تأملات حياتية 11- عندما نجرح بعضنا

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الطيبين أخواتي الكريمات ... كيف الحال ؟
يارب خير و تكونوا بأحسن و أتم صحة..
دوماً أتسائل في دهشة و تعجب " لماذا يتفنن الناس في جرح بعضهم بالكلمات أو بالأفعال حتي ؟"
عن نفسي حدث لي موقف لا زلت أتجرع مرارته حتي الآن و هو ربما يبدو لكم بسيط و لكنه بالنسبة لي عظيم ... في الكلية كنت أجلس علي " البنش " و كنت بالداخل و عن يميني فارغ و عن يساري 4 من أصدقائي و كانت هناك فتاة سمينة تود أن تجلس بالداخل و هكذا وجدنا أنفسنا مجبرين علي الخروج من اليمين نحن الخمسة حتي تدخل هي في وسط البنش و بما أنني كنت الأخير فقد تضايقت و شعرت نفسي أقول كلام غير مسؤول و صحت " يلا يا إبني .. خلي الترلة تعدي "!! و أنا عن نفسي لم أكن أتوقع أن يصلها هذا الكلام و لكنها سمعته و قالت في غضب حزين " شكراً" وجدت نفسي أتمادي و أقول لها " عفواً"..!
لا أدري ماذا كان يدور في رأسي عندما فعلت و قلت هذه الكلمات التي جرحتها بالتأكيد من قمة رأسها حتي إخمص قدميها .. و لكنني طوال المحاضرة و أنا كنت أتعذب و متضايق حتي أنني بعد نهاية المحاضرة ذهبت لها و إعتذرت عما قلت و لكنها قبلته بنفس باهته و كانت متضايقة حقاً.. و ظل ضميري يؤنبني علي هذه الكلمة .. فأكيد انها ظلت تبكي و تنتحب إن لم يكن بدموعها فبدماء قلبها و نفسها و روحها..
ظللت حزين و زاد حزني أكثر عندما إلتقيتها بعد عامين ووجدت أنها قد أصبحت نحيفة و أن جسمها متناسق... ربما كانت كلمتي دافع لها في ذلك و لكنني حتي الآن أشعر الضيق لأنني جرحتها في يوم ما..
هذا عن شعوري من كلمة صدرت مني ، فماذا عن باقي الناس ؟
إننا نجد أن الناس أو بعض الناس تتفنن في القهر و التعذيب و السخرية من كل إنسان ضعيف و لا تهتم لمشاعره..
في مجال العمل تجد أنه من يملك حجما ضئيلاً من العمال أو لديه مشكلة في النطق مثل اللثغة ، الكثير يسخرون منه و يعتبرونه " مُسخة " في هذا العمل...
و انا عن نفسي لا أشارك في هذا قط ، بل حتي لا أضحك لضحكهم عليه و لا أنظر له حتي لا تجرحه نظرة مني !
و لا زلت أذكر في مرة بإحدي تجولاتي في الكلية رأيت طلاب الفرقة الأولي و كانوا يمزحون مع بعض و كان ولد يقول لصديقته " أعرف كتابة الشعر " تهللت أساريرها و هي تقول في سرعة " حقاً ؟ أسمعني إذاً!" قال لها باسما و هو ينظر في عينيها " عندما أنظر لعينيكِ .. أري بقرة حولاء !!"
طبعاً هذا مزاح و لكن مهما كانت فهي فتاة و يجب إحترام مشاعرها و عدم السخرية منها و أنا إن كنت أكره السخرية من رجل مرة ، فأنا أكره السخرية من بنت مائة مرة ...
طوال حياتي أحاول تجنب السخرية من الناس ، فكما لا أحب أن يسخر مني أحد .. فلا أسخر من أحد من الناس...
و حتي لو كان هناك شخص مكروه أو الناس تسخر منه دوماً .. أتعامل معه بلطف و هدوء و لا أسخر منه قط.. لأن أخلاقي تمنعني من ذلك كما أنني أحاول بث روح الطمأنينه في قلبه و نفسه و أشعره أن الدنيا لا تزال بخير...
لكن الحياة تشبه الغابة ، فالقوي يأكل الضعيف و نجد بشر لهم ألسن من حديد و لا يهتمون بمشاعر الآخرين قط .. و أنا لا أدري ما الذي حدث لنا و أين هي أخلاقيات الإسلام التي تربينا عليها ؟
بل حتي أن بعض أئمة المساجد تجد أن صبرهم نافد و لا يملكون ميزة السيطرة علي أنفسهم قط ... هناك خطيب لو أنك تكلمت معه تجده يتعصب عليك و يقول لك كلمات جارحة و قاسية و حتي عندما ينتقد بعض المصلين يكون إنتقاده لاذع جارح دون أدني مراعاة أو إهتمام !
مع أن الدين نهي عن ذلك و يجب أن يكون الإنسان رفيق و حنون بإخوته في الإسلام .. لكن هذا من قبيل الجرح و التعذيب لمشاعر الآخرين...
و أنا لا أدري ما هو السر في ذلك ؟ و لماذا نفعل هذا ببعض ؟
هل هي رغبة سادية في التعذيب و القهر حتي نشعر بزهو زائف و أننا نفهم و نعرف كل شئ و ان من أمامنا جاهل أحمق ؟
حقاً أنا لا أعرف نفسية من يهوي جرح الناس بلسانه سواء عن السخرية أو السباب أو حتي الكلمات التي تنال من الشرف...
وفقني الله و إياكم للخير و أن نكون أوفياء أنقياء و نكون موضع حب و تقدير و إحترام من كافة البشر
آسف لو كان التأمل مثل المحاضرة الأكاديمية و لكن طبيعة الموقف جعلته هكذا .
اتمني أن يكون التأمل أعجبكم..
و أراكم في تأمل جديد بإذن الله
و حتي ذلك الحين... دمتم بحفظ الرحمن

[توحد ارواح]

وعليكم السلام ورحمة الله


بالفعل احيانا الكلمه بتبقي زي الرصاصه

اما بتنفذ لازم بتسيب جرح يصعب ان يندمل

حتي بمرور وقت طويل


ولكن من الجميل اننا نندم ونحس بالم الكلمه


تسلم ع طرحك الراقي

تقديري

[احمد برهان]

تسلمي اختي هاجر
الله يوفقك و يكرمك
و فعلا المهم اننا نكون بشر
و نحس باي حد جرحناه و خليناه يتألم
ربنا يوفقك و يكرمك و اشوفك بخير
تحياتي و تقيري لمرورك الطيب

[نسيم الورود]

تسلم أحمد على الموضوع ده
و فعلا السخرية من الاخرين شئ سيئ جدا
وغير محبوب
وأاكيد بعض الناس بتغلط غص عنها لانهم فى الاخر بشر مش ملائكة
ربنا يهدى الجميع
دومت فى حفظ الله

[احمد برهان]

تسلمي اختي دينا
و يمكن تستغربي انني حتي الان
كلما تذكرت البنت دي اللي جرحتها
اتضايق عشانها
رغم ان مرت سنوات طويلة اوي علي الموضوع ده
ربنا يهديها و يرحمها في الدنيا و الاخرة
موفقة باذن الله
و اسعدني مرورك الطيب العطر
دمتي بحفظ الرحمن