تواضع الكبار

[ساحر الأحزان]

يقال من تواضع لله رفعه.. وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام ورؤوس الجبال لا يقف عليها إلا رؤوس الرجال والكبار كلما ارتفعوا.. تواضعوا. فإذا بالناس يكبرونهم ويعظمونهم ويحلفون باسمائهم.والكبير هو الذي قال فيه المتنبي: ويرى التواضع ان يُرى متكبرا.. ويرى التكبر ان يرى متواضعاً.. ومن المشاكل التي نعاني منها في مجتمعاتنا العربية إذا احتل الصغير مكاناً رفيعاً وأصبح من أصحاب العمارات والعقارات وصار من أصحاب القرار ويتصرف وكأنه في رأس الجبل لا أحد يماثله في الوجاهة والكياسة وأصبح يرى الناس والأشياء في نظره صغيرة والناس يرونه أصغر واسوأ الناس ناكرو الجميل والمعروف لأن المعروف (أصلاً) ومن أنكر أصله فلا أصل له. ولا اعتقد أن المال يغطي العيوب فالغنى يفضح صغار الجهلة والمراكز الرفيعة تكشف الصغار ومن أول اختبار لهم والفقر وحده يستر لأن الفقير بطبعه يبتعد عن الناس والاحتكاك بهم بينما الغني يحاول الظهور والاحتكاك بالناس ومن الحق أن يقال إن الصغار عند حاجتهم للناس يبدأون في مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم والتنظير وحسن التنوير ويطرحون أنفسهم على أنهم منقذون موحدون جاؤوا من أجل وضع حد للتردي والبعثرة والخلافات، وهم في الواقع ليس لهم دور إلا في التخريب وبعثرة الناس والتآمر عليهم متناسين قول الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي قال: «ألا أدلكم على عمل أعلى درجة من الصائم القائم الذاكر.. قالوا من هو يا رسول الله قال: اصلاح ذات البين.. أعلى درجة من الصائم.. القائم.. الذاكر والسعيد في الدنيا والآخرة من أفلح في اصلاح ذات البين خاصة في موسم الانتخابات التي يكثر فيها النفاق وتتداخل فيها المصالح والصغار هم أعداء النجاح والفلاح وأنصار الهزيمة ومروجو الشائعات الهدامة.
وعلينا جميعاً أن نشترك في كشفهم وتحجيمهم والتعامل معهم بكل قسوة لانقاذ مجتمعنا من شرورهم حتى يعودوا إلى رشدهم وصوابهم.

[Miss LOVE]