من هم المشركين في دين الله الواحد ( الاسلام ) الجزء الثاني

[لولة العراقية]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحدثنا في موضوع سابق من الجزء الاول عن تعريف معنى الشرك بالله والفرق بينه وبين الكفر به
تعالى وكذلك عن دين الله الواحد وهو الاسلام الذي انزله الله على عباده عبر ازمان طويلة
كان الله يرسل نبي او رسول في كل زمن لينذر قومه بدين الله الاسلام ويذكرهم به عز وجل
ولكن الناس كانت عبر مرور الوقت والسنوات الطويلة تنسى امر الله عز وجل ليكونوا بعدها
كفارا ومشركين به بعد كل رسول وقد فصلوا بين الدين لكل رسول ياتيهم لينذرهم ويذكرهم
بالاسلام دين الله الواحد والا يشركون به شيئا ولكن الناس فرقت دين الله الواحد وجعلوها اديانا
لان الناس لم تكن تؤمن بكل رسول ياتيهم الا من امن به وبالله عز وجل فكانت التفرقة
بين الدين الواحد فمثلا اليهود كفرت بعيسى عليه السلام بعد ماجاءهم به موسى عليه السلام
وفصلوا تعاليم الله التي جاءهم بها موسى عليه السلام عن ماجاء بها عيسى عليه السلام
واسموا دينهم باليهودية ودين عيسى بالمسيحية ولكن الحقيقة هي ان دين موسى وعيسى
عليهما السلام كانت تحمل رسالة واحدة تكمل بعضها بعضا والله قد ارسل تعاليمه وكتبه
السماوية لتكون تذكيرا للناس بدين الله الواحد الا وهو الاسلام

وكذلك كل ماجاء به اي رسول ارسله الله للناس كان يحمل دينه الواحد الاسلام لتذكير الناس
بالوهية وعظمة الله عز وجل فكان داوود وسليمان وموسى وعيسى وغيرهم
من الانبياء عليهم السلام كانوا مسلمين ولم يحملوا اديانا بل كان لكل رسول منهم يحمل
كلمة الله الواحدة التوحيد ودين الله الواحد وهو الاسلام وكان محمد عليه الصلاة والسلام هو اخر
الرسل والانبياء الذين ارسلهم الله ولكن كان محمد قد اختاره الله ليكون خاتمهم وحامل
كتابه الكريم الذي يوحد تعاليم الله جميعها في كل كتاب مقدس له عز وجل لان الكتب السماوية
كانت قابلة للتحريف لان الكتب لم ترسل لكل الناس بل كانت ترسل لاقوام الرسل تحديدا
لذلك رضى الله ان تكون محرفة ولكن بالنسبة للقران الكريم كان تعاليمه عز وجل لجميع الخلق
وهذا هو الفارق بينه وبين باقي الكتب السماوية لذلك امر الله ان لايكون للقران قابل للتحريف ابدا
فيكون له حافظا عز وجل من اي تحريف لانه سيكون التعاليم لكل الناس ولكل زمان الى يوم القيامة
وكذلك فهو تعاليم ليس فقط للناس بل للجن ايضا فالقران الكريم
هو قانون الله ودستوره على وجه الارض الى يوم يبعثون
لذلك لايرضى الله ان يحرف كتابه الاخير
وهو القران الكريم


من هم المشركين بالاسلام ؟
الاسلام هو دين الله الواحد كما قلنا سابقا ولكن الناس هي من اشركت به في كل زمان نسي
به الله عز وجل فكانت تظهر اديانا بحسب ماكانوا يكفرون به لكل رسول ياتيهم بعد موت الرسول
الذي سبقه فيظهر دين لهم ليكون خاصتهم وكذلك يحرفون الكتب السماوية وبعد كل جيل ياتي
بعدهم لايعرف دينه الحقيقي فيصدق مايقال عن الله لانه يقرا تعاليم فيها من الخطاء والتي دسها
اناس بحسب شهواتهم الدنيوية ليحللوا مايتمنوه منها بحسب رغاباتهم فكان التحريف
وبعدها من ياتي ويقراها لايعلم انها محرفة ويصدق بما اصبحت
ومن هنا اصبح الشرك بالله دون علم العبد كمثال ان اليهود جعلت من عيسى عليه السلام ابنا لله
وثالث اثنين اي ان الله قد تزوج من مريم وانجبت عيسى فاصبح عيسى هو ربهم الاصغر الذي على الارض
وهو ابن الرب كما يدعون ويصدقون ولا يبحثون عن الحقيقة فاصبح بذلك شرك بالله بعيسى عليه السلام
بقوله تعالى وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَ?هَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ
إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)
وكذلك بعد موت عيسى عليه السلام بقيت اليهود على اشراكها بعيسى مع الله عز وجل وحرفت الانجيل ايضا
فالانجيل انزله الله لقوم بني اسرائيل تحديدا لانهم اكثر القوم كفرا بالله عز وجل وكانوا يقتلون النبيين

ان اليهود اصبحت مشركة بالله بعد ان اتخذوا من عيسى اله او رب يشارك الله باموره الربانية
ولكن عيسى بريء مما كانوا يدعون فهو نبي الله وعبده ارسله نذيرا اليهم بدينه الواحد وهو الاسلام
وكلمة الاسلام هي من يسلم لله ويؤمن به وان لايشرك به شيئا وان يسلم الناس من يده ولسانه

كذلك بعد ارسال محمد عليه الصلاة والسلام بسنوات طويلة جدا بعد ارسال عيسى عليه السلام وكان محمد عليه الصلاة والسلام
مكمل لباقي ماجاءوا به رسل الله وانبيائه عز وجل من الرسالة التي تحمل دينه الواحد ( الاسلام )
بتوحيد كلمة الله ونشر دينه الواحد الاسلام وتعاليمه اليهم بالقران الكريم وقد كانت كتب الله المقدسة جميعها هي تعاليم الله لخلقه بلسان رسله اليهم
فقد اكتملت تعاليم الله بالقران الكريم وكذلك ختم الله انبياءه ورسله بمحمد بقوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا

فمعنى كلمته عز وجل اتممت عليكم نعمتي اي اتممت عليكم ديني وتعاليمي التي تكون لكم رحمة
بينكم فلا يظلم احد بينكم ان عملت بها وقوله تعالى رضيت لكم الاسلام دينا اي الله لايرضى
ان يكفر به بعدها ولا يرضى بغير الاسلام دينا له بيوم القيامة

فهل بعد ان اكمل الله تعالى تعاليمه على وجه الارض بقدوم رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام
واكمل الله به دينه وكتابه المقدس بالقران الكريم لجميع خلقه من العالمين اجمع الى يوم يبعثون


الموضوع يتبع