاليفها، ويكون الفهم الخاطئ للدين سببا للعسر والعنت.
وتتابع دائرة الافتاء انه روى الشيخان البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها – في حديثها عن صيام عاشوراء وقد كان واجبا في صدر الإسلام – قالت: (فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ).
وتشير الى ان الله تعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وأن الصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب بل هو أخلاق حسنة ، ومعاملة كريمة، وتحمل للمسؤولية، وعناية تامة بالتربية والتعليم، وبهذا يتحقق المقصد الشرعي في صيام الأطفال، إشارة الى ان بلوغ سن الخامسة عشرة يعتبر من علامات البلوغ.
الاستاذة في كلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية الدكتورة ديالا حميدي تقول ان تدريب الأطفال على الصيام فرصة مثالية للنمو الانفعالي حيث تنمو لديهم قوة الإرادة والتصميم على الاستيقاظ وقت السحور وتناوله مع الكبار استعداداً للصيام, كما يتعلمون ضبط انفعالاتهم من خلال التشجيع على التأني والصبر والتحكم بالانفعالات قبل إصدارها.
وتبين ان هناك جوانب إيجابية كثيرة لصيام الأطفال تتمثل بإتاحة الفرصة لمن يرغب منهم بالصوم وبهذا تعزيز لثقة الطفل بنفسه وشعوره بالقدرة والتحمل.
وتؤكد ان رفض الوالدين لصيام أطفالهم تضييع لفرصة مثالية يبادر فيها الطفل للصيام والتي يجب ان يقوم بها الأهل بالتدريب التدريجي الذي يقع ضمن حدود قدرات الطفل الجسمية والروحية.
وتبين ان صيام الاطفال ينمي فيهم حب الخير تجاه الاخرين والشعور بالفقراء والإحسان إليهم، وانه من الناحية الجسدية للأطفال الذين يعانون من البدانة، فإن الصيام يساعد على التخفيف والتخلص من الوزن الزائد وبطريقة تدريجية محببة للطفل دون توجيه التوبيخ له أو حرمانه القسري من الطعام الذي يحبه، وهذا بدوره يحسن من الصحة الجسمية والنفسية للأطفال الذين يجدون رغبة وحب مشاركة الصائمين في الصوم.
وتشير حميدي الى ان هناك تعاملا خاصا مع الطفل الصائم يتمثل في التهيئة السليمة من قبل الوالدين لهذا الشهر المبارك لدى الاطفال وتشويقهم لتجريب الصيام ما يعزز الجانب المعنوي الذي يخفف من وقع الصيام عليهم إضافة الى التشجيع والتحفيز الذي يعزز الاستعداد النفسي للصيام.
وتتابع الدكتورة حميدي ان هناك بعض الجوانب الانفعالية والأنشطة التي تكون بمثابة محفزات للأطفال ومنها الاستجابة لرغبتهم بالاستيقاظ وقت السحور وتشجيعهم على ذلك مع الحرص على توفير وجبة غذائية متوازنة تضمن لهم القدرة على البدء بالصوم دون الإحساس بالجوع.
وتوضح انه ينبغي ملاحظة الطفل أثناء صيامه والاتفاق معه على الية الصيام الخاصة به والتي قد يسميها البعض (صيام العصفورة) والمتمثلة بصيامه الجزئي كشكل من أشكال التعويد وقد يكون ذلك خلال الفترة الصباحية، وعند الظهيرة يأكل طعاما متوازنا ويشرب ليعوض ما فاته من السوائل الضرورية للجسم.
وتقول ان عليه متابعة المرحلة الثانية من الصيام وهي من فترة الظهيرة حتى اذان المغرب وهنا يشعر بأنه صام مثل بقية الأسرة وفي الوقت ذاته مراعاة الوالدين لخصائص النمو الجسمي للطفل والذي يحتاج لغذاء متوازن في فترات متقاربة.
وتشير الى ايجابية الاستمرارية في مدح الطفل والثناء على انجازه للصيام، اضافة الى التأكيد على أنه يحق له الافطار في أي وقت يشعر فيه بالجوع أو العطش لنشجعه على الصدق والالتزام بفكرة الصوم وغرضه التربوي.
وتوضح أن الصيام لا يكون واجباً وفرضاً إلا عند البلوغ وبالتالي فإن أطفالنا من ناحية دينية غير ملزمين بالصيام في عمر مبكر , فالغاية الأساسية التي نسعى لها كأولياء أمور ليس فرض الصوم على الطفل إنما التدريب والتهيئة النفسية والتشجيع ,وهنا ينبغي التركيز على الأطفال المصابين ببعض الأمراض والتي يجب معها ألا يصوم هؤلاء الأطفال وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب.
وتبين ان عملية الإدراك ترتبط بالفروق الفردية بين الأطفال وهنا لا يوجد عمر محدد ننصح به كي يبدأ الوالدان بتدريب أبنائهم على الصيام، لكن إن أبدى الطفل الرغبة والوعي والإدراك والاستعداد، يقوم الأهل بتهيئته في أجواء يعمها التحفيز مع التأكيد على فكرة التدرج لتكون المهمة إيجابية للطفل.
وتدعو الى مراعاة الوقت من السنة الذي يصادف قدوم الشهر الفضيل فيه , لافتة الى انتباه أولياء الأمور بان قدوم الشهر الفضيل في فصل الصيف يتطلب الحذر في تدريب الأطفال على الصوم بما لا يؤثر على صحتهم ونموهم .
وتؤكد اختصاصية التغذية العلاجية ربى العباسي اهمية التدريب التدريجي لاختبار قدرة أجساد الاطفال على الصيام، فالأطفال من نفس الفئة العمرية تختلف قدرتهم على تحمل الجوع والعطش، لذا يجب أن تراقب الأم طفلها ومدى تحمل جسمه، وأن لا تجبره على الاستمرار في الصيام قدوة بمن هم بعمره.
وتقول انه مع تدرج الصيام يبدأ جسم الطفل بتنظيم الياته بحيث يقوم بجميع العمليات الحيوية اللازمة المعتمدة على الماء متكيفاً بكمية السوائل المختزنة لديه حيث يصبح قادراً على التكيف لصيام يوم كامل.
وتنصح بضرورة تذكير الاطفال بشرب كمية كافية من السوائل بين الفطور والسحور حرصاً على صحة الجهاز الكلوي، وتجنب حالات الدوخة والجفاف.
وتقول انه يجب مراعاة أن يتناول الطفل وجبة صحية متوازنة من المجموعات الغذائية لضمان تغطية احتياجات جسمه من جميع العناصر الغذائية اللازمة لنموه، وضرورة اعطائه وجبة السحور وبدونها لا يسمح له بالصيام حيث يكون معرضاً لهبوط مفاجئ لسكر الدم أو للأملاح.
وتشير العباسي الى مراعاة تناول وجبة الافطار بعد ساعات صيامه الطويلة بالتدريج لتجنب مشكلات التلبك المعوي، فالأفضل أن يبدأ مع اللبن والتمر ثم الشوربات وأخيراً وجبته الرئيسة ويفترض أن تحوي نوعاً من البروتين بشكل متنوع مثل الأسماك أو الدجاج أو اللحوم الحمراء وان لا تكون مقلية ولا يعتمد بأي حال على الوجبات السريعة.
وتدعو الى تجنب اعطاء الطفل الصائم المشروبات الغازية أو المحتوية على الكافيين لأنها تزيد من فقدانه للسوائل وتعويده على شرب العصائر الطبيعية بكميات محدده بحيث لا يستغني بها عن الفواكه، ولا بد أن يخفف من تعرضه للشمس لفترة طويلة أو من ممارسة النشاط البدني الزائد خلال صيامه لأنها تزيد من فقدانه للسوائل.
وتدعو الى التخفيف من اكل الحلويات بعد الافطار بإعطائه بدائل منوعة ذات قيمة غذائية مثل المهلبيات والكوكتيل والكيك المحضر بطريقة صحية اضافة الى مراقبة صحة الجهاز الهضمي لديهم لتجنب مشكلات التخمة أو الحرقة أو الامساك أو الاسهال خلال صيامهم.
وتؤكد اهمية تناول الاغذية المفضل اعطاؤها للطفل الصائم مثل التمر والزبيب والمشمش والبقول والحبوب والمكسرات غير المالحة والخضار والفواكه الملونة مثل الكيوي أو الفراولة أو العنب بأنواعه وادخال الشوفان واللوز الى وجباته

[Princess Noda]

معلومات جميله جدا
تسلم ايدكــ
و مجهود جميل منكــ

[مهندسه بغداد]

معلومات مميزه

اخي الفاضل

شكرا لك

تحيتي