[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ »

[د. محمد الرمادي]

وفي سنة رسولنا :"
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ ...
فَقِيلَ لَهُ:" أَتَكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ "..
فَقَالَ :" أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ".

وَفِي رِوَايَةٍ : ( حَتَّى تَفَطَّرَتْ رِجْلَاهُ ) مَعْنَى تَفَطَّرَتْ : تَشَقَّقَتْ ،
قَالَ : الشُّكْرُ مَعْرِفَةُ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِ ، وَالتَّحَدُّثُ بِهِ ، وَسُمِّيَتِ الْمُجَازَاةُ عَلَى فِعْلِ الْجَمِيلِ شُكْرًا ؛ لِأَنَّهَا تَتَضَمَّنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ ، وَشُكْرُ الْعَبْدِ اللَّهَ تَعَالَى اعْتِرَافُهُ بِنِعَمِهِ وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ ، وَتَمَامُ مُوَاظَبَتِهِ عَلَى طَاعَتِهِ ، وَأَمَّا شُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى أَفْعَالَ عِبَادِهِ فَمُجَازَاتُهُ إِيَّاهُمْ عَلَيْهَا ، وَتَضْعِيفُ ثَوَابِهَا ، وَثَنَاؤُهُ بِمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ ، فَهُوَ الْمُعْطِي وَالْمُثْنِي سُبْحَانَهُ وَالشَّكُورُ مِنْ أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِهَذَا الْمَعْنَى . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

[د. محمد الرمادي]

[٧] هُوَ (أي سيدنا نوح عليه السلام) شَيْخُ الْمُرْسَلِينَ، وَ
[٨] أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ".

[د. محمد الرمادي]

ما سنستدلُ به فيما جاء في مراجع :
[١] أهل السنة والجماعة و
مراجع ومصادر إخواننا
[٢] الشيعة.. و
أهل [٣] الصوفية:

جاءت في :"البداية والنهاية للـ حافظ ابن كثير الدمشقي مقدمة كسؤال:فـ "

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-

وقبل أن نبدء نقسم إلى مشاهد :"

[١] المشهد الأول: قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ :
" فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي أَيْنَ كُنْتَ، وَآدَمُ فِي الْجَنَّةِ !؟ "...

قَالَ (ابْنُ عَبَّاسٍ):

[٢] المشهد الثاني: فَتَبَسَّمَ (رَسُولُ اللَّهِ) حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ،
[البداية:" ثُمَّ قَالَ :

[٣] المشهد الثالث: « كُنْتُ فِي صُلْبِهِ » ، وَ :

[٤] المشهد الرابع: « رُكِبَ بِيَ السَّفِينَةُ فِي صُلْبِ أَبِي نُوحٍ » "..

ثم يكمل صاحب الشفا بتعريف حقوق المصطفى؛ القاضي عياض:
" وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ، عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :

نعود إلى
[١] المشهد الأول: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أَهْبَطَنِي فِي صُلْبِهِ إِلَى الْأَرْضِ،
وَ
[٤] المشهد الرابع: جَعَلَنِي فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ....

[د. محمد الرمادي]

[٥] المشهد الخامس: « وَقَذَفَ بِي فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ »،

[٦] المشهد السادس: « ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِي فِي الْأَصْلَابِ الْكَرِيمَةِ »
« إِلَى الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ »
« حَتَّى أَخْرَجَنِي بَيْنَ أَبَوَيَّ لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ »

لآبد أن نثبت هنا :"

أولا:" أن المعنى صحيح ".

ثانياً: إلا أنه ليس من متين العلم ولكنه من ملح التفسير. بدليل ما يقوله صاحب البداية نقلا عن ابن عساكر :
" ثُمَّ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ: " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا"؛
قُلْتُ (ابن كثير) : بَلْ مُنْكَرٌ جِدًّا . ".

[د. محمد الرمادي]

فَهَنِيئًا لَكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُحَمَّدِيَّةُ،
*.] نَسَبُكُمْ إِلَى آدَمَ فِي قَوْلِهِ: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الأعراف:26]

وَبِـ
*.] الشَّرِيعَةِ إِلَى نُوحٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ﴾ [الشُّورَى: 13 ] .

وَبِـــ
*.] الْمِلَّةِ إِلَى إِبْرَاهِيمَ: ﴿ قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ [آل عمران:95]

﴿ وَ ﴾ ﴿ مَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا ﴾ [النساء:125]

".

﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ [النحل:123].

وَبِــــ
*.] الْأُمَّةِ إِلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَبِالْعُبُودِيَّةِ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْحِكْمَةُ فِيهِ حَتَّى يَشْفَعَ آدَمُ فِيكُمْ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هُمْ أَوْلَادِي، وَ

يَقُولُ نُوحٌ: أَهْلُ شَرِيعَتِي.

وَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: أَهْلُ مِلَّتِي.

وَيَقُولُ مُحَمَّدٌ: أُمَّتِي.

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون ﴾ [البقرة:186]".

وَيَقُولُ اللَّهُ: عِبَادِي وَخَوَّاصِي، فَالَّذِي نَسَبَكَ إِلَيْهِ أَتَرَى أَنَّهُ يُرِيدُ مُعَاقَبَتَكَ.
*-*-*-*-* -*-*-*-*-*-

[د. محمد الرمادي]

الخطوط العريضة


لــ


﴿ خطبة جمعة :


﴿ ٨ ﴾ من شهر ربيع أول من العام الهـجري ١٤٤٠
الموافق ﴿ ١٦﴾ نوفمبر من العام ٢٠١٨ الميلادي ﴾


* * * *


﴿[ الـــعلم الآلهي... و.... الـــــتعليم الرباني....] ﴾


و


﴿[ الــمدرسة النبوية..... و.... الـجامعة المحمدية... ] ﴾:


*** ﴿[ بناء العابد الساجد... ] ﴾


قبل


﴿ [ بناء الحيطان وزخرفة المساجد... ] ﴾


الجامع الجديد


﴿ [ „ ٨ “ ] ﴾ [ الخطبة الثامنة ]


-*-*-*-*-*-*

[د. محمد الرمادي]

الْمُقَدِّمَةُ الْأُولَى :
هُوَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَفَخْرُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ،
أَبُو الْقَاسِمِ..
أَبُو إِبْرَاهِيمَ..
مُحَمَّدُ.. وَ
أَحْمَدُ.. وَ
الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِهِ الْكُفْرُ .. وَ
الْعَاقِبُ الَّذِي مَا بَعْدَهُ نَبِيٌّ.. وَ
الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَ
الْمُقَفَّى.. وَ
نَبِيُّ الرَّحْمَةِ..وَ
نَبِيُّ التَّوْبَةِ.. وَ
نَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ.. وَ
خَاتَمُ النَّبِيِّينَ..
متمم المبتعثين
آخر المرسلين
الْفَاتِحُ..
طه..
يس..
عَبْدُ اللَّهِ .

زَادَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : سَمَّاهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ:

" رَسُولًا..
نَبِيًّا..
أُمِّيًّا..
شَاهِدًا..
مُبَشِّرًا..
نَذِيرًا.. وَ
دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ.. وَ
سِرَاجًا مُنِيرًا.. وَ
رَءُوفًا..
رَحِيمًا.. وَ
مُذَكِّرًا.. وَ
جَعَلَهُ رَحْمَةً.. وَ
نِعْمَةً.. وَ
هَادِيًا...

[د. محمد الرمادي]

وَهُوَ ابْنُ عَبْدِاللَّهِ وَكَانَ أَصْغَرَ وَلَدِ أَبِيهِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، وَهُوَ الذَّبِيحُ الثَّانِي الْمَفْدِىُّ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ

[د. محمد الرمادي]

نضيف أنفسنا عند أبي الأنبياء:
إبراهيم:
اخْتَارَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ بِخَمْسَةِ أَشْيَاءَ :

[ ١] أَوَّلُهَا أَنَّهُ جَعَلَهُ أَبَا الْأَنْبِيَاءِ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ أَلْفُ [ ١٠٠٠]نَبِيٍّ مِنْ زَمَانِهِ إِلَى زَمَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَ

[ ٢] الثَّانِي أَنَّهُ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا ،

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا ﴾ ﴿ مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله ﴾ ﴿ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾ ﴿ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ ﴿ وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا ﴾ [النساء:125]

وَ

[ ٣] الثَّالِثُ أَنَّهُ أَنْجَاهُ مِنَ النَّارِ ،

قَالُوا حَرِّقُوهُ ﴾ ﴿ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ ﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ فَاعِلِين﴾ ﴿ [الأنبياء:68]

﴿ قُلْنَا ﴾ ﴿ يَا نَارُ كُونِي ﴾ ﴿ بَرْدًا ﴾ ﴿ وَسَلاَمًا ﴾ ﴿ عَلَى إِبْرَاهِيم﴾ [الأنبياء:69]

وَ

[ ٤] الرَّابِعُ أَنَّهُ جَعَلَهُ إِمَامًا لِلنَّاسِ ،

﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ﴾ ﴿ كَانَ أُمَّةً ﴾ ﴿ قَانِتًا لِلّهِ ﴾ ﴿ حَنِيفًا ﴾ ﴿ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين ﴾ [النحل:120]

﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين ﴾ [البقرة:124]

وَ
[ ٥] الْخَامِسُ أَنَّهُ ابْتَلَاهُ بِالْكَلِمَاتِ فَوَفَّقَهُ حَتَّى أَتَمَّهُنَّ . ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ ﴾ ﴿ بِكَلِمَاتٍ ﴾ ﴿ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ ﴿ قَالَ ﴾ ﴿ إِنِّي جَاعِلُكَ ﴾ ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ ﴿ إِمَامًا ﴾ ﴿ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ﴾ ﴿ قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين ﴾ ﴿ [البقرة:124]

[د. محمد الرمادي]

دعاء إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل الذبيح جاء ضمن حيثيات آيات سورة البقرة :
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾
﴿ وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾
﴿ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾
﴿ قَالَ وَمَن كَفَرَ ﴾
﴿ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِير﴾
[البقرة:126]

﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ﴾
﴿ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾
﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ﴾
[البقرة:127]

و الشاهد : دعاءه

[ „١“] : " ﴿ رَبَّنَا ﴾ وَ

[ „٢“] :" ﴿ ابْعَثْ فِيهِمْ ﴾

[ „٣“] : ﴿ رَسُولاً ﴾

[ „٤“] : ﴿ مِّنْهُمْ ﴾

[ „٥“] : ﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ﴾ وَ

[ „٦“] : ﴿ يُعَلِّمُهُمُ ﴾

[ „٧“] : ﴿ الْكِتَابَ ﴾ وَ

[ „٨“] : ﴿ الْحِكْمَةَ ﴾ وَ

[ „٩“] : ﴿ يُزَكِّيهِمْ ﴾

﴿ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم ﴾
[البقرة:129]