اغتصاب العمر ( مسابقة القصة الحصرية )

[العندليب الاسـمر]

إهداء إلي روح أمي التي علمتني كيف أحيا رغم الألم إلي رفيق غربتي وصديقي العزيز الذي قام بتصحيح القصة لغويا إلي الاستاذة ايمان طلعت التي قامت بعمل هذا التصميم الرائع

اغتصاب العمر ما بين صحوي ونومي وذهابي وإيابي هواجس وأحلام وشئٌ لا يسمي إلا جنون .. نومي يحكي لي دائما أنني ما زلت هناك أمارس ألعابي الصبيانية أركب شجرتنا العجوز وأٌقفز في ساقية جدي العتيقة لألتقط الحبل وأضعه فوق حمار جدي ليسقي الارض التي كنا نزرعها بما لذ وطاب فقط لا أحتاج كل ليلةٍ إلا إلي وسادةٍ عالية ومرتبة قاسية لأسبح في بحرٍ لجي من أحلام اليقظة تارة والمنام تاراتٌ أخري لأعود في اجازة غير مدفوعة الاجر ولا التذاكر .. لا أهبط في مطارات ولا أركب سيارات فلا قيمة لتلك التفاصيل الصغيرة الآن من بين جمع غفيرٍ من البشر تجولين بعيونك السوداء باحثة عن ضالتك لعل وعسي .. وأظل انا متسمراً بين يدي ضابط الجوازات كي يسرع قبل ان تفارقني النشوة .. وفجأة أتقلب في فراشي لأكتشف أنني عدت غير مكتمل الرحلة والمتعة معاً .. تدق ساعة المنبه مزعجة جيراني لأقوم مسرعا يدُ في كم قميصي والأخرى خارجة لأستقبل الباب فقد تأخرت وأنت تعلمين يا حبيبتي أنني أحب ان أكون أول المتواجدين الشئ الذي لا يمكن تسميته إلا جنون أنني أشعر أنني ناديتك رغم انه لم يسمعني إلا قطع الاثاث التي تسكن معي وجربت نطق اسمك وطبعت قبلة علي جبينك قبل ان أغادر .. !! أفتح باب سيارتي وأقوم بتشغيلها وارفع زر التكييف علي الدرجة الاخيرة فشمس هذا البلد تصر علي تذكيري انها في كل مكان لدرجة تشعر انها داخل معدتك .. أتأكد جيداً من المرايات فهي في هذه المدينة أهم من المقود نفسه ثم انطلق .. نعم انطلق فكل شئٍ هنا يا عزيزتي منطلق لدرجة تشعرك أنك في سباق سيارات , ليس لها بداية ولا نهاية ، بل كل سائق يُجبر قسراً على الخروج من السباق . الشئ العجيب أنه لا يوجد فائز أو خاسر بل كلنا خاسرون على الأقل عدة سنوات من أنضر سنين العمر. افتح الراديو قليلا لعلي اسمع عن أخبارك شيئا .. داعش تقترب من حدود بغداد .. السعودية تعلن الاخوان جماعة ارهابية .. بشار الاسد يضرب درعا بالبراميل المتفجرة , لا شئ عنك يا حبيبتي رغم انه من مائة عام ونيف وأنا أعلم أنك تُغتصبين في الفصول الأربعة !! .. أغير مؤشر الراديو .. فاصل اعلاني .. إكتشف الذهب .. تعالي الي مدينة الروعة .. المنتج الذي لن تستطيع الحياة بدونه .. والغريب أنني لم اكتشف الذهب ولم اجد مدينة الروعة وما زلت أعيش رغم أنني لم استخدم هذا المنتج .. كل هذا التفكير لم يشفع لي عند سائق السيارة الذي خلفي وهو يضغط بكل قوته علي البوق كي اتحرك بعد ان فتحت الاشارة ويمر بجواري مشيرا لي بيده في علامة اني اصبت بالجنون علي سيرة الجنون الم يكن جنونٌ يا حبيبتي ان نفترق بعد كل هذا العمر وأمارس حياتي وسط هذا الجنون دونك كيف هان عليكِ تركي في مدن الزحام أتوه وتتوه معنا ذكرياتنا كيف استطعت العيش دوني كل تلك الليالي ألا زلتِ يا حبيبتي تذكرين أنني من مواليد برج الميزان . هل كُتِب علينا الشقاء ، دائماً نسعى إلى تجويد كل الأشياء وتضيع منا كل الأشياء ، ونظل نتحسر على كل الأشياء ونرجع إلى التسليم إلي كل الأشياء نسلم إلي اللوح المحفوظ ودرجة مشاركة الأنسان في صنع قدره . هواجس يا غاليتي لا تنتهي إلا باليقين ويقيني انني ما زلت هنا انظر في مرايات المصعد الذي سيأخذني الي الدور الرابع حيث مقر شركتي لأبدأ رحلة العمل اليومية عمل ثم عمل ثم عمل . يمر الوقت فلا ادري كيف مر . مشاكل وحلول ، نوايا حسنة وأخرى سيئة ، تتغير الأرباح والتقييم السنوي .. وأربطة العنق وألوان السراويل والقمصان مرتين في العام من صوفية دافئة الي قطنية طرية بعد ان أمضيت عمرا هنا يا حبيبتي أدركت جليا ما هي فلسفة الغربة ، ولماذا لا يعطوننا الراتب يومياً أو سنوياً . يريدون أن يكرسوا فينا حالة الترقب والانتظار ، فهي التي تجعل الشخص عبداً لغربته . منذ بداية الشهر يترقب المغتربون هنا نهايته وهكذا دواليك ، وهم لا يفطنون أن الشهر الذي يمر يحمل معه الراتب ويأخذ مقابل ذلك جزءأً عزيزاً من عمرنا القصير ، ولا يظل الأمر على ذلك بل يربطوننا بأشياء أكثر بعداً تسمى بمكافأة نهاية الخدمة فكلما ظللت عبداً لأطول فترة ممكنة كلما زاد رصيدك منها . لم ندرس هذا النوع من الاستعمار بمادة السياسة بالجامعة ، سمعنا عن الاستعمار الاستيطاني والاستنزافي والمؤقت والاقتصادي . ولكن لم نسمع عن الاستعمار الاغترابي أرجِع من العمل على الطريق نفسه . العلامات ذاتها نفس المخارج والمداخل . ونفس الشمس التي كانت تطاردني صباحاً , الغريب ان يسار الشارع صباحاً قد صار يميناً عند الغروب. إربطي حزام الأمان وضعي طرحة علي رأسك . فأنا لا أحب أن يراك أحدٌ سواي. لا تغضبي يا حبيبتي فمنذ ولادتي وانتِ تعلمين أنني غيور ، وعموماً هذا شئ طبيعى فكل من حباه الله بجوهرة يجب أن يداريها عن العيون وخصوصاً العيون الجائعة , تمهلي يا حبيبتي وهذا الجالس بجوارك لا تلقميه ثديك هكذا فهو لم يستأذن مني وكأن له حق تاريخي فيك أو كأنك إرث شخصي له " الأرض لمن يفلحها " وانا أحرثك بأظافري قبل ان تولدين وأزرعك من عظامي قبل ان يولدون وأسقيك من دمي قبل ان يعرفوا معني السقيا .. أستفيق من حلمي علي صوت البوري لقائد السيارة خلفي افتح الراديو مرة اخري علي صوت مطربة جديدة بالورقة والقلم خدتيني مية قلم انا شفت فيكي مرمطة وعرفت مين اللي اتظلم ليه اللي جايلك اجنبي عارفة علية تطبطبي وتركبي الوش الخشب وعلي اللي منك تقلبي عارفة سواد العسل اهو دة اللي حالك له وصل يا بلد معاندة نفسها يا كل حاجة وعكسها ...................... وليلة جديدة ووسادة جديدة ورحلة جديدة غير مدفوعة الاجر ولا التذاكر ولا العودة .. !!!

[نغم الشام بعد المغيب..]

اغتصاب العمر .. و ما أقساه و ما أعنفه من اغتصاب ..!!


فالغربة ذئب جائع يترصدك كلما هممت وفتحت الباب ..!


يجعلك تكره كل الأيام التي حملتك إليها.. والأسباب ..!!



أخي الكريم ..العندليب الأسمر


قصة مؤثرة ومن نبض واقع يعيشه الكثير منا للآسف .

أعجبتني جداً.. حبكة قصتك ابتدءاً من مدخلها وحتى النهاية التي لانهاية لها على ما أعتقد ..!

أسلوب قصصي ممتع ومشوق وركزت فيه على تفاصيل دقيقة جعلتنا نتعايش مع سطورها وكل التفاصيل

التيي مرَّ بها بطل قصتك وتلك الشخصية المدروسة بعناية .


ماشاء الله عليك مشروع روائي بحق .

استمر أخي الكريم ..فما زال لديك الكثير الذي يبشر بمزيد من الإبداع ..!

مع فائق احترامي وشكري

نغـــم الشـــام بعــد المغيـب ..

[ايمان طلعت]

قصه رائعه جدا
مكتمله بتفاصيلها الصغيرة
عن الفربه التى تعتصب العمر سهواً
و
الحنين والاشتياق للبلد
برغم المعاناه فيها

لا تترك القلم لانك ستبهرنا به
تحياتى
وبالتوفيق

[™Amiliya]

اولا وبدون مجاملة عندليب تملك حبكة قصصة جميلة جدا

قريتها 3 مرات الى الان وفي كل مرة الاحظ انك بتقفز بينا من مرحلة لمرحلة بسلاسة

احسنت صدقا وامتعتني القصة جداااا

بالتوفيق ليك

[اميره الشعر الشجين]

ماشاء الله قلم راقى ومتمكن جميله اوى بجد ياعندليب المنتدى وليها مغزى عظيم بالتوفيق اخى

[Lamees]

أبداع وأكثر لآ يسعني سوى تسجيل أعجابي الشديد
بموهبة مبشرة جداً .. دمت متميز أخي
كل الود

تقييمي

[العندليب الاسـمر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم الشام بعد المغيب.. اغتصاب العمر .. و ما أقساه و ما أعنفه من اغتصاب ..!! فالغربة ذئب جائع يترصدك كلما هممت وفتحت الباب ..! يجعلك تكره كل الأيام التي حملتك إليها.. والأسباب ..!! أخي الكريم ..العندليب الأسمر قصة مؤثرة ومن نبض واقع يعيشه الكثير منا للآسف . أعجبتني جداً.. حبكة قصتك ابتدءاً من مدخلها وحتى النهاية التي لانهاية لها على ما أعتقد ..! أسلوب قصصي ممتع ومشوق وركزت فيه على تفاصيل دقيقة جعلتنا نتعايش مع سطورها وكل التفاصيل التيي مرَّ بها بطل قصتك وتلك الشخصية المدروسة بعناية . ماشاء الله عليك مشروع روائي بحق . استمر أخي الكريم ..فما زال لديك الكثير الذي يبشر بمزيد من الإبداع ..! مع فائق احترامي وشكري نغـــم الشـــام بعــد المغيـب ..

بعد سنوات لي هنا

لا املك الا ان اقول ان ما كتبت لا يساوي شعرة مما اشعر به


ليس كلاما محبورا وانما تجربة قاسية مريرة بحق

والادهي عندما نظل أساري لها لا نستطيع الفكاك

اما المشاريع الروائية فصدقيني لا اهتم الا بتفريغ الشحنة

ولا يعنيني كثيرا ان اكون روائي او غيره بل

هذه المرة الاولي التي اكتب فيها قصة طويلة نوعا ما

عادة اكتب خواطر او قصص قصيرة جدا اقرب لان تكون لقطة

نغم الشام

لكم تسعدني طلتك اينما كنتِ

فكوني دائما بالجوار لنسعد

[العندليب الاسـمر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان طلعت قصه رائعه جدا مكتمله بتفاصيلها الصغيرة عن الفربه التى تعتصب العمر سهواً و الحنين والاشتياق للبلد برغم المعاناه فيها لا تترك القلم لانك ستبهرنا به تحياتى وبالتوفيق

الاروع هو تواجد امثالك في هذا الصرح الذي لم يقم الا لتفانيكم فيه

اكرر شكري مرة اخري علي مساعدتك القيمة

وصدقا لولاك ما تم اخراج الموضوع بهذا الشكل

ودي وتقديري

[العندليب الاسـمر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايميليا اولا وبدون مجاملة عندليب تملك حبكة قصصة جميلة جدا قريتها 3 مرات الى الان وفي كل مرة الاحظ انك بتقفز بينا من مرحلة لمرحلة بسلاسة احسنت صدقا وامتعتني القصة جداااا بالتوفيق ليك

ثانيا وبدون مجاملة برضة

كلام حضرتك دة وسام علي صدري

وشهادة اعتز بيها

بجد شكرا لمرورك العبق

وكلامك الرائع

ويارب اكون عند حسن الظن

[العندليب الاسـمر]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميره الشعر الشجين ماشاء الله قلم راقى ومتمكن جميله اوى بجد ياعندليب المنتدى وليها مغزى عظيم بالتوفيق اخى

اميرة الشعر الشجين

لا اعلم كلما رايت اسمك

وتطلعت في صورتك الرمزية

مر في مخيلتي امران

الاول : سعادتي ان يكون هناك بين شباب بلدي من هو بهذا القدر من الوعي والثقافة والقدرة علي التعاطي
الثاني : العطاء بلا حدود فلم اكد امر بصفحة هنا الا ورايت لك بصمة مميزة فيها

شكرا حد السماء يا سيدة الحرف الشجين