[ ١. ] الْكِتَابُ الْأَوَّل « كِتَابُ الْإِيمَانِ »

[د. محمد الرمادي]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[الْآيَةَ:٣٠ ؛ سُورَةُ: النمل:٢٧]

سلسلة بحوث

﴿ سنن الأنبياء ؛ وسبل العلماء ؛ وبساتين البلغاء ؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾

„ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة صاحبة حضارة ؛ أمة زاهرة ‟

**

[ ١. ] الْكِتَابُ الْأَوَّل

« كِتَابُ الْإِيمَانِ »

﴿ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾﴿الأنعام: ١﴾ و ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾﴿الفاتحة: ٢﴾ الَّذِي ﴿ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ ﴿ وَهُوَ اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾﴿القصص: ٧٠﴾ و ﴿ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾﴿سبإ: ١﴾ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ﴾﴿الكهف: ١﴾ ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾﴿الأعراف: ٤٣﴾ ؛ ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾﴿فاطر: ٣٤﴾ ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾﴿يونس: ١٠﴾

*****
****
***
**
*
« وعن أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنِ مَاجَهْ وَأَبِي عَوَانَةَ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْنِ حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيِّ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « كُلُّ كَلَامِ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ فَهُوَ أَجْذَمُ ».
[اخْتُلِفَ فِي وَصْلِهِ وَإِرْسَالِهِ ، فَرَجَّحَ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ الْإِرْسَالَ .]

وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ؛ وَالرَّهَاوِيُّ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ « كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ أَقْطَعُ »

وَأَخْرَجَ أَيْضًا ابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا بِلَفْظِ « كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَقْطَعُ » .

وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا أَبُو دَاوُد عَنْهُ ، وَكَذَلِكَ النَّسَائِيّ وَابْنُ مَاجَهْ ، وَفِي رِوَايَةٍ : « أَبْتَرُ » بَدَلَ « أَقْطَعُ ».

?: د. الْفَخْرُ
فَخْرُ الدينِ مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ بِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ

-حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى -

Dr. MUHAMMAD ELRAMADY

حُرِّرَ سَنَةَ ١٤٣٥ من الْهِجْرِيَّةِ الْمُقَدَّسَةِ ‏يوم الأحد : فِي غُرَّةِ رَمَضَانَ ~ ٢٩ يونيه ٢٠١٤ من سنة الميلاد العجيب

[د. محمد الرمادي]

مدخل :

منذُ حينٍ وأعدُ نفسي لكتابة بعض الورقات حول موضوع التوحيد والعقيدة والإيمان ؛ وأقوم بقراءة ماعندي من مراجع وأبحاث وإثناء بحثي اليوم ؛ الأحد ؛ غرة رمضان المعظم 1435 وقعت عيني على قول كريم من نبي الهدى الرحمة؛ صاحب الهدي العظيم عليه التسليمات والتبريكات لعظمة مقامة الرفيع الوسيم ؛
فـ :

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فُضِّلْتُ بِخِصَالٍ سِتٍّ - لَا أَقُولُهُنَّ فَخْرًا - لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي ثم ذكر عليه السلام منها : « وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ » "

ثم جاء من طريق : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وذكر : « وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ» . (١)
ــــــــــــــــــ
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة؛ أبو القاسم هبة الله ابن الحسن بن منصور الطبري
ــــــــــــــــــ

وجاء في الحاوي للمارودي أنه قال:" مِنْ طَرِيقِ السُّنَّةِ مَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ : " سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" أُعْطِيتُ مَا لَا يُعْطَى نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ ، وَ سُمِّيتُ أَحْمَدَ ، وَ جُعِلَ لِيَ التُّرَابُ طَهُورًا ، وَ جُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ " (٢)
ـــــــــــــــــــــ
الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي؛ أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري؛ دار الكتب العلمية ؛ 1419هـ / 1999م .
ــــــــــــــــــ


ونطق القرآن فقال :"﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ .

[د. محمد الرمادي]

« أوتيت خمسا »،
وقد روي « ستا »،
وروي فيه « ثلاثا » ؛
و « أربعا » ؛
وهي تنتهي إلى أكثر من سبع ،
قال فيهن :« لم يؤتهن أحد قبلي ،
[1] بعثت إلى الأحمر والأسود ،
[2] ونصرت بالرعب مسيرة شهر ،
[3] وجعلت أمتي خير الأمم ،
[4] وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ،
[5] وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،
[6] وأتيت الشفاعة ،
[7] وبعثت بجوامع الكلم ، وبينا أنا نائم
[8] أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت بين يدي ، وزويت لي مشارق الأرض ومغاربها ،
[9] وأعطيت الكوثر وهو خير كثير وعذب ،
[10] ولي حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد نجوم السماء ، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ،
[11] وختم بي النبيون » .
انظرابن عبدالبر في الاستذكار : 1 /133؛ الروايات: صحاح رويت في آثار شتى .


وجاء برواية « فُضِّلْتُ على الأنبياءِ بستٍّ لم يُعْطَهُنَّ أحَدٌ كان قَبْلِي
[ 12] غُفِرَ لِي ما تَقَدَّمَ من ذنْبِي وما تَأَخَّرَ وأُحِلَّتْ لِيَ الغنائِمُ ولَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ كان قبْلِي وجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الأمَمِ وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مسجِدًا وطَهورًا وأُعْطِيتُ الكوثرَ ونُصِرْتُ بالرعْبِ والذي نفْسِي بيدِهِ إنَّ صاحبَكم لصاحِبُ لِواءِ الحمدِ يومَ القيامَةِ تحتَهُ آدَمُ فمَنْ دونَهُ » . رواه أبو هريرة:

(1) انظر الهيثمي في مجمع الزوائد : 8 /272 ؛ الحديث إسناده جيد .
(2) السيوطي في الخصائص الكبرى: 2 /196 الحديث إسناده جيد.

وجاء برواية « أُعطيتُ ما لم يُعْطَ أَحَدٌ من الأنبياءِ »؛
فقلنا :" ما هو يا رسولَ اللهِ :" ؛
فقال « نُصرتُ بالرعبِ وأُعطيتُ مفاتيحَ الأرضِ
[ 13] وسُمِّيتُ أحمدَ وجُعِلَتْ لي الترابُ طهورًا وجُعِلَتْ أمتي خيرَ الأممِ » . رواه علي بن أبي طالب

(1) انظر الألباني في : إرواء الغليل: 1 /317 ؛ الحديث: إسناده فيه ضعف واضطراب . [انظر نهاية البحث ] .
(2) ابن دقيق العيد في الإمام : 3 /130؛ الحديث: فيه عبدالله بن محمد بن عقيل اختلف في الاحتجاج بحديثه
(3) انظر ابن كثير في: تفسيره القرآن : 2 /78 ؛ الحديث: إسناده حسن .
(4) علي بن أبي طالب انظر العراقي في طرح التثريب : 2 /110 ؛ الحديث: إسناده حسن .
(5) انظر الهيثمي في مجمع الزوائد : 1 /265؛ الحديث: حسن
(6) ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير: 1 /231 ؛ هذا اللفظ ثابت من رواية علي .
(7) ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لابن حجر: 8 /73 ؛ إسناده حسن
(8)انظر السيوطي في : الجامع الصغير: 1169 ؛ الحديث: صحيح
(9)انظر السيوطي في : الدر المنثور : 3 /727 ؛ إسناده حسن.


الرواية بـ اربع
« أُعطيتُ أربعًا لم يُعطهنَّ أحدٌ مِنْ أنبياءِ اللهِ أُعطيتُ مفاتيحَ الأرضِ وسُمِّيتُ أحمدَ وجُعل الترابُ لي طَهُورًا وجُعلتْ أمَّتي خيرَ الأمَمِ »
رواه علي بن أبي طالب ؛
(1) انظر أحمد شاكر في : مسند أحمد: 2 /349 الحديث: إسناده صحيح .

(2) انظر أحمد شاكر في : عمدة التفسير: 1 /402 ؛ الحديث: إسناده صحيح .
(3) انظر أحمد شاكر في : مسند أحمد: 2 /113 ؛ الحديث: إسناده صحيح .
(4) انظر ابن باز في : حاشية بلوغ المرام لابن باز : 132 الحديث: إسناده جيد إلا أن فيه عبدالله بن عقيل وقد ضعفه النسائي واحتج به أحمد وجماعة
(5) انظر الألباني في : السلسلة الصحيحة : 3939 ؛ الحديث: إسناده حسن
(6) انظر الألباني في : ضعيف الجامع : 952؛ الحديث: ضعيف [ ثم صححه الشيخ في " السلسلة الصحيحة " رقم : 3939 ].
وبهذا التخريج ووفقاً لأقوال السادة العلماء نكمل ونبني على صحة الحديث بقيةالبحث.

[War ROFL]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ممكن لو تفضلت اسم المصدر الي هتنقل منه؟
وممكن اقترح عليك تكبير الخط لسهولة القراءه لانه المواد الدينيه خصوصا المكتوبة قديما بتكون صعبه شوية من حيث الاسترسال في قرائتها

[د. محمد الرمادي]

فما هي تلك الخيرية التي أخبر عنها القرآن الحكيم ونطق بها المعصوم الكريم عليه صلوات الله وسلامه

فَتَدَبَّرْ وَتَنَبَّهْ .

[د. محمد الرمادي]

فما هي تلك الخيرية التي أخبر عنها القرآن الحكيم ونطق بها المعصوم الكريم عليه صلوات الله وسلامه

فَتَدَبَّرْ وَتَنَبَّهْ .

***


نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏ .

[د. محمد الرمادي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت السكون السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ممكن لو تفضلت اسم المصدر الي هتنقل منه؟ وممكن اقترح عليك تكبير الخط لسهولة القراءه لانه المواد الدينيه خصوصا المكتوبة قديما بتكون صعبه شوية من حيث الاسترسال في قرائتها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!

شكراً لحسن متابعتك ومراجعتك وشكراَ خاص لمقترحاتك ...
[1.] بخصوص الإستفسار الأول : المراجعة وإعتماد النصوص ونقلها في ثنايا البحث بأضعها -اسم المرجع أو المصدر- أول بأول كما ظهر في السابق ؛ إذ أن المنقول ليس من كتاب واحد فقط ولكن عدة مصادر ومراجع .
[2.] مسالة تكبير الخط سهلة .
ومن الله الهداية والتوفيق.

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر ؛ الصفحة الثانية : «كِتَابُ الْإِيمَانِ» :

ما يجب أن نضع الأصبع عليه هو :
هل خيرية هذه الأمة التي وصفها خالقها سبحانه وتعالى؛ ونعتها رسولها صلوات الله وسلامه عليه وآله : بالخيرية تعود لصفات وخواص وقدرات تملكها، أم لأمر جديد طرأ عليها!!.


من المعلوم أن الشعوب والأمم التي تتعايش معنا فوق الكرة الأرضية تملك خواص وصفات وقدرات ذاتية فمثلاً الأمة الألمانية لها خواص وقدرات، وكذلك الأمة البريطانية أو الفرنسية؛ والذي يغلب على ظني دون تفصيل هنا أن الأمة العربية بما تملك من خواص وصفات وقدرات أضف إليها الطارئ الجديد؛ أعني منهاج الإسلام؛ فهما معاً؛ أي خواص تلك الأمة ومنهاج الإسلام كانا التعليل والعلة لجعلها خير أمة أخرجت للناس ..... ثم مَن يدخل مِن بقية الأمم والشعوب يضيف جديداً بما عنده من خواص وقدرات بعد صهره في بوتقة الإيمان والمنهاج.


فـ علةُ خيرية هذه الأمة وتعليلُ أفضليتها يعود إلىٰ الكلمة النورانية القرآنية التي نزل بها أمين السماء جبريل عليه السلام علىٰ قلب أمين السماء والأرض محمد عليه السلام " ﴿ تُؤْمِنُونَ ﴾ [آيَةُ:١١٠ ؛ مِن سُّورَةِ : آل عمران]. فإذا صُهرت خواص تلك الأمة في بوتقة الإيمان –كما جاء به خاتم الأنبياء وآخر المرسلين- خرجت إلينا أمة هي خير الأمم.

وما أصاب الأمة الإسلامية في مقتل وأعادها إلى ذيل العالم يكمن في الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام –عقيدة ومنهاجاً- وأيضاً كيفية تطبيقه .

الواقع الحالي لهذه الأمة يظهر بوضوح حالها وما وصلت إليه ... ومن هنا رأيتُ أن نزيل الغبار عن عقيدة التوحيد لنعود كما وصفنا الله تعالى بأننا ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾.

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر ~ الصفحة الثالثة : « كِتَابُ الْإِيمَانِ »

مبحث الآله

الحديث عن التوحيد والعقيدة والإيمان يلزمنا أن نبحث في اصل الموضوع واساسه؛ وأن ندرك ما وراء الكون والحياة والإنسان؛ فنبدء من أقوال السادة علماء اللغة؛ فنقول :

أَلَهَ : الْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْهَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ . فَالْإِلَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَعْبُودٌ (1) .


وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه سأَله عن اشتقاق اسم الله تعالى في اللغة فقال :
" كان حقه إلاهٌ أُدخلت الأَلف واللام تعريفاً ؛ فقيل أَلإلاهُ ؛ ثم حذفت العرب الهمزة استثقالاً لها فلما تركوا الهمزة حَوَّلوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف وذهبت الهمزة أَصلاً ، فقالوا : أَلِلاهٌ ؛ فحرَّكوا لام التعريف التي لا تكون إلاَّ ساكنة ثم التقى لامان متحركتان فأَدغموا الأُولى في الثانية ؛ فقالوا الله ، كما قال الله عز وجل :﴿ لكنا هو الله ربي ﴾ (5)

فأصله إله، دخلت عليه أَل، ثم حذفت همزته وأُدغم اللامان. (3).


الإلَهُ: الله عز وجل ؛ وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه ، والجمع آلِهَةٌ (5) .


والآلِهَةُ: الأصنامُ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشيء في نفسه.(4) وكانت العرب في الجاهلية يَدْعُونَ معبوداتهم من الأَوثان والأَصنام آلهةً وهي جمع إلاهة (5) ولا يكون إلَهاً حتى يكون مَعْبُوداً ؛ وحتى يكونَ لعابده خالقاً ورازقاً ومُدبِّراً وعليه مقتدراً فمن لم يكن كذلك فليس بإله وإِن عُبِدَ ظُلْماً بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد (5) .



اللَّهُ : علم على الذَّات العليَّة الواجبة الوجود، الجامعة لصفات الألوهيّة، ولذا لا يجوز أن يتسمَّى به أحد، وسائر الأسماء قد يتسمَّى بها غيرُه (2) تَفَرَّد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الإلاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأَصنام (5)




فـ الله [مفرد]: لفظ الجلالة ، واللَّهُمَّ: لفظ الجلالة بعد إضافة الميم إليه عوضًا عن حذف حرف النِّداء ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهُمَّ﴾.
و اللَّهُمَّ: كلمة تستعمل في النداءِ مثل: يا أَلله. (3)



والتَّأَلُّهُ: التَّنَسُّك والتَّعَبُّد والتأْليهُ التَّعْبيد (5)

فـ التَّأْلِيه: القَوْل بوجود إِله مدبّر للعالم، وهو ضربان:

[ 1] طبيعي: يُعوِّل على الأَدلَّة العَقْلِيَّة، ويرفض الوحي. و
[ 2] ديني: يسلم بالعقل والنقل معاً ولا يرفض الوحي بحال. ويقابل الإِلحاد. (3) .


أما الحق الإلهِيّ: فهو أصل استند إليه بعض ملوك أوروبا في القرون الوسطى، يقرر أن سلطة الملك على شعبه تفويض إلهي. وقد اندثر ت هذه الفكرة تماماً . (3) .

اسم الله الأَكبر هو الله لا إله إلاَّ هو وحده (5) .

[العاشق الذى لم يتب]

بارك الله فيك
وجزاك خيرا
لعظيم فائدة وحسن انتقاء
باقات ورودى وتحياتى