﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾

[د. محمد الرمادي]

﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾

﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء ﴾

« الْقوي الأمين ~ الجزء الأول »

الخطوط العريضة لـ

« خطبة جمعة ٨ شعبان ١٤٣٥ هـ ~ ٦يونيه ٢٠١٤ »

الحمد لله رب العالمين
يا رب اللهم أنصر الإسلام وأعز المسلمين اللَّهُمَّ اجْعَلْنا نُعَظِّمُ شُكْرَكَ ، ونشكر نعمتك ونقدس اسماءك ونحمدك ونثني كاملَ الثناءِ عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك العليّة وحضرتك البهية وَنُكْثِرُ ذِكْرَكَ ، وَنَتَّبِعُ نَصِيحَتَكَ ، وَنَحْفَظُ وَصِيَّتَكَ ونرجو عفوك ورضاك ونتعبدك كما أمرت رسولك

آلهي ... يا آلهي أشهد أنك الرب وحدك لا شريك لك و لا ند ومثيل لك ولا معين ولا مشير ولا صاحبة ولا ولد لك
سبحانك سبحانك لا آله غيرك أنت الفرد الصمد الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد
فـ من اعتمد علىٰ الناسِ .. ملَّ
ومن اعتمد علىٰ مالِه ... قلَّ
ومن اعتمد علىٰ علمه .. ضلَّ
ومناعتمد علىٰ سلطانه .. زلَّ
ومن اعتمد علىٰ عقله اختلَّ
ومَن اعتمد علىٰ الله تعالى فلا ملّ ؛ ولا زلّ ؛ ولا قلّ ؛ ولا ضلّ ؛ ولا اختلّ .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله ..
أما بعد !
أخي المسلم الكريم!
نطق القرآن على لسان المرأة الصالحة فقال :
﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ ﴿القصص: ٢٦﴾
بعد ظهور نتائج الإنتخابات الرئاسية في كنانة الله في أرضه نرسل رسالتين؛
[1] الأولى لشعب مصر؛ و
[2] الثانية للرئيس المنتخب.

فما هي أمة محمد :"وَأُمَّتُهُ وَسَطٌ ، نبدءُ بما بدء به الذكر الحكيم والقرآن المجيد فقال مَن رفع السموات بغير عمدٍ نراها

﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ﴾ ؛
ثم ثنى بأمته فقال تَعَالَى فِيهِمْ:
﴿ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ ؛
ثم وصفهم من تعالى في سماه وتقدست اسماه فقال في الوصف الأول
[ 1.] ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾ ؛
ثم جاء الوصف الثاني ﴿ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾؛
ثم وصف ثالثاً حالهم فقال ﴿ تَرَاهُمْ رُكَّعًا ﴾ ؛
ثم جاء الوصف الرابع لحالهم ﴿ سُجَّدًا ﴾ ؛
ثم قال ﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ ﴾ هذا أولاً ؛
وثانياً ﴿ وَرِضْوَانًا ﴾؛
ثم تكلم عن نعتهم فقال ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ ؛
ثم تحدث القرآن عن مَن سبقنا من أهل الكتاب ؛ فذكر أولاً أتباع الكليم بن يعقوب بن إبراهيم : موسى ؛ عليهم جكيعاً الصلوات والسلامات فقال :
﴿ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ﴾ ؛
ثم تكلم عن أتباع السيد الجليل عيسى ابن العذراء البتول مريم بنت عمرآن التي أحصنت فرجها؛ فقال: ﴿ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ ﴾؛
ثم وصفهم وصفاً يليق بدورهم فقال ﴿ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ؛
فَآزَرَهُ ؛
فَاسْتَغْلَظَ ؛
فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾ ؛
ثم أخذ الوعد والعهد على نفسه العليا وذاته العلوية البهية الصمدية فقال: ﴿ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ ﴿الفتح: ٢٩﴾
فما هي صفاتهم وسجاياهم في القرآن؛
اسمع إليه وَهو يقَول تَعَالَى
فَـ
﴿ سَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ ﴾ ؛
ما صفة هؤلاء القوم يارب ؛ أعلمنا يارب صفتهم ؛ فقال مولانا
]١ ] ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ ؛
ثم قال ]٢[ ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ؛ هناك قال رحماء وهنا أذلة ؛
ثم قال خالقنا ]٣[ ﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ ؛ هناك قال أشداء؛
ثم ماذا يارب ﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ﴾؛ هذا نعتٌ وصفة آخرى ]٤[ ﴿ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ ؛
﴿ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ ﴿المائدة: ٥٤﴾.
هذا في محكم الكتاب المجيد ؛
فبماذا تحب في أمتك يا محمد يانبي الرحمة
فِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ ، عِنْدَ وُرُودِ الشُّبُهَاتِ ، وَ
يُحِبُّ الْعَقْلَ عِنْدَ حُلُولِ الشَّهَوَاتِ
هذا الشق الأول من الرسالة؛
أما الشق الثاني :
الولاية على الناس أمانة اختص الله تعالى بها بعض الناس ، وسوف يسألهم عنها يوم القيامة؛ قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ ﴿النساء: ٥٨﴾.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : لَتُؤدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ. [أخرجه أحمد 2/235(7203) و "البُخاري" في الأدب المفرد (183) و"مسلم" 8/18].
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
**
اشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أنمحدمدا عبده ورسوله

وقالت المرأة الصالحة لأبيها ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ ﴿القصص: ٢٦﴾

خالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، يَسْتَعْمِلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْحَرْبِ ، مُنْذُ أَسْلَمَ ، وَقَالَ :" إنَّ خَالِدًا لَسَيْفٌ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ"؛ مَعَ أَنَّهُ أَحْيَانَا كَانَ قَدْ يَعْمَلُ مَا يُنْكِرُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى إنَّهُ - مَرَّةً - رَفَعَ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : "اللَّهُمَّ إنِّي أَبْرَأُ إلَيْك مِمَّا فَعَلَ خَالِدٌ " .

لَمَّا أَرْسَلَهُ إلَى خُزَيْمَةَ فَقَتَلَهُمْ ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ بِنَوْعِ شُبْهَةٍ ، وَلَمْ يَكُنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ، وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ ، حَتَّى وَدَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَضَمِنَ أَمْوَالَهُمْ ، وَمَعَ هَذَا فَمَا زَالَ يُقَدِّمُهُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ أَصْلَحَ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَفَعَلَ مَا فَعَلَ بِنَوْعِ تَأْوِيلٍ .
وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَصْلَحَ مِنْهُ فِي الْأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ ، وَمَعَ هَذَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرٍّ إنِّي أَرَاك ضَعِيفًا ، وَإِنِّي أُحِبُّ لَك مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي : لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ} . رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
نَهَى أَبَا ذَرٍّ عَنْ الْإِمَارَةِ وَالْوِلَايَةِ ؛ لِأَنَّهُ رَآهُ ضَعِيفًا .
مَعَ أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ : " مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ ، أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ ".


عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:
قُلْتُ :" يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي ؟ ".
قَالَ :" فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي " ، ثُمَّ
قَالَ :" يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ".
وَفِي رِوَايَةٍ ؛ قَالَ لَهُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ؛إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا ؛ وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي ؛ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ ؛ وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ. أخرجه مسلم 6/6(4746).

[مُنـــــايا]

يسلموا لروعة الطرح المميز والانتقاء الجيد
والافاده القيمه
بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك
خالص شكري وتقديري

دمت بكل خير

[د. محمد الرمادي]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منـايا يسلموا لروعة الطرح المميز والانتقاء الجيد والافاده القيمه بارك الله فيك وجعله بميزان حسناتك خالص شكري وتقديري دمت بكل خير

أسعدني كثيراً مرورك الكريم وتقيمك الكبير
أخوك
محمد

[العاشق الذى لم يتب]

شكرا
للإنتقاء الرائع
جزيت خيرا
تحياتى