ورقات من كراسة إسكندريات

[د. محمد الرمادي]

لعل العطلة الصيفية ودخول شهر رمضان المعظم علينا ثم سفري تقريبا كل شهر رمضان إلى مملكة الخير العربية لآداء عمرة رمضان ثم سفري بعد ذلك إلى أوروبا ... جعلت الوقت يضيق عن همسات لكِ ... بيد أنني كتبت لك في صفحات مستقلة كل ما كتبته لك أو عنك ... همسات كلها . في حالة هدوئي أو غضبي أو حالة هيجان نفسي كــ بركان لما يحدث في منطقة ما ...تؤثر سلباً بالطبع على ما أكتبه لكِ

لكنك دائماً كمنارة تضئ لي في عتمة الظلام ومع أمواج البحر الهائج .. تضئ لي حالك الليل وسواد الظلام .

[د. محمد الرمادي]

**
أخبرك مرة ثانية أنكِ لم تغيبين على نظري فأنت تسكنين في قلبي وتمدين قدميك في تلك المساحة بين الرئة والفؤاد وتنسدل جدائلك من فوق كتفك على وجهي حين تقتربين ثم تتركين لي ـ بمفردي ـ عطرك ـ حين تذهبين ... أما أنا الذي أداوم على السفر .. أقابلك بين خيوط القمر الفضية وأشعة الشمس الذهبية ... رسائلك لكِ دون عنوان ...

**

فما أصعب أن اهوى امرأة ليس لها عنوان !!!.

[د. محمد الرمادي]

**


هنا تكمن المشكلة ... فتاة بلا عنوان .. إذ لا يسمح لي أن اراسلك على عنوانك الحقيقي الذي تسكنين فيه ...


طبعاً .. عيب !.. لا يصح ! ، فمَن أنا بالنسبة إليك ...


ولم ارد تدخل الأصدقاء أو الأصحاب .. فلم يبقى لي سوى الفضاء الواسع الذي يسعني كما يسع غيري وهم بالملايين .

[د. محمد الرمادي]

منذ عدة سنوات قمت بجمع مجموعة من الكتب التراثية حول موضوع " نساء الأنبياء" ؛ عليهم سلام الله وصلواته وعليهن سحائب الرضوان ، حيث اردتُ أن أكتب قليلا عنهنَّ، وبالفعل قبلها بقليل كتبتُ سلسلة عن السيدة ماريا القبطية ؛ أبنة الملوك وهدية ملك مصر المقوقس؛ أم إبراهيم ابن نبي آخر الزمان وخاتم المرسلين... وبعدها كتبتُ عن السيدة أم المؤمنين خديجة الكبرى رضى الله تهالى عنهما .... ووجدتُ أن من هم أفضل مني سبقني إلى الكتابة في بحث خديجة دون الحديث بتفصيل عن بحث السيدة ماريا القبطية ... فنصحني أحدهم وهو مرافق لي في الرحلة ويعلم الأماكن ... أن أذهب إلى منطقة بعينة في مكة المكرمة حيث يتسع الوقت عندي لشراء ما ينبغي لي الحصول عليه .
الملفت للإنتباه أن صاحب المكتبة أخبرني بصورة لطيفة بأن يوجد كتاب جيد ينبغي أن أطلع عليه وهو يكاد يكون مخطوطة ... وهو كتاب طوق الحمامة لأبن حزم الأندلسي فقلت له .. أعلم عنه ولكنني لم أطلع عليه كاملا لمشاغلي فقال إذا في طريقك إلى بلدك أقرأه في الطائرة أو إثناء السفر في الترانزيت .... أنشغلنا بأمر ما فنسيى أو تناسى أن يذكر أو يعطيني الكتاب شراءً ... وحين ذهبت لمكتية آخرى سألت عنه فلم أجده ولكن أخبرت مالك المكتبة أو البائع بكتاب آخر فقال وعلى مضض :" نعم أملكه " . وكأن ضنَّ عليَّ ان أشتريه ؛ هكذا فهمت أنه لا يصلح لي أن أشترى أو أسأل عن مثل هذه الكتب . .
والكتاب هو :" روضة المحبين ونزهة المشتاقين ؛ لـ العلامة شمس الدين محمد بن بكر بن قيم الجوزية " 1403~ 1983.


ثم بعد فترة علم زميل لي أن أكتب سلسلة في الموضوع ، وليس من تخصصي بل أنا متطفل على مضمار ليس لي فيه خيل أو ركاب ،
فحصلت على نسخة من طوق الحمامة لابن حزم طبعة مصر سنة 1964والثانية طبعة تونس دون تا ريخ ....

ثم توقفت عن الكتابة في الموضوعين ... إذ أن البعض استهجن ان أهتم بمثل هذه المسائل بل وصل الأمر إلى إنكار أن أكتب لكِ بعضا من الخواطر أسميها تجاوزاً شعراً.
والمشكلة أن الذوق العام اليوم ليس بصحي .
ولكني أكتب لكِ كما افكر ... ويكفيني أنكِ القارئة الوحيدة لي

فحقيقة الأمر : أقرأ لك .. و .. عنك .. كي أتمكن من الكتابة ليصل الحرف إلى تحت بصرك .. فأسعد .


ولكن لعل ضيق الوقت وكثرة المشاغل توقفني حينا وتلجئني إلى تأجيل ما ينبغي أن أكتبه لك أحياناً
محمد

[د. محمد الرمادي]

نسيت أن أنبه أنني أخترت هاذين العالمين لتشابه الحال ... ولكِ بالطبع وحدك الحق الكامل في إبداء وجه النظر التي سوف تقبل مباشرة دون أدنى تعليق أو مناقشة .
وجبة الغذاء تأتي الأن لأعتذر منك

[د. محمد الرمادي]

لا أدعي أنني متعب؛ بل أقول انني مرهق تماماً لما يحدث حولي .
لقد اعتدتُ على السفر الدائم؛ ومنذ سنوات ، لعل من مهام منصبي أن أكون على سفر دائم ... ولعل ما صار لي لازمة أن يكون وجهك دائما هو مقصدي في حل وترحال.
لستُ بطير مهاجر .

[د. محمد الرمادي]

توقفتُ عن الكتابة ليس لعذر * * بيد أن رقبتي بها قيد وكسر

فهل تشفق على عاشق في ليل * * محرابه عيناك وغذاءه السهر
وتسق فارس النهار بهمسة عشق * * وتطعم فؤاده فـ تبوح بالسر

[د. محمد الرمادي]

أتسمحي أن أكتب لكِ من جديد.
أو ...
تسمحي أن أبدء معكِ المشوار من بداية الطريق .
لأنني ومنذ حين تسرعت كثيراً في الكتابة إليك .
و تسرعت كثيراً في الكتابة عن مشاعري لك .
و تسرعت كثيرا في الكتابة عنكِ .. ثم أرسلت الرسائل كلها إليكِ ، يا صاحبة الجدائل .
والحقيقة أنها ضاعت في الطريق ، فقد كتبت العنوان هكذا : « رسائل إلى قلب حبيبتي . »
ثم
ثم ... لم اتمكن من كتابة عنواني الصحيح . فـ سفري الدائم أتعب شركة البريد .

محمد

[د. محمد الرمادي]

أتسمحي أن نتمشى قليلا على كورنيش الإسكندرية !؟
أعلم أن الجو بارد .. البحر هائج ... الريح عاصف !.
ولكن ألم تعلمي أنني كالبحر فمنذ أن عرفتك وأنا أمواجي تتلاطم على شاطئك ورملك لا يتحرك !.
ودائماً عاصف كالريح ولكن لم يهتز لكِ بنيان أو تميل لكِ شجرة على الطريق!؟
كل ما حدث أنني زدت عطشاً لكِ وإن كنت أدعي أنني كالبحر .!
وضباب أمام عيني ... فأنت تهملي رسائلي
محمد
** **

[د. محمد الرمادي]

تقتربين مني في كل ليلة كقرب ضياء القمر باشعته ، أجلس الأن أحضر بعض الملفات ، فأردت أن أخبرك أنني ما أبحثه الأن فهو لك فارجو أن تتقبليه .
محمد