روايه من تاليف ابو ليث الغضباني

[ابو ليث الغضباني]

غدر القدر والبشر
في هذه القصه شخصيات متعددة منها شخصيات قويه شرسه ظالمه حقودة
وهناك شخصيات لطيفه محبه حنونه ودودة واذكره جيدا كان قوي جبار
عنيد شخصيته تميل الى السيطرة والجبروت لا يعود عن امر ولا يتراجع
عن شي ان كان مصمما عليه الا وفعله قلبه اشد من قسوة الحجارة
يحب التحدي ولانتصار وما احب الى قلبه من تحدي الاقوياء واسمه باسل
كان لباسل شقيق يكبره بسنتين واسمه امجد كانوا يتعلمون في مدرسه واحدة
امجد كان مختلف عن شقيقه باسل بكل شئ
كان هادئ لطيف لم يتشاجر يوما مع احد كان يحترم الناس والطلاب والمعلمين
كان مجتهدا جدا في المدرسه ولم يكن كباسل مطلقاً.
كانوا جميع الطلاب يخشون من غطرسه وشراسه باسل ويتنافسون لكسب
صداقته ليس حبا واخلاص به انما ليكتفوا من جبروته .
سارت حياتهم على هذا النحو الى ان انهوا دارستهم في المدرسه ودخل
امجد الى التعليم العالي وتخصص في الطب وكانت علامته تجعله يدخل
في هذا الموضوع الصعب.
اما باسل لم تكن علامته كشقيقه متميزة انما كانت متوسطه وتعلم
واصبح موظفاً في احدى فروع البنك.
وتخرج امجد من كليه الطب بتفوق واصبح طبيبا مختصا في امراض القلب
اما باسل فقد تعرف على فتاة كانت تدرس معه بنفس الموضوع
واسمها غدير كانت تربطهم علاقه غراميه فبعد ان انهوا تعليمهم
تقدم اليها باسل لخطبتها فوافقت وبدؤا يعملون موظفين في البنك
ليشقوا طريقهم نحو مستقبل افضل ويبنون حياتهم الزوجيه
في احد الايام عندما كان باسل منهمكاً في عمله ارسل مدير البنك بطلبه فذهب باسل الى المدير
المدير.هل تعرف عدنان بركات يا باسل
باسل.اجل
المدير . اتصل به واخبره ان عليه اعادة القرض الذي اخذه قبل فترة
والا سيتضطر البنك على رفع شكوى ضده
المدير.خذ رقمه واتصل به الان
ذهب باسل الى مكتبه واتصل بعدنان بركات
اخبره انه عليه اعادة القرض خلال اسبوع والا فسيضطر البنك على رفع دعوى ضده
فاجابه السيد عدنان بركات انه سياتي غدا ويتحدث مع المدير
فاخبر باسل مدير البنك ان السيد عدنان بركات سياتي غدا
في اليوم التالي خرج باسل الى عمله كالمعتاد وبدا عمله مر الوقت وقبل انتهاء الدوام بساعه
ارسل مدير البنك بطلب باسل مرة اخرى
المدير .هل اتصلت بسيد عدنان بركات
باسل . نعم واخبرني انه سياتي اليوم
المدير. ولم ياتي ونحن على وشك ان ننهي الدوام
باسل. اذا هذه ليست مشكلتي لاني اخبرته
المدير.حسنا اتصل به الان واخبره ان لم ياتي اليوم سيجد نفسه في المحكمه خلال يومين
ولا تتقبل منه اي عذر مفهوم
اتصل باسل بسيد عدنان بركات مرة اخرى واذ
باسل.مرحبا
السيد عدنان. اهلا وسهلا
باسل .احد موظفوا البنك يتحدث معك
السيد عدنان.وما المطلوب
باسل .المطلوب ان تعيد القرض الى البنك
السيد عدنان.سأاتي غدا او بعد غدا
باسل.الافضل لك ان تاتي الان
السيد عدنان.لا اسطتيع الان لدي عمل
باسل .المدير من اخبرني عليك ان تاتي حالا
السيد عدنان .من انت حتى تامرني.. بان اتي لا اريد
باسل .حسنا ستسجن ان لم تاتي لتسديد الدين
السيد عدنان.انت لا تستطيع سجني ولا حتى مديرك المال ليس مالكم انما اموال الدوله
باسل.ولكننا نحن المسؤلون عنها ان لم تاتي الان
السيد عدنان.اتحداك ان تفعل ولن ااتي
اغلق السيد عدنان الهاتف في وجه باسل ما ان سمع باسل كلمه تحدي حتى دخلت في راسه ولم تخرج منه
لم ينم باسل في تلك اليله وكان يفكر طول اليل كيف سيفوز في هذا التحدي الذي بينه وبين عدنان بركات
وفي اليوم التالي جهز باسل الاوراق ليقدمها للمحكمه ويرفع الشكوى ضد السيد عدنان بركات
وشر يتدفق من عيون باسل وبنفس اليوم بعث الاوراق للمحكمه
وفي اليوم التالي ذهبت الشرطه الى بيت عدنان بركات واخذته الى مركز الشرطه
واوقفوا ثلاثه ايام بتهمه عدم اعادة القرض الذي اقترضه في الفترة المحددة
بعد مرور يومين جاء شخص الى الدكتور امجد شخص كبير في السن ويعاني من مرض
في القلب منذ سنوات وحالته الصحيه باتت سيئه جدا جاء برفقه اولادة الثلاث
بعد ان اجرى الدكتور امجد فحوصات لحاله هذا الرجل اكتشف ان قلبه متعب جدا
ويحتاج الى عمليه فاخبر اولادة ان على ابيهم ان يخوض هذة العمليه والا فسيموت
بنوبه قلبيه حادة فوافقوا على ان يخوض ابيهم هذه العمليه لانه ليس هناك خيار اخر
وفي اليوم التالي ادخل الدكتور امجد الرجل الى العمليه وكانت صعبه للغايه
برغم من ان الدكتور امجد طبيب ماهرا الا ان اخفق ومات الرجل بين يديه
فطبيب يبقى من البشر ولا احد من البشر غير معرض الاخطاء فهو ليس ملاك
بعد وفاة الرجل اخرج الدكتور امجد الى خارج غرفه العمليات واتجه الى اولاده
الذين كانوا بانتظارة في الخارج
واخبرهم ان العمليه فشلت ومات ابيكم ما ان سمعوا ذلك حتى جن جنونهم
فتهجموا على الدكتور امجد ولولا الشرطه لكان قد مات بين ايديهم
واقسموا على ان ينالوا منه انتقاما لابيهم .
الدكتور امجد لم يكن قاصدا ان يميت الرجل لكنه اخطئء ولا يريد اخبار
باسل بما حدث خوفا من ان يدخله في مشاكل مع هؤلاء الابناء فباسل
يحب اخاه امجد فان تعرض احد لأمجد بسوء تحول باسل على وحش كاسر
بدا باسل يحس بوجع في خصره وجع شديد لا يطاق ولكنه كان يتحمل الام امام
الاخرين كان شرسه على نفسه وعلى الاخرين
بدء الام يزيد شئ فشئ فقرر ان يذهب الى الطبيب ليرى حقيقته الامه
ذهب الى الطبيب واجرى فحوصات ولكن لم يجد الطبيب شئء فاخبر باسل
انه مجرد الام ويزول واعطه الدواء
بعد مرور اسبوع تلقى باسل تهديدات من اولاد عدنان بركات يخبرونه اذا
لم يخرج ابيهم من السجن فسنجعل حياتك جحيم لم يخف باسل ابدا بل بالعكس
تماما فقد بات اكثر عنادة لم يفكر في تهديداتهم كان منشغله في الالام الذي
اخذت تزداد يوم بعد يوم
لاحظت غدير ان تصرفات خطيبها باسل قد تغيرت حاولت ان تعرف منه ما
سبب تغيرك هل انت مريض ام ما سبب تغيرك المفاجئ
كل مرة كان يتهرب من الاسئله التي تترد في نفسها
فعاد باسل الى الطبيب ليخبرة ان الاوجاع لم تتوقف بل اخذت بتزايد
ولم يعد يتحمل الالام ابدا
اجرى الطبيب فحوصات لباسل فحوصات دقيقه جدا
في اليوم التالي ذهب باسل لزيارة خطيبته جلس معها ولكن عقله لم يكن معه
غدير.ما بك يا باسل لماذا تغيرت كل تصرفاتك اين باسل واين جبروته
لم تكن هكذا وكنت تتحدى الجبال فتقتلعها ما بك اخبرني لست حبيبتك
باسل . بلا حبيبتي
غدير. اذا اخبرني ما بك
باسل .اذا لم اخبركي الان فستعلمين في وقت لاحق
غدير.ارجوك اخبرني ما بك
مد باسل يدة في جيبه واخرج ورقته واعطها لغدير
غدير ما هذة يا باسل
باسل .اقرئي ما في داخلها
فتحت غدير الورقه وبدات تقراة بها وكان مكتوب في الورقه
اثبتت الابحاث والفحوصات التي اجرينها للمريض باسل قد ادت الى تحليل واحد
ان لديه ورم في خصره بجانب الكليه في جهه اليمنه وبعد ان اجرينا الفحوصات
الدقيقه على هذا الورم اكتشفنا ان يعاني من ورم سرطاني خطير حاولنا استئصاله
ولكن مع الاسف فقد انتشر المرض في جسدة ونخره ولم يبقى الايامه الا القليل
ولا نستطيع ان نفعل له شيئا سوى ان نجعله يطعاطى الكيماوي
ان الله وان اليه راجعون
نظرت غدير الى باسل والدموع تسيل من عينيها
نهض باسل من مكانه وصرخ في وجه غدير
باسل. وفري دموعك لضعفاء انا مازلت قوي وسموت قويا وخرج من بيت خطيبته
عاد الى البيت وجلس وحده واخذ يبكي كبكاء الطفل الرضيع هذه اللحظه الاولى
التي يحس بنفسه ضعيف ووحيداً.
اتصل به الطبيب واخبره ان عليه ان ياتي غدا الى المشفى كي بياشر علاجه
وهذا ما حدث ذهب باسل في اليوم التالي الى المشفى وبدا بتعلاج بالكيماوي
ما ان مر اسبوع على علاجه حتى انتشر خبر مرضه بين الناس
اصبح نحيفا ذابت عضلاته وصغر حجمه ولم بيقى منه الا ملامح الجبروت
طلب من الاطباء ان لا يدخلون احدا الا شقيقه امجد حتى لا يراة احد وهو ضعيف
على فراش الموت
الغريب ان غدير لم تطلب ان تراه ولا حتى اتصلت به وكان يقول في نفسه
لم تعد تريدني بعد ان اصبحت ضعيف فاين الحب الذي كان واكتشف ان الناس
لم تكن تحبه انما كانت تخاف من شره وظلمه كم هو بامس الحاجه على اصدقائه والى خطيبته
في هذا الوضع مر اسبوعين وهو يقترب من الموت
في يوم من الايام جاء الدكتور امجد ليطمئن على شقيقه باسل جاء هو وزوجته
باسل .لماذا لم تاتي غدير الي
امجد.دعك منها فهي لا تستحقك
باسل .ماذا تعني
امجد .غدير قد
باسل. ماذا
امجد . .غدير قد خطبت من شخص اخر
لم يتكلم باسل بكلمه واحدة
اخذت زوجه امجد تبكي وهي تقول
اين انت كي تحمينا مما يحدث لنا
باسل .ماذا هناك اخبروني
امجد .لا شيئ انها تهذي
باسل .صارخا .ماذا هناك هيا اخبرني قبل ان اقلب هذا المشفى راس على عقب
امجد.اهدا حسنا ساخبرك
فاخبر باسل عن ابناء الرجل الذي توفي بين يدين امجد في غرفه العمليات
وانهم يريدون قتلي كما قتلت ابيهم كل يوم ياتون على البيت ويطلقون على بيتي
النار دون ان يهتموا ان جاءت رصاصه طائشه بزوجتي او احد ابنائي
ما ان سمع باسل ذلك بدا يصرخ ويقول اللعنة على هذا المرض الذي جعلني
ضعيف لا استطيع ان احميه اناسي
باسل .اسمع يجب ان اخرج من هنا الان وااتي الى بيتك
امجد. لا لن القيه بك الى الموت هذه غلطتي انا سأتدبر امري
باسل. كيف اتظن انك باسل انا الذي ساوقفهم هل نسيت كيف كان باسل
خرج امجد من المشفى تاركه باسل هناك واوصاه ان لا يغادر المشفى
وفي الساعه العاشرة ليلا كتب باسل رساله ولبس ملابسه وخرج من المشفى
الى بيته وجلب مسدسين كان يدخرهما منذ زمن اتصل بغدير وبدات المكالمه
باسل.اخر شئ كنت اتوقعه منكي هو الخيانه
غدير.انا لم اخنك يا باسل بل انت خنت نفسك انت من جعل الناس يخشونك ولا يحبونك
ولكنك كنت تحبيني ولم تكوني تهبيني
غدير . اتعلم ان معظم الناس فرحين لانك ستموت حتى صديقك عبد الرحمان
هو من قال لي عندما يموت باسل سنتزوج ارجوك يا باسل اخرج من حياتي
باسل الان ساخرج من الدنيا كلها
اغلق باسل الهاتف وذهب الى بيت اخيه امجد لم يدخل الى البيت
اختبئ بين الاشجار بانتظار اعداء اخيه امجد وامجد لم يكن يعلم ان باسل في انتظارهم
كان باسل متعب كثيرا من المرض نحيف وبتنفس بصعوبه ويزرب عرقا
وفي الساعه الحاديه عشرة وسبع وخمسين دقيقه بمنتصف اليل سمع باسل ضجه
واذا به يراه اربع شبان يحملون اسلحه ويتجهون نحو البيت
فخرج اليهم باسل كليث الجسور وهو يقول لهم بصوت عال
لم يمت الاسد بعد حتى تخرج الارانب من وقرها
وبدا يطلق عليهم النار بحقد فأصابت الرصاصة الاولى برأس احد منهم وقتل على الفور
فبدأوا يطلقون عليه النار فجائت رصاصتين في صدره لم يهتز فبقي صامداً شامخاً وكان يتقدم نحوهم
والرصاصة الثالثة جاءت في خصره..واصابت المنطقة التي كانت تحمل الورم ثم انهار وتجمهروا الناس
على صوت اطلاق النار وخرج شقيقه من البيت ورأى باسل مقتولاً..فجاءت الشرطة
فقامت بحملة الاعتقالات بعد ساعات قصيرة من الحادث وتم اعتقالهم ومحاكمتهم
فلسطين عام 1998


لا تثق في الزمان يوما لطالما هو قاس غادروا
انت لا تعلم ما يخبئه لك الزمان ويحقد
كنت بعافيتي وقوتي وبطشي وجبروتي
ولحبيب وصديق وناس بجانبي كانهم عبيدوا
كانوا يهرعون ويلجئون ويسقطون تحت اجنحتي
كما لو ان السماء جنت ومطرت ماءا من الناري
وليس للناس ملجئا سوا ان يختبوا وراء اقدامي
اما الان فقد اصبت بداء من دون الدواء
وقصف الزمان اجنحته ططايرت ريشها
حتى غطت النبات والاشجار ولبحار عرضها
وبحر الزمان بقضف ريش اجنحتي المنبثرة
على اقدام ناس كانوا كصوف في مهب انفاسي
انظر حولي فلا اجد احدا من اناسي
لا الحبيب ولا صديق ولا كل الناس
ارهم الان يبحثون عن حبيبا وعن جبارا اخر
وينظرون اناس الي الان كاني قلعه جنودها منها فروا
لا تصلح اله لان تحتل او تهدم
فانا الذي اصبت بغدرين اولهما غدر القدر ولاخر غدر البشر

من تاليف ابو ليث الغضباني

[الزملكاوي الغامض]

تسلم ايدك وللامام دائما