الكتاب الثالث : « كتاب الصيام »

[د. محمد الرمادي]

« موسوعة المسائل الفقهية »

القسم الأول : العبادات،

الكتاب الثالث : كتاب الصيام


فلكياً ستكون غرة رمضان المبارك للسنة الهجرية المقدسة 1435 يوم الأحد الموافق 29 يونيه من سنة الميلاد العجيب 2014م.
فكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير ويمن ورخاء وسلام واطمئنان ورفاهية من خلال طاعة الله تعالىٰ والتقييد بسنة رسوله الخاتم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه ورحماته وتبريكاته عليه وآله وأصحابه ومَن استن بسنته وسار علىٰ طريقته إلىٰ يوم الدين.

أما بعد

فأيام قليل ويهل علينا شهر الغفران ؛ شهر القرآن شهر الرحمات شهر القيام والصيام ؛ نرجو من خالقنا ورازقنا ان يأتي الشهر الكريم الفضيل والجميع بخير وبصحة كي يتم الصيام علىٰ أكمل وجه ونقوم ليله علىٰ أتم عقيدة وأيسر جهد.


أخــ(ــتـ)ــــــــي الكريمــ(ـــــــة) !


الأصل في أفعال المسلمــ(ــة)التقيد بالحكم الشرعي .
والحكم الشرعي يستنبط من الكتاب الكريم ؛ القرآن العظيم ؛ فإن لم تجد ففي سنة الحبيب المرتضىٰ والرسول المجتبىٰ والنبي المصطفىٰ وخاتم الأنبياء والمرسلين المحتبىٰ عليه السلام .
فإن لم تجد فتبحث عن إجماع الصحابة الكرام رضوان الله تعالىٰ عليهم أجمعين ؛ فهو يكشف عن دليل.
فإن لم تجد فبالقياس .

وهذه الأدلة الشرعية متفق عليها فيما بين العلماء ؛ وما زاد عنها فمصدر قبول من طرف ؛ ورفض من فريق آخر ؛ والدين والشريعة يسر ولا نخاصم العلماء فيما ذهبوا إليه ونحمد الله علىٰ صحة وقوة الإيمان ؛ وصحة وقوة الإستدلال .


والأصل قبل القيام بالفعل معرفة حكمه وكيفية القيام به؛ إذ لا يصح القيام بفعل ما دون معرفة كيفية آداءه ؛ فلا يقعد عاقل أمام مقود سيارة دون أن يتعلم أصول قيادتها ؛ ولا يمتطي فارس جواده إلا بعد أن يتعلم فنون الفروسية ؛ وهكذا ... واتذكر أنه في عمرة رمضان منذ عشر سنين وقفت أمام الكعبة المشرفة في مكة المكرمة أنبه بنات عمي وجدتي علىٰ ما يجب فعله .. وماذا تفعل إحداهن إذا تاهت مني أو تخلفت عن ركبي ... وإثناء الحديث تقدمت أخوات لا نعلم مَن هن وقلن :" خذونا معكم فنحن لا نعلم ماذا نفعل في عمرتنا ؛ سافرنا بالطائرة وتركنا الشنط بالفندق ونريد أن نعتمر " .. فما زدت عن أن قلتَ :" أنتن بنات الخالة .. هيا نقوم بعمرتنا معاً !" .


أخــ(ــتـ)ــــــــي الكريمــ(ـــــــة) !

لذا وددتُ أن أتعلمَ معكم وبكم وخلال مراجعتي لكتاب رب العالمين والتقييد بسنة أكمل الخلق أجمعين ؛ أردتُ أن نعلم ونتعلم سوياً المسائل الفقهية العملية المتعلقة بالحياة اليومية لنا جميعاً وكيفية عبادة الحق تبارك وتعالى ؛ بفهم أحكامه وشرعه بطريقة ترضيه كما بلغ نبيه ورسوله محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر أفضل صلاة وسلام عليه وعلىٰ آله وصحبه ... وهذا سيتم من خلال موسوعة المسائل الفقهية ؛ ولقرب قدوم شهر الصيام والقرآن والغفران : شهر رمضان سنبدءُ الحديثَ عن عبادة الصيام في شهر رمضان.

اللهم فقهنا في الدين بما ينفعنا وأعنا على فهم أحكامك ويسر لنا عبادتك ووفقنا لما تحبه وترضاه واغفر لنا وارحمنا فأنت يا رب العالمين على كل شئ قدير ؛ وصلى الله علىٰ محمد رسوله وخاتم أنبياءه وسلم تسليماً كثيراً.

[د. محمد الرمادي]

مدخل للموضوع من حيث اللغة:
[1.] كي نفهم المسألة ينبغي علينا أن نبحث مع واضع اللغة العربية – العرب الأقحاح - مقصده حين الوضع .
فنقول " الصَّادُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِمْسَاكٍ وَرُكُودٍ فِي مَكَانٍ ".

[Gogo Goge]

جزاك الله كل خير
على المجهود الرائع
ولك احترامي وتقديري

[القيصر ميدو]

[العاشق الذى لم يتب]

طرح مفيد
جزاك الله خيرا
وبوركت
مودتى

[د. محمد الرمادي]

1

البحث الأول :« „ الصَّوْمُ ‟ لغةً »

[د. محمد الرمادي]

البحث الأول : الصَّوْمُ لغةً

1.] الصَّوْمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِمْسَاكٍ وَرُكُودٍ فِي مَكَانٍ " ،
مِنْ ذَلِكَ :
1. 1. ] صَوْمُ الصَّائِمِ ، هُوَ إِمْسَاكُهُ عَنْ مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ وَسَائِرِ مَا مُنِعَهُ .
1. 1. 1. ] وَيَكُونُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْكَلَامِ صَوْمًا ، قَالُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إخباراً عن العذراء البتول مريم أم عيسى :﴿ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا ﴾ ﴿مريم: ٢٦﴾، إِنَّهُ الْإِمْسَاكُ عَنِ الْكَلَامِ وَالصَّمْتِ ، ويُقوِّيه قولهُ تعالى :﴿ فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴾ ﴿مريم: ٢٦﴾.

1. 2. ] الرُّكُودُ : فَيُقَالُ :
1. 2. 1. ] لِلْقَائِمِ صَائِمٌ ، وصامَ الفرسُ صَوْماً أي قام على غير اعْتلافٍ المحكم وصامَ الفرَسُ على آرِيِّه صَوْماً وصِياماً إذا لم يَعْتَلِفْ وقيل الصائمُ من الخيل القائمُ الساكنُ الذي لا يَطْعَم شيئاً
قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبياني:

خَيْلٌ صِيَامٌ وَخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ * * تَحْتَ الْعَجَاجِ وَخَيْلٌ تَعْلُكُ اللُّجُمَا

وَ
1. 2. 2. ] الصَّوْمُ : رُكُودُ الرِّيحِ .
وَ
1. 2. 3. ] الصَّوْمُ : اسْتِوَاءُ الشَّمْسِ انْتِصَافَ النَّهَارِ ، كَأَنَّهَا رَكَدَتْ عِنْدَ تَدْوِيمِهَا . وَكَذَا يُقَالُ : صَامَ النَّهَارَ . أي إذا اعْتَدَلَ وقامَ قائمُ الظهيرة ؛
قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
فدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنْكَ بِجَسْرةٍ ذَمُولٍ * * إذا صامَ النهارُ وهَجَّرا
وَ
1. 2. 4. ] مَصَامُ الْفَرَسِ : مَوْقِفُهُ ، وَكَذَلِكَ مَصَامَتُهُ .
وقال امرؤ القيس :

كأنَّ الثُّرَيّا عُلِّقَتْ في مَصامِها بأمْراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ

1. 2. 5. ] وبَكْرةٌ صائمةٌ إذا قامت فلم تَدُرْ .
قال الراجز :

شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ * * والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصَّائِمهْ

يعني التي لا تَدُورُ

1. 3.] ويقال رجلٌ صَوْمٌ ؛ ورجُلانِ صَوْمٌ ؛ وقوم صَوْمٌ ؛ وامرأَة صَوْمٌ .. لا يثنى ولا يجمع لأَنه نعت بالمصدر ، وتلخيصه رجلٌ ذو صَوْمٍ وقوْم ذو صوم وامرأَة ذاتُ صَوْمٍ ورجل صَوَّامٌ قَوَّامٌ إذا كان يَصُوم النهارَ ويقومُ الليلَ ورجالٌ ونِساءٌ صُوَّمٌ وصُيَّمٌ وصُوَّامٌ وصُيَّامٌ.

1. 3. 1. ] وتقول :" أَقمتُ بمكة صَوْمَينِ ؛ أي رَمضانينِ " .

1. 4. ] الصَّوْمُ في اللغة الإمساكُ عن الشيء والتَّرْكُ له.

[د. محمد الرمادي]

كِتَابُ الصِّيَامِ

تحدثنا أولا عن الصيام لغة ؛
و
ثانياً : تعريف الصوم شرعاً :

وشرعاً:
هو:
(1) الإمساك نهاراً عن المفطِّرات
بـ
(2) نية من أهله من
(3) طلوع الفجر إلىٰ غروب الشمس [1] .

أي أن الصوم امتناع فِعلي عن شهوتي البطن والفرج، وعن كل شيء حسي يدخل الجوف من دواء ونحوه، في زمن معين: وهو من طلوع الفجر الثاني أي الصادق إلىٰ غروب الشمس، من شخص معين أهل له: وهو المسلم العاقل غير الحائض والنفساء، بنية وهي عزم القلب على إيجاد الفعل جزماً بدون تردد، لتمييز العبادة عن العادة.".
ـــــــــــــــــــ
(1) انظر : اللباب: 162/1، الشرح الصغير: 681/1-698، مغني المحتاج: 420/1، المغني: 84/3، كشاف القناع: 348/2 ومابعدها.
ــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

- ب - : وفي الشرع :
(1) امساك مخصوص ؛ في
(2) زمن مخصوص؛ بـ
(3) شرائط مخصوصة .

[fanky girl]

تسلم ايدك
طرحك فى غايه الروعه
تحياتى