سامحنى ياصديقى

[همسه الجوارح]

كان الثعلب حسوداً حقوداً، وأنانياً لا يحبّ إلاّ نفسه، أعمته الغيرة من الثور لأن الأسد يحبه.. ويؤثره عليه وعلى سائر الثعالب في الغابة . لاحظ الثور الغيرة والحسد في نفس الثعلب ، فنصحه بقوله : - اسمع يا صديقي الثعلب : نصيحتي إليك أن تبتعد عن الحسد ، فقد أمرنا الله تعالى أن نستعيذ به من شرّ الحاسدين فقال سبحانه : ]قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد[. تقلّب الثعلب في فراشه كثيراً كي ينام .. ولكن الحسد أطار النوم من عينيه ، وأشعل ناراً في قلبه.. قال الثعلب لنفسه: " لن يطفئ نار الغيرة هذه إلاّ حيلة ماكرة ذكية.. أستخدم فيها كلَّ حيلي وذكائي وخبرتي في إثارة الفتن" جاء الثعلب وهو يبتسم ابتسامة صفراء ماكرة إلى الأسد وقال له : - يا سيدي وصديقي ملك الغابة .. إن .. إن صديقك الثور يتآمر عليك .. غضب الأسد لما قاله الثعلب وزمجر بصوت كالرعد وقال : - ماذا تقول أيها الثعلب الماكر .. ألا تعلم أن الثور صديقي وحبيبي .. فكيف يتآمر عليّ ؟ .. هزّ الثعلب رأسه متظاهراً بالغضب والحزن معاً لآجل صديقه الأسد .. ولكن قلبه كان يخفق خوفاً من انكشاف حيلته الماكرة .. ثم تمالك الثعلب نفسه واستجمع قواه وقال بخبث : -يا صديقي الأسد .. سأعطيك الدليل على صدق قولي . هزّ الأسد رأسه بغضب وقال : -هيا تكلّم أيها الثعلب . قطّب الثعلب حاجبيه ، ونظر إلى بعيد ، ثم قال بصوت مجلجل غاضب : -يا صديقي الأسد .. سيأتي اليوم إليك هذا الثور الخائن، وستراه مصفرّ اللون ، يتلفّت يميناً وشمالاً ، ويهزّ قرنيه ، لكي يهجم عليك ويقتلك بمساعدة أعوانه .. سأل الأسد بحدّة : -وكيف عرفت كلّ هذا ؟ أجاب الثعلب بخبث : -لقد سمعته يتكلم مع الخونة أمثاله ليلة أمس .. صدفة .. صدفة يا سيدي .. وقد اتفقوا على قتلك هذا اليوم .. لم أستطع النوم ليلة أمس بعد سماعي كلام هؤلاء الخونة .. كيف يخونك وأنت صديقه .. كيف ؟ 8- زمجر الأسد غاضباً وكشّر عن أنيابه الحادة .. وانتفش شعره وهو يقول : -صديقي يكون عدويّ .. كيف ذلك ؟ سأمزقك إرباً إرباً.. لتكون عبرة لمن يعتبر .. يا صديقي .. قال الثعلب بخبث : -لا تغضب يا صديقي الأسد .. أنا أفديك بروحي ودمي، وسأكون وفيّاً مخلصاً لك إلى الأبد .. نظر الأسد إلى الثعلب نظرة شكٍّ ثم قال في نفسه : " سأتحقق من كلام هذا الثعلب .. أرجو أن يكون كاذباً " .. ذهب الثعلب الماكر مسرعاً إلى الثور ، ليكمل ما بدأه من مؤامرة خبيثة . احتضن الثور صديقه الثعلب قائلاً بلهفة : -ماذا بك يا صديقي ، خيراً إن شاء الله ؟ رسم الثعلب على وجهه علامات الحزن والأسى ، وقال بصوت باكٍ : -يا صديقي الثور .. حذار حذار من صديقك الأسد .. فغر الثور فاه وقال بخوف وهو يبلع ريقه بصعوبة : - ماذا تقول ؟ أجاب الثعلب بصوت شيطاني : - يا صديقي.. لقد سمنت وكبرت.. وأثرت شهيّة الأسد.. فقرّر أن يأكلك في وليمة دعا إليها أصدقاءه وأحبابه.. اصفرّ وجه الثور ، وارتعدت فرائصه ، حتى وقع على الأرض مغشيّاً عليه . أيقظ الثعلب الثور وهدّأه ، وهو يقول : - الحيطة والحذر يا صديقي ينجيانك ، فلا تخف .. وإذا أردت أن تتأكد من كلامي ، فعليك أن تراقب الأسد جيداً.. فإذا رأيته متوثّباً رافعاً صدره إليك غاضباً ، فحاول أن تهرب وبسرعة .. قال الثور بصوت مرتجف : - ولكن .. إذا رأيت الأسد بهذا الشكل المخيف .. فلن تستطيع قدماي حملي ، فكيف سأركض ؟ أجاب الثعلب بسرعة : - عيب .. عيب هذا الكلام يا صديقي .. سأكون خلفك لأحميك من غدر الأسد .. الصديق وقت الضيق .. أليس كذلك ؟ كان يقف بالقرب من الثعلب وهو يتكلم مع الثور، ذئبان يسمعان كلامهما، وعلامات التعجّب بادية على وجهيهما.. قال أحدهما للآخر: - ما رأيك فيما سمعناه ؟ قال الذئب الثاني بدهشة : - لابدّ أن الثعلب كاذب ، ويريد أن يفسد بين الأسد والثور. ذهب الثور إلى الأسد متوجّساً خائفاً ليكتشف حقيقة الأمر .. وقف أمامه وقد اصفرّ لونه وارتعدت فرائصه، وأخذ يتلفّت يمنة ويسرة، علّه يجد طريق الهرب إن احتاج الأمر للهرب.. فوجد الأسد متوثّباً رافعاً صدره غاضباً كما قال له الثعلب الماكر .. خفق قلب الثور بشدّة وأخذ يتلفّت ثانية يبحث عن صديقه الثعلب الذي وعده أن يحميه من غدر الأسد . نظر الأسد إلى صديقه الثور، فوجده يتلفّت هنا وهناك – كما أخبره الثعلب– فظنّ أن الثور سيهجم عليه ويقتله فقال في نفسه: " لقد صدق الثعلب هذه المرّة ، وهاهو الثور يبدو لي كما وصفه الثعلب تماماً .. زمجر الأسد بشدّة فاهتزّت الأرض تحت قدمي الثور الخائف وقال الأسد : - ويلك أيها الخائن .. سأجعلك عبرة لكل خائن من أمثالك أيها التعس !! سقط الثور على الأرض من شدّة الخوف .. وحاول أن يتكلّم ، ولكن الكلام وقف في حلقه كالشوكة الغليظة .. التفت الثور إلى الخلف عسى أن يرى الثعلب ليخلّصه من غضب الأسد ، فلم ير إلاّ سراباً .. بكى الثور بحرقة ولكن الأسد كان غاضباً حانقاً محتدّاً لم يأبه لبكاء صديقه .. ولم يسمح له بالكلام .. وثب الأسد على الثور وأمسك برقبته وهو يقول : - تتلفّت يمنة ويسرة بحثاً عن أعوانك الخونة .. سأقتلك قبل أن تقتلني .. يا خائن العِشرة والصداقة .. شاهد الذئبان ما فعله الأسد بصديقه الثور ، فوقفا يتشاوران عمّا سمعاه من الثعلب وهو يتحدّث مع الثور فقال أحدهما: - يجب أن نخبر الأسد بما سمعناه حالاً .. هزّ الذئب الآخر رأسه وقال : - ولكن .. إذا لم يصدقنا الأسد .. وأنت تعرف الأسد وغضبته المدمّرة .. قد يقتلنا .. قال الذئب بحماس : - ولكن .. الساكت عن الحقّ شيطان أخرس .. يجب أن نُخبر الأسد وليحدث ما يحدث ! بينما كان الأسد ينظّف أسنانه ، أقبل عليه الذئبان وقالا بصوت واحد : - الثعلب غدّار .. الثعلب غدّار وكاذب يا ملك الغابة . دهش الأسد مما سمع ولكنه لم يفهم مقالتهما فقال : - ليتكلم أحدكما .. حتى أفهم ما تقولان . قصّ الذئب كل ما سمعه وصديقه من الثعلب المكّار وهو يتحدّث إلى الثور .. وأضاف الذئب الآخر : - وقد تردّدنا كثيراً قبل أن نأتي إليك خوفاً من تكذيبك لنا .. ونحن إن شاء الله صادقان .. ولا نريد إلاّ إحقاق الحقّ يا سيدي .. انحدرت الدموع من عيني الأسد حزناً وندماً على صديقه الثور .. وشعر بالغيظ والندم لتسرّعه في إصدار حكمه على صديقه دون أن يتريّث ليعرف حقيقة الأمر .. ثم التفت إلى الذئبين وقال بغضب : - لماذا تأخرتما بإبلاغي بهذا الخبر الخطير ؟ تلعثم الذئبان وارتبكا ، وشعرا بالخوف الشديد من الأسد الغاضب ثم تقدّم أحدهما وكان أكثر جرأة وشجاعة وقال: - ألم نخبرك أننا كنّا خائفين من تكذيبك لنا؟ بكى الأسد بحرقة وهو يصيح ويقول : - سامحني يا صديقي .. سامحني يا صديقي .. قال أحد الذئبين : - قاتل الله الخوف والتردّد فهما اللذان أخّرانا عنك . لوّح الأسد بقبضته بعصبيّة وقال : - سأقتل ذلك الثعلب الغدّار ، المفسد بين الإخوان ، سأجعله عبرة لكل خوّان أثيم . قال الذئب : - يجب أن تقتله يا سيدي ، قبل أن يعمّ فساده في الغابة . قال الذئب الآخر : - وبشّر القاتل بالقتل . بعد أن هدأت أعصاب الأسد قال للذئبين : - اذهبا أيها الذئبان إلى ذلك الغدّار وقولا له : الأسد يطلبك ليكافئك لأنك أخبرته بخيانة الثور له . ذهب الذئبان إلى الثعلب بسرعة خاطفة وأخبراه بما قاله الأسد .. فرح الثعلب كثيراً وطمع بالمكافأة وذهب إلى الأسد وقلبه يرقص فرحاً . وصل الثعلب إلى الأسد فرآه مغتاظاً هائجاً ، يتطاير الشرر من عينيه ، شعر الثعلب بالخوف الشديد .. حاول الهرب .. ولكن الأسد وثب عليه وثبة عظيمة وأمسك برقبته وهو يصيح : - يا حاسد يا غدّار .. يا أيها المفسد بين الإخوان.. سأقتلك شرّ قِتلة لتكون عبرة لمن يعتبر. همس أحد الذئبين في أذن الذئب الآخر : - ما أصدق كلام القائل : لله درّ الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله

[ساحر الأحزان]

قصة جميلة يا همسة

والكذب ان انتشر لم ياتى من وراءة الا المصير المجهول

والصدق ينجى صاحبة

قصة جميلة

فكرتنى بقصص المكتبة ايام الدراسة

احسنتى توضيحها

دمتى بكل خير

[واد حبيب]

قصه جميله منكا همسه
تسلم الايادي
الحبيب

[قلب وكلمات]

القصة في منتهي الروعه يا همسه

بكل صدق انتفاء رائع مثلك

الحسد رزيلة وصفة مقتها الله

ونبذها الناس ، شكرا لك همسة

نجومي وتقيمي مع كامل احترامي لك

وخالص تحياتي

القيصـــر

[აα∂ Ԑγεა]

قصه جميله جدااا ومعانيها وعبرها كتير
الحسد والكره والامانه وقول الحق وعدم السكوت
والعقاب علي قدر الاثم
قصه روووعه

[شظايا عمر]

الحسد والحقد شئ فظيع

والكذب والادعاء شئ افظع

فربنا يحمينا منهم ومن شرهم

قصه جميله وهدفها اجمل

عظيمه في معناها ومضمونها فعلا

كل الشكر ليكي عليها

تحياتي واحترامي لروعتها

[Marwan1337]

قـصة روعـة .. !

[ملاك صعبة الإمتلاك]

قصة راائعة ومميزة

تسلم ايدك