للقلوب .. أجنحة

[المهاجر 2]

نصف المرموقون أصحاب الياقات البيضاء فى قريتنا لمسوا القمر
من أسطح منازلهم وهم مسهدون .. مؤرقون .. وقد خاصمهم النوم
..أسرى مشاعرهم " أحادية الجانب " .. يعيشون الحلم .. مع راديو
صغير أغانيه العاطفية تقلب مشاعرهم وهم يتمنون أن ترمقهم
" هند" بنظرة

كثيراَ ما تعمدوا التجوال أمام منزلها حلماَ بلقاء " الصدفة " كان حلمهم فقط
لقاء الصدفة .
يكفى أن ترمقك.. لتسقط .. وتضاف إلى قائمة المعذبين .. المؤرقين ..
المخاصمين أسرتهم والنوم معاَ .. أصدقاء القمر .. والعتمة .. !!
من هذه الفتاة التى يتساقط الجامعيون المثقفون كالفراشات المتساقطة
جراء إقترابها من الضوء .. ؟

قالها صديقى لى عندما كثر الشعراء المتيمون الخارجون للتو من دروب قريتنا .
قلت إنها " هند " الفتاة التى عندما تراها يخيل إليك أنها خارجة الاّن من
شاشة السينما من أحد مشاهد أفلام الريف الفرنسى ، كأنها مدت قدمها
من شاشة العرض لتعيش بيننا ، وفى قريتنا .
اّه .. اّه .. اّه .. عرفتها .. قالها ببديهية وتلقائية ..

لكن من أين أتت بكل هذا الجمال الذى قض مضجع شبان القرية .. ؟
فالسمرة هو اللون الوحيد الذى نعرفه ...
قلت: ورثته عن أمها..ألا تعرفها ؟ ..
قال : من أمها ...؟ من تكون ...؟

قلت : أمها " الفرنسية " التى أحبت وتزوجت الرجل صاحب محل الأنتيكات
فى الأقصر وعاشت فى قريته ورفضت العودة .. هى أم " هند " التى أعطتها
هذا الجمال الغريب عن ملامحنا .

قال صديقى : طبعاَ سيفوز بها فارس من فرسان قريتنا الجامعيين .. طبيب أو مهندس
أو ضابط ..
إبتسمت .. قال ما يضحكك .. قلت له : سأريك من سيتزوجها ..
سرنا حتى وصلنا إلى مقهى القرية القريب ..
قال : وهل يرتاد الوجهاء المرموقون هذا المقهى المتهالك .. ؟
مسح صديقى بعينيه واجهة المقهى بحثاَ عن هذا الشاب الأنيق الفائز بقلب
" ال*************** " .

لم يلمح أى شاب ممن رسم له شكلاَ فى مخيلته يناسب جمالها ..
قلت : هل ترى الجالس بعمامته وذقنه الذى خاصم الحلاق منذ شهر
قال: أين ؟

قلت : هذا القابض على الشيشة بيديه مخرجاَ دخاناَ كثيفاَ غطى كل وجهه.
.. الشاب صاحب الشعر الكثيف الخارج من صدره ..
قال بذهول : هذا .. ؟ ...قلت : نعم .. إنه إبن عمها .
قال : ولماذا يكرهونها على الزواج من هذا الوحش الدميم .. ؟
قلت : ومن قال لك أن أحداَ أكرهها ؟ .. فهى تحبه ومتيمة به ..
كرر بغيظ..هذا ..؟ .. هذا ..؟ .. كيف .. ؟

قلت : نعم هذا .. ويعمل فلاحاَ فى أرضه ..
إن أسعد لحظاتها وهى تحمل له الغداء لتوصله له فى " غيطه "
يرمقها وهو يضرب بفأسه الأرض .. يتصبب عرقاَ ولا يهتم بها .. وتظل تراقبه
فينهرها بفظاظة لتعود للمنزل ..تقف مبتسمة فى إنتظار مزيد من " الشخطات "
إنها تحبه ..

قال : لكن لا يوجد تناسب بينهما .. هو فى الشرق وهى فى الغرب ..هى فى
السماء وهو فى الأرض .. إنها مثال للجمال .. وهو لا مثيل له ..
قلت لصديقى : لقد تقدم لها الكثير من المتيمين عشاق القمر لكنها تحبه
ولا أحد غيره ..

عندما يسكن الحب الروح.. فعلينا وعلى كل أصحاب الياقات البيضاء أن يرفعوا
رايات الإستسلام .. ويحذفوا كل علامات الإستفهام ..ويمسحوا عن وجوههم
كل علامات " الدهشة "

[شهرزاد2]

مشكور على الموضوع المهاجر

[doiss]

جزاك الله خيراا
اختي الكريمة
7
في انتظار جديدك دائمااا
فلاااا
تحرمينااا منة
احترامي وودي وتقديري
شكرااا ""