هل يستحق رودريغيز مكان دي ماريا والمبلغ الكبير الذي دفعه ريال مدريد؟!

[الفيلسـوف]

بعد تألقه اللافت مع منتخب بلاده كولومبيا في مونديال البرازيل أصبح صانع ألعاب فريق موناكو الفرنسي جيمس رودريغيز مطلباً للعديد من الأندية الأوروبية إلى أن نجح النادي الملكي ريال مدريد في ضمه إلى صفوفه مقابل 80 مليون يورو وراتب سنوي للاعب يبلغ 7 ملايين يورو ليراهن الجميع على أن اللاعب سيكون أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية في السنوات المقبلة .

النجم الكولومبي نجح في تعويض غياب هداف منتخب بلاده رادوميل فالكاو عن المونديال بسبب إصابته في الركبة وتوج بلقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف رغم خروج المنتخب من الدور ربع النهائي وخوضه خمسة مباريات فقط، كما أن هدفه في مرمى منتخب أوروغواي تم ترشيحه لنيل جائزة بوشكاش كأجمل أهداف العام .

ولكن مع إنطلاقة الموسم الحالي لم يرتقي أداء اللاعب لمستوى طموحات جماهير الميرنغي وغابت لمساته الحاسمة بشكل واضح حتى الآن، ورغم مشاركته خلال 15 مباراة في الليغا بشكل أساسي من بين 16 مباراة خاضها الفريق إلا أنه لم يسجل سوى خمسة أهداف فقط إضافة إلى صناعته لخمسة أهداف آخرين، كما أنه أحرز هدفاً وحيداً في بطولة دوري الأبطال وتمكن من صناعة هدف وحيد .

وبالرغم من ذلك لم يكن أي من هذه الأهداف الستة حاسماً في نتيجة المباراة بشكل مباشر، فأهداف اللاعب جاءت في مواجهات انتهت برباعيات وخماسيات وثمانيات أيضاً سواء في الليغا أمام ايبار وغرناطه وديبورتيفو لاكرونيا وليفانتي، أو في دوري الأبطال أمام بازل السويسري .

حتى الأهداف التي صنعها اللاعب جاءت في مباريات انتهت بنتائج ثقيلة لمصلحة فريقه بإستثناء مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة والتي انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف، ومباراة لفربول في الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا والتي انتهت بثلاثية نظيفة على ملعب الانفيلد، كما أن هدفه في شباك اتلتيكو مدريد في بطولة كأس السوبر الاسباني لم يكن مؤثراً ونجح الاتليتي في حسم اللقب لمصلحته بمجموع مباراتي الذهاب والعودة .

الأمر اللافت للأنظار أن اللاعب يزيد مردوده الهجومي عندما يشارك في مركز صانع الألعاب المتأخر، حيث وظفه المدير الفني الايطالي كارلو أنشيلوتي في هذا المركز خلال ثمانية مباريات سجل خلالها ثلاثة أهداف وصنع هدفين، وعندما شارك في مركز الجناح الأيمن نجح في تسجيل ثلاثة أهداف وصناعة أربعة آخرين خلال ستة مباريات فقط .

أما عندما يتمركز اللاعب في الخط الأمامي سواءً من عمق الملعب أو الرواق الأيمن فإن مردوده يقل بشكل ملحوظ؛ وحدث ذلك خلال ثلاثة مباريات لم يكن للاعب خلالها أي بصمة تذكر .

ربما نلاحظ زيادة انتاج اللاعب مقارنة بأرقامه الموسم الماضي مع فريق موناكو الفرنسي الذي سجل معه رودريغيز سبعة أهداف فقط خلال 33 مباراة، إضافة إلى أنه يحقق نسبة دقة تمرير مرتفعة هذا الموسم مع ريال مدريد تزيد عن 87 % من إجمالي تمريراته، ولكن لا ننسى الإشارة إلى الفارق الكبير بين نوعية اللاعبين الذين يلعبون إلى جواره في تشكيلة النادي الملكي حالياً وبين أقرانه في موناكو خلال الموسم الماضي .

قد يكون من المبكر الحكم على نجاح أو فشل اللاعب الكولومبي في تجربته المدريدية، ولكن قلة مردوه وندرة لمساته الحاسمة خلال النصف الاول من الموسم يدفعنا للتساؤل .. هل استحق رودريغيز هذا المبلغ الضخم الذي تم دفعه من جانب ريال مدريد ؟ أم أنه سيضاف إلى سجل المبالغ الطائلة التي اعتاد النادي الملكي على انفاقها في سوق الإنتقالات بدون تحقيق إستفادة فنية تتناسب مع ضخامة هذه المبالغ والاهتمام في المقام الأول بالجانب الدعائي والإعلاني ؟