احترس إذا كنت تفعل هذا !!

[تصدق نسيت]

شهادة الزور وكتمان الحق !!



شهادة الزور هي كل الأسباب المؤدية لزرع الأحقاد و الضغائن و الفرقة بين القلوب !!
فبها تضيع حقوق الناس ، وتوقع بهم الظلم ، وتطمس فيهامعالم العدل والإنصاف ..
كما أنها لا توقف الظالم . بل تجعله يتمادى في ظلمه ؛ وهنا يتزعزع الأمن ، ويصبح المجتمع كقنبلة موقوتة تدمر الجميع !!
ولأن الإسلام دين حق ، وأوجد منهجا كاملا متكاملا ينتهجه المسلم فينجو به من الموبقات والإثم ، وكل الذنوب بكبائرها وصغائرها ؛ فإننا نجد الحق يقول في سورة الفرقان :


{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}* الفرقان/72


وأيضا في سورة الحج يقول الحق :


{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }* الحج / من الآية30


وأيضا :

{وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً } المجادلة/من الآية2).

وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ".
فشهادة الزور إذاً هي نوع من الكذب يحلل الحرام أوهي شهادة تحرم الحلال!!


و قد تم الإجماع أن شهادة الزور كبيرة من الكبائر.
فالزور هو وصف الشئ معكوسا على خلاف حاله .. أي أنه كذب في الباطن وظاهره يزين وكأنه صدق !!
أما شهادة الحق فهي محمودة، ويثنينا عليها الحق في سورة النساء . فيقول :


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}* النساء / 135 ..
إذاً من شهد الزور ، أو كتم شهادة الحق يستلزم توبته..
وتوبته بأن يعتزم عدم العودة على ما فعل ، وأن يعيد الحق إلى نصابه إن كان ترتب على شهادته ضررا بالآخرين ..
والضرر يجمع بين الضرر المادي ، والضرر النفسي ..
فعلى المسلم أن يقوم بتكذيب نفسه وإعلان زوره عند من سمع شهادته الكاذبة ..


والسُنة النبوية الشريفة تحدثنا عن رسول الإنسانية عندما قال لأصحابه : (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)..


فتعجب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم !!
فكيف تكون قاعدة من قواعد الجاهلية (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)يقولها نبي الرحمةوالعدالة ؛ فقالوا:

( يا رسول الله عرفنا كيف ننصره إذا كان مظلوماً، فكيف ننصره إذا كان ظالماً؟)


قال عليه أفضل الصلاة :
( تردعه وتحجزه عن الظلم. فذلك نصره ).


أحبتي في الله : كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق هذه من العلامات التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال : " إن بين يدي الساعة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق "


وشهادة الزور هي الكذب المتعمد في الشهادة لإبطال الحق ،وكذلك هي كتمان الشهادة لإبطال الحق ، وهذه من العلامات التي تكون بين يدي الساعة وقد وقعت الآن بمثل ما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى .
والله تبارك يقول في كتمان شهادة الحق { وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ }البقرة/ من الآية 283) .
فإن دعيت إلى الشهادة فاشهد بالحق ، ولكن أرجو إن تقدمت إلى الشهادة أن تشهد بما رأته عينك وما سمعته أذنيك ، فلا تقل : بلغني كذا من فلان أو سمعت كذا عن علان .


والحق كل الحق أقول لكم: ما وقعنا في هذا الواقع المزري الأليم إلا بسبب كتمان شهادة الحق فلو أن كل مسلم من المسلمين الآن شهد شهادة حق لبدل الله وغير الله هذا الواقع ، لكن هذا يجامل ، وهذا يجامل ، فيضيع الحق بين هذه المجاملات الكاذبة على حساب الحق أو على حساب دين الله جل وعلا .