خلف ستار الغرفه

[ياسر بن عبدالله]

بؤس !!!

بصوت مبحوح مسكون بحزن سري تهمس :
أيها المار على هذا الحرف :
أرجو المعذرة فكل الأشياء امتزجت و تشوهت . كانت حياتها مجموعه من أشياء صغيرة جدا ...
عاشت طفولتها ببراءة متناهية تترصدها الأسلة , بيد أن الفراغ يفرش طريقها , و حين شبت صارت تسمع نواح الألم في صدرها و الذي يشبه نواحي الريح في زقاق بيتها القديم و تصمت ..
تصمت بلا مبالاة مصطنعة ..
يموت كل شيء بداخلها حتى الرغبة في البكاء ..
تقترب من نافذتها تشيح الستار .. تبحث عن أمل تراه أو تشتمه في نسمة هواء ..
عن شيخ يفوح منه ذكر الله ..
عن صوت أبيها الذي غاب منذ زمن تحت الثرى ..
عن طير أبيض يحمل لها رسالة مُـزجَت حروفها بالفرح ..
عن أطفال يلعبون تحت المطر و يتقاذفون قطع الطين ليشعروها أن الدنيا لا زالت بخير ..
لمن تعلق آمالها على أستار السكون و تمضي ..
تمضي تتأمل حيتها ..
تستعيد كل ما حدث فيها ..
لكن الحزن الذي يربض على صدرها أكبر بكثير من أي دهشة سكنت أيامها ..
اللحظة تشعر بأنها وحيدة ..
وحيدة كأن لم تكن أبدا ..
تمسك بين يديها سنارتين لتغزل قلبا تعلقه على جدران غرفتها الصماء بَيْد أن الخيوط تنفد و يظل القلب ينشد خيطا يكمل نسجه ..
و لا خيط !!
تلجأ إلى الكتابة ..
تحاول أن تكتب أي شيء عن أي شيء ..
أن تغرف حزنا استقر في صدرها ..
لكن كل شيء يموت ..
الحروف و الأصوات و الألوان كلها تستحيل جثثا لم تعد تعبر عن شيء ..
تقضم أظافرها كتلميذ مرتبك ..
كل ما حولها يشعرها بغربة لا متناهية ..
كأنها مزرعه في حافلة طويلة تسير في صحراء مقفرة , ركابها لا يعرفون بعظهم البعض و لا يملكون لغة يتافهمون بها ..
هكذا هي حياتها قفر في قفز ..
و غربة في غربة ..

&&&&&!!!&&&&&