حيرة قلب أنثى

[اللؤلؤة التائهة]

تنسدل الستائر تحجب ضوء النهار عن الغرفة .... ومع أخر شعاع شمس يختفي ... تنهمر دموع الفتاة على خدها .. وأنين بكائها يرتفع .. يفتح باب الغرفة في فزع .. وتدخل سيدة في منتصف شبابها .. وتجلس بجاور ابنتها ممسكة بيدها فائلة:

- ايه بس تاني يانور .. ايه اللي حصل؟

ترد نور من بين شهقاتها:

- يا ماما مش أول مرة يحصل كدا انا تعبت بقا حرام حرام !

وتنهمر الدموع تغرق وجهها الرقيق .. تبتسم الأم بجزع .. وتغادر الغرفة بيأس ..

اتفضت نور من مكانها .. وأزاحت الستائر .. وأخذت تضرب زجاج النافذه بقبضة يديها :

- ليه كدا ياربي ليه !!

وتعود أشعة الشمس تنعكس على كل دمعة تستقر على خدها الناعم .. وشعرها الأسود القصير ...

ويعود الصمت إلى الغرفة ... كما كان

(( منقول ))

[اللؤلؤة التائهة]

يجلس سامر في حديقة بيته .. واضعا ساقا فوق ساق .. يرتشف كاس العصير بأسلوب بنفر منه الجميع .. رافعاً أنفه للسماء .. ويفزعه من أحلامه البعيدة صوت والدة

سامر

ينهض سامر من مقعده ويسرع الى والده قائلا :

- ايوة يابابا

يحدجه الأب بنظرة غاضبة:

بتعمل عندك ايه يا ولد.

يبتلع سامر ريقه:

- مش بعمل يابابا .. قاعد

الأب:

- قاعد؟ قاعد تعمل ايه ؟ إنت نسيت اللي قولتلك عليه ولا عاوز تجنني؟

سامر:

- عمري ما أنسى بابا .. هروح دلوقتي حالا..

يمط الاب شفتيه قائلا:

- اتفضل ياسيدي ... غور من قدامي

[اللؤلؤة التائهة]

يرتفع رنين جرس المنزل فتسرع الخادمة بفتح الباب .. وكان الطارق سامر الذي قال:


- نور فين؟

الخادمة:


- في اوضتها .. اتفضل حضرتك استناها هنا


جلس سامر على المقعد الوثير .. وأخذت ساقيه تهتز توتراً بإنتظار نور .. رأي ظل يقترب ناحيته .. فنهض واتجه مسرعا ناحية الظل .. فكانت والدة نور..


- ايه ياسامر المفاجأة الحلوة دي


ابتسم سامر في وقار:


- والله ياطنط منال انا بعتذر عشان جيت من غير ما ابلغ حضرتك ولا حتى نور .. بس الحقيقة بابا باعتني استأذن حضرتك في حاجه ضرورية


منال:


- عيب ياسامر ماتقولش كدا ... بس قول لي بابا يأمر بإيه؟


سامر:


- بابا بيستأذن حضرتك تيجي انتي ونور تقضوا معانا اسبوعين في العزبة بتاعتنا..


صمت قليلا ثم قال:


- يعني لو حضرتك تسمحي ضروري نور تيجي معانا


ابتسمت منال وقالت بهدوء:


- هدرس الموضوع كويس وأرد عليك في أقرب وقت .. بلغ سلامي لوالدك

سامر:


- بالله عليك يا طنط ما تتأخري .. لاننا مش هنستنى كتير



اومأت منال برأسها ايجاباً ... أغلقت الباب خلف سامر ... واسرعت الخطوات نحو غرفة ابنتها ...


- نور نور..


نور بحزن:


- نعم ؟


الام بابتسامة:


- سامر كان هنا


نهضت نور من فراشها جالسة وقالت:


- كان هنا؟ ومشي ليه؟


قالت الام وهي تغادر الغرفة:


- كان بيقول نقضي معاهم اسبوعين في عزبتهم ...


لحقت بها نور في لهفة:


- طب وانتي قولتي ايه؟


صمتت الام قليلا ثم قالت:


- قولت ... هفكر..


وغادرت الغرفة..



----------------


يتبع بإذن الله تعالى

[اللؤلؤة التائهة]

[COLOR="Purple"]في غرفة المعيشة .. تجلس نور تشاهد التلفاز .. وهي في الحقيقة تتابع بعينيها لكن عقلها شارد بعيدا ..


التفتت إلى والدتها قائلة:


- ها يا ماما هنروح ولا ايه ؟ سامر كل شوية يسألني ...



تقترب الام من نور وتقول:


- بصي يا نور انا فكرت في الموضوع كويس .. وبصراحة مش عجباني الفكرة..



نور بجزع:


- ليه ياماما؟


الام:


- من بعد وفاة والدك وأنا مش بخرج من البيت إلا للضرورة .. عاوزاني أقضي اسبوعين بره البيت؟ وبعدين دول ناس ما نعرفهمش قد كدا .. يعني علاقتنا بيهم مش قوية .. وما ينفعش تقعدي مع سامر 24 ساعه في وش بعض كدا..


نور :


- إزاي بقا يا ماما دا بابا الله يرحمه كان يعرف أونكل أيمن كويس أوي .. وبعدين أنا وسامر كنا مع بعض من واحنا آآآآآد كدا .. يعني مش حاجة جديدة


الأم :


- نور انتي ما بقيتيش صغيرة زي ما انتي متخيلة .. سامر كبر وانتي كمان كبرتي .. يعني في حدود والتزامات .. سامر ما بقاش طفل ... دا شاب وعلى وش جواز


نور بابتسامة:


- أرجوك يا ماما طلعي الأفكار دي من دماغلك مالهاش أي داعي .. سامر دا زي أخويا بالظبط .. يعني مش بفكر اتجوزه وهو كمان مش في باله التفكير دا..



نهضت الام .. وأدارت ظهرها لأبنتها قائلة بحزم:


- نور .. موضوع سامر مش موضوعنا دلوقتي .. اما بالنسبة لرحلة العزبة دي فهي مرفوضة تماما .. سمعتي ؟؟ انتهى النقاش..


غادرت الأم الغرفة .. ونهضت نور بعصبية نحو الهاتف .. قائلة:


- سأذهب رغما عن أنف الجميع ..[/COLOR]

[اللؤلؤة التائهة]

يرتفع رنين الهاتف في منزل نور ..




نور:




ألو؟



والد سامر:




أيوة يا نور يابنتي



نور:




مين معايا؟



والد سامر:




ياه يانور .. معقول مش عارفه صوتي .. أنا والد سامر .. الأستاذ أيمن محيي الدين



نور بارتباك:




اسفه يا اونكل .. اصل التليفون دا مش عارفه ماله .. كمان حضرتك يعني مش دايما بتتصل بينا..



أيمن:




معلش ولا يهمك .. امال ماما فين؟



نور:




دقيقة يا اونكل هناديها حالا



وتركض نور لغرفة والدتها :




ماما .. ماما .. أونكل أيمن عالتليفون



الام بدهشة:




بجد والله؟



وبحركة غير ارادية أخدت تصفف شعرها في المرآه وكأنها ذاهبة للقاء شخص مهم .. واتجهت إلى الهاتف..


منال:




ايوة؟



أيمن:




مدام منال؟



منال بابتسامة:




أيوة أنا .. أزيك يا استاذ ايمن؟



أيمن بابتسامة:




الحمدلله على كل حال ... إيه يامدام منال .. مش هتشرفي وتيجي معانا؟



منال بارتباك:




ممم .. بصراحه يا استاذ ايمن .. الظروف ما تسمحش خالص



أيمن:




ليه؟



منال بحيرة:




مش عارفه .. بس هيا جات كدا



أيمن:




إزاي بقا .. مش معقول .. الرحلة ما تكملش من غيركم



منال:




شكرا يا استاذ ايمن .. بس حقيقي بعتذر .. ما ينفعش نهائي..



أيمن:




أرجوكى ما تضيعيش الفرصة



منال باستغراب:




فرصة ايه؟



ضحك أيمن وقال:




جواز سامر بنور ... ولا في أي مانع



منال بدهشة:




نعم؟؟ من إمتى دا بقا ان شاء الله



ابتلع أيمن ريقه بسرعه وقال:




ما تقلقيش .. هما بس تلاقيهم محرجين يقولولك ..



منال:




يا استاذ ايمن .. نور ما بتفكرش نهائي في سامر .. بتعتبره زي أخوها بالظبط .. أنا لسه سألاها



أيمن بابتسامة خبيثة:




شوفتي ؟ حتى انتي بتفكري انهم يرتبطوا ببعض بدليل انك سألتيها.. وماله .. يمكن تكون الرحلة دي نهاية شقاوتهم وبداية حياة جديدة



منال:




تفتكر بجد؟



أيمن:




طبعا ونص كمان ... بس الهمة علينا احنا بقا ... يا ست الكل



وأغلقت منال الهاتف ..... شاردة ..لا تصدق اذناها ما سمعته

[اللؤلؤة التائهة]

نهض سامر من فراشه بكسل .. واتجه إلى الباب خارجا من غرفته .. فوجد والده في غرفة الجلوس .. ساندنا رأسه على ظهر الكرسي ..

سامر:


بابا .. ايه دا .. ايه اللي مسهرك



والد سامر:


سهران عادي يعني براحتي .. انت ايه اللي مصحيك دلوقتي


سامر:


منا كل يوم بصحى في الوقت دا مش حاجه غريبة


الوالد:


طيب روح شوف شغلك بقا


سامر:

لا يمكن ابدا اسيبك لوحدك سهران وبالمنظر دا



الوالد وقد ضاق صدره:


منظر ايه .. أنا حر يا أخي .. حل بقا عن سمايا



سامر:


حاضر..اللي يريح حضرتك


وخطى نحو الباب ثم التفت إلى والده:


الا صحيح أخبار الموضوع ايه .. انا سمعت حضرتك كنت تتكلم في التليفون


الأب وهو يرفع حاجب:


يعني ما كنتش نايم


سامر بابتسامة:


نايم صاحي يعني .. المهم ايه الاخبار .. نور جايه؟


الاب باستفزاز:

دي طنط منال اللي حاية..


سامر بصدمة:

ايه؟؟ طيب ونور؟


الاب:

نور مين ؟ اااه بنتها ؟ اظن جايه اصل دي حاجه كدا ثانوية احنا بنتكلم عن الاساس


سامر بغضب:

نور هيا الاساس .. لولا انها رايحه ماكنتش رحت اصلا


نهض الاب من مكانه بغضب:

اسمع يا ولد .. اذا ما بطلتش تكسر كلامي كل مره كدا وتعرف بتكلم مين .. انا هعرفك انت مين

سامر بملل:

أنا اللي مش عارف انت بتعاملني كدا ليه يابابا .. حاسس وانت بتكلمني اني طفل قدامك .. نفسي مرة احس اني راجل وانا واقف جنبك..

الوالد:

انت لسه صغير .. لما تكبر واحس انك شايل مسؤولية .. هقول بكل فخر انك راجل


سامر وقد ازداد غضبه:


يعني انا ايه دلوقتي .. عيل؟


تنهد الاب بحرقه وقال:


ايوة .. انت لسه حتة عيل.


سامر:

بابا أرجوك بلاش تعاملني كدا .. انا بتضايق جدا


التفت اليه الاب:

اسمع يا سامر .. اذا كنت عاوز تبقا راجل حقيقي ... ماتخليش عواطفك هيا اللي تحكم تصرفاتك ... عاوزني افخر بيك قدام صحابي ازاي .. وانت نايم طول النهار .. وبتسهر بليل تكلم بنات وتلعب .. مش وراك لا شغلة ولا مشغلة


سامر وهو ينكس رأسه:


بابا انا مش طالب منك تفخر بيا قدام أصدقائك .. كل اللي انا عاوزه انك تحسسني بوجودي وكلمتي..

الاب بنفاذ صبر:

ان شاء الله ربنا يسهل .. المهم دلوقتي طنط منال وبنتها نور هيجوا يقضوا معانا اسبوعين من بعد بكرة .. يعني من يوم الجمعة .. عاوزك تستعد وتجهز نفسك .. حسسني في الاسبوعين دول ... انك راجل حقيقي


سامر:

ان شاء الله

[منى خالد]

بجد بجد انتى مشروع كاتبه رائعه

سلمت يداكى حبيبتى
ومنتظره الاسبوعين فى العزبه
ههههههههههه
دمتى بخير

[اللؤلؤة التائهة]

أشكر تواجدك بجد يا قمر ونورتييييييييينى


الاسبوعين هتحصل حاجااااااااااااااات كتير اوىىىى


اتوقعها صدمات


واتمنى الرواية تعجب الجميع فى الاخر

[اللؤلؤة التائهة]

لم تصدق نور اذنيها وهي تسمع الخبر من والدتها .. وأقبلت عليها تمطرها بالقبلات ثم ذهبت إلى غرفتها لتحضير حقيبتها الصغيرة ..

الأم:


انتي حضرتي شنطتك؟

نور بفرحة:


آه طبعا .. شوفتي صغيرة قد ايه بس فيها بلاوي

جلست الأم على طرف السرير:


وفيها ايه بقا ياهانم

ربعت نور ذراعيها وأشاحت بوجهها قائلة:


دا سر ..

الام:



ماشي ياختي .. أنا مش هحاول اتدخل .. عموما نبقا نتكلم هناك
نور:


ربنا يسهل

الام وهي تغادر الغرفة:


انا هروح بقا أحضر شنطتي .. هنسافر بكرة الصبح بدري .. حاولي ماتسهريش

نور بفرح:


حاضر

[اللؤلؤة التائهة]

هذا الصباح لم يكن كأي صباح لدى نور .. فلم تكن أول أشعة الشمس تدخل من بين ستائر غرفتها .. حتى استيقظت بكل نشاط ..
غسلت وجهها واتجهت فورا إلى الهاتف ..

نور:

صباح الخير ياسامر


سامر بكسل:

صباح الفل .. إيه اللي مصحيكي بدري كدا


نور:

بدري؟ عارف الساعة كام؟ 6 ونص


سامر:

طب ما ايه يعني اعمل ايه؟


نور تصرخ في اذنه عبر الهاتف:

انت يا ابني ايه؟ ماتفتكرش حاجه ابدا؟ انت ناسي اننا جايين معاكم النهارده


سامر:

جايين فين؟

نور وهي تكاد تجن:

العزبة


سامر وهو يتثائب:

اه تصدقي نسيت


نور وهي تجز على اسنانها:

طبعا انت مش في بالك الا البنات وخلاص .. دنا طول الليل سهرانة مش جايلي نوم من كتر التفكير في الرحلة دي .. اكيد هتكون تحفة.


سامر:

انا كمان حاسس انها هتكون جنان .. خصوصا بقا ان في خيول هناك .. هوريك الفسح اللي على اصولها


نور:

انا عملالك أكبر مفاجأة في حياتك ..


سامر:

هاااا قولي..


نور بابتسامة:

لو قولت مش هتبقا مفاجأة .. هتعرفها هناك ياباشا..


سامر:

ربنا يستر على مفاجآتك..


ضحكت نور:

ما تقلقش .. دي مفاجأة رائعة .. قوم انت بس وصحي اونكل واتصلوا بماما بقا عشان نروح..



وضعت نور سماعه الهاتف وهي تبتسم في انتصار .. وانتظرت قليلا حتى سمعت جرس الهاتف يرن ..


انه والد سامر .. يطلب منهم المجيء لبيتهم...