شخصيات عجيبة (9).. رياظ المتأنق!

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوتي الغاليين أخواتي الكريمات.... كيف الأحوال و كيف انتم؟
عساكم بخير و فرحة و طمأنينة يا رب...
شخصية اليوم مميزة بحق و ميزتها أو تميزها هو أنها قادرة علي إثارة الغيظ و الحنق في إعتي من يدعون برودة الاعصاب و هدوء النفس..
و هو له إسم واحد فقط و هو " رياظ" و أنا لا أدري السبب في ذلك ، ربما لأنني تعرفت عليه في السنة النهائية بالكلية و لم أره قط بعد التخرج ، مثله مثل كثير من الأصدقاء الذي أطلق عليهم " اصدقاء تمضية الوقت " فكم من صديق كان معي بالثانوية و بالجامعة حسبت أن الدنيا لن تفرقنا قط و لكن كلٌ قد ذهب إلي حال سبيله...
عامة رياظ هذا كان يثير حنقي في شدة و ذلك من شدة تأنقة و عنايته بنفسه بصورة غير عادية.. فأنت تري أن حذاءه تم تلميعه بصورة مفرطة غريبة حتي أنك يمكن أن تري وجهك به ! و تري أن ملابسه كلاسيكية جداً فلم يكن يرتدي الجينز أو الألوان الصارخة و ما إلي ذلك ، لكنها كانت متناسقة إلي حد مذهل..
و كانت هوايته التي تثير الزهق و الملل في نفسي هي حبة للذهاب إلي محلات الملابس.. فحينما كنا نخرج من الكلية و نتمشي حتي مكان إستقلاله القطار حتي يذهب إلي بيته .. لم يكن يترك محل للملابس حتي يدخل إليه و يعرف الأسعار و يعرف ما هي الموضة المناسبة له و كم يتكلف ذلك الحذاء و ما سعر هذا البنطال و ما إلي ذلك...
حتي أنني نصحته بأن يفتتح محلات ملابس حتي لا نتوقف كل يوم بالساعة و أكثر من أجل هذا الهراء.. حقيقة أنا لم أهتم بالملابس قط في حياتي و كنت أري أن أسوأ صرف يمكن أن أصرفه لمالي هو بشراء الملابس باهظة الثمن و كنت دوماً و حتي الآن أفضل الكتب.. و أقول أن الملابس تبلي و لكن الكتب تظل مع الأنسان طوال عمره....
أجل لم أكن أهمل في نفسي و لكنني لم أدعي التأنق إلا في أوقات محدودة بحياتي و هي المناسبات الإجتماعية... أما هذا الرياظ فحدث و لا حرج... تشعر أنه ذاهب إلي حفلة منتصف الليل بحذاءه اللامع و بنطاله الاسود الذي تم كيه و لا تجد كسرة واحدة فيه .. تم كي كل سنتيمتر فيه بدون ملل... و قميصه الأبيض الجميل الذي يبدو تحفة بحق و تم كيه بعناية لا نهاية لها هو الآخر... و تسريحة شعره المنمقة .. حتي شاربه يهتم به بصورة كبيرة و اظافر يده ... تباً لك يا رياظ...
إنني بجوارك أبدو مثل شخص تخرج حديثاً من مستشفي الأمراض العقلية ! و حتي في حديثه... كان منمق جداً و يتخير الألفاظ و الكلمات و العبارات و تحس أنه يملك حس ثقافي كبير..
سبحان الله ! ألا يوجد عند هذا الرياظ غلطة واحدة ؟
ربما لم يرتكب هو أي خطأ في تصرفه حتي أحنق منه و لكن مثل هذه الشخصيات التي لا تري بها أخطاء واضحة للعيان تثير الغيظ و الحنق خاصة لمن هم لا يملكون أعصاب قوية مثلي...
و في كلامه مع البنات بالكلية ، كان هادئ النفس و البال وواثق من نفسه و لم يكن شهوانياً أو يتذرع السبل و الأساليب من أجل أن يتعرف علي البنات مثلما أري جل الشباب في الكلية يفعل ذلك... فقط يحدث موقف معين لم يكن هو يحضر له مسبقاً و يحدث التعارف و يكون كلامه هادئاً و ينظر بعيداً و لا يحدق بوجه الفتاة أو حتي جسدها كما يفعل الشباب في العادة إلا من رحم ربي..
حقاً لم تثر شخصية حقدي و غيرتي مثل شخصية رياظ هذا ، ربما لأنني لا أملك ربع الصفات التي يملكها... و لكن طبعاً هذه أمور داخليه و لكن علي المستوي الشخصي أنا كنت أحترم رياظ و أحبه كأخ و صديق.. فهو طيب المعشر و لبق الكلام و سديد الرأي و تشعر أن لسانه عفيف لا يخطئ في حق فتاة أو تسمع منه سباب منه أو لفظ جارح...
ربما لو أنني كنت اكملت معي رياظ و تبادلنا اللقاءات و الزيارات بعد الجامعة.. ربما كان ليصبح أفضل شخص عرفته في حياتي.. نعم ، كان سوف يثير في نفسي الغيظ من تأنقه الشديد و إهتمامه بمظهر و لكنه حنق ظريف و غيرة طيبة ، و في قرارة نفسي لم أكن أضمر له سوي كل خير بحق.
أذكر أنه ذات مرة كان الجو ممطر و الأرض موحلة و أنا ذهبت إلي الكلية و بقع الطين تغمر حذائي و مخرة البنطال حتي افخاذي ! و جاء هذا الرياظ و قلت في نفسي شامتاً " حسنا أيها الرياظ سوف نري أين سيذهب تأنقك و نظافة حذاءك و لمعانة في هذا الشتاء الرهيب "
و لكن الذي أصابني بالدهشة هو أنه كان متأنق جداً و لم يكون علي الحذاء أو البنطال ذرة تراب أو طين...!
طبعاً كنت أريد أن أشد في شعري و أضرب الحائط بقبضتي و أصفع أقرب فتاة تقف بجواري بكل قوتي حتي ألقيها أرضاً!
ههههههههههههههههههه
طبعاً أنا أمزح حتي لا يفهم كلامي خطأ!
كيف فعل رياظ هذا و كيف ظل بنطاله بدون بقعة طيبة و أنا كنت أمشي في الشارع بمنتهي الحرص وصلت الي الكلية لأجد الطين يصل في البنطال إلي منطقة الأفخاذ ؟
سبحان الله و لله في خلقه شئون...
رياظ من الشخصيات النادرة التي كنت أعتز بها و هو إنسان خلوق لأبعد درجة و كم أتمني لو أنني قابلته يوماً ما ، لأعرف كيف حياته و ماذا أصبح و ما هي أحوال و خطوب الحياة التي واجهها.
و
إلي شخصية جديدة و حلقة جديدة باذن الله و الي ذلك الحين
أتمني أن تروقكم كتاباتي المتواضعة و تثير التأمل في قلوبكم قبل عقولكم
دمتم بحفظ الرحمن سالمين...
و ربنا يوفقكم لكل خير

[العاشق الذى لم يتب]

شخصيات عجيبة
لى رجعة اشوفها

[احمد برهان]

نورت اخي الغالي...
و في انتظار عودتك الطيبة

[معطاب111]

السلام عليكم
ملوك ترافيان - حرب التتار
ظ…ظ„ظˆظƒ طھط±ط§ظپظٹط§ظ† -ط§ظ„ط³ظٹط±ظپط± ط§ظ„ط§ظˆظ„