أرجو عدم اصطحاب الأفكار المسبقة!!

[اسيل الفلسطينية]

أرجو عدم اصطحاب الأفكار المسبقة!! أرجو عدم اصطحاب الأفكار المسبقة!! أدّعي أنني باحث، وممارس في فهم أغوار النفس البشرية، ولديّ أبحاثي، وتجاربي في مختبر التجربة اليومية في الحياة، والناس، والسياسة، والديمقراطية، وأرصد تحولات الناس في قبول ورفض الآخر! وتشغلني كثيراً مسألة الأفكار المسبقة عند الناس في أي قضية تطرح للنقاش؛ لأن الناس في الأصل قضاة على ما يحكمون دون أفكار مسبقة. وأذكر عندما فرغ الفنان الجميل الراحل أحمد زكي من إنتاج فيلمه أيام السادات، وراح يعد العدة لعرض الافتتاح الخاص للفنانين والنقاد أرسل دعوة الافتتاح على الطريقة التالية: «أرجو عدم اصطحاب الأطفال.. والكاميرات.. والأفكار المسبقة». أحمد زكي عندما فعل ذلك يمر بمرحلة متقدمة من الوعي، فهو في هذه التجربة، أصبح أكثر نضجاً فنياً وسياسياً، وكان أكثر وعياً بأن الناس يحبون ويكرهون على طريقة الأهلي والزمالك. فالأهلاوية لا يرون من كل الألوان سوى اللون الأحمر. والزملكاوية لديهم عمى ألوان. فلا يوجد أي لون في العالم سوى لونهم؛ لذلك أراد أن يقول للناس إن عبدالناصر ليس على طول الخط هو كل الألوان وما عداه هو العدم. فالآخرون ليسوا دائماً هم الجحيم. ومن هؤلاء الآخرين أنور السادات. وهو كان يدرك أنه بهذا الكلام كما لو أنه يقف في صفوف جماهير الأهلي على المدرجات ويقول: إن الزمالك حديد. فهو في أفضل الأحوال «سيضرب بالجزم» على طريقة اللي يحب الأهلي «يضرب»، وكل جماهير الأهلي تحب الأهلي لذلك «ستضرب»؛ لتثبت ولاءها وحبها للأهلي. في هذا العمل كانت جماهير الأهلي هي جماهير عبدالناصر، وأحمد زكي كمان يشجع اللعبة الحلوة بعيداً عن أهواء الأهلاوية، وتشنج الزملكاوية. دعوة أحمد زكي هذه بعدم اصطحاب الأفكار المسبقة توازي الدعوة لعدم اصطحاب الأطفال في مكان لا يستحب فيه وجود أطفال، وربما أكثر أهمية؛ لأن أطفال الأفكار المسبقة أكثر عبثاً من عبث الأطفال، ومع كل ذلك في كل دعوة نجد أن الناس يصطحبون أطفالهم، وأفكارهم المسبقة! الفرق أن نظرة الناس للناس الذين يصطحبون أطفالهم أنهم غير متحضرين أو غير متعلمين. أما الذين يصطحبون أفكارهم المسبقة فهم متحضرون ومتعلمون جداً!!

[اميره الشعر الشجين]

اختى دوما انتى المتميزه با انتقاء مواضيعك سلمتى لنا وسلم نبض القلم

[اسيل الفلسطينية]

شكرا لهذا التواصل الجميل
لا اعدمني الله جمال حضورك
دمتي ودام تواجدك