..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : نغم الشام بعد المغيب.. - مشاركات : 5 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 5 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : د/ عبد الله - مشاركات : 6 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : جبل عالي - مشاركات : 17 -

الإهداءات


احاديث ضعيفه ........... تابع المسابقة

المواضيع المكذوبه والاحاديث الضعيفه


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /08-31-2014, 09:45 AM   #1

مشرف سابق

 

 رقم العضوية : 37935
 تاريخ التسجيل : Dec 2009
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : ام الدنيـــــــا
 المشاركات : 32,579
 النقاط : شاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond reputeشاعر واسير الحب has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 134165
 قوة التقييم : 68

شاعر واسير الحب غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى شاعر واسير الحب

أوسمة العضو

وسام تميز شرطة المنتدى مسابقة ادم الحصرى مسابقة تنشيط الفلاشات المركز الاول وسام تكريم من الخزعبلات وسام المشرف المميز المسابقه السياسيه التحليله وسام المركز الثانىchant flash وسام تميز فى السويتش ماكس نشاط فوتوشوبي وسام المشرف المميز 

افتراضي احاديث ضعيفه ........... تابع المسابقة

طبعا قرأنا واتينا ولسنا بمحققين للاحاديث واتينا بها من علماء بارك الله فيهم
الكتاب : السلسلة الضعيفة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
مصدر الكتاب : برنامج منظومة التحقيقات الحديثية - المجاني - من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية



1 - " لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام و الشراب ، فإن القلب كالزرع يموت إذا كثر
عليه الماء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :
لا أصل له . و إن جزم الغزالي بعزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقد
قال مخرجه العراقي ( 3 / 70 ) " لم أقف له على أصل " .
(1/47)
- " إذا أضل أحدكم شيئا ، أو أراد أحدكم غوثا ، و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل :
يا عباد الله أغيثوني ، يا عباد الله أغيثوني ، فإن لله عبادا لا نراهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 109 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الكبير " ( مجموع 6 / 55 / 1 ) : حدثنا الحسين
بن إسحاق : حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدثني
أبي عن عبد الله بن عيسى عن ابن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي الله صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره . و زاد في آخره : " و قد جرب ذلك " . قلت : و هذا سند
ضعيف . و فيه علل : 1 و 2 - عبد الرحمن بن شريك و هو ابن عبد الله القاضي و
أبوه كلاهما ضعيف ، قال الحافظ في الأول منهما : " صدوق يخطيء " . و قال في
أبيه : " صدوق يخطيء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . و قد أشار
إلى هذا الهيثمي بقوله في " المجمع " ( 10 / 132 ) : " رواه الطبراني و رجاله
وثقوا على ضعف في بعضهم ، إلا أن يزيد ( كذا ) بن علي لم يدرك عتبة " . 3 -
الانقطاع بين عتبة و ابن علي ، هكذا وقع في أصلنا الذي نقلنا منه الحديث ( ابن
علي ) غير مسمى ، و قد سماه الهيثمي كما سبق ( يزيد ) ، و أنا أظنه وهما من
الناسخ أو الطابع ، فإنه ليس في الرواة من يسمى ( يزيد بن علي ) و الصواب ( زيد
بن علي ) و هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ولد سنة ثمانين ، و
مات عتبة سنة عشرين على أوسع الأقوال فبين وفاته و ولادة زيد بن علي دهر طويل !
و قال الحافظ ابن حجر في " تخريج الأذكار " : " أخرجه الطبراني بسند منقطع عن
عتبة بن غزوان مرفوعا و زاد في آخره " و قد جرب ذلك " . ثم قال الحافظ : " كذا
في الأصل ، أي الأصل المنقول منه هذا الحديث من كتاب الطبراني ، و لم أعرف
تعيين قائله ، و لعله مصنف المعجم ، و الله أعلم " . فقد اقتصر الحافظ على
إعلاله بالانقطاع ، و هو قصور واضح لما عرفت من العلتين الأوليين . و أما دعوى
الطبراني رحمه الله بأن الحديث قد جرب ، فلا يجوز الاعتماد عليها ، لأن
العبادات لا تثبت بالتجربة ، كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله . و مع أن هذا
الحديث ضعيف كالذي قبله ، فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من
الأولياء و الصالحين ، لأنهما صريحان بأن المقصود بـ " عباد الله " فيهما خلق
من غير البشر ، بدليل قوله في الحديث الأول : " فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه
عليهم " . و قوله في هذا الحديث : " فإن لله عبادا لا نراهم " . و هذا الوصف
إنما ينطبق على الملائكة أو الجن ، لأنهم الذين لا نراهم عادة ، و قد جاء في
حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة . أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ : " إن
لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا
أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني " . قال الحافظ كما
في " شرح ابن علان " ( 5 / 151 ) : " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا ، أخرجه
البزار و قال : لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من
هذا الوجه بهذا الإسناد " . و حسنه السخاوي أيضا في " الابتهاج " و قال الهيثمي
: " رجاله ثقات " . قلت : و رواه البيهقي في " الشعب " موقوفا كما يأتي . فهذا
الحديث - إذا صح - يعين أن المراد بقوله في الحديث الأول " يا عباد الله " إنما
هم الملائكة ، فلا يجوز أن يلحق بهم المسلمون من الجن أو الإنس ممن يسمونهم
برجال الغيب من الأولياء و الصالحين ، سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، فإن
الاستغاثة بهم و طلب العون منهم شرك بين لأنهم لا يسمعون الدعاء ، و لو سمعوا
لما استطاعوا الاستجابة و تحقيق الرغبة ، و هذا صريح في آيات كثيرة ، منها قوله
تبارك و تعالى : *( و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ، إن تدعوهم لا
يسمعوا دعائكم ، و لو سمعوا ما استجابوا لكم ، و يوم القيامة يكفرون بشرككم ، و
لا ينبئك مثل خبير )* ( فاطر 13 - 14 ) . هذا ، و يبدو أن حديث ابن عباس الذي
حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه ، لأنه قد عمل به ، فقال ابنه عبد الله في "
المسائل " ( 217 ) : " سمعت أبي يقول : حججت خمس حجج منها ثنتين [ راكبا ] و
ثلاثة ماشيا ، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا ، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا
، فجعلت أقول : ( يا عباد الله دلونا على الطريق ! ) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت
على الطريق . أو كما قال أبي ، و رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 455 / 2 ) و
ابن عساكر ( 3 / 72 / 1 ) من طريق عبد الله بسند صحيح . و بعد كتابة ما سبق
وقفت على إسناد البزاز في " زوائده " ( ص 303 ) : حدثنا موسى بن إسحاق : حدثنا
منجاب بن الحارث : حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد [ عن أبان ] ابن صالح
عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا
إسناد حسن كما قالوا ، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد و هو الليثي و هو
من رجال مسلم ، على ضعف في حفظه ، قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " .
و موسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة ، ترجمه الخطيب البغدادي في " تاريخه
" ( 13 / 52 - 54 ) ترجمة جيدة . نعم خالفه جعفر بن عون فقال : حدثنا أسامة بن
زيد .... فذكره موقوفا على ابن عباس . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /
455 / 1 ) . و جعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل ، فإنهما و إن كانا من رجال
الشيخين ، فالأول منهما لم يجرح بشيء ، بخلاف الآخر ، فقد قال فيه النسائي :
ليس بالقوي . و قال غيره : كانت فيه غفلة . و لذلك قال فيه الحافظ : " صحيح
الكتاب ، صدوق يهم " . و قال في جعفر : " صدوق " . و لذلك فالحديث عندي معلول
بالمخالفة ، و الأرجح أنه موقوف ، و ليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها
في حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب . و
الله أعلم . و لعل الحافظ ابن حجر رحمه الله لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة ،
لانكشفت له العلة ، و أعله بالوقف كما فعلت ، و لأغناه ذلك عن استغرابه جدا ، و
الله أعلم .
(2/233)
657 - " من ترك أربع جمعات من غير عذر ، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 112 ) :

ضعيف . أخرجه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( ق 34 / 1 ) من
طريق شريك عن عوف الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، لأن شريكا هذا و هو ابن عبد الله القاضي ضعفوه لسوء
حفظه . لاسيما و قد خولف في لفظه و رفعه ، فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 2 /
719 ) : حدثنا حميد بن مسعدة : أخبرنا سفيان بن حبيب عن عوف به موقفا على ابن
عباس بلفظ : " من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات ، فقد نبذ .... " إلخ . قلت : و
هو إسناد صحيح كما قال المنذري ( 1 / 261 ) ، و رجاله ثقات رجال مسلم غير سفيان
بن حبيب ، و هو ثقة أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " و منه تعلم خطأ
الهيثمي في إطلاقه قوله ( 2 / 193 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . و الحديث
أورده الغزالي في " الإحياء " ( 1 / 160 ) مرفوعا بلفظ : " ثلاث " ، فقال مخرجه
الحافظ العراقي : " رواه البيهقي في " الشعب " من حديث ابن عباس " . قلت : فهذا
يدل بظاهره أنه مرفوع عند البيهقي فليراجع من استطاع إسناده في " شعب الإيمان "
، فإنه لا يزال غالبه غير مطبوع حتى الآن . و قد أخرجه الشافعي في " مسنده " (
رقم 381 - ترتيب السندي ) : أخبرنا إبراهيم بن محمد : حدثني صفوان بن سليم عن
إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " من
ترك الجمعة من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى و لا يبدل " . و في بعض
الحديث : ( ثلاثا ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا إبراهيم بن محمد و هو ابن أبي
يحيى المدني متروك . و أما إبراهيم بن عبد الله بن سعيد عن أبيه ، فلم أعرفهما
، و لم يترجمهما الحافظ في " التعجيل " . و الله أعلم .
(2/234)
658 - " عج حجر إلى الله تعالى فقال : إلهي و سيدي عبدتك منذ كذا و كذا سنة ( و في
رواية : ألف سنة ) ، ثم جعلتني في أس كنيف ؟ فقال : أوما ترضى أن عدلت بك عن
مجالس القضاة ؟ " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) :
موضوع . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 من مجموع الظاهرية
رقم 92 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 324 / 1 - 2 ) من طريق أبي
معاوية عبيد الله بن محمد القري المؤدب قال مرة : حدثنا محمود بن خالد : حدثنا
عمر عن الأوزاعي ، و مرة قال : عبد الرحمن بن إبراهيم : حدثنا الوليد بن مسلم
عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا . و قال
الرازي : " هذا حديث منكر ، و أبو معاوية القري هذا ضعيف و كان يحدث بهذا
الحديث بالإسنادين جميعا " . و أقره الشيخ أحمد بن عز الدين بن عبد السلام في "
النصيحة بما أبدته القريحة " ( ق 41 / 1 ) . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع
" من رواية تمام و ابن عساكر عن أبي هريرة . و تعقبه شارحه المناوي . بكلام
الرازي هذا ، و نقل الحافظ في " اللسان " عن ابن عساكر أنه قال فيه : " كان
ضعيفا " . ثم رأيت السيوطي قد أورد الحديث في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( رقم
632 ) من رواية تمام و إنكاره للحديث . و وافقه ابن عراق فأورده في " تنزيه
الشريعة " ( 315 / 2 ) و قال : " قال الذهبي في " تلخيص الواهيات " ، و ابن حجر
في " لسان الميزان " : هذا موضوع " .
(2/235)
659 - " أيما شاب تزوج في حداثة سنه ، عج شيطانه : يا ويله عصم مني دينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 113 ) :

موضوع . رواه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 115 / 1 ) و من طريقه ابن حبان في
" الضعفاء " ( 1 / 275 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 162 / 2 من الجمع بين
زوائده و زوائد " الصغير " ) و ابن زيدان في " مسنده " ( 20 / 1 ) و الخطيب ( 8
/ 33 ) و ابن عساكر ( 8 / 506 / 1 ) عن خالد بن إسماعيل المخزومي : حدثنا عبيد
الله بن عمر عن صالح بن أبي صالح مولى التوأمة عن جابر مرفوعا به . قلت : و
هذا موضوع ، و له آفتان : الأولى : صالح هذا ، فإنه ضعيف ، و لكن الحمل فيه على
غيره . الثانية : خالد هذا و كنيته أبو الوليد ، قال ابن حبان : " روى عن عبيد
الله بن عمر العجائب ، لا يجوز الاحتجاج به بحال ، و لا الرواية عنه " . و قال
الذهبي : " قال ابن عدي : كان يضع الحديث ، و قال الدارقطني : متروك " . و لهذا
وصفه الذهبي في " الكنى " من " ميزانه " بأنه " الكذاب " . و قال الحافظ محمد
بن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية في بعض أبحاثه في التفسير و الحديث <1> : " هذا
حديث موضوع ، و خالد بن إسماعيل المخزومي متروك " و قال الهيثمي في " المجمع "
( 4 / 253 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " و فيه خالد بن إسماعيل
المخزومي و هو متروك " . قلت : و قد تابعه عصمة بن محمد بن عبيد الله بن عمر به
. أخرجه ابن عساكر ( 18 / 76 / 1 ) ، و لكنها متابعة لا تسمن و لا تغني من جوع
، فإن عصمة هذا حاله كحال المخزومي ، فقال الدارقطني و غيره : " متروك " . و
قال يحيى : " كذاب يضع الحديث " .

-----------------------------------------------------------
[1] مخطوط في المكتبة الظاهرية بدمشق ( حديث 405 / 225 / 1 ) . ا هـ .
(2/236)
660 - " كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه و يقول : بسم الله الذي لا إله غيره
الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم و الحزن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 114 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الأوسط " ( ص 451 - زوائده نسخة الحرم المكي
) و الخطيب ( 12 / 480 ) عن كثير بن سليم أبي سلمة سمعت أنسا به . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا من أجل كثير هذا ، قال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث "
. و قال النسائي و الأزدي : " متروك " . و ضعفه غيرهم . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع " عن الخطيب و لم يتعقبه الشارح بشيء . و قد وجدت له طريقا آخر ،
رواه ابن السني ( رقم 110 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 301 ) عن سلامة عن
زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس . و هذا موضوع ، سلامة هو الطويل كذاب .
(2/237)
661 - " كنت أول النبيين في الخلق ، و آخرهم في البعث ، [ فبدأ بي قبلهم ] " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) :

ضعيف . رواه تمام في " فوائده " ( 8 / 126 / 1 ) و أبو نعيم في " الدلائل "
( ص 6 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 93 / 1 ) من طريق سعيد بن بشير : حدثنا
قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و له علتان :
الأولى : عنعنة الحسن . الثانية : سعيد بن بشير ، قال الحافظ : " ضعيف " . و
خالفه أبو هلال فقال : عن قتادة مرسلا ، فلم يذكر فيه الحسن عن أبي هريرة .
أخرجه ابن سعد ( 1 / 149 ) . و الحديث أورده ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم من
الوجه الأول ، و فيه الزيادة التي بين القوسين [ ] ، ثم قال ابن كثير : " سعيد
بن بشير فيه ضعف ، و قد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به مرسلا ، و هو أشبه
، و رواه بعضهم عن قتادة موقوفا " . و عزاه المناوي لابن لال و الديلمي كلهم من
حديث سعيد بن بشير به ، ثم قال : " و سعيد بن بشير ضعفه ابن معين و غيره " .
قلت : و في ترجمته أورد الذهبي هذا الحديث من غرائبه ! و يغني عن هذا الحديث
قوله صلى الله عليه و آله وسلم : " كنت نبيا و آدم بين الروح و الجسد " . رواه
أحمد في " السنة " ( ص 111 ) عن ميسرة الفجر . و سنده صحيح ، و لكن لا دلالة
فيه و لا في الذي قبله على أن النبي صلى الله عليه وسلم أول خلق الله تعالى ،
خلافا لما يظن البعض . و هذا ظاهر بأدنى تأمل .
(2/238)
662 - " صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي ، القدرية و المرجئة . قلت يا رسول الله :
ما المرجئة ؟ قال : قوم يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل . قلت : ما القدرية ؟
قال : الذين يقولون المشيئة إلينا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 115 ) :

موضوع بهذا التمام . رواه الخطيب في " المتشابه في الرسم " ( 144 / 1 ) عن
الحسن بن سعيد المطوعي : أخبرنا عبدان العسكري حدثنا الحسن بن علي بن بحر
أخبرنا إسماعيل بن داود الجزري : أخبرنا أبو عمران الموصلي عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، أبو عمران اسمه سعيد بن ميسرة ، قال البخاري : "
منكر الحديث " . و قال ابن حبان ( 1 / 313 ) : " يقال إنه لم ير أنسا . و كان
يروي عنه الموضوعات التي لا تشبه أحاديثه ، كأنه كان يروي عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم ما يسمع القصاص يذكرونه في القصص " . و قال الحاكم : " روى عن
أنس موضوعات " . و كذبه يحيى القطان . و بقية الرواة لم أعرف منهم غير عبدان .
و الحديث أورد السيوطي شطره الأول في " الجامع " دون قوله : " قلت : يا رسول
الله ........ " . و عزاه لأبي نعيم في " الحلية " عن أنس ، و الطبراني في "
الأوسط " عن واثلة و عن جابر ، و هو في " الحلية " ( 9 / 254 ) من طريق عبد
الحكم بن ميسرة : حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعا . و هذا سند ضعيف
: عبد الحكم هذا ضعفه الدارقطني فقال : " يحدث بما لا يتابع عليه " . و ذكره
النسائي في " كتاب الضعفاء " كما في " اللسان " . و لم أره في " ضعفاء النسائي
" المطبوع في الهند . و الله أعلم . و في حديث واثلة عند الطبراني محمد بن محصن
و هو متهم : و في حديث جابر عنده بحر بن كنيز السقاء ، و هو متروك انظر "
المجمع " ( 7 / 206 ) .
(2/239)
663 - " لا راحة للمؤمن دون لقاء الله عز وجل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 116 ) :
لا أصل له مرفوعا . و إنما رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( ص 156 ) من
طريق إبراهيم قال : قال عبد الله فذكره . و هذا إسناد رجاله ثقات كلهم و
ظاهره الانقطاع بين إبراهيم ، و هو النخعي و عبد الله و هو ابن مسعود ، لكن قال
الحافظ أبو سعيد العلائي في النخعي : " هو مكثر من الإرسال ، و جماعة من الأئمة
صححوا مراسيله ، و خص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود " . قلت : و ذلك لما
رواه الأعمش قال : قلت لإبراهيم : أسند لي عن ابن مسعود . فقال إبراهيم : إذا
حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت ، و إذا قلت : " قال عبد الله " فهو
عن غير واحد عن عبد الله " . ذكره في " التهذيب " . فمثل هذا الإسناد يمكن
تحسينه . و الله أعلم . و قال السيوطي في " الدرر " : " أورده في " الفردوس "
عن أبي هريرة مرفوعا و لم يسنده " . ثم رأيته في " حديث أبي الحسن الأخميمي " (
2 / 63 / 1 ) من طريق سفيان الثوري عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : قال عبد
الله بن مسعود : " ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ، فمن كانت راحته في لقاء
الله عز وجل فكأن قد " . فهذه طريق أخرى موقوفة على ابن مسعود ، فهو عنه صحيح
إن شاء الله تعالى .
(2/240)
664 - " من كنوز البر كتمان المصائب ، و ما صبر من بث " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 42 ) عن داود بن المحبر :
حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي : حدثنا عبد الله بن الأسود الأصبهاني عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، أورده أبو نعيم في ترجمة عبد
الله بن الأسود هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، لكن عنبسة و داود كلاهما
كذاب ، فأحدهما آفته .
(2/241)
665 - " الصدقة تمنع ميتة السوء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

ضعيف . رواه أبو عبد الله القاضي الفلاكي في " فوائده " ( 87 / 2 ) :
أخبرنا عمر بن القاسم المقري : أخبرنا القاسم بن أحمد الملطي : حدثنا لوين :
حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد موضوع ، المتهم به الملطي هذا و هو القاسم بن إبراهيم ، و ما في الأصل "
ابن أحمد " خطأ ، فإن الذي يروي عن لوين و عنه عمر بن القاسم هو القاسم بن
إبراهيم و هو كذاب ، و بقية رجال الإسناد ثقات معروفون ، غير عمر بن القاسم
المقري و هو صدوق كما قال الخطيب ( 11 / 269 ) . و الحديث عزاه في " الجامع "
للقضاعي عن أبي هريرة ، و قال شارحه المناوي : " قال ابن حجر : فيه من لا يعرف
، و به يرد قول العامري : صحيح " . قلت : و لعل تصحيح العامري من أجل شاهده
الذي أخرجه الترمذي ( 2 / 23 ) عن أنس مرفوعا بلفظ " تدفع " و قال : " غريب " .
قلت : و فيه عبد الله بن عيسى الخزاز ، قال النسائي : " ليس بثقة " . فلا يصلح
إذن حديثه للشواهد . و سيأتي إن شاء الله .
(2/242)
666 - " حاكوا الباعة فإنه لا ذمة لهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 117 ) :

لا أصل له بهذا اللفظ . غير أن الحافظ ابن حجر قال : " ورد بسند ضعيف ، لكن
بلفظ : ( ماكسوا الباعة فإنه لا خلاق لهم ) " . قال : و ورد بسند قوي عن الثوري
أنه قال : كان يقال : و ذكره " . كذا في " المقاصد الحسنة " للسخاوي ( ص 179 )
.
(2/243)
667 - " غبن المسترسل حرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني في " الكبير " عن أبي أمامة مرفوعا . قال
الهيثمي ( 4 / 76 ) : " و فيه موسى بن عمير الأعمى ، و هو ضعيف جدا " . و لهذا
قال في " المقاصد " : " و سنده ضعيف جدا " . و زاد عليه في " كشف الخفاء " ( 1
/ 342 ) : " و رواه أحمد بلفظ : ما زاد التاجر على المسترسل فهو ربا " . قلت :
لم أره في " المسند " ، و لم يعزه إليه الهيثمي ، و هو على شرطه . فالله أعلم .
و موسى هذا قال الحافظ : " متروك و قد كذبه أبو حاتم " و في الميزان " : " قال
أبو حاتم : ذاهب الحديث كذاب . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه
الثقات " . ثم ساق الذهبي أحاديث ، هذا أحدها . و قد روى الحديث البيهقي في "
سننه " ( 5 / 348 - 349 ) من هذا الوجه بنحوه ثم قال : " موسى بن عمير تكلموا
فيه ، و قد روي معناه عن يعيش بن هشام القرقساني عن مالك ، و اختلف عليه في
إسناده ، و هو أضعف من هذا " . قلت : يعني الحديث الآتي : " غبن المسترسل ربا "
.
(2/244)
668 - " غبن المسترسل ربا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 118 ) :

باطل . رواه البيهقي ( 5 / 349 ) عن يعيش بن هشام عن مالك عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جابر مرفوعا . و عنه عن مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . و
عنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي مرفوعا . و ضعفه البيهقي جدا كما سبق
في الذي قبله . و علته يعيش هذا ، ضعفه ابن عساكر كما في " الميزان " و كذا
الدارقطني فإنه قال - بعد أن أورد له في " غرائب مالك " هذا الحديث - : " هذا
باطل بهذا الإسناد ، و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع آخر : " مجهولون "
كما في " اللسان " . و منه تعلم أن قول الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (
2 / 72 - 73 ) : " رواه الطبراني من حديث أبي أمامة بسند ضعيف ، و البيهقي من
حديث جابر بسند جيد ، و قال : ( ربا ) بدل ( حرام ) " . قلت : فهو غير مسلم في
الحديثين ، أما الأول فلما سبق من شدة ضعفه ، و أما الثاني فلقول الحافظ
الدارقطني : إنه باطل من هذا الوجه . فمن أين له الجودة ؟! .
(2/245)
669 - " عليكم بالعمائم فإنها سيما الملائكة ، و أرخوها خلف ظهوركم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :

منكر . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 201 / 1 ) من طريق محمد بن
الفرج المصري : حدثنا عيسى بن يونس عن مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و أورده الذهبي بإسناده إلى الطبراني ، ذكره في ترجمة محمد بن الفرج
هذا و قال : " أتى بخبر منكر " . ثم ساقه . و أقره الحافظ في " اللسان " . و
عيسى بن يونس ليس هو ابن أبي إسحق السبيعي ، بل هو عيسى بن يونس الرملي ، و
كلاهما ثقة . و قول المناوي عن الدارقطني : " ضعيف " فمن الظاهر أنه عنى رجلا
آخر غير الرملي ، و الظاهر عندي ما ذكرته . و الله أعلم . و الحديث خولف فيه
محمد بن الفرج ، فرواه ابن عدي ( 29 / 1 ) عن يعقوب بن كعب : حدثنا عيسى بن
يونس عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة مرفوعا . قلت : و هذا أصح
فإن يعقوب بن كعب و هو الحلبي ثقة ، فروايته مقدمة على رواية ابن الفرج المجهول
، لكن الأحوص بن حكيم ضعيف من قبل حفظه ، فهو علة هذه الطريق . و الحديث عزاه
السيوطي للبيهقي في " الشعب " عن عبادة قال المناوي : " و كذا رواه ابن عدي
كلاهما من حديث الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة قال الزين العراقي في
" شرح الترمذي " : و الأحوص ضعيف " . و الحديث ضعفه السخاوي في " المقاصد " في
أحاديث ذكرها في فضل العمامة ، قال : " و كله ضعيف ، و بعضه أوهى من بعض " .
(2/246)
670 - " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول الأغنياء فقسمتها على فقراء
المهاجرين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 119 ) :

لا أصل له مرفوعا . و إنما روي عن عمر ، فقال ابن حزم في " المحلى " ( 6 /
158 ) " و روينا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي
ثابت عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
: فذكره ، و قال ابن حزم : و هذا إسناد في غاية الصحة و الجلالة " . و أقول :
كلا فإن من شروط الإسناد الصحيح أن يخلو من علة قادحة . و هذا ليس كذلك ، فإن
حبيب بن أبي ثابت على جلالة قدره قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " كان
كثير الإرسال و التدليس " ! و أورده في " طبقات المدلسين " في الطبقة الثالثة و
هي في " من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه
بالسماع ..... " فقال ( ص 12 ) : " تابعي مشهور يكثر التدليس ، وصفه بذلك ابن
خزيمة و الدارقطني و غيرهما ، و نقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان
يقول : " لو أن رجلا حدثني عنك ، ما باليت أن رويته عنك " . يعني و أسقطه من
الوسط " . فمثله لا يحتج بروايته ، إلا إذا صرح بالتحديث . و هو في هذه الرواية
قد عنعن فهي مردودة .
(2/247)
671 - " ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين ، و ذاكر الله في الغافلين
مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات ورقه من الضريب . ( قال يحيى بن
سليم : يعني بـ " الضريب " البرد الشديد ) ، و ذاكر الله في الغافلين يغفر له
بعدد كل فصيح و أعجم . ( قال : فالفصيح بنو آدم ، و الأعجم البهائم ) ، و ذاكر
الله في الغافلين يعرفه الله عز وجل مقعده من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 120 ) :

ضعيف جدا . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 96 / 1 - 2 ) : حدثنا يحيى بن
سليم الطائفي قال : سمعت عمران بن مسلم و عباد بن كثير يحدثان عن عبد الله بن
دينار عن عبد الله بن عمر مرفوعا . و كذلك رواه الخطابي في " غريب الحديث "
( 1 / 8 / 2 ) و الحافظ ابن عساكر في " فضيلة ذكر الله عز وجل " ( 94 / 2 مجموع
24 ) من طريق أخرى عن الطائفي به ، إلا أنه أسقط من إسناده عباد بن كثير ، ثم
قال : " هذا حديث غريب " . و رواه أبو نعيم ( 6 / 181 ) من طريق الحسن بن عرفة
، و إلى أبي نعيم فقط عزاه السيوطي في " الجامع " ، فلو عزاه إلى ابن عرفة كان
أولى ، قال الشارح : " و كذا رواه البيهقي في " الشعب " عن ابن عمر ، قال
الحافظ العراقي : سنده ضعيف ، أي و ذلك لأن فيه عمران بن مسلم القصير ، قال في
" الميزان " : قال البخاري : منكر الحديث . ثم أورد له هذا الخبر " . قلت :
الذهبي إنما أورد الحديث في ترجمة " عمران بن مسلم " الذي قبل ترجمة " عمران بن
مسلم القصير " ، و هذا قد روى عنه البخاري في " صحيحه " ، و الأول قال فيه : "
منكر الحديث " . فهذا دليل على أنه فرق بينهما ، و كذا فرق بينهما جماعة ،
فعليه جرى الذهبي . و قول البخاري فيه " منكر الحديث " يشير إلى أنه ضعيف جدا ،
و لا يفيده متابعة عباد بن كثير ، فإنه متهم كما سبق مرارا . و كذلك لا يعطيه
شيئا من القوة الشاهد الذي ذكره السيوطي قبله ، لشدة ضعفه و هو الآتي : " ذاكر
الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .
(2/248)
672 - " ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 49 / 2 ) و عنه أبو نعيم ( 4 / 268 ) عن
الواقدي قال : حدثنا هشام بن سعد عن محصن بن علي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن
أبيه عن ابن مسعود مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث عون متصلا
مرفوعا لم يروه عنه إلا محصن و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هذا سند
موضوع ، الواقدي متهم بالكذب كما سبق مرارا ، و محصن بن علي مجهول . لكن قال
الهيثمي ( 10 / 80 - 81 ) بعد أن ساقه عن ابن مسعود : " رواه الطبراني " الكبير
" و " الأوسط " و البزار و رجال " الأوسط " وثقوا " . و أستبعد جدا أن يقول هذا
في سند " الأوسط " و فيه أيضا الواقدي ، فالظاهر أنه ليس في سنده الواقدي ، و
لكن يشكل عليه قول أبي نعيم السابق : " و لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . فلعله
- أعني أبا نعيم - لم يسمعه من الطبراني من الطريق الثاني . و الله أعلم . ثم
رأيته في " زوائد البزار " ( ص 295 ) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن
محصن بن علي به نحوه . و قال : " لا نعلمه يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد
" . قلت : و إبراهيم هذا هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي متروك . و قد رأيت
الحديث في " الزهد " ( ص 328 ) للإمام أحمد رواه بإسناد حسن عن حسان بن أبي
سنان قال : فذكره موقوفا عليه . فلعل هذا هو أصل الحديث موقوف ، فرفعه بعض
الرواة خطأ . و الله أعلم .
(2/249)
673 - " قسم من الله عز وجل : لا يدخل الجنة بخيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 121 ) :

موضوع . رواه تمام في " فوائده " ( 2 / 60 / 1 من مجموع الظاهرية رقم 93 )
و عنه ابن عساكر ( 16 / 203 / 1 ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا
العباس بن بكار : حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . و
قال ابن عساكر : " غريب جدا و الغلابي ضعيف " . قلت : بل موضوع ، و الغلابي يضع
الحديث كما قال الدارقطني . و أبو بكر الهذلي ضعيف جدا ، قال ابن معين و غيره :
" لم يكن بثقة " . و الحديث أورده " الجامع الصغير " من رواية ابن عساكر عن ابن
عباس ، و هو قصور بين ، و لم يتكلم عليه شارحه بشيء .
(2/250)
674 - " المغبون لا محمود و لا مأجور " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

ضعيف . و له طريقان : الأول : عن علي ، أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 4 /
212 ) عن أبي القاسم الأبندوني عن أحمد بن طاهر بن عبد الرحمن أبي الحسن
البغدادي بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ، و قال الخطيب : "
سمعت الأبندوني و قد سئل عن حال شيخه هذا ؟ فقال : لو قيل [ له ] حدثكم أبو بكر
الصديق ، لقال نعم ، و ضعفه " . و له عنه طريق آخر ، أخرجه البغوي في " حديث
كامل بن طلحة " ( 2 / 2 ) و أبو حفص الكتاني في " جزء من حديثه " ( 41 / 2 ) و
أبو القاسم السمرقندي في " ما قرب سنده " ( 4 / 1 ) و عنه ابن عساكر في "
تاريخه " ( 4 / 265 / 1 ) و الشيخ علي بن الحسن العبدي في " جزئه " ( 156 - 157
) و ابن عساكر أيضا ( 4 / 265 / 1 ) و ( 5 / 6 / 1 ) كلهم من طريق أبي هاشم
القناد البصري عن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه مرفوعا . و هكذا أخرجه
الخطيب ( 4 / 180 ) و كذا أبو يعلى إلا أنه لم يقل : " عن أبيه " فهو عنده من
مسند الحسن بن علي كما ذكره الهيثمي ( 4 / 75 - 76 ) و من قبله الذهبي في ترجمة
أبي هشام هذا من كنى " الميزان " و قال : " لا يعرف ، و خبره منكر " . ثم ساق
هذا الحديث ، و أقره الحافظ العراقي ( 2 / 73 ) . الثاني : عن الحسن بن علي رضي
الله عنهما . أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 4 / 1 / 152 ) و الطبراني
( 1 / 272 / 2 ) عن طلحة بن كامل عن محمد بن هشام عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و رجاله موثقون غير محمد بن هشام فلم
أعرفه ، و يحتمل أن يكون هو محمد بن هشام بن عروة ، فإن يكن هو ، فهو مجهول ،
ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 116 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و قال
الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني : " و فيه محمد بن هشام ، و الظاهر أنه محمد بن
هشام بن عروة ، و ليس في " الميزان " أحد يقال له محمد بن هشام ضعيف ، و بقية
رجاله ثقات " . قلت : ثم رأيته في " تاريخ ابن عساكر " ( 15 / 185 / 2 ) من هذا
الوجه و قال : " محمد بن هشام القناد " . فهذا يبين أنه غير ابن عروة ، و لكن
القناد هذا لم أعرفه ، و يحتمل احتمالا قويا أنه هو أبو هشام القناد البصري
المتقدم ، فيستفاد منه أن اسمه محمد بن هشام ، و هذا مما لم يذكروه في ترجمته .
و الله أعلم .
(1/1)
675 - " أتاني جبريل فقال : يا محمد ماكس عن درهمك ، فإن المغبون لا مأجور و لا محمود
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 122 ) :

لا أصل له بهذا التمام . قال السخاوي : " رواه الديلمي في " مسند الفردوس "
بلا سند عن أنس " . و الشطر الأخير منه ضعيف و هو الذي قبله .
(1/2)
676 - " من ساء خلقه من الرقيق و الدواب و الصبيان فاقرءوا في أذنيه *( أفغير دين
الله يبغون )* الآية " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :
موضوع . رواه أبو الفضل الهمداني في آخر " مجلس من حديث أبي الشيخ " ( 66 /
1 ) و ابن عساكر ( 5 / 122 / 2 ) عن أبي خلف عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت :
و هذا إسناد موضوع ، قال الذهبي : " أبو خلف الأعمى عن أنس كذبه يحيى بن معين ،
و قال أبو حاتم : منكر الحديث " . و الحديث رواه ابن السني ( رقم 504 ) عن
المنهال بن عيسى : حدثنا يونس بن عبيد قال : فذكره مختصرا نحوه موقوفا عليه . و
لذلك قال الحافظ : " هو خبر مقطوع و المنهال قال أبو حاتم : مجهول ، و قد وجدته
عن ابن عباس . أخرجه الثعلبي ( في التفسير ) " . و لم يذكر الحافظ إسناده
بتمامه لينظر فيه . و قد نقلت كلامه عن " شرح الأذكار " ( 5 / 152 ) .
(1/3)
677 - " ابن آدم ! عندك ما يكفيك و أنت تطلب ما يطغيك . ابن آدم ! لا من قليل تقنع ،
و لا من كثير تشبع . ابن آدم ! إذا أصبحت معافى في جسدك ، آمنا في سربك ، عندك
قوت يومك فعلى الدنيا العفاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 123 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم ( 6 / 98 ) و الخطيب ( 12 / 72 ) و كذا ابن السني في
" القناعة " ( 3 / 2 ) و ابن عساكر ( 5 / 263 / 2 ) عن أبي بكر الداهري :
أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد ابن مهاجر عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
موضوع ، أبو بكر الداهري . قال الذهبي في الكنى : " ليس بثقة و لا مأمون " . و
قال الجوزجاني : " كذاب " . و قال العقيلي : " لا يقيم الحديث ، و يحدث ببواطيل
عن الثقات " . و قال أبو نعيم : " روى عن إسماعيل بن أبي خالد و الأعمش
الموضوعات " . و الحديث عزاه السيوطي لابن عدي و البيهقي في " الشعب " فتعقبه
المناوي بقوله : " و نقله عن ابن عدي و سكوته عليه يوهم أنه خرجه و سلمه ، و
الأمر بخلافه بل قال : أبو بكر الداهري كذاب متروك ، و قال الذهبي : متهم
بالوضع . و هكذا هو في " شعب البيهقي " . و ذكر نحوه الحافظ ابن حجر ، فكان
ينبغي حذفه " . و قال الحافظ الهيثمي ( 10 / 289 ) : " رواه الطبراني في "
الأوسط " عن ابن عمر . و فيه أبو بكر الداهري و هو ضعيف " !
(1/4)
678 - " نهى أن تحلق المرأة رأسها " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 124 ) :

ضعيف . أخرجه النسائي ( 2 / 276 ) و الترمذي ( 1 / 172 ) و تمام في "
الفوائد " ( رقم 2274 - نسختي ) و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( ق 174 / 2
) من طرق عن همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي قال : فذكره مرفوعا .
ثم رواه الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي عن همام نحوه ، و لم يذكر فيه عن
علي . و قال : " حديث علي فيه اضطراب ، و روي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ...... " . قلت : و الاضطراب المذكور
إنما هو من همام ، فكان تارة يجعله من مسند علي ، و تارة من مسند عائشة ، و هذا
أصح ، لمتابعة حماد عليه كما ذكره الترمذي . و قال عبد الحق : في " أحكامه "
بعد أن ذكره من الوجه الأول عنه : " و خالفه هشام الدستوائي و حماد بن سلمة ،
فروياه عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا " . قلت : و هذا ظاهره أنه
لم يذكر عائشة في إسناده أصلا ، و عليه فهو وجه آخر من الاضطراب الذي أشار إليه
الترمذي . و على الوجه الثاني فهو منقطع . لأن قتادة لم يسمع من عائشة فهذا
الاضطراب يمنع من تقوية الحديث ، و لذلك لم يحسنه الترمذي ، مع ما عرف به من
التساهل . و لا يقويه ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( ق 389 / 1 - منتخبه )
عن معلى بن عبد الرحمن : حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة به ، لأن المعلى هذا شديد الضعف ، و من طريقه أخرجه البزار في " مسنده "
و قال : " روى عن عبد الحميد أحاديث لم يتابع عليها ، و لا نعلم أحدا تابعه على
هذا الحديث " . ذكره في " نصب الراية " ( 3 / 95 ) . و قال الهيثمي في " المجمع
" ( 3 / 263 ) : " رواه البزار ، و فيه معلى بن عبد الرحمن و قد اعترف بالوضع .
و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به " ! قلت : هذا رجاء ضائع بعد اعترافه
بالوضع ، و قد قال فيه الدارقطني : " ضعيف كذاب " . و قال أبو حاتم : " متروك
الحديث " . و ذهب ابن المديني إلى أنه كان يضع الحديث . و قال أبو زرعة : "
ذاهب الحديث " كما في " الميزان " . فهذه النقول عن هؤلاء الأئمة الفحول ، دليل
على أن ابن عدي و غيره ممن أثنى عليه لم يعرفه . و روى البزار أيضا قال : حدثنا
عبد الله بن يوسف الثقفي : حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة : حدثنا أبي عن وهب
بن عمير قال : سمعت عثمان يقول : فذكره مرفوعا و قال : " وهب بن عمير لا نعلمه
روى غير هذا الحديث ، و لا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة ، و روح ليس
بالقوي " . قلت : روح قال فيه أحمد : " منكر الحديث " . و ضعفه ابن معين . و
أما ابن عدي فقال : ما أرى برواياته بأسا . و وهب ابن عمير ، أورده ابن أبي
حاتم ( 4 / 2 / 24 ) من رواية عطاء عنه عن عثمان و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . فهو مجهول . و عبد الله بن يوسف الثقفي لم أعرفه ، فهو إسناد مظلم ، و
لذلك فلم ينشرح القلب لتقوية الحديث بمثله . و الله أعلم .
(1/5)
679 - " إذا كان يوم عرفة ، إن الله ينزل إلى السماء الدنيا . فيباهي بهم الملائكة
فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق ، أشهدكم أني قد
غفرت لهم ، فتقول الملائكة : يا رب فلان كان يرهق ، و فلان و فلانة ، قال :
يقول الله عز وجل : قد غفرت لهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما من
يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 125 ) :
ضعيف . رواه ابن منده في " التوحيد " ( 147 / 1 ) و أبو الفرج الثقفي في "
الفوائد " ( 78 / 2 و 92 / 1 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 221 / 1 مخطوط
و 7 / 159 - طبع المكتب الإسلامي ) عن مرزوق مولى أبي طلحة : حدثني أبو الزبير
عن جابر مرفوعا . و قال ابن منده : " هذا إسناد متصل حسن من رسم النسائي ،
و مرزوق روى عنه الثوري و غيره ، و رواه أبو كامل الجحدري عن عاصم بن هلال عن
أيوب عن أبي الزبير عن جابر ، و محمد بن مروان عن هشام عن أبي الزبير عن جابر "
. و قال الثقفي : " إسناد صحيح متصل ، و رجاله ثقات أثبات ، مرزوق هذا هو أبو
بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلي ثقة . روى عنه الثوري و أبو داود
الطيالسي و غيرهم من الأئمة " . قلت : لكن قال ابن حبان في " الثقات " : "
يخطيء " . و قال ابن خزيمة " أنا بريء من عهدته " . و قد خولف في بعض سياقه ،
رواه محمد بن مروان العقيلي : حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به
بلفظ : " ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة ، قال : فقال رجل : يا رسول
الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهن جهادا في
سبيل الله ، و ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينزل الله تبارك إلى
السماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، فيقول : انظروا إلى عبادي ،
جاؤوا شعثا غبرا ، ضاحين ، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، و لم يروا عذابي
، فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة " . أخرجه أبو يعلى في " مسنده "
( ق 116 / 2 ) و ابن حبان ( 1006 ) و البزار أيضا كما في " الترغيب " ( 2 / 126
) و " مجمع الزوائد ( 3 / 253 ) و قال : " و فيه محمد بن مروان العقيلي وثقه
ابن معين ، و ابن حبان ، و فيه بعض كلام ، و بقية رجاله رجال الصحيح " . و قال
الحافظ في ترجمة العقيلي هذا : " صدوق له أوهام " . قلت : إنما علة الحديث أبو
الزبير ، فإنه مدلس ، و قد عنعنه في جميع الطرق عنه . قال الحافظ : " صدوق ،
إلا أنه يدلس " . و قال الذهبي : " و أما ابن حزم فإنه يرد من حديثه ما يقول
فيه : عن جابر ، و نحوه ، لأنه عندهم ممن يدلس ..... و في " صحيح مسلم " عدة
أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر ..... ففي القلب منها شيء "
. و الحديث رواه ابن خزيمة أيضا و البيهقي باللفظ الأول كما في " الترغيب " .
نعم قد صح من الحديث مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة ، و قوله : " انظروا إلى
عبادي جاؤوني شعثا غبرا " من حديث أبي هريرة و ابن عمرو و عائشة ، و هي في "
الترغيب " ( 2 / 128 - 129 ) و قد خرجت حديث عائشة في " الصحيحة " ( 2551 ) .
(1/6)
680 - " إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم : عليكم بالحجاج و المجاهدين فأضلوهم عن
السبيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 126 ) :

ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 3 / 119 / 2 ) و ابن شاهين في " رباعياته " (
187 / 2 ) و زاهر الشحامي في " السباعيات " ( 8 / 18 / 1 ) و ابن عساكر في
التجريد " ( 19 / 1 ) عن نافع أبي هرمز مولى يوسف بن عبد الله السلمي عن أنس
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . نافع هذا قال أبو حاتم : " متروك
الحديث " و قال البخاري : " منكر الحديث " ، و قد قيل : إنه نافع بن هرمز ، و
قيل إنه غيره ، و في ترجمة ابن هرمز ساق الذهبي هذا الحديث و الله أعلم . و
أيهما كان فهو ضعيف جدا ، و ابن هرمز كذبه ابن معين . و الحديث أورده الهيثمي
في " المجمع " ( 3 / 215 ) ثم السيوطي في " الجامع " عن ابن عباس رواية
الطبراني في " الكبير " و قال الهيثمي : " و فيه نافع بن هرمز أبو هرمز و هو
ضعيف " . قلت : و لم ينفرد به فقد رواه ابن عساكر ( 15 / 1 ) من طريق جبارة بن
مغلس : أخبرنا كثير بن سليم عن أنس به . قلت : و هذا سند واه جدا ، كثير بن
سليم و هو الأيلي ضعفوه ، بل قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال النسائي :
" متروك " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 223 ) : " كان ممن يروي عن
أنس ما ليس من حديثه و يضع عليه " . و جبارة بن مغلس ضعيف .
(1/7)
681 - " عليكم بالصلاة بين العشاءين ، فإنها تذهب بملاغاة أول النهار ، و تذهب آخره "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) :

موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من رواية إسماعيل بن أبي زياد
الشامي عن الأعمش : حدثنا أبو العلاء العنبري عن سلمان مرفوعا . " و
إسماعيل هذا متروك يضع الحديث ، قاله الدارقطني . و اسم أبي زياد مسلم ، و قد
اختلف فيه على الأعمش " . كذا في " تخريج الإحياء " ( 1 / 309 - 310 ) . و
الحديث مما سود به السيوطي " الجامع الصغير " و قد تعقبه المناوي بكلام الحافظ
العراقي المذكور ثم قال : " فكان ينبغي للمصنف حذفه " !
(1/8)
682 - " أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة ، و أهل مكة ، و أهل الطائف " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 127 ) :

ضعيف . رواه الضياء المقدسي في " المختارة " ( 129 / 2 ) عن الطبراني :
حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة : حدثنا حرمي
بن عمارة : حدثني سعيد بن المسيب الطائفي عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي أن
حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أن القاسم بن الحسن الثقفي أخبره أن عبد
الله بن جعفر أخبره به مرفوعا . ثم قال : " ذكر ابن أبي حاتم : سعيد بن
السائب الطائفي يروي عن عبد الملك بن أبي زهير . و ذكر حمزة بن عبد الله بن أبي
تيماء الثقفي روى عنه عبد الملك بن أبي زهير " . يعني أن سعيد بن السائب هو
سعيد بن المسيب المذكور في السند بدليل أن ابن أبي حاتم ذكر أنه يروي عن شيخه
في هذا السند عبد الملك بن أبي زهير ، و ابن أبي حاتم ذكر ذلك في ترجمة عبد
الملك هذا ( 2 / 2 / 351 ) ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما سعيد
فوثقه ( 2 / 1 / 30 ) . و أما حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء فالظاهر أن ابن
أبي تيماء تحرف على بعض الرواة كما يفيده كلام الضياء فيما نقله عن ابن أبي
حاتم ، و قد ترجمه ( 1 / 2 / 213 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن
حبان فأورده في " الثقات " على قاعدته في توثيق المجهولين باعترافه ، فقد أورد
قبل هذه الترجمة بترجمتين رجلا آخر فقال ( 2 / 64 ) : " حمزة شيخ يروي المراسيل
لا أدري من هو " ! ثم قال في حمزة هذا : " حمزة بن عبد الله الثقفي يروي عن
القاسم بن حبيب ، روى عنه عبد الملك بن زهير " . كذا وقع فيه : ابن زهير . و
أما القاسم بن حسن الثقفي ، فالظاهر أنه الذي في " ثقات ابن حبان " ( 1 / 186 )
: " القاسم بن الحسن يروي عن عثمان بن عفان ، روى عنه محمد بن إسحاق " . و
الخلاصة أن الإسناد ضعيف مسلسل بالمجهولين : القاسم هذا ، و الراوي عنه حمزة و
عنه عبد الملك بن أبي زهير ، فإيراد الضياء له في " المختارة " لا يجعله عندنا
من الأحاديث المختارة ، بل هذا يؤيد ما ذكرته مرارا من أن شرطه في هذا الكتاب
قائم على كثير من التساهل من الإغضاء عن جهالة الرواة تارة ، و عن ضعفهم تارة
أخرى .
(1/9)
683 - " أمان لأهل الأرض من الغرق القوس ، و أمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة
لقريش ، قريش أهل الله ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 128 ) :

ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 280 ) و تمام ( 3 / 20 / 2
) و عنه ابن عساكر ( 5 / 379 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 75 ) و كذا الطبراني ( 3 /
123 / 2 ) و من طريقه العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " ( 19 / 2 ) عن
إسحاق بن سعيد بن الأركون : حدثنا خليد بن دعلج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن
عباس مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت
: واه ، و في إسناده ضعيفان " . قلت : الأول منهما ابن الأركون هذا . و قال
الذهبي في " الميزان " : " قال الدارقطني : منكر الحديث ، و قال أبو حاتم : ليس
بثقة " . و الثاني خليد بن دعلج قال ابن حبان : " كان كثير الخطأ " . و قال
الساجي : " مجمع على تضعيفه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و عده
الدارقطني في جماعة المتروكين . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد اقتصر العراقي على
إعلاله بخليد فقط و هو قصور . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من
طريق أخرى عن خليد و قال ( 1 / 143 ) : " موضوع ، خليد ضعفوه ، و الراوي عنه
منكر الحديث ، و وهب كذاب يضع ، و هو المتهم به " . و تعقبه السيوطي في "
اللآلئ " ( 1 / 86 ) بهذه الطريق الخالية من وهب الكذاب فأصاب . ثم ذكر للشطر
الأول منه شاهدا من رواية سعيد بن منصور عن سعيد أن هرقل كتب إلى معاوية يسأله
عن القوس ؟ فكتب إلى ابن عباس يسأله ؟ فكتب إليه ابن عباس : " إن القوس أمان
لأهل الأرض من الغرق " . و سكت السيوطي عن إسناده ، و هو صحيح ، و قد رواه
البخاري أيضا في " الأدب المفرد " ( ص 113 ) و لكن لا يصح عندي شاهدا ، لأنه
موقوف ، فيحتمل أن يكون مما تلقاه ابن عباس عن أهل الكتاب . و الله أعلم .
(1/10)
684 - " إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر
ما أمر به نجا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 129 ) :

ضعيف . رواه الترمذي ( 3 / 246 ) و تمام في " الفوائد " ( 1 / 10 / 2 رقم
74 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 316 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 1 / 15
/ 1 ) و السهمي ( 420 ) و ابن عساكر ( 15 / 134 / 2 ) عن نعيم بن حماد : أخبرنا
سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا ، و ضعفه
الترمذي بقوله : " غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد " . و قال أبو نعيم
: " تفرد به نعيم " . قلت : و هو ضعيف لكثرة وهمه حتى قال أبو داود : " عنده
نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل " . قال الذهبي : " و
قد سرد ابن عدي في " الكامل " جملة أحاديث انفرد بها نعيم ، منها هذا الحديث "
. قال المناوي : " و أورده ابن الجوزي في " الواهيات " و قال : قال النسائي :
حديث منكر رواه نعيم بن حماد ، و ليس بثقة " . قلت : لكنه لم ينفرد به كما
زعموا ، فقد وجدت له طريقين آخرين : الأول : عن أبي ذر ، أخرجه الهروي ( 14 -
15 ) من طريقين عن محمد بن طفر بن منصور حدثنا محمد بن معاذ حدثنا علي بن خشرم
: حدثنا عيسى بن يونس عن الحجاج بن أبي زياد عن أبي الصديق أو عن أبي نضرة - شك
الحجاج - عن أبي ذر مرفوعا به نحوه أتم منه . قلت : و هذا سند رجاله كلهم ثقات
غير محمد بن طفر هذا فلم أجد من ترجمه ، و لعله هو آفة هذا الإسناد النظيف <1>
. الثاني : عن الحسن البصري مرفوعا ، أخرجه أبو عمرو الداني في " السنن الواردة
في الفتن " ( 10 / 2 ) عن إبراهيم بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن معاوية عن
الحسن به . و هذا سند ضعيف جدا ، و فيه علل : 1 - إرسال الحسن ، و مراسيله
قالوا : هي كالريح ! 2 - اختلاط ليث بن أبي سليم . 3 - إبراهيم بن محمد إن لم
يكن الأسلمي المتروك فلم أعرفه ، لكنه قد توبع كما يأتي . و الحديث سئل عنه
أحمد فلم يعرفه ، و حدث به رجل فلم يعرفه . ذكره ابن قدامة في " المنتخب " ( 10
/ 196 ) . ثم رأيت ابن أبي حاتم أورده في " العلل " ( 2 / 429 ) من طريق نعيم
بن حماد ، ثم قال : " فسمعت أبي يقول : هذا عندي خطأ رواه جرير و موسى بن أيمن
عن ليث عن معروف عن الحسن عن النبي صلى الله تعالى عليه و آله وسلم مرسل " .
-----------------------------------------------------------
[1] ثم وجدت لابن طفر متابعين ، فأخرجت لذلك حديثه هذا في " الصحيحة " ( 2010 )
فراجعه ، فإن متنه يختلف عن هذا بعض الشيء . اهـ .
(1/11)
685 - " لا صرورة في الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 130 ) :
ضعيف . أخرجه أبو داود ( 1729 ) و الحاكم ( 1 / 448 ) و أحمد ( 1 / 312 ) و
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 128 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 65
/ 68 / 1 ) من طريق عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : فذكره ، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و وافقه
الذهبي ! قلت : و هذا من أوهامهما ، فإن عمر هذا هو ابن عطاء بن وراز ، و هو
ضعيف اتفاقا ، و الذهبي نفسه أورده في " الميزان " و قال : " ضعفه يحيى بن معين
و النسائي و قال أحمد : ليس بقوي " . و هو غير عمر بن عطاء بن أبي الخوار ،
فهذا ثقة ، و هو يروي عن ابن عباس مباشرة ، فلعل الأول اشتبه عليهما بهذا فصححا
إسناده ! و للحديث شاهد مجهول ، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 79
/ 1 ) عن كلاب بن علي الوحيدي - من بني عامر - عن ابن جبير بن مطعم عن أبي
مرفوعا به دون قوله " في الإسلام " . و كلاب هذا مجهول كما قال الذهبي و
العسقلاني .
(1/12)
686 - " اللهم واقية كواقية الوليد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) :

ضعيف . أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " ( 371 - بتحقيقي ) و ابن عدي في "
الكامل " ( ق 11 / 1 ) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش
عن يحيى بن سعيد عن سالم عن ابن عمر قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول ........ " فذكره و قال : " لا يحدث به عن يحيى غير ابن عياش " . قلت : و
هو شامي ضعيف في غير روايته عن الشاميين ، و هذا منه ، و ابن الضحاك كذاب . لكن
الظاهر أنه روي من غير طريقه ، فقد أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 182 )
بهذا اللفظ و قال : " قال أبو يعلى : يعني المولود . كذا فسر لنا ، رواه أبو
يعلى ، و فيه راو لم يسم ، و بقية رجاله ثقات " . ثم وقفت على إسناد أبي يعلى
في " مسنده " ( 3 / 1333 ) : حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الحيري : أخبرنا
سفيان : أخبرنا شيخ من أهل المدينة عن سالم به . لكن الحيري هذا لم أعرفه ،
فلعله في " ثقات ابن حبان " .
(1/13)
687 - " اتخذوا السودان فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة ، لقمان الحكيم ، و
النجاشي ، و بلال المؤذن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 131 ) :
ضعيف جدا . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 170 ) و الطبراني ( 3 / 123
/ 2 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 2 ) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي :
أخبرنا أبي بن سفيان المقدسي عن خليفة بن سلام عن عطاء بن أبي رباح عن ابن
عباس مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا أبي بن سفيان قال ابن حبان : " كان يقلب
الأخبار ، و أكثر روايته عن الضعفاء " . قال البخاري : " لا يكتب حديثه " . و
قال الدارقطني : " ضعيف له مناكير " . و الحديث ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات
" من رواية ابن حبان و قال ابن الجوزي : ( 2 / 232 ) : " لا يصح ، و المتهم به
أبين كان يقلب الأخبار ، و عثمان لا يحتج به " . قلت : عثمان صدوق ، و إنما ضعف
لروايته عن الضعفاء ، و هذا لا يقدح فيه ، و قد وثقه ابن معين ، و علة الحديث
أبين هذا و إعلال ابن الجوزي له بعثمان أيضا قد تبع فيه ابن حبان ، فقد قال عقب
الحديث : " و عثمان بن عبد الرحمن قد تبرأت من عهدته ، هذا متن باطل لا أصل له
" . ثم ذكر السيوطي شاهدا من حديث واثلة بن الأسقع ، أخرجه الحاكم ( 4 / 284 )
لكن ليس فيه الأمر باتخاذ السودان ، و لا أنهم من سادات أهل الجنة ، و ذكر
مهجعا بدل النجاشي . فهو شاهد قاصر . و يعارض هذا الحديث أحاديث رويت في ذم
السودان يأتي بعضها ، فانظر الأرقام ( 726 و 727 ، 3218 ) .
(1/14)
688 - " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صلى الله عليه وسلم : يا داود ! ما من عبد
يعتصم بي دون خلقي ، أعرف ذلك من نيته ، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له
من بين ذلك مخرجا ، و ما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف منه نيته إلا قطعت
أسباب السماء بين يديه و أرسخت الهوى من تحت قدميه ، و ما من عبد يطيعني إلا و
أنا معطيه قبل أن يسألني ، و غافر له قبل أن يستغفرني " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) :

موضوع . أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " ( 5 / 58 / 2 ) من طريق يوسف بن
السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا
. قلت : و هذا موضوع ، المتهم به ابن السفر ، فإنه ممن يضع الحديث كما تقدم . و
لعله من الإسرائيليات التي تلقاها كعب بن مالك عن بعض مسلمة أهل الكتاب ، ثم
نسبه هذا الكذاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . و الحديث عزاه السيوطي في
" الجامع " لابن عساكر وحده . و هذا قصور واضح ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي
بشيء .
(1/15)
689 - " زين الصلاة الحذاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 132 ) :

موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 292 / 1 ) : أخبرنا أبو يعلى قال :
حدثنا يحيى بن أيوب : أخبرنا محمد بن الحجاج اللخمي : حدثنا عبد الملك بن عمير
عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا . و قال : " هذا ليس له أصل عن عبد الملك
بن عمير ، و هو مما وضعه محمد بن الحجاج على عبد الملك " . قلت : و من طريقه
رواه تمام في " الفوائد " ( 138 / 2 ) . و ابن الحجاج هذا هو صاحب حديث الهريسة
، و قد روى ابن عدي تكذيبه عن جماعة من الأئمة ، و لهذا فقد أساء السيوطي
بإيراده لهذا الحديث في " الجامع الصغير " من رواية أبي يعلى ، قال المناوي في
" شرحه " : " و قال الهيثمي : فيه محمد بن الحجاج اللخمي و هو كذاب . انتهى .
فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب " . و حديث الهريسة المشار إليه هو الآتي :
" أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " .
(1/16)
690 - " أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 133 ) :

موضوع . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 374 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 290 )
و ابن عدي ( 291 / 2 ) و تمام ( 29 / 114 - 115 ) من طريق محمد بن الحجاج عن
عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة ، و قال تمام : " لم يرو هذا
الحديث إلا محمد بن الحجاج " . و قال ابن عدي : " و هذا حديث موضوع ، وضعه محمد
بن الحجاج " . و قال فيه ابن حبان : " كان محمد يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا
تحل الرواية عنه " . و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق هذا
الكذاب بألفاظ مختلفة ثم قال : ( 3 / 18 ) : " هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج و
كان صاحب هريسة ( ! ) و غالب طرقه تدور عليه ، و سرقه منه كذابون " . و تعقبه
السيوطي كعادته في " اللآلي " بأن له شواهد كثيرة ( 2 / 234 - 237 ) . و لو
أردنا الكلام عليها لطال بنا المقال فحسبي أن أتكلم على شاهد واحد منها هو
خيرها باعتراف السيوطي لتعرف حقيقة أمر هذا الشاهد ثم تقيس عليه ما غاب عنك من
الشواهد الأخرى . قال الأزدي : حدثنا عبد العزيز بن محمد بن زبالة : حدثنا
إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي : حدثنا عمر [ و ] بن بكر عن أرطاة عن مكحول
عن أبي هريرة قال : شكى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل قلة الجماع .
فتبسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم من بريق ثنايا جبريل
، ثم قال : أين أنت عن أكل الهريسة فإن فيها قوة أربعين رجلا ؟ قال الأزدي : "
إبراهيم ساقط ، فنرى أنه سرقه و ركب له إسنادا " . قال السيوطي ( 2 / 236 ) :
" قلت : إبراهيم روى له ابن ماجه ، و قال في " الميزان " : قال أبو حاتم و غيره
: صدوق ، و قال الأزدي وحده : ساقط . قال : و لا يلتفت إلى قول الأزدي فإن في
لسانه في الجرح رهقا . انتهى . و حينئذ فهذا الطريق أمثل طرق الحديث " . قلت :
لم ينفرد الأزدي بجرح إبراهيم هذا بل سبقه إلى ذلك الساجي فقال كما في "
التهذيب " : " يحدث بالمناكير و الكذب " . و لست أشك أن حديثه هذا كذب فإن لم
يكن هو آفته فهو شيخه عمرو بن بكر و هو السكسكي قال ابن حبان ( 2 / 78 ) : "
روى عن الثقات الأوابد و الطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة
أو مقلوبة ، لا يحل الاحتجاج به " . و قال الذهبي : " أحاديثه شبه موضوعة " .
على أن ابن زبالة قريب منه في الضعف ، قال ابن حبان ( 2 / 132 ) : " يروي عن
المدنيين الثقات الأشياء المعضلات " .
(1/17)
691 - " ثلاث من كنوز البر : إخفاء الصدقة ، و كتمان الشكوى ، و كتمان المصيبة ، يقول
الله عز وجل : إذا ابتليت عبدي ببلاء فصبر ، لم يشكني إلى عواده أبدلته لحما
خير من لحمه ، و دما خير من دمه ، فإن أرسلته أرسلته و لا ذنب له ، و إن توفيته
فإلى رحمتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 134 ) :

موضوع . تمام ( 6 / 119 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 15 / 120 / 2 ) و الطبراني
في " الكبير " و أبو القاسم الحنائي في " الفوائد " ( 147 / 1 ) و أبو نعيم في
" الحلية " ( 7 / 117 ) و في " الأربعين الصوفية " ( 60 / 2 ) من طريق الجارود
بن يزيد : حدثنا سفيان يعني الثوري عن الأشعث عن ابن سيرين عن أنس بن مالك
مرفوعا . و قال الحنائي و أبو نعيم : " تفرد به الجارود . و زاد الأول : و هو
ضعيف الحديث " . و كذا قال ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 199 ) إلا أنه
قال : " و هو متروك و تعقبه السيوطي في " اللآلي " بقوله ( 4 / 395 ) : " قلت :
لم يتهم الجارود بوضع " . قلت : بلى ، فقد قال ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ( 1 / 1 / 225 ) : " كان أبو أسامة يرميه بالكذب ، و قال أبي : هو
كذاب " . و قال العقيلي : " يكذب و يضع الحديث " . و قال الحاكم : " روى عن
الثوري أحاديث موضوعة " . و نحوه قول ابن حبان : " ينفرد بالمناكير عن المشاهير
، و روى عن الثقات ما لا أصل له " . ثم قال في حديث الترجمة : " لا أصل له " .
ثم ذكر السيوطي له شواهد منها : " ثلاث من كنوز البر ، كتمان الأوجاع ، و
البلوى و المصيبات ، و من بث لم يصبر " .
(1/18)
692 - " ثلاث من كنوز البر ، كتمان الأوجاع ، و البلوى و المصيبات ، و من بث لم يصبر
" .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) :

ضعيف جدا . رواه تمام ( 9 / 140 / 1 ) من طريق ناشب بن عمرو : حدثنا مقاتل
بن حيان عن قيس بن سكن عن ابن مسعود مرفوعا . و هذا إسناد ضعيف جدا ، ناشب
بن عمرو قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " ضعيف " . و قد
روي الحديث من وجه آخر نحوه و هو : " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و
الصدقه " .
(1/19)
693 - " من كنوز البر كتمان المصائب و الأمراض و الصدقة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 135 ) :
ضعيف . رواه الروياني في " مسنده " ( 250 / 1 ) و ابن عدي ( 151 / 2 ) و
أبو نعيم ( 8 / 197 ) و القضاعي ( 21 / 2 ) عن زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن
أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث
نافع و عبد العزيز ، تفرد به عنه زافر " . قلت : و هو ضعيف لسوء حفظه ، و قال
ابن عدي : " عامة ما يرويه لا يتابع عليه " . و قد نقل ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 332 ) عن أبي زرعة أنه قال : " هذا حديث باطل " . قال ابن أبي حاتم : "
و امتنع أبو زرعة أن يحدث به " . و قد رواه أبو زكريا البخاري في " فوائده "
كما في " اللآلي " ( 2 / 396 ) عن هشام بن خالد : حدثنا بقية عن ابن أبي رواد
به نحوه . و هذا إسناد ضعيف ، بقية هو ابن الوليد و كان يدلس عن الضعفاء و
الكذابين و قد عنعنه . و رواه أبو الحسين البوشنجي في " المنظوم " ( 4 / 2 ) و
أبو علي الهروي في " الفوائد " ( 7 / 1 ) عن عبد الله بن عبد العزيز عن أبيه به
. و عبد الله هذا هو عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد ، قال أبو حاتم و غيره
: " أحاديثه منكرة " . و قال ابن الجنيد : " لا يساوي شيئا " . و قال ابن عدي :
" روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليها " . لكن قد رواه أبو نعيم في كتاب "
الأربعين " ( ق 60 / 2 ) من طريق منصور بن أبي مزاحم عن عبد العزيز به . و
منصور هذا ثقة من رجال مسلم . و لكن يغلب على الظن أن السند إليه لا يصح . و من
المؤسف أنه لا سبيل الآن إلى الرجوع إلى الأربعين " للنظر في إسناده ، لأنه
مخطوط من مخطوطات الظاهرية ، و هي الآن خارج المكتبة في صناديق حديدية مقفلة
صيانة لها من الحرق بسبب الحرب القائمة بين العرب و اليهود . ثم أعيدت الكتب
إلى المكتبة ، فراجعت " الأربعين " فإذا هو يقول : حدثني عيسى بن حامد الرخجي -
ببغداد - : حدثنا الحسن بن حمزة : حدثنا منصور بن أبي مزاحم به . و الرخجي هذا
ثقة ، ترجمه الخطيب ( 11 / 178 - 179 ) . و أما الحسن بن حمزة فلم أجد له ترجمة
، فالظاهر أنه هو علة هذا الإسناد . و الله أعلم .
(1/20)
694 - " أنا خاتم الأنبياء ، و أنت يا علي خاتم الأولياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :
موضوع . رواه الخطيب ( 10 / 356 - 358 ) عن عبيد الله بن لؤلؤ السلمي :
أخبرنا عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : أخبرني محمد بن سوار
خالي : حدثنا مالك بن دينار : أخبرنا الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس
مرفوعا في حديث طويل ساقه في فضل علي ، هذا منه . ثم قال الخطيب : " هذا الحديث
موضوع من عمل القصاص ، وضعه عمر بن واصل ، أو وضع عليه " . و أورده ابن الجوزي
في " الموضوعات " ( 1 / 398 ) و نقل كلام الخطيب هذا و اقره هو و السيوطي ( 1 /
379 - 380 ) . و ذكره الحافظ في " اللسان " في ترجمة ابن لؤلؤ هذا و قال : "
روى عن عمر بن واصل حديثا موضوعا ساقه الخطيب في ترجمته " . ثم ذكره . و إن من
عجائب السيوطي أن يذكر لهذين المتهمين عنده - فضلا عن غيره حديثا آخر في كتابه
" الجامع الصغير " ، و هو الآتي بعده .
(1/21)
695 - " بعثت بمداراة الناس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :

موضوع . رواه أبو سعد الماليني في " الأربعين في شيوخ الصوفية " ( 6 / 2 )
عن عبيد الله بن لؤلؤة الصوفي : أخبرني عمر بن واصل قال : سمعت سهل بن عبد الله
يقول : أخبرني محمد بن سوار : أخبرني مالك بن دينار و معروف بن علي عن الحسن عن
محارب بن دثار عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
نزلت سورة ( براءة ) : فذكره . قلت : و هذا موضوع المتهم به ابن لؤلؤة أو شيخه
عمر بن واصل فإنهما تفردا برواية الحديث الذي قبله ، و هو موضوع قطعا ، و
أحدهما هو الذي اختلقه ، و مع هذا فالسيوطي لا يتورع عن أن يروي لهما هذا
الحديث في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " و قد تعقبه المناوي
بهذين المتهمين ثم قال : " و فيه مالك بن دينار الزاهد ، أورده الذهبي في "
الضعفاء " ، و وثقه بعضهم " .
(1/22)
696 - " لا بأس بقضاء شهر رمضان مفرقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 136 ) :
ضعيف . رواه الماليني في " الأربعين " ( 11 / 1 ) عن أبي عبيد البسري محمد
بن حسان الزاهد : أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان : حدثنا يحيى بن سليم
الطائفي : حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، يحيى بن سليم الطائفي ضعيف لسوء حفظه . و بقية رجاله ثقات غير
محمد بن حسان الزاهد ، فهو غير معروف الحال . قال السمعاني : " من مشاهير
الصوفية " . و قال ياقوت في " معجمه " : " له كلام في الطريقة و كرامات " . و
قد حدث عن جمع ، و عنه آخرون سماهم ياقوت ، و لم يحك فيه جرحا و لا تعديلا ، و
قد خالفه الحافظ ابن أبي شيبة فقال في " المصنف " ( 3 / 32 ) ، و عنه الدارقطني
( ص 244 ) . و البيهقي في " سننه الكبرى " ( 4 / 259 ) : حدثنا يحيى بن سليم
الطائفي عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر قال : بلغني أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل عن تقطيع قضاء رمضان ؟ فقال : فذكره نحوه . و هذا عن الطائفي أصح
، و هو مرسل أو معضل قال البيهقي : " و قد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم ،
و لا يثبت متصلا " . و كأنه يشير إلى هذه الطريق ثم قال : " و قد روي من وجه
آخر ضعيف عن ابن عمر مرفوعا ، و قد روي في مقابلته عن أبي هريرة في النهي عن
القطع مرفوعا ، و كيف يكون ذلك صحيحا و مذهب أبي هريرة جواز التفريق ، و مذهب
ابن عمر المتابعة ؟! " . و أما الوجه الآخر فلعله ما عند الدارقطني أيضا عن
سفيان بن بشر : حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا نحوه . و قال : " لم يسنده غير سفيان بن بشر " . قلت : و هو في عداد
المجهولين فإني لم أجد له ذكرا فيما عندي من كتب الرجال ، و كأنه لذلك ضعفه
البيهقي كما سبق ، و أشار إلى ذلك الحافظ في " التلخيص " حيث قال بعد أن ذكره
من طريق الدارقطني : " قال : و رواه عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا . قلت : و
إسناده ضعيف أيضا " . و أما قول الشوكاني في " نيل الأوطار " ( 4 / 198 ) : " و
قد صحح الحديث ابن الجوزي و قال : ما علمنا أحدا طعن في سفيان بن بشر " ! فهو
تصحيح قائم على حجة لا تساوي سماعها ! فإن كل راو مجهول عند المحدثين يصح أن
يقال فيه : " ما علمنا أحدا طعن فيه " ! فهل يلزم من ذلك تصحيح حديث المجهول !؟
اللهم لا ، و إنها لزلة من عالم يجب اجتنابها . و أما حديث أبي هريرة المقابل
لهذا فلفظه : " من كان عليه من رمضان شيء فليسرده و لا يقطعه " . و لكنه حسن
الإسناد عندي تبعا لابن القطان و ابن التركماني ، و لذلك أوردته في " الأحاديث
الصحيحة " .
(1/23)
697 - " الإيمان بالنية و اللسان ، و الهجرة بالنفس و المال " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 137 ) :

موضوع . رواه عبد الخالق بن زاهر الشحامي في " الأربعين " ( 260 / 1 ) عن
نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص قال :
سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: فذكره . قلت : نوح بن أبي مريم معروف بالوضع ، و قد سبق مرارا ، و المحفوظ عن
يحيى بن سعيد ما رواه عنه جماعة بإسناده الصحيح هذا مرفوعا بلفظ : " إنما
الأعمال بالنيات ، و إنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله
فهجرته إلى الله و رسوله ..... " الحديث . رواه الشيخان و غيرهما ، و لذلك فقد
أساء السيوطي بإيراده هذا الحديث الموضوع في " الجامع " !
(1/24)
698 - " إن فاتحة الكتاب و آية الكرسي و الآيتين من ( آل عمران ) : *( شهد الله أنه
لا إله إلا هو الملائكة و ألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
. إن الدين عند الله الإسلام )* و *( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و
تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء )* إلى قوله : *( و ترزق من
تشاء بغير حساب )* هن مشفعات ، ما بينهن و بين الله حجاب ، فقلن : يا رب !
تهبطنا إلى أرضك و إلى من يعصيك ؟ قال الله : بي حلفت لا يقرؤهن أحد من عبادي
دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مأواه على ما كان فيه ، و إلا أسكنته حظيرة الفردوس
، و إلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 138 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 218 ) و ابن السني ( رقم 322
) و عبد الخالق الشحامي في " الأربعين " ( 26 / 2 ) عن محمد بن زنبور عن الحارث
بن عمير : حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب مرفوعا .
و قال ابن حبان : " موضوع لا أصل له ، و الحارث كان ممن يروي عن الأثبات
الموضوعات " . قلت : وثقه المتقدمون مثل ابن معين و غيره ، لكن قال الذهبي في "
الميزان " : " و ما أراه إلا بين الضعف ، فإن ابن حبان قال في " الضعفاء " :
روى عن الأثبات الأشياء الموضوعات ، و قال الحاكم : روى عن حميد و جعفر الصادق
أحاديث موضوعة " . زاد في " المغني " : " قلت : أنا أتعجب كيف خرج له النسائي "
. ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها ، ثم قال : " قال ابن حبان : موضوع لا أصل
له " . و أقره في " الميزان " و الحافظ في " التهذيب " و لكنه قال : " و الذي
يظهر لي أن العلة فيه ممن دون الحارث " ، و مال إليه الشيخ المعلمي رحمه الله
في " التنكيل " ( 2 / 223 ) . قلت : بل علته الحارث هذا ، لأن مدار الحديث على
محمد بن زنبور عنه ، و ابن زنبور لم يتهمه أحد ، بخلاف الحارث فقد علمت قول ابن
حبان و الحاكم فيه ، بل كذبه ابن خزيمة كما يأتي فهو آفة هذا الحديث ، و قد
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال : ( 1 / 245 ) : " تفرد به الحارث قال
ابن حبان : كان يروي عن الأثبات الموضوعات ، روى هذا الحديث و لا أصل له . و
قال ابن خزيمة : الحارث كذاب ، و لا أصل لهذا الحديث " . و تعقبه السيوطي في "
اللآليء " ( 1 / 229 - 230 ) بأمرين : الأول : ما سبق من توثيق بعضهم للحارث ،
و هذا لا يجدي شيئا بعد طعن ابن حبان و غيره فيه و روايته لهذا الحديث الذي
يعترف ابن حبان و الذهبي بوضعه و يوافقهم الحافظ ابن حجر كما يشير إليه قوله
السابق في " التهذيب " . الثاني : بقوله : و قد ورد بهذا اللفظ من حديث أبي
أيوب . ثم ساقه . و في إسناده كذاب كما يأتي ، فما فائدة الاستشهاد به ؟! (
فائدة هامة ) : قال ابن الجوزي عقب الحديث : " قلت : كنت قد سمعت هذا الحديث في
زمن الصبا فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة ، فلما علمت أنه
موضوع تركته ، فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي
أن يكون مشروعا ، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية " . أقول : و إذا خرج عن
المشروعية فليس من الخير في شيء ، فإنه لو كان خيرا لبلغه صلى الله عليه وسلم
أمته ، و لو بلغه ، لرواه الثقات ، و لم يتفرد بروايته من يروي الطامات عن
الأثبات . و إن فيما حكاه ابن الجوزي عن نفسه لعبرة بالغة ، فإنها حال أكثر
علماء هذا الزمان و من قبله ، من الذين يتعبدون الله بكل حديث يسمعونه من
مشايخهم ، دون أي تحقق منهم بصحته ، و إنما هو مجرد حسن الظن بهم . فرحم الله
امرأ رأى العبرة بغيره فاعتبر . و حديث أبي أيوب المشار إليه هو : " لما نزلت
*( الحمد لله رب العالمين )* ، و آية ( الكرسي ) ، و *( شهد الله )* ، و قل :
*( اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* ، تعلقن بالعرش و قلن : أنزلتنا
على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد
دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ، و نظرت إليه
كل يوم سبعين مرة ، و قضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة " .
(1/25)
699 - " لما نزلت *( الحمد لله رب العالمين )* ، و آية ( الكرسي ) ، و *( شهد الله )*
، و *( قل اللهم مالك الملك )* إلى *( بغير حساب )* ، تعلقن بالعرش و قلن :
أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك ؟ فقال : و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لا
يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه و أسكنته جنة الفردوس ،
و نظرت إليه كل يوم سبعين مرة ، و قضيت له سبعين حاجة ، أدناها المغفرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

موضوع . رواه الديلمي في " مسند الفردوس " من طريق محمد بن عبد الرحمن بن
بحير بن ريسان : حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق : حدثنا يحيى بن أيوب : حدثنا
إسحاق بن أسيد عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن ثابت بن شرحبيل عن عبد الله بن
يزيد الخطمي عن أبي أيوب مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 229 -
230 ) شاهدا للحديث الذي قبله ، ثم سكت عليه فأساء ، لأن ابن ريسان هذا قال
الذهبي : " اتهمه ابن عدي ، و قال ابن يونس : ليس بثقة ، و قال أبو بكر الخطيب
: كذاب " . ثم ساق له حديثين ثم قال : " و هذان باطلان " ! و قال ابن حبان ( 2
/ 260 ) : " كان ممن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ، و يأتي بالمناكير عن المشاهير
" .
(1/26)
700 - " أيما ناشئ نشأ في طلب العلم و العبادة حتى يكبر و هو على ذلك أعطاه الله يوم
القيامة ثواب اثنين و سبعين صديقا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

ضعيف جدا . رواه تمام ( 29 / 112 / 1 رقم 2428 ) و ابن عبد البر في " جامع
العلم " ( 1 / 82 ) من طريق يوسف بن عطية قال : أخبرنا مرزوق - و هو أبو عبد
الله الحمصي - عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا
، من أجل يوسف بن عطية و هو الصفار البصري قال البخاري : " منكر الحديث " . و
قال النسائي و الدولابي : " متروك " . و من طريقه رواه الطبراني في " الكبير "
كما في " المجمع " ( 1 / 125 ) ثم قال : " و هو متروك الحديث " . و نقل المناوي
في " فيض القدير " عن " ميزان الذهبي " أنه قال : " هذا منكر جدا " . قلت : و
هذا صواب و لكن لم أره في ترجمة يوسف بن عطية من " الميزان " فلينظر .
(1/27)
701 - " كان نقش خاتم سليمان : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و تمام
الرازي ( 6 / 111 / 1 ) و ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) من طريق شيخ بن أبي خالد
البصري : حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . ساقه
العقيلي في ترجمة شيخ هذا و ساق له حديثين آخرين يأيتان قريبا ، ثم قال : "
كلها مناكير ليس لها أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي فيها : "
بواطيل " . و قال ابن حبان ( 1 / 360 ) : " لا يجوز الاحتجاج به بحال " . ثم
ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها . ثم قال : " ثلاثتها موضوعات ، لا رسول الله
صلى الله عليه وسلم قاله ، و لا جابر رواه ، و لا عمرو حدث به ، و لا حماد بن
سلمة " ، و الثاني من الأحاديث الثلاثة يأتي بعد حديث . و قال الذهبي في ترجمته
: " شيخ مجهول دجال ، قال الحاكم : روى عن حماد بن سلمة أحاديث موضوعات في
الصفات و غيرها " . ثم قال الذهبي : " فمن أباطيله عن حماد ..... " فذكر له هذا
الحديث و الذي بعده . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن
عدي ثم قال : ( 1 / 201 ) : " لا يصح ، شيخ يروي الأباطيل ، لا يحتج به " . و
تعقبه السيوطي بأنه ورد من طريق آخر عن عبادة بن الصامت . قلت : و فيه متهم فلا
طائل من هذا التعقب كما يأتي بعده . و روي موقوفا على ابن عباس ! أخرجه السهمي
في " تاريخ جرجان " ( 169 ) ، و فيه داود بن سليمان الجرجاني و هو كذاب . و أما
حديث عبادة فهو : " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه
فوضعه في خاتمه ، و كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي "
.
(1/28)
702 - " إن الرجل إذا ولي ولاية تباعد الله عز وجل منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 140 ) :
لا أصل له . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 129 ) من حديث أبي ذر
مرفوعا ، فقال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل " .
(1/29)
703 - " كان فص خاتم سليمان بن داود سماويا ، فألقي إليه فأخذه فوضعه في خاتمه ، و
كان نقشه : أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد عبدي و رسولي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 141 ) :

موضوع . رواه الطبراني و عنه ابن عساكر ( 7 / 288 / 1 ) عن مخلد الرعيني :
حدثنا حميد بن محمد الحمصي عن أرطاة بن المنذر عن خالد بن معدان عن عبادة بن
الصامت مرفوعا . ذكره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 171 ) شاهدا للحديث الذي
قبله فأساء ، لأن الرعيني هذا قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " ثم ذكر له من
أباطيله حديثين سبق أحدهما و هو " التراب ربيع الصبيان " رقم ( 410 ) . و الآخر
يأتي بعد برقم ( 1252 ) إن شاء الله تعالى . و حميد بن محمد الحمصي لم أجده . و
الله أعلم .
(1/30)
704 - " أهل الجنة جرد إلا موسى بن عمران ، فإن له لحية إلى سرته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 142 ) :

باطل . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 185 ) و ابن عدي ( 198 / 1 ) و
الرازي في " فوائده " ( 6 / 111 / 1 ) عن شيخ بن أبي خالد البصري : حدثنا حماد
بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر مرفوعا . و قال العقيلي : " منكر ليس له
أصل إلا من حديث هذا الشيخ " . و قال ابن عدي بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و
هذه بواطيل كلها " . قلت : و هو متهم بالوضع ، و قد ذكر له الذهبي أباطيل هذا
أحدها ، و الثاني سبق قبله بحديث . و هذا الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " من رواية ابن عدي عن شيخ به . و قال ( 3 / 258 ) : " قال ابن حبان
: موضوع ، شيخ بن أبي خالد كان يروي عن الثقات المعضلات لا يحتج به بحال " . و
أقره السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 456 ) .
(1/31)
706 - " كان إذا سمع المؤذن قال : ( حي على الفلاح ) قال : اللهم اجعلنا مفلحين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) :

موضوع . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 90 ) عن أبي داود
سليمان بن سيف : حدثنا عبد الله بن واقد عن نصر بن طريف عن عاصم بن بهدلة عن
أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته
نصر بن طريف ، قال النسائي و غيره : " متروك الحديث " . و قال يحيى بن معين : "
من المعروفين بوضع الحديث " . و قال الفلاس : " و ممن أجمع عليه أهل العلم <1>
أنه لا يروى عنهم قوم منهم نصر هذا " . و عبد الله بن واقد هو الحراني ، و هو
ضعيف جدا ، قال البخاري : " تركوه منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " سكتوا
عنه " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و ضعفه الجريري جدا . و سليمان بن سيف
( و في الأصل : يوسف خطأ ) هو الحراني ثقة ، فالآفة ممن فوقه . و من عجائب
السيوطي أنه أورد الحديث برواية ابن السني هذه في " الدرر المنتثرة " ( ص 86 )
و سكت عليه مع أنه ألفه لأجل " بيان حال الأحاديث التي اشتهرت على ألسنة العامة
و من ضاهاهم من الفقهاء الذين لا علم لهم بالحديث " ! و أسوأ من ذلك أنه أورده
في " الجامع الصغير من حديث البشير النذير " !

-----------------------------------------------------------
[1] وقع في " الميزان " و اللسان " : " ...... من أهل الكذب ..... " و هو خطأ
فاحش ، صححته من " الجرح و التعديل " . اهـ .
(1/32)
707 - " كان إذا اهتم قبض على لحيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 143 ) :

ضعيف . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 345 ) و تمام الرازي في "
فوائده " ( 6 / 111 ) : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام
الكندي ابن بنت عديس : حدثنا أبو زيد الحوطي : حدثنا محمد بن مصعب : حدثنا
الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف
، جعفر بن محمد هذا لم أجد له ترجمة . و أبو زيد الحوطي اسمه أحمد بن عبد
الرحيم قال ابن القطان : " لا يعرف حاله " . و محمد بن مصعب هو القرقساني ضعيف
لكثرة خطأه ، و قال ابن حبان : " يروي عن الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات
" . قلت : لكنه عند ابن حبان من طريق أبي حريز سهل مولى المغيرة عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة به . و قال : " أبو حريز يروي عن الزهري العجائب " . و
الحديث أورده السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن السني و أبي نعيم في "
الطب " عن عائشة ، و أبي نعيم عن أبي هريرة " . و لم يتكلم شارحه المناوي على
حديث عائشة بشيء ، و قد عرفت علته ، و إنما حصر كلامه في حديث أبي هريرة فقال :
" قال الزين العراقي : إسناده حسن ا هـ . لكن أورده في " الميزان " و " لسانه "
في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال : قال ابن حبان : لا يحتج به
، يروي عن الزهري العجائب ، و رواه البزار عن أبي هريرة قال الهيثمي : و فيه
رشدين ضعفه الجمهور " . قلت : و هو في " زوائد البزار " ( ص 25 - 26 ) من طريق
رشدين بن سعد عن عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به . و رواه ابن عدي
( ق 188 / 2 ) عن سهل المتقدم عن ابن شهاب الزهري عن أبي سلمة عن عائشة . و قال
: " سهل عامة ما يرويه لا يتابع عليه و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " . و
بالجملة فالحديث ضعيف من جميع طرقه ، لضعف رواته و اضطرابهم في إسناده . و روى
عن عائشة بلفظ : " كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه و لحيته و تنفس صعداء ،
و قال حسبي الله و نعم الوكيل ، فيعرف بذلك شدة غمه " . رواه أبو بكر الكلاباذي
في " مفاتيح المعاني " ( 258 / 2 ) : حدثنا أبو بكر محمد عبد الله الفقيه :
حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي : حدثنا أبو سفيان الغنوي : حدثنا أحمد
بن الحارث : حدثتني أمي أم الأزهر عن سدرة مولاة ابن عامر قالت : سمعت عائشة
تقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أحمد بن الحارث قال
أبو حاتم : " متروك الحديث " . و قال البخاري : " فيه نظر " . و من فوقه لم أجد
من ذكرهما . و الحديث حسن إسناده الهيثمي في " أسمى المطالب " ( 46 / 1 ) فلعله
بزعمه لطرقه ! أو تقليدا منه للعراقي !
(1/33)
708 - " كان لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بسراج " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 144 ) :

موضوع . ابن سعد ( 1 / 387 ) و تمام ( 9 / 141 / 1 ) من طريق يحيى بن يمان
عن سفيان عن جابر عن أم محمد عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته
جابر ، و هو ابن يزيد الجعفي ، و هو كذاب كما قال أبو حنيفة و ابن معين و
الجوزجاني و غيرهم . و أم محمد هذه لم أعرفها ، و لعلها زوجة زيد بن جدعان . و
يحيى بن يمان ضعيف من قبل حفظه ، و لكن الحديث أورده الذهبي عن أبي محمد عن
عائشة به . ثم قال : " رواه إبراهيم بن شماس عن يحيى القطان عن سفيان عن جابر
الجعفي عن أبي محمد ، قال ابن حبان : و جابر قد تبرأنا من عهدته ، و أبو محمد
هذا لا يجوز الاحتجاج به " . قلت : فقد تابع يحيى بن يمان يحيى القطان ، فالآفة
من جابر أو شيخه . و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية ابن سعد في
الطبقات " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بقول ابن حبان المذكور آنفا . و ذكر أن
البزار رواه أيضا . و بالجملة فالحديث موضوع بهذا الإسناد و الله أعلم ! ثم
رأيت الحديث في " المجمع " ( 8 / 60 - 61 ) و قال : " رواه البزار ، و فيه جابر
بن يزيد الجعفي و هو متروك " .
(1/34)
709 - " إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 145 ) :

موضوع . رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " قال : " حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن ريسان : حدثنا محمد بن الواقدي : حدثنا شعيب بن طلحة بن <1> عبد الله
بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : حدثني أبي ، عن أبيه عن جده عن أبي بكر
مرفوعا . نقلته من " الميزان " ، أورده في ترجمة الواقدي . قلت : و هذا سند
هالك ، و فيه آفات و علل : 1 - طلحة بن عبد الله ، مجهول الحال ، قال يعقوب بن
شيبة : " لا علم لي به " ، و وثقه ابن حبان على قاعدته . 2 - شعيب بن طلحة ،
مثل أبيه ، قال ابن معين : " لا أعرفه " . و قال معن ( ابن عيسى ) : " لا يكاد
يعرف " . و تباين فيه رأي أبي حاتم ، و الدارقطني فقال الأول : " لا بأس به " !
و قال الآخر : " متروك " . 3 - الواقدي و هو كذاب كما قال الإمام أحمد ، و قال
ابن المديني و ابن راهويه و أبو حاتم و النسائي : " يضع الحديث " . 4 - ابن
ريسان قال الخطيب و محمد بن مسلمة : " كذاب " .
( تنبيه ) و ما سبق من أقوال الأئمة في الواقدي ، جرح مفسر لا خفاء فيه ، فلا
تلتفت بعد ذلك إلى محالة ابن سيد الناس في مقدمة كتابه " عيون الأثر " ( ص 17 -
21 ) المدافعة عنه اعتمادا منه على توثيق من وثقه ، ممن لم يتبين له حقيقة أمره
، و لا إلى قول ابن الهمام معبرا عن رأي الحنفية فيه : " و الواقدي عندنا حسن
الحديث " ، كما نقله الشيخ أبو غدة الكوثري ( ! ) في تعليقه على " قواعد في
علوم الحديث " للتهانوي ( ص 349 ) ، بمناسبة قول التهانوي هذا في صدد رده على
قول الحافظ في " الفتح " : " و قد تعصب مغلطاي للواقدي ، فنقل كلام من قواه و
وثقه ، و سكت عن ذكر من وهاه و اتهمه ، و هم أكثر عددا و أشد إتقانا ، و أقوى
معرفة من الأولين ... و قد أسند البيهقي عن الشافعي أنه كذبه " . فرده التهانوي
بقوله : " و لم يتعصب مغلطاي للواقدي ، بل استعمل الإنصاف ، فإن الصحيح في
الواقدي التوثيق " ! أقول : فلا تغتر بهؤلاء الذين مالوا إلى توثيقه ، فإنهم
خالفوا القاعدة المتفق عليها عند المحدثين أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ،
و لعل الحنفية يقولون هنا كما قالوا فيما جرح به أبو حنيفة رحمه الله : إن مصدر
ذلك التعصب ! و بذلك طعنوا في أئمة المسلمين بغير حق ، في سبيل تخليص رجل منهم
مما قيل فيه بحق . فاعتبروا يا أولي الأبصار . و بعد كتابة ما سبق رأيت للشيخ
زاهد الكوثري كلاما حسنا حول جرح الواقدي اتبع هنا سبيل أئمة الحديث و أقوالهم
، فأرى أنه لا بأس من نقل كلامه ملخصا ، لا احتجاجا به - فليس هو عندنا في موضع
الحجة - و إنما ردا به على متعصبة الحنفية - و هو منهم - الذين لا يبالون
بمخالفة أقوال أئمة الحديث و نقاده ، إذا كان لهم في ذلك هوى ، كما فعل
التهانوي ، و قلده أبو غدة الكوثري ، مع أنه خلاف قول شيخه الكوثري الذي يفخر
بالانتساب إليه ، فقد قال في " مقالاته " ( ص 41 - 44 ) في صدد رده على من احتج
بحديث الواقدي المتقدم برقم ( 14 ) : " انفرد بروايته من كذبه جمهرة أئمة النقد
بخط عريض ، فقال النسائي في " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم أربعة : الواقدي بالمدينة . و قال البخاري : قال أحمد
: الواقدي كذاب . و قال ابن معين : ضعيف ليس بثقة . و قال أبو داود : لا أشك
أنه كان يفتعل الحديث . و قال أبو حاتم : كان يضع . كما في " تهذيب التهذيب " و
غيره . و جرح هؤلاء مفسر لا يحتمل أن يحمل التكذيب في كلامهم على ما يحتمل
الوهم كما ترى ، و إنما مدار الحكم على الخبر بالوضع أو الضعف الشديد من حيث
الصناعة الحديثية هو انفراد الكذاب أو المتهم بالكذب أو الفاحش الخطأ ، لا
النظر إلى ما في نفس الأمر ، لأنه غيب . فالعمدة في هذا الباب هي علم أحوال
الرواة ، و احتمال أن يصدق الكذاب في هذه الرواية مثلا احتمال لم ينشأ من دليل
فيكون وهما منبوذا " . و من الغرائب أن يغتر بتوثيق الواقدي بعض متعصبة الشافية
، ما سبب ذلك إلا غلبة الأهواء ، و الجهل بهذا العلم على كثير من الكتاب
كالدكتور البوطي الذي اعتمد على روايات الواقدي و صححها في كتابه " فقه السيرة
" ، كما تراه مفصلا في ردي عليه في رسالة مطبوعة ، فليراجعها من شاء . و قد قصر
الكلام على الحديث بعض الأئمة ! فأعله الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 360 )
بالواقدي فقط ، فقال : " و هو ضعيف جدا " . و نقله عنه المناوي في " الفيض "
بإسقاط لفظ " جدا " ! و أغرب منه قول الحافظ السخاوي في " المقاصد " ( 206 ) :
" و رجاله موثقون ، إلا أنه نقل عن الدارقطني في شعيب أنه متروك ، و الأكثر على
قبوله " . قلت : و هذا قصور فاحش من مثل هذا الحافظ ، فكيف يصح إعلال الحديث
برجل مختلف فيه و لم يتهم ، و في الطريق إليه كذابان ؟! و ممن قصر فيه أيضا
الشيخ العجلوني في " كشف الخفاء " ( 1 / 213 ) ، فإنه نقل كلام السخاوي باختصار
، و أقره ! و لا عجب في ذلك فهو في الحديث ناقل مقلد ، و ليس بالعالم المجتهد .
أقول : و حري بمثل هذا الحديث الباطل أن لا يرويه إلا مثل هذين الكذابين ، فإنه
حديث خطير يقضي على باب كبير من أبواب التربية و الإصلاح في الشرع ، ألا و هو
باب الوعيد و ما فيه من الآيات و الأحاديث في إيعاد العصاة من هذه الأمة بالنار
الموقدة *( التي تطلع على الأفئدة )* ، و الأحاديث الصحيحة في بيان هذا كثيرة
جدا أذكر بعض ما يحضرني الآن منها على سبيل المثال : 1 - " ثلاث لا يكلمهم الله
يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم : المسبل إزاره و
المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة ، و المنفق سلعته بالحلف الكاذب " . رواه
مسلم عن أبي ذر و هو مخرج في " إرواء الغليل " ( 892 ) و " تخريج الحلال " (
170 ) . 2 - " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و
لهم عذاب أليم : شيخ زان ، و ملك كذاب و عائل مستكبر " . رواه مسلم عن أبي
هريرة . 3 - قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : " حتى إذا فرغ الله من
القضاء بين عباده و أراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا
إله إلا الله أمر الله الملائكة أن يخرجوهم ، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود ، و
حرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود ، فيخرجونهم قد امتحشوا "
<2> رواه الشيخان عن أبي هريرة . و في حديث أبي سعيد : فيخرجون خلقا كثيرا قد
أخذت النار إلى نصف ساقيه ، و إلى ركبتيه و ... " . رواه مسلم . فهذه الأحاديث
و غيرها صريحة في بطلان هذا الحديث ، إذ كيف يكون العذاب أليما و هو كحر الحمام
؟! بل كيف يكون كذلك و قد أحرقتهم النار ، و أكلت لحمهم ، حتى ظهر عظمهم ؟! و
بالجملة فأثر هذا الحديث سيء جدا لا يخفى على المتأمل فإنه يشجع الناس على
استباحة المحرمات ، بعلة أن ليس هناك عقاب إلا كحر الحمام !

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل : حدثنا ، و التصويب من " المقاصد الحسنة " و تراجم الرجال .
[2] أي احترقوا ، و المحش احتراق الجلد و ظهور العظم . كذا في " الفتح " . اهـ
.
(1/35)
710 - " كان يستعط بدهن الجلجان إذا وجع رأسه . يعني دهن السمسم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

لا يصح . رواه المخلص ( 203 / 2 ) عن عثمان بن عبد الرحمن عن أبي جعفر عن
أبيه عن علي مرفوعا . قلت : و عثمان هذا هو الوقاصي و هو كذاب كما مضى
مرارا . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " بنحوه من رواية ابن سعد عن أبي
جعفر مرسلا . و لم يتكلم عليه المناوي بشيء فإن كان في طريقه الوقاصي هذا
فالحديث موضوع ، و إلا فينظر فيه . ثم رأيت ابن سعد أخرجه في " الطبقات " : ( 1
/ 448 ) من طريق إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر به نحوه و زاد : " و يغسل رأسه
بالسدر " . قلت : و جابر هو ابن يزيد الجعفي ، و هو متهم كما تقدم ( 708 ) .
(1/36)
711 - " إذا سمعتم النداء فقوموا ، فإنها عزمة من الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم ( 2 / 174 ) عن أحمد بن يعقوب قال : حدثنا الوليد بن
سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد ( الأصل أحمد و هو خطأ ) ابن
المسيب عن عثمان بن عفان مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الوليد بن
سلمة و هو الطبراني قال دحيم و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " يضع
الحديث على الثقات " . و أحمد بن يعقوب قال المناوي : " هو الترمذي ، قال
الدارقطني : لا أعرفه و يشبه أن يكون ضعيفا " .
(1/37)
712 - " نعم الرجل الفقيه ، إن احيتج إليه انتفع به ، و إن استغني عنه أغنى نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 148 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 13 / 173 / 1 ) عن عباد بن يعقوب الرواجني :
أنبأنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن
علي رفعه . قلت : و هذا موضوع آفته عيسى بن عبد الله هذا العلوي ، قال
الدارقطني : " متروك الحديث " ، و قال ابن حبان ( 2 / 119 ) : " يروي عن آبائه
أشياء موضوعة " . و ساق له الذهبي أحاديث ظاهر عليها الوضع ، و قال في أحدها :
" هذا لعله موضوع " . و من تلك الأحاديث : " كان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر
و الأترج " . و سيأتي برقم ( 1393 ) . و قد تساهل في عيسى هذا أبو حاتم الرازي
- على خلاف عادته ، فقال ابنه في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 280 ) عنه : "
لم يكن بقوي الحديث " .
(1/38)
713 - " كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره ، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) :

باطل . قال ابن أبي حاتم ( 2 / 337 ) : " سئل أبو زرعة عن حديث رواه يعقوب
بن محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : فذكره . قال أبو
زرعة : " حديث باطل ليس له عندي أصل و كان حدثهم قديما في كتاب " الآداب " فأبى
أن يقرأه ، و قال : اضربوا عليه ، و يعقوب بن محمد هذا واهي الحديث " . و قال
الحافظ في " التقريب " : " صدوق كثير الوهم و الرواية عن الضعفاء " . قلت : و
لعل الآفة من بعض الضعفاء الذين تلقى هذا الحديث عنه فإنه لم يسمع من هشام بن
عروة بل لم يلحقه كما جزم بذلك الذهبي في حديث آخر له موضوع تقدم برقم ( 104 )
فراجعه .
(1/39)
714 - " النساء على ثلاثة أصناف ، صنف كالوعاء تحمل و تضع ، و صنف كالعر - و هو الجرب
- ، و صنف ودود ولود ، تعين زوجها على إيمانه ، فهي خير له من الكنز " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 149 ) :

منكر . رواه تمام في " الفوائد " ( 206 / 2 ) عن عبد الله بن دينار عن عطاء
بن أبي رباح عن جابر مرفوعا ، و قال : " عبد الله بن دينار هو الحمصي " .
قلت : و هو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " تبعا لغير واحد من الأئمة ،
و منهم أبو حاتم ، فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 310 ) بعد أن ساق الحديث :
" و قال أبي ، هذا حديث منكر ، عبد الله بن دينار منكر الحديث " . بل قال
الدارقطني " ضعيف لا يعتبر به " .
(1/40)
715 - " نعم الفارس عويمر ، غير أنه - يعني - غير ثقيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) :

ضعيف . أورده الحاكم ( 3 / 337 ) معلقا ، فقال : " و قيل : إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي الدرداء و الناس منهزمون كل وجه يوم أحد ، فقال
: ....... " فذكره . و كذلك علقه ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 392 ) فقال : "
قال محمد بن عمر : و روى بعضهم أن أبا الدرداء شهد أحدا ، و أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نظر إليه ..... " . و قد روي مرسلا ، فقال الحافظ في ترجمة
عويمر من " الإصابة " ( 5 / 46 ) : " قال صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد : " نعم الفارس عويمر ، و قال : هو حكيم
أمتي " .
(1/41)
716 - " من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها ، و ذلك قول الله عز وجل *(
صفراء فاقع لونها تسر الناظرين )* " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 150 ) :

موضوع . ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 319 ) فقال : رواه سهل بن
عثمان العسكري عن ابن العذراء عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس فذكره
موقوفا عليه و قال : " قال أبي هذا حديث كذب موضوع " . قلت : و أقره الحافظ ابن
حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( ص 7 رقم 52 ) . و قال السيوطي في " الدر " (
1 / 78 ) : " أخرجه ابن أبي حاتم و الطبراني و الخطيب و الديلمي عن ابن عباس
قال : ... " . فذكره موقوفا أيضا . قلت : و الآفة من ابن العذراء هذا ، فقد
أورده الذهبي في " فصل من عرف بأبيه " و قال : " عن ابن جريج ، له حديث في
النعل الأصفر ، لا شيء " . و كذا في " اللسان " . و من تساهلات ابن كثير رحمه
الله في " تفسيره " أنه أورده جازما بقوله ( 1 / 110 ) : " و قال ابن جريج
...... " ! و هذا مما لا يليق به ، ما دام أن السند إلى ابن جريج غير ثابت
لجهالة ابن العذراء هذا ، و اتهام الإمام أبي حاتم إياه بهذا الحديث ، بل كان
من الواجب على ابن كثير أن ينقل كلام الإمام كما فعل الحافظ ابن حجر رحمه الله
تعالى ، لكن الظاهر أنه لم يستحضره عند كتابته ، و الله أعلم . و الحديث أورده
الزمخشري في " تفسيره " بلفظ : " من لبس نعلا صفراء قل همه " . فقال ابن حجر في
تخريجه : " موقوف لم أجده " .
(1/42)
717 - " من أشرك بالله فليس بمحصن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 151 ) :

ضعيف . أخرجه الدارقطني في " سننه " ( 350 ) و البيهقي ( 8 / 216 ) من طريق
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : أنبأ عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن
نافع عن ابن عمر مرفوعا به ، و قال الدارقطني : " لم يرفعه غير إسحاق ، و
يقال : إنه رجع عنه ، و الصواب موقوف " . قلت : الرفع ليس من إسحاق ، بل هو
تلقاه مرفوعا تارة ، و موقوفا تارة أخرى ، فروى كما سمع ، فقد ساقه الزيلعي في
" نصب الراية " ( 3 / 327 ) ناقلا إياه من " مسنده " أعني مسند إسحاق بن راهويه
و هو ابن إبراهيم الحنظلي و قال عقبه : " قال إسحاق : رفعه مرة ، فقال : عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و وقفه مرة " . و قال الزيلعي عقبه و بعد أن
نقل كلام الدارقطني المتقدم : " و هذا لفظ إسحاق بن راهويه في " مسنده " كما
تراه و ليس فيه رجوع ، و إنما أحال التردد على الراوي في رفعه و وقفه " . قلت :
و أنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق و هو عبد العزيز بن محمد
الدراوردي ، فإنه و إن كان ثقة و من رجال مسلم ، ففي حفظه شيء أشار إليه الحافظ
بقوله فيه في " التقريب " : " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ، قال النسائي :
حديثه عن عبيد الله العمري منكر " . قلت : و هذا من روايته عن عبيد الله كما
ترى فهو منكر مرفوعا ، و المحفوظ موقوف على ابن عمر ، كذلك رواه جمع من الثقات
عن نافع . فأخرجه الدارقطني و البيهقي من طريق موسى بن عقبة ، و البيهقي من
طريق جويرية كلاهما عن نافع عن ابن عمر موقوفا . و قال البيهقي : " هكذا رواه
أصحاب نافع عن نافع " . و أما ما رواه الدارقطني و البيهقي من طريق أحمد بن أبي
نافع : أخبرنا عفيف بن سالم : أخبرنا سفيان الثوري عن موسى بن عقبة به عن ابن
عمر مرفوعا فهو وهم ، قال الدارقطني : " وهم عفيف في رفعه و الصواب موقوف من
قول ابن عمر " . قلت : عفيف ثقة عند ابن معين و غيره ، و إنما الوهم عندي من
أحمد بن أبي نافع ، فإنه لم تثبت عدالته ، و به أعله ابن عدي فقال : عن أبي
يعلى الموصلي : " لم يكن موضعا للحديث " . و ذكر له أحاديث أنكرت عليه منها هذا
فقال : " هو منكر من حديث الثوري " . قلت : وجدت له طريقا أخرى . رواه ابن
عساكر ( 13 / 394 / 1 ) عن الهيثم بن حميد : أخبرنا العلاء بن الحارث : أخبرنا
عبد الله بن دينار : أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعا . قلت : و هذا
إسناد ضعيف ، العلاء بن الحارث كان اختلط . و شيخه عبد الله بن دينار إن كان هو
الحمصي المتقدم في الحديث ( 714 ) فهو ضعيف ، و إن كان المدني فهو ثقة ، و
الأول أقرب لأن العلاء دمشقي ، و الله أعلم .
(1/43)
718 - " من اعتم فله بكل كورة حسنة ، فإذا حط فله بكل حطة حطة خطيئة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 152 ) :

موضوع . ذكره الهيتمي في " أحكام اللباس " ( 9 / 2 ) في جملة أحاديث أوردها
في فضل العمامة لم يخرجها و لكنه عقبه بقوله : " و لولا شدة ضعف هذا الحديث
لكان حجة في تكبير العمائم " . قلت : و هذا الحديث و أمثاله من أسباب انتشار
البدع في الناس ، لأن أكثرهم حتى من المتفقهة لا تمييز عندهم بين الصحيح و
الضعيف من الحديث ، و قد يكون موضوعا ، و لا علم عنده بذلك فيعمل به و تمر
الأعوام و هو على ذلك فإذا نبه على ضعفه بادرك بقوله : لا بأس ، يعمل بالحديث
الضعيف في فضائل الأعمال ! و هو جاهل بأن الحديث موضوع أو شديد الضعف كهذا ، و
مثله لا يجوز العمل به اتفاقا ، و إني لأذكر شيخا كان يؤم الناس في بعض مساجد
حلب ، على رأسه عمامة ضخمة تكاد لضخامتها تملأ فراغ المحراب الذي كان يصلي فيه
! فإلى الله المشتكى مما أصاب المسلمين من الانحراف عن دينهم بسبب الأحاديث
الضعيفة و القواعد المزعومة ؟
(1/44)
719 - " مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل و لا تكون في ابنه ، و تكون في الابن و لا
تكون في أبيه ، و تكون في العبد و لا تكون في سيده ، فقسمها الله عز وجل لمن
أراد السعادة : صدق الحديث ، و صدق البأس ، و حفظ اللسان ، و إعطاء السائل ، و
المكافأة بالصنائع ، و أداء الأمانة ، و صلة الرحم ، و التذمم للجار ، و التذمم
للصاحب ، و إقراء الضيف ، و رأسهن الحياء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) :
ضعيف جدا . تمام في " فوائده " ( 15 / 102 / 1 ) من طريق الوليد بن الوليد
قال : حدثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، الوليد هذا هو الدمشقي ، قال الذهبي : " منكر الحديث و
قواه أبو حاتم ، و قال غيره : متروك ، و وهاه العقيلي و ابن حبان ، و له حديث
موضوع " . قلت و كأنه يعني هذا الحديث فقد قال الحافظ في ترجمة الوليد هذا من "
اللسان " بعد أن ذكر أن ابن حبان أورده في " الضعفاء " : " و أورد له عن
الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة خبرا قال فيه : لا أصل له من كلام النبي
صلى الله عليه وسلم " . و الظاهر أنه يعني هذا . ثم تأكدت من هذا الذي استظهرته
، فقد رأيت ابن حبان قد ساق الحديث في ترجمة الوليد من كتابه " الضعفاء و
المجروحين " ، قال في الحديث ما سبق نقله عن الحافظ ، و قال في الوليد : " يروي
عن ابن ثوبان و ثابت بن يزيد العجائب " . ثم إن الظاهر أيضا من كلامهم أن
الوليد كان يرويه تارة عن الأوزاعي مباشرة و تارة يدخل بين نفسه و بين الأوزاعي
ثابت بن يزيد ، فقد قال الذهبي في ترجمة " ثابت " هذا بعد أن ساق الحديث : "
رواه الحاكم و البيهقي في " الشعب " و قال الحاكم : " ثابت بن يزيد الذي أدخله
الوليد بينه و بين الأوزاعي مجهول و ينبغي أن يكون الحمل عليه " . و قال
البيهقي : و روي من وجه آخر عن عائشة موقوفا و هو أشبه " . و صرح المناوي بشدة
ضعف المرفوع ، و نقل عن ابن الجوزي أنه قال : " لا يصح ، و لعله من كلام بعض
السلف ، و ثابت بن يزيد ضعفه يحيى " .
(1/45)
720 - " لا يدخل ملكوت السماوات من ملأ بطنه "

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 153 ) :
لا أصل له . و إن أورده الغزالي في " الإحياء " حديثا مرفوعا إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ! فقد قال الحافظ العراقي في " تخريجه " ( 3 / 69 ) : " لم أجده
" . و كذا قال السبكي في " الطبقات " ( 4 / 162 ) . ثم وجدت له طريقا موقوفا ،
فقال ابن وهب في " الجامع " ( ص 77 ) : حدثنا ابن أنعم أن عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم تقول : فذكره موقوفا عليها . و هذا إسناد معضل ، و قد وصل ،
فقال الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 41 ، 45 ، 53 ) : حدثنا أحمد بن يحيى
بن مالك السوسي : حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد : حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم : حدثنا زياد بن أبي منصور عن عائشة به . قلت : و هذا سند ضعيف ، زياد هذا
لم أجد له ترجمة . و ابن أنعم ضعيف . و السوسي مترجم في " تاريخ بغداد " ( 5 /
202 ) .
722- " الليل و النهار مطيتان ، فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة ، و إياك و التسويف
بالتوبة ، و إياك و الغرة بحلم الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

ضعيف جدا . رواه أبو الطيب محمد بن حميد الحوراني في " جزئه " ( ورقة 70
وجه 1 - من مجموع ظاهرية دمشق رقم 87 ) من طريق عمرو بن بكر عن سفيان الثوري عن
أبيه عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل عمرو
هذا ، قال الذهبي : " واه ، قال ابن عدي : له أحاديث مناكير عن الثقات : ابن
جريج و غيره ، و قال ابن حبان : يروي عن الثقات الطامات " . ثم قال الذهبي في
ترجمته : " أحاديثه شبه موضوعة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بالشطر الأول فقط و قال : " رواه
ابن عدي و ابن عساكر عن ابن عباس " . و تعقبه المناوي بقوله : " قضية كلام
المصنف أن ابن عدي خرجه و أقره ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد
الله بن محمد بن المغيرة و قال : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . و في " الميزان
" قال أبو حاتم : غير قوي ، و قال ابن يونس : منكر الحديث ، ثم ساق له هذا
الخبر " . قلت : و من طريقه رواه تمام ( 250 / 2 ) .
(1/48)
723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 154 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278
) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن
عدي : " و إسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، و هو ممن يضع الحديث " . و
أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) و قال : " إنه
من أباطيل إسحاق بن نجيح " . و مما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى
في أهل الزاني ، و هذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن *( و أن ليس
للإنسان إلا ما سعى )* . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا و يفعله في بيته فربما
سرى ذلك إلى أهله و العياذ بالله تعالى و لكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا
الحديث ، فهو باطل . و مثله : " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .
(1/49)
724 - " من زنى زني به و لو بحيطان داره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :

موضوع . رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا
المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قال
ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت : و هو القاسم الملطي كذاب . كذا في
" ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134 ) و " تنزيه الشريعة " لابن عراق (
316 / 1 ) . قلت : و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية
ابن النجار هذا !! و خفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء ! .
(1/50)
725 - " اشتروا الرقيق و شاركوهم في أرزاقهم يعني كسبهم ، و إياكم و الزنج ، فإنهم
قصيرة أعمارهم ، قليلة أرزاقهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 155 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 93 / 1 ) و في " الأوسط " ( 1 / 155 / 1 ) :
حدثنا أحمد بن داود المكي : أخبرنا حفص بن عمر المازني : أخبرنا حجاج بن حرب
الشقري : أخبرنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده مرفوعا
. قلت : و هذا إسناد واه مظلم لا تعرف عدالة واحد منهم غير علي بن عبد الله
فإنه ثقة ، و أما ابنه سليمان فهو كما قال ابن القطان : " هو مع شرفه في قومه
لا يعرف حاله في الحديث " . و من دونه فلم أجد لهم ترجمة ، غير حفص بن عمر
المازني فقال الحافظ في " اللسان " : " لا يعرف " . و قد روي من غير طريقة ،
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 58 ) من طريقين عن عبد العزيز بن عبد
الواحد : حدثنا عبد الله بن حرب الليثي : حدثنا جعفر بن سليمان بن علي عن أبيه
به . و هذا سند مظلم أيضا فإن من دون سليمان ثلاثتهم لم أجد من ترجمهم ، غير أن
جعفر بن سليمان أورده الحافظ في الرواة عن أبيه سليمان من " التهذيب " . هذا
حال إسناد الحديث ، و أما متنه فإني أرى عليه لوائح الوضع ظاهرة ، فإن قصر
الأعمار و قلة الأرزاق لا علاقة لها بالأمم ، بل بالأفراد ، فمن أخذ منهم
بأسباب طول العمر و كثرة الرزق التي جعلها الله تبارك و تعالى أسبابا طال عمره
و كثرة رزقه ، و العكس بالعكس ، و سواء كانت هذه الأسباب طبيعية أو شرعية ، أما
الطبيعية فهي معروفة ، و أما الشرعية فمثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب
أن ينسأ له في أجله ، و يوسع له في رزقه ، فليصل رحمه " . رواه البخاري . و
قوله : " حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يطيلان الأعمار " . رواه أحمد
و غيره و هو مخرج في " الصحيحة " ( 519 ) . و الله تبارك و تعالى سهل لكل أمة
لأخذ بأسباب الحياة من الرزق و طول العمر و غير ذلك و لم يخصها بقوم دون قوم و
لذلك نجد كثيرا من الأمم التي كانت متأخرة في مضمار الرقي أصبحت في مقدمة الأمم
رقيا و ثروة كاليابان ، و غيرها ، فليس من المعقول أن يحكم الشارع الحكيم على
أمة كالزنج بالفقر و يطبعهم بطابع قصر العمر ، مع أنهم بشر مثلنا و هو يقول :
*( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )* . و قصر العمر و قلة الرزق ليسا من التقوى في
شيء كما يشير إلى ذلك الحديثان المذكوران ، بل إنهما ليصرحان أن خلافهما و هما
الغني و طول العمر من ثمار التقوى ، فإذن أي أمة أخذت بأسباب طول العمر و سعة
الرزق لاسيما إذا كانت من النوع الشرعي فلا شك أن الله تبارك و تعالى يبارك لها
في عمرها و رزقها ، لا فرق في ذلك بين أمة و أمة ، للآية السابقة : *( يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم )* . و خلاصة القول : إن هذا الحديث موضوع متنا لعدم اتفاقه مع
القواعد الشرعية العادلة التي لا تفرق بين أمة و أمة أو قوم و قوم . و لذلك ما
كنت أود للسيوطي أن يورده في " الجامع الصغير " و إن كان ليس في إسناده من هو
معروف بالكذب أو الوضع ، ما دام أن الحديث يحمل في طياته ما يشهد أنه موضوع ، و
في كلام ابن القيم الآتي ( ص 158 - 160 ) ما يشهد لذلك و الله أعلم .
(1/51)
726 - " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله : *( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ )* في
جبهة إسرائيل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 156 ) :
ضعيف . أخرجه الطبري في " التفسير " ( 30 / 90 ) عن قرة بن سليمان قال :
حدثنا حرب بن سريج قال : حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال :
فذكره موقوفا عليه ، و كذلك أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 67 ) و قال
: " قال أبي : هذا حديث منكر ، و قرة مجهول ضعيف الحديث " . و قال في " الجرح و
التعديل " ( 3 / 2 / 131 ) : " قرة بن سليمان الجهضمي الأزدي جليس حماد بن زيد
، روى عن هشام بن حسان و معاوية بن صالح ، روى عنه أبو الوليد الطيالسي و عمرو
بن علي ، سألت أبي عنه ؟ فقال : ضعيف الحديث " . و حرب بن سريج قال الحافظ : "
صدوق يخطئ " . و الحديث أورده ابن كثير في " تفسيره " ( 9 / 170 - منار )
ساكتا عليه و أتبعه برواية ابن أبي حاتم - يعني في " التفسير " - بسنده عن أبي
صالح : حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعيس - هو عبد الرحمن بن سلمان - قال :
" ما من شيء قضى الله ، القرآن فما قبله و ما بعده لا و هو في اللوح المحفوظ ،
و اللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل ، لا يؤذن له بالنظر فيه " . قلت : و هذا مع
كونه مقطوعا موقوفا على أبي الأعيس ، ففي السند إليه أبو صالح و هو عبد الله بن
صالح كاتب الليث ، و فيه ضعف من قبل حفظه ، على أن أبا الأعيس نفسه لم يوثقه
غير ابن حبان ، أورده في " ثقات التابعين " و قال : " يروي عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : و الظاهر من ترجمة " التهذيب " له أنه من
أتباع التابعين . و الله أعلم . و قد ساق له الدولابي في " الكنى " ( 1 / 118 )
آثار أخرى ، و لم يذكر له حديثا مرفوعا .
(1/52)
727 - " دعوني من السودان ، إنما الأسود لبطنه و فرجه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 157 ) :

موضوع . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 122 / 2 ) و الخطيب ( 14 / 108
) من طريق عبد الله بن رجاء : أخبرني يحيى بن سليمان المديني عن عطاء بن أبي
رباح عن ابن عباس قال : ذكر السودان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
: فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف ، عبد الله بن رجاء هو الغداني . قال الحافظ :
" يهم قليلا " ، فليس هو علة الحديث و إنما شيخه يحيى هذا ، قال الحافظ : " لين
الحديث " . و به أعل ابن الجوزي الحديث فأورده في " الموضوعات " و قال : ( 2 /
233 ) : " لا يصح ، و يحيى قال البخاري : منكر الحديث " . و هو قد تبع البخاري
في هذا التجريح ، و من المعلوم أن البخاري لا يقول في الراوي " منكر الحديث "
إلا إذا كان متهما عنده . و لهذا فإن تعقب السيوطي في " اللآلي " على ابن
الجوزي بأن يحيى هذا روى له أبو داود و الترمذي و النسائي ، و قال أبو حاتم :
يكتب حديثه و ليس بالقوي ، و ذكره ابن حبان في " الثقات " - لا يساوي شيئا ،
فإن توثيق ابن حبان في مثل هذا المقام مما لا يعتد به العلماء الأعلام ، لاسيما
مع تضعيف الأئمة الآخرين لهذا الراوي . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف لا
تقوم به حجة ، و أما المتن فلا أشك في وضعه ، و لنعم ما صنع ابن الجوزي في
إيراده إياه في " الموضوعات " ، و تعقب السيوطي إياه إنما هو جمود منه على
السند دون أن ينعم النظر في المتن و ما يحمله من معنى تتنزه الشريعة عنه ، إذ
كيف يعقل أن تذم هذه الشريعة العادلة أمة السودان بحذافيرها و فيهم الأتقياء
الصالحون العفيفون كما في سائر الأمم ، و ليت شعري ما يكون موقف من كان غير
مسلم من السودان إذا بلغه هذا الذم العام لبني جنسه من شريعة الإسلام ؟! فلا
جرم أن ابن القيم قال كما يأتي بعد حديث : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . و أقره الشيخ ملا علي القاري في " موضوعاته " ( ص 119 ) ، بل إن ابن
القيم رحمه الله قال في صدد التنبيه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا
، قال ( صفحة 48 - 49 ) : " و منها ركاكة ألفاظ الحديث و سماجتها بحيث يمجها
السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث عدة هذا آخرها . و للحديث طريق
آخر عن ابن عباس و هو : " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا
زنوا ، و إن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .
(1/53)
728 - " لا خير في الحبش ، إذا جاعوا سرقوا ، و إذا شبعوا زنوا ، و إن فيهم لخلتين
حسنتين : إطعام الطعام ، و بأس عند البأس " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 152 / 1 ) عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي
: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس قال : قيل
: يا رسول الله ما يمنع حبش بن المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم قال :
فذكره . قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات غير عوسجة و هو المكي مولى ابن
عباس ليس بالمشهور كما في " التقريب " ، و من طريقه أخرجه ابن عدي ( 261 / 1 )
و روى عن البخاري أنه قال : " لم يصح حديثه " . ثم ساقه . قلت : و ذكره السيوطي
شاهدا للحديث الذي بعده فلم يصب ، فإنه حديث موضوع المتن كما سبق بيانه في الذي
قبله . و قد روي من حديث عائشة و هو : " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ،
و إن فيهم لسماحة و نجدة " .
(1/54)
729 - " الزنجي إذا شبع زنى ، و إذا جاع سرق ، و إن فيهم لسماحة و نجدة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 158 ) :
موضوع . رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 114 / 2 ) : حدثنا عقبة بن
خالد : حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة
مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، آفته عنبسة هذا و هو ابن مهران البصري
الحداد ، قال أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال أبو داود : " ليس بشيء " . و
قال ابن حبان ( 2 / 167 ) : " كان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، و في حديثه
المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة " . و من طريقه أورده ابن
الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن أبي سعيد الأشج به . ثم قال ابن
الجوزي ( 2 / 233 ) : " لا يصح ، عنبسة قال النسائي : متروك " . و تعقبه
السيوطي بالحديث الذي قبله و سبق الجواب عنه . و قد وافق ابن الجوزي على وضع
الحديث الإمام ابن القيم فقال في " المنار " ( ص 49 ) : " أحاديث ذم الحبشة و
السودان كلها كذب " . " ثم ذكر أحاديث هذا أحدها ، و ثانيها الحديث الآتي : "
تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .
(1/55)
730 - " تخيروا لنطفكم ، و أنكحوا في الأكفاء ، و إياكم و الزنج فإنه خلق مشوه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 159 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر :
حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
مرفوعا . قلت : و روح هذا لم أعرفه . و أما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين و
البخاري و أبو داود و غيرهم . و أما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا . و الحديث
أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان و هذا في " الضعفاء " ( 2
/ 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به و قال ( 2 / 233 ) :
" السدي كذاب ، و تابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام و ليس بشيء ، و قال
النسائي : ليس بثقة " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت
: له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) :
حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن
إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن
سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، و قال : غريب من حديث زياد و الزهري ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و سكت عليه السيوطي في " اللآلي " و أورده في "
الجامع " من هذا الوجه ، و إسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم
ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " و قال : " يغرب ، من
ثقات ابن حبان " . قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره
الثاني منكر جدا ، و قد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة و السودان كلها
كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و أما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت
لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي
: حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن
عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيروا لنطفكم " . قلت
: و هذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
( 8 / 230 ) و قال : " روى عن وزيرة بن محمد و أبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام
بن محمد و عبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا . و شيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب
الأموي البصري . و الله أعلم . و لهذه الجملة شواهد لا تخلو أسانيدها من مقال ،
و لعلنا نتفرغ لتتبعها و تحقيق القول فيها إن شاء الله ، و هي على كل حال لا
تبلغ أن تكون موضوعة <1> ، بخلاف الجملة الأخيرة " و إياكم و الزنج ... " فإنها
ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، و قد ذكر هذه الجملة ابن
معين في " التاريخ و العلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، و لعله
أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت : ...... " فذكره . و نحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن
ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيروا لنطفكم ، فإن النساء
يلدن أشباه إخوانهن ، و أشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق
294 / 2 ) و قال : " و عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " . و روى عن البخاري
أنه قال فيه : " صاحب مناكير و قال في موضع آخر : " منكر الحديث " و عن النسائي
: " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي
عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .

-----------------------------------------------------------
[1] بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، و قد جمعتها و خرجتها في " الصحيحة " ( 1067 )
. اهـ .
(1/56)
731 - " تزوجوا و لا تطلقوا ، فإن الطلاق يهتز له العرش " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 161 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان " ( 1 / 157 ) و عنه الديلمي ( 2 /
1 / 30 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 12 / 191 ) من طريق عمرو بن جميع عن جويبر
عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب مرفوعا . ساقه الخطيب في
ترجمة عمرو هذا بعد أن قال فيه : " كان يروي المناكير عن المشاهير ، و
الموضوعات عن الأثبات " . وروى عن ابن معين أنه قال فيه : " كان كذابا خبيثا "
. و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و قال : " لا يصح
فيه آفات ، الضحاك مجروح ، و جويبر ليس بشيء ، و عمرو قال ابن عدي : كان يتهم
بالوضع " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( رقم 1916 بترقيمي ) ثم ابن عراق في
" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة " ( 301 / 1 ) ، و مع
ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ! قلت : و هذا الحديث يلهج به كثير
من الخطباء الذين يكادون يصرحون بتحريم الطلاق الذي أباحه الله تبارك و تعالى ،
و بعضهم يضع القيود العملية لمنع وقوع الطلاق ، و لو كان بمحض اختيار الزوج !
فإلى الله المشتكى .
(1/57)
732 - " أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب ، ثم الأنصار ، ثم من
آمن بي و اتبعني ، ثم اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم ، و من أشفع له أولا
أفضل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :
موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 205 / 2 ) و ابن عدي ( 100 / 2 ) و المخلص في
" الفوائد المنتقاة " ( 6 / 69 / 1 ) عن حفص بن أبي داود عن ليث عن مجاهد عن
ابن عمر مرفوعا . و من هذا الوجه رواه الخطيب في " الموضح " ( 2 / 27 ) من
طريق الدارقطني بسنده عن حفص و قال الدارقطني : " غريب من حديث ليث عن مجاهد
تفرد به حفص بن أبي داود عنه ، و هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر المقريء
صاحب عاصم بن أبي النجود " ، و قال ابن عدي : " لا يرويه عن الليث غير حفص ، و
عامر حديثه غير محفوظ " . و من طريق الدارقطني أورده ابن الجوزي في " الموضوعات
" و قال ( 3 / 250 ) : " قال الدارقطني : تفرد به حفص عن ليث . قلت : أما ليث
فغاية في الضعف عندهم . إلا أن المتهم به حفص . قال ابن خراش : متروك يضع
الحديث " . و وافقه السيوطي ( 2 / 450 ) ، ثم ابن عراق ( 392 / 1 - 2 ) .
(1/58)
733 - " أول من أشفع له من أمتي العرب الذين رأوني و آمنوا بي و صدقوني ، ثم أشفع
للعرب الذين لم يروني و أحبوني و أحبوا رؤيتي " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

موضوع . رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أنس بن مالك مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء ، و هو ثقة محتج به في
الصحيحين ، فكان الأولى إيراده في ترجمة زهير بن العلاء . قال الذهبي : " روي
عن أبي حاتم الرازي أنه قال : أحاديثه موضوعة منها ..... " فذكر له حديثا يأتي
قريبا بلفظ " كثرة العرب .... " .
(1/59)
734 - " ألا أنبئكم بالفقيه ؟ قالوا : بلى ، قال : من لا يقنط الناس من رحمة الله ، و
لا يؤيسهم من روح الله ، و لا يؤمنهم من مكر الله ، و لا يدع القرآن رغبة عنه
إلى ما سواه ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه ، و لا في علم ليس فيه تفهم ،
و لا قراءة ليس فيها تدبر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 162 ) :

منكر . رواه ابن وهب في " المسند " ( 8 / 165 / 1 ) : أخبرني عقبة بن نافع
عن إسحاق بن أسيد عن أبي مالك و أبي إسحاق عن علي بن أبي طالب مرفوعا . و
أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 44 ) من طريق ابن وهب ، و قال
: " لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه و أكثرهم يوقفونه على علي " .
قلت : و هو الأشبه فإن هذا الإسناد المرفوع فيه علتان : الأولى : إسحق بن أسيد
و هو أبو محمد المروزي نزيل مصر ، قال الحافظ : " فيه ضعف " . و الأخرى : عقبة
بن نافع فإنه مجهول ، أورده ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 317 ) برواية ابن وهب فقط
عنه و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا .
(1/60)
735 - " كثرة العرب و إيمانهم قرة عين لي ، فمن أقر بعيني أقررت بعينه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 258 / 1 ) عن زهير بن العلاء : حدثنا عطاء بن أبي
ميمونة عن أوس بن ضمعج عن ابن عباس مرفوعا . أورده في ترجمة عطاء هذا و كان
حقه أن يورده في ترجمة زهير ، فإنه المتهم بوضع هذا الحديث كما سبق ذكره قريبا
في " أول من أشفع له من أمتي العرب ..... " رقم ( 733 ) . و قد ذكر ابن أبي
حاتم في " العلل " ( 2 / 367 ) أن أباه سئل عن حديثه هذا ؟ فقال : " هذا حديث
موضوع ، و ذكر له أحاديث من روايته . فقال : هذه أحاديث موضوعة ، و هذا شيخ لا
يشتغل به " .
(1/61)
736 - " تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها ، و أفتح أرحاما ، و أثبت مودة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
موضوع . رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو كذاب كما قال جماعة ، و
قال الدارقطني : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد روي الحديث بإسناد خير من
هذا بلفظ قريب منه إلا أنه قال : " و أنتق أرحاما ، و أرضى باليسير " . و
الباقي مثله سواء و هو مخرج في الصحيحة " برقم ( 623 ) .
(1/62)
737 - " من ولد له مولود فليحسن أدبه و اسمه ، فإذا بلغ فليزوجه ، فإن بلغ و لم يزوجه
فأصاب إثما باء بإثمه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 163 ) :
ضعيف . رواه ابن بكير الصيرفي في " فضائل من اسمه أحمد و محمد " ( 60 / 2 )
: حدثنا محمد بن عبد الله العسكري : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون
الحربي ( الأصل : و ميمون الحربي و هو خطأ ) : حدثنا مسلم بن إبراهيم : حدثنا
شداد بن سعيد الراسبي عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري و عبد
الله بن عباس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، رجاله ثقات معرفون من رجال "
التهذيب " غير الحربي و هو ثقة و له ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6 / 382 ) . و
الراوي عنه محمد بن عبد الله العسكري لم أعرفه ، و في شيوخ ابن بكير عند الخطيب
( 8 / 13 ) محمد بن عبد الله بن علم الصفار ، و قد ترجمه الخطيب ( 5 / 454 ) و
قال : " لم أسمع أحدا من أصحابنا يقول فيه إلا خيرا " . فلعله هو . و الراسبي
مختلف فيه ، أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 180 ) و قال : " قال البخاري :
ضعفه عبد الصمد ، و لكنه صدوق في حفظه بعض الشيء " . و ذكره الذهبي في "
الضعفاء و المتروكين " و قال : " قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا ، و قال
العقيلي : له أحاديث لا يتابع عليها " . و في " التقريب " : " صدوق يخطيء " .
قلت : فلعله علة الحديث .
(1/63)
738 - " تزوجوا الزرق فإن فيهن يمنا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :
موضوع . رواه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 115 / 2 ) عن إسحاق بن بشر
الكاهلي : حدثني عبد الله بن إدريس المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع آفته الكاهلي و هو وضاع كما سبق قبل حديث .
(1/64)
739 - " شر الحمير الأسود القصير " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 164 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 426 ) و أبو محمد المخلدي في "
الفوائد " ( 245 / 2 ) عن بقية : حدثنا مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن
عمر مرفوعا . و قال العقيلي : " مبشر بن عبيد قال أحمد : " أحاديثه أحاديث
موضوعة كذب " و قال مرة : " ليس بشيء ، يضع الحديث " . و قال البخاري : منكر
الحديث " . ثم ساق له حديثين هذا أحدهما . و الحديث أورده ابن الجوزي في "
الموضوعات " ( 2 / 221 ) من رواية العقيلي هذه و أصاب . و تعقبه السيوطي ( رقم
1728 ) فما أجاد ، لأنه لم يزد على قوله : " إن مبشرا هذا روى له ابن ماجة " .
قلت : فكان ماذا ؟! قال : " و قال البخاري : منكر الحديث " . قلت : و هذا لا
ينافي قول أحمد : " يضع الحديث " لأنه أفاد زيادة علم على ما أفادته عبارة
البخاري على أن هذه العبارة منه تفيد أنه متهم عنده كما سبق بيانه مرارا .
(1/65)
740 - " شر المال في آخر الزمان المماليك " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :
موضوع . رواه أبو الحسن الحلبي في " الفوائد المنتقاة " ( 1 / 11 / 1 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 94 ) عن أبي فروة يزيد بن سنان بن يزيد الرهاوي :
أخبرنا أبي : أخبرنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن عبد الله بن عمر
مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن عدي ( 311 / 2 ) و قال : " لا يرويه بهذا
الإسناد ، إلا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب ، و قد أتي هذا الحديث من الرهاوي
لا من ابن أيوب ، و في حديث الرهاوي ما لا يوافقه الثقات عليه " . و قال أبو
نعيم : " تفرد به محمد بن أيوب " . قلت : و قد ضعفه أبو حاتم لكن الراوي عنه
يزيد بن سنان أشد ضعفا فقد قال النسائي فيه : " ضعيف متروك الحديث " . و قال
مرة : " ليس بثقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من راية أبي نعيم
وحده ، و تعقبه المناوي بقوله : " أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال :
يزيد متروك ، و تبعه على ذلك المؤلف في مختصره الكبير فأقره و لم يتعقبه بشيء "
. قلت : و قد أصاب السيوطي هناك في " اللآليء " ( 2 / 140 ) ، و أخطأ في إيراده
في " الجامع " ، فقد جزم المحقق ابن القيم في " المنار " ( ص 49 ) بأنه حديث
موضوع ، و سبقه ابن الجوزي ( 2 / 235 ) .
(1/66)
741 - " الصمت أرفع العبادة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 165 ) :
ضعيف . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 73 ) معلقا عن عبد الله بن
محمد بن موسى البازيار : حدثنا أشعث بن شداد السجستاني : حدثنا يحيى بن يحيى :
حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا
. أورده في ترجمة عبد الله هذا ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قلت : و
شيخه أشعث بن شداد لم أجد من ذكره . و يحيى بن يحيى الظاهر أنه أبو زكريا
الحنظلي النيسابوري و هو ثقة من رجال الشيخين ، لكن قال المناوي تعليقا على قول
السيوطي في " الجامع " : رواه الديلمي في " مسند الفردوس " عن أبي هريرة : " و
فيه يحيى بن يحيى الغساني ، قال الذهبي : جرحه ابن حبان " . فإن كان قوله "
الغساني " جاء في طريق الديلمي فلا كلام ، و إن كان من اجتهاد المناوي فأنا
أرجح أنه خطأ ، و أن الصواب ما ذكرته ، لأن الحافظ ذكر في الرواة عن المغيرة بن
عبد الرحمن " يحيى بن يحيى " فإطلاقه يبعد أن يريد به هذا الغساني المجروح ، و
لا يريد الحنظلي الثقة ، و الله أعلم . و أما المغيرة هذا فهو الحزامي المدني
قال الحافظ : " ثقة له غرائب " . و الحديث في " مسند الفردوس " ( 4 / 260 )
لكني لا أطول مصورته الآن ، لأتحقق من نسبة " الغساني " هل هي فيه أم لا ؟
(1/67)
742 - " عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :
باطل . رواه عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 2 / 230 / 1 ) و
تمام في " الفوائد " ( 207 / 2 ) و ابن عساكر في " التاريخ " ( 10 / 268 / 1 )
من طريق الدارقطني و غيره عن سليمان بن عبد الرحمن : أخبرنا عبد الملك بن مهران
عن عبيد بن نجيح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال
الدارقطني : " تفرد به عبيد بن نجيح عن هشام ، و تفرد به سليمان عن عبد الملك
عنه " . قلت : و عبد الملك بن مهران قال فيه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 248 )
: " صاحب مناكير ، غلب على حديثه الوهم ، لا يقيم شيئا من الحديث " . ثم ساق له
أحاديث ثم قال : " كلها ليس لها أصل ، و لا يعرف منها شيء من وجه يصح " . و ساق
له ابن عدي في " الكامل " ( 316 / 1 ) حديثا و قال : " متنه منكر ، و له غير ما
ذكرت و هو مجهول ليس بالمعروف " . و روى ابن عساكر عن ابن السكن أنه قال فيه :
" منكر الحديث " . و عن ابن أبي حاتم : أنه مجهول ، و ذكر له الذهبي حديثين قال
: " إنهما باطلان " و ما أرى أنا إلا أن هذا الحديث من أباطيله . و قد أورده
السيوطي في " الجامع " فأساء ، و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء !
(1/68)
743 - " عجبت لطالب الدنيا و الموت يطلبه ، و غافل و ليس بمغفول عنه ، و لضاحك ملء
فيه و لا يدري أأرضى الله أم أسخطه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 166 ) :
ضعيف جدا . رواه تمام في " الفوائد " ( 94 / 1 ) و ابن عدي ( 79 / 2 ) عن
يحيى بن علي الأسلمي عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود
يرفعه ، و قال : " أحاديث ليست بمستقيمة ، و لا يتابع عليها " . و في " الميزان
" : " متروك " ، و قال ابن حبان : " يروي عن ابن الحارث عن ابن مسعود نسخة
كأنها موضوعة " . و قال النسائي : " ليس بالقوي " . و من مناكيره ....... " .
ثم ذكر أحاديث هذا أحدها . و قال الدارقطني : " متروك و أحاديثه تشبه الموضوعة
" . قلت : و حميد هذا هو ابن عطاء الأعرج الكوفي ، و ليس هو بصاحب الزهري ، ذاك
حميد ابن قيس الأعرج كما قال ابن حبان ( 1 / 257 ) . و رواه القضاعي ( 49 / 1 )
عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال : أخبرنا سفيان بن وكيع قال : أخبرنا أبي حميد
به . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " لابن عدي و البيهقي في "
الشعب " . و بيض له المناوي !
(1/69)
744 - " من توضأ و مسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 167 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 115 ) : حدثنا محمد بن
أحمد بن محمد : حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا : عثمان بن خرزاذ : حدثنا عمرو
بن محمد بن الحسن المكتب : حدثنا محمد بن عمرو بن عبيد الأنصاري عن أنس بن
سيرين عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ مسح عنقه و يقول : فذكره مرفوعا . أورده
في ترجمة عبد الرحمن بن داود هذا و هو أبي محمد الفارسي و قال فيه : " كان من
الفقهاء كثير الحديث " ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لم أجده عند غيره
. و شيخه محمد بن أحمد بن محمد هو إما أبو بكر المعدل فهو ثقة أمين كما قال أبو
نعيم في ترجمته ( 2 / 900 ) ، و إما أبو عثمان بن أبي هريرة قال في ترجمته ( 2
/ 296 ) : " أحد العباد و الأخيار ، سمع الكثير صاحب أصول و كتب كثيرة " . و
الأقرب الأول . و الله أعلم . و بعد كتابة ما تقدم رأيت ابن عراق قال في "
تنزيه الشريعة " بعد أن ساق الحديث عن أبي نعيم : " و فيه أبو بكر المفيد شيخ
أبي نعيم ، قال الحافظ العراقي : و هو آفته " . قلت : و هذا متهم كما قال
الذهبي و تبعه الحافظ ابن حجر في " اللسان " . و قد كنت ذكرت عند حديث " مسح
الرقبة أمان من الغل " رقم ( 69 ) أنه محمد بن أحمد بن علي المحرم ، و الآن
رجعت عنه لما وقفت على إسناد الحديث عند أبي نعيم ، و إنما أوقعني في ذلك الخطأ
أنني كنت نقلته بواسطة الحافظ ابن حجر و هو لم يذكر في سند الحديث اسم جد هذا
الشيخ ، فلما وقفت عليه عند أبي نعيم إذا باسم جده ( محمد ) ، فتيقنت أنه ليس
ذلك المحرم ، فهو أحد هؤلاء الثلاثة الذين ذكرتهم هنا ، و قد رأيت أن الحافظ
العراقي جزم بأنه أبو بكر المفيد ، و هو حجة في هذا العلم . فالعمدة عليه في
تعيين الرجل . و الله أعلم . و في السند رجل آخر ضعيف جدا ، و هو محمد بن عمرو
بن عبيد الأنصاري و هو بصري ، و قد حكيت أقوال العلماء في تضعيفه هناك . و قد
تبين لي الآن علة ثالثة و هي عمرو بن محمد بن الحسن ترجمه الخطيب فقال ( 12 /
204 ) : " هو الزمن المعروف بالأعسم ، بصري سكن بغداد " . ثم روى عن الدارقطني
أنه قال فيه : " منكر الحديث " و في رواية أخرى عنه : " كان ضعيفا كثير الوهم "
. و في " اللسان " : " قال الحاكم : ساقط روى أحاديث موضوعة عن قوم لا يوجد في
حديثهم منها شيء " . و ذكر عن ابن حبان و النقاش نحوه . قلت : فتعصيب التهمة به
في هذا الحديث أولى من تعصيبها بشيخ أبي نعيم ، لأنه فوقه في السند ، و أوهى
منه ، و الله أعلم .
(1/70)
745 - " من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، و من خرج معتمرا فمات
كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 111 / 2 ) عن أبي معاوية : حدثنا
محمد بن إسحاق عن جميل بن أبي ميمونة عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة
مرفوعا و قال : " لم يروه عن عطاء إلا جميل ، و لا عنه إلا ابن إسحاق تفرد به
أبو معاوية " . و من هذا الوجه رواه الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " (
33 / 1 ) و زاد : " و من خرج غازيا في سبيل الله فمات كتب له أجر الغازي إلى
يوم القيامة " . و هكذا أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 112 ) و قال : "
رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق ، و بقية رواته ثقات " . قلت : يعني أن
ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه . فهذه علة ، و فيه علة أخرى ، فقال الهيثمي ( 3 /
208 - 209 ) بعد أن عزاه للطبراني وحده : " و فيه جميل بن أبي ميمونة ، و قد
ذكره ابن أبي حاتم ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و ذكره ابن حبان في (
الثقات ) " . قلت : و تساهل ابن حبان في التوثيق معروف ، فالرجل مجهول الحال ،
و الله أعلم .
(1/71)
746 - " لا هم إلا هم الدين ، و لا وجع إلا وجع العين " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 168 ) :
موضوع . رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 346 ) و الطبراني في " الأوسط
" ( 68 / 1 و 145 / 1 ) و في " الصغير " ( ص 176 ) و عنه القضاعي ( 72 / 2 ) و
ابن عدي ( 188 / 1 ) قالا : حدثنا محمد بن يونس البصري العصفري : حدثنا قرين بن
سهل بن قرين : حدثني أبي : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن محمد بن
المنكدر عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن ابن المنكدر إلا
ابن أبي ذئب ، تفرد به سهل " . قلت : و قال ابن حبان : " يروي عن ابن أبي ذئب و
غيره من الثقات ما ليس من حديثهم " . و لذا قال الذهبي : " غمزه ابن حبان و ابن
عدي ، و كذبه الأزدي " . و ذكر له ابن عدي ثلاثة أحاديث هذا أحدها و قال : "
منكر باطل إسناده و متنه " . و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2
/ 244 ) . و تعقبه السيوطي بما لا ينفع فقال : ( 393 - طبع الهند ) : " قلت :
أخرجه أبو نعيم في " الطب " و البيهقي في " شعب الإيمان " و قال : " حديث منكر
" . و له طريق آخر ، قال الشيرازي في " الألقاب " : ....... فساق إسناده من
طريق يحيى بن عبد الله خاقان : حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به
ثم قال السيوطي : " و أخرجه الخطيب في " رواة مالك " و قال : منكر عن مالك ، و
خاقان مجهول ، و قال الذهبي في " الميزان " : " يحيى بن عبد الله خاقان يكنى
أبا سهل عن مالك - ثم ساق الحديث ثم قال : فهذا موضوع " . و لم يتعقبه السيوطي
بشيء إلا أنه قال : " و له شاهد موقوف " . قلت : و فيه ابن لهيعة ، و لو صح فهو
شاهد على الحديث لا له ، لأن الموقوف لا يصح أن يشهد للمرفوع كما لا يخفى ، و
لذلك قال المناوي في " الفيض " : " و حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، و نوزع بما
لا طائل فيه " . و الموقوف المشار إليه وجدته في " الفوائد المنتقاة الحسان
العوالي " لابن الديباجي ( 20 / 85 / 1 ) من طريق ابن لهيعة عن خالد بن يزيد
قال : قال عمرو بن العاص ....... فذكره . و الحديث أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 295 ) من طريق الحسين بن معاذ - مستملي عمرو بن علي - : حدثنا
ابن أخي الربيع بن مسلم عن الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة مرفوعا
بلفظ : " لا غم إلا غم الدين ، و لا ..... " . قلت : و الحسن بن معاذ هو ابن
داود بن معاذ . قال الذهبي : " ليس بثقة ، حديثه موضوع " .
(1/72)
747 - " قال الله تعالى : من لم يرض بقضائي و قدري فليلتمس ربا غيري " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 169 ) :
ضعيف جدا . عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للبيهقي في " الشعب " عن
أنس . و لم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، و كأنه لم يقف على سنده ، و قد
وجدته في الجزء الرابع من " التجريد " لابن عساكر ، رواه ( 4 / 1 - 2 ) من طريق
البيهقي عن الحاكم بسنده عن علي بن يزداد الجرجاني - و كان قد أتي عليه مائة و
خمس و عشرون سنة - قال : سمعت عصام بن الليث الليثي السدوسي - من بني فزارة في
البادية - قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
ضعيف ، علي بن يزداد الجرجاني قال الذهبي في ترجمة شيخه عصام بن الليث : " لا
يعرفان " . و ساق له في " اللسان " هذا الحديث من طريق الحاكم ثم قال : " أخرجه
أبو سعد ابن السمعاني في " الأنساب " و قال : " هذا إسناد مظلم لا أصل له " .
و قال الذهبي أيضا في ترجمة علي بن يزداد الجرجاني : " شيخ لابن عدي متهم ، روى
عن الثقات أوابد " . و أقره في " اللسان " . فالإسناد ضعيف جدا ، و قد روي
بإسناد آخر مثله في الضعف ، و قد مضى برقم ( 494 ) .
(1/73)
748 - " الجمال صواب القول بالحق ، و الكمال حسن العفاف بالصدق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 170 ) :
ضعيف جدا . رواه أبو نعيم في " فضائل الخلفاء الأربعة " ( 2 / 2 / 2 ) و
السلفي في " أحاديث و حكايات " ( 78 / 1 ) و ابن النجار ( 10 / 174 / 1 ) و
الديلمي ( 2 / 81 ) و ابن عساكر ( 8 / 471 / 2 ) عن عمر بن إبراهيم عن أيوب بن
سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه
وسلم و عليه ثياب بياض ، فلما نظر تبسم ، قال العباس : يا رسول الله ما الجمال
؟ قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، آفته أيوب بن سيار فإنه ليس بثقة
كما قال النسائي و غيره ، و قال ابن حبان ( 1 / 159 ) : " يقلب الأسانيد ، و
يرفع المراسيل " . و الراوي عنه عمر بن إبراهيم و هو الكردي الهاشمي مثله في
الضعف ، لكنه قد توبع عليه ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 86 - 87
) عن همام بن مسلم عن أيوب به . لكن هماما هذا مثله في الضعف قال الدارقطني : "
متروك " . قلت : فلا يستشهد به لاسيما و قد قال ابن حبان : " يسرق الحديث " .
فلعله سرقه من الكردي هذا . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية
الحكيم عن جابر . و تعقبه المناوي في شرحه عليه بقوله : " قضية صنيع المصنف أنه
لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز ، و هو عجيب ! فقد رواه
أبو نعيم في " الحلية " و الديلمي في " الفردوس " و البيهقي في " الشعب "
فعدوله للحكيم و اقتصاره عليه الموهم غير لائق ، ثم إن فيه أيوب بن سيار (
الأصل يسار و هو خطأ مطبعي ) الزهري قال الذهبي : ضعيف جدا تفرد به عنه عمر بن
إبراهيم و هو ضعيف جدا " . و في قول الذهبي أن عمر تفرد به عن أيوب نظر ،
للمتابعة التي ذكرتها ، و عزوه للحلية فيه وقفة ، فإني لم أجده في " الحلية " .
و الله أعلم .
(1/74)
749 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثة و سبعين مغفرة واحدة منها صلاح أمره كله ،
و اثنتان و سبعون درجات له يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 171 ) :

موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 140 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 304 ) و
أبو نعيم في " الأخبار " ( 2 / 74 ) عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي قال :
حدثنا زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و قال العقيلي : " لا يعرف إلا به
" . يعني زيادا هذا . و قال ابن حبان : " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن
يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة " . و قال البخاري : " كان شعبة يتكلم فيه
" . و في " الميزان " : " قال الحاكم : روى عن أنس و غيره أحاديث موضوعة ، و
كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه ، قال الدارقطني : متروك ، و قال أبو حاتم و
غيره : لا يحتج به " . و قال النقاش فيه مثل قول الحاكم المتقدم . و من طريق
زياد رواه أبو يعلى و البزار كما في " المجمع " ( 8 / 191 ) . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي ثم قال ( 2 / 171 ) : " موضوع ، و
المتهم بوضعه زياد " . و تعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 352 ) بأن له طريقين
آخرين و شاهدا من حديث ثوبان . أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر
بسنده عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان : حدثنا أبو
علي محمد بن سليمان بن حيدرة : حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن ( الأصل : حصني و
هو خطأ ) : حدثنا [ أبو ] المغيرة : حدثنا إسماعيل بن عياش : حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين المكي : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره . قلت : و سكت
عليه السيوطي فما أحسن ، فإن ابن ذكوان هذا أورده الذهبي في " الميزان " ثم ابن
حجر في " اللسان " و قالا : " تكلم فيه عبد العزيز الكتاني " . و محمد بن
سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، و حيدرة اسم أحد جدوده ، و اسم جده الأدنى الحر
بن سليمان . هكذا ذكره ابن عساكر في " تاريخه " ( 15 / 193 / 2 ) و في ترجمته
ساق له هذا الحديث ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و تمام الحديث عنده . "
و من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد و لم
يولد و لم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف حسنة " . و بقية رجال
الإسناد ثقات غير أن إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه
منها ، و إسماعيل بن معن له ترجمة في ابن عساكر ( 2 / 415 / 2 ) . و جملة القول
: أن سند هذه الطريق مظلم فلا يدفع بمثله حكم ابن الجوزي عليه بالوضع ، لاسيما
و فيها تلك الزيادة التي تؤكد هذا الحكم لما فيها من المبالغة في الأجر لمجرد
النطق بتلك الجملة المباركة ، و هذه المبالغة من أمارات وضع الحديث كما هو مقرر
في محله . و أما الطريق الثاني : فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي
بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج : حدثنا دينار مولى أنس بن مالك : حدثني
أنس بن مالك به . و هكذا رواه الخطيب في " التاريخ " ( 11 / 175 ) في ترجمة
الزجاج هذا و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و هذا إسناد تالف دينار هذا قال
ابن حبان ( 1 / 290 ) : " يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و قال الحاكم : " روى
عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة " . فإيراد السيوطي لهذا الطريق التالف ، و
سكوته عليه من العجائب ! و قد فاته طريق ثالث ، أخرجه أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 350 ) عن أبان عن أنس مرفوعا . لكن أبان هذا و هو ابن أبي عياش
كذاب فلا يفرح به ! و أما الشاهد فهو الحديث الآتي : " من فرج عن مؤمن لهفان
غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر دنياه و آخرته ، و ثنتين
و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .
(1/75)
750 - " من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة يصلح بها أمر
دنياه و آخرته ، و ثنتين و سبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 172 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 49 - 50 ) من طريق إسماعيل بن
أبان الأزدي ( الأصل الأودي و هو تصحيف ) قال : حدثنا حماد بن عثمان القرشي -
مولى الحسن بن علي - قال : حدثني يزيد بن أبي زياد البصري عن فرقد عن شميط -
مولى ثوبان - عن ثوبان مرفوعا ، و قال : " غريب من حديث فرقد ، لم نكتبه
إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو مظلم ، فإن فرقدا هذا و هو ابن يعقوب السبخي
قال البخاري : " في حديثه مناكير " . و قال النسائي : " ليس بثقة " . و يزيد بن
أبي زياد البصري لم أعرفه ، و في طبقته بهذا الاسم و النسب ثلاثة أحدهم شامي ،
و هو ضعيف جدا ، و الآخران كوفيان ، أحدهما من رجال " التهذيب " و هو ضعيف . و
الآخر من رجال " الميزان " و لا تقوم به حجة . فلعله أحدهم و يكون نسبته بصريا
خطأ من أحد الرواة و لعله من الراوي عنه : حماد بن عثمان القرشي ، و لم أجد له
ترجمة . و يراجع له " الجرح و التعديل " . فإني لا أطوله الآن . ثم رجعت إليه
فلم أجد فيه سوى حماد بن عثمان الذي روى عن الحسن البصري و هو مجهول . فكأنه
غير هذا . و هذا الحديث أورده السيوطي شاهدا للحديث الذي قبله فلم يحسن لشدة
ضعفه و نكارة لفظه . و الله أعلم .
(1/76)
751 - " من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح و إلا شفعت له " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 353 ) عن عبد الله بن إبراهيم
بن الهيثم الغفاري : حدثنا مالك بن أنس و العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
، و قال : " غريب من حديث مالك ، تفرد به الغفاري " . قلت : قال الذهبي : "
نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث . و قال الحاكم : " يروي عن جماعة من الضعفاء
أحاديث موضوعة " .
(1/77)
752 - " وجبت محبة الله على من أغضب فحلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 173 ) :
موضوع . رواه ابن عدي ( 331 / 2 ) : حدثنا ابن أبي صالح . حدثنا أبو مصعب :
حدثني مالك عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة مرفوعا . و قال : " و هذا عن
مالك منكر " . قلت : أورده في ترجمة أبي مصعب هذا و سماه مطرفا ، و قال : "
يحدث عن ابن أبي ذئب و مالك و غيرهما بالمناكير " . قلت : مطرف هذا من شيوخ
البخاري في " الصحيح " و هو ثقة كما قال ابن سعد و الدارقطني و غيرهما ، و به
جزم الحافظ في " التقريب " و قال : " لم يصب ابن عدي في تضعيفه " . و قد ساق
الذهبي له أحاديث في " الميزان " من طريق ابن عدي عن ابن أبي صالح هذا و هو
أحمد بن داود و منها هذا الحديث ثم قال : " قلت : و هذه أباطيل حاشا مطرفا من
روايتها ، و إنما البلاء من أحمد بن داود ! فكيف خفي هذا على ابن عدي فقد كذبه
الدارقطني ؟! و لو حولت هذه إلى ترجمته كان أولى " . و كذا قال الحافظ في "
التهذيب " ، و قد فعل الذهبي ما أشار إليه ، فنقل الحديث إلى ترجمة أحمد هذا و
قال : " و هذا موضوع " . و وافقه الحافظ ابن حجر في " اللسان " و ذكر أن أحمد
هذا قال فيه ابن حبان و ابن طاهر : " كان يضع الحديث " . قلت : و من طريقه أخرج
الحديث أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 5 / 135 ) و القضاعي في " مسند الشهاب "
( 46 / 2 ) و القاضي أبو بكر الشهرزوري في " جزء فيه مجلسان " ( 4 / 2 ) و ابن
عساكر ( 5 / 84 / 2 ) . و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 167 -
168 ) من طريق أبي نعيم ، ثم قال السيوطي : " قال في " الميزان " : هذا موضوع ،
من أكاذيب ابن داود " . قلت : و أقره ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 359 / 1
- 2 ) . و مع هذا كله فقد سود به السيوطي كتابه " الجامع الصغير " ! فتعقبه
المناوي بكلام الذهبي على الحديث و بقول ابن طاهر في راويه : " كان يضع الحديث
" . و كذا قال ابن حبان ( 1 / 134 ) .
(2/251)
753 - " من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 174 ) :
موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 254 - 255 ) و الخطيب في "
التاريخ " ( 5 / 130 - 131 ) و السلفي في " أحاديث منتخبة " ( 135 / 1 ) عن
أحمد بن محمد النوري قال : أخبرنا سري السقطي عن معروف الكرخي عن ابن السماك عن
الأعمش عن أنس مرفوعا . و في لفظ للخطيب : " ....... كمن حج و اعتمر " .
قلت : و هذا سند ضعيف مسلسل بجماعة من الصوفية لا تعرف أحوالهم في الحديث و هم
النوري و السقطي و الكرخي ، و في ترجمة الأول من " التاريخ " أمور مخالفة للشرع
كنذره أن لا يقعد على الأرض أربعين يوما ! و قد وفى فلم يقعد ! و كطلبه من الله
أن يخرج له سمكة وزن ثلاثة أرطال لا تزيد و لا تنقص ! و إلا رمى بنفسه في
الفرات ! فزعموا أن السمكة أخرجت له على ما أراد ، فقال له الجنيد : لو لم تخرج
كنت ترمي بنفسك ؟ قال : نعم . فهذا يدل على أنه كان جاهلا ، أو أنه كان من غلاة
الصوفية الذين لا يقيمون لنصوص الشريعة وزنا . أعاذنا الله من ذلك بمنه و كرمه
. ثم إن في الحديث علة أخرى و هي الانقطاع بين الأعمش و أنس ، قال في " التهذيب
" : " لم يثبت له منه سماع " . و ابن السماك اسمه محمد بن صبيح و لا بأس به كما
قال الدارقطني . و الحديث أورده السيوطي باللفظين كحديثين مستقلين ! عزى الأول
للحلية ، و الآخر للتاريخ ، و قال المناوي فيه : " و فيه من لم أعرفه " . يعني
الصوفية الثلاثة . ثم قال في اللفظ الأول عطفا على رواية " الحلية " له : " و
كذا الخطيب عن إبراهيم بن شاذان عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج عن دينار مولى
أنس ، و قضية كلام المصنف أن ذا لا يوجد مخرجا لأعلى من أبي نعيم و إلا لما عدل
إليه و اقتصر عليه ، و الأمر بخلافه ، فقد خرجه البخاري في " تاريخه " و لفظه :
" من قضى لأخيه حاجة فكأنما خدم الله عمره " . و كذا الطبراني و الخرائطي عن
أنس يرفعه بسند قال الحافظ العراقي ضعيف . و أورده ابن الجوزي في ( الموضوع ) "
. قلت : طريق دينار هذه ليست لهذا الحديث بهذا اللفظ ، بل هو من طريق الصوفية
المتقدم ، و لفظ حديث دينار : " من قضى لأخيه حاجة من حوائج الدنيا قضى الله له
اثنتين و سبعين حاجة أسهلها المغفرة " فهذا حديث آخر و قد تقدم الكلام عليه في
الحديث ( 750 ) و ليس هو عند أبي نعيم من هذا الوجه بل هو عند الخطيب كما سبق .
ثم إن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث في " الموضوع " و إنما أورد فيه الحديث
المشار إليه آنفا برقم ( 750 ) ، فتأمل كم في كلام المناوي من أخطاء . و العصمة
لله وحده . و للحديث طريق آخر عن أنس ، أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 /
43 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( 77 - 78 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 2 / 225 ) و الخرائطي في " المكارم " ( ص 17 ) و الخطيب ( 3 / 114 )
عن بقية عن متوكل بن يحيى القنسريني عن حميد بن العلاء عنه مرفوعا . قلت : و
هذا ساقط ، و بقية و هو ابن الوليد مدلس و قد عنعنه . و المتوكل هذا قال الأزدي
: " حديثه ليس بالقائم " . و حميد بن العلاء قال الأزدي : " لا يصح حديثه " . و
كأنه يعني هذا . و وجدت له شاهدا من حديث عبد الله بن عمر . أخرجه أبو العباس
الأصم في " حديثه " ( رقم 130 من نسختي ) عن أبي مسلم محمد بن مخلد الرعيني :
حدثنا سعيد بن عبد الجبار عن محمد بن جابر عن خصيف بن عبد الرحمن عنه مرفوعا .
و هذا إسناد هالك ، الرعيني قال ابن عدي : " حدث بالأباطيل " . و قال الدارقطني
: " متروك الحديث " . و سعيد بن عبد الجبار قال الذهبي : " لا يعرف " . و فرق
بينه و بين سميه الذي قبله و هو الزبيدي الحمصي و كان جرير يكذبه . و لا مانع
عندي من أن يكونا واحدا و يؤيده أن الحافظ بعد أن ترجم للزبيدي في " التهذيب "
لم يورد هذا الذي نحن في صدده تمييزا كما هي عادته ، و كذلك لم يورده في "
اللسان " اكتفاء منه بإيراده إياه في " التهذيب " بناء على أنهما واحد . و الله
أعلم . و محمد بن جابر و خصيف بن عبد الرحمن ضعيفان .
(2/252)
754 - " نعم الشيء الهدية أمام الحاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 176 ) :

موضوع . رواه الطبراني ( 1 / 294 / 1 ) : حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي :
أخبرنا الهيثم بن خارجة أخبرنا يحيى بن سعيد العطار عن يحيى بن العلاء عن طلحة
بن عبيد الله عن الحسين بن علي مرفوعا . و رواه الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " ( 31 / 1 ) من طريق يزيد بن سنان البصري - بمصر - حدثنا يحيى
بن سعيد العطار به . قلت : و هذا إسناد تالف يحيى بن سعيد قال ابن حبان : "
يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به " . و يحيى بن العلاء كذاب يضع
الحديث كما تقدم عن الإمام أحمد تحت الحديث ( 321 ) . و ذكره ابن قدامة في "
المنتخب " ( 10 / 195 / 1 ) من طريق عبد الله : حدثني أبي أخبرنا عباد بن
العوام : حدثني شيخ عن الزهري مرفوعا . قال أبي : يقولون إنه سليمان بن أرقم ،
و سليمان لا يساوي حديثه شيئا . ثم رأيت هذا في " كتاب الضعفاء " ( 156 )
للعقيلي قال : حدثنا عبد الله به . قلت : و قد وصله أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 2 / 75 ) عن عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعيد بن أبي وقاص عن الزهري عن
عروة عن عائشة مرفوعا . و هذا سند ساقط أيضا ، عثمان هذا قال ابن معين : " كان
يكذب " . و قال ابن المديني : " ضعيف جدا " . و هذا معنى قول البخاري : " تركوه
" . و قال فيه ابن حبان ( 2 / 98 ) مثل ما سبق في يحيى بن سعيد . و من طريقه
رواه الحاكم في " تاريخه " كما في " اللآليء " ( ص 492 ) للسيوطي و قد تعقب به
و بحديث الحسين الذي قبله حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع ، فلم يصنع شيئا
لأن مدارهما على كذابين كما علمت . و له طريق أخرى عن عروة . رواه الخطيب ( 8 /
166 ) عن عمرو بن خالد الأعشى : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا .
لكن عمرو هذا كذاب وضاع ، رماه بذلك غير واحد من الأئمة . و قد أورده ابن
الجوزي من طريقه في " الموضوعات " و قال ( 2 / 91 ) : " لا يصح ، عمرو بن خالد
كذبه العلماء ، منهم أحمد و يحيى ، و قال ابن راهويه : كان يضع الحديث " . و قد
روي من حديث أنس ، رواه الدارقطني في " غرائب مالك " من طريق خداش بن مخلد :
حدثنا يعيش بن هشام : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا ذكره ابن الجوزي و
قال : " قال الدارقطني : هو باطل عن مالك ، و قد روي عن الموقري عن الزهري عن
أنس ، و الموقري ضعيف " . قلت : و خداش بن مخلد لم أجد له ترجمة . و أما
الموقري و هو الوليد بن محمد فهو ساقط كذبه ابن معين و قال النسائي : " متروك
الحديث " . و قال ابن حبان : " روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهري قط
" .
(2/253)
755 - " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى ، و وضع إحدى رجليه على الأخرى و قال :
لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 177 ) :

منكر جدا . رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " ( 77 / 1 ) من طرق
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن سعيد
بن الحارث عن عبيد بن حنين قال : بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان
رضي الله عنه فقال : انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد ، فوجدناه
مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا و جلسنا ، فرفع قتادة بن
النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله
يا ابن أم أوجعتني ! فقال له : ذلك أردت ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره . فقال أبو سعيد : لا جرم والله لا أفعل أبدا . و قال : " قال الإمام
أبو موسى ( يعني المديني الحافظ ) : رواه ابن الأصفر عن إبراهيم بن محمد بن
فليح عن أبيه عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة ، و رواه
محمد بن المبارك الصوري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن سالم
أبي النضر ، عن عبيد بن حنين و بسر بن سعيد كلاهما عن قتادة ، و رواه عن قتادة
أيضا سوى عبيد بن حنين و أبي الحباب و بسر بن سعيد - عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة . و رواه عن إبراهيم بن المنذر محمد بن إسحاق الصغاني و محمد بن المصفى و
محمد بن المبارك الصوري و جعفر بن سليمان النوفلي و أحمد بن رشدين و أحمد بن
داود المكي و ابن الأصفر و غيرهم ، و حدث به من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن
حنبل و أبو بكر بن أبي عاصم و أبو القاسم الطبراني ، و روي عن شداد بن أوس أيضا
مرفوعا . و روي عن عبد الله بن عباس و كعب بن عجرة رضي الله عنهما موقوفا ، و
عن كعب الأحبار أيضا ، و روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى
: *( الرحمن على العرش استوى )* هذا المعنى ، و رواة هذا الحديث من طريق قتادة
و شداد عامتهم من رجال الصحيح ، و ذلك كله بعد قول الله تعالى *( أفمن يخلق كمن
لا يخلق )* إنما يوافق الاسم الاسم ، و لا تشبه الصفة الصفة " . قلت : مع
التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله
تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح ! تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا ، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء
لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك . و أنا أعتقد أن أصل هذا
الحديث من الإسرائيليات و قد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب
الأخبار ، فهذا يؤيد ما ذكرته ، و ذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله
بن عباس و كعب بن عجرة ، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن
في كثير من الإسرائيليات ، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم . ثم إن قول أبي نصر " إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح " صحيح ، و كذلك
قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 100 ) بعد أن عزاه للطبراني ، و لكن لا يلزم
من ذلك أن يكون سند الحديث بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه ، و إن
كان صاحب الصحيح احتج به ، فإنه يجوز أن ذلك لأنه لم يثبت جرحه عنده ، أو أنه
كان ينتقي من حديثه مع اعتقاده أن فيه ضعفا يسيرا لا يسقط به حديثه جملة عنده ،
خلافا لغيره . و إسناد هذا الحديث من هذا القبيل ، فإن محمد بن فليح بن سليمان
و أباه ، و إن أخرج لهما البخاري فإن فيهما ضعفا و خاصة الأب ، فقد ضعفه ابن
معين حتى جعله دون الدراوردي و هذا حسن الحديث ! و قال في رواية : " فليح ليس
بثقة و لا ابنه " ، و كذلك ضعفه ابن المديني و النسائي و الساجي و قال : " هو
من أهل الصدق ، و يهم " . و لذلك لم يسع الحافظ إلا الاعتراف بضعفه فقال في "
التقريب " : " صدوق كثير الخطأ " . و أما ابنه محمد فهو أحسن حالا من أبيه ،
ففي " الميزان " : " قال أبو حاتم : ما به بأس ، و ليس بذاك القوي . و وثقه
بعضهم و هو أوثق من أبيه . و قال ابن معين ليس بثقة " . و قال الحافظ : " صدوق
يهم " . و إن مما يدل على ضعفهما و ضعف حديثهما اضطرابهما في إسناده . فتارة
يقولان : عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة . و تارة : عن سالم أبي
النضر بدل سعيد بن الحارث ، و يقرن مع ابن حنين بسر بن سعيد و تارة يجعل
مكانهما أبا الحباب سعيد بن يسار ، و هذا كله من فوائد أبي نصر رحمه الله في
هذا الجزء من " الأمالي " . حيث حفظ لنا فيه ما ينير السبيل على البحث في حال
هذا الحديث . و أما إسناد حديث شداد فلم أقف عليه لننظر فيه ، و غالب الظن أن
فيه علة تقدح في صحته . و الله أعلم . و مما يوهن من شأن هذا الحديث أنه صح عن
عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد ، واضعا
إحدى رجليه على الأخرى . رواه البخاري ( 1 / 466 بفتح الباري طبع بولاق ) و
ترجم له بـ " باب الاستلقاء في المسجد " ثم روى عن سعيد بن المسيب قال : كان
عمر و عثمان يفعلان ذلك ، فلو كان الاستلقاء المذكور لا ينبغي لأحد من خلقه
سبحانه كما زعم الحديث لما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلفاؤه من
بعده ، كما لا يخفى . و لا يعارض هذا ثبوت النهي عن الاستلقاء في صحيح مسلم ( 6
/ 154 ) و غيره لأنه غير معلل بهذه العلة المذكورة في هذا الحديث المنكر ، و
للعلماء مذهبان في الجمع بين هذا النهي و بين فعله صلى الله عليه وسلم المخالف
للنهي : الأول : ادعاء نسخ النهي . الثاني : حمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة
، و الجواز حيث يؤمن ذلك <1> و في كل من المذهبين إشارة إلى رد هذا الحديث ،
فإنه لا يتمشى معهما البتة ، أما على المذهب الأول فلأن الحديث صريح في أن
الاستلقاء المذكور فيه من خصوصيات الله عز وجل فكيف يجوز ذلك ؟! و أما على
المذهب الثاني فلأنه صريح في أن العلة عنده هو انكشاف العورة أو عدم انكشافها ،
فلو كان يصح عنده أن العلة كون الاستلقاء من خصوصياته سبحانه لم يجز التعليل
بغيرها و هذا ظاهر لا يخفى أيضا . و جملة القول إن هذا الحديث منكر جدا عندي ،
و لقد قف شعري منه حين وقفت عليه ، و لم أجد الآن من تكلم عليه من الأئمة
النقاد غير أن الحافظ الذهبي أورده في ترجمة " فليح " ، كأنه يشير بذلك إلى أنه
مما أنكر عليه كما هي عادته في " ميزانه " . و الله أعلم . ثم وجدت في بعض
الآثار ما يشهد لكون الحديث من الإسرائيليات ، فروى الطحاوي في " شرح المعاني "
( 2 / 361 ) بسند حسن أنه قيل للحسن ( و هو البصري ) : قد كان يكره أن يضع
الرجل إحدى رجليه على الأخرى ؟ فقال : ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود " . ثم رأيت
البيهقي سبقني إلى الكلام على الحديث بنحو ما ظهر لي ، فقال في " الأسماء و
الصفات " ( ص 355 ) بعد أن ساقه من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح :
" فهذا حديث منكر ، و لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، و فليح بن سليمان مع كونه من
شرط البخاري و مسلم ، فلم يخرجا حديثه هذا في " الصحيح " ، و هو عند بعض الحفاظ
غير محتج به " . ثم روى بسنده عن ابن معين قال : لا يحتج بحديثه . و في رواية :
قال : ضعيف . قال : و بلغني عن النسائي أنه قال : ليس بالقوي . قال : " فإذا
كان فليح بن سليمان المدني مختلفا في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت
بروايته مثل هذا الأمر العظيم . و فيه علة أخرى ، و هي أن قتادة بن النعمان مات
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و صلى عليه عمر ، و عبيد بن حنين مات
سنة خمس و مائة ، و له خمس و سبعون سنة في قول الواقدي و ابن بكير ، فتكون
روايته عن قتادة منقطعة ، و قول الراوي : و انطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد لا
يرجع إلى عبيد بن حنين ، و إنما يرجع إلى من أرسله عنه ، و نحن لا نعرفه ، فلا
تقبل المراسيل في الأحكام ، فكيف في هذا الأمر العظيم ؟! " .

-----------------------------------------------------------
[1] و هذا هو الذي رجحه الحافظ في " الفتح " . اهـ .
(2/254)
756 - " الأمر المفظع ، و الحمل المضلع ، و الشر الذي لا ينقطع إظهار البدع " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 327 / 1 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " رقم
( 36 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 1 / 173 / 1 - 2 ) عن بقية : حدثنا عيسى بن
إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي مرفوعا . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا هو الهاشمي ، قال البخاري و النسائي : " منكر
الحديث " . و قال أبو حاتم و النسائي أيضا : " متروك الحديث " . و موسى بن أبي
حبيب ضعفه أبو حاتم . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 268 -
269 ) من رواية الحاكم و قال : " لا يصح ، قال الحاكم : عيسى واهي الحديث بمرة
" . و أقره السيوطي ( رقم 652 ) من " اللآليء " ، ثم ابن عراق في " تنزيه
الشريعة " ( 136 / 1 ) ، و مع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " ، من
رواية الطبراني هذه ، و اقتصر المناوي في شرحه على قوله : " و الحديث ضعيف " !
.
(2/255)
757 - " من وطيء امرأة و هي حائض ، فقضى بينهما ولد ، فأصابه جذام ، فلا يلومن إلا
نفسه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 180 ) :
ضعيف . رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( ج 2 رقم 147 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 169 / 1 ) : حدثنا بكر بن سهل : أخبرنا محمد بن أبي السري
العسقلاني : أخبرنا شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة مرفوعا . و قال الطبراني : " لم يروه عن الزهري إلا
الحسن بن الصلت - شيخ من أهل الشام - تفرد به ابن أبي السري " . قلت : و هو
صدوق له أوهام كثيرة كما في " التقريب " . و الحسن بن الصلت لم أجد له ترجمة و
لم يذكره الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " مع أنه على شرطه ! و الحديث أعله
الهيثمي ( 4 / 299 ) ببكر هذا فقال : " ضعفه النسائي و قال الذهبي : قد حمل
الناس عنه و هو مقارب الحديث " .
(2/256)
758 - " من مشى مع ظالم ليعينه و هو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :
ضعيف جدا . رواه الطبراني ( 1 / 32 / 2 ) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم
بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن
الزبيدي عن عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل
أحد بني المجمع حدثه به مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا عمرو بن إسحاق لم
أعرفه و لم يورده ابن عساكر في " تاريخه " مع أنه على شرطه . و أبو إسحاق بن
إبراهيم بن زبريق ضعيف جدا ، قال النسائي : " ليس بثقة " . و قال أبو داود : "
ليس بشيء " و كذبه محدث حمص محمد بن عوف الطائي و هو أعرف بأهل بلده ، و أما
أبو حاتم فقال : لا بأس به ! و عياش بن مؤنس و شيخه أبو الحسن نمران بن مخمر لم
أعرفهما .
(2/257)
759 - " أربع من سعادة المرء : أن تكون زوجته موافقة ، و أولاده أبرارا ، و إخوانه
صالحين ، و أن يكون رزقه في بلده " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 181 ) :

ضعيف جدا . رواه النسائي في " حديثه " ( 132 / 2 ) و ابن عساكر في " تاريخه
" ( 15 / 325 / 2 ) من طريقين عن بقية بن الوليد عن أبي يعقوب المدني عن عبد
الله بن الحسين عن أبيه عن جده . و قال ابن عساكر : " غريب جدا " . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، أبو يعقوب المدني لم أعرفه ، فهو من شيوخ بقية المجهولين
الذين كان يدلسهم ، قال ابن معين : " إذا لم يسم بقية شيخه و كناه فاعلم أنه لا
يساوي شيئا " . و قال ابن المبارك : " نعم الرجل بقية لولا أنه يكني الأسماء ،
و يسمي الكنى " ! و عبد الله بن الحسين لم أعرفه ، و لا نعلم للحسين بن علي بن
أبي طالب ابنا اسمه عبد الله و ( الحسين ) كذلك وقع في الطريقين ، و لعله خطأ
من بعض الرواة أو النساخ ، و يؤيده أن الحديث أخرجه أبو بكر الشافعي في "
الفوائد " ( ج 73 / 258 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 1 / 166 ) من طريق عمرو بن جميع
عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده مرفوعا . و على هذا فالحديث من مسند الحسن
بن علي بن أبي طالب لا من مسند علي ، فإن عبد الله هذا هو ابن حسن بن حسن بن
علي بن أبي طالب ، و هو ثقة مأمون ، لكن الراوي عنه عمرو بن جميع كذاب : قد
وجدت له طريقا أخرى عن الحسين عن علي رضي الله عنهما ، فقال الدنيوري في "
المجالسة " كما في " المنتقى منها " ( 21 / 2 نسخة حلب ) : حدثنا محمد بن
الحسين حدثني علي بن الحسين بن موسى عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي
بن أبي طالب مرفوعا . و هذا إسناد ساقط من دون موسى ( و هو ابن عبد الله بن حسن
المتقدم ) لم أعرفهم ، لكن الدينوري نفسه متهم و اسمه أحمد بن مروان ، قال
الذهبي : " اتهمه الدارقطني ، و مشاه غيره " . و قال الحافظ في " اللسان " : "
و صرح الدارقطني في " غرائب مالك بأنه يضع الحديث " . و الحديث أورده السيوطي
في " الجامع " من رواية ابن عساكر و الديلمي عن علي ، و ابن أبي الدنيا في "
كتاب الإخوان " عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده . و لم يتعقبه المناوي
بشيء غير أنه قال : " رمز المصنف لضعفه " . و قد عرفت أنه ضعيف جدا من طريق ابن
عساكر ، و باطل من الطريقين الآخرين ، و قوله " عبد الله بن الحكم " أظنه تصحيف
من " عبد الله بن الحسن " كما سبق في رواية أبي بكر الشافعي ، و كذلك هو في "
الجامع الكبير " ( 1 / 90 / 1 ) لكن وقع فيه " ..... ابن أبي الحسن " ! .
(2/258)
760 - " المؤمن كيس فطن حذر " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 182 ) :
موضوع . رواه القضاعي ( 2 / 2 / 2 ) عن سليمان بن عمرو النخعي عن أبان عن
أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، النخعي هذا كان يضع الحديث كما قال
أحمد و غيره . و أبان هو ابن أبي عياش متروك متهم ، و لهذا فقد أساء السيوطي
بإيراده إياه في " الجامع الصغير " من رواية القضاعي هذه . و قد تعقبه المناوي
بقوله : " قال العامري : " حسن غريب " ، و ليس فيما زعمه بمصيب . بل فيه أبو
داود النخعي كذاب ، قال في " الميزان " عن يحيى : كان أكذب الناس . ثم سرد له
عدة أخبار هذا منها . قال ابن عدي : أجمعوا على أنه كان وضاعا " .
(2/259)
761 - " المدينة قبة الإسلام ، و دار الإيمان ، و أرض الهجرة ، و مبوأ الحلال و
الحرام " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :
ضعيف . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 124 / 1 ) عن عيسى بن مينا -
قالون - : حدثنا عبد الله بن نافع عن أبي المثنى القاريء عن سعيد المقبري عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال السيوطي في " الحجج المبينة " ( 69 / 2 ) : " سنده
حسن " . و كأنه أخذه من قول الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 258 ) : " و فيه عيسى
بن مينا قالون ، و حديثه حسن و بقية رجاله ثقات " ، و في هذا نظر من وجهين :
الأول : أن عيسى بن مينا لم يوثقه غير ابن حبان ، و قد قال فيه الذهبي : " أما
في القراءة فثبت ، و أما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة ، سئل عنه أحمد بن
صالح المصري عن حديثه فضحك و قال : تكتبون عن كل أحد ! " . قلت : ففي كلام أحمد
بن صالح هذا إشارة إلى ضعف هذا الرجل إلى درجة أنه لا يكتب حديثه ! الثاني : أن
أبا المثنى القاريء و اسمه سليمان بن يزيد ضعيف كما قال الدارقطني و تبعه
الحافظ في " التقريب " . و قال أبو حاتم : " منكر الحديث ليس بالقوي " . و أما
ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 / 112 ) فهو عمدة الهيثمي في توثيقه . لكن
توثيق ابن حبان لا قيمة له لاسيما مع مخالفة من هو أعرف منه بالرجال كأبي حاتم
و الدارقطني ، لاسيما و هو أعني ابن حبان قد تناقض ، فإنه قد ذكره في " الضعفاء
" أيضا فقال ( 3 / 151 ) : " يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به و
لا الرواية عنه إلا للاعتبار " .
(2/260)
762 - " من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 183 ) :
ضعيف . رواه البخاري في " التاريخ " ( 3 / 2 / 55 ) و ابن ماجة ( 2 / 343 )
و الدولابي ( 1 / 185 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 248 ) و ابن بشران في "
الأمالي " ( 169 / 2 ) و ابن عدي ( 150 / 1 ) عن سعيد بن زكريا عن الزبير بن
سعيد الهاشمي عن عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة مرفوعا . و قال العقيلي :
" و قال البخاري : عبد الحميد بن سالم لا يعرف له سماع من أبي هريرة " . ثم قال
العقيلي : " ليس له أصل عن ثقة " . و قال الذهبي : " ما حدث عنه غير الزبير " .
قلت : و معنى هذا أن عبد الحميد مجهول ، و قد صرح بهذا الحافظ في " التقريب " ،
و قال في " الزبير " هذا : " إنه لين الحديث " . و الحديث أورده ابن الجوزي في
" الموضوعات " من طريق العقيلي و قال ( 3 / 215 ) : " لا يصح ، قال يحيى : "
الزبير ليس بشيء ....... " ثم ذكر كلام العقيلي . قلت : و لم يتعقبه السيوطي في
" اللآليء " إلا بأن له شاهدا . و سيأتي بيان ما فيه ، و أما ابن عراق فقال في
" تنزيه الشريعة " ( 384 / 1 ) : " و رأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش " تلخيص
الموضوعات " ما نصه : الزبير بن سعيد لم يتهم بكذب فكيف يحكم على حديثه بالوضع
؟! والله أعلم و الحديث من طريقه أخرجه ابن ماجه في " سننه " و البيهقي ، و له
طريق آخر عن أبي هريرة . أخرجه أبو الشيخ في الثواب " . قلت : ساقه السيوطي في
" اللآليء " ( 562 ) شاهدا ، و ذلك تساهل كبير فإن فيه وضاعا . ثم إن لفظه
مغاير في بعض أطرافه و هو : " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق
عوفي من الداء الأكبر ، الفالج و الجذام و البرص " .
(2/261)
763 - " من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر ، الفالج
و الجذام و البرص " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 184 ) :
موضوع . رواه أبو الشيخ في " الثواب " بسنده " عن علي بن عروة عن عبد الملك
عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا . قلت : و هذا موضوع ، و آفته علي بن عروة قال
ابن حبان ( 2 / 105 ) : " كان يضع الحديث على قلة روايته " . و كذبه صالح جزرة
و غيره . و من العجائب أن السيوطي ثم ابن عراق أوردا هذا الحديث شاهدا للحديث
الذي قبله مع أنه مما لا يخفى عليهما أن الحديث الشديد الضعف لا يصلح في
الشواهد ! فكأنهما لم يتنبها لحال ابن عروة هذا ، و كذلك المناوي ، فإنه قال :
" إن السيوطي لم يتعقب ابن الجوزي إلا بأن له هذا الشاهد " . ثم ساقه و سكت
عليه . و لذلك رأيت أنه لابد من بيان حاله حتى لا يغتر بهم غافل .
(2/262)
764 - " إذا أعطى أحدكم الريحان فلا يرده ، فإنه خرج من الجنة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

ضعيف . رواه الترمذي ( 4 / 18 ) عن حنان عن أبي عثمان النهدي مرفوعا ،
و قال : " هذا حديث غريب حسن ، و لا نعرف لحنان غير هذا الحديث ، و أبو عثمان
النهدي قد أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم و لم يره ، و لم يسمع منه " .
قلت : و حنان في عداد المجهولين ، فالحديث له علتان : الجهالة و الإرسال ، فهو
ضعيف فتحسين الترمذي له مع استغرابه إياه مستغرب ! ، و المناوي إنما نقل عنه
الاستغراب فقط ، و كذلك هو في نسخة بولاق من " الترمذي " ( 2 / 130 ) فلعله
الصواب ، و الله أعلم . ( تنبيه ) : ثم إنني أقول : قد يشكل على بعض القراء
استغرابي المذكور ، و جوابا عليه أقول : وجه ذلك أن جمع الترمذي بين لفظتي "
غريب " و " حسن " إنما يعني في اصطلاحه أنه حسن لذاته بخلاف ما لو قال : " حديث
حسن " فقط ، دون لفظة " غريب " فإنه يعين أنه حسن لغيره ، و بخلاف ما لو قال :
" حديث غريب " فقط ، فإنما يعني أن إسناده ضعيف و لذلك رجحت الاستغراب فقط ،
لأن الإرسال ينافي الحسن لذاته عند المحدثين ، لاسيما إذا كان في الإسناد جهالة
. فاحفظ هذا فإنه هام .
(2/263)
765 - " تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد ، فإنها تنضم بعضها إلى بعض " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :
موضوع . رواه الطبراني في " الأوسط " ( 21 / 1 ) : حدثنا علي بن سعيد :
حدثنا نصار بن حرب : حدثنا أصرم بن حوشب الهمداني : حدثنا قرة بن خالد عن
الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا . و رواه ابن عدي ( 27 / 2 ) من طريق
آخر عن أصرم به . ثم قال بعد أن ساق له أحاديث أخرى : " و هذه الأحاديث بواطيل
عن قرة بن خالد ، لا يحدث بها عنه غير أصرم هذا " . قلت : قال فيه ابن معين : "
كذاب خبيث " و قال ابن حبان ( 1 / 172 ) : " كان يضع الحديث على الثقات " . و
لهذا أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 235 / 1 ) من رواية ابن عدي عنه
تبعا للسيوطي في " اللآليء " ( 2 / 17 ) مقرا لابن الجوزي على وضعه . و كذلك
جزم بوضعه ابن القيم في كلامه المنقول في مخطوط ( 5485 / 114 / 2 ) . و مع هذا
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " !
(2/264)
766 - " أربع لا يشبعن من أربع : أرض من مطر ، و أنثى من ذكر ، و عين من نظر ، و عالم
من علم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 185 ) :

موضوع . رواه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 281 ) و من طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 234 ) عن محمد يعني ابن الفضل عن التيمي عن ابن سيرين عن
أبي هريرة مرفوعا ، و قال : " غريب ، تفرد به محمد بن الفضل ، و هو ابن عطية
" . قلت : و هو كذاب كما قال الفلاس ، و قال أحمد : " حديثه حديث أهل الكذب " .
و قال ابن حبان ( 2 / 274 ) : " كان يروي الموضوعات عن الأثبات " . و له طريق
أخرى ، رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 220 ) و كذا ابن حبان ( 2 / 26 ) عن محمد
بن الحسن بن زبالة : حدثنا عبد الله بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده عن أبي
هريرة ، و قال العقيلي : " لا أصل له ، عبد الله بن محمد بن عجلان منكر الحديث
، لا يتابع على هذا الحديث " . قلت : و قال ابن حبان : " لا يحل كتب حديثه إلا
على جهة التعجب ، و روى عن أبيه نسخة موضوعة " . قلت : و محمد بن الحسن بن
زبالة كذاب أيضا ، و قول السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 210 ) : " محمد بن الفضل
روى له الترمذي و ابن ماجه ، و ابن زبالة روى له أبو داود " ، فهو مما لا يساوي
شيئا بعد تكذيب الأئمة لهما . و روي الحديث عن عائشة ، أخرجه ابن عدي ( 251 / 1
) و ابن حبان ( 2 / 143 ) و عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في " الفوائد " ( 3 /
231 / 1 ) و ابن عساكر ( 3 / 275 / 2 ، 13 / 195 / 1 ) و كذا الطبراني في "
الأوسط " عن عبد السلام بن عبد القدوس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا
. و قال ابن عدي : " لا يرويه عن هشام غير عبد السلام ، و هو بهذا الإسناد منكر
، و عبد السلام عامة ما يرويه غير محفوظ " . و قال ابن حبان : " يروي الأشياء
الموضوعة " . و يبدو أنه قد توبع و لكن من كذاب مثله أو أكذب منه ، فقد أورده
الحافظ محمد بن طاهر المقدسي في " تذكرة الموضوعات " ( ص 11 ) و قال : " فيه
حسين بن علوان و عبد السلام بن عبد القدوس و هما ضعيفان " . و نقل السيوطي عنه
أنه قال في " تذكرة الحفاظ " : " رواه عن هشام بن حسين بن علوان الكوفي ، و كان
يضع الحديث ، و عبد السلام هذا لعله سرقه منه فإنه بحسين أشهر " . قلت : و فيه
ترجمة ابن علوان ساق الذهبي الحديث في جملة أحاديث له ، ثم قال : " و ذكر له
ابن حبان أحاديث من هذا النمط مما يعلم وضعه على هشام " . و لما ساق الذهبي هذا
الحديث عقبه بقوله : " قلت : و كذاب من كذب ! " . قلت : و أما السيوطي فلم يعلم
وضعه لأنه أورده في الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم عن أبي هريرة ، و ابن
عدي و الخطيب في " التاريخ " عن عائشة ، و تعقبه المناوي بنحو ما سبق منا ، و
أقره ابن الجوزي على ذكره في " الموضوعات " ! و أما السيوطي فتعقب ابن الجوزي
في " اللآليء " ( 1 / 210 - 211 ) بما لا طائل تحته و قد ذكرنا قريبا نموذجا من
تعقبه . و ذكر أن الخرائطي رواه في " اعتلال القلوب " عن محمد بن كعب القرظي من
قوله نحوه . و هذا مع أنه موقوف و في سنده أبا معشر و هو ضعيف فإنه يدل على أن
الحديث لا أصل له مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لعل أولئك
الكذابين سرقوه و رفعوه إليه صلى الله عليه وسلم . و الحديث أورده ابن القيم في
" المنار " فقال ( ص 48 ) : " و مما يعرف كون الحديث موضوعا ركاكة ألفاظ الحديث
و سماجتها بحيث يمجها السمع و يسمج معناها الفطن " . ثم ساق أحاديث هذا أولها .
(2/265)
767 - " خلق الورد الأحمر من عرق جبريل ليلة المعراج ، و خلق الورد الأبيض من عرقي ،
و خلق الورد الأصفر من عرق البراق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 236 / 1 ) عن الحسن بن عبد الواحد القزويني :
أخبرنا هشام بن عمار : أخبرنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا
حديث موضوع آفته القزويني هذا قال الذهبي : " روى في خلق الورد الأحمر خبرا
كذبا ، و هو غير معروف " . و قال ابن عساكر عقب الحديث : " قرأت بخط عبد العزيز
الكتاني : قال لي أبو النجيب الأرموي : " هذا حديث موضوع ، وضعه من لا علم له ،
و ركبه على هذا الإسناد الصحيح " . و أقره الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان "
.
(2/266)
768 - " إن أحسن الحسن الخلق الحسن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 187 ) :
موضوع . رواه أبو بكر الطريثيثي في " مسلسلاته " ( 1 / 2 ) و القضاعي ( 83
/ 1 ) عن أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
أخبرنا الحسن عن الحسن عن الحسن بن أبي الحسن عن الحسن أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : فذكره قال أبو العباس : " أما الحسن الأول فهو الحسن بن زياد .
و الحسن الثاني فهو الحسن بن حسان . و الحسن الثالث هو الحسن بن أبي الحسن
البصري . و الحسن الرابع هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه " . و من
طريق الطريثيثي رواه ابن الجوزي في " مسلسلاته " ( الحديث 36 ) لكنه قال : "
الحسن الأول هو الحسن بن حسان العبدي ، و الثاني ابن دينار ..... " . و الباقي
مثله و لعله الصواب فقد ساقه من طريق أخرى عن محمد بن زكريا الغلابي قال :
حدثنا الحسن بن حسان العبدي عن الحسن بن دينار عن الحسن البصري قال : قال الحسن
بن علي بن طالب . فذكره موقوفا عليه ثم قال : " هذا الحديث لا أصل له موقوفا ،
أنبأنا أبو زرعة بن محمد بن طاهر عن أبيه : هذا حديث مصنوع لا أصل له ، و الحسن
بن دينار قد كذبه أحمد و يحيى ، و إنما أراد التسلسل و تكلف من بعده هذه
القاعدة " . قلت : و الغلابي يضع الحديث كما قال الدارقطني ، و ساق له الذهبي
حديثا ثم عقب عليه بقوله : " فهذا كذب من الغلابي " . قلت : و مدار الحديث
مرفوعا ، و موقوفا عليه فهو موضوع على كل حال ، و هو مما سود به السيوطي كتابه
" الجامع الصغير " فقد أورده فيه من رواية المستغفري في " مسلسلاته " و ابن
عساكر عن الحسن بن علي . و لم يتعقبه المناوي إلا بأن فيه الحسن بن دينار أورده
الذهبي في " الضعفاء " و قال : " النسائي و غيره متروك " . و هذا تقصير منه
فالغلابي مثل ابن دينار أو شر منه ، لأن ابن دينار و إن كذب فلم ينسب للوضع .
(2/267)
769 - " من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتب له حجة و عمرة ، و إن لم تقض
كتبت له عمرة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 188 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر في " التاريخ - ترجمة الحسن بن علي " من طريق
البيهقي بسنده عن عمرو بن خالد الأسدي : أنبأنا أبو حمزة الثمالي عن علي بن
الحسن قال : " خرج الحسن يطوف بالكعبة ، فقام إليه رجل فقال : يا أبا محمد !
اذهب معي في حاجتي إلى فلان ، فترك الطواف و ذهب معه ، فلما ذهب خرج إليه رجل
حاسدا للرجل الذي ذهب معه ، فقال : يا أبا محمد تركت الطواف و ذهبت مع فلان إلى
حاجته ؟ قال : فقال له حسن : كيف لا أذهب معه و رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : فذكره : فاكتسبت حجة و عمرة ، و رجعت إلى طوافي . قلت : و هذا سند واه
بمرة ، أبو حمزة الثمالي ضعيف ، و اسمه ثابت ابن أبي صفية . و عمرو بن خالد
الأسدي هو أبو يوسف و يقال : أبو حفص الأعشى قال ابن حبان ( 2 / 79 ) : " يروي
عن الثقات الموضوعات ، لا تحل الرواية عنه إلى على جهة الاعتبار " . و قال ابن
عدي : " منكر الحديث " . و ساق له حديثا حكم بوضعه و أن البلاء منه . و الحديث
أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي عن الحسن بن علي . و هو
مما بيض له المناوي .
(2/268)
770 - " إذا كان عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع إلى أهل الموقف :
مرحبا بزواري و الوافدين إلى بيتي ، وعزتي لأنزلن إليكم و لأساوي مجلسكم بنفسي
، فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته و يعطيهم ما يسألون إلا المظالم ، و يقول : يا
ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ، و لا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس ، و يكون
إمامهم إلى المزدلفة ، و لا يعرج إلى السماء تلك الليلة ، فإذا أشعر الصبح
وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم ، ثم يرجع إلى السماء و ينصرف
الناس إلى منى " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 189 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 4 / 240 / 1 ) عن أبي علي الأهوازي بسنده عن
الحسن بن سعيد : أخبرنا أبو علي الحسين بن إسحاق الدقيقي : أخبرنا أبو زيد حماد
بن دليل ، عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي
أمامة الباهلي مرفوعا . و قال : " هذا حديث منكر ، و في إسناده غير واحد من
المجهولين " . قلت : بل هو حديث موضوع ، و لوائح الوضع عليه لائحة ، و لعل آفته
أبو علي الأهوازي ، و اسمه الحسن بن علي ، و هو إن وثقه بعضهم ، فقد قال الخطيب
. " كذاب في الحديث و في القراآت جميعا " . و قال ابن عساكر عقب كلامه السابق :
" و للأهوازي أمثاله في كتاب جمعه في " الصفات " سماه " كتاب البيان في شرح
عقود أهل الإيمان " ، أودعه أحاديث منكرة كحديث " إن الله تعالى لما أراد أن
يخلق نفسه خلق الخيل ، فأجراها حتى عرقت ، ثم خلق نفسه من ذلك العرق " ! مما لا
يجوز أن يروى و لا يحل أن يعتقد ، و كان مذهبه مذهب السالمية يقول بالظاهر ، و
يتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه . <1> و حديث إجراء الخيل موضوع ،
وضعه بعض الزنادقة ليشنع على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل ، فقبله بعض من
لا عقل له و رواه ، و هو مما يقطع ببطلانه شرعا و عقلا . قلت : و هذا الحديث
الباطل من وضع محمد بن شجاع الثلجي الحنفي كما صرح به علماء الحديث ، و قد قال
ابن عدي في ترجمته ( 376 / 1 ) : " كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبه إلى أصحاب
الحديث ليثلبهم به ، روى عن حبان بن هلال - و هو ثقة - عن حماد بن سلمة عن أبي
المهزم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : فذكر حديث الخيل هذا ، ثم
قال : مع أحاديث كثيرة وضعها من هذا النحو ، فلا يجب أن يشتغل به لأنه ليس من
أهل الرواية . حمله التعصب على أن وضع أحاديث ليثلب أهل الأثر بذلك " . قلت : و
هذا الحديث الباطل هو أول حديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 1 /
105 ) : " موضوع اتهم به محمد بن شجاع ، و لا يضع مثل هذا مسلم " . قال السيوطي
( 1 / 3 ) : " و لا عاقل " . و قد أورده ابن الجوزي من طريق الحاكم : أنبأنا
إسماعيل بن محمد الشعراني قال : أخبرت عن محمد بن شجاع الثلجي بإسناده الذي
ذكره ابن عدي . و ابن شجاع هذا اتفق أئمة الحديث على تركه ، بل كذبه بعضهم
كالساجي و غيره و علمت آنفا اتهام ابن عدي له بالوضع . فمن عجائب تعصب الشيخ
زاهد الكوثري على أهل الحديث انتصارا لأهل مذهبه أنه يبرئ ابن شجاع هذا من عهدة
هذا الحديث و يتهم به حماد بن سلمة رحمه الله المتفق على جلالته و صدقه ، و
الذي قال فيه بعضهم : " إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام " .
انظر تعليقه على " السيف الصقيل " ( ص 96 - 97 ) . و هو حين يبرئ ابن شجاع منه
يحتج على ذلك بأن السند منقطع بينه و بين شيخ الحاكم : الشعراني ، ثم سرعان ما
يتناسى هذا حين يتهم به حماد بن سلمة مع أن الطريق هو هو ! ثم هو يفتري على ابن
عدي لأنه اتهم ابن شجاع هذا بوضع هذا الحديث و غيره فينسب إليه ما لم يقله
فاسمع إليه حيث يقول في تعليقه على " تبيين كذب المفتري " لابن عساكر ( ص 370 )
: " و من غريب التعدي ما يقوله ابن عدي أنه ( يعني ابن شجاع ) كان يضع الأحاديث
و يدسها في كتب أهل الحديث ليفضحهم فيرونها بسلامة باطن " . فإن قوله : " و
يدسها في كتب أهل الحديث " ليس من كلام ابن عدي كما يظهر لك بمقابلته بنص كلامه
الذي نقلته آنفا من كتابه " الكامل " . و غرضه من هذا الدس إقناع القاري بما
زعمه من تعدي ابن عدي و الرد عليه بقوله : " لأن ابن شجاع ما كان خادما و لا
ربيبا عند راو من الرواة حتى يتصور أن يدس بين كتب أحدهم شيئا ..... فإذا لم
يبرهن الجارحة على كتب من دس ابن شجاع و ماذا دس و كيف دس لا ينجيه من هذه
الوقيعة إذا وقعت الواقعة كونه يرويها عن عامي ( يعني ابن عدي ) مثله .....
فلعنة الله على الكاذبين " . هذا مما علقه و هذى به حول ما نسبه لابن عدي من دس
ابن شجاع في كتب الحديث ، و إذا عرفت أن هذا مدسوس على ابن عدي فعلى من يعود
دعاؤه " فلعنة الله على الكاذبين " ؟
-----------------------------------------------------------
[1] قلت : لعل ابن عساكر يعني بـ ( رأيه ) غلوه في إثبات الصفات كما يدل عليه
هذا الحديث و نحوه مما اتهم بوضعه . و إلا فالتمسك بظاهر النصوص دون تأويل أو
تعطيل هو مذهب السلف الصالح و الأئمة الأربعة و غيرهم ، لا يرغب عنه إلا كل
هالك . ثم إن ( السالمية ) نسبة إلى أحمد بن محمد بن سالم الزاهد البصري شيخ
السالمية ، قال في " الشذرات " ( 3 / 36 ) : " كان له أحوال و مجاهدات ، و عنه
أخذ الأستاذ أبو طالب صاحب " القوت " ، و قد خالف أصول السنة في مواضع ، و بالغ
في الإثبات في مواضع ، و عمر دهرا و بقي إلى سنته بضع و خمسين و ثلاثمائة " .
@ x
(2/269)
771 - " يبعث الله الأنبياء على الدواب ، و يبعث صالحا على ناقته ، كما يوافي
بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، و يبعث بابني فاطمة : الحسن و الحسين على ناقتين
، و علي بن أبي طالب على ناقتي ، و أنا على البراق و يبعث بلالا على ناقة ينادي
بالأذان و شاهده ، حقا حقا ، حتى إذا بلغ " أشهد أن محمدا رسول الله " شهدتها
جميع الخلائق من المؤمنين الأولين و الآخرين ، فقبلت ممن قبلت منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 191 ) :

موضوع . رواه الخطيب في " التاريخ " ( 3 / 140 - 141 ) و عنه ابن عساكر ( 3
/ 231 / 1 - 2 ) عن محمد بن عائذ : حدثنا علي بن داود القنطري : حدثنا عبد الله
بن صالح : حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن محمد بن كعب القرظي عن أبي
هريرة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف و له علل : الأولى : عنعنة ابن جريج ،
فإنه مدلس . الثانية : ضعف عبد الله بن صالح . الثالثة : جهالة محمد بن عائذ و
هو ابن الحسين بن مهدي الخلال و في ترجمته ساق له الخطيب هذا الحديث و لم يذكر
فيها غير ذلك ! و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الخطيب و
قال ( 3 / 246 ) : " موضوع . عبد الله بن صالح كاتب الليث منكر الحديث جدا كان
له جار يضع الحديث على شيخ عبد الله ، و يكتبه بخط يشبه خط عبد الله و يرميه في
داره بين كتبه فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به " . و تعقبه السيوطي في "
اللآلي " ( 2 / 446 ) بأن له طريقا آخر ، أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 /
152 ) من طريق أبي مسلم قائد الأعمش : حدثنا الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة مرفوعا و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و رده الذهبي
فقال : " أبو مسلم لم يخرجوا له ، قال البخاري : فيه نظر . و قال غيره : متروك
" . و تعقبه أيضا بأن له شواهد من حديث بريدة ، و علي ، و أنس . قلت : لكن كلها
من رواية الكذابين فلا يستشهد بها ، و لا يخرج الحديث عن كونه موضوعا ، لاسيما
و لوائح الوضع عليه ظاهرة .
(2/270)
772 - " يبعث الله ناقة صالح فيشرب من لبنها هو و من آمن به من قومه ، و لي حوض كما
بين عدن إلى عمان ، أكوابه عدد نجوم السماء ، فيستسقي الأنبياء ، و يبعث الله
صالحا على ناقته ، قال معاذ بن جبل : يا رسول الله و أنت على العضباء ؟ [ قال :
أنا ] على البراق ، يخصني الله به من الأنبياء ، و فاطمة ابنتي على العضباء ، و
يؤتى بلال على ناقة من نوق الجنة فيركبها ، و ينادي بالأذان فيصدقه من سمعه من
المؤمنين حتى يوافي المحشر ، و يوتى بلال بحلتين من حلل الجنة فيكساهما ، فأول
من يكسى من المسلمين بلال ، و صالح المؤمنين بعد " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا . قلت : و محمد بن الفضل كذاب . ثم
رواه ابن عساكر من طريق سلام بن سليم : حدثنا خليفة بن عثمان عمن حدثه عن مكحول
عن كثير بن مرة الحضرمي مرفوعا . و هذا إسناد تالف ، و له علل : الأولى :
الإرسال ، فإن الحضرمي هذا تابعي ، و وهم من عده من الصحابة كما في " التقريب "
. الثانية : جهالة الراوي عن مكحول ، فإنه لم يسم . الثالثة : خليفة بن عثمان
هذا لم أعرفه . الرابعة : سلام بن سليم و هو المدائني الطويل متهم بالكذب و
الوضع ، فهو آفة الحديث .
(2/271)
773 - " إذا كان يوم القيامة حملت على البراق ، و حملت فاطمة على ناقة العضباء ، و
حمل بلال على ناقة من نوق الجنة ، و هو يقول : الله أكبر ، الله أكبر إلى آخر
الأذان ، يسمع الخلائق " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 192 ) :
موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 231 / 2 ) عن إسحاق بن محمد الفروي : حدثنا
عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده محمد بن عمر بن
علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
هذا سند ضعيف جدا ، عيسى هذا قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان ( 2 /
119 ) : " يروي عن آبائه أشياء موضوعة " . ذكره الذهبي و ساق له أحاديث هذا
أحدها و قال : " هذا لعله موضوع " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و إسحاق
الفروي صدوق ، كف فساء حفظه . ثم إن الإسناد معضل على ما وقع في " التاريخ " و
كذلك نقله السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 447 ) مع اختلاف يسير في السند ، لكن
الظاهر أنه موصول ، فقد ذكره في " الميزان " من طريق الفروي ، و فيه بعد قوله
عن جده : " عن أبيه عمر بن علي عن علي مرفوعا " .
(2/272)
774 - " يحشر المؤذنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنة يقدمهم بلال ، رافعي أصواتهم
بالأذان ينظر إليهم الجمع ، فيقال : من هؤلاء ؟ فيقال : مؤذنو أمة محمد صلى
الله عليه وسلم ، يخاف الناس و لا يخافون ، و يحزن الناس و لا يحزنون " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع . رواه الخطيب ( 13 / 38 ) و عنه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 - 2 ) عن
موسى بن إبراهيم المروزي : حدثنا داود بن الزبرقان عن محمد بن جحادة عن أنس
مرفوعا . قلت : هذا موضوع آفته إما داود ، و إما موسى المروزي و كلاهما كذاب ،
و الكذب في الثاني أكثر .
(2/273)
775 - " يجيء بلال يوم القيامة على راحلة رحلها ذهب و زمامها در و ياقوت ، يتبعه
المؤذنون حتى يدخلهم الجنة ، حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما يطلب بذلك وجه
الله " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 193 ) :

موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 90 ) من طريق الدارقطني
عن أبي الوليد المخزومي : حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
مرفوعا . و قال : " قال الدارقطني : تفرد به أبو الوليد خالد بن إسماعيل قال
ابن عدي : كان يضع الحديث على الثقات " . و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 /
13 ) . قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 3 / 232 / 1 ) مختصرا و مطولا .
(2/274)
776 - " صلوا قراباتكم و لا تجاوروهم ، فإن الجوار يورث بينكم الضغائن " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :
موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 149 ) و الديلمي ( 2 / 247 ) عن
داود بن المحبر قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الجبار القرشي عن سعيد بن
أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه عن جده مرفوعا و قال العقيلي : " حديث منكر لا
يحفظ إلا من هذا الشيخ ، و لا أصل له " . يعني سعيد بن أبي بكر هذا ، و قال فيه
: " حديثه غير محفوظ ، و لا يعرف إلا بهذا ، و عبد الله بن عبد الجبار مجهول "
. قلت : و داود بن المحبر هو صاحب " كتاب العقل " و أكثر أحاديثه موضوعات كما
قال الحافظ ، فلعله آفة الحديث ، و قد أشار لهذا الذهبي فقال في ترجمة سعيد هذا
و قد ذكر له هذا الحديث : " حديث منكر ، و الآفة ممن بعده " . و الحديث أورده
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 88 ) من رواية العقيلي هذه ، و أقره السيوطي
في " اللآليء " ( 2 / 298 ) و أيده بكلام الذهبي السابق ، فاعجب منه بعد هذا
كيف أورد الحديث في " الجامع الصغير " من رواية العقيلي أيضا ! و تعقبه المناوي
بنحو ما ذكرنا و أنهى كلامه بقوله : " و لهذا حكم ابن الجوزي على الحديث بالوضع
" . و أقره المناوي . و كأنه خفي عليه إقرار السيوطي أيضا له .
(2/275)
777 - " ما أذنب عبد ذنبا فساءه إلا غفر الله له ، و إن لم يستغفر منه " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 194 ) :
موضوع . رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 114 / 1 ) و ابن حبان في "
الضعفاء " ( 1 / 180 ) عن بشر بن إبراهيم أبي سعيد القرشي ( الأصل القزويني و
هو تصحيف ) : أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة مرفوعا
. و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 3 / 154 / 2 ) . و هذا موضوع . و آفته بشر
هذا قال الذهبي : " قال العقيلي : " روى عن الأوزاعي أحاديث موضوعة لا يتابع
عليها " . و قال ابن عدي : " هو عندي ممن يضع الحديث " . و قال ابن حبان : "
كان يضع الحديث على الثقات " . فمن مصائبه ..... " . ثم ذكر له أحاديث هذا منها
. و للحديث طريق أخرى بلفظ " ما علم الله من عبد ندامة ..... " مضى برقم ( 323
) .
(2/276)
778 - " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ، كما لا تصلح الرياضة إلا في نجيب "
.

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 195 ) :
ضعيف جدا . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 468 ) و ابن الأعرابي في معجمه (
32 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 14 / 164 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح
المعاني " ( 291 / 1 ) و أبو الخطاب نصر القاري في " حديث أبي بكر بن طلحة " (
163 / 1 ) و ابن عساكر ( 4 / 295 / 2 ) عن يحيى بن هاشم السمسار : حدثنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال العقيلي : " السمسار كان يضع
الحديث على الثقات ، و لا يصح في هذا شيء " . قلت : و لهذا أورد الحديث ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 167 ) من طريق الخطيب و حكى كلام العقيلي الذي
نقلته آنفا . و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) ثم ابن عراق في "
تنزيه الشريعة " ( 265 / 2 ) بأن السمسار لم يتفرد به بل له متابعون : عبيد بن
القاسم و المسيب بن شريك و أبو المطرف المغيرة بن المطرف ، و بأن له شاهدا عند
الطبراني . قلت : أما عبيد بن القاسم فهو كذاب يضع الحديث كما قال صالح جزرة و
أبو داود ، و مثله قول ابن حبان ( 2 / 165 ) : " روى عن هشام بن عروة نسخة
موضوعة ، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب " . فلا قيمة لمتابعته . و
روايته عند البزار و كذا القضاعي ( 74 / 1 ) . و أما المسيب بن شريك فضعيف جدا
قال البخاري : " سكتوا عنه " و قال مسلم و جماعة : " متروك " . فلا يعتد
بمتابعته أيضا و روايته عند ابن عدي كما ذكر في " اللآلي " و البيهقي في "
الشعب " كما في تنزيه الشريعة و قال البيهقي : " حديث ضعيف ، و رواه جماعة من
الضعفاء عن هشام ، و يقال إنه من قول عروة " . قلت : و هذا هو الأشبه أنه من
قول عروة بن الزبير ، فقد رواه كذلك الخطيب ( 13 / 139 ) من طريق علي بن
المديني قال : " المسيب بن شريك كتبت عنه كتابا كثيرا ، و لم أترك عندي عنه إلا
ثلاثة أحاديث : حدثنا المسيب عن هشام عن أبيه قال : لا تكون الصنيعة ...... إلخ
" . و أما أبو المطرف المغيرة بن المطرف فلم أعرفه ، و الطريق إليه لا يصح ،
فقال السيوطي : " و قال ابن لال : حدثنا عبد الله بن أوس : حدثنا إبراهيم بن
سعيد الشاهيني : حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي : حدثنا أبو المطرف المغيرة
بن المطرف عن هشام به " . قلت : و هذا سند مظلم لم أعرف أحدا ممن دون هشام غير
العكلي هذا ، و لم يحمد ابن معين أمره ، و قال ابن عقده : " في أمره نظر " . و
رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) من طريق حسين بن المبارك الطبراني حدثنا إسماعيل بن
عياش عن هشام بن عروة به . و قال : " منكر المتن ، و البلاء فيه من الحسين هذا
، و أحاديثه مناكير " . و أما الشاهد الذي سبقت الإشارة إليه من رواية الطبراني
فهو : " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .
(2/277)
779 - " إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين ، أو لذي حسب ، أو لذي حلم " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 196 ) :
ضعيف جدا . رواه ابن عساكر ( 3 / 111 / 1 ) عن سليمان بن سلمة الحمصي :
حدثنا منيع بن السري الحوازي : حدثنا عبد الله بن حميد المزني عن مريج بن مسروق
الهوزني عن أبي زكريا عن أبي أمامة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ساقط من دون
أبي زكريا لم أعرفهم غير سليمان بن سلمة الحمصي و هو متهم بالكذب و هو الخبائري
. و أما أبو زكريا فقد ترجمه ابن عساكر و سماه إياس بن زيد الخزاعي والد عبد
الله بن أبي زكريا و قال : أدرك عمر بن الخطاب ، و روى أن عمر وصفه بالرجل
الصالح . و الحديث أشار إليه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 82 ) على أنه شاهد
للحديث الذي قبله . و لا يجوز عندي الاستشهاد به لشدة ضعفه ، كما قرره العلماء
في " المصطلح " منهم السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و أورده في " الجامع
الصغير " من رواية الطبراني و ابن عساكر ، فكشف المناوي عن حال إسناده فقال : "
قال الهيثمي : فيه عند الطبراني سليمان بن سلمة الخبائري و هو متروك انتهى <1>
. فكان ينبغي للمصنف الإشارة لضعفه ، و استيعاب مخرجيه إشارة إلى اكتسابه بعض
القوة ، إذ منهم البيهقي ، رواه باللفظ المزبور عن أبي أمامة و قال : في إسناده
من يجهل " . قلت : كثرة المخرجين للحديث لا تعطيه قوة إذا انتهت أسانيدهم إلى
طريق واحدة ، فقد رأيت أن إسناد الطبراني يدور على الخبائري الذي في طريق ابن
عساكر ، و الظاهر أن إسناد البيهقي ينتهي إليه أيضا بدليل قوله : " في إسناده
من يجهل " ، فإنهم فوق الخبائري عند ابن عساكر كما رأيت ، و إن كان يحتمل أن
يقال : إنه ليس بحتم أن يكون فيه الخبائري هذا ، و لكنه عندي بعيد . و الله
أعلم .

-----------------------------------------------------------
[1] مجمع الزوائد ( 8 / 183 ) . اهـ .
(2/278)
780 - " من دعا بهذه الأسماء استجاب الله له : اللهم أنت حي لا تموت ، و خالق لا تغلب
، و بصير لا ترتاب ، و سميع لا تشك ، و صادق لا تكذب ..... ( الحديث و فيه ! )
والذي بعثني بالحق لو دعي بهذه الدعوات و الأسماء على صفائح الحديد لذابت ، و
لو دعا بها على ماء جار لسكن ، و من بلغ إليه الجوع و العطش ثم دعا ربه أطعمه
الله و سقاه ، و لو أن بينه و بين موضع يريده جبل لانشعب له الجبل حتى يسلكه
إلى الموضع ، و لو دعي على مجنون لأفاق ، و لو دعا على امرأة قد عسر عليها
ولدها لهون عليها ولدها . ( الحديث و فيه ) و من قام و دعا فإن مات شهيدا ، و
إن عمل الكبائر ، و غفر لأهل بيته ، و من دعا بها قضى الله له ألف ألف حاجة " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 197 ) :

موضوع . رواه ابن عساكر ( 3 / 97 / 1 - 2 ) و ابن الجوزي في " الموضوعات "
( 3 / 175 ) عن أحمد بن عبد الله النيسابوري عن شقيق بن إبراهيم البلخي عن
إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن عمر بن الخطاب و علي بن
أبي طالب مرفوعا . و من هذا الوجه رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 /
175 - 177 ) و قال : " موضوع ، أحمد بن عبد الله النيسابوري هو الجويباري ، و
رواه الحسين بن داود البلخي عن شقيق ، و رواه سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري
عن إبراهيم بن أدهم ، و الجويباري و الحسين و سليمان وضاعون ، و الله أعلم أيهم
وضعه أولا و سرقه منه الآخران و بدلا و غيرا ، و قد روي من طريق مظلم فيه
مجاهيل و فيه زيادات و نقصان " . و رواية الحسين البلخي و سليمان بن عيسى
أخرجها أبو نعيم في الحلية " ( 8 / 55 - 56 ) و من طريقه و طريق ابن النجار
أورده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 350 - 352 ) و أقر ابن الجوزي على قوله : "
موضوع . و في متنه كلمات ركيكة ، يتنزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها
" .








  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-31-2014, 05:10 PM   #2

مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 91271
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 الجنس : ~ أنثى
 المكان : بلدي الحره الابيه
 المشاركات : 20,820
 الحكمة المفضلة : عجبي !! أبعدَ الموتِ تعزِفُنِي لحناً على الشفاه ؟! وتُغرِقُنِي ثم تَطلب مني طوْق النجاه !!! وعجبي
 النقاط : مُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond reputeمُنـــــايا has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3971849
 قوة التقييم : 1986

مُنـــــايا غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

وسام المركز الثانى دويتو الخواطر لسه فاكر وسام مسابقة فارس الكلمة مركز أول مميز  الخواطر وسام مسابقة اهلا رمضان 2016 مركز ثانى وسام مسابقة مبدع الخواطر مركز أول وسام افضل قصة حصرية مركز ثانى مسابقة قصة الفتوة مركز ثانى وسام حملة تنشيط قسم الصحه مركز أول وسام ضاد الفضفضة مركز أول وسام تميز اقسام حواء العام :: 

افتراضي

بارك الله فيك ع الافاده القيمه
وجعلها بميزان حسناتك
دمت بكل خير









  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-09-2014, 12:47 PM   #3

مشرف سابق

 

 رقم العضوية : 83443
 تاريخ التسجيل : Apr 2012
 الجنس : ~ رجل
 المكان : أسيوط
 المشاركات : 101,443
 الحكمة المفضلة : طأطأ الرأس تسلم وأمتثل للأمر تغنم
 النقاط : العاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond reputeالعاشق الذى لم يتب has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2246785
 قوة التقييم : 1124

العاشق الذى لم يتب غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى العاشق الذى لم يتب إرسال رسالة عبر Skype إلى العاشق الذى لم يتب

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

وسام التفاعل والنشاط للاعضاء اكتوبر 2016 وسام نجم الشهر لقسم بقلم الاعضاء2016 نجم الاقسام  الحصريه مسابقه  النقاش وسام مسابقة كالالماس المركز الثاني افضل مقال 25 وسام مسابقة لمحة من حياتنا مركز ثالث صديق الأقلام وسام حملة تنشيط القسم العام مركز ثاني 

افتراضي

جزيت خيرا
وبورك فيك
وكان لك ذخرا
دعواتى وأمنياتى







  رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المسابقة, احاديث, تابع, ضعيفه

« أأحاديث ضعيفة وموضوعة في الدعاء....المسابقه | هذا ما فعل ثعلبة حديث موضوع »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احاديث ضعيفه عن رمضان (بطاقات ) الفراشه المؤمنة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 2 06-15-2014 11:40 PM
احاديث ضعيفة ومكذوبة عن رسول الله " المسابقة الأسلامية " Lamees المواضيع المكذوبه والاحاديث الضعيفه 3 03-26-2014 11:27 PM
تابع سلسله احاديث النبي صلى الله عليه وسلم يويو1411 السيرة النبوية 4 12-04-2009 06:43 AM
تابع سلسله احاديث النبي صلى الله عليه وسلم يويو1411 السيرة النبوية 3 08-26-2009 12:27 PM
تابع سلسله احاديث النبيصلى الله عليه وسلم يويو1411 السيرة النبوية 1 08-05-2009 02:14 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 01:30 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩