..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : نغم الشام بعد المغيب.. - مشاركات : 5 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 5 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : د/ عبد الله - مشاركات : 6 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : جبل عالي - مشاركات : 17 -

الإهداءات


قصة ام الحواديـــت تابع لــ(مسابقة الاقسام الكبرى)

قصص - روايات - حكايات ...منقولة


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /02-09-2012, 03:47 PM   #1

مشرفة قسم الاتيكيت سابقا

محررة أخبار

 

 رقم العضوية : 66791
 تاريخ التسجيل : Feb 2011
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : المنصــوره
 المشاركات : 7,975
 النقاط : dяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond reputedяєαм..|♥ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 1171233
 قوة التقييم : 586

dяєαм..|♥ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

semogein حلم الشيطان الوسام الذهبي 220 216 

افتراضي قصة ام الحواديـــت تابع لــ(مسابقة الاقسام الكبرى)



قصة ام الحواديــت تابع لــ(مسابقة الاقسام الكبرى)

كل الامهات فى شارعنا نناديهن باسماء ابنائهن , فهذه خالتنا ام احمد , وخالتنا ام ايمان , وخالتنا ام جمال , الا واحده فقط نناديها بام الحواديت , ليستة ام حدوتة واحده , وانما هى ام الحواديت الكثيرة الجميلة , تاخذنا من اماكننا وتحلق بنا عاليا , تحكى عن البعيد حتى يخيل اليك انه قريب منك , لكن اين تاتى بكل هذه الحواديت .

يقول احمد : انها حفظتها منذ كانت صغيرة
وايمان تقول : ان حواديتها تملأ كتبا كثيرة
ويقول شفيق : كأنها كانت هناك ورأت بعينها
ويقول جمال : هناك سر
ويؤكد محمود : طبعا هناك سر

لكننا لم نعرفه , ولم نصل الى اجابه شافيه , ولم نعرف عنها اكثر من كونها ام الحواديت طلبنا منها مره ان تحكى لنا عن نفسها , وعن حواديتها , ومن اين تاتى بها , ولماذا هى حواديت رائعة ولماذا تبدو ضحكتها اجميل من نوارة القطن , وكيف تستطيع ان تجعلنا نسكت وهى تحكى حتى نسمع اصوات انفسنا , ولماذا نراها وحيده , واشياء كثيرة كثيرة , تضحك ام الحواديت وتقول : احكى لكم عن نفسى ؟
نقول فى صوت واحده : نعم احكى لنا عن نفسك
تقول : اذا لا داعى لحكاية الولد الذى تاه فى الغابة
نقول فى صوت واحده : تاه فى الغابة ؟!
وترد هى : نعم تاه فى الغابة

ثم تضيف وهى تبتسم ابتسامه ماكرة : نعم تاه فى الغابة وتضيف قائلة : ما لنا وما له ... يتوه .... احكى لكم عن نفسى ام عنه .

وعلى الفور ننشغل عن حكاية ام الحواديت ونزهد فيها من اجل الولد الذى تاه فى الغابة لقد وضعتنا امام الاثارة وجها لوجه , كيف نترك الولد فى الغابة ونسألها عن حكايتها

وتسالنا من جديد لتنهى حيرتنا
ها يا اولاد ماذا قلتم ؟ احكى عن نفسى ام عن الولد ؟
ونقاطعها فى صوت واحد : عن الولد الذى تاه فى الغابة

وندخل معها الغابة ونرى الولد الشجاع وهو يمشى فى الغابة واثقا , لا يخاف ولا يرتجف , يقلد اصوات الحيوانات بذكاء وكلما رأى حيوانا قادما ردد صوت عدوه فيخاف ويجرى , وكلما جرى احد امان الولد الشجاع صفقنا وضحكنا وتتوالى الحكايات والحواديت

كانت دار ام الحواديت على اطراف القرية وكان الاولاد يكثرون عندها يأتون اليها سعيا من كل مكان

ومن يسمع حدوته واحده لا بد ان ياتى فى اليوم التانى ليسمع الاخرى . ودار ام الحواديت جميلة امامها متسع كبير تفرش امام الدار قطعة من الحصير ونتحلق حولها نعرف عينيها حينما تلمعان ووجها عندما يتغير وضحكتها ترن فى قلوبنا , اجمل ضحكة نسمعها , ضحكة ام الحواديت

لكننا لم نعد نراها ولم نعد نسمع ضحكتها , فقد حضرنا الى الدار ووجدنا الباب مغلقا , والنوافذ مغلقة , وغرقنا فى حزن طويل

ترى اين ذهبت ام الحواديت .

طرق شفيق على باب الدار ونادى :
يا خاله
ولا يدرى اسم الخالة
قال احدنا : قل يا خالة ام الحواديت
وضحكنا ونسينا امرها تماما , وتفرقنا للعب , وعندما شبعنا من اللعب عدنا , وقلنا يا له من امر عجيب اين ذهبت ام الحواديت
قالت ايمان : ربما ذهبت الى بئر الحواديت
قال احمد : بئر الحاديت ؟! هل هناك بئر للحواديت
قالت ياسمين : نعم وربما انتهى ما معها من حواديت فقررت ان تذهب الى البئر لتاتى بحواديتا اخرى

عدنا الى بيوتنا , شغلنى بئر الحواديت , هل يمكن ان يكون بئر للحواديت , اغمضت عينى وانا افكر
وفجاة وجدته ... يا له من بئر تحوطه الاشجار من كل ناحيه , والناس يغترفون منه ... كل واحد بيده دلو .. .. يلقى به فى البئر ثم يشد الدلو اليه , يخرج ما به من حدوته ... وانت ونصيبك ... قد تكون حدوتك شعبية ... او من الاساطير ... او من حكايات الشعوب ... قد تكون عن السلطان الغنى , او الصياد الفقير ...

وفجاة وجدت ايمان تجرى نحوى وتهلل وتقول :
انظر
ونظرت , اضافت ايمان :
اتعرف من هذه ؟
قلت لها بفرح : انها ام الحواديت
كانت قادمة تشق طريقها نحو البئر , كان بيدها دلوو كبير , اكبر دلو كان فى يدها , وكان له حبل طويل , اقتربت ام الحواديت من البئر , وكانت كلما اقتربت اوسع لها الجميع ... القت دلوها فى البئر , وظلت ممسكه بالحبل والناس ينظرون اليها فى امعان , راحت تشد الحبل رويدا رويدا حتى امسكت بالدلو , ووضعته بجوارها , خرج الدلو ممتلئا بالحكايات ذات اللون الجذاب , شهق الواقفون اعجابا : حواديت من احسن حواديت البئر .

وتزحم الناس على موضع ام الحواديت , كل واحد يريد ان يضع دلوه مكان دلوها , وام الحواديت تبتسم وتقول :
ليس بالتصارع تخرج الحواديت من قاع البئر

وراحت توزع على الجميع ما معها من حكايات , والتف الناس حولها كله يريد ان يحصل على حدوتة ... كان دلوها مليئا ... اخذ كل واقف حدوته حتى انا وايمان ... وانفض الناس من حول البئر , وبقيت ام الحواديت وحدها بجوار البئر , شدت الحبل وامسكت بالدلو خرج ممتلئا من الحكايات لكنها افرغته مره اخرى فى البئر ووضعت الدلو بجوارها وجلست فى سكوون , كانت تبدوو حزينه .
قلت لها : مالك يا خاله ؟
وقالت ايمان : لماذا اعدت الحواديت للبئر ؟
قالت ام الحواديت : لقد تعبت كثيرا ولا اعرف كيف اخرجها من قاع البئر
قلنا لها : تخرجين ماذا ؟
قالت : الحدوته يا اولاد
قلت لها : لكنك تخرجين حواديت كثيرة
وردت ام الحواديت : الا حدوتتى
لا تريد ان تخرج من قاع البئر
كلما لمستها بالدلو هربت الى القاع
قالت لها ايمان : لا تحزنى يا خاله
وقلت لها : نساعدك يا خاله
ابتسمت ام الحواديت وقالت :
حقا هل ستساعدوننى .
قلنا فى صوت واحد : نعم
قالت : انها ثقيلة جدا ... حدوتة ثقيلة
لا تريد ان تخرج من قاع البئر
قالت ايمان : سنشدها معك يا خاله
وقلت لها : ستخرج ان شاء الله
هيا ... هيا يا خاله
والقت ام الحواديت الحبل فى ماء البئر وقالت : بسم الله ثم اضافت :
انتظروا اشارة البدء ... الان سالاعبها والاطفها حتى تدخل الدلو عندها نشد الحبل سريعا .
ووقفنا نترقب اشارة البدء , اشارة البدء وام الحواديت ترسل حبلها تاره وتشده برفق تاره اخرى وتقول :
اطلعى من القاع
كل الحواديت تطلع
لماذا انتى بالذات تعانديننى
ثم تسكت قليلا كانها تستمع الى الحدوتة التى لا نسمع لها صوتها وتكمل كلامها :
ابدا ...انتى فى القاع ليس لكى قيمة
اخرجى يا حدوتى
اخرجى للشمس للنور
للاولاد الصغار يحبونك
يحكونك ويرددونك

وجحظت عيناها , ثم جمدت مكانها واشارت باصبعها وقالت :
شدوا
وشددنا الحبل كان الحمل ثقيلا ثقيلا فتمالكنا وثبتنا حتى خرج الدلو بكامله , ابتسمت ام الحواديت وقالت :
الحمد لله
وقلنا فى صوت واحد : الحمد لله يا خاله
قالت : لا اعرف كيف اشكركم
قلنا لها : لا شكر على واجب
قالت ام الحواديت : لا بد ان اقدم لكما شيئا
قلت لها : ان كان ولا بد
احكى لنا حكاية الحدوتة الثقيلة
ابتسمت ام الحواديت وهى ترسل عينيها بعيدا مثلما تفعل كل مره عندما تحكى لنا وقالت :
كان يا مكان فى قديم الزمان
ولا يحلو الكلام الا بذكر النبى ( عليه الصلاة والسلام )
كان فيه ...
ولم تكمل ام الحواديت ليس لان الحدوتة ثقيلة مثل كل مره ولكن لاننى فتحت عينى , وقلت وانا افتحهما :
ثم ماذا يا ام الحواديت ؟؟

وسمعت صوتا رقيقا اعرفه يقول :
انا امك يا حبيبى ... من هى ام الحواديت ؟؟

وعرفت ان الصباح قد اشرق , وان الزقزقات التى كنت اسمع نغماتها وانا نائم تواصل سحرها بجوار شجرة التوت التى امان دارنا
عند دارها تجمعنا من جديد , كان باب داراها ما زال مغلقا والنوافذ هى الاخرى , ترى اين ذهبت , هل سافرت , واين تسافر , وهى التى لم نراها تفارق دارها ... هى الوحيده التى تفرح بنا ونحن نلعب , غيرها يطاردنا حتى نبتعد , نخشى ان نسال احدا عليها فيطاردنا هو الاخر

قلنا نجلس . كان اقتراحا قالته ايمان , وافقنا عليه بالاجماع واخترنا ان نجلس فى نفس المكان , حيث كانت تجلس ونتحلق حولها , ينساب سحرها حولنا وهى تبدا : كان يا مكان يا سعد يا اكرام
قالت ايمان : احكى لنا ما رايته فى بئر الحواديت
قلت لها : لم احكى لكى يا ايمان
قالت : حتى يسمع الجميع
صاح الجميع : احكى لنا ما رايته فى بئر الحواديت
وحين شرعت فى الحكى
قالت ايمان : انتظر ... ابدا مثلما تبدا ام الحواديت
قلت لهم : حاضر ... سابدا مثلما تبدا ام الحواديت
وترقب الجميع البداية
قلت : كان يا ما كان
ثم توقفت ثانية وقلت :
وهل يمكن ان اقول انا كان يا ما كان؟؟
صاح الجميع : يمكن
ورحت اواصل : يا سعد يا اكرام ولا يحلو الكلام الا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام
ورحت احكى ما رايته والجميع ينصت لى , والبعض الاخر يسيتفر عن بعض ما احكيه واخر يطلب ان اعيد كلمه قلتها ولم يسمعها جيدا , والبعض يسال عن بئر الحواديت ... ما شكله وانا اشرح بالتفصيل ومن باب الضحك قلت :
اسالوا ايمان كانت معى ورات بنفسها
وضحك الجميع
وقلت لهم ان ام الحواديت كانت تملأ دلوها الحواديت بسهولة , وكانت توزع منه على الجميع ... كانت كريمه مثلما عرفناها وعاهدناها
قال احمد : لكنها غابت كثيرا
قال جمال : نعم غابت
قالت ايمان : اين ذهبتى يا خاله ؟؟
قال محمود : الم تقولوا انها عند بئر الحواديت ؟؟

وضحكنا من جديد ... لكننا سكتنا مره اخرى ... لقد مللنا من الكلام ... وقررنا ان ننصرف للعب من جديد , وفجاة رايناها قادمه , كان محمود اول من رأها
فهتف قائلا : لقد وصلت
وهللنا فرحا , لقد وصلت ام الحواديت بعد غياب , وجرينا اليها كى نستقبلها , واندهشنا لانها كانت تمسك دلو فى يدها
قلت لهم : معها دلو ... تماما مثلما رأيتها
بدت الدهشة على وجوه الجميع , واقتربنا منها نصافحها ضمتنا جميعا الى صدرها وراحت تقبلنا :
اشتقت اليكم يا اولاد
قلنا : اين كنتى يا خاله ؟
قالت : كنت عند ابنتى
قال جمال : ابنتك وهل لكى ابنه يا خاله ؟
قالت : نعم فى الطرف الاخر من القرية
قال احمد : ولماذا لم تاتى لتلعب معنا ؟
ابتسمت ام الحواديت وقالت : انها كبيرة ومتزوجة وانا كنت عندها
قال محمود : اعرفها لقد رأيتها تزورك اكثر من مره
نطقت ايمان وقالت : كنت عندها ام عند بئر الحواديت ؟
قالت ام الحواديت : الحواديت ؟ اه ... عندى بئر حواديت
سوف احكى لكم اعرف انكم فى شوقا الى الحواديت
نظرت الى الدلو فى فضول وقلت لها :
وماذا فى هذا الدلو يا خاله ؟
ابتسمت وهى تنظر فيه وقالت :
بعض الخضر والفاكهه
تعالوا سوف اعطيكم منها
قلت فى دهشة : خضر وفاكهه ؟!
واتجهت ام الحواديت الى دارها فتحت الباب وبعد قليل فتحت النافذتين وعاد البيت كما كان جميلا وعامرا بالحياة
كان بيت ام الحواديت يشبه وجه صاحبته
كنا نتصور ان النافذتين المجاورتين كعينيها , والباب فى منتصفهما كأنفها , وفتحة العتبة من الاسفل مثل فمها عندما تبتسم , اما سطح البيت فكنها نتصوره رأسها , وقش الارز من فوقه ما هو الا شعر ذهبى ربما كان يشبه شعر ام الحواديت الذى لم نراهه
ها هو البيت قد ابتسم وجلست ام الحواديت فى مكانها المعهود وتنهدت وقالت :
اشتقت اليكم يا اولاد
قلنا فى صوتا واحد : الحدوتة يا خاله
قال احمد : هل هى من بئر الحواديت ؟
ابتسمت ام الحواديت وقالت :
بئر الحواديت ... ما هى حكاية بئر الحواديت التى شغلتكم هكذا؟
وحكى لها الاولاد نيابة عنى ما رايته , وما حكيته وما قالوه
ضحكت ام الحواديت ودعت لنا ان يمن الله علينا بالنجاح فى المدرسة وقالت :
يبدو انكم تحبوننى كثيرا بقدر ما احبكم لذا ساحكى لكم حكاية
هى حكاية ثقيلة
ثم ابتسمت واضافت : تملأ دلوا كبير
ضحكنا جميعا , وضحكت معنا ام الحواديت ثم شردت بعيدا وبدات تحكى
كان يا ما كان فى قريب الزمان يا سعد يا اكرام ولا يحلو الكلام الا بذكر الانبى عليه الصلاه والسلام
هناك فى قرية طيبة فى صعيد مصر ... فيها نخل كثير وناسها طيبون كانت تعيش بينهما سيدة رحل عنها زوجها وترك لها ابنه صغيرة
وكان اسمها وسيلة وكانت هذه السيده لم تكف عن العمل كانت تتعب كى توفر لوسيلة كل ما تحتاجه وكانت ترفض اى مساعده من احد وتحب ان تاكل من عمل يديها
كانت تصلى وتدعى لوسيلة :
يارب وسيلة تكبر .. يارب وسيلة تكبر
وكبرت وسيلة وصارت بارتفاع نخلة صغيرة
ورأها ابن الحلال فخطبها من امها كان شابا رقيقا طيبا لكنه من قرية بعيده من قرى الوجه البحرى ... جاء لزيارة اقاربه فى الصعيد ... كيف توافق ام وسيلة ان تفارق ابنتها ... ابنتها هى كل ما تملك من الدنيا
قال لها الشاب الطيب:
تعالى معنا يا امى
قالت ام وسيلة : الى اين ؟
قال لها الشاب الطيب :
الى قريتنا
قالت ام وسيلة : واترك هنا ... كيف ...وهل استطيع ان اعيش فى مكان اخر..
لقد ولدنا هنا وزرعنا هنا وحصدنا هنا
قال لها الشاب :
لكنكى ستكونى مع وسيلة
فكرت ام وسيلة وفكرت انها تحب ابنتها واعتادت ان تضحى من اجلها ووافقت ان تترك قريتها فى الصعيد وان تنتقل الى وجه بحرى مع ابنتها
كان يوما عصيبا حزينا وهى تودع القرية لقد بكت والناس يصافحونها وعندما خرجت من القرية القت عليها نرة وسالت نفسها:
هل اعود الى هنا مره اخرى
وشقت العربه طريقها وتصاعد غبار التراب ولم تعد ترى ام وسيلة شىء خلفها وكان عليها ان تهيىء نفسها لحياة جديده
اشترت ام وسيلة بيتا صغيرا فى القرية بثمن البيت التى باعته فى الصعيد وقالت :
يكون لى ولوسيلة من بعدى وكانت تتبادل الزيارة مع ابنتها وزوجها الطيب بعد فترة , انشغلت ابنتها وزوجها عنها لقد انجبا اطفالا وانشغلا فى زراعة الارض ومكثت ام وسيلة وحدها
كانت وهى جالسة تفكر فى زمان وايام زمان جينما كانت هناك فى قريتها فى الصعيد وتسترجع الزكريات والوجوه
واحيانا تفر من عينيها دمعة
كم حلمت ان تزور الناس هناك ولو مرة واحده ووعدتها ابنتها ووعدها زوج ابنتها لكن انشغلاهما بالعمل الدائم كان يحول بين ذلك
وكانت كلما قررت الطلب تقرر الاعتذار
والاعتذار دائما سببه الانشغال فى العمل والارض والاولاد وخاصة الذين هم فى المدارس
ولم تجد ام وسيلة وسيلة ترفه بها عن نفسها
سوى ان تحكى زكرياتها لمن تحب فكانت تحكى للجيران ولكل من يجلس معها عن الجنوب والناس هناك والناس هناك وعن يبتهم وعن الحواديت
التى كانت تسمعها وهى صغيرة .. والسد العالى .. والكرنك ... تصوروا انها تعرف وادى الملوك والملكات ... لان قريتها كانت قريبة من هناك
ولم تكف ان وسيلة عن الحكى فقط هى فى حاجه لمن يسمعها

حتى رأت الصغار وهم يلعبون ذات يوم فقالت لهم : تعالوا احكى لكم حكاية وذهبوا اليها
وحكت لهم حدوتة فرحوا بها , وهى فرحت لفرحهم ومن يوميها وهى تحكى لهم وكل يوم تجهز حكاية جديده
كانت ام وسيلة تعرف انهم يحبونها ولكنها لم تتوقع هذا الحب الكبير
لقد تاكدت من هذا الحب الكبير عندما ذهبت لزيارة ابنتها فى اطراف القرية عادت فوجدتهم فى انتظراها

وسكتت ام الحواديت لحظة وهى تبتسم لقد ادركنا انها تحكى عن نفسها
لكننا اثرنا ان نسمتع حتى النهاية غير ان ايمان نطقت قائلة :
انتى ام وسيلة
واكدنا مع ايمان : نعم انتى ام وسيلة
وقال محمود : ونحن الاولاد الذى كنا فى اانتظارك
فرت من عينها دمعة وهى تضمنا وتقول :
- وانا ايضا ام الحواديت

كانت هذه اجمل حكاية حكتها ام الحواديت , وعرفت ما معنى ان تكون الحكاية ثقيلة , حين يحكى الانسان عن نفسه وعن ذكريات مؤثرة فى حياته , كانت حكاية ثقيلة ولعلها تملأ دلوا كبيرا , وضعت ذراعيها علينا , فردتهما كانها تحاول ان تجمعنا وتضمنا الى صدرها , ووعدتنا بحكاية جديده , لا تكون ثقيلة مثل هذه , ولا تجعل الدموع , تفر من العينيين ,,,, لكننا احببنا هذه الحكاية وتعلقنا بها , وكنا نذكر بعضنا فقرات منها كلما التقينا , ومن ان لاخر كنا نسالها عن الصعيد
والنيل , والناس هناك , عن العادات والتقاليد

وعندما اعلن مركز الشباب عن مسابقة شامله فى المقال والقصة فمنا من رسم معبد الاقصر كما وصفته ام الحواديت
وكتب احدنا عن وادى الملوك والملكات كما سمع عنهما من ام الحواديت وكتبت ايمان بضع ايات ان النيل اكبر حدوتة
واخترت ان اكتب قصة ام الحواديت كما حكتها لنا وركزت على شوقها لزيارة قريتها فى الصعيد
وحصلنا جميعا على جوائز تشجيعية لكن المفاجاه المذهلة اننا كسبنا رحلة الى الاقصر واسوان تشجيعا من ادارة المركز لنا فقد لاحظوا حبنا لصعيد مصر من خلال ما قدمناه من اعمال وارادوا ان تكون المكافاه من جنس العمل
وفى حفل توزيع الجوائز طبنا من مدير النشاط طلبا ملحا ان تصحبنا ام الحواديت فى الرحلة فرصة رائعة تزور قريتها القديمه
واهلها هناك وتمكث معهم اسبوع وتعود معنا
فى البدء اندهش مسئول الانشطه وقال :
لقد فكرت فى هذا الموضوع ثم انها تستحق
لانها كانت ملهمتكم فيما ابدعتم من اعمال
كما ان هذا مطلب انسانى سنسعى ان شاء الله لتحقيقه
وهللنا فى صوت واحد :
لقد تحقق حلم ام الحواديت
واسرعنا كى نبشرها , كان اول ما فعلته بعد سماع الخبر ان اطلقت زغروده عزبة انسابت حولنا فاشاعت فينا البهجة ثم دعتنا للجلوس
وتحلقنا حولها وقالت :
اسمعوا لن اقول لكم الان حواديت
فالحواديت هناك كثيرة
هناك بئر الحواديت سنذهب اليه
رائحة الجنوب اتنسمها يا اولاد
ارتفاع النخل وعيدان القصب .. اشتقت للناس الطيبين سوف اريكم اشياء كثيرة هناك
علينا ان نستعد للرحلة جيدا ساكون مرشدكم السياحيه ان شاء الله
شمس الصباح غمرت الدنيا واليوم بدا جديدا بحق والاتوبيس واقف امام مركز الشباب فى انتظار بقية وصول الركاب
ام الحواديت وجهها ينطق بالفرحة ترتدى ثوبا اخضر فى اخضر ووسيلة تتحدث معها وتوصيها ان تبلغ سلامها للجميع , وان تقول لهم سنزوركم قريبا , وزوج وسيلة يقف مع المشرفين على الرحلة يوصيهم بام وسيلة وهم يؤكدون له انها مثل امهاتهم تماما ويكتمل عدد المسافرين ووسيلة وزوجها يصافحان ام الحواديت
ونجلس جميعا على مقاعدنا ويتحرك الاتوبيس بينما يرفع الجميع اكفهم لنا مرددين :
مع السلامه ... مع السلامه

مرت ساعات وسااعات وها هو الاتوبيس وقد بدا يتوغل فى عمق الجنوب نهضت ام الحواديت فجاة ودب فيها نشاط عجيب واشارت من وراء الزجاج وراحت تحكى لنا انظروا خط القطار
انظروا حقول القصب , انظروا كذا انظروا كذا
ويمضى الاتوبيس فرحا سعيدا وكان صوت ام الحواديت قد انعشه ودبت فيه الحياة ... فضاء ممتد ... وارض واسعة وهواء نقى قال مشرف الرحلة :
هنا ارض الاجداد ... هنا مصر العليا
قالت ام الحواديت : صدقت ... والله صدقت

واقشعرت ابداننا ونحن نسمع كلام المشرف وسرى فى قلوبنا سحر عميق من رد ام الحواديت والاتوبيس ينطلق يشق الخضرة ويجتاذ المسافة تلو الاخرى ثم بدا لنا ان الكل قد سكت واغمض البعض عينيه وسكن الاخرون ولم نعد نسمع سوى حركة انطلاق الاتوبيس

واخيرا شق صوتها صمتنا وصاحت
هنا يا اولاد بئر الحواديت فتحنا اعيننا وتزحمانا على النوافذ ننظر
بئر الحواديت ؟ ابن هو ؟
قالت : ها نحن قد وصلنا ها هى قريتنا حولها دائرة من النخل
انظروا ...
كانت كطفلة صغيرة فى فرحها
قال سائق الاتوبيس : كما وصفت الطريق تماما
وراح يواصل سيره حتى بلغ المكان وتوقفت العجلات وطلبت منه ام الحواديت ان يطلق اربع صيحات من زامرته اندهش السائق وقال :
اربع صيحات ... ولماذا اربع صيحات ؟

قالت ام الحواديت : علامة عودة ابن القرية بعد غياب طال
وانطلق صوت الاتوبيس معلنا عن نفسه
وما هى الا لحظة حتى احاطنا الجميع , كان اهل القرية يدققون فى وجوهنا ونحن ننزل وكانهم يتساءلون :
من هو العائد بعد طول غياب
واخيرا ظهرت ام الحواديت على سلم الاتوبيس وصاح الجميع
ام وسيلة .. ام وسيلة

لحظة لا يمكن ان تنس . مشاعر فاضت فملأت الدنيا سرورا , تسابق الجميع على مصافحتها , ورحبوا بنا , واحسنوا ضيافتنا , وفى النهاية قال لهم مشرف الرحلة :
سنكمل رحلتنا وفى العوده سنمر لناخذ ام وسيلة معنا

كانت رحلة عجيبة , عندنا منها محملين برائحة الجنوب وعبقه وحكاياته التى لا تنتهى

وام الحودايت لم تنس هذه الرحلة , انها احسن حدوته يمكن ان تحكيها لنا , لانها كانت بداية خير , فبدا اهلها فى الصعيد ياتون لزيارتها وهى تبادلهم الزيارات ومعها وسيلة وزوجها والاولاد

ولا يمكن ان ننسى فور عودتنا من الرحلة كلمة قالتها ام الحوادات وهى تصافح ابنتها :

انا ولدت من جديد يا وسيلة

حقا ولدت من جديد







  رد مع اقتباس
قديم منذ /02-09-2012, 10:13 PM   #2

حـكايـه حـياه

 

 رقم العضوية : 50632
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر حبيبتي
 المشاركات : 61,850
 الحكمة المفضلة : ان فعلت شىء يسعد غيرك فلا تحزن ولا تنتظر المقابل لصنعك
 النقاط : ساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2427948
 قوة التقييم : 1214

ساحر الأحزان غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الحج تالت تكريم من دمعه حائره والاعضاء 16 137 73 مسابقه القلم المميز 16 وسام التوقع الصحيح للتصفيات النهائية لشخصية العام  وسام التوقع الصحيح لـ تصفيات شخصية العام2015 وسام الاحساس الصادق فورم جود تالنت موسم رابع 

افتراضي

رجعتونا لايام زمان

عندما كانت تقص علينا والدتنا

الحواديت

التى كنا ننتظرها بشغف يوميا

جميل اختياركم

اتمنى لكم التوفيق







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لــمسابقة, الاقسام, الحواديـــت, الكبري, تابع, قصة

« أب يدخل شاب على ابنته وهي في الحمام | جريمة على متن قطار السهم الأحمر - بقلم محمود غسان »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عرض تصاميمي .3. تابع مسابقة بنات مصر الكبرى الابداعية Arco Baleno تصاميم الأعضاء 7 10-26-2012 05:29 AM
عرض تصاميمي .2. تابع مسابقة بنات مصر الكبرى الابداعية Arco Baleno تصاميم الأعضاء 14 10-18-2012 10:25 PM
عرض تصاميمي تابع مسابقة بنات مصر الكبرى الابداعية Arco Baleno تصاميم الأعضاء 23 10-13-2012 11:04 AM
فوائد قشر البطيخ (تابع مسابقة الكبرى) الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 1 02-02-2012 09:09 PM
الفائزون في مسابقة مسابقة توقعات كأس مصر 2010 الكبرى الدور قبل النهائي ARAGON منتدى سجل الاعضاء 15 06-09-2010 07:26 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 02:14 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩