الساعة... قصة قصيرة بقلمي

[احمد برهان]

الساعة....

" العاشرة و النصف"
كان هذا هو الوقت عندما نظر إلي ساعته.. أبعد عينيه عن الساعة ... و هو ينظر أمامه في شرود و توتر لا بأس بهما أبدا .. إن هناك بركان من الشك و الحيرة و الترقب يموج في أعماقه و بداخل خلاياه و بكل ذرة من كيانه ... لذلك فقد كان يتململ في جلسته و لا يقدر علي الشعور بالراحة قط..
لقد قالت له بالأمس:-
" انتظرني هنا ، في تمام العشرة ستجدني بانتظارك"!!
قالت له هذه العبارة الغريبة ، فكيف ينتظرها و كيف ستكون في انتظاره؟ في نفس الوقت ! لكن العجيب أن هذا لم يلفت انتباهه في ذلك الوقت ربما لأنه كان مجهدا أو ربما لان صوتها الرقيق كان يسكر عقله فلم ينتبه أو لا يدري حقا... و قد سألها وقتها... في اهتمام:-
" أهذا موعد مؤكد؟"
قالت في سرعة :-
" هل تشك ؟"
و منحته واحدة من ابتساماتها الساحرة و التي دوما تذيب روحة و ترفع نبضات قلبه و تجعل الحب يسري في كل كيانه ... انه يحبها اجل يحبها أكثر من نفسه و روحه و أكثر من أي شئ آخر انه يذوب في عشقها ... فهي حبيبة قلبه التي لا غني له عنها أبدا...
و شعر بالسعادة تغمر كل كيانه لمجرد انه فكر بها ... اجل إن مجرد ذكراها تجعل قلبه يدق في قوة و عيناه تنطق حبا و روحه تغرد عشقا.. فما بالكم لو رآها ؟ كيف ستصبح سعادته...
ذات مرة سأله عقله :-
" هل تحبها ؟"
طبعا هذا سؤال بسيط و سهل لدرجة انه لا يجب أن يسال عنه و الجواب بسيط و هو لا... اجل و لا عجب انه لا يحبها و ذلك لأنه يعشقها و يذوب غراما في كل ذرة من كيانها و كل خلية من جسدها و كل خلجة من انفعالاتها ...
و لا تحدثوني عن وجهها الفاتن الرهيب الذي يجعل الاعمي ينطق شعرا فيه و عيناها آه ما جمل عيناها و....
" الحادية عشرة إلا الثلث"
قطعت أفكاره عندما حانت من إلتفاته لا إرادية إلي ساعته...
حاول أن ينسي الوقت قليلا .. فربما كانت هناك ظروف قاهرة قد أخرتها .. بالتأكيد أن هذا هو ما حدث .. انه لم يعهد عليها أي كذب أو تلاعب منذ أن عرفها .. لذلك أحبها ... أحبها كما لم يحب احد من قبل...
عادت إليه الذكريات القديمة و تذكر كيف تعرف عليها.. و متي كانت أول محادثة بينهما و ما هو أول الكلام.. و كيف بدأ هذا المدعو حب؟
قد كان أول الكلام هو معاكسة.. اجل معاكسة .. فهو إنسان رزين هادئ و طيب و خجول و لم يفكر قط في أن يغازل فتاة أو يعاكسها أو يطلب أي رقم و يسمع إذا كان الصوت الآتي من الطرف الآخر هو صوت أنثي أم لا؟ و لم يكن يهتم كثيرا بالمغامرات الفاشلة التي يسمعها من الشباب الذين يحيطون به.. فقط كان يهتم بطاعة الله و عبادته علي قدر ما يستطيع و المبادرة إلي الطاعات...
لكن في هذه المرة نسي كل هذا...كان يجلس و هو يشعر بزهق شديد جدا و لا يعرف ماذا يفعل؟ سولت له نفسه هذا... فامسك بالهاتف و طلب رقما عشوائيا لأول مرة في حياته و انتظر ليسمع الطرف الآخر و ردت هي عليه .. و شعر بخجل و إحراج شديدين للغاية ، فرغم انه يملك رباطة جش و ثقة كبيرة بعض الشئ و ليس ممن تزعزع ثقته في نفسه بسهولة إلا انه في هذه المرة شعر بالحرج الشديد من صوتها الرقيق!
كان صوت رقيق و فاتن و محبب إلي النفس و الروح و القلب لكنه في نفس الوقت حازما و جادا لا يعرف المزاح أبدا و يقدر أن يوقف كل من تسول له نفسه شيئا عند حده..
وقتها تذكر ما كان قد نسيه في هذه المرة.. كل فتاة هي بمثابة أخت له... عليه أن يحترمها و يقدرها و لا ينظر لها نظرة فوقية أو نظرة طامعة أو نظرة تحقر من شانها ... إنها مسلمة و هذا يكفي ... فحق المسلم علي أخيه لا تكفي المجلدات في شرحه ووصفه و تحليله .. انه عليه أن يدافع عن أي فتاة حتى لو لم تكن بينهما أي قرابة ..فقرابة الأخوة في الإسلام اعلي من أي قرابة .. و حتى لو كلفه هذه حياته فعليه أن يحميها لا أن يعاكسها في بلاهة كما فعال الآن!...
و يومها اعتذر لها من كل قلبه و شعر انه قد اخطأ خطأ عظيم بحق ... و لقد اعترف .. اعترف لها بأنه قد قام بهذه المكالمة بهدف المعاكسة لا أكثر....!
اجل و بنفس سرعة انتقالك من السطر السابق إلي هذا السطر فهو لم يعهد الكذب علي نفسه قط و لم يكن أبدا خداع أو كاذبا أو يأكل عقول الفتيات .. هو كان صريحا معها إلي أقصي حد و لا تسألني عن سر صراحته المنقطعة النظير هذه فصوتها الرقيق الذي يأخذ قلبك معه و يطير بروحك إلي عوالم أخري غير التي نعرفها ...يدفعك لان تقول أي شئ في نفسك مهما كان خطيرا..
اعتذر لها و هو حتى الآن لا يدري لماذا لم تغلق السكة في وجهه بعد أن قال لها انه اتصل للمعاكسة؟ ربما لأنها سمعت في صوته و احتراما لها و لذاته يندر أن تجده في هذا الزمان ؟ أو ربما لأنها وجدت صدقا حقيقي و أمانة و عدم كذب و خداع ؟ أو لأنها وجدت إنسان صريح لأقصي درجة و لا يخشى من المصارحة و عواقبها ..رغم أنكم لو سمعتم صوته سوف تفرون حتما لأنه أجش و غير شاعري أبدا!!
" الحادية عشرة إلا خمس دقائق"
أبعد عينيه عن الساعة بكثير من التوتر و اللهفة و الضيق .. و شعر في قرارة نفسه إنها لن تأتي ... لكنه انتظر قليلا و قال ..ربما عطلها شئ..
كان كل هذا ينتظرها في الكلية .... فهو لن يسمح لنفسه أن يختلي بها في مكان خاص.. انه لا يقدر علي ذلك أبدا
و عادت الذكريات تتدفق إليه مرة أخري.. في هذه المكالمة تحدث معها طويلا ...طويلا جدا .. لا يدري هو السبب أو من أين أتي بكل هذا الكلام ..فلم يعتقد انه قادرا علي التحدث طوال كل هذه الفترة فلقد اشتهر بأنه صموت قليل الكلام حتى مع اقرب الناس إليه .. و تكلمت هي كثيرا... و كم أعجب بكلامها و افتن و ابهر به ..فأولا هي كانت تملك صوتا رائعا كفيل بخلب لب أي أصم محترم ! و كانت هي ثانيا تملك عقل متفتح واع و متقدم..لم تكن تهتم بالزينة و البهرجة و لبس كل جديد بقدر اهتمامها بالاحتشام و لبس كل ما هو فضفاض غير مظهر لما تحته .. و تراعي أن تكون كل تصرفاتها علي قدر المسؤولية و ألا تغضب الله عز و جل بكل مكن ..كما أن ثقافتها عالية جدا و تعرف الكثير من المعلومات المدهشة ..و طيبتها لا يمكن وصفها ..إنها إنسانه متكاملة إن صح التعبير..
و انتهت المكالمة للأسف.. كما ينتهي أي شئ جميل في حياتنا ..و كم دهش عندما عرف إنها تدرس معه في الكلية ..و في نفس القسم.. و أصبحت اللقاءات في الكلية و لكن بحدود...انه لم يجرؤ حتى علي أن يلمس أصابعها و يصافحها و هي لم تقدر هي الأخرى علي ذلك... و كان ينظر إلي الأرض و هو يحدثها و يراعي أن تكون نبرته هادئة و هي كذلك كانت تتكلم في هدوء ..إذ لربما جعلته نبرة صوتها الرقيقة يشعر بشئ في نفسه نحوها...
كانت تعتبره مثل أخ حقيقي يعتمد عليه و تصارحه بمشاكلها في حدود المعقول و المسموح...
و هو أيضا كان يحترمها جدا و يكن لها كل تقدير و اهتمام.. لكنه كان يشعر بشئ في داخل نفسه كلما تذكرها.. كان يشعر بأنه هناك انقباضه في داخل أعماق فؤاده و يشعر أن رجفة تعتري كل روحة عندما يراها...
انه لم يكن ينظر إليها كثيرا... لكنه يقدر أن يقول عنها.. إنها أجمل شئ وقعت عليها عيناه و عيني أي احد في العالم...
إنها جميلة بحق و هذا الحجاب الذي يغطي كامل شعرها دون أن تظهر ولو شعرة واحدة و ملابسها التي تحمي جسدها كله من أعين المتلصصين ... إنها إنسانه رائعة...
و هو في الآونة الأخيرة انشغل في كتابة بعض الأبحاث لها.. فهي كانت عليها أن تكتب رسالة الماجستير و هو كان يكتب لها بعض الأبحاث الأخرى...
و كان هو يحضر الماجستير هو الآخر و لكنه كان ينظم وقته..لذلك فقد كان يعمل و يعدها يحضر المحاضرات و في أوقات الفراغ كان يكتب أبحاثها و يحضر رسالته... و كان يفعل ذلك عن سلامة نية و فرحة حقيقية لأنه يساعدها هي.....
" الحادية عشرة و الثلث"
نظر بعيدا و هو يتذكرها و يتذكر الحب .. حبها... اجل انه أدرك تماما هذا الشعور الذي ينتابه ...انه يحبها ي كما لم يحب شيئا أو احد قط... انه يعر بأنفاسها الرقيقة التي تأخذها هي... و هي تخرج من صدره هو ... و يشعر بانقباضه قلبها في صدره إن أصابها غم أو كرب.... و يشعر براحة هائلة إن فرج عنها أي كرب يعتريها و يشعر بالراحة الحقيقية إن لاحت له عيناها ... و يشعر بان الدنيا ابتسمت له بكل جوانبها إن رأي بريق ابتسامتها يلوح بالأفق المحيط بثغرها ... و تكون اسعد أيام حياته.. إن سمع رنين ضحكتها الرقيقة المهذبة الأخاذة... إنها أجمل ما يمكن أن يسمعه في حياته لها...
لقد صارح كل منهما الأخر بحبه في وقت واحد.. تسألني كيف هذا؟ أقول لك.. لغة العيون...
عندما نظر إلي عينيها لأول مرة دون خجل أو ارتباك أو توتر... رأي كل آيات و معاني الحب و العشق و الهيام.. و هي تقول كذلك أنها رأت كل هذا في عيونه...
رأت كل لهفة و شوق و احترام و اهتمام ووجد و سعادة و حنو و جمال...
انه لم يكن يدرك انه جميل أو أن عيونه جميله كما تقول هي إلا عندما أحبها... اجل .. إننا نشعر بالجمال و السعادة عندما نحب و نري أننا أجمل و ارق و أفضل ... لأننا نري أنفسنا في عيون من نحبه...
آه... إن قلبه يعتصره شوق و لهفة إلي أن يراها ...أن الحب عنده عبارة عن خط مستقيم لا عوج و لا ميل فيه...
لذلك فقد كان يريد أن يقابلها اليوم ليقول لها انه يريد أن يتقدم إلي أهلها... إن لن يستطيع أن يصبر أكثر من ذلك و لا يستطيع أن يتصور أنثي غيرها تكون شريكة.. و لا يتخيل أن تكون هي لرجل غيره...
آه لكم يحبها ... لكم يحبها هذه الفتاة التي أخذت عقله و قلبه ووجدانه و كل دنياه..
" الحادية عشر و النصف"
شعر بضيق شديد و تبرم و سخط ...ليس منها و لكن من الموقف نفسه و كان عليه أن ينصرف من الكلية الآن .. انه يشعر انه يترك ورائه قلبه و حياته كلها... ان يريد أن يحرك قدمه ليذهب و لكن قلبه أصاب قدمه بالشلل لكي لا يترك المكان الذي سوف يقابلها فيه بداخل الكلية...
تحرك أخيرا و ما إن ابتعد خطوات قليلة حتى رآها من علي البعد و هي تكاد تعدو لتبلغ موضوعه و علي شفتيها ابتسامة من نوع خاص..
ابتسامة اعتذار و فرحة و شوق ...
و شعر بان السعادة تغمر كل خلاياه...

تمت بحمد الله عز و جل

[ساحر الأحزان]

قصة جميلة واسلوب راقى وشيق منك

فى عرض احداثها

بطريقة جميلة وسلسة

تحياتى لما وضحت

فى قصتك الراقية

دمت بكل خير

[احمد برهان]

اسعدني مرورك العطر..


و سعيد ان كلماتي المتواضعة ..

نالت رضاك الكريم......

اخي الغالي الطيب....

باذن الله اكون عند حسن ظنك....

و يكون القادم افضل..

وفقك الله لكل خير..

و دمت برعاية الرحمن

[الأميرة رودي]

هى دى القصه القصيره يا أحمد ،، أنت ضحكت علينا
انا تعبت من القراءه بس قصه شيقه وجميله
ربنا يديم الحب على كل المحبين
يسلموو اخى موفق دايما يارب

[احمد برهان]

هههههههههه

كده برضه يا رودي ؟؟ تتعبي من قصة قصيرة..

امال لو قراتي قصصي القصيرة اللي بيكون حجمها....

8 صفحات وورد خط 16 اريل ؟؟

دي كانت اقل من 3 صفحات خط 16 اريل !!

تسلمي و يسلمك وجودك...

انا اكيد انسان سعيد...

عشان شوفت طلتك المميزة مرتين بيوم واحد..



ربنا يوفقك و يكرمك يارب....

و اشكر لكِ هذا الاهتمام..

عسي ان اكون عند حسن ظنك الطيب..

اكرمك الله و اسعد اسامك و حياتك

و دمتِ بحفظ الرحمن

[شظايا عمر]

جميل الانتظار بشوق هكذا

وان يتحابا دون معصية الله

وان يجتمعا علي حب الله

جميله جدا القصه

والاجمل معاني الحب بها

وجميل ومميز اسلوبك في سردها

راقي بالفعل في كتابة القصه

سلمت يمناك عليها

خالص تقديري وتحاتي

[همسه دموع]

طبعا من غير كلام حضرتك ليك اسلوب راقى ومميز ديما بجد قصه ممتعه ويارب ديما اقره لحضرتك كل جديد تقبل مرورى لك منى كل احترام وتقدير وانتظر كل جديد لحضرتك

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوة أنثي جميل الانتظار بشوق هكذا وان يتحابا دون معصية الله وان يجتمعا علي حب الله جميله جدا القصه والاجمل معاني الحب بها وجميل ومميز اسلوبك في سردها راقي بالفعل في كتابة القصه سلمت يمناك عليها خالص تقديري وتحاتي

اكرمك الله علي مرورك الرائع هذا...

و حقا لكِ نبض جميل في ردودك.

و اكيد طبعا انا اخطات قليلا..

بهذه القصة لان الحب هكذا دون رابط...

لايجوز بكل تاكيد...

عامة انا كتبت هذه القصة في شرخ شبابي..

لم اكن علي قدر من الالتزام مثل الان..

بقصصي الحديثة لا يون هناك حب..

الا بين زوج و زوجته...

وفقك الله و دام فضلك

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقه للاحلام طبعا من غير كلام حضرتك ليك اسلوب راقى ومميز ديما بجد قصه ممتعه ويارب ديما اقره لحضرتك كل جديد تقبل مرورى لك منى كل احترام وتقدير وانتظر كل جديد لحضرتك

مش عارف ايه حكاية حضرتك دي ؟؟

تكررت 3 مرات... انا عامة يا عاشقة...

لا احب الالقاب مثل استاذ او حضرتك...

كلنا سواسية مع بعض ...

اكشر لكِ هذا المرور القيم..

عسي ان تروقك كل قصصي القادمة باذن الله...

وفقك الله لكل خير....

و دمتِ بحفظ الرحمن

[PrinCesS Gege]

بجد بجد رووووووووووعه
تسلم ايدك على القصة الجميلة دى
ف انتظار كل جديد
مودتى