من كتاب (أخبار الحمقى والمغفلين

[قسورة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب (أخبار الحمقى والمغفلين) للإمام الحافظ ابن الجوزي بتصرف.

1- قال بعضُهم: رأيت مؤذّناً يؤذّن ثمّ ركض، فقلت: إلى أين؟، فقال: أحبّ أن أعرفَ إلى أين يبلغُ مدى صوتي.

2- كان رجلٌ في الصفّ الأول من وراء الإمام، فقرأ الإمام شيئاً فقطع الصلاة وقدّم ذلك الرجل ليؤمّ الناس، فوقف طويلاً، فلمّا أعيى النّاس سبّحوا له وهو لا يتحرّك، فأبعدوه وقدّموا غيرَه، فعاتبوه فقال: ظننته يقول لي: احفظْ مكاني حتّى أرجع.

3- مرّ رجلٌ بإمام يصلّي بقوم فقرأ: "ألم غُلِبَت الترك"، فلمّا فرغ قلت: يا هذا! إنّما هو "غُلِبَتْ الرّوم" فقال: كلّهم أعداء لا نبالي من ذُكِرَ منهم.

4- وقرأ إمام : ولا الظّالين – بالظاء -، فرفسه رجل من خَلْفِه، فقال الإمام: آه ضهري – بالضاد -، فقال له الرجل: يا كذا وكذا! خُذ الضّاد من ضهرك واجعلها في الظالمين وأنت في عافية.

5- قرأ إمام في صلاته: "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر، فتمّ ميقات ربه: خمسين ليلة" فجذبه رجل وقال: لا تعرف القراءة فذاك حسن، وما تحسن تحسب؟.

6- كان أعرابي يقول: اللهمّ اغفر لي وحدي، فقيل له: لو عمّمت بدعائك فإنّ اللهَ واسعُ المغفرة، فقال: أكره أن أثقلَ على ربي.

7- وصلّى بعض الأعراب خلْفَ بعض الأئمة في الصفّ الأوّل وكان اسمُ الأعرابي (مجرماً)، فقرأ الإمام: والمرسلات..إلى قوله: "ألم نهلك الأولين" فتأخّر البدوي إلى الصف الأخير فقال: "ثمّ نتبعهم الآخرين" فرجع إلى الصف الأوسط فقال: "كذلك نفعل بالمجرمين" فولّى هارباً وهو يقول: ما أرى المطلوب غيري.

8- حكى بعضُهم: اجتمعنا ثلاثة نفرٍ من الشعراء في قرية تسمّى (طيهاثا) فشربنا يومها، ثم قلنا: ليقلْ كلُّ واحدٍ بيتَ شِعْرٍ في وصف يومنا، فقلت: "نلنا لذيذ العيش في طيهثا". فقال الثاني: "لما احتثثنا القدح احتثاثا"، فأغْلِقَ على الثالث فقال: "امرأتي طالقٌ ثلاثا". ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه.

9- مرض رجل مرّة، فلما اشتد عليه المرض أمر بجمع العيدان والطنابير والمزامير إلى بيته، فأنكروا عليه ذلك فقال: إنّما فعلت ذلك لأني سمعت أنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه شيءٌ من آلات الملاهي والفجور، فإنْ كان ملكُ الموت من الملائكة، دفعته عنّي بهذه الأشياء.

10- شهد رجل عند بعض القضاة على رجل، فقال المشهود عليه: أيها القاضي، تقبلُ شهادته ومعه عشرون ألفَ دينار ولم يحجَّ إلى بيت الله الحرام؟، فقال: بلى حججت، قال: فاسأله عن زمزم، فقال: حججت قبل أن تحفر زمزم فلم أرها.