دع الكتب تدفع ثمن وقتك .

[بنت خديجة]

هل فكّرت بقراءة كتاب عن موضوع لايهمّك ويشعرك بالملل؟ وماهو رأيك لو قال لك أحدهم : بأنّ هذا الكاتب أو ذاك قادر على جعلك تستمتع بذلك الموضوع الممل؟.







بعد الإجابة أستطيع أن أعرف السبب الذي يجعلني أعتقد بأنّ غازي القصيبي كاتب عظيم . الحديث عن الإدارات الحكوميّة في أجوائها البيروقراطيّة الفجّة في بلدنا سيشعرك عادة بالملل لأنّ كتّابها عادة مايكونون من أربابها , ولاننسى كم سيكون علينا تحمّل كمّ هائل من الكلمات الرتيبة والمملة في هذا الموضوع الممل عن انجازاتنا الرشيدة وغيرها . في كتاب "حياة في الإدارة" تمّ تخطّي كلّ ذلك ولاأدري كيف بدى الموضوع شيّقا وممتعا ومفيدا بسبب القدر الهائل من التفاصيل والمعلومات والحلول والنظريّات التي أوردها الكاتب والتي تدلّ على ذكائه. لم أكن أتصوّر بأنّني كنت سأستمتع بكتاب يتحدّث عن الدوائر الحكوميّة وإداراتها. في "القناة الأولى" كانوا يأتون بمقاطع إعلانيّة عن الشركات الحكوميّة ويحكون عن انجازاتها لن أستغرب لو عرفت بأنّ أحدهم يغيّر القناة "للوشوشة". السؤال: كيف استطاع غازي أن يجعل من هذا الموضوع الممل موضوعا ممتعا؟؟




*الأسلوب:




لا طبعا . هنالك كتّاب أساليبهم ممتعة ولكنّك عندما تنهي كتابه لم يزدك شيئا بقدر ماأخذ من وقتك , وتزداد قيمة ماأخذت منه كلّما كان وقتك فارغا من الأساس!. لايختلف عن "العلك" الذي تمضغه لفترة قصيرة وتلقي به بعد أن يتلاشى طعمه . هو أمر أعمق من أن يطلق عليه "أسلوب".










قيمة الكتاب نسبيّة تختلف من شخص إلى آخر . وهي القيمة التي يمكن إضافتها على التسعيرة الأصليّة للكتاب بمقدار تجعل من "س" من الناس لايزال يرغب بشراء الكتاب . فكيف بكتاب يأخذه أحدهم ويشتريه دون أن ينظر إلى سعره أو يفكّر في ذلك؟!.




لابدّ وأن يكون الموضوع مهمّا بالنسبة لنا ولاكذلك:

1.يثير الفضول , حدّ الجنون .

2.أن يكون الكاتب معشوقا .

3. أن يكون نادرا .

عنّي أستطيع القول بأنّ كتاب " الانتصارات الضائعة" لإيريخ فون مانشتين ينطبق عليه هذا الكلام .










كثيرا ماكنت أعجب من المعلومات الصحيحة والتي يمكن أن نأخذها من مصادر قد يفترض بأنّها مضلّلة أو غير حياديّة . لم أكن أعرف بأنّ ذلك ممكن الحدوث حتّى قرأت كتاب "تاريخ المانيا الهتلريّة" لشيرر والذي يحتوي على إشارات ثمينة للمصادر المفيدة في هذا المجال . وكثيرا ماستشهد بما كتب من تقارير حكوميّة (نازيّة) وآراء نازيّة وكتاب "وجاء دور المجوس" لعبدالله الغريب بالنسبة للكتب المحليّة . وبشكل أعم وأعظم موسوعة "تحقيق في مذابح الجزائر" تأليف مجموعة من الباحثين وهو مثال صارخ وللأسف لاتتوفّر نسخة عربيّة للموسوعة . من هنا يبرز دور "معالجة المعلومات" الواردة من المصادر. الآن أدرك بأنّه بإمكاني أن أحصل على شيء مفيد مقابل اللحظات العصيبة والمنفّرة التي تسببها لي المصادر المنحازة والمضلّلة.

لايسعني إلا أن أشكر تلك الكتب التي جعلتني أدرك ذلك وحتّى لو لم أحبب مواضيعها أو أسلوب كتّابها مثلا.










*وكذلك:




يشبه ذلك أن تقرأ لمن لم تطق حتّى ذكر اسمه أو أنّك تحبّ الشخص كشخص لكنّك نهائيّا لاتستطيع تقبّل كتبه أو أن تحبّ كتاباته . عليك أن تعرف بأنّه من الممكن أن يكون هنالك مجال معيّن أو وسيلة معيّنة تجعل من منتد ذلك الشخص ممتعا بالنسبة لك . مثلا عائض القرني أحبّ مايفعله في مجال الدعوة ولكنّني لاأحب كتبه ومع ذلك أحببت كثيرا شريطا له "قصّة وقصيدة" . طارق السويدان الحمد لله أنّني استمتع له قبل أن أعرف عنه أو أطلع على مواقف له لأنّني حينها قد لاأقدم على الاستماع لسلسلة القصص التي يحكيها بأسلوبه والذي أجده في غاية الروعة بغضّ النظر عن اطلاع الشخص ودقّته وأشكره لأنّه عن طريق قصصه أدخلني إلى كتب علي الطنطاوي والتي وجدت بأنّ الكثير مما يحكيه مأخوذ من الطنطاوي. وبالنهاية ماكلّ كاتب لاتحبّ أسلوبه أو كتاباته أو آراؤه قادرا على جعلك تعود إليه من طريق آخر .










* وأيضا كذلك:




قد لايكون الأمر مقتصرا على شخص بل مجموعة مثلا أو هويّة معيّنة . مثل حبّ الشخص للروايات الروسيّة وكتّابها وكره أحدهم لروايات أمريكا اللاتينيّة وغيرها . قد تكون عند أحدهم قاعدة ولكن عليك أن تحاول معرفة من يستطيع اختراق هذه القاعدة إن وجد . بالنسبة لي : أبتعد عن أيّ كتاب ألّفه من يقال عنه "مثقّف عربي" و "مفكّر عربي" و "أديب عربي" متنوّر , عصريّ , منفتح , إلخ . كرهت الكثير منهم بسبب مواقف لهم وغير ذلك .ينطبق ذلك على الروايات العربيّة بالنسبة لي والرواية الوحيدة العربيّة التي أحببتها كانت "ثمانون عاما بحثا عن مخرج" لصلاح حسن ولاأدري عن من المصادفة أن لايكون الكاتب أحد الذين يوصفون بالمثقّف , المفكّر , المتنوّر , المنفتح , إلخ ؟ . في كتابه كتب "الشهيد صلاح حسن " ونسأل الله أن يتقبّله . تستطيع أن تستفيد مما لاتحبّ بأنّ تعرف كيف تجد ماتحب. بالنسبة لي أبحث عن من لم تطلق عليه تلك الأوصاف (": .










"فيلسوف الإقتصاد" لستيفن لاندسبيرج غلافه جذّاب والكلام حوله كذلك ولكن الموضوع من الصعب أن يكون جذّابا لذلك عندما شعرت بالانجذاب مع أوّل الصفحات أدركت قيمة الكتاب أكثر وقيمة الكاتب عندما يكون كاتبا قديرا.










حتّى كتب الطبخ قد تجد فيها مايفيدك أو مايمتعك أو مايضيف لك ولكن إيّاك أن تبخس وقتك حقّه , فالوقت ثمين. حتّى لو مزّقت قطعة صغيرة من صفحة كتاب ما لتستخدمها لأغراض بسيطة , أو تجعل الكتاب قاعدة لجهازك اللاب توب , لاعليك دع الكتاب يدفع ثمن الوقت الذي يستهلكه بطريقة تبيّن نوع ومقدار قيمة الكتاب بالنسبة لك .







//

مقال لـ عبدالعزيز راشد

[αЛαstoOorα]

خديجة الله ينور
موضوع مفيد وقيم
دايماً منورة العام
بآنتقاءاتك المميزة
تقديري...!

[بنت خديجة]

اشكرك جدا منشاوي لقرائتك الاكثر تميزا عندي

[وسيم العاشق]

طرح رائع راق لي كثيرا
وبطاقات طرحك ولا أروع
لاحرمنا الله من إبداعك
سلمت وسلمت مواضيعك الراقية
كنت هنا وراق لي إبداعك

[مابايد برو]

شكراااااااااااااااا

[monde]

موضوع جيد
شكرا

[بنت خديجة]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسيم العاشق طرح رائع راق لي كثيرا وبطاقات طرحك ولا أروع لاحرمنا الله من إبداعك سلمت وسلمت مواضيعك الراقية كنت هنا وراق لي إبداعك

شاكره. جدا لقرائتك اخي الكريم

[بنت خديجة]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مابايد برو شكراااااااااااااااا

شكرا لله
شاكره قرائتك

[بنت خديجة]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monde موضوع جيد شكرا

الشكر لله
شاكره لك قرائتك

[ايمان طلعت]

انتقاء راقي
سلمت للمجهود
تحياتي