سفينة برشلونة تبحث عن ربان ماهر .. فهل يكون كلوب هو المنقذ ؟

[الفيلسـوف]

واصل المدير الفني الاسباني لويس انريكي فصوله السخيفة مع جماهير فريقه برشلونة وافتتح العام الجديد بطريقة ولا أسوأ عندما سقط هو وفريقه أمام ريال سوسيداد بهدف نظيف في إطار منافسات الجولة السابعة عشرة من الدوري الاسباني .

المدرب ابن الـ 44 عاما لم يقدم بعد ما يشفع له للإستمرار على رأس الإدارة الفنية للفريق الكتالوني سواء من الناحية الفنية أو الشخصية، وهو ما يجعل رحيله عن مقاعد التدريب في "كامب نو" مسألة وقت فحسب .

انريكي فاجئ الجميع مساء أمس بإستبعاد الثلاثي ليونيل ميسي ونيمار وداني الفيس من التشكيل الاساسي الذي واجه به فريق ريال سوسيداد بحجة تأديبهم بسبب تأخرهم في العودة من اجازة أعياد الميلاد، ولا يدري أحد هل يكون العقاب بالحرمان من المشاركة في الشوط الأول قراراً صارماً يدل على قوة الشخصية أم ماذا ؟

المدرب الشاب عاد بنفسه ليكسر قراره ويقحم الثلاثي في الشوط الثاني بعد وضوح عجز تشكيلته التي بدأ بها اللقاء عن خلق فرص هجومية حقيقية، لتنكشف عورة اهتزاز الرجل وضعف شخصيته الذي بات أمراً مؤكداً لجميع المتابعين، وهو أحد أكبر أسباب انتقاد المدير الفني السابق للفريق تاتا مارتينو بالمناسبة.

ما تثبته الأيام هذا الموسم من ضعف شخصية انريكي وتدني مستواه الفني والخططي طالما نفاه عشاق البلوغرانا وإدارة النادي رغم وضوحه للجميع من قبل التعاقد معه في الصيف الماضي؛ فالمدرب الشاب فشل فشلاً ذريعاً في جميع الاختبارات التي خاضها في مجال التدريب وقدم موسماً غاية في السوء مع فريق روما في وقت سابق حيث خسر 14 مباراة ولم يترك بصمة فنية واحدة تحسب له .

وعندما عاد إلى اسبانيا تولى قيادة فريق سيلتا فيغو وخسر الفريق تحت قيادته أيضاً 17 مباراة وهو الأمر الذي يمكن تقبله مع فريق من اندية الوسط الساعية فقط لضمان البقاء في الدوري الممتاز، أما الحال مع فريق بقيمة برشلونة وطموحات جماهيره فهو يختلف كلياً .

ورغم إمتلاك المدرب لمجموعة لاعبين متميزين إلا أنه فشل في إجادة توظيفهم، ولم يستطيع التعامل مع حقيقة انخفاض مستوى نجوم الفريق مثل لاعبا الوسط شافي هيرنانديز وأندريس اينيستا، كما فشل في التعامل نفسياً مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي بدا واضحاً للجميع أنه ليس على ما يرام وأصبح استمراره داخل جدران قلعة كامب نو محل شك.

برشلونة منذ قدوم انريكي لا يعرف كيف يهاجم ولا يجيد الدفاع، ورغم بعض الأرقام التي تبدو جيدة للوهلة الاولى للفريق إلا أن إمعان النظر يبين لنا أن الفريق خسر معظم اختباراته الجدية منذ بداية الموسم؛ فسقط امام باريس سان جيرمان وريال مدريد ثم خسر أمام أندية قاتلت بشراسة مثل سيلتا فيغو وريال سوسيداد، وهو ما يوضح حجم المعاناة التي يمر بها البلوغرانا عندما يواجهون فريقاً يلعب من أجل الفوز وليس التعادل كما اعتاد لاعبو "برسا" في السنوات الأخيرة .

إدارة النادي الكتالوني إذا ما أرادت خيراً فعليها البحث من الآن عن مدير فني يتناسب مع اسم ومكانة وتاريخ الفريق، وتجنب الإعتماد على مجرد رصيده كلاعب لدى الجماهير، فمن المؤكد أنه لو كان النجاح التدريبي مرهوناً بالتألق قبل الإعتزال لكان الأساطير أمثال بيليه ومارادونا أولى الناس بتحقيق أمجاد تدريبية كبرى .

ومن بين الأسماء المطروحة في الوقت الراهن يبرز اسم الألماني الشاب يورغن كلوب المدير الفني الشاب لفريق بوروسيا دورتموند والذي يعيش بدوره موسماً كارثياً في البوندسليغا .

كلوب الذي حقق نجاحات باهرة في المواسم الأخيرة مع الأسود لم يعد لديه ما يقدمه للفريق في ظل مناخ مضطرب، وهو ما دفع الكثيرين لمطالبته بالرحيل والبحث عن تحدٍ جديد في مكان آخر من أجل إستعادة الثقة والحماس، وكذلك إتاحة الفرصة لمدرب آخر يضخ دماء جديدة في جسد الأسود المنهك .

يورغن كلوب يمتلك من الكاريزما ما يؤهله لقيادة أكبر أندية العالم والتعامل مع النجوم الكبار، إضافة إلى قدراته الفنية ومرونته الخططية الرائعة وتعامله المتميز مع المباريات وهي الصفات التي جعلته أحد أفضل مدربي العالم في المواسم السابقة، وهي نفسها أيضاً التي افتقد اليها هذا الموسم وهو ما تسبب في كبوته حتى الآن .

فشل انريكي وتعثر دورتموند هذا الموسم قد يجعل من المدرب الالماني الخيار الأفضل والأمثل لقيادة سفينة الـ"بلوغرانا" التي كثرت ثقوبها وأوشكت على الغرق تحت قيادة ربان فاشل وغير مؤهل لتولي زمام الأمور.