هنـاك في إحـدى منتديات شبكة النـت !!

عمر عيسى محمد أحمد · منذ /10-28-2011, 03:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

:182::182::182:

هنـاك في إحـدى منتديات شبكة النـت !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

شبح يعمل في الخفاء متخذاً السكوت سلاحاً .. فهو كالظل سالب أمره غير ضار وغير نافع عند المحك .. يفقد الثقة في الذات فلا يملك الشجاعة في مواجهة الحقائق .. والجبن شيمته عند المواجهة .. حتى بحرف هو لا يقدر على مقارعة الأسباب .. ناهيك عن قول وحجة وبيان .. فيتوارى من القوم .. ثم بقدر خسيس يقدم في اتخاذ قرار تحت جنح الظلام .. يتخفى دائماً تحت غطاء السكوت .. وهو في ذلك مثل ربيبة أكناف الخدور التي ما زالت تلبس الحياء .. ولم تبلغ حد التحدي .. ناقصة في حجتها .. وعاجزة في جرأتها .. أما هو فأعجز منها كثيراً .. وقد تكون فتاة الخدر بعذرها .. والتعامل مع أمثال هؤلاء مرهون بالتعامل مع أساقط المتاع .. والدروب في الحياة تمر بالجنان وبالبحار وبالمروج الخضراء الجميلة وبالواحات كما أنها تمر بجيف الكلاب .. والخطوات في مسيرة الحياة مقدر لها أن تسير فوق الأزهار والرياحين .. كما أنها مجبرة في بعض الأحيان أن تدوس فوق مكبات النفاية .. فلا تزيد المقام كثرة الأزهار ولا تقل المقام كثرة السواقط .. إنما هي الأقدار التي توقع المرء في مساقط العلل في بعض الأحيان . ثم يأخذ العبرة والتجربة بمراراتها ويبتعد ثانية إلى بقاع العفة والنقاء والصفاء .. وحيث يصعب استمرارية التعامل مع الموتى .. والصمت حجة أهل القبور .. ومجرد المحاولة في إصلاح النقص لهؤلاء يمثل الحجة والنقاش مع الموتى في القبور .. ويمثل المحك والمشقة لأتعاب القلب .
وا أسفاه على أوهام كالحة متواجدة ضمن سواقط المتاع .. الظن منها أن الذين يقفون عند الباب يموتون عطشا بقلة الماء .. وأنهم الوحيدون الذين يمتلكون النبع .. ثم يوعدون بغد قد يسقونهم منه أو يمنعونهم .. ولا يدرون بجهلهم أن الذين يقفون عند الباب قد يكونوا هم مصدر من مصادر النبع .. وهناك أبواب تعج بها الساحات .. وعلى مقامات أرفع وأسمى .. وفيها أهل شجاعة بحجة وأخذ ورد يشرفون الهامات .. ولا يتوارون خلف أبواب الصمت والجبن والخوف .. هناك محاريب علم وأدب .. عالية المكانة .. الأمر فيها شورى وعرض وقبول .. ولا يملك أحد فيها حق الديكتاتورية ليأمر فيطاع .. وحيث لا يوجد هناك ميثاق عمل يربط أحدهم بأن يسقط هامته سمعاً وطاعة لقزم لا يستحق .. ولا أجر هناك مدفوع يخلق المذلة لهامة أخذت حقاً ثم استحقت عقاباً لتنحني .. كلا وألف كلا .. فطفل إذا تأدب وعرف الحد فهو مبجل ومقدر .. وكبير إذا توهم التعالى ونظر من الأعالي فهو حقير مقامه تحت المداس .. وهناك القول المشهور : ( العزيز لا ينحني أبداً ليلتقط متاعاً يسقط من العين ) . ونحن نعلم أن فهم هذه الكلمات بالنسبة لهم أصعب من فهم النظرية النسبية لآينشتاين . ومع ذلك هم يتواجدون .. ومع الحسرة .

( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد