القانون والسجق

[AHMED SEVEN]

في المانيا يأكلون السجق كثيرا، فهو طعام شعبي معروف ومنتشر ولصناعته طرق عديدة.. كما أن له مستويات وأنواعاً ما بين الجيد والمتوسط والرديء علي حسب مكوناته وطريقة عمله.. لذا استخدم (بسمارك) مستشار المانيا في القرن التاسع عشر مثل السجق وشبه القانون به في أحد أشهر أقواله: (القوانين مثل السجق، من الأفضل ألا تشاهد أيا منهما أثناء صناعته). وفهم الألمان المثل.. فهم يعلمون جيدا مم وكيف يصنع السجق.. وبالتالي أدركوا كيف تصنع القوانين.. والتشبيه رائع لأن حشو السجق بمواد مختلفة منها اللحوم الجيدة والرديئة وغيرها مما يوضع في السجق الألماني من إضافات قد تحل محل اللحوم في أنواع من السجق الرديء.. كل هذا يشبه إلي حد كبير حشو القوانين بالمواد المتخمة بالكلمات والمترادفات والمصطلحات التي تستخدم فيما بعد لكل غرض الجيد والرديء. وروعة التشبيه أيضا تكمن في بعض التخيل المبني علي المقارنة.. فإذا كنت قد شاهدت في المطبخ عملية صنع السجق وتأذيت من هذا المشهد المليء بفرم اللحم مع المكونات الأخري وغسل الأمعاء والدموع والبصل وحشو هذا داخل ذاك.. سوف تدرك حتما ما يقصده بسمارك حين يذكر عملية صناعة القوانين.. وقد تنفعك مخيلتك في إسقاط عمليات الفرم والتقطيع والغسيل والحشو، بل والتأذي علي تلك الصناعة أيضا.. وفي النهاية يخرج السجق مطهو جميلا بشكل شهي تحيطه البطاطس المحمرة والخضروات الملونة.. وتخرج القوانين بعد الطهي في أطباق شهية هي الأخري. المثير أن تشبيه بسمارك صار مثلا لأشياء أخري ينبغي ألا نشاهدها أثناء الصناعة حتي يمكن أن نتقبلها عندما نراها بعد إتمام صناعتها.. كثير من المنتجات الغذائية لا ينبغي أن نزور مصانعها وإلا امتنعنا عن أكلها.. وغالبية الطعام الجاهز في المطاعم أو الدليفري لن نقترب منه إذا دخلنا مطابخ إعداده.. وكثير من الأمثلة الشعبية التي يعتبرها البعض قوانين حياة وخلاصة خبرات.. قد تسقط من حساباتهم نهائيا إذا علموا أي حادثة أنشأتها وعلي أي موقف كانت قد بنيت. خلاصة مثل السجق والقوانين تتلخص في درسين: أولهما ألا تأكل أو تقبل شيئا ما لم تر من أين أتي وكيف صنع.. طعاما كان أم أفكارا أم معتقدات أم آراء.. فإذا كان المصنع غير مطابق لمواصفات الصحة العامة والمنطق السليم، أو كان القائمون علي العمل غير أكفاء ودون المستوي، أو كانت المواد المستخدمة في صناعة الفكرة وإعداد الوجبة ليست طازجة وصالحة، إياك أن تمد يدك لهذا المنتج. والدرس الثاني هو أن الصورة النهائية الجيدة لا تعني بالضرورة أن الباطن سليم وأن المنتج صالح.. فالتوابل الكثيرة تخفي مذاق الطعام الفاسد وقد يأكله الناس دون أن يشعروا بفساده.. ورائحة العطر القوية تغطي علي الروائح المنفرة.. والملابس الأنيقة قد تخفي نفوسا سقيمة.. وأصوات الموسيقي الصاخبة تكتم أنّات الألم أحيانا.. إياك إذا والصورة الخارجية النهائية.

[توحد ارواح]

ألا تأكل أو تقبل شيئا ما لم تر من أين أتي وكيف صنع..
طعاما كان أم أفكارا أم معتقدات أم آراء.

تمام
شكرا ع الطرح الرائع
تحيتى

[AHMED SEVEN]

العفو يا جميلة

منورة

[العاشق الذى لم يتب]

طرح قيم
وانتقاء رائع
ومضمون مفيد
سلمت الايادى
تحياتى وودى

[ساحر الأحزان]

احسنت احمد

جميل الموضوع القيم

دمت بخير

[asedeme]

اهنيك ع الذوق
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً تشكرون عليه
دمتم بروعة طرحكم
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحكم

[هبة اللة محمد]

اهنيك ع الذوق
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً تشكرون عليه
دمتم بروعة طرحكم
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحكم

[طلال الغزالي]

في الحقيقة لا ااكله كثيرا ولكن موضوع جميل تسلم ايدك

[amira miro]

موضوع ممتاز جدا