تفسير الآية 148 من سورة الأعراف بسرد فحوى قصتها

[مِسكُ الشَهادة]

مقدمة ... نتوكل ع الله في سرد هذا الموضوع والذي ما تمنينا نهايته والله يعلم ونتمنى تكراره دوما ً لما فيه من الثواب العظيم عند الله فأمران يشفعان للعبد يوم القيامة ( الصيام وقراءة القرآن ) ونتمنى أن نكون جميعا ً في جنان الخلد الخالدة بشفيعنا محمد سيد الأمم ص الله ع وسلم بداية ً نسرد لكم الآيات ... ((( الآيــــــــــات ))) بسم الله الرحمن الرحيم وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ صدق الله العظيم معرفة الأية من سورة أيه؟ ( ســورة الأعراف وهي السورة التي تناولت قصص الأنبياء منذ خلق آدم وتتناول في مضمونها الصراع ما بين الحق والباطل والخير والشر ) السورة مكية ولا مدنيه؟ ( هي سورة مكية وتعتبر من أطولها عدد أيات السورة؟ (بلغ عدد آياتها ...206 آية ) :ذكر أسم القصة ؟ تتناول هذة الآيات المدرجة في الأعلى الحديث عن قصة موسى عليه السلام ( مضمون القصة ) من هو موسى ؟ موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل ويُلقب بكليم الله لأن الله تعالى كلمه بلا واسطة ( قال يا موسى إني إصفيتك ع الناس ِ برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) ... { الأعراف ... آية 144 } وعن أنس بن مالك قال ...قال رسول الله ص الله ع وسلم ( موسى إبن عمران صفي ُ الله ) ...{ رواه الحاكم } ما هي البداية ... أخبر الكهنة والسحرة فرعون بأن زوال ملكه سيكون ع يد مولود من بني إسرائيل فأمر بقتل كل ذكر من أولادهم حتى لا يكثر عددهم ثم أمر بقتل الغلمان منهم سنة بعد سنة بعد مشورة رؤساء القبط لكي يستخدموهم في العمل لديهم ... وقد وافقت ولادة موسى السنة التي يُذبح فيها الأطفال ... وعندما ولدته أمه خبأته عن العيون ولم يتسرب الأمر لفرعون حيث قال تعالى ... ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا ً يستضعف ُ طائفة ً منهم يُذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ) ... { القصص ... آية 4 } وألهم الله أم موسى أن تتخذ لإبنها تابوتا ً ...فأتخذته ورضعت فيه موسى وربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه وإذا خشيت عليه من أحد وضعته في ذلك التابوت ... فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا إسترجعته إليها ... قال تعالى ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت ِ عليه ِ فألقيه ِ في اليم ِ ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك ِ وجاعلوه من المرسلين ) ... { القصص ...آية 7} فأرسلته ذات ونسيت أن تربط الحبل عندها فذهب مع النيل فمر ع آل فرعون ( فألتقطه آل فرعون ) ...{ القصص ...آية 8 } ومن إلتقطه الجواري ووضعنه في يد آسية إمرأة فرعون ...فلما فتحت آسية التابوت ورأته بهذا الجمال الألهي وقع في قلبها ... ( وألقيت ُ عليك محبة ً مني ) ...{ طه ...آية 39 } فلما جاء فرعون أمر بذبحه ...فأستوهبته منه ودفعت عنه وقالت ... ( قُرت عين ٍ لي ولك ) ...{ القصص ...آية 9 } قال فرعون أما لك ِ فنعم وأما لي فلا ...فلا حاجة لي به فأمرت بعدم قتله وهنا إرادة الله لهذا الملك المتجبر فرعون الذي ظن أن الحراسات والجند والمال سينقذوه ولكن إرادة الله أن جعل قاتله في بيته ويأكل من زاده وينام في مخدعه ... البحث عن موسى ... بدأت أمه تبحث عنه فلم تجده وقد أصابها الخوف قال تعالى ( وأصبح فُؤادُ أم موسى فارغا ً ) ... { القصص ...آية 10 } فارغا ً من كل شيء في الدنيا إلا من موسى وطلبت من أخته أن تبحث عنه في كل مكان ... وعندما أبى موسى أن يرضع من كل نساء الأرض طلبت زوجة فرعون أن يتم البحث عن إمرأة يقبل بها لترضعه ...وإذا بأخته تخبر الجند أن هناك إمرأة ربما يحن لها ويرضع من ثدييها ...فتعجبوا وذهبوا به إليها وإذا به رضع وشبع وهذا أثار فرحة ع وجوههم وذهبوا بها لزوجة فرعون التي أعدت لها الرواتب والكسي والحلي وكل شيء من متاع الدنيا مقابل إرضاعه ... ولما بلغ موسى أشده ومن الله عليه بالحكمة والعلم الألهي أظهر خلافه لفرعون وعاب على الجند عبادته والأصنام ..وبينما كان في السوق وجد شخصين يتشاجران الأول من بني فرعون والآخر من بني إسرائيل فأنتصر للرجل الذي من بني إسرائيل وقتل الآخر دون قصد ووصل الخبر لفرعون فجاء رجل وأخبر موسى أن فرعون وجنده عازمون ع قتلك فأخرج منها لتكون من الأمنين ... فخرج من مصر إلى أرض مدين التي بينها وبين مصر مسافة 8 ليالي بصحراء قاحلة وعندما وصل لبئر مدين وجد عليه جمع من الناس عندما فرغوا من سقاية الأغنام وضعوا حجر ثقيل ع باب البئر ورحلوا ... فرأى نسوة ومعها أغنام تريد روايتها ولا تستطع فتح البئر ...فأشفق عليهن وفتح البئر وأسقى الغنم ... الزواج المبارك ... فسار بعدها خلف هاتين الفتاتين للذهاب لأهلهما ...فقال لأحدهم سيري خلفي لأستدل ع الطريق وإذا رأيتني أسير طريق الخطأ فأحذفيني بحصى ... وعندما وصلت الفتاة لمنزل والدها أخبرته عن شهامته وأمانته ...فعرض هذا الرجل الصالح ع موسى الزواج منها ...وتم ذلك ... في الواد ِ المقدس ... بعد أن مكث موسى في ديار شعيب ومدين مدة طويلة أراد أن يزور أهله وبينما هو في طريقه في جناح الليل وإذا به يتوه عن الطريق ويرى نارا ً تشتعل عن مسافة بعيدة ...فذهب إليها فوجد النار تشتعل في شجرة تزداد إخضرارا ً ولا لهب فيها فتعجب موسى وكلما إقترب من الشجرة هاجمته النار فخاف جدا ً وإذا بصوت ٍ من السماء ِ يُناديه قائلا ً ياموسى أنا الله رب العالمين وأخبره بقيمة الدنيا الفانية التي لا تسوى شيء وأبلغه برسالته المشرقة للعالمين ...وأخبره عن قيمة ما بيمينه وهي العصى ... وأنها معجزة إلهية ستحقق لك الكثير ...وأمره أن يلقها فألقاها ووقعت المعجزة الخارقة حية ٌ تسعى فدهش موسى وخاف ( فلما رآها تهتز كأنها جان ٌ ولى مدبرا ً ولم يعقب ) ... { القصص ... 31 } ثم قال ( خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ) ... { طه ...21 }فألتقطها وإذا بها تتحول لعصا كما كانت فأرتاح لها ... العودة إلى أرض ِ مصر ... بعد هذة المعجزات التي من الله بها ع موسى من اليد البيضاء والعصا أمره بالعودة لمصر ...وحين عاد أمر بمقابلة فرعون وذهب إليه ودار بينهما جدال كبير حول وحدانية الله والكون ونظامه وبدأ فرعون يقول له بلطف أنه قد أنكر الجميل في تربيته وضحد موسى ذلك وأبلغه أن الله هو الواحد الأحد الحي الصمد وأنه قد أمده بمعجزات لا مثيل لها ...وهذا دفع فرعون للتحدي وعلم أن موسى ساحرا ً ... فأمر جنده أن يذهبوا للإتيان بكل السحرة في أرض ِ مصر لمقاومة سحر موسى كما يدعي ... وجاء يوم العرض والناس كثر حوله ورمى السحرة عصيهم فإذا بها تتحول لأفاعي تأكل الأخضر واليابس ففرح فرعون وحاشيته ظنا ً أن موسى لن يأتي بمثل ذلك وعندما ألقى موسى عصاه ...تحولت لأفعى إبتلعت كل ما يصنعون ...فخر السحرة لله ساجدون ... فجن جنون فرعون وأمر صديقه هامان أن يبني له بناء ً عاليا ً ليرى رب موسى ...وتم ذلك وصعد فرعون ع أعلى البرج ورمى بسهم ٍ في السماء وإذا بالسهم ينزل ملطخ بالدماء ... حكمة الله في فتنتهم ...وأمر جبريل أن يضرب برجه ... فإذا به يضربه بطرف جناحه فيهوي إلى عدة أقسام ... وعلم الناس أن هذة قدرة ألهية وليست بسحر ... وهنا تمرد فرعون وأراد قتل موسى ولحق به مع جمع ٌ من قومه لقتله ...فإذا موسى يدخل البحر وينشق له نصفين ليفتح طريقا ً سهلة مستقيمة لا إعوجاج فيها ...وعندما وصلها فرعون نزل فيها فإذا هي إرادة الله أن ينغمس البحر ع نصفيه ويطمر فرعون ومن معه ... تعريف بالسورة ... من أطول السور المكية وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم عليه السلام إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، هود، صالح، لوط، شعيب، موسى عليهم وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام. والسورة تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل وكيف أن الباطل يؤدي إلى الفساد في الأرض، ويأتي ترتيبها السابع في سور القرآن الكريم ... عدد الكلمات 3344 عدد الحروف 14071 سبب التسمية ... وسميت السورة (الأعراف) لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما وروى جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله تعالى فيهم. دروس العبر المستفادة ... كن مع الله ولا تبالي وإستعن به وتوكل عليه هو المنجي والمغني هو القوي فوق كل قوة والعظيم لكل عظمة وإن المال والجند والعدة والعتاد محال ٌ أن تقف أمام الوازع الديني أمام القوة الألهية وان التكبر والتجبر والظلم كما هي الدنيا زائل ولا باقي غير الله ... وأن الله يهدي من يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء ورب ُ سبب بسيط يهدي أغلظ القلوب وأفظعها ... وإن الموت كالروح للجسد فلا مفر منه ولا وقت له فأحرص ع لقياه دوما ً ... مسابقة تعالوا نرجع روح القرآن الكريم ... حقا ً إنها كانت مسابقة عظيمة مفعمة بذكر الرحمن في طريق ِ الخير والسباق لرضى الله تعالى ...هي سباق للجنة من خلال تكنولوجيا الدنيا البسيطة والتي أودعها الله في فكر ذاك العقل الراشد الواعي أختنا في الله ( آية ) ليلهما كما ألهم موسى بقرير العين وفحوى الفؤاد للقدوم للخير ِ وكسب ِ الأجر والثواب ...والفوز بالجنة والدال ع الخير كفاعله ... كلمة شكر ... نشكر الله تعالى الذي أنعم علينا بالإسلام أولا ً وأخيرا ً ... نشكر كل من وضع بصمة إيمانية جميلة ورونق عظيم من فحوى فكره الراقي كأصله وتربيته ...كل قلم شارك أم لم يشارك ...كل عين ...كل يد كل قلب ...كل روح وهذة مكنونات الإنسان الطيبة ... تسابقنا ع فعل الخيروكنا أهله تعلمنا الكثير الكثير في هذا المضمون الرائع ...ولا ننس َ أن نتقدم بالشكر لإدارتنا الكريمة في هذا المنتدى الطيب والتي بثت فينا روح الحماس والتصميم والإرادة ... والشكر موصول للأخت الكريمة آية التي منحتنا جوا ً إيمانيا ً جميلا ً ومن خلالها نلنا أجرا ً كبيرا ً وإياها ... إهداء ... نهدي كلماتنا لله تعالى لكل مسلم ٍ باع دنياه بدينه لكل حي ٍ متواصل ٌ بالخير لكل ميت ٍ مات ع الخير نهديها لكل جرح ٍ نازف في وطن ٍ سليب أفعم فيه جبروت فرعون هذا العصر ونكل بإيمان المؤمنين إخواننا ... وأحبتنا المقهورين في ... { سوريا } { اليمن } { ليبيا } ولمن لهم تتفتح القلوب كما ياسمين دمشق وزيتون فلسطين ... { فلسطين الحبيبة } { العراق الغالية } ولمن قادت نصرنا وفتحت آفاق الفجر أمامنا لننفض غبار الظلم أينما حل تواجده ... { تونس الخضراء } ولمن بحثت ُ في كل معاجم اللغة وقواميسها فلم أجد ولن أجد كلمة تفيها حقها ... { مصر أمي الحبيبة } نهديها لمن رحلو لنعيش ... لمن يستحقون الحياة بموتهم لمن هم أحياء برحيلهم ... ( لشهداء الأمة العربية والإسلامية ) نهديها لمن أسروا الأسر ومن هم بأسرهم طلقاء أحرار علمونا الجلد والصبر وكيف تكون حماية الأوطان ( الأسرى ) نهديها للذين قُطعت أوصالهم ونزفت جراحهم من أجل أن يضمدوا نزيف جرح قلوبنا من ظلمة العصر الحكام وأسيادهم ... ( الجرحى البواسل ) دعاء ... اللهم أني عبدك وإبن عبدك وإبن أمتك ...ناصيتي بيدك ماض ٍ في حكمك ... عدل ٌ في قضاءك ... أسألك بكل إسم ٍ هو لك ... سميت به نفسك ... أو أنزلته في كتابك ... أو علمته أحدا ً من خلقك ... أو إستأثرت به في علم الغيب عندك ... أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا يا رب العالمين ... هذا الدعاء من طرق الجنة كلمة ختامية ... نتمنى من الإدارة الموقرة الكريمة أن تراعي مزيدا ً مثل تلك المسابقات القيمة الرائعة والتي تعود بالنفع ع الجميع والله من وراء القصد اخوكم في الله ( خالد )