مودة.. القصة الاولي من سلسة قصص السعادة الزوجية

[احمد برهان]

موده

" الزواج مقبرة الحب " هكذا سمعهم يقولون و يعيدون و يزيدون ..لكن هل هذا حقيقي و الزواج مقبرة الحب ؟ ..ظل يسمع هذا الكلام حتى رآها و أحبها و تزوجها ومن ثم أدرك عقم هذا الكلام الذي لا يصدقه إلا البلهاء و السذج أو التعساء فحسب ..فقط عليك أن تحسن الاختيار و تتوكل علي الله تبارك و تعالي وثِق أن الله عز وجل لن يتخلى عنك أبدا فهو حسب عباده الصالحين المتقين انه رب العالمين..

هو قد أحبها منذ أول مره شاهدها بها و شده إليها جمالها الهادئ الذي ليس هو بالصارخ فلا يضيء في الوجه كالفلاش و يجعلك غير قادر علي تمييز ملامحه أو يجعل صاحبته مطمع لكل إنسان حقير تسول له نفسه الخطأ و قد اتبع هواه و كان أمره فرطا ..كذلك ليس جمال مصطنع يعطي صاحبته فتنه صارخة و لكن إذا قذفت علي وجهها الماء ظهرت حقيقتها وولي منها الشيطان مدبرا لشده شناعتها‍‍‍‍...
كلا كان جمال رباني جميل هادئ و بسيط بدون بهرجه أو ماكياج أو مثل هذه الأشياء التي تهتم بها الفتيات عموما ..جمال تشعر رغم بساطته و هدوءه أنه يحرك فؤادك إلي عوالم الرومانسية حيث لم يصل إلي هناك بشر قبلك و حيث تشعر حقا أن الحب لا يزال موجودا و لم تطغي عليه حياه المادة التي نحياها..جمال لا يمكن وصفه فقط انظر إليه كي تدرك ما اعني فأحيانا تخون الإنسان تعبيراته حتى لو كان من أعظم الأدباء أو امهر الشعراء....
تزوجها و كل الأحاديث السابقة عن خطورة الزواج و انه مسئولية و تعب و... و... و لكن الواقع انه لم يضع شئ من هذا في رأسه انه أحبها حقا و هذا يكفي و كم شعر بالدهشة ..انه منذ أن تزوجها و الحب في قلبه تجاهها يتضاعف يوما بعد آخر و هذا اثبت صدق نظرته و ضعف و بعد نظريات الآخرين ..انه يحبها كما لم يحب أي شئ آخر في حياته و هي عنده بالتأكيد اغلي من روحه نفسها..
اليوم كان العمل شاقا جدا عليه ..ليس فحسب لان عمله كان مجهدا اليوم بالذات و لكن كذلك لأنه نسي أو لم يقدر علي فعل شئ هام جدا و حيوي ..لقد اعتاد ان تقبل زوجته وجنته كل يوم قبل خروجه إلي العمل و هذا شئ يبدو بسيط لأي شخص و لكنه لم يكن بسيط أبدا بالنسبة إليه.....
كانت هذه القبلة بمثابة عامل منشط يجعله يقبل علي الحياة و يكون قويا في عمله سعيدا كذلك و لا يأبه لشئ و لكن اليوم كانت ظروف عمله تحتم عليه أن يذهب مبكرا عن وقته الأصلي لذلك كانت هي نائمة فموعد عملها لم يحن بعد..و عندما نظر إليها و كان قد لبس كل ثيابه تردد هل يوقظها أم لا ؟ نظر إليها ثانيه كانت نائمة كالملاك الوديع و تبدو جميله علي جمالها و *************** علي فتنتها..لم يطاوعه قلبه علي أن يوقظها قط... لنترك هذا الملاك ينام و يرتاح و هذا الجسد الذي يفني نفسه في خدمته.. حقا ما أطيبها و ارقها و أجملها !!...لكم أحبها حقا...
المهم كان العمل شاقا جدا عليه و لم يهونه سوي شئ واحد ، الصلاة ..كانت هي حقا نعم المجير فالإنسان إذا لم يلجأ إلي ربه وقت تعبه و شكواه ..إلي من غيره سيلجأ ؟؟ انه نعم الرب و نعم المجير تبارك و تعالي...
و مر الوقت كيفما مر لا يدري كيف مر ..و عاد إلي البيت و كله شوق إلي زوجته انه يحبها بحق و لا يطيق إلي الابتعاد عنها لحظه و يقولون مقبرة ..نِعمَ السفاهة!
لكنه لم يجدها في المنزل فقط وجد ورقه تخبره فيها إنها سوف تتأخر لظروف قاهره في العمل بعيادتها ، فهي دكتورة نساء و عرفت أن الحالات كثيرة جدا و قد عرفت ذلك قبل أن تنزل مباشرة ..يالتعاسته ! انه يشعر بشوق شديد إلي رؤيتها ..لا يدري ماذا يفعل الآن ؟ حسنا ظل ينتظر و طال انتظاره و لكن الله لا ينس الصابرين فلم يمر إلا النذر اليسير من الوقت حتى أتت هي و اندفع إليها وكله شوق إلي أن يحتويها و يضمها إلي صدره و لكنه رأي في محياها شئ افزعه كانت تبدو مرهقه إلي حد كبير و آه ..ياللمسكينه ! يبدو أن العمل أرهقها جدا في هذا اليوم ..قال لها بكل حنان الدنيا :-
- ما بكِ يا حبيبتي؟ هل أصابك مكروه؟
قالت بصوت متعب لم يفلح الإجهاد في إذهاب جمال نبراته:-
- لا تهتم انه إجهاد فحسب ليس شئ ذي بال ...
قال في حنان رهيب :-
-لا تجهدي نفسك أنت اغلي ما املك بحق و ليس لي سواك..
نظرت له في حنان و منحته واحده من ابتساماتها التي لا تنسي و ذهب هو إلي المطبخ كان يريد أن يعد لها طعاما..اجل... لا عيب في ذلك قط إنها تخدمه دائما في مودة و حب و تفان...لماذا لا يفعل هو المثل ؟ إن هذا واجب عليه ..اجل واجب و ما أجمله من واجب و و ما احبه من واجب إلي قلبه ! يعد الطعام لحبيبه قلبه هذا شئ يسعده حقا خاصة و هي متعبه هكذا و ما إن تذكر تعبها حتى أصابه شئ من الضيق انه يكره أن يصيبها سوء و و ان كان ذلك مَسه من نسمة هواء ....
و دعي لها الله عز و جل أن يذهب عنها الإرهاق... أما هي فتوضأت لتصلي العشاء الذي فاتها لأنها كانت في المواصلات وقت الآذان...
القي عليها نظره بعد الانتهاء من تحضير هذه الوجبة السريعة ، فوجد إنها قد نامت علي الكنبة بثيابها من شده الإرهاق و شعر قلبه نحوها بشئ من الشفقة و ترك الطعام و جلس يتأملها رغم كل التعب و الإرهاق كان يراها جميلة بحق بل *************** و يحسد نفسه عليها لكنه قال في نفسه اللهم بارك لي فيها و هب لي الذرية الصالحة و الخلف الطيب ... ظل يتأملها لا يدري إلي متي و لكنه انتبه إلي أن الوقت كان قد تأخر جدا و يقترب من الحادية عشره و قال في نفسه كلا يجب أن أطعمها و أذهبها إلي السرير كي تنال قسطا وافر من الراحة...
و بمنتهي الهدوء حاول أن ينزع عنها ثياب الخروج و بكل حنان الدنيا ألبسها ملابس المنزل كي لا تستيقظ و حاول أن تكون يده خفيفة ...و بعد ذلك مسح علي رأسها برقه مفرطة و ناداها باسمها في حنان حتى فتحت عينيها و ما إن رأت وجهه أمامها حتى ابتسمت في سعادة حقيقية جعلت قلبه ينبض في سعادة و حب هو الآخر وقال في حب:-
- الطعام جاهز يا أميرتي ..
قالت في دهشة :-
-أعددت لي الطعام أيضا ؟
قال في حنان مفرط :-
-و إذا لم أحنو و أكون رقيقا مع أحب مخلوقة إلي في الوجود مع من أكون كذلك؟
قالت في سعادة صرفه :-
-كم احبك يا زوجي الحبيب!
قال ضاحكا :-
-وقت الطعام!!
و امسك بالملعقة ووضعها في الطبق ثم وضعها في فمها بحنان بالغ و هي في قمة سعادتها ..وهكذا حتى قالت أخيرا بعد أن شعرت بالشبع:-
-حمدا لله سبحانه و تعالي ..
ثم استطردت في سرعة:-
-ولكنك لك تأكل و لو ملعقة واحده قط؟؟
قال باسما:-
-إن كونك قد شبعتي يا روحي ، فذلك يجعلني أنا الآخر اشعر بالشبع يا حبيبتي ..
قالت معترضة :-
-ولكنك...
وضع إصبعه علي فمها برقه متناهية كي يمنعها من الكلام و قال:-
-أرجوك يا حبيبتي أنا شبعان فعلا ..هيا يا أميرتي لتنامي و تريحي جسدك المرهق المتعب..
و بما أنها مرهقه لفرط العمل فقد حملها علي ذراعيه في خفه و حنان و انتباه كي يذهبها إلي الفراش و كانت سعيدة حقا لأنه يحملها كالفارس المغوار الذي يتحدى العالم كله من اجلها ..أما هو فالواقع انه كان مرهقا جدا هو الآخر من العمل و الانتظار وإرهاقه لم يكن يقل عن إرهاقها و لكنه صبر و تجلد و تحمل من اجلها انه يحبها حقا و لا يريد لها سوي كل خير و سعادة ...
وضعها علي الفراش بكل رفق الدنيا و غطاها و احكم الغطاء علي جسدها كله و لم يظهر إلا وجهها الجميل ...نظر إليها في حنان و رقد جوارها و هو يستعد للنوم في هدوء و سكينه هو الآخر لكنها فزعت فجاه و قالت :-
- لا يمكن أن أنام الآن ؟
قال في دهشة ممزوجة بالقلق :-
- لماذا يا حبيبة قلبي ؟
قالت في سرعة :-
- لقد كنت تريدني اليوم ..
قال في ذهول :-
-كيف أدركت هذا ؟
قالت في حنان :-
-لقد أدركت ذلك من نظرة عينيك ..
قال لها في حب :-
-أريحي بالك و نامي ..
قالت في ضيق:-
- ولكن لا شك أن الملائكة تلعنني الآن...
ربت علي وجهها في حنان و قال :-
-هذا لو أنني غاضب عليك و لكنني لا يمكن أن اغضب منك قط و نحن بشر يمكننا التسامي و لسنا حيوانات لا هم لها إلا شهواتها ..أريحي بالك و فؤادك أنا لا يمكن أن أكن لك سوي كل حب ..
حاولت الاعتراض إلا انه ظل يربت علي وجهها في رقة و يداعب شعرها في حنان إلي أن غفت في النوم و كانت تبدو و هي نائمة كالملاك كعادتها و نظر لها في حب شديد و نام هو الآخر مرتاح البال و الضمير و هو يتذكر تلك العبارة " الزواج مقبرة الحب" يالها من مقولة لا تليق إلا بوافد مخضرم من مستشفي الأمراض العقلية علي عالمنا ...
الزواج هو الحب و الراحة و الطمأنينة و ليس سوي ذلك ابدا....الزواج مودة و رحمة حقا ما أعظمك يا الهي!! لم تشرع إلا ما نطيقه و نسعد به ما أوسع رحمتك يا رب العالمين..

تمت بحمد الله سبحانه و تعالي

[ابتسامة الزهر]

الحب لا يموت ابدا
والعلاقة الزوجية كتاب مفتوح وبكل بساطة يحتاج الى الحوار
وتقبل الآخر فالنضج والاحترام والكثير الكثير من الادب
والرقي والرقة في التعامل والمودة والرحمة
تقوى الحب وتزبده
قصة جميله جدا ودرس مفيد للعلاقة الزوجية وكيفية التعامل
تقديرى لك

[احمد برهان]

تسلمي اختي الفاضلة...
و حقا العلاقة الزوجية..
لا تحتاج الا الي معرفة الدين حقا..
و التفاهم و التراحم..
لكن قليلا من هم يعرفون ذلك...
او يطبقونه..
اسعدني تشريفك لي اختي الكريمة..
دام جهدك و عطاءك..
عسي ان يروقك كل جديد

[قلب وكلمات]

الله يا احمد يا رائع

كلام موزون ويا رب نتعلم نطبق

التثبيت وأرجوا أرسال روابط علشان الكل يستفيد

تحياتي لحضرتك

[ساحر الأحزان]

كلام جميل منك

وتوضيح هادف

فى جميل المعاملة

تحياتى لرقى قلمك

دمت بكل خير

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيصــــــــر الله يا احمد يا رائع كلام موزون ويا رب نتعلم نطبق التثبيت وأرجوا أرسال روابط علشان الكل يستفيد تحياتي لحضرتك

اسف علي الرد المتاخر جدا...

اشكرك اخي القيصر علي تعليقك الرائع....

و فعلا ي رب نتعلم تطبيقه في الحياة...

وفقك الله للخير و باذن الله يروقك كل جديد..

دمت بحفظ الله

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر الأحزان كلام جميل منك وتوضيح هادف فى جميل المعاملة تحياتى لرقى قلمك دمت بكل خير

الاجمل مرورك اخي الكريم...

ي رب يكون فيه استفادة لكل من يقرأ كلامي هذا..

وفقك الله للخير و دمت بحفظ الرحمن

[العاشق الذى لم يتب]

رائع الانتقاء

وجميلة الافادة

دام التميز والحضور

تحياتى وودى

[احمد برهان]

منرني اخي رفعت
ربنا يكرمك و يخليك يارب
و اشوفك احسن دايما

[سارة سرسور]

جميلة
الحب لا يموت
تسلم الأيادي
في انتظار الباقي