إسرائيل تشيع "شارون" اليوم وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة

[Professional]

وسط إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة تشيع إسرائيل جنازة رئيس وزرائها الإسرائيلى الأسبق آرئيل شارون، اليوم الاثنين، حيث سيحضر جنازته حوالى 20 وفدا دوليا فقط، والتى ستبدأ فى مدينة "القدس المحتلة" وتنتهى بصحراء النقب قرب قطاع غزة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه سيكون من بين الحاضرين نائب الرئيس الأمريكى، جو بايدن، ووزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، والمبعوث الدولى للسلام فى الشرق الأوسط، تونى بلير، ووزير الخارجية الألمانى، فرانك فالتر شتاينمير، ورئيس وزراء التشيك، جيرى روسنوك.


وسيحضر المراسم كبار الشخصيات الرسمية الإسرائيلية، وسيلقى كل من الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست يولى أدلشتاين ونائب الرئيس الأمريكى جو بايدن كلماتهم التأبينية خلال المراسم.

ومع وصول الوفود الدولية، أغلقت السلطات الإسرائيلية الطريق الرئيسى من مطار بن جوريون إلى القدس المحتلة، وتجرى مراسم التأبين الرسمية، التى يبثها التليفزيون، داخل "الكنيست" فى القدس المحتلة.

وأضافت يديعوت أنه لم يحضر أى مسئول أو شخصية من قارة أفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية فيما فضلت غالبية دول أوروبا خفض مستوى تمثيلها فى الجنازة التى ستقتصر على 700 فرد من المقربين وأفراد العائلة.

وعقب مراسم التأبين، يصطحب موكب عسكرى جثمان شارون باتجاه الجنوب إلى منطقة "اللطرون"، غرب القدس، حيث أصيب شارون فى واحدة من المعارك التى دارت فى حرب 1948، وسيحمل نعشه 8 من أعضاء هيئة الأركان العامة وفى مقدمتهم نائب رئيس الأركان الجنرال جادى أيزنكوت.


وستكون الرحلة الأخيرة إلى مزرعة كان يمتلكها بالقرب من مستوطنة "سديروت"، على بعد نحو 10 كيلو مترات من قطاع غزة، ومن المقرر أن يدفن فى ظل مراسم عسكرية بجانب زوجته التى ماتت فى عام 2000.

وعززت إسرائيل الإجراءات الأمنية من أجل جنازة شارون قرب حدود غزة وحذرت حركة حماس فى قطاع غزة، من السماح بإطلاق صواريخ خلال مراسم تشييع الجنازة، وقال مصدر أمنى إسرائيلى إن إسرائيل نقلت الرسالة إلى سلطات غزة بمنع أى إطلاق لصواريخ خلال الجنازة.

وأضاف المصدر الإسرائيلى: "تم إبلاغهم بأن الغد سيكون يوما سيئا جدا لأى شخص هناك يختبر صبر إسرائيل".

وذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى، أن إسرائيل أعادت نشر قبتها الحديدية التى تقوم باعتراض الصواريخ لتحسين حماية المزرعة التى كانت قد أصيبت بصواريخ أطلقت من غزة فى الماضى.

وكان قد أشاد نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، لدى تأبينه لرئيس الوزراء الأسبق أنه كان رجلاً قوياً، وأنه كان له دور كبير فى تعميق العلاقات بين إسرائيل وأمريكا.

وقال مكتب بايدن إنه سيجرى محادثات مع الزعماء الإسرائيليين خلال زيارة لإسرائيل على رأس وفد أمريكى للمشاركة فى تشييع جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق اليوم الاثنين.

وذكرت يديعوت أن نواب أمريكيين كبار مسافرون مع بايدن إلى تل أبيب، أوضحوا أن اجتماع بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو سيكون فرصة لنائب الرئيس الأمريكى كى يحاول تعزيز جهود السلام فى الشرق الأوسط وتخفيف مخاوف إسرائيل من المحادثات النووية مع إيران.

وكانت قد قررت السلطات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلى إطلاق اسم شارون الراحل آرئيل شارون، على إحدى قواعد التدريبات العسكرية الجارى بناؤها حالياً فى النقب القريبة من الحدود المصرية.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، إن شارون كان خلال سيرته الطويلة فى جيش الاحتلال رئيساً لشعبة التدريبات العسكرية ثم قائداً للمنطقة الجنوبية التى سيطلق فيها اسمه على أحد قواعدها.

ورغم الانتصارات التى حققتها القوات المسلحة المصرية على جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل تتعتز بنظيره الأسبق آرئيل شارون، لجهوده فى حصار الجيش المصرى بحرب أكتوبر.

ووصف نتنياهو شارون صاحب أبشع المجازر فى تاريخ الإنسانية ضد العرب والفلسطينيين بأنه أحد أعظم القادة العسكريين فى تاريخ إسرائيل، معتبراً أنه لعب دوراً رئيسياً فى إرساء تراث البطولة اليهودية المتجددة فى العصر الحديث، خاصة فى حرب أكتوبر.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: "إن شارون وضع الأسس الرئيسية لمحاربة أعدائنا من خلال اعتماد مفهوم الرد عليه والمبادرة لاجتثاثه فضلاً عن جهوده وإسهاماته فى العقيدة العسكرية التى بلغت ذروتها فى قدرات القيادة والمناورة الخارقة التى أبداها فى حرب أكتوبر عام 1973 عند عبور قوات الجيش الإسرائيلى قناة السويس ومحاصرة الجيش الثالث الميدانى المصرى".

كان قد توفى شارون عن عمر يناهز 85 عاما بعد أن دخل فى غيبوبة قبل 8 سنوات إثر إصابته بجلطة دماغية فى أوج قوته السياسية، كما كان له تاريخ دمويا طويلا ضد العرب والفلسطينيين وصاحب أبشع مجازر فى التاريخ الحديث.