..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 8 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ~♥ Queen sozan♥~ - مشاركات : 7 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 17 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : جبل عالي - مشاركات : 17 -

الإهداءات


مهمات وجوامع في الدعاء

منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /11-01-2010, 12:58 PM   #1

عضو برونزي

 

 رقم العضوية : 45662
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المكان : alex
 المشاركات : 633
 النقاط : █▌♪ I'm so Cute ●●●◆ will become famous soon enough
 درجة التقييم : 77
 قوة التقييم : 0

█▌♪ I'm so Cute ●●●◆ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي مهمات وجوامع في الدعاء

الحمد لله مجيب الدعاء، كريم العطاء، ذي الخزائن الملأى واليدين السحاء.

أحمده سبحانه حمد الذاكرين الشاكرين فإنه تعالى لا يتعاظمه شيء أعطاه ولا ينقص ما عنده، ولا مكره له، وأُصلِّي وأُسلِّم على عبده ورسوله نبينا محمد أخلص من دعا، وأصدق من خاف الله ورجا صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أفقه الأمة بشأن الدعاء، الذين كانوا يدعون ربهم خوفاً وطمعاً.

أما بعد:
فهذه مهمات بشأن الدعاء تليها جوامع من الأدعية الواردة في القران وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من بيان جمعتها لشدة الحاجة إليها إعانة للداعين وإغنائاً لهم عن أدعية المتكلفين وما فيه إعتداء أو بدعة تقتص رده، أسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه وأن يمن بإجابتها لمن دعاه بها خالصاً من قلبه.

أولاً: معنى الدعاء:
الدعاء لغة: هو النداء والطلب.
وشرعاً: هو سؤال الله تعالى الحاجة - رغبة ورهبة - من قبول عمل أو مغفرة زلل أو جلب نفعٍ أو كشف سوء أو دفع خطر أو صرف عذاب أو تحقيق ثواب في الدنيا والآخرة.

ثانياً: منزلة الدعاء وشأنه عند الله سبحانه:
لقد خلق الله الجن والأنس ورزقهم من أجل عبادته وأمرهم على السنة جميع رسله بتوحيده وطاعته - على وجه الرغبة والرهبة - وليس ذلك لحاجة منه سبحانه إليهم وعبادتهم، ولكن اقتضت حكمته أن تكون العبادة آية الاجتباء، وعنوان السعداء، والعلامة التي تميز السعداء من الأشقياء.

والعبادة هي كمال الحب والذل لله تعالى مع غاية الخضوع والاستسلام له والانقياد بإتباع المشروع وترك الممنوع طلباً للثواب، وحذراَ من العقاب.
ولقد اختص الدعاء من بين أنواع العبادة بأن سماه الله ورسوله عبادة كما قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)).

ونوَّهَ - تبارك وتعالى - بشأن الدعاء بقوله: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77]، وصحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((أكرمُ شيءٍ على الله - عز وجل - الدعاء)).

وفي هذا أبلغ الدلالة على عظم شأن الدعاء من الدين، وعظم منزلته وأهله عند رب العالمين، ولذا يسمع - تبارك وتعالى - لداعيه المخلص له فيه حتى من الكفار، ولا سيما عند الاستغاثة والاضطرار؛ قال تعالى: {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]، وقال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65].

ثالثاً: الصلة بين الدعاء والتوكل:
لقد سمى الله - تبارك وتعالى - الدعاء عبادةً بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ذلك أن العبادة هي طلبُ ما عند الله - في غايةٍ من الافتقار والاضطرار والرغبة والرهبة - بالأقوال، والأفعال، والتروك، والأحوال على نحو ما جاء به الشرع المُطهَّر، وهي الحكمة التي خلق الله - تعالى - الجن والإنس من أجلها، وأمرهم بها ورتب الثواب والعقاب عليها ليختار من خلقه من هم أهل لمجاورته في دار كرامته فهي آية الاصطفاء وعلامة الاجتباء وعنوان السعداء فهي علامة في الدنيا تميز بين المسلمين والمجرمين.

ولقد أخبر - تبارك وتعالى - عن قربه من داعيه وإجابته لمناديه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، ليدل على كرم الدعاء والداعي على الله وكم له من الكرامة يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ولذا قال صلى الله عليه وسلم ((أكرمُ شيءٍ على الله - عز وجل - من الدعاء)).

والفزعُ إلى الدعاء شكراً لله عند تجدُّد النعمة وسؤالاً له عند الحاجة مع الإخلاص وصدق الرجاء دليلٌ على تحقُّق التوكل على الله تعالى مع حسن الظن به، فإن سرَّ التوكُّل على الله تعالى وحقيقته هو صدق اعتماد القلب على الله تعالى وحده، ومباشرة ما شرعه الله وأباحه من الأسباب لتحصيل الحاجة، واتقاء المرهوب مع كمال الثقة به في تحقيق المطلوب، فأعظمُ ما يتجلَّى التوكل حال الدعاء؛ ذلك لأن الداعي حال دعائه مستعين بالله تعالى في حاجته، مُفوِّضٌ أمره إليه، واثقٌ بانقضاء الحاجة من عنده، ولذلك توجَّه إلى ربه، ولم يلتفت إلى غيره، والله تعالى يحب الداعين المُلِحِّين، ويحب المتوكلين، ولا يضيع أجر العابدين المخلصين.

رابعاً: الاضطرار وصدق اللجأ وأثرهما في إجابة الدعاء:
الاضطرار هو التوجه إلى الله وحده - عند الحاجة - بالقلب واللسان والوجه طلباً للحاجة، وانتظاراً للفرج مع حسن الظن والثقة به تعالى، لليقين بعلمه وقدرته وقربه ونفاذ مشيئته وغناه وكرمه وأن أمر التدبير عنده في السماء، فإذا لم تُقضَ الحاجة في السماء، فإنها لن تتحقَّّق في الأرض.

فهذا اليقينُ يحمل على صدق الافتقار واللجوء إلى الله تعالى وحده، وأظهر ما يكون ذلك في حالتين:
الأولى: حدوثُ الأمر المفاجئ بحيث لا يمكن للمصاب به تعاطي أسباب دفعه أو رفعه لفوات الوقت كالابتلاء بفوات المحبوب والإصابة بالمكروه من فقد غالٍ أو موت قريب أو حبيب، أو الإصابة بالنفس بما دون الموت، أو مصيبة الموت فالاضطرار إلى الله تعالى عند هذه الأمور يكون بطلب التثبت على الإيمان واليقين، والتسليم لله تعالى في حكمة وقضائه واحتساب عظم المثوبة، وكرم العوض على المصيبة في العاجلة والآجلة.

الثانية: أن تكون للحدث أسباب ترفعه أو تدفعه لكن ليس بالإمكان تعاطيها للحيلولة بين المصاب وبينها كمن يتعرض للغرق أو الحرق أو الوقوع في مكان خطر بحيث لا يكون له سبب إلا الدعاء والانقطاع إلى الله - جل وعلا - كما كان من إبراهيم الخليل - عليه السلام؛ إذ قال وهو يهوي في النار: ((حسبي الله ونعم الوكيل))، ويونس إذا قال - وهو في بطن الحوت -: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]، فأنجاهما الله - تبارك وتعالى - بحوله وقوته دون أي أسباب أخرى، فدلَّ ذلك على كرم الدعاء.

وهكذا ما ذكره الله - تبارك وتعالى - عن أهل الشرك بقوله: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [لقمان: 32]، وقوله {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63، 64]، فلما علموا أنه لا منجي مما أصابهم إلا الله تعالى لانقطاع الأسباب صدقوا في اللجاء وأخلصوا في الدعاء فنجاهم لكرم الدعاء عليه سبحانه.

هكذا المسلم إذا أصابته المصيبة أو عرضت له الحاجة ينبغي أن يتوجه إلى الله تعالى وحده بشأنها لعلمه أنها إن لم يقضها الله تعالى لا تقضى فيفتقر إلى الله تعالى ويصدق ويلح في طلبها منه سبحانه ويكون تعاطيه لما يمكن من الأسباب يعد ذلك التماساً لفرج الله تعالى ولطفه بها.

خامساً: وجوب العناية بأسباب إجابة الدعاء:
إذا علم العبد شأن الدعاء، وكرمه على الله تعالى، وما ينال به من مطالب الدنيا والآخرة فليعتني الداعي بأكل الحلال، وافتتاح الدعاء بحمد الله ذي العظمة والجلال وتمجيده بما يناسب الحاجة من أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وأفعاله الحكيمة وليصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم وآله -، كم علم الله الأمة هذا الأدب في التشهد، وبلَّغه النبي - صلى الله عليه وسلم - وبيَّنه وأكَّد، وليحذر من الاعتداء في الدعاء، بسؤال ما يخالف الشرع من إثمٍ أو قطيعةِ رَحِمٍ، أو جنايةٍ على مسلم، أو أمرٍ يُستعانُ به على معصية، أو استعجالٍ لأمرٍ حكمته خفية فإنه يأثم بالدعاء ولو استجيب له، وقد لا تكون الاستجابة في صالحه؛ بل تكون شؤماً عليه وندامة، أو شقوة له وعذاباً شديداً يوم القيامة.

سادساً: تحقق إجابة الدعاء مع الاخلاص الرجاء:
لما كان الدعاء أخص أنواع العبادة، وأكرم شيء على الله عز وجل، وخير وسيلة لتحصيل الحاجة، كان من وفق له، قد وفق للبر، وفتحت له خزائن الخير، ومن صد عنه وحرمه، محروم من السير، معرضاً للخسر ذلك بأن الدعاء مقرون بالإجابة، وهو مع الإخلاص والاستقامة موجب للإثابة.

يوضح ذلك: قول الله تبارك وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}؛ فإنه تعالى أمر بالدعاء ووعد بالإجابة ولم يجعل بينهما فاصلاً دلالة على أن الإجابة موصولة بالدعاء فهو سببها وهي ثمرته، {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 6]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122] الآية، فهذه الآية برهاناً قاطع على إجابة الدعاء خصوصاً مع الإخلاص وصدق الرجاء.

ومن اقتران الإجابة بالدعاء: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة))، والمعنى: ادعوا وثقوا بتحقيق المطلوب فالإجابة حاصلة والحاجة مقضية ولكن اختيار الله تعالى لعبده أكرم وأحق وخير من اختياره لنفسه.

ولذا تتحقق الإجابة على وجوه بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه:
1-إما أن يعجل الله له دعوته.
2-وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
3-وإما أن يدخرها له في الآخرة.

وليس أبلغ من هذا البيان بيان، فما أصدق البرهان وما أبلغ البيان، وما أعظم فضل الله تعالى على الإنسان.

وبتدبر آيات الدعاء في القرآن الكريم يظهر بجلاء أن كل دعوة ذكرها الله تعالى في التنزيل عن أحد من رسله وأنبيائه أو صالحي عباده أو غيرهم حتى من شرار خلقه قد وردت موصولة بذكر إجابتها إلا ما كان منها مقروناً بشرط لم يتحقق، فتأخر الإجابة ليس من جهة الدعاء، ولكن من جهة الشرط الذي لم يتحقق به الوفاء، أو لوجود مانع من سبق قضاء أو أجلٍ لا يقدمه الدعاء.

ولصلة الإجابة بالدعاء وخطر الدعاء مع الاعتداء قال بعض السلف حاظاً على الدعاء ومحذراً من الاعتداء : أدعوا الله فإن الله تعالى قد استجاب لشر خلقه إبليس: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر: 36-38] الآية.

وهكذا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يدعُ بدعوةٍ، ولم يرشد أحداً إلى الدعاء أو يقر داعياً سمعه يدعو إلا استجيبت الدعوة وقضيت الحاجة كما هي أو على نحو خير منها، ولا تتأخر الإجابة إلا لوجود ما يمنع الإجابة من مخالفة للشرع أو سبق قدر، أو اختيار من الله لعبده ما هو أخير.

وبهذا يتبين شأن الدعاء وأنه من أعظم وسائل العطاء ضرورة الإنسان، وأعظم إحسان الله تبارك وتعالى به إليه فيه تحفظ النعماء ويرفع البلاء وبه يستدفع شر ما يجري به القضاء، ولذا قال عمر رضي الله عنه: "والله إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل همَّ الدعاء؛ فإني إن أُلهِمتُ الدعاء علمتُ أن الإجابة معه"؛ يعني: أن من فتح له باب الدعاء فقد فتحت له خزائن السماء فليختر من خزائن الخير ما شاء.

سابعاً: رمضان وإجابة الدعاء:
من الدعوات المستجابات دعاء المضطر ودعوة المظلوم ودعاء الوالد والولد الصالح والدعاء بعد الوضوء وبعد الآذان والإقامة وفي الصلوات ودعاء الصائم، وفي رمضان، وليلة القدر، ودعاء الحاج وهو يؤدي المناسك، وفي المشاعر، والدعاء طرف النهار وفي آخر الليل والأسحار ودعاء المسافر، وعند المصيبة، وعند نزول المطر، والدعاء للميت، وللغائب، وعند المريض فليغتنم المسلم هذه المناسبات والأحوال والأوقات والأماكن في الدعاء.

ثامناً: الدعاء في الرخاء منجاة من عظم البلاء:
اعلم أن أنفع الدعاء في الدنيا والأخرى، وأحراه بالمثوبة والعطاء، ما لهج به العبد في الرخاء ومختلف الآناء، فإن الدعاء في الرخاء آية الإيمان، وعبادة للرحمن، وعنوان السعادة، وأسرع الأسباب إفادةً، فيه تحفظ النعم الحاصلة، وبه تُستَجلَبُ النعم الواصلة، وبه تُستَدفَعُ البلايا، وتُتَّقى الشُّرُور.

فعبادُ الرحمن يدعون الله في الرخاء فيغيثهم في الشدة، ويثيبهم يوم القيامة تحقيقاً لوعده، فعلى المسلم أن يعتني بالدعاء في الرخاء حتى يسهل عليه الدعاء ويتحقَّق له الفرج عند الشدة والكرب فيذكر الله تعالى في رخائه، ويستغيث به عند بلاءه، كما كان من شأن يونس - عليه السلام - كما أخبر الله عنه بأنه كان من المُسبِّحين، فلطف به عند البلاء العظيم، فهذا شأن المؤمنين.

أما الكفار فكثيرٌ منهم لا يدعون الله تعالى أصلاً، أو يدعونه عند الاضطرار، فإذا ظنُّوا أنه قد أُحِيطَ بهم دعوا الله مخلصين له الدعاء، فإذا أجاب الله دعاءهم ونجَّاهم عادوا إلى الشرك، واستكثروا من الطغيان، فدلَّ على كرم الله عليهم ولؤمهم معه، فليحذرُ المسلم من الغفلة عن الدعاء في الرخاء، ولا يتردَّد في الدعاء عند الشدة، فإن الله تعالى ألطف ما يكون بعبده عند حاجته إليه، وليحذر من الإعراض، وقسوة القلب بعد إجابة الدعوة، وانقضاء الحاجة.

تاسعاً: خطأ الدعاء على النفس ونحوها:
لما كان الدعاء بهذه المثابة والمحل من الإجابة كان الدعاء على النفس ونحوها مما منحه الله تعالى للعبد من الخطأ لما فيه من مخالفة الشريعة، والسبب في زوال النعمة، ولذا ذمَّ الله الكفار استعجالهم العقوبة بقوله - سبحانه: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ} [الرعد: 6].

وقال جل وعلا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: 32]، وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تدعوا على أنفسكم ولا على أموالكم ولا على أولادكم لا توافقوا ساعة يستجيب الله فيها الدعاء)).

فمن أخطر الأمور: أن بعض الناس إذا غضب ولم تأته أموره على ما يريد، أو خاصمه أحد دعا على نفسه أو ولده أو ماله، باللعن، أو الخزي، أو الموت، أو التلف والهلاك، فإذا عدل الله تعالى فيه ندم حين لا ينفعه الندم، وتحسر طول حياته على ما أثم وغرم، فليشكر العاقل في أمره وليحذر من شؤم مخالفته، وتبعة جنايته {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [يونس: 44].

عاشراً: الاستعجال في الدعاء قد يمنع الإجابة:
تذكر أن للإجابة أجلاً لا تتقدم عليه ولا تتأخر عنه لحِكمٍ يعلمها الله لذا فالمتعين على المسلم إخلاص الدعاء وصدق الضراعة، والثقة بالله تعالى في تحقيق الإجابة فإنه تعالى أكرم من أن يرد الدعاء ولكن قد يؤخره لطفاً وحكمة أويعجله على نحو ما يشاء فضلاً منه ونعمة ولذا قال صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول قد دعوت ودعوت فلم أر يستجاب لي))، وقد ذم الله تعالى أهل الجاهلية بدعائهم على أنفسهم واستعجالهم لعقوبة الله لهم على تكذيبهم وعنادهم.

حادي عشر: بيان الدعاء بالاسم الأعظم الذي ينبغي أن يدعو به الداعي:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد الأمة إلى سؤال الله تعالى باسمه الأعظم ويخبر أن الله تعالى إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.

وبتتبع النصوص الواردة بشأن الاسم الأعظم من الآيات التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الاسم الأعظم في ضمنها أو الدعوات التي سمعها النبي صلى الله عليه وسلم من أحد من أصحابه يدعو بها فأقره عليها وأخبر أنه قد سأل الله تعالى باسمه الأعظم وبشر بإجابته الدعاء يتضح بجلاء، أن الاسم الأعظم هو : الله، أو الحي القيوم، أو ذو الجلال والإكرام أو ضمير هذه الأسماء أو وصف يختص بالله تعالى مثل {أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، {خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155]، {خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المائدة: 114].

ولا سيما إذا ورد ذلك الاسم أو ضميره أو الوصف التابع له سابقاً أو لاحقاً لكلمة (لا إله الله إلا الله) شهادة التوحيد وكلمة التقوى كأن يقول الداعي: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم كذا وكذا، أو أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، المنَّان بديع السماوات والأرض، ويذكر حاجته، أو يقول: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت، بك أستغيث، أو يقول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين أنجني، أو انصرني، أو أغثني، وارزقني.

ثاني عشر: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار الدعوات:
كان صلى الله عليه وسلم يحب جوامع الدعاء ويترك ما سوى ذلك وكان يدعو كثيراً: {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]، يدعو بها وإذا دعا بدعاء دعا بها فيه.
وكل الأدعية الواردة في القرآن والسنة جوامع لخيري الدنيا والآخرة فهي مشتملة على سؤال علي المراتب وجليل المطالب وسني المواهب في العاجلة والآجلة وفيها أمان من الاعتداء في الدعاء أحرى بالإجابة بإذن الله جل وعلا.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-01-2010, 05:30 PM   #2

مشرفة سابقة

|¦♥ آ‘للهم آ‘غفرلـــے |¦♥

 

 رقم العضوية : 47073
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المكان : حيث أكــ.ـــون
 المشاركات : 21,213
 النقاط : ڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond reputeڪــــبرياء الروح has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3967
 قوة التقييم : 2

ڪــــبرياء الروح غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

جزاك الله خير







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-20-2010, 11:45 AM   #3

عضو برونزي

 

 رقم العضوية : 45662
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المكان : alex
 المشاركات : 633
 النقاط : █▌♪ I'm so Cute ●●●◆ will become famous soon enough
 درجة التقييم : 77
 قوة التقييم : 0

█▌♪ I'm so Cute ●●●◆ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

شكرا لمرورك







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-20-2010, 11:59 AM   #4

مشرفة سابقة

ήόυr

 

 رقم العضوية : 52160
 تاريخ التسجيل : Jul 2010
 العمر : 32
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : Egypt / Cairo
 المشاركات : 10,425
 الحكمة المفضلة : من خرج من حياتى بـ أرادته لا يرجع لها الا بـ أرادتى .
 النقاط : هزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond reputeهزوره المصريه has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 29018
 قوة التقييم : 15

هزوره المصريه غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

وسام اجمل منظر طبيعي 423 416 

افتراضي

جزاك الله كل خير
وجعله فى ميزان حسناتك







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مهمات, الدعاء, وجوامع

« كتاب :: تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) ::المؤلف: إسماعيل بن عمر بن كثير | كل امر المؤمن خير »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{8 مهمات على طريق االجنة}...* gold rose منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 2 06-04-2012 01:55 PM
كلمات مهمات بسمة العمر مواضيع عامة - ثقافة عامة 10 03-29-2012 11:56 AM
اجتماعات و مهمات الفريق الازرق هنا أنثـے مًنْ الّخٍـْيـِالْ→♀ أرشيف المسابقات السابقه 46 07-17-2009 09:17 PM
من أمثال الرسول صلى الله عليه وسلم وجوامع الكلم Şα3Đ..♥ السيرة النبوية 5 06-03-2009 02:45 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 06:01 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩