..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
مذكرةٌ في الحب
الكاتـب : قرين القلب - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 2 -
الخلوه الشرعيه (تابع مسابقه أفضل موضوع
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 3 -
مبقتش تفرق معايا
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 3 -
بحلم
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 8 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : نغم الشام بعد المغيب.. - مشاركات : 15 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 17 -

الإهداءات


من هو الله..متجدد

منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم


موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /05-24-2010, 08:12 PM   #1

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي من هو الله..متجدد




سوف اضع بين يديكم موضوع متجدد ان شاء الله عن معرفة الله عز وجل
مواضيع تبين لنا حب الله والايمان به ومعرفه كل ما له صله بهذا
العمل راجيا الثواب باذنه تعالى

اولا
من هو الله

أصل الكلمة

لفظ اسم (الله) جل جلاله أصلها عربي، استعملها العرب قبل الإسلام والله جل جلاله الإله الأعلى لا شريك له الذي آمن به العرب في فترة الجاهلية قبل الإسلام لكن بعضهم عبد معه آلهة أخرى وآخرون أشركوا الأصنام في عبادته.

وجود الله وصفاته

يمكن الاتفاق بين الناس كافة (المؤمنين منهم والملحدين) على أن يكون المنطق العلمي السليم هي السبيل الوحيد للوصول إلى حقيقة وجود الله وصفاته. فالكل يتفق على أن لكل فعل فاعل, ولكل شئ سبب. ولا يستثنى من ذلك شئ, فلا شئ يأتي من فراغ أو من عدم, ولا شئ يحصل بلا سبب أو مسبب. والأمثلة على ذلك لا تحصى, ولا يغفل عنها أحد. والكون كله بكل ما فيه من حي أو جماد, ساكن ومتحرك, وجد بعد العدم. فالمنطق والعلم يؤكدان إذا أن هناك من أوجد الكون. وسواء كان أسمه الله أو الخالق أو المبدع أو المبدئ, فليس لذلك تأثير على الحقيقة هذه. فالكون كله, بما فيه, يدل دلالة كافية على وجود الخالق.

والتعرف على صفات هذا الخالق يتم عن طريق دراسة ومتابعة ما أنجزه من أعمال ومصنوعات (مخلوقات). فالكتاب, على سبيل المثال, يدل على علم وخبرة وثقافة كاتبه وأسلوبه وتفكيره وقدرته على الإنجاز والتحليل. وكذلك كافة المصنوعات تعطي صورة وفكرة واسعة عن صفات الصانع. وإذا استعمل الناس هذا المنطق العلمي مع الكون والمخلوقات التي فيه لتمكنوا من الوصول إلى صفات الخالق (الصانع). فجمال البحار والطبيعة, ودقة الخلايا وحكمة ما فيها من تفاصيل, وتوازن الكون ونظام حركته, وكل ما توصل له الإنسان من علوم, كلها تدل على عظمة وعلم وحكمة الخالق.

سواء اتفق الناس أم لم يتفقوا في ايجاد الحكمة من الوجود أم لم يكتشفوها, وسواء اتفقوا على الحكمة من وجود الألم والصعوبات في الحياة أم لم يتفقوا, فإن هذا لا يغير شئ من النتيجة التي وصل لها المنطق العلمي الذي يؤكد وجود الخالق العظيم والعليم والحكيم, الذي يتفق المؤمنون على تسميته الله جل جلاله
هل قدرة الله محدودة؟

هل الله يستطيع أن يفعل أي شيء؟







على سبيل المثال : "هل يستطيع أن يخلق صخرة كبيرة بحيث لا شيء يمكنه تحريكها؟" إذا استطاع أن يخلق صخرة كبيرة لا يستطيع شيء تحريكها، فهل يعني ذلك أن الله هو أيضا لا يمكنه تحريكها؟ أم أنه من المستحيل عليه أن يخلق شيئا كبيرا لدرجة أنه لا يستطيع تحريكه؟








يقول لنا الله عز و جل بأنه يفعل ما يشاء و يقدر. يجب الأخذ بعين الاعتبار بأننا في الإسلام ندرك بأن الله لا يريد أن يفعل شيئا مخالفا لصفات ألوهيته. بمعنى أنه لن يموت أبدا لأن هذا سيعني أنه انتفت عنه صفة الحي الذي لا يموت (و التي هي من صفاته المذكورة في القرآن الكريم).



و لذلك، يمكن أن يخلق صخرة (أو أي شيء آخر) كبيرة جدا وثقيلة، لا شيء في الكون كله يمكنه تحريكها. أما هو فيستطيع ذلك، فهو ليس من الكون، ولا يشبه مخلوقاته. و لذلك فإن الله لا يخضع لقوانين الخلق، لأنه هو الخالق والمشرع. و كلما أراد شيئا، بكل بساطة يقول له كن فيكون.



يقول الله عز و جل عن نفسه:

(بديع السموات و الأرض و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة البقرة، الآية: 117.

(قالت رب أنى يكون لي ولد و لم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة آل عمران، الآية: 47.



(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) سورة آل عمران، الآية: 59.

(و هو الذي خلق السموات و الأرض بالحق و يوم يقول كن فيكون قوله الحق و له الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب و الشهادة و هو الحكيم الخبير) سورة الأنعام، الآية: 73.



(إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) سورة النحل، الآية: 40.



(ما كان لله أن يتخذ ولدا سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة مريم، الآية: 35.



(إنما أمره إذا أراد شيئا أن بقول له كن فيكون) سورة يس، الآية: 82,



(هو الذي يحيي و يميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون) سورة غافر، الآية: 68.



فعملية الخلق، كما نرى من هذه الآيات، ليست على الإطلاق بالأمر الصعب بالنسبة لله سبحانه و تعالى، فهو يكتفي بإصدار الأوامر ليكون كل شيء وفقا لإرادته و مشيئته.









 
قديم منذ /05-24-2010, 08:14 PM   #2

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

هل يعلم الله الغيب؟

هل يعلم الله كل ما سيحدث و كل ما سيقع في المستقبل؟ هل يملك السيطرة المطلقة على نتائج كل شيء؟ و إذا كان الأمر كذلك، فكيف يكون هذا عادلا بالنسبة لنا؟ أين حرية الاختيار و الإرادة بالنسبة لنا إذن؟

الله يعلم كل ما سيحدث.أول شيء خلقه كان القلم، وأمر القلم بالكتابة. فكتب القلم حتى كتب كل شيء سيحدث. ومن ثم بدأ الله عز و جل في خلق الكون. كل هذا كان معروفا له قبل أن يخلقه. لديه السيطرة المطلقة والكاملة في جميع الأوقات. لا يحدث أي إلا و له السيطرة الكاملة عليه في جميع الأوقات.
(و يتوب الله على من يشاء و الله عليم حكيم) سورة التوبة، الآية: 15.
(إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم) سورة يوسف، الآية: 100.
والله وحده فقط يملك الإرادة الحرة ، وهو يريد ما يريد ، وسوف يحدث دائما ما يشاء و يريد. و نحن لدينا ما يسمى ب "حرية الاختيار". و الفرق هو أن ما يريده الله يحدث دائما، وما نختاره نحن يمكن أن يحدث أو لا. لن يحاسبنا الله على نتائج الأمور، و لكن سوف يحاسبنا على خياراتنا. وهذا يعني أن نيتنا ستكون دائما في جوهر كل شيء. مهما كانت نيتنا، فذاك هو ما سوف نحاسب عليه. و كل شخص سيحاسب وفقا لما أعطاه الله من مؤهلات، وكيف استعملها وماذا كان ينوي أن يفعل بها.
و بخصوص يوم الحساب، يقول الله عز و جل أن كل ما نقوم به يسجل، و لا يفلت من هذا التسجيل حتى الأشياء الصغيرة، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا سوف يراه يوم الحساب، و من يعمل مثقال ذرة شرا سوف يراه كذلك.
في هذا اليوم (يوم الحساب)، سوف يقسم الناس إلى مجموعات شتى، و سوف تعرض أعمالهم.
و بذلك، من يعمل مثقال ذرة خيرا سوف يراه.
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره) سورة الزلزلة، الآية: 6-8.
و الذي سيقدم الأدلة ضدنا هو نحن أنفسنا، فآذاننا و لساننا و عيوننا ستشهد علينا أمام الله يوم القيامة، و لن يظلم أحد في هذا اليوم، و لن يتهم زورا أحد.
كلن بالإمكان وضع الجميع في المكان المناسب لهم، و لكن الناس سيشتكون لماذا ألقي بهم في النار دون أن تمنح لهم الفرصة. و هذه الحياة ليست سوى ذلك، فرصة لنثبت لأنفسنا من نحن حقا، وماذا سنفعل حقا إذا كان لدينا الخيار الحر.
الله يعلم كل ما سيحدث، لكن نحن لا. و لذلك، فإن الاختبار عادل.


إذا أردت أن تعرفه ... اطرق الباب



هناك طرق عدة يتعرف الإنسان من خلالها على كل ما يحيط به من أشياء وكائنات وظواهر طبيعية وغير طبيعية ، وحسب كل شيء تتحدد الطريقة التي يمكن أن تتعرف عليه بها .



فأنت مثلا عندما تود أن تعرف شخصا ما، قد تتقرب منه ، وتتودد إليه ، وتوقره وتحترمه حتى أن أصحاب اللغات المختلفة يضعون ضميرا لغويا محددا للشخص غير المعروف لهم، أو المقدمون على التعرف عليه ، وتسمى " صيغة الاحترام أو التوقير " . وأحيان أخرى تقوم بتقديم نفسك إلى الآخر، أو يفعل ذلك صديق بالنيابة عنك عندما يقدمك إلى الغير بأنك فلان ، ونتعرف على الكثيرين أيضا من صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، ونتعرف على بعض آخر من قصص وحكايات ينسجها الآخرون عنهم قد تقترب من الحقيقة وقد تبتعد عنها في أحيان أخرى.



طرق عدة ، لمعرفة أي شيء، وأي شخص ويظل أقربها أن تستمع إلى الآخر لتعرفه، ولعل هذه هي الطريقة التي أحب أن تنهجها عند الحديث عن كيفية معرفة الله !!











 
قديم منذ /05-24-2010, 08:15 PM   #3

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي



فمن هو الله ؟


هذا السؤال يجيب عنه الله نفسه عز وجل، فيقول : " اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " ( البقرة : 255 ) . وهو هنا يعرف عن نفسه فيقول أنه الذي لا إله هو ؛ أي يثبت التوحيد لنفسه ، والحي الذي لا يموت وكل المخلوقات تموت ، فقوله: " اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ " إخبار عنه بأنه هو وحده المتفرد بالإلوهية لجميع الخلائق . وقوله : " الْحَيُّ الْقَيُّومُ " أي: الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا القيم لغيره فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون أمره .



وقوله: " لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ " أي: لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه خافية ، ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم، فقوله: " لا تَأْخُذُهُ " أي: لا تغلبه سنة وهي الوسن والنعاس ولهذا قال: " وَلا نَوْمٌ " لأنه أقوى من السِنة. وقوله: " لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ " إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه .



وقوله: " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ " يدل على عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه له في الشفاعة .



وقوله: " يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ " دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات: ماضيها وحاضرها ومستقبلها .



وقوله: " وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ " أي: لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه.



وقوله: "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ " أي سلطانه وعرشه يحيط بكل شيء ويسع كل شيء .



وقوله: { وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا } أي: لا يثقله ولا يُكْرثُهُ حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما، بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة وهو الغني الحميد الفعال لما يريد، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه . وقوله: " وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " أي هو فوق كل شيء وأعظم من كل شيء .







 
قديم منذ /05-24-2010, 08:17 PM   #4

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

رحلة البحث عن الله

استمعنا إلى الله عز وجل يعرف عن نفسه بهذه الكلمات الرقراقة من آية الكرسي .... وكنا قد قلنا بأن الإنسان لكي يتعرف على شيء يمكنه أن يسلك أكثر من طريق!




والرحلة إلى التعرف على الله أيضا يمكن أن نسلكها بأكثر من طريق، والطريق الذي نسلكه هذه المرة ؛ رحلة استكشافية قام بها شخص استشعر أن هذا الوجود لابد أن يكون وراءه خالق وإله يستحق أن يعبد ، هذا الرجل هو إبراهيم الخليل ، نبي الله وأبو الأنبياء .


إذاً استشعر إبراهيم عليه السلام أن هناك قوة خلقت كل شيء ، وأبدعت السموات والأرض، واستشعر في نفسه أن هذه الآلهة التي عكف عليها قومه لا تغني ولا تسمن من جوع ، وأنها بعيدة كل البعد عن أن تخلق شيئا، بل أثبت لهم فيما بعد أنها حتى لا تستطيع أن تدافع عن نفسها .







فلما رأى نبي الله إبراهيم الشمس ازدادت آماله بأن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ؛ ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه حيث غربت الشمس في نهاية اليوم وغربت معها آمال إبراهيم في أن يجد ضالته التي يبحث عنها ، وأصابه اليأس والإحباط حتى من الله عليه بالإيمان وأرسل إليه وحيه ليبلغه بأن الله قد اختاره ليكون نذيرا لقومه .





هذا هو الله الذي بحث عنه إبراهيم ، لم يكن الشمس ، ولم يكن القمر ، ولم يكن الصنم الذي سجد له قوم إبراهيم إنما هو الله فاطر السموات والأرض .





هذه الرحلة لم تكن هي الوحيدة للبحث عن الله ، ولكن هناك رحلة أخرى قطعها شخص آخر بحثا عن الله ولكن بعد موت إبراهيم عليه السلام بآلاف السنين




لا تنزعج !! فالكثيرون لم يستطيعوا أن يعرفوه بسهولة، والطريق إلى الله ليس دائما مفروشا بالورود، يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " حفت الجنة بالمكاره " لذا فالوصول إلى معرفة الله ليس سهلا، وفي هذه المرة نرافق شاب يافع ولد مجوسيا، بل كان هو خازن النار أي القائم على إشعال النار التي يعبدها قومه وهو الذي يحافظ عليها دائما مشتعلة.



ويوما ما يخرج هذا الشاب فيجد عبادا لله يعتنقون المسيحية ويعبدون الله في إحدى صوامعهم، فيتعجب لأمرهم ويداخله شعور بأن ما هم عليه هو الحق، وأن ما هو عليه الباطل ... فيؤمن بهم ويشتاق ان يعرف مصدر ديانتهم، فيعرف أن أهلها في الشام فيتحين الفرصة ويهجر موطنه وبيته وأهله ويهاجر إلى الشام ويبحث عن أهل هذا الدين ويعمل مختارا خادما لقسيسهم، فيجده مخادعا، حتى إذا مات تركه، وذهب إلى قسيس غيره فيجده على الحق ويستمع إلى نصائحه حتى إذا مات هذا القسيس أوكله إلى غيره .

وكان هذا الأخير هو صاحب نقطة التحول في حياة هذا الشاب إذ نصحه باتباع نبي يظهر في هذا الزمان، ولكن في بلاد غير بلاده، وفي أرض غير أرضه، وفي قوم غير قومه، ويخرج الشاب مهاجرا باحثا عن هذا النبي ... عن هذا الدين ... عن هذا الإله!! فيبيع كل ما يملك لجماعة مسافرة مقابل توصيله للمكان الذي وصفه له القسيس فيأسرونه ويبيعونه عبدًا بعد أن كان سيدًا ... ولا يطول به المقام حتى يضعه القدر وجها لوجه أمام نبي الله محمد عليه الصلاة، فيعرفه، ويعرف صفاته التي نبأه بها القسيس ... ويعرف الله؛ فهو بحق الباحث عن الحقيقة كما لقبه شيخنا خالد محمد خالد في كتابه رجال حول الرسول ، إنه سليمان الفارسي الذي قطع البيداء من الشرق إلى الغرب باحثا عن إله .... باحثا عن رب ... فلما وجده كان نعم العبد .

إذا لم تكن عرفته بعد ؛ فسِر على خطى سليمان، حاول أن تبحث، وأن تبذل الجهد كي تعرف من هو الله ... والله إنها للذة عظيمة يشعرها الإنسان في نفسه حين يجد الله ، ويعرفه حق معرفته .















 
قديم منذ /05-24-2010, 08:19 PM   #5

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

مخلوقاته تدل عليه
إن أكثر شيء يدل على وجود الله هو صنعته التي أحسن صنعها، ومخلوقاته التي برأها، ونعمه التي أسبغها على عباده المؤمن منهم والكافر !!




ولعل القرآن لكريم هو أبلغ شاهد على إعجاز الله وقدرته، فقد وضع الله فيه أخبار الآولين والآخرين، وكشف فيه غيبا لم يعرفه بنو الإنسان من قبل، ونطرح هنا بعض المعجزات التي وردت في القرآن الكريم وتدل بقوة على وجود الله، وعلمه السابق لكل أمر:

* تحير العلماء كثيرا في محاولة معرفة حقيقة مكونات معدن الحديد، حيث أن الطاقة التي تكفى لترابط جزيئاته تفوق الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية أربعة أضعاف ... وكان هذا غريبا جدا على العلماء ؛ إلا أنه لم يكن غريبا على علماء الإسلام الذين عاينوا قول الله عز وجل : " وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " ( سورة الحديد : 25 ) . فعرفوا من الفعل " أنزلنا " أن الحديد لم يكن من المكونات الأرضية وإنما نزل من السماء، وفي العصر الحديث يؤكد علماء المعادن أن مكونات الحديد بالفعل ليست من مكونات الأرض .


* ودعونا نغوص قليلا إلى أعماق البحر، حيث اكتشف علماء جيولوجيا البحار أن الصفات الجيولوجية للبحار هي نفسها التي ذكرها الله سبحانه ةتعالى في قوله :
" أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ " ( سورة النور : 40 ) . وهذه حقيقة تم التوصل إليها بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعة .. وصاحب هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر أحد أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية ، والذي قال عندما سمع هذه الآيات: إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر .. ويأتي بروفيسور آخر وهو دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليوضح لنا علميا صحة هذه الآيات فيقول : " لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلامًا شديدًا على عمق مائتي متر ..

الآية الكريمة تقول ( بَحْرٍ لُّجِّيٍّ ) كما .. أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ...منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخرة .. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدًا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطي ظلمة .. فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر .. كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى : ( مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي .. وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية : إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا* .
هذا هو الله إذا كنت لم تعرفه بعد !!
تدبر في آياته ومخلوقاته !
انظر إلى السماوات من يمنعها من السقوط ؟
انظر إلى ألأرض كيف جعلها مستوية تحت أقدامك ؟
انظر إلى كل شهيق وزفير تقوم به ، من يتحكم في تلك المنظومة ؟
إنه الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم








 
قديم منذ /05-24-2010, 08:20 PM   #6

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي


الإيمان بالله
الإيمان بالله - تعالى - هو الأصل الأول من أصول الإيمان، بل هو الأصل الأصيل الذي من أجله خلق الله السماوات والأرض، وخلق الجنة والنار، ونصب الميزان وضرب الصراط، وخلق لذلك كل الناس كما قال سبحانه: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).


والعلم بالله - سبحانه - والإقرار بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته أساسيات من أساسيات الإيمان بالله، وعلى المسلم أن يتعرف على هذه الأمور وكل ما يتعلق بالله - - عز و جل - حتى يصح له إيمانه ويسلم له اعتقاده، وهذه لمحة سريعة عن هذا الأصل من أصول الإيمان:


الإيمان لغة: هو التصديق.

واصطلاحاً: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان. وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق الرزاق المحيي المميت، وأنه المستحق لأن يفرد بجميع أنواع العبادة والذل والخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل عيب ونقص.



والإيمان بالله - سبحانه - يتضمن توحيده في ثلاث:

1- الإيمان بربوبيته.

2- الإيمان بألوهيته.

3- الإيمان بأسمائه وصفاته.



توحيد الربوبية

ومعناه الإجمالي: الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه ومدبره، لا رب غيره، ولا مالك سواه.



وبيانه: أن الرب في اللغة هو المالك المدبر، وربوبية الله على خلقه تعنى تفرده سبحانه في خلقهم وملكهم وتدبير شؤونهم.. فتوحيد الله في الربوبية هو الإقرار بأنه - سبحانه - هو الخالق والمالك لهم، ومحييهم ومميتهم ونافعهم وضارهم، ومجيب دعائهم عند الاضطرار، والقادر عليهم ومعطيهم ومانعهم، وله الخلق وله الأمر كله كما قال - سبحانه وتعالى - عن نفسه: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )( الأعراف الآية : 54 ) .



ومما يدخل في هذا التوحيد الإيمان بقدر الله – سبحانه -: أي الإيمان بأن كل محدث صادر عن علم الله - عز وجل - وإرادته وقدرته، وأنه علم ذلك في الأزل وقدره وكتبه فهو يقع على مراده سبحانه ولا يخرج عنه أحد من خلقه.



وبعبارة أخرى فان هذا التوحيد معناه الإقرار بأن الله - عز وجل - هو الفاعل المطلق في الكون: بالخلق، والتدبير، والتفسير، والتيسير، والزيادة، والنقص، والإحياء، والإماتة، وغير ذلك من الأفعال، لا يشاركه أحد في فعله – سبحانه -.

وقد أفصح القرآن الكريم عن هذا النوع من التوحيد جد الإفصاح ولا تكاد سورة من سوره تخلو من ذكره أو الإشارة إليه، فهو كالأساس بالنسبة لأنواع التوحيد الأخرى؛ لأن الخالق المالك المدبر، هو الجدير وحده بأن يوحد بالعبادة والخشوع والخضوع، وهو المستحق وحده للحمد والشكر، والذكر، والدعاء، والرجاء، والخوف، وغير ذلك .. والعبادة كلها لا تكون ولا تصح إلا لمن له الخلق والأمر كله.

ومن جهة أخرى فإن الخالق المالك المدبر هو جدير وحده بصفات الجلال والجمال والكمال؛ لأن هذه الصفات لا تكون إلا لرب العالمين، إذ يستحيل ثبوت الربوبية والملك لمن ليس بحي، ولا سميع، ولا بصير ، ولا قادر ، ولا متكلم ، ولا فعَّال لما يريد، ولا حكيم في أقواله وأفعاله.



ولهذا فإنا نجد أن القرآن الكريم قد ذكر هذا النوع من التوحيد في مقام الحمد لله، وعبادته والانقياد له، والاستسلام، وفي مقام بيان صفاته الجليلة وأسمائه الحسنى.



- ففي مقام الحمد يتلو المسلم في كل ركعة يصـــليها: ( الحمـد لله رب العالمين ) ( الفاتحة : 2 )، وقوله - سبحانه وتعالى -: ( فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالميـن ) ( الجاثية : 36 ).



- وفي مقام الاستسلام والانقياد له - عز وجل -: ( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ) ( الأنعام الآية : 71 ).

- وفي مقام التوجه لله - عز وجل - وإخلاص القصد إليه قال - سبحانه وتعالى -: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) ( الأنعام : 162 ).



- وفي مقام تولي الله - عز وجل - دون غيره قال – سبحانه -: ( قل أغير الله اتخذ ولياً فاطر السموات والأرض وهو يُطْعِمُ ولا يُطْعَم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين ) (الأنعام : 14 ).



- وفي مقام الدعاء قال الله - عز وجل -: ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ، ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ) ( الأعراف : 54 - 55 ).



- وفي مقام عبادة الله - تعالى - قال – سبحانه –: ( وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون )(يس : 22) وقال أيضاً: (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتهم تعلمون ) ( البقرة : 21 ، 22 ) .



وتوحيد الربوبية وحده لا يكفى في دخول الإسلام وتوضيح ذلك:

مثل قوله - تعالى – آمراً نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يسأل قومه لما أبوا النطق بلا إله إلا الله قل من المالك، الخالق، الرازق، فيجيبون بأنه الله، فهم معترفون بوجود الله وإيجاده للخلق والرزق ويقرون بقدرته على التصرف، لكنهم لما أمروا بأن يصرفوا أفعالهم له أبوا وامتنعوا وقالوا: ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ) (ص: 5)، فلما أنكروا العبودية لم يدخلوا في الإسلام بإضافة أفعال الله له، لأن أفعال الله لا مدخل لهم فيها، وإنما المطلوب والغرض أن يؤدوا ما خلقهم الله من أجله، لأن الله جعل لهم في أفعالهم مشيئة واختياراً بعد مشيئة الله – تعالى -؛ فأما خلق الكائنات فلا مجال لإنكاره وحتى خَلَقَهُم مُسيرين لا مخيرين، قال – تعالى -: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبـدون) ( الذاريات : 56 ) ، فأسند الفعل الأول له وطلب الفعل الثاني منهم وهو عبادته كما أمر الله بها في عدت آيات. فعبادة الله امتثال لأمره وترك العبادة معصية لخالقهم فمن هذه العجالة يتضح معنى ( لا إله إلا الله ) بأنه لا معبود بحق إلا الله وهذا أوضح تفسير لها. فتقييد العبادة ( بحق ) ليبطل ما يصدر من العبادات الباطلة لسائر ما يتأله من دون الله.



ومن الأدلة على أن توحيد الربوببية لا يدخل في الإسلام:

قِتالُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفار قريش لاعتراضهم بقدرة الله وإيجاده للخلق قال - تعالى -: ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسخرون ) (المؤمنون: 89 ).



وقال - سبحانه وتعالى -: ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم ).



فما هذا التذكير الذي وبخوا بالانصراف عنه إلا إفراد الله بالعبادة، فلو كان الإقرار بقدرة الله هو الإسلام لكانوا متقين متذكرين وما استحقوا التوبيخ لعدم التقوى والتذكر ولما وصفوا بالإفك في قوله – تعالى -: ( ولئن سألتهم من خلق المسوات والأرض ليقولن الله فأنى يؤفكون ). (من كتاب الأسئلة والأجوبة في العقيدة ).



توحيد الألوهية:

ومعناه بعبارة إجمالية: الاعتقاد الجازم بأن الله - سبحانه - هو الإله الحق ولا إله غيره وإفراده - سبحانه - بالعبادة.


وبيانه:

أن الإله هو المألوه، أي المعبود، والعبادة في اللغة: هي الانقياد والتذلل والخضوع، وقد عرفها بعض العلماء: بأنها كمال الحب مع كمال الخضوع.



فتوحيد الألوهية مبنى على إخلاص العبادة لله وحده في باطنها وظاهرها بحيث لا يكون شيء منها لغيره سبحانه، فالمؤمن بالله يعبد الله وحده ولا يعبد غيره فيخلص لله المحبة، والخوف، والرجاء، والدعاء، والتوكل، والطاعة، والتذلل، والخضوع، وجميع أنواع العبادة وأشكالها.

وهذا النوع يتضمن في حقيقته جميع أنواع التوحيد الأخرى. فيتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته وليس العكس؛ فإن توحيد العبد لله في ربوبيته لا يعني أنه يوحده في ألوهيته فقد يقر بالربوبية ولا يعبد الله - عز وجل -، وكذلك توحيد الله في أسمائه وصفاته لا يتضمن أنواع التوحيد الأخرى، ولكن العبد الذي يوحد الله في ألوهيته على الخلق فيقر بأنه سبحانه هو وحده، المستحق للعبادة وأن غيره لا يستحقها ولا يستحق شيئاً منها يقر في الواقع بأن الله رب العالمين، وبأن له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة لأن إخلاص العبادة لا يكون لغير الرب ولا يكون لمن فيه نقص. إذ كيف يعبد من لم يخلق ولم يدبر أمر الخلق، وكيف يعبد من كان ناقصاً.



ومن هنا كانت شهادة أن ( لا اله إلا الله ) متضمنة لجميع أنواع التوحيد: فمعناها المباشر؛ توحيد الله في ألوهيته الذي يتضمن توحيد الله في ربوبيته وأسمائه وصفاته.

من أجل ذلك كان هذا التوحيد أول الدِّين وأخره، وباطنه وظاهره ومن أجله خلقت الخليقة، كما قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
( الذاريات : 56 ) .


يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: وهذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين.



ومن أجل هذا التوحيد أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب فما من رسول أرسله الله إلى العباد إلا وكان هذا التوحيد أساسَ دعوته وجوهرها، قال الله - عز وجل -: ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) ( النحل : 36 ) وقال – سبحانه -: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( المؤمنون : 22 ) .



وأخبر الله - سبحانه - عن رسله: نوح، وهود، وصالح، وشعيب، أنهم كانوا جميعاً يقولون لأقوامهم هذه الكلمة ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) ( الأنبياء : 25 ، وهود : 61 ، والأعراف : 65 ).



ويستلزم توحيد الألوهية أن نتوجه إليه - سبحانه - وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها، ونخلص قلوبنا فيها من آية وجهة أخرى، وهذه عبارة تدخل فيها أمور كثيرة نذكر منها:



1- وجوب إخلاص المحبة لله - عز وجل - فلا يتخذ العبد نداً لله في الحب يحبه كما يحب الله، أو يقدمه في المحبة على حب الله - عز وجل - فمن فعل ذلك كان من المشركين قال الله – تعالى -: ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبـــاً لله ) ( البقرة : 165 ) . فمن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه: أن يتخذ العبد من دون الله نداً يحبه كما يحب الله - عز وجل -.



2- وجوب إفراد الله - تعالى - في الدعاء، والتوكل، والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا هو - سبحانه - قال الله - عز وجل -: ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ) (يونس : 106 ) ، وقال الله - تعالى -: ( وعلى الله فتوكلوا إن كنـتم مؤمنين ) (المائدة : 24 ) ، وقال - سبحانه وتعالى -: ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) ( البقرة : 218 ) .



3- وجوب إفراد الله - عز و جل - بالخوف منه، فمن اعتقد أن بعض المخلوقات تضر بمشيئتها وقدرتها فخاف منها فقد أشرك بالله لقوله - تعالى -: ( فإياي فارهبون ) ( النحل : 51 ) .



وهذا قيد بين الخوف في العبادة والخوف الفطري فالأول لا يصح إلا لله - عز و جل - والثاني كالخوف من الحيوان المفترس وغيره من المخلوقات لا حرج فيه.



وتوحيد الألوهية أي من قال ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) - صلى الله عليه وسلم - فأفرد الله بالعبادة على ما شرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو متضمن لتوحيد الربوبية، بمعنى أن العبادة لا تصدر من عاقل لمعدوم فإذن من عبد الله فإنه لم يعبده إلا إقراراً بوجوده وقدرته.



وهكذا توحيد الأسماء والصفات فإن لله أسماء حسنى وصفات عليا؛ فنصفه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تكييف ولا تمثيل كما قال الله - تعالى -: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( الشورى : 11 ) وكما قال العلماء: إن شهادة ( أن لا إله إلا الله ) متضمنة لتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات .(أنظر كتاب : الاسئلة والأجوبة في العقيدة).







 
قديم منذ /05-24-2010, 08:21 PM   #7

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي


توحيد الأسماء والصفات:

المقصود بتوحيد الأسماء والصفات: هو الاعتقاد الجازم لكمال الله المطلق ونعوت جلاله، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، من أسمائه الحسنى وصفاته العليا، وما تدل عليه ألفاظها من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، قال الله - سبحانه -: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( الشورى : 11 ) . فيدعى ويتوسل إليه بها قال - تعالى - : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( الأعراف : 180 ) . وقال : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) ( الإسراء : 110 ) .



ومعنى توحيد الأسماء والصفات: أن الله - سبحانه وتعالى - متصف بصفات الكمال ومنزه عن جميع صفات النقص، وأنه متفرد عن جميع الكائنات، وذلك بإثبات ما أثبته لنفسه أو ما أثبته له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأسماء والصفات الواردة في الكتاب والسنة وإمرارها كما جاءت.



والواضح من هذا الذي ذكرنا أن توحيد الأسماء والصفات يقوم على ثلاثة أسس:

1- تنزيه الله - جل وعلا - عن مشابهة الخلق وعن أي نقص.

2- الإيمان بالأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة دون تجاوزها بالنقص منها أو الزيادة عليها أو تحريفها أو تعطيلها.

3- قطع الطمع عن إدراك كيفية هذه الصفات.



فأما الأساس الأول: فهو تنزيه الله - عز و جل - عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات الخلق، وهذا الأصل يدل عليه قوله - تعالى -: ( ليس كمثله شيء ) ( الشورى : 11 ) وقوله: ( ولم يكن له كفؤاً أحد ) ( الإخلاص : 4 ).



- يقول الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - عند تفسير قوله - تعالى -: ( ليس كمثله شيء ): والذي يعتقد في هذا الباب بأن الله جل اسمه، في عظمته، وكبريائه، وملكوته، وحسنى أسمائه، وعَلِّى صفاته، لا يشبه شيئاً من مخلوقاته ولا يشبه به، وما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي، إذ صفات القديم - جل وعز - بخلاف صفات المخلوق.



وقال الواسطي ـ عليه رحمة الله - ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة، إلا من جهة موافقة اللفظ.



وجلت الذات القديمة أن يكون لها صفة حديثة، وكما استحال أن يكون للذات المحدثة صفة قديمة؛ وهذا كله مذهب أهل الحق والسنة والجماعة. ( القرطبي جـ 16/9 ) .

- ويقول سيد قطب عليه - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية التي ذكرنا: والفطرة تؤمن بهذا بداهة، فخالق الأشياء لا تماثله هذه الأشياء التي هي من خلقه. ( الظلال جـ 7/272 ) .



وأما الأساس الثاني: فيقتضى وجوب الاقتصار فيما يثبت لله - تعالى - من الأسماء والصفات على ما ورد منها في القرآن الكريم أو في السنة الثابتة، فهي تتلقى عن طريق السمع، لا بالآراء، فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولا يسمى إلا بما سمي به نفسه أو سماه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله - عز و جل - أعلم بنفسه وصفاته وأسمائه ، قال - تعالى -: ( قل أأنتم أعلم أم الله ) ( البقرة : 140).

قال نعيم بن حماد شيخ البخاري - رحمهما الله -: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله تشبيه ولا تمثيل. ( الروضة الندية : 22 ).



وأما الأساس الثالث: فيقتضى من العبد المكلف أن يؤمن بتلك الصفات والأسماء المنصوص عليها في الكتاب والسنة من غير سؤال عن كيفيتها، ولا بحث عن كنهها وذلك لأن معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، لأن الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها، وذات الله - عز و جل - لا يسأل عن كنهها وكيفيتها، فكذلك صفاته - سبحانه وتعالى - لا يصح السؤال عن كيفيتها.



ولذلك أثر عن كثير من السلف أنهم قالوا عندما سئلوا عن كيفية استواء الله - عز وجل -: (الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) فاتفق السلف على أن الكيف غير معلوم لنا ، وأن السؤال عنه بدعة. ( انظر كتاب الإيمان : 11 ) .








 
قديم منذ /05-24-2010, 09:05 PM   #8

أحمـــــد الألمـــــــــانى

 

 رقم العضوية : 33853
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر
 المشاركات : 29,419
 الحكمة المفضلة : كما تدين تدان
 النقاط : ماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 213873
 قوة التقييم : 107

ماتركس غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

436 420 403 290 184 165 73 

افتراضي

لا الله الا الله محمد رسول الله
جزاك الله خير الجزاء ياا طبنور بجد تسلم يداك







 
قديم منذ /05-25-2010, 03:37 AM   #9

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 44284
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 167
 النقاط : الطنبور will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

الطنبور غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء يا ماتريكس







 
موضوع مغلق

« --•» مـــوســوعة الأدعـــيه «•-- | قوانين المسابقة الإسلامية ( القرآن الكريم ) للجميع »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة آية (متجدد ان شاء الله) توحد ارواح منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 6 04-09-2012 08:00 PM
كيف يحبك الله (متجدد ) شهاب حسن منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 0 03-22-2012 06:05 AM
*رسول الله علمنا* للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل.. متجدد بإذن الله موعدنا الجنة مواضيع عامة - ثقافة عامة 5 08-10-2011 08:44 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 05:05 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩