تأملات حياتية 12- عن إستخدام المرأة كسلعة !

[احمد برهان]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخوتي الطيبين أخواتي الكريمات ... كيف الحال ؟
يارب خير و تكونوا بأحسن و أتم صحة..
تصفحت المجلة و رأيت إعلان لشركة نسيج فاشلة لا أحد يسمع عنها و رغم أن الإعلان تصميمه سيئ و ردئ تجد صورة فتاة جميلة تبتسم و هي ترتدي ثوب قصير .. في الجريدة رأيت صورة من معرض سيارات دولي و بجوار السيارة المعروضة فتاة نسيت أن ترتدي ملابسها ! عندما ذهبت لشراء مياه غازية وجدت علي الثلاجة صورة فتاة تشرب المياه الغازية و علي وجهها إشراقة و تفاؤول.. في إعلان علي التلفزيون أري شخص قد كسب جائزة من شركة بكسوت ! و تسلمه الجائزة *************** ترتدي ثوب يفضح أكثر مما يستر و في آلاف الإعلانات نجد مثل ذلك ، في الشارع وجدت بنات يرتدين الحجاب و ملابسهن فاضحة بدرجة لا يمكن تصورها...
كل هذه المشاهد أراها في اليوم عشرات المرات و أتعجب و أذهل و أتضايق صراحة...
لأنني أقول في نفسي لماذا ترخص بعض الفتيات من أنفسهن و يرضين بأن يكن مجرد واجه جميلة لترويج بعض السلع و قد كرمهن الله و أراد لهن الصون و العفاف...
فدوماً تجد أن المرأة عنصر جذب هام في مثل هذه الإعلانات التي ليس لها غرض سوي ترويج السلع و كلنا نري المنتجات الكثيرة التي تضع فتيات جميلات من أجل جذب المستهلك و في النهاية تكون هذه المنتجات من أردأ ما يكون...
حقيقة أنا أري أن المرأة كيان متكامل و ليس الجمال هو الجانب الوحيد به ، فهي ليست مجرد موبايل يعرض في السوق لأن شاشته جميلة أو إمكانياته عالية...
و لكنها إنسانة ، صحيح أنها لا تخلو من جمال ، و لكنها أيضاً تملك عقل و تفكير و مشاعر و أحاسيس و إرادة و تملك القدرة علي الإبداع و أن تجعل حياة أي رجل قطعة من الجنة و لكن بمقاييس البشر ..
فلماذا يتم إختزال كل هذه المواهب و هذه القدرات في نقطة واحدة فقط و هي الجمال ؟
و لماذا لا تراعي بعض البنات و النساء الله... و تجد ان الواحدة منهن تفرط في ذلك الجسد الذي وهبها الله إياه ، فترتدي تارة المكشوف و تاره العاري و لا تراعي أي أخلاق ؟
و من قبيل أن تكون المرأة سلعة .. هو ما نراه بكل أسف في كل الشوارع و المحافظات .. تجد بعض الفتيات قد تخلين عن بعض الحياء و هذه ترتدي جينز ضيق جداً و أخري ترتدي فستان يجسد كل شئ فيها و ثالثة ترتدي بنطال شفاف و عندما تتسائل عن السر في ذلك تسمع الرد الذي يغيظني جداً " أصلها عايزة تتجوز !"
صراحة أنا لا أري في فتاة ترتدي مثل هذه الأشياء مثال للزوجة الصلحة النقية الطاهرة و لا مثال لأن تكون زوجة علي الإطلاق.. إن الفتاة لا تعرف أن الشاب الذي ينظر لها و يكلمها و يدعي الحب ، من اجل جمالها الذي تبرزه بكل الوسائل ... عندما يتزوج ذلك الشاب لن يفكر علي الإطلاق فيها هي ... سيفكر في فتاة صانت نفسها طوال عمرها و لم ترتدي ضيق قط أو شفاف قط أو عارٍ قط أو حتي صندل مفتوح يظهر أصابع قدميها !
سيفكر في فتاة وهبت نفسها لله و العبادة حتي يستقر و يكون مطمئن أن ظوجته لن تنزل للشارع بمثل هذه الأزياء الفاضحة ليراها الرائح و الغادي و تنال معاكسات و مطاردات تحرشية !
إنني أتعجب حقاً من إنسانة صانها الله و أمرها بالعفاف و هي تركت كل ذلك و ألقته وراء ظهرها و لا تبحث سوي عن الموضة و المثير و المكياج و كيف تكون جميلة ... في عيون من هم ليسوا لها بمحارم !
ربما كنت أحزن جداً علي هذه المشاهد لأن المرأة لها مكانة خاصة في نفسي ، فهي تعتبر الزوجة الصالحة و الأخت البارة و الأم الحنون و الإبنة الطائعة و لا أحب أن يكون كيان له كل هذه المكانة.. مرخصاً لنفسة و لا يراعي الله عز و جل في ذلك.
فكيف لفتاة الإعلانات هذا أو تلك الموديل أو تلك البنت التي تريد جذب أنظار الشباب لجسدها في الشارع سواء للزواج أو لإثبات أنها جميلة فقط... كيف لها أن تكون زوجة صالحة طاهرة تقية و تربي نشأ و جيل جديد ؟
و ما هي التربية السليمة التي سوف تنشئ عليها إبنتها التي سوف تلدها ؟
هي ستقول لها إرتدي النقاب أو الحجاب و راعي الله في تصرفاتك و أفعالك و سلوكك و دينك..
أم ستعطيها نصائح في كيفية أن تكون مثيرة و جذابة و كيف تجعل صوتها رقيق حتي يثار من يسمعها من الرجال ؟
إن قلبي ليحزن و عيني لتدمع و فؤادي ليتغضن من تذكري و كتابتي لمثل هذه الكلمات ، فجرحي ملتهب و روحي تئن ... من أي إنسانة تخالف الله في الزي و الملابس كما لو كانت تبارز الله سبحانه و تعالي بالمعاصي...
و أدعو لها في نفسي بالهداية و أقول .. يا أختاه .. متي تكفين عن عصيان الله ؟ و جعل نفسك مثار فتنة و إثارة للغرائز ؟
وفقني الله و إياكم للخير... و إن كانت هناك نماذج في غاية السوء.. صدقوني... هناك بنات كثيرات جداً قمة في كل شئ..
و يراعين الله في كل همسة تصدر منهن..
و هدي الله بناتنا و شبابنا للطريق القويم
اتمني أن يكون التأمل أعجبكم..
و أراكم في تأمل جديد بإذن الله
و حتي ذلك الحين... دمتم بحفظ الرحمن