أهلي 2015.. وزمالك (10 أعوام سابقة) وجهان لعملة واحدة

[الفيلسـوف]

"سبحان مغير الأحوال" .. تلك هي العبارة المناسبة لما يمر به النادي الأهليخلال الفترة الحالية ، فبعدما سيطر الأهلي علي جميع البطولات المحلية والقارية خلال العشر سنوات الماضية وقدم لمصر العديد من اللاعبين الذين كانوا يمثلون القوام الأساسي للمنتخب الوطني وكان مثلاً ونموذجاً يقتدي به في الاستقرار الإداري والفني ، اصبح الآن وتحت قيادة مجلس المهندس محمود طاهر يعاني من العديد من الأزمات والمشاكل الفنية والإدارية والتي تنذر بقدوم أيام تغيب الأفراح وشمس البطولات عن تلك النادي العريق.
وتلك الفترة التي يمر به النادي الأهلي حالياً ، تذكرنا بالسنوات العصيبة التي مر بها نادي الزمالك في الماضي وتحديداً خلال الـ 10 سنوات الماضية ، حيث عاني الزمالك من مشاكل إدارية وفنية عديدة غاب عنه الإستقرار ، وغاب سنوات طويلة عن منصات التتويج بالإضافة للأزمات المالية وتراكم الديون والتي اثرت بشكل كبير علي النادي وغيرها من الأزمات التي عاني منها جمهوره لفترة طويلة.
ويستعرض مقارنة بين أحوال نادي الزمالك في السنوات الماضية وأحوال الأهلي خلال تلك الفترة:
غياب البطولات
بعد 10 سنوات سيطر الأهلي خلالها علي جميع البطولات المحلية والأفريقية يخرج هذا العام خالي الوفاض بدون أي بطولات بعدما خسر بطولتي الدوري والكأس لصالح غريمه الزمالك والخروج من بطولتي دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية الأفريقية ، ويذكرنا ذلك بالفترة العصيبة التي غابت خلالها البطولات والألقاب عن خزائن نادي الزمالك حتي أنه خلال 10 سنوات ماضية اكتفي بالفوز بلقب كأس مصر 3 مرات فقط مما جعله وجماهيره مسار للسخرية خلال تلك الفترة.
المدربين
عاني النادي الأهلي خلال الفترة الحالية من غياب الإستقرار الفني عن فريق الكرة حيث قامت إدارة النادي بتغيير أكثر من 4 أجهزة فنية للفريق خلال موسمين فقط بداية من محمد يوسف مروراً بفتحي مبروك ثم الأسباني جاريدو قبل أن يعود مبروك مرة أخري لقيادة الفريق ثم تعيين عبد العزيز عبد الشافي بشكل مؤقت ختاماُ بالبرتغالي بيسيرو الذي سيتولي قيادة الفريق في الموسم الجديد وذلك أثر بشكل كبير علي أداء ومستوي الفريق الأحمر هذا الموسم.
تغيير الأجهزة الفنية المتتالية كان أحد عيوب الزمالك خلال الفترة الماضية حتي أنه قام بتغيير حوالي 18 مديراُ فنياً خلال 10 سنوات وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية في غياب الإستقرار علي النادي الأبيض وغيابه سنوات طويلة عن منصات التتويج ، وهي الظاهرة التي عندما نجح في القضاء عليها استطاع أن يعود مجدداً لحصد البطولات.
الاستقرار
كانت السمة التي تميز النادي الأهلي طوال تاريخه الطويل هي الإستقرار ، والذي غاب عن الأهلي خلال الفترة الحالية وتحديداً منذ تولي مجاس المهندس محمود طاهر إدارة النادي ، حيث بدأت الأزمات تظهر علي الساحة وظهرت حالة من التخبط والعشوائة والإرتباك داخل مركز صناعة القرار بالأهلي ، وحدث أكثر من صدام بين الإدارة واللاعبين والجمهور ، ومؤخراً تقديم العديد من المسؤولين إستقالاتهم ويسير في ذلك علي درب النادي الزمالك في الماضي حيث عاني من أزمات ومشاكل إدارية وفنية عديدة بالإضافة للأزمات المالية وتراكم الديون وديكتاتورية القرار وهو الامر الذي أرهق النادي الزمالك كثيراً وأبعده عن ساحة البطولات سنوات طويلة.
الجمهور
جمهور الأهلي دائماً كان هو الداعم للفريق يسانده في المحن والكبوات ولا يتخلي عنه مهما حدث ولكن هذا العام ومع كثرة الأزمات التي تعرض لها النادي وبعد خسارة لقبي الدوري والكأس والخروج المهين من بطولة الكونفيدرالية الأفريقية بخسارة فادحة أمام أورلاندو بيراتس بطل جنوب أفريقيا بنتيجة 4/1 ، تغير موقف الجماهير الداعم للفريق وبدأت تهاجم وتسب اللاعبين خلال المباريات وتهاجم إدارة النادي والأجهزة الفنية ، ليسيروا بذلك علي درب جماهير الزمالك التي إعتادت في الماضي علي توجيه السباب والشتائم للاعبيها مع خسارة كل بطولة.
غياب لجنة الكرة
أصبحت لجنة الكرة في الأهلي خلال الفترة الحالية مجرد مناصب شرفية لا تأثير لها في صناعة القرار داخل القلعة الحمراء ، وأصبح محمود طاهر وبعض المقربين منه هم أصحاب القرار في كافة الأمور الفنية والذين يجهلون جوانبها تماماً والتي تحتاج مختصين حتي تنجح المنظومة ، وهو الأمر الذي اعتمد عليه السيد ممدوح عباس خلال رئاسته لمجلس الزمالك في العشر سنوات الماضية حيث عمل علي تهميش لجنة الكرة أو عدم وجودها مما أثر كثيراً علي الزمالك خلال تلك الفترة.
الإنفلات الإعلامي
ظهرت في النادي الاهلي خلال تلك الفترة ظاهرة جديدة وهي "الإنفلات الإعلامي" وهو ذلك الإسم المناسب لها حيث فقد المجلس الحالي السيطرة علي التصريحات الإعلامية التي تخرج من أعضائه ومن بعض اللاعبين ومن بعض أفراد الأجهزة الفنية ، وجاء معظم تلك التصريحات غير مبرر وغير متزن أيضاً ، وكانت ذلك سمة نادي الزمالك خلال السنوات الماضية حيث عاني النادي الأبيض كثيراُ من التصريحات المتضاربة والعشوائية من جانب أعضائه والهجوم المتبادل بين أفراد النادي في الإعلام سواء اعضاء أو لاعبين.
إهدار أموال النادي
ارتكب مجلس محمود طاهر بعض الأخطاء التي تسببت في إهدار أموال النادي الأهلي خلال الفترة الحالية مثل التعاقد مع بعض اللاعبين الذين لم يستفاد منهم النادي بالشكل الأمثل أمثال النيجيري إيبيموبوي والبرازيلي هيندريك الذي لم ينجح مجلس الإدارة في إنهاء ازمته حتي الآن ، وهو الأمر الذي أصاب نادي الزمالك سابقاً حيث أهدرت إدارة النادي الأبيض أموال كثيرة في بعض الصفقات منها من فشل ومنها من عرب دون إفادة للنادي فضلاً عن إبرام صفقات باهظة الثمن لم يستفد منها النادي.
وتمني جماهير الاهلي أنفسها بألا يسيروا علي درب نادي الزمالك خلال العشر سنوات الماضية ، و ألا تدوم تلك الكبوة طويلاً وأن تنجح الإدارة سريعاً في التوصل لحلول لتلك الأزمات حتي يعود الاستقرار وتعود البطولات للمارد الأحمر مرة أخري..