فضفضة عن – أيام الجامعة الحزينة !!

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخوتي الغاليين أخواتي المحترمات ... كيف الحال ؟ يارب خير و تكونوا بأحسن و أتم صحة.. رأي " سامر " صديقه " فارس " علي بعد و ذهب سامر حتي يصافحه و يتكلم معه قليلاً و لكن في منتصف الطريق بينهما رأي سامر صديقته " منة " و أشار إلي فارس أن يتمهل و ينتظره و ظل يتحدث مع منة قرابة الدقائق العشر وودعها في إهتمام و سعادة و بعدها ذهب إلي صديقة فارس حتي يصافحه و بالتأكيد لم يكن فارس في أقصي حالات سعادته ... و لأنه كان مثل الكوبري و كان " قفاه يقمر عيش "!! لقد اهمله صديقه و تركه و تغاضي عن مصافحته لمجرد أنه رأي فتاة و ظل مع فتاته حتي إنصرفت و بعدها فكر فيه صديقه! تلك هي الحياة الجامعية بإيجاز شديد .. فكانت صراحة أيام الجامعة هي من أسوأ الفترات التي مرت عليّ في حياتي كلها.... لقد تخرجت من الثانوية العامة و أنا عندي فكرة عن معني الصداقة أو الزمالة الحقيقة و كم من الأيام قضيناها انا و أصحابي زملاء المدرسة كما شرحت في فضفضة ثانية ثانوي و كانت أيام جميلة و حلوة و لذيذة .. أشعر بالفرحة كلما تذكرتها و لكن هذه الأيام التي تلت ذلك و في الجامعة كانت في منتهي الأنانية و عدم إحترام الصداقة و لكم تعذبت فيها ! أذكر أنني كنت في يوم من الأيام مع أحد الزملاء و كان يدعي " أحمد سامي " لازلت أذكر إسمه حتي الآن و كان هو ضخم الجثة و مع فتاته التي هي مثل العصفورة الرشيقة و كان يجلس بجانبي و يتحدث معي و فتاته عن يساره... و أنا عن يمينه ثم جاء الحديث عن المطربين و قلت له أنا بسلامة نية " تصور أن لدي توقيع المغني مصطفي قمر علي إحدي صوره و هي معي الآن !" فنظرت الفتاة لي بإهتمام تام و قالت في سرور " حقاً ؟" و قبل أن أجيبها سمعته يزمجر مثل الثور الغاضب حتي لا تتمادي هي و سكت أنا طبعاً... فأنا لم أكن أقصد شيئاً أو أقصد لفت إنتباهها و لكنه أخذ الموضوع بمحمل شخصي و ظن أنني أريد سرقة فتاته منه و غضب مني كثيراً... و أنا عن نفسي طوال عمري لم أعرف كيف أجذب إنتباه البنات أو كيف أجعل كلامي ظريف و منمق حتي أكون محط أنظارهن و إهتمامهن .. و رغم أن صديقي الذي أسميه كاهانا كان أستاذ في هذا المجال ، لدرجة أنه تعرف علي ما يزيد عن مائة فتاة في عامه الجامعي الأول إلا أنني لم أكن مثله في ذلك علي الإطلاق و قد حاولت ذلك طوال العامين الدراسيين الأولين و لكن دون أمل يذكر و بعد ذلك إنصرف ذهني تلقائياً عن ذلك الموضوع ... لكن سر جذب إهتمامهن و صنع هالة من الضوء الساطع التي تجعل الفتاة متلهفة عليك و ترغب في الحديث معك و تسأل عنك و تهتم بك ، حتي لو هجرتها أو نسيتها أومرت فترة طويلة بعد آخر لقاء .. هذه من الأشياء التي لم أجيدها في حياتي كلها و ستظل سر صعب الحل بالنسبة لي ربما لطوال حياتي.. و تبقي مثل أشياء كمثلث برمودا و الأطباق الطائرة و حقيقة الثقوب السوداء لا أعرفلها تفسيراً علي الإطلاق.. بيني و بينكم لم أعد أبالي بذلك أبداً ! و لم أكن أهدف من ذلك لشئ في نفسي – لا سمح الله – و لكن لأجل أن أجد من أتحدث معه علي الأقل... فتقريباً كان كل من أعرفهم لا يبالون سوي بالبنات و الكلام مع البنات لذلك كنت أجد نفسي وحيداً إلا فيما ندر و غير ذلك السبب.. كان لدي فضول في إستطلاع ذلك النوع الجديد عليّ الذي لم أتعامل معه في حياتي عن قرب و هو البنات... لكن ربما طبيعتي الجادة و عدم قدرتي علي تقبل المزاح الثقيل و لأنني لست " إبن نكته " كما يقولون و نفسيتي الحساسة للغاية ، حالت دون ذلك ثم وجدت في العام الثالث الجامعي أنه هدف لن يفيد تحقيقه و لن يضر الفشل فيه و أنه هناك في الحياة ما هو أهم من ذلك و من معرفة البنات و إقامة علاقات بسيطة معهن ... وصلني هذا التفكير حينما أصبحت أكثر نضجاً و تعقلاً و فهماً للدنيا و لكن الذي كان يجعلني أسعي لذلك و أصبو إليه في العامين الاولين هو كاهانا نفسه... لقد جعلني أشعر أنني معقد نفسياً و مصاب بالرهاب و التخلف و التوحد و الجنون لأنني لم أعرف بنات في سنوات عمري كلها... لقد كانت شخصيته التواقة إلي الجنس الآخر هي المسيطرة عليه و تجعله يري كل من يخالفها هو شخص معقد و غريب... مع أن هذا شئ عادٍ .. فأنا أحب الكوسة المطبوخة و غيري لا يحبها و كذلك هناك فتي لا يري الدنيا و السعادة إلا حينما يكون مع فتاة و في وضع " الأنجة " و في حديقة و يقول لها كلام عاطفي و هناك شخص مثلي يري أن هذا حرام و يخالف الدين و الأعراف.. لكن كاهانا أوهمني بأنني معقد لذلك السبب الغريب ! كانت لي بعد ذلك شلة بداية من العام الثالث الجامعي و ظلت معي ثلاث سنوات تقريباً.. كيف هذا ؟ لأنني رسبت في العام الجامعي الثالث و ذلك بثلاثة مواد فقط ! و لكن هذه الشلة كان شتااااااان بينها و بين زمالة المدرسة و "الغديوة " التي كنا نصنعها بين الحين و الآخر.. و تلك المشاعر الحقيقية التي كنا نكنها لبعضنا البعض و الحب الأخوي الطيب الذي كان بيننا... فكانت الزمالة في الجامعة باهتة و أنا بطبيعتي لا أقدر علي الإندماج السريع بين الناس و أجد صعوبة بالغة في الكلام مع شخص لم أرتح له نفسياً بدرجة كافية... و رغم مرور ثلاث سنوات علي صداقتي بهم و لكن تلك الحالة من الراحة النفسية لم أصل إليها إلا مع ندرة منهم.. كانت حياة رتيبة و كئيبة و مملة و لكم تعذبت فيها من تلك المشاعر السلبية التي كان يوهمني بها كاهانا و يحطم معنوياتي بكلامه عنها و يشعرني أنني مريض ... و تعذبت من وحدة قاتلة تضرب قلبي و روحي و نفسي و الحياة مع زملاء لا يهتمون سوي بالبنات و لا يرون في أصدقائهم سوي مهون مؤقت حتي يلتقون بصديقاتهم من البنات ... فقد كانت حياتي وقتها محطمة كما لو كنت بين مطرقة كاهانا و سندان وحدتي الرهيبة.. حتي أنني كنت أسمي بعض حالات زهقي بالإنهيار.. و هناك إنهيار كامل و جزئي و متوسط.. الكامل حينما أشعر بملل فظيع يكاد أن يزهق روحي من بين جوانحي و المتوسط حينما أشعر بقرف و ضيق و حزن ملتهب يخنقون أنفاسي فقط و البسيط هو مجرد ضيق و هم عابر.. أتمني لكم السعادة و التوفيق في الدنيا و الآخرة و حياة عامرة بالبسمة و الأمل اتمني أن تكون الفضفضة قد أعجبتكم.. و أراكم في فضفضة جديدة بإذن الله بعد غد ... السبت و حتي ذلك الحين... دمتم بحفظ الرحمن

[Dr. AnOosHo]

معلش اهي ايام وعدت ... واللي راح مش بيرجع تاني

[احمد برهان]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتور نوشه معلش اهي ايام وعدت ... واللي راح مش بيرجع تاني

تسلمي دكتورة نوشة
فعلاً أيام و بتعدي
بس المهم نعرف فين السعادة
عشان نقدر نولها من غير
ما نعيش طول حياتنا تايهيين في الظلام
موفقة و شكرا علي التنسيق الرائع
تقييمي