دنيتى بين النور والظلام (مسابقة لو)

[العاشق الذى لم يتب]

بسم الله والحمدلله أحبتى فى اللـــــــــــــــــــــــــــــــــه سلام الله عليكم ورحمته وبركاته نعم الله على بنى البشر عظيمة لاتعد ولاتحصى { وقليل من عبادى الشكور} والصحة تاج على رؤوس الأصحاء لايراه إلا المرضى ولايعرف قيمة الشيئ إلا من فقده ونعمة البصر هى من أجل نعم الله على العبد ولذا قال فى حقها من لاينطق عن الهوى إلا وحى يوحى سيد البشر ومعلم البشرية سيدنامحمدصلوات ربى عليه وسلامه: مبلغ عن ربنا جل فى علاه فى حديثه القدسى :{مامن عبد فقد إحدى حبيبتاه وصبر عليها إلا وكافئته بالجنة}. جلست بين همٍ أصابنى وماأكثر هموم دنيانا ومشاكلها ومابين الأمانى والآمال وماتحقق ومالا لم يأتى بعد وجدتنى حزين مكثوم ، فقلت سبحانك ربى ومع ذكر الله أظلتنى سحابة طمئنينة فحمدت ربى المنعم وتذكرت نعم الله علىّ ورحت أعدد فضل الله وتذكرت كم من مبتلى وهو صابر وراض وعلى الفور تقمصت دور الأعمى وماهى أحلامه وأمانيه وماذا يدور فى خلده وكيف يرى دنياه وماالفرق بين أحلامى وأحلامه وعشت دقائق فى صحبته وكان حوارى معه كما يلى: الأعمى : أصبحت أخاف النوم كما أخاف اليقظة ،وأخشى الحلم كما أخشى الواقع. البصير:ولكن لابد لك أن تنام وهل يعقل أن يظل أحدا من المخلوقات مستيقظا دون أن يخلد إلى النوم؟ الأعمى:عند النوم تراودنى آمال وأمنيات وأمتطى زورقها متجولا شواطئها المتسعة ومناظرها الخلابة حتى أتيه فى أحلامى . البصير : وهل رأيت المناظر الجميلة وإتساع الشواطئ وكيف هى أحلامك؟ أحلامى ليست كوابيس وإنما كماأنك تحلم وتتمنى ، ولكن ماجدوى الحلم بالليل وهو ينفض يقظة النهار وفى كل ليلة منام يمحى ماقلبه وعند الإستيقاظ أجد واقع مخالف. البصير: ألم تخبرنى بأنك رأيت جمال منظر وراحة نفس فى إتساع الشواطئ أو ليس ذلك يجعلك تتمسك بالأمل وتحقيق الأمانى؟ الأعمى : أستيقظ يوما فأجد نفسي كفيفا أتحسس العالم من حولي , أضع يدي على وجهي ألمس معالمه, و أضرب الأرض بعصاي فأستكشف طريقي, و أنصت إلى أصوات الناس فأتبين أسماءهم و أتذكر شخوصهم. و حينما ينهكني التعب, أعود إلى فراشي, و أطبطب على سريري حتى أحدد وسادتي لأضع رأسي عليها. و عندما يأتي الصباح, يدخل النور المزعج من شباكي الذي نسيت أن أغلق ستارته, فيوقظني من النوم , و أنظر إلى وحهي في المرآة كأنني لم أراه من قبل, و أبحث عن عصاي فلا أجدها و لا أحتاجها لأسير في الطريق, و أقابل الناس فأعرفهم قبل أن أسمع أصواتهم, و كأن شيئا مما حدث لي بالأمس لم يحدث. البصير: أهذه أحلام أم تلك أمنيات تريدها أن تكون؟ الأعمى: ياسيدى ألست أنت ترى ماأراه وتعلم ماأعلمه وتشعر وتحس مالا أحسه وأشعره . البصير : أعلم ذلك سيدى ولكن أنا وأنت ألسنا من سويا ابنى آدم لك جسد كجسدى ويحتاج مايحتاجه جسدى من مقومات الحياة ؟ الأعمى : إذا كان الجسد يعمل بآلية واحده ومقومات واحده ولكن القلوب والعقول تختلف من شخص وآخر وبالتالى أحلامى غير أحلامك وأمانىّ غير أمانيك. البصير : أعلم ياسيدى أن كل بنى آدم يتمنون ويأملون أن يعيشوا مترفين مطمئنين هانئون و؟و؟و؟ الأعمى: تماما كما أصابتني الحيرة حينما كنت صغيرا حول أيهما أوّل الليل أم النهار: (لماذا نبدأ يومنا بالنهار, لكننا نؤرخ الليالي بالأيام التي تعقبها؟!). كتلك الحيرة هي حيرتي, لم أعد أعلم إن كنت كفيفا قبل أن أبصر, أم كنت مبصرا فكف بصري. كل يوم لي على حال, و لا أعلم أي الحالين هي الواقع و أيهما الحلم, و أيهما المنام و أيهما اليقظة؟. يوما أقرأ الكتاب بلغة برايل فأضع علامة حيث توقفت, لأعود في اليوم التالي فأجد العلامة حيث توقفت, و الصفحات ملساء لا يمكن تحسسها, و الأدهى من ذلك أنني أصبحت أرى الكلمات و الحروف فأكمل القراءة كما المبصرين. أرتب غرفتي بشكل فيها تناسق بصري جميل, و لكنني حينما أصبح كفيفا في اليوم التالي أكتشف أن كل ذلك لامعنى له بالنسبة لي, و أنني كان ينبغي أن أرتبها بطريقة تسمح لي الحركة بلا عوائق, و تسهل علي إيجاد الأغراض حينما أبحث عنها, و أكتشف أن الغرفة لم تعد جميلة كما وجدتها بالأمس, فأعيد ترتيبها بشكل فيه جمال ما, و لكنه جمال مختلف. أشتري معطفا يعجبني ملمسه و دفئه, و في يوم آخر أكتشف أن لونه قبيح فأخجل من لبسه, و أقول في نفسي حتما من اشترى هذا المعطف أو صنعه لم يرى لونه يوما. ألتقي فتاتي فأخبرها كم هي ملامحها جميلة فلا تلتفت كثيرا لما أقوله و لا تهبني شفتيها, لكنني حينما ألتقيها مرة أخرى , و تعلم أنني لن أستطيع رؤيتها دون تلمس وجهها, و تمرير أصابعي على شفاهها, تصدقني حينما أقول لها كم هي جميلة و تتركني لأسرق قبلة منها. البصير: حقا أخى أنك تحلم بالذى أحلمه وهو أن أمتلك ماينقصنى بل زيادة وأنت تتمنى أن تمتلك ماينقصك وهو الإبصار ولكن هناك إختلاف شاسع بين الطريقتين والأمنيتين وماكنت أن أفعل ماذكرته لى حينما أخلو بشريكة عمرى ولأننى ؟؟؟ الأعمى: ألم أقل لك أخى مسبقا أحلامى مغايرة تماما؟ و إمعانا في الوهم, فإن فتاتي كما الآخرين, لا تذكر أنني كنت مبصرا قط حينما ألتقيها كفيفا , و لا تذكرني كفيفا قط حينما أراها بعينيّ. لا أحد يستطيع أن يقول لي أيهما الحقيقة و أيهما الوهم و كأنما تآمروا علي ,أو كأنهم جزء من وهمي أو حلمي أو واقعي , فلم أعد أعلم!. أمي تقول لي أنني طالما كنت مبصرا حينما أكون مبصرا , و أنني ولدت كفيفا حينما أكون كفيفا. أعتقد أنه علي أن أتوقف عن سؤال الناس هذا السؤال, لأنهم صاروا ينظرون لي كأنما أنا مجنون, و علي أن أجد حلولا لاكتشاف الحقيقة, أو على الأقل تفسيرا للوهم, و ألّا أتوقع من الناس أكثر مما أتوقعه من نفسي. مرة قررت أن أترك علامة مني لي في عالم الرؤية حتى تكشف لي الحقيقة في عالم الظلمة. كتبت رسالة مني لي عن أحداث اليوم بالقلم, و تركتها بجانب سريري. كنت أتوقع ألا أجدها في الصباح, أو أن أجدها فلا أستطيع أن أقرأها , و حينها يتبين لي أيهما الحلم من الحقيقة. كنت أتوقع أن أقوم صباحا أعمى, و هذا ما حدث, لكن آخر ما توقتعه أن أجدها بلغة برايل, و الأدهى أنني تمكنت من قراءتها باللمس كما كنت أتذكر أنني كتبتها, إلى آخر عبارة ذيلت بها الرسالة (كتبت هذه الرسالة بالقلم حتى تعلم أنك تبصر). البصير: فقط الآن سيدى كدت أشك أنك أعمى بل تأكدت أن كثيرا من المبصرين وأنا أولهم مايرون الأشياء بعين الحقيقة فكم هى خادعة تلك الأبصار نعم خادعة ولقد قال ربك {ولكن تعمى التى فى الصدور}. الأعمى: مؤخرا بدأت الأشياء في العالمين تمتزج, و يظهر لي أشياء لا ينبغي لي أن تظهر من العالم الآخر. و هذا كشف لي شيئا مدهشا, فكما أنه من المستحيل أن تتخيل شكل أحدهم بعد أن سمعت صوته, أو تتخيل شكل جسم بعد أن تكون قد تلمسته, و حتما ستتفاجئ في كل مرة بأن خيالك لا يقترب من حواسك بشيء؛ فإنه أيضا من المستحيل أن تتخيل ملمس شيء أو صوت أحدهم بعد أن تكون قد رأيته, و دائما ستتفاجئ بملمسه أو صوته. و لا أدري إذاً من أين يمكن أن يأتينا هذا الخيال إن لم يكن يقترب من الحواس بشيء, و هو قد أتانا من تجاربنا الحسية السابقة, أو لماذا نصرُ على التخيل إن كنا دائما نخطئ في اكتشاف ما ستقدمه لنا حواسنا. مرة كنت جالسا في الطائرة, و بدأت المضيفة بتقديم الوجبات, لكنها تجاوزتني. ثم حينما سألتها عن وجبتي, قالت لي أن مقعدي محجوز له وجبة خاصة - و قد كانت غاضبة كيف أن شخصا مبصرا يطلب وجبة للمكفوفين- و هو ما لا أذكر أنني فعلته. المهم أن الوجبة لم تكن سيئة كل ما هنالك أنهم استبدلوا الكريم كراميل بالبسكوت ,و أن قطعة الستيك كانت مقطعة غير بحاجة لاستخدام السكين لتقطيعها, و أن الحساء أصبح سلطة في وجبتي. و هو ما دفعني للنوم في الطائرة على غير عادتي, و تكيفي مع وضعي المتقلب, غير خائفا من أنا أجد نفسي كفيفا في المطار حينما أستيقظ , فلا أجد عصا أو أحدا من ذوي خدمات الاحتياجات الخاصة لكي يدلني, و هو ما حصل تماما! و جعلني تائها وقتا طويلا حتى أشفق علي أحد المضيفين و دلّني, ثم أخبرني أنه كان ينبغي أن أحجز تلك الخدمات مسبقا! البصير: وكما أخبرتنى هل يضايقك هكذا مواقف أم أنك تتقبلها بصدر رحب أم تتقبلها برضٍ قهرى؟ الأعمى: { مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلاأفلاتذكرون} أذكر أنني حضرت معرضا للمنحوتات مع أحد أصدقائي, كان معرضا خيريا و منحوتاته من ذوي الاحتياجات الخاصة. كم كانت دهشتنا كبيرة حينما وجدنا ثلاثة منحوتات عليها اسمي. لا أعرف كيف وصلت إلى هناك , لكنني تذكرت أنني مرة كنت قد عجنت بالصلصال مجسمات و أنني شعرت أن ملمسها و تناسقها جميلا, لكنني لم أتوقع أبدا أن منظرها سيكون جميلا كما رأيتها في المعرض. المهم إنني بدأت أقرأ فيما يمكن أن يكون سببا أو تفسيرا لما يحدث لي. فالأمر صار يختلط علي بشكل غريب, لم يعد يتوقف على النوم كفيفا و الاستيقاظ مبصرا, أو العكس. الآن أصبحت أنام مبصرا و أرى أحلاما كما المبصرين, ثم أستيقظ كفيفا. و أنام كفيفا و أرى أحلاما عمياء لا مكان للرؤية فيها, تجربة لمسية و صوتية كاملة, ثم أستيقظ مبصرا. و حتى تلك الأحلام العمياء قد تكون كوابيس عمياء.لا أزال أرتجف من الحلم الذي رأيته بالأمس, كان ذئبا يمتطي صدري, ينبح في وجهي, و لعابه اللزج كريه الرائحة يندلق على عيني, و أجزم أن وجهه كان قبيحا (و إن كنت لا أراه يقينا), فيداي التي أدفع بهما فكه عني كانت تتحسس فروه المقرف, و أنيايه المسننة. البصير : كنت أظن نفسى أحد المثقفين النبلاء وأن الذى قرأته وعلمته كافى أن يجعلنى فيلسوفا عرافا كبيرا وأنا أتابع وأسمع بعض تجاربك وماكانت أحلامك وأمانيك تأكدت وأيقنت أننى مازلت أخطو أول خطوة فى دنيا العلوم. الأعمى : قرأت عن الهستيريا, و أن أحدهم قد يوقن تماما , و يتصرف أنه أعمى رغم أنه يرى كل شيء, لكنه حين ذلك يواجه بمن حوله كي يعيدونه للحقيقة, كما أنه يتصرف كالحسناء اللامبالية بالمصطلح النفسي( La belle indiffrence) , تلك التي زوجوها ممن لا تحبه فأصيبت بالشلل. لكنها كانت أقل من يهتم لذلك, أقل مما اهتم لها أهلها و زوجها الجديد الذين طافوا بها على الكثير من الأطباء. لكنني أشعر أنني أبالي كثيرا و الناس من حولي لا يحاولون إعادتي للواقع. قرأت عن ((Anton's Syndrome حينما يصاب أحدهم بسكتة في مراكز الإبصار, فيصبح كفيفا لا يرى. لكنه يتصرف تماما كأنه لا زال يرى, و يمشي متخبطا دون مبالاة , و لايستطيع أن يصدق الناس حينما يخبرونه أنه أعمى, لإن مراكز أخرى في الدماغ تقنعه أنه لا زال يرى, تلك المراكز التي لا علاقة لها بالرؤية لكنها تتلقى رسائل بصرية من عينيه السليمتين. و لا أظن أنني قد أصبت يوما بجلطة, و لا أظن أن التقلب الذي يحصل معي بين الإبصار و الرؤية كذلك. ربما أجد تفسيرا فرويديا لما يحصل لي, قد أكون مبصرا و لكنني غاضب من نفسي, أو أن ذنبا أحمله في لاوعيي يجعلني كفيفا. أو ربما أكون كفيفا, لكن لاوعيي لا يستطيع أن يتقبل هذه الحقيقة فيخلق لي عالما بصريا كاملا لا وجود له و لا طريقة لمقارنته بعالم المبصرين. و قد يكون ذلك العالم وهما مطلقا, الأحمر فيه ليس أحمرا في الحقيقة, و القبيح فيه ليس قبيحا في الحقيقة, و المكعب في قد يكون مجرد مربع في الحقيقة أو حتى كرة. لا أعلم و لكن ذلك يبدو كخيال شاطح, و تفسير فرويدي لن يعجب فرويد. البصير: أتمنى لو كنت مكانك فى تلك الرحلات أو حتى رحلة واحدة وأنا نازع بصرى ولكن تبقى مجرد أمنية لاأريدها تتحقق . الأعمى: ولازلت أتأرجح بين الرؤية و العمى, و الحلم و الواقع حتى وقت كتابة هذه التجربة, و أتمنى أن يفتح الله علي بصيرتي و يهديني إلى واقعي مهما كان. و إلى ذلك الحين أضع تجربتي بين يديكم, عسى أن تساعدني في اكتشاف واقعي-وفي هذا بعض الأنانية- أو على الأقل تسمح لكم من إعادة النظر في حواسكم, أحلامك, تخيلاتكم, و ما تعنيه لكم. : البصير: هل هو أعمى أو بصير؟! هل نعيش معه الوهم أو نخطر معه إلى الحقيقة؟! ذلك مالم يخبرنا به القاص وحسنا فعل. في الفلسفة يتحدثون كثيرا عن الوهم فيما نعتقده حقيقة، وعن العبث فيما نحسه جدا لا هزل فيه، وعن الوجود حين يكون مشغولا بماهيته. وهذا النص القصصي الصغير يلم بهذا كله، وفي ذلك انجاز جعلنا كقراء... نحتار: كيف يرى الأعمى أحلامه؟ ولا اجابة لكن اشغال ببعض التفاصيل الصغيرة في حياة انسان، تفاصيل يمارسها الأعمى ثم يمارسها البصير بفعل واحد ولكن بتأويل مختلف.. مجرد حوار فى الخيال أتمنى أن أكون صورت المشهد ولو ببعض الحقيقة وليست الكل مع تحيات أخوكم رفعت

مقتبس

[Words Whisper]

ومابين الضياء و الظلام
بصر وبصائر
كلاهما يعيش حالة ما
اتفقتا أو اختلفتا ..


انتقاء قيم
شاكرة لحضرتك ..
دمت بتوفيق وسعادة ..

[العاشق الذى لم يتب]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة words whisper ومابين الضياء و الظلام بصر وبصائر كلاهما يعيش حالة ما اتفقتا أو اختلفتا .. انتقاء قيم شاكرة لحضرتك .. دمت بتوفيق وسعادة .. شكرا لك اختى الفاضلة / أسماء أسعدنى المرور والتواجد والرد الراقى أفرحنى مع تحياتى وودى رفعت

[الأميرة رودي]

دائما ما يحاول الأعمى ان يتأقلم مع واقعه ويعيش له وبه
حتى وان كان موجع ومؤلم ويفقده الكثير من الاحساس بطعم الحياه

طرح راقي أخى
اعجبني محتواه والاستشهاد ببعض المواقف وان كانت خياليه
بالتوفيق لك ان شاء الله