اتقوآ الله في أولادكم " تابع مسابقة أسرة مسلمة "

[طِيشْ !]

[SIZE=4][COLOR=black] [CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم إن موضوع تربية الأولاد في غاية الأهمية , إذ يتوقف عليه مصلحة الأبناء و الآباء معاً و بالتالي يترتب عليه مستقبل الأمة و المجتمع لذلك , اهتم الإسلام و المربون على رأسهم الرسول المعلم محمد صلَّ الله عليه و سلّم الذي بعثه الله مرشداً للأبناءو الآباء ليكفل لهم السعادة في الدنيا و الآخرة ... لذلك نجد القرآن الذي فيه صلاحنا , يذكر الله فيه قصصاً تربوية كقصة لقمان الحكيم وهو يوصي ولده بوصايا تشمل له دينه و دنياه , و الرسول الكريم صلَّ الله عليه و سلّم يغرس في نفس ابن عمه عبدالله بن عباس ما يتوجب على الآباء فعله تجاه أبناءهم , وما يتو جب على الأبناء فعله تجاه الأبوين .. ليكون الأساس قوي و البناء متين و هادف و له رساله و دور في المجتمع ... فإن دور الآباء و الأمهات هو العامل الرئيس في غرس القيم و السلوكيات الحسنة في نفوس الأطفال ... فمنذ البداية و حتى قبل الزواج وصّى الله و رسوله الزوج باختيار الزوجة الصالحة التي ينوفر بها الدين و الهداية تمهيداً بأنها ستكون أم متحملة مسؤولية تربية طفل لعله يكون شهاب من شهب العلم و الصلاح , أو يكون نبتة فاسدة بقاءها يضر ... و التوجيه أيضاً للزوجة باختيار الأب الصالح الذي ينصح بما يفعل و و ينفّر الطفل مما لا يصح أن يفعل .. فصلاح الأب و صلاح الأم فيه صلاح للأبناء فلن تجد أغلب من ربّوا تربية صالحة في مضمونها مطرزة بقيم و أخلاقيّات سامية يكون نتاجهم فاسد مثلاً ... فالأبناء عندما يولدون يكونون كالمادة الطرية التي يسهل تشكيلها , فإذا اعتادت طيب الكلام فلن تتغنى إلا به . ويجب أيضا أن تكون التربية مبنية على أن للإبن كرامة يجب أن تصونها و يجب أن تعلمه منذ صغره على أن لديه حقوق كما أن عليه واجبات لكي يكون بناءه بناء شخصية مستقلة قوية و متحملة للمسؤولية ... وقد قال رسول الله صلَّ الله عليه و سلّم الكريم " اتّقوا الله في أولادكم " ,,, و ذلك بما فيه من توصية الرسول على الأبناء , فللأبناء الكثير من الحقوق التي يجب و جودها لتحقق توازن داخلي للطفل . و أبسط تلك الحقوق و أكثرها تأثيرا " الإحترام " , فإذا تم احترام عقلية الطفل منذ صغره سما تفكيره ليصبح راقياً .. و أيضا يتوجب على الآباء أن لا يُذِلّا الطفل بأي طريقة تسلب كرامته .. فكمآ قال الأديب عبد الكريم بكّار " إن إذلال الطفل يولد لديه مناعة ضد النصائح التي تلقى عليه و سلب كرامته يسّوغ له عمل القبائح " ... فكل قمع لحق من حقوق الطفل يولد بعدها و بشكل فوري نتيجة سلبية تترسخ في ذهنه مبرره لكل خطأ أياً كان كبيراَ أم صغيراً .. كمآ أن إحدى حقوق الطفل على أبويه هي توفر " القدوة بهم " بحيث يرى من أمّهِ أفضل أمٍّ في العالم أجمع , و يرى من أبيه " سوبرمان " العصر , وفي وجهة أنه فور حدوث أي نقد هدّام في فترة الطفولة تُهدَمُ صورة " القدوة في الآباء " في نفس الطفل , فهم يحتاجون إلى القدوة لا الإنتقاد !! , إذ تمثل فترة تكون فترة من أهم الفترات التي يبنى على أساسها مستقبل الطفل , إمّا واعد أو بالي ... و يجب أيضاً أت تتوفّر للطفل " الحرية " التي تضمن له اقتناء ما يرديه من أشياء لا ضير في اقتناءها , فلا يجب أن تكون أما الطفل دوماً صورة القوة القاهره التي ستسيطر عليه إن قال ما يريد فالإستقلالية منذ الصغر لدى الأطفال تولد نوع من أنواع السلام الداخلي في نفسه , فبناءه سيكون خالياً من المشاكل النفسية التي يعانيها بعض الأطفال فكما قال الكواكبي " إن الإقناع خير من الترغيب فضلاً عن الترهيب , و إن التعليم مع الحريّة بين المعلّم و المتعلّم أفضل من التعليم مع الوقار , و إن التعليم رغبة في التكمّل أرسخ من العلم الحاصل طمعاً في المكافأة أو غيره من الأقران و على هذا بنوا قولهم إن المدارس تقلل الجنايات لا السجون " ... فالطفل هو مرآة لأبويه في العالم فيجب أن تكسبه كل ما سيحسّن " صورتك " أمام الناس و أيضاً أمام ربِّك يوم تسأل عن ما فعلته في الأمانة التي أعطيتْ لك ْ ... و لحساب مثل ذلك اليوم يجب أن يرسخ الأبوين في أولادهما مبادئ الدين و العقيدة و حب الله ورسوله و تحبيب ذلك إلى نفوسهم ليس بمنطق " المسلّمات " التي تُمْلى على الطفل ليفعلها و عندما يَسْألُ عنها يقال له " طبق كما هو و لا تسأل " .. فديننا الحنيف يمتاز بالحكمة و الإجابة على كل ما للنفس من أسئلة و إن كان هناك جزء لا يجوز السؤال فيه فالخروج منه أيضاً حكمة من حكم الإسلام هو اللازم حينها ... فحب الله و رسوله سيأتي من كثرة ما يُصلي على الرسول و كثرة ذكر الله على لسان الأب و الأم .. ويجب على الأبوين أن يربيا في نفس الطفل قناعة حب ما يفعل فحينها لن تكون الصلاة في ذهنه " واجب " إن لم يفعله سيعاقب على تركه .. بل ستكون " ركن " يحتاجه لكي يتقي به ربّه و أيضا سيجازى على حبه لله بحسنات تقربه منه و من جنته أكثر ... وأيضا بمعرفة الحلال و الحرام , فبمعرفته المبنية على الحكمة و المنطق و الإقناع و التودد ستحبب الطفل بفطرته السليمة فيما حلّل الله و ستنفِّره مما حرّم عز وجل ... فإذا عرف الحلال من الحرام و اقتنع بإيجابيات ما تركه ولجوءه إلى المحللات ,, و يتم ذلك عن طريق محاولة الوالدين المستمرة في تحبيب طفلهما في الله سبحانه و تعالى ستجعل الطفل يخاف من أن يفعل حراماً " بعد ما يعلمه " لحبه في الله و خوفه من أن يغضب عليه و من هنا سيأتي حب الطفل التلقائي لمساجد الله التي يُذكر فيها اسمه ... و بالطبع ذلك عندما يتمثل مثلاً يوم الجمعة أمام الطفل بالجلباب الأبيض و الرائحة العطرة و صلاة الجمعة مع أبيه الذي يحثه على ذلك سيحبب الطفل أكثر في بيوت من أحب ... ومن هنا يبدأ طريق التعود على عبادة الصلاة , و تدريجياً سيأتي باقية العبادات كالصدقة " عندما يقسم مصروف ه بينه و بين اليتيم الذي حكى له أباه قصته " و الصوم " عندما يستطيع و الذي قصت عليه أمه حكمته " ... إلى آخره و بالنسبة للعيب ... فالطفل إن علم الحرام و اقتنع بحرمته لن يفعل العيب وإن فعله فسيفعله عن جهل به و تفهيمه حينها له بطريقة تربوية مؤدبة لا معاقبة سيمنعه من أن يفعل ذلك مرّة أخرى ... من أجمل الصفات التي يمتاز بها بعض البشر بشكل عام " الإيثار " و عدم الأنانية , قإذا تعوّد الطفل منذ صغره أنّ ما يعطيه لغيره باقٍ أبد الدهر عند الله عز وجل , و عند من يعطيه و علمته أيضاً أن هذا من الصفات الجيدة التي يمتاز بها الأطفال الجيدين فقط , سيحبب ذلك الطفل في بذل الخير و إعطاء ما يستطيع أن يعطيه لمن يحتاج ,,, وأيضاً من أسس تربية الأولاد " احترام الفطرة " فالإنتماء ركن من أركان الفطرة السليمة التي يجب أن تثبت في نفس الطفل ,, فالإرتباط بالأمة الإسلامية سيكون بداية ً من بذل الخير للغير و تفهيم الطفل أن كل ما يفعله و كل ما سيدرسه في المدرسة سيعود بالنفع عليه وعلى أمته , فقليل من الأشياء المحيطة به التي يسهل الإنفصال بها عن العالم , فحب البلد و الإنتماء لها شيء يحتاج له الطفل لكي لا نشوِّه صورة الفطرة السليمة بداخله .. فالتحدث عن التاريخ حينها سيفيد و استحضار المستقبل أيضاً سيفيد حتى و إن كان الحاضر مؤسف فلا يجب أن تشرك الطفل في كل ما يحيط به من قسوة , و الأولى بنا أن نزرع بداخله براعم الأمل .. فالأكيد أن كل طفل هو مشروع " صلاح الدين " فلا يأس  و يجب أن تكون شخصيتك القيادية أما الأبناء بارزة في التربية فعندما سنجد الإبن لا يترك حقه و يحب بلده سنعلم أن بالتأكيد أباه كذلك , وحين نرى لينه مع الضعيف سنعلم أن أمّه كانت تمتاز بذلك ... و اخيرا عزيزي الأب .. عزيزتي الأم أبناءكم أمانة في أعناقكم و الأمانة يجب أن تؤدي في أحسن صورة ممكنة فستسألوا عليهم أمام رب العالمين و إياكم ثم إياكم ثم إياكم تحطيم شخصية الطفل إن كان بزعزعة صورة بلده أمام نفسه أو حته نفسه أمام نفسه ... فنرجو سيادتكم أن لا تعيدوا خطأ جيل سابق رُبَّى أغلبه على الكرهِ و البعد عن الله و تعاليم الدين و للأسف كان ذلك " دون قصد " ستربى ابن محبط ليتزوج و ينجب ابن مكسور ليكمل بذلك سلسلة جيل مدمر .. فنرجوك أن لا تدع " دون قصد " مبرر لضياع أمة قادمة من شأنها أن تكون أشجع الأمم و أقومها .. فلا تدع أي أمر أياً كان هو أن يقع حائلا بينك و بين أن تكون مربي رائع لأجيال آتية .. في النهاية أرجو أن تتذكروا أننا نريد مجتمعاً واعيا و ناضجا ينبض بالفكر فيكفينا أن لا تعلموهم سوى ابتغاء رضا الله و الكرآمة و حب الوطن ودي ووردي

[سارة بنت مصر]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

[طِيشْ !]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت مصر مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

شكرا على التواجد


ودي ووردي

[العاشق الذى لم يتب]

أرجو أن تتذكروا أننا نريد مجتمعاً واعيا و ناضجا ينبض بالفكر
فيكفينا أن لا تعلموهم سوى ابتغاء رضا الله و الكرآمة
و حب الوطن
يكفى موضوعك أن نهاتيه بتلك الكلمات القيمات
تسلمى موضوع روعة ورؤية ثاقبة
ودراسة وافية
كل التوفيق لك أختى طيش
تحياتى ومودتى
رفعت

[طِيشْ !]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجل المتواضع أرجو أن تتذكروا أننا نريد مجتمعاً واعيا و ناضجا ينبض بالفكر فيكفينا أن لا تعلموهم سوى ابتغاء رضا الله و الكرآمة و حب الوطن يكفى موضوعك أن نهاتيه بتلك الكلمات القيمات تسلمى موضوع روعة ورؤية ثاقبة ودراسة وافية كل التوفيق لك أختى طيش تحياتى ومودتى رفعت

شكرا على تواجدك أخي

أنرت صفحتي بمرورك

ودي ووردي