هيوفاريقون

مجدي الحفناوي · منذ /02-01-2013, 03:02 AM

هوفاريقون
نبات عشبي معمّر يتراوح ارتفاعه بين 20 – 100سم، الساق قائمة كثيرة الفروع، الأوراق بيضوية أو إهليليجية مستطيلة لونها أخضر قاتم وعليها بقع شفافة تقريباً، الأزهار خماسية البتلات لونها أصفر فاقع وعند حاف بتلاتها توجد بقع دقيقة سوداء اللون.
الموطن الأصلي لهذا النبات يضم معظم مناطق أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا. وينمو هذا النبات عادة في الغابات والمنحدرات والحقول وحول ساحات المزارع وعلى جوانب الطرقات.
تاريخ النبات:
استخدم هذا النبات في طب الأعشاب منذ عهد ديسقوريدس على الأقل والذي ذكره في مؤلفه الشهير عن الحشائش "ماريا ميديكا" وذكر استخداماته لطرد الديدان وعلاج الجروح تحت الاسم "هيبيريكون" والذي تطور منه الاسم العلمي المميز لجنس النبات. بينما يشير اسم النوع "Perforatum" إلى البقع الشفافة الغدية التي تنتشر على سطع أوراقه. أما الاسم الإنكليزي الشائع للنبات "St. John's Wort" فهو قد ألحق بهذا النوع بالتحديد على شرف القديس جون المعمدان لتشبيه دمه بعصير هذا النبات والذي سرعان ما يتحول لونه إلى اللون الأحمر بعد ترضه للهواء.
ولسوء الحظ وتبعاً لهذه التسمية فقد ألحقت بالنبات بعض الخواص الخرافية وصار يستخدم في أوروبا خلال القرون الوسطى لإبطال مفعول التعاويذ السحرية بل وكانت تعلق حزم منه فوق أبواب المنازل والكنائس في ذكرى يوم القديس جون (والذي يصادف 24 حزيران) لطرد الأرواح الشريرة. وكان المجانين والمعتوهين يجبرون على استنشاق رائحة أزهاره وأوراقه أو تناول مستخلصاتها ليتخلصوا من الأرواح الشريرة التي تسكن أجسادهم.
أما في الطب العربي في ذلك الوقت فقد كان هذا النبات يستخدم بشكل عادي لعلاج الأمراض وكان يعتبر من الأدوية ذات المزاج "الحار اليابس" وكان يستخدم خارجياً كعلاج موضعي لتخفيف الآلام وشفاء الجروح والقروح. كما كان يعطى داخلياً لعلاج الغدد والفالج وآلام النقرس والنسا والظهر وأمراض الكبد كاليرقان والاستسقاء وعسر التبول واضطرابات الطمث. وقد ذكر جيراد في أوروبا استخداماته كعلاج مدر للبول وقابض ومضاد للنزف ومفيد في حالات الجروح المختلفة. وفي أوروبا خلال القرن التاسع عشر استخدم هذا النبات كعلاج للإسهال والديسنتاريا واليرقان والهستيريا والاضطرابات العصبية الأخرى ونفث الدم كما كان يستخدم موضعياً لعلاج القروح والأورام والكدمات.
الجواهر الفعالة:
زيت الهيوفاريقون الأحمر يستخلص من أزهار النبات وهو أحد العوامل الفعالة.
راتنج ذو مذاق لاذع وخفيف المرارة وهو يعتبر على أنه العامل الأكثر فعالية.
ويحتوي النبات أيضاً على تأنينات ومحتويات نباتية اعتيادية.
الاستخدامات الحالية في الطب الشعبي:
الاستخدام الأكثر شيوعا في العصر الحديث استخدام لنبتة سانت جون هو في العلاج الاكتئاب. ففي العديد من الدراسات السريرية التي اجريت على نبتة سانت جون فهي أكثر فعالية من العلاج الوهمي, وفعالة على قدم المساواة مع العقاقير المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات في علاج قصيرة الأجل من في حالات الاكتئاب البسيطة - متوسطة الشدة (1-3 أشهر).
ليس من الواضح إذا نبتة سانت جون فعالة كما هو مثبط استرداد السيروتونين الإنتقائي ((SSRI (Selective serotonin reuptake inhibitor) - مضادات الاكتئاب مثل سيرترالين .
يستخدم هذا النبات في الطب الشعبي هذه الأيام لخواصه المدرة للبول والطاردة للبلغم ونوعاً من القابضة. ويعطى منقوعه الساخن داخلياً لعلاج بعض أمراض الجهاز البولي والجهاز التنفسي كالسعال والنزلات الصدرية ويعتبر أيضاً ذو خواص مسكنة للأعصاب وقد سجلت الكثير من التقارير عن حالات أذيّات الجمجمة والعمود الفقري والتي استفادت من المعالجة بمستخلصات هذا النبات. وتقارن بعض المصادر فوائد هذا النبات للجهازالعصبي بدرجة أفادة نبات هرة العطاس "Arnica" للجهاز العضلي. أما الاستعمال الموضعي لمستخلصات هذا النبات فهو ذو فائدة كبيرة لعلاج الجروح والقروح والكدمات ولهذه الغاية يحضر زيت من أجزائه وقد وصف "جيراد" طريقة تحضيره في موسوعة أعشابه حيث ينصح بنقع كمية من أزهار النبات وأوراقه في زيت الزيتون ضمن زجاجة مغلقة تحت أشعة شمس قوية لعدة أسابيع ثم إضافة أزهار أخرى حتى يتحول لون الزيت إلى لون الدم فيصفى ويستخدم.
وفي حالة استخدام المنقوع الساخن داخلياً يكتفي عادة بنسبة ملعقة صغيرة من الأجزاء المزهرة لكأس الماء بمعدل كأسين يومياً.
في الطب الحديث:
أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة فائدة هذا النبات لقتل أنواع محددة من البكتيريا وتأثيره المطهر والمسكن. ويستخدم الزيت المستخلص من أزهار هذا النبات كدواء مسكّن للآلام وبجرعات صغيرة وفي الطب المتشابه تستخدم صبغة النبات (مستخلص كحولي) كعلاج للجرب والكدمات وتمتاز صبغة هذا النبات بلون قرمزي قاتم ورائحة كالنبيذ ومذاق خفيف القبض وتفاعل حامضي.

التأثير الفيزيولوجي:
عند الإفراط في تناول مستخلصات هذا النبات وزيادة الجرعات تظهر بعدها الأعراض الجانبية مثل الدوخة وتشوش الدماغ مع آلام في الرأس، وارتفاع درجة الحرارة، سعال جاف، ازدياد في نبض القلب، خدر، ارتعاش الرجلين ضعف عام، أرق وأعراض أخرى.