نحن تاهون في الكون

[كاسر]

نحن تائهون في الكون
اكثر من اي وقت مضى،يقف الانسان اليوم امام مفترق طريقين،يؤدي الاول الى القنوط وانعدام الامل،ويفضي الثاني الى الابادة الشاملة.لهذا دعونا نصلي من اجل الحكمة في الاختيار الصائب.
اني لا اتكلم كمن فقد احساسه بجدوى الحياة ولكن كمن اقتنع تماما بانعدام اي معنىللوجود.وربما كان من اليسير اساءة تفسيرهذا الموقف باعتباره تشاؤما مع انه ليس كذلك،وانما هو اهتمام سليم بمأزق الانسان العصري وحيرته .تتلخص مشكلة الانسان،بأبسط تعبير:في السؤال الاتي<كيف يمكن العثور على معنى الوجود في عالم محدودلا تتجاوز قياساته عرض خصري واتساع قميصي> سؤال عويص للغاية،خصوصا اذا ادركنا ان العلم خيب آمالنا.
صحيح انه تغلب على امراض عدة وحطم سر الوراثة واوصل الانسان الى القمر.ولكن على رغم ذلك،اذا انفردرجل في الثمانين بنادلتين فاتنتين في الثامنة عشرة من عمرهما،فلن يحدث شيء على الاطلاق.
صحيح ايضا ان العلم ارانا كيف نعقم الجبن،وفي ذلك /ولا شك/امتاع للبطون.
ولكن ماذا عن القنبلة الهيدروجينية؟هل رايت قط ماذا يحدث حين تسقط احداهاعرضا عن منضدة؟
اين العلم منا حين نتأمل في ألغاز الابدية؟أيعقل ان يرى الانسان روحه تحت المجهر؟وكيف نشأ الكون؟وما المقصود بقولنا ان الانسان فان؟من الواضح اننا لا نقصد الاطراء.مما يؤسف له ان الدين،هو الاخر،خذل بعض الناس في مجتمعنا.وكثيرا ما افكر في سعادة الانسان البدائي لانه آمن بوجود خالق قادر محب لخلقه ويعنى بكل شيء،لكني ،مع ذلك اتصور خيبة الرجل في ذلك الزمن حين بدأت زوجته تتسع حجما وتزداد وزنا.
ان ما فعله اولئك الذين فقدوا الايمان اله خالق هو انهم جعلوا من التكنولوجيا الها.
ولكن هل لدى التكنولوجيا جواب شا ف اذا كانت محمصتي الكهربائية لا تعمل على نحو سليم منذ اربع سنوات وكلما وضعت في فتحتيها قطعتين من الخبز قذفت بهما بعد ثوان كصاروخين في الهواء؟وقد تسببت ذات مرة في كسر انف سيدة احببتها كثيرا،هل نوكل حل مشكلاتنا الى البراغي والصمولات والتيار الكهربائي!!
مصيبتنا ان رجالنا السياسيين فاسدون او غير جديرين،او انهم يحملون هاتين الصفتين معا.
وان الحكومة لا تتجاوب مع احتياجات الرجل الصغير،في حين ان الواحد منالا يستطيع اذا كان اقصر من متر وسبعين سنتيمترا ان يقنع نائبا بالرد على مكالمته الهاتفية انا لا انكر ان الديمقراطية لا تزال ابدع نظام حكومي ،وانه لايجوز في ظلها ،على الاقل سجن الانسان جورا او ارغامه على الجلوس في مقعد ليشاهد عرضا ما على احد مسارح برودواي.
ألا انه لم يسبق للانسان في أي وقت من التاريخ ان توجس خيفة مثلما يفعل الان كلما اعمل سكينه الكهربائي في قطعة من اللحم خشية ان ينفجر في وجهه.والعنف من طبيعته ان يولد مزيدا من العنف . ومن المتوقع الخطف نمطا من انماط التعامل الاجتماعي.
كما انه من شانه تكاثف عدد السكان ان يفاقم توتر العلاقات الى حد بترها.
وبدلا من ان نواجه التحديات ،ترانا نتلهى عنها بالجنس والمخدرات . ونحن نعيش اليوم في مجتمع اكثر اباحية مما ينبغي. وليس لنا محور روحي ،بل نحن تائهون وحدنا في خضم الكون ،فيما ينزل بعضنا ببعض الوان العنف الوحشي والقسوة بسبب يأسنا والمنا . لكننا –لحسن الحظ- لم نفقد بعد احساسنا بالنسبة والتناسب.
خلاصة: من الواضح ان المستقبل ينطوي على فرص عظيمة سانحة،لكنه ينطوي ايضا على مزالق،والمهارة هي ان نتحاشى المزالق ونتحين الفرص

[السندريلا]

شكرا كاسر للتوبيك
وميسرى للنقل الجامد
موضوع رائع

[كاسر]

اكتب سر الابداع و الروعه يكمن في مرورك عزيزتي.........وان كان الموضوع رائعا فبمرورك زاااد روعة وبهاااءا

[تيمور]

صحيح اللى قال الدنيا متها كبيره

تسلم ايدك على الموضوع الرائع

تحياتى

[كاسر]

اسعدني مرورك اخي تحياتي