عودة الغائب

[شاعر واسير الحب]

عودة الغائب

ترددت الصرخات من جانب الجبل .. ولم يكن في القرية سوى أطفال ونساء مسنات أما الرجال والنساء القادرون على العمل فكانوا في الحقول , وردد الصدى أصواتاً مبهمة ..

ومن الوادي كان يحملون نعشاً تمدد عليه شبح إنسان .. لم يكن قد مات بعد .
القرية تحتويها شمس كئيبة .. وريح تصر , والأرض ظمأى تنتظر المطر والسماء لا ينذر بشيء .. العام عام أخر من القحط تهز العجائز رؤوسهن :
- لم أر أشد من هذه الأعوام .
- كانت أيامنا أيام خير .
وتهمس نساء :
- لقد هاجر الرجال
وكانوا يعودون , ولكن على أكتاف رجال آخرين .. الآن النعش يزحف في عوارض الجبل ببطء .. العرق يتصبب من وجوه الرجال .. وكانت أصواتاً لا تزال تسمع ..

قالت إحداهن :
- هل تسمعون الصوت ..
ولم يحمل الهواء سوى مقاطع مبهمة , العرق لا يشبع عطش الأرض , ولكن الرجال يستمرون بإصرار في منح الأرض اليابسة مزيداً من عرقهم .
ردد الجبل الصدى :
- أوه .. أواه .
كان المنزل مغلقاً , حتى الطفلين كانا مع أمهما في الأرض اليابسة . كانوا ثلاثة .. أماً وطفلين أرهقهم العمل .. جلست لتمسح عرق جبينها وشرب الطفلان ماء .
وصل سمعهم النداء ..
هـــل عاد ..؟
صاح الطفلان :
إنه أبونا .. يقولون إنه أبونا في الطريق إلى القرية .
ركض الطفلان نحــو الجبل .
وجمعت المرأة أشياءها القلية وعادت لتستقبل زوجها العائد , في أعماقها ضربات سرور . لقد عاد أخيراً في رحلة استمرت أعواماً لم تعد تذكرها .. إنها بعمر صغيرها الذي راح يركض نحو الجبل لا يعرف حتى شكل أبية .
حملق الأطفال في الرجال القادمون كانوا يسبحون في عرقهم , وسمعوا صوت أنين خافت من على النعش .
سأل الصغير بقلق :
من هو أبونا ؟
كان الكبير حائراً , إنه لا يتذكر وجه أبيه فقد غاب عنه ذلك الوجه منذ أن انعطف قبل سنوات من إحدى منحدرات الجبل , وكان أخوه لا يزال قابعاًَ في بطن أمه .
نظر الرجال بصمت إلى الأطفال وتجمعت نسوة فوق منازل القرية . وحمل النسيم أصوات النساء :
- لقد عاد .
- إنه محمول على جنازة .
- لقد أصابه شيطان البحر ..
كانت توقد المدفأة وتعد بقلب راجف قهوة للرجل القادم . نظرت إلى نفسها صدفة في مرآة محطمة .. كانت خائفة , لقد عجزت ولم تشعر .. بدا من فوق دارها خيط من الدخان ستعد له عشاء دافئاً . ذهبت تجري إلى ديمتها .. أخرجت من تحت سريرها الخشبي القديم وعاء أسود , احتفظت فيه بكل ما جمعته من السمن .. حرمت نفسها وطفليها للعائد الذي أقترب موعد وصوله .
كان الأطفال يتهامسون :
- لماذا هو على النعش ؟
- أجاب الكبير :
- سمعت أصوات رجال على السلم :
- بهدوء .
- لا تجعله يهتز .
لعلهم يحملون أشياءه التي أتى بها معه .
وسمعت صوت طفلها من خلفها :
- إنه مريض .. إنه محمول على جنازة .
لم تشعر بأن يدها كانت تلمس ناراً , تجمدت عيونها على الظلام , وفي أعماقها كان يتفجر شيء غامض .. مخيف لا تعرفه .
صوت الرجال لا يزال على الدرج المظلمة :
- أين نضعه ؟ .
- هناك في غرفة النوم .
- لا .. لا .. الأفضل في الفرش .
هناك الهواء أكثر .
وصاح أحدهم :
- أين أنت يا زوجة ؟
لم تكن هنالك .. أحقاً إنه لم يعد ..؟
أحقاً أن، ما يحدث هنالك تحت هو شيء واقعي؟
غاب كل شيء عنها .. حتى عيون طفليها الفضوليين .. عاد الرجال إلى القرية وكانت النساء يتحدثن عن أزمة القرية :
- ماذا ستصنع الآن زوجته .
- لعلها ستعتني بزوجها .
- يقولون إنه لا يملك شيئاً .
- لقد سرق الأطباء كل نقوده .
همست عجــوز :
- لقد سحرته امرأة في المدينة .
نظرت إلى الزاوية حيث مددوه , كان عظمياً أسمر , لا شيء من ذلك الرجل .
عيناه فقط تدلان على أن الوجه له .
حملق الأطفال في الجسد الممدود .
لم يتخيل الصغير أن هو أبوه .. لقد رسم له في أعماقه صورة أخرى عملاقة قوية , عاطفية .. كان كالأغنية التي كانت أمه ترددها وهى تطحن مساء حبوب الشعير .
أم الكبير فلم يكن يعرف ماذا يفعل .. ظل مبهوراًَ لساعات , أبوه الذي قبله لم يكن هو هذا الممدود هنا , لعل الرجال في الوادي أخطأوا ونقلوا إليهم شخصاً أخر .
ولكن أمه صامته لا تتحدث أنها تنظر إليه , لعلها لم تتبين الخطأ ..
- أماه .. إنه .. ليس
وقاطعه صوت أنين :
أريد ماء .. ماء .. ماء
جرت الأم إلى زير الماء .. أقترب الطفلان من الجسد . حتى العيون أغمضت .. لم تترك الأم مكاناًَ لولي إلا زارته , ولا سيداً إلا ونذرت له, ولا مسجداً إلا وأعطت من يقرأ فيه القرآن حبوباً وسمناًَ ولبناً . ولكنه ظل على السرير , لا تتحرك عيناه تزوجت بالسقف , ورأسه لا تتحرك ولكنه لم يمت .

[العاشق الذى لم يتب]

أسأل الله أن ينزل المطر على تلك القرية
وينبت الزرع والضرع
كماأدعوه أن يشفى ذاك الغريب العائد
لتسعدأمرأته ويعوضها عن زمن حرمان الغربة
ويفرحوا أطفاله وهو بهم يفرح
قصة جميلة جدا أخى الشاعر
المهم أنه لم يمت
تقبل تحياتى وودى
رفعت

[-esraa-]

ما أجملها من قصة ,,
جمعت بين الفقر.. والحـزن .. الانتظار .. الترقب ومأساة

وكانت نهايتها محـــــزنة ,,

سلمت يداك عالموضوع الجميل ,,

يدوم النشـــاط والتميز

[شاعر واسير الحب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجل المتواضع أسأل الله أن ينزل المطر على تلك القرية وينبت الزرع والضرع كماأدعوه أن يشفى ذاك الغريب العائد لتسعدأمرأته ويعوضها عن زمن حرمان الغربة ويفرحوا أطفاله وهو بهم يفرح قصة جميلة جدا أخى الشاعر المهم أنه لم يمت تقبل تحياتى وودى رفعت

اشكرك علي المرور
وعلي ردك الجميل
اشكرك رفعت منور الصفحة
دمت بخير

[شاعر واسير الحب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة esraa samy ما أجملها من قصة ,, جمعت بين الفقر.. والحـزن .. الانتظار .. الترقب ومأساة وكانت نهايتها محـــــزنة ,, سلمت يداك عالموضوع الجميل ,, يدوم النشـــاط والتميز

اشكرك علي المرور
وعلي ردك القيم
اشكرك اسراء منورة الصفحة
دمت بخير

[Îäm-ñøt ßèst ßût Âm-dîffèrèñt]

قصه رئعه تسلم اديك علي هذه الكلمات الرئعه ادعو الله انا ينزل المطر علي هذه القريه تقبل مرواي اخوك( مشكله)

[شاعر واسير الحب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aná aślņ wãd Ḿāshkèlä قصه رئعه تسلم اديك علي هذه الكلمات الرئعه تقبل مرواي اخوك( مشكله)

اشكرك علي المرور يا مشكلة وبدون مشكلة كمان
تقديري واحترامي
نورت الصفحة
دمت بخير
اخو مشاكل هههههههههههه

[sweety nadosh]

قصةفي قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك

لكـ خالص احترامي

[شاعر واسير الحب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sweety nadosh قصةفي قمة الخيااال طرحت فابدعت دمت ودام عطائك ودائما بأنتظار جديدك الشيق لك خالص حبي وأشواقي سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا اعذب التحايا لك لكـ خالص احترامي

اشكرك علي المرور
وعلي ردك الراقي القيم
اشكرك ولك تقديري واحترامي وودي الجم
منورة الصفحة دمت بخير

[gold rose]

قصة جميلة جداً ,,
سرد راقي ,,