«دمشق» ترد على الدعوة العربية لـ«الحوار» بتصعيد القمع

[الملكة كيلوباترا]

صعدت القوات السورية من حملتها القمعية ضد المطالبين بإسقاط نظام الرئيس السورى بشار الاسد، فبعد يوم واحد على قرار الجامعة العربية الذى وصف بأنه «فرصة اخيرة» للنظام من اجل الحوار مع المعارضة، افاد ناشطون سوريون بسقوط 37 قتيلا، معظمهم فى مدينة حمص، حيث وقعت مواجهات قاسية بين قوات الجيش وعناصر منشقة.

وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان ان 21 مدنيا قتلوا فى حمص، فى حين قتل 3 اشخاص فى حملة شنها الجيش السورى بمدينة حماة، الى جانب قتيل فى إدلب، كما اضاف المرصد ان مواجهات اندلعت بين الجيش وعناصر منشقة فى حمص، ما ادى الى مقتل 12 من عناصر الامن والقوات المسلحة. وافاد ناشطون باان مناطق عديدة فى حمص تعرضت لقصف مدفعى عنيف، فيما اعلنت الهيئة العامة للثورة السورية انشقاق عدد كبير من الجنود بالعتاد الحربى الكامل فى معضمية الشام بريف دمشق، فيما لجأت السلطات الى إغلاق المدينة تماما وسمعت اصوات إطلاق نار كثيف، واكدت الهيئة ايضا انشقاق 30 جنديا فى القصير قرب حمص.
وافادت لجان التنسيق المحلية فى الوقت ذاته باان السلطات صعدت حملتها الامنية «ضد الاطباء والمستشفيات التى يشتبه بقيامها بعلاج المصابين فى المظاهرات»، واكدت اللجان تسجيل نحو 250 حالة اعتقال لاطباء وصيادلة منذ بداية الاحتجاجات فى مارس.
وردت دمشق على الدعوة التى وجهها وزراء الخارجية العرب، فى ختام اجتماعهم الاحد الماضى، لحوار شامل بين ممثلين للحكومة والمعارضة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية فى القاهرة خلال 15 يوما بـ«التحفظ» على القرار، وشددت على انها لن تجرى اى حوار إلا على الارض السورية، وذلك فى الوقت الذى رفضت فيه ايضا المعارضة السورية القرار العربى، الذى لم يصل الى حد تعليق عضوية سوريا فى الجامعة، حيث قال المتحدث باسم الجالية السورية فى القاهرة محمد مأمون الحمصى انه «لا يحق لاحد ان يجلس للحوار مع هذا النظام الذى تلطخت يداه بدماء السوريين الابرياء»، بينما اعتبر المعارض السورى احمد رياض غنام، عضو «اللجنة الوطنية التشريعية السورية»، القرار العربى «بداية لمرحلة جديدة من الضغط الإقليمى على النظام السورى»، ورأى فى حديث لـ«المصرى اليوم» ان تلك الدعوة «احرجت النظام السورى» باعتبارها «الإنذار الاخير» له. وعلى الرغم من تأكيده رفضه إجراء اى حوار مع النظام السورى حث «غنام» اطياف المعارضة على تفسير الدعوة العربية بطريقة سياسية عميقة باان تسعى لتحميل النظام السورى «مسؤولية عدم رغبته فى الدخول فى حوار من اجل انتقال سلمى للسلطة».
وبالتزامن مع اعتصام ينظمه معارضون سوريون امام مقر الامانة العامة للجامعة العربية منذ الاحد الماضى احتجاجا منهم على قرار الجامعة الذى اعتبروه «ضعيفا»، مؤكدين رفضهم اى حوار مع النظام، تظاهر العشرات من السوريين وبعض العرب امام مقر الجامعة فى لندن اعتراضا على القرار.
وفى غضون ذلك، قال مسؤول فى الخارجية التركية الثلاثاء ان وزير الخارجية احمد داوود اوجلو التقى امس الاول فى انقرة مع اعضاء فى «المجلس الوطنى السورى» المعارض، لتكون تلك هى المرة الاولى التى تعترف فيها تركيا بعقد اجتماع مع اعضاء بهذا المجلس. وقال المسؤول ان اوجلو طلب من اعضاء المجلس «العمل بطريقة سلمية من اجل التحول الديمقراطى فى سوريا».