عمالقة المونديال: إيطاليا .. ازمة ثقة أم شخصية الكبار؟!

[العاشق الذى لم يتب]

عندما نتحدث عن منتخب إيطاليا فإننا نصف معنى البطولة التي تنبثق من رحم الخطط التكتيكية وفكر المدربين العظماء وتميز الرجال فوق أرض الملعب، إيطاليا انشأت مدرسة كروية مميزة تخدم جميع المدارس الكروية حول العالم في الوقت الحالي مثلما خدمت منتخبها الذي حصد أربعة ألقاب في تاريخ المونديال.
لذلك سيقع منتخب إيطاليا المشارك في المونديال تحت مجهرنا هو الآخر في فقرة عمالقة المونديال.

نقاط القوة:
1- بوفون في حراسة المرمى، شخصية بوفون القيادية وقدرته على تخليص أصعب الكرات قبيل أن تجتاز خط مرماه تجعل منه أسطورة في حراسة المرمى بدون أدنى شك، جيانلويجي مكسب للكرة الإيطالية حتى مع تراجع مستواه الفني مؤخراً.




2- شخصية الكبار، ميزة المنتخب الإيطالي تحت قيادة تشيزاري برانديلي رغم جميع الانتقادات التي توجه له هو استعادة شخصية الفرق الكبيرة التي افتقدت في الفترة ما بين 2006 – 2010. وصول إيطاليا إلى المباراة النهائية من يورو 2012 يؤكد صحة هذه النظرية، ومن غير المستبعد أن يتواصل النجاح في مونديال البرازيل.
3- استيعاب اللاعبين استراتيجيتين مختلفتين تكتيكياً، لاعبوا المنتخب الإيطالي يتأقلمون مع خطة 3-5-2 التي تكاد تكون حصرية للكرة الإيطالية في الوقت الحالي، كما ينتقلون بمرونة تامة إلى خطة 4-4-2 أثناء المباراة الواحدة أو خلال عدة مباريات. هذا التغيير في الخطة دون حدوث خلل في منظومة عمل الفريق مفيد جداً كونه يزيد من صعوبة مدرب المنافس على قراءة فكر برانديلي.
4- هدافين شباب وخط وسط مفكر، في تشكيلة إيطاليا هناك عدة مهاجمين وجميعهم مميزون أبرزهم إيموبيلي وإنسيني ما دام بالوتيلي يصر على تقمص شخصية الرجل المشاكس. أما في خط الوسط فتواجد الخبرة والشباب في صناعة اللعب مفيد جداً والمتمثل بفيراتي وبيرلو، بالإضافة إلى تواجد العنصر الدفاعي مثل دي روسي وموتا.




نقاط الضعف:
1- تراجع مستوى خط الدفاع، كيليني وبارزالي وبونوتشي قدموا مستوى طيب مع يوفنتوس لكن مستوى كل فرد منهم انخفض كثيراً من الناحية الفنية، كما أن المنظومة الدفاعية في المنتخب الايطالي أصبحت هشة نسبياً منذ بدء بطولة كأس القارات 2013.
2- بالوتيلي، ربما يكون مصدر القوة والقائد الرئيسي لنجاح الفريق في المونديال لكنه على الأرجح سيكون تأثيره سلبي على تركيز زملائه إن استمر في خلق المشاكل مع الجماهير ووسائل الاعلام وحتى مع أصدقائه في المنتخب، بالوتيلي قد يؤدي إلى حدوث توتر في غرف خلع الملابس.
3- غياب الانتصارات، منذ الفوز على التشيك في أيلول الماضي خاض الطليان سبع مباريات تلقوا الهزيمة في مباراة وحيدة وتعادلوا في ست مباريات. ازمة الثقة التي يمر بها رجال برانديلي مقلقة قبيل المونديال.

الطريق إلى النهائي:
المنتخب الإيطالي من الوارد اقصائه من الدور الأول، منافسة إنجلترا والأوروجواي لن تكون سهلة على الاطلاق في المجموعة الرابعة، أما في حال الوصول إلى الدور الثاني فإن صدارة المجموعة ستحدد صعوبة المواجهة كون كولومبيا أقوى منتخبات المجموعة الثالثة.
أما في دور الثمانية فإن المواجهة ستكون نارية دون أدنى شك كون البرازيل وإسبانيا وهولندا وتشيلي يقعون على ذات الخط من المنافسة.


مفارقات:
المنتخب الايطالي اعتاد أن يكون خط دفاعه الأقوى في الفريق، لكن اليوم أصبح خط دفاعه يتلقى العديد من الأهداف ويفتقر للتنظيم أو حتى للنجوم المميزين في قمة عطائهم.

احصاءات وأرقام
شارك المنتخب الايطالي في جميع بطولات كأس العالم باستثناء مونديال السويد 1958 عندما لم ينجح في التأهل للمسابقة.
إيطاليا من المنتخبات المتذبذبة المستوى، فإما أن يحصد اللقب أو يصل لنصف النهائي أو يخرج من الدور المجموعات! إيطاليا أقصيت من الدور الثاني في مناسبتين فقط!


إيطاليا خاضت 80 مباراة في المونديال، حققت الفوز في 44 مباراة وتلقت 15 هزيمة، سجلت 126 هدف وتلقت شباكها 74 هدف.
الآزوري حصد اللقب العالمي في أربع مناسبات وحل وصيفاً في مناسبتين بينما حل في المركز الثالث مرة واحدة فقط. كمان أنه المنتخب الوحيد رفقة البرازيل الذي نجح في الحفاظ على لقبه بطلاً للمونديال، حصل ذلك أعوام 1934 و1938.
فرنسا وألمانيا والأرجنتين والبرازيل أكثر من واجه الطليان في المونديال بواقع خمس مباريات لكل فريق، الجميل أنه الآزوري تفوق على جميع هذه المنتخبات من حيث عدد الانتصارات باستثناء البرازيل التي تتعادل معه بواقع انتصارين لكل منهم.
روبيرتو باجيو وبابلو روسي وكريستيان فييري أكثر اللاعبين تسجيلاً لإيطاليا في المونديال بواقع تسعة أهداف لكل منهم.
إيطاليا حققت اللقب عام 1938 بعد تحقيق أربعة انتصارات من أربع مباريات، بينما تعادلت في ثلاث مباريات ورغم ذلك توجت بلقب مونديال 1982! الطريف أيضاً أنها خسرت مونديال 1994 بعد أن حققت ست انتصارات وتعادلت مرة وحيدة فقط دون أن تتلقى أي هزيمة!