..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
حسن نصرالله راعب العدو
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
الزمالك يهزم الأهلي ويتوج ببطولة السوبر الأفريقي
الكاتـب : 7laa - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 7 -
صرخه ودمعه
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 5 -
بعد شربة المباه نطق بالشهاده هل ستقتله
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 6 -
يا يومَ مولِدي ….
الكاتـب : إيلاانا - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 6 -
حلا اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 13 -
اسرائيل والطوق الكبير
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 7 -
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 17 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 8 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 12 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 5 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 4 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-04-2022, 12:31 AM   #12221

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

انظُر كيف استوجبَ الصومُ تشريفَهُ بِنِِسْبَتِهِ إلى اللهِ مع أنّ كلّ العبادات لله سبحانه!، وانظُر كيفَ أنّ أجره بدون حساب لا كالأعمال الأخرى تضاعفُ إلى سبعمائة ضعف، وانظُر كيف وصفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنّهُ محضُ تركٍ لأجل الله جلّ وعلاَ!، وانظُر كيفَ يترُكُ صاحبُهُ الرفثَ والمقاتلة والسبَّ والصَّخب؛ لأنَّهُ امرؤٌ صائم! جميعُ هذه المعاني شرّفَ اللهُ بها عبادة الصيام؛ لأنَّها عبادةٌ تَركيَّةٌ في الأساس لا فعلَ فيها يُرى، وهي تُربّي النفسَ الإنسانيّة على أن تدعَ لوجه الله جلّ وعلاَ، وهذا هو المقصودُ الأعظم.
الحمد لله ربّ العالمين، حمدًا كثيرًا طيّبًا مبارَكًا فيه، ملءَ السموات وملءَ الأرضِ وملءَ ما بينهما، وملءَ ما شاءَ ربُّنا من شيءٍ بعد، وأشهد أن لا إله إلا الله، له الحكمةُ البالغة سبحانه، والثناءُ الحسنُ الجميل، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبد الله ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين وصحبِهِ الأخيار، ومن تبعَهُم على الحقّ إلى يوم الدّين وسلَّم.
ثم أما بعد:
معشر المؤمنين: حديثنا اليومَ عن صفةٍ جليلةٍ خصّ اللهُ بها عبادة الصوم، هي أبرزُ حقائقه، وركيزتُهُ الأساسيّة التي عليها يقوم، إنّها تربية النفسِ على عبادةِ التركِ لوجه الله جلَّ وعلاَ!
ما من عبادةٍ إلاّ وتقومُ حقيقتها على الفعلِ المشروعِ لوجه الله جلّ جلاله، بالقلبِ أو اللسانِ أو البدن: الطهارة فيها غسلٌ لليدين ومضمضةٌ واستنشاقٌ واستنثار، ثم غسلٌ للوجه واليدين إلى المرفقين، ثم مسحٌ للرأس والأذنين، ثم غسلٌ للرجلين، وهذه كلها أفعالٌ إيجابيّةٌ تُرَى، قال ربنا سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَين) [المائدة: 60].
الصلاة كذلك فيها إحرامٌ وقراءةٌ وركوع ورفعٌ وسجود وتشهّد وتسليم، وهذه كلها أفعالٌ إيجابيّةٌ تُرَى، قال ربنا سبحانه: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين) [الشعراء:218-219].
والحج اجتمع فيه البذل والعطاء، والسفر والأداء، وفيه الإحرام والطواف والسعي والحلق وغيره من الأفعال التي تُرَى. والجهاد وقراءة القرآن، وغيرها من العبادات، حتى الزكاة فإنّ فيها نقلاً ودفعًا وإخراجًا!، إلا الصوم - معشر المؤمنين-؛ فإنَّهُ مدرسةٌ تعبُّديّةٌ خاصّة، لا فِعلَ فيهِ يُرَى في الحقيقة، بل هو محضُ تركٍ على وجهٍ مخصوص لوجه الله الكريم جلّ وعلاَ!، وهذا من أبرزِ مزاياهُ ومقاصدّه.
أجل -معشر المؤمنين -؛ الصومُ مدرسةٌ تنطلقُ بالعبدِ من الهلال إلى الهلال، من طلوع الفجر الصادِقِ في كل يومٍ إلى غروب شمسِ ذلك اليوم، يدعُ فيها المؤمنُ طعامه وشرابه وشهوتَهُ الحلال لوجه الله وحده لا شريكَ له، ثم يعودُ إلى أصله بعد الإذن له من الشرع.
وقد ثبتَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على هذه الحكمةِ والمزِيّة:
في المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قَال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب. فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم".
فانظُر كيف استوجبَ الصومُ تشريفَهُ بِنِِسْبَتِهِ إلى اللهِ مع أنّ كلّ العبادات لله سبحانه!، وانظُر كيفَ أنّ أجره بدون حساب لا كالأعمال الأخرى تضاعفُ إلى سبعمائة ضعف، وانظُر كيف وصفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنّهُ محضُ تركٍ لأجل الله جلّ وعلاَ!، وانظُر كيفَ يترُكُ صاحبُهُ الرفثَ والمقاتلة والسبَّ والصَّخب لأنَّهُ امرؤٌ صائم! جميعُ هذه المعاني شرّفَ اللهُ بها عبادة الصيام؛ لأنَّها عبادةٌ تَركيَّةٌ في الأساس لا فعلَ فيها يُرى، وهي تُربّي النفسَ الإنسانيّة على أن تدعَ لوجه الله جلّ وعلاَ، وهذا هو المقصودُ الأعظم.
أيها الإخوةُ في الله: العبدُ يضرُّهُ الاستِرسالُ في العوائدِ والشهوات، ورمضانُ مدرسةٌ تفطِمُ أمّهاتِ الجوارحِ عن أمّهاتِ الملذّات، لا يأتي إلاّ بعد أحدَ عشر شهرًا كلها انطلاقٌ في المباحات، وإمعانٌ فيها، واسترسالٌ مع دواعيها، ثم يأتي بعد ذلك شهرُ الحِميَةِ لوجهِ الله جلّ وعلاَ، شهرٌ يقيّدُ الناسَ عن الانطلاقِ في الحلالِ الطيّبِ بأمرِ الله وابتغاءَ رضوانه، في الحديث القُدسي: "يدع شهوته وطعامه من أجلي" !، أجل -معشر المؤمنين– يدعُ شهوتهُ التي أذنَ اللهُ له فيها، وطعامه الذي له فيه لذَّةٌ وحاجَة، يدعها لوجه الله وحده، لا للعادَة ولا لوجه أحدٍ كائنًا ما كان في الحياة، وهاهنا يبرزُ دورُ الإيمان والتقوى، ويظهرُ أثرُ التربيةِ والتهذيب، فإذا بتلكَ الأنفسِ التقيّة الزكيّة تعتادُ التركَ لوجه الله تعالى للمباحاتِ، ويصيرُ لها بموجبِ ذلك استعدادٌ وتجهُّز، فما بالك أخي بتركِ المناهي والمحرّمات!
نسأل الله السلامة والعافية. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ إنه غفور رحيم.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:32 AM   #12222

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

معشر المؤمنين: إذا استقرّ في الأذهانِ أنّ الصومَ يفطمُ العبدَ عن الاسترسالِ في المباحِ لوجه الله جلّ وعلاَ، فهل يستقيمُ بربّكُمُ أن يسترسلَ العبدُ في المكروهاتِ والمناهي والمحرّمات وهو صائم ؟!، حاشا لله وأبعَد!!
إنّ شهرًا يفطِمُ نفسَكَ عمّا أذنَ اللهُ فيه لحريٌّ أن يفطمَها عمَّا نهى اللهُ عنه، فإذا خالفت هذا المعنى "فليس لله حاجةٌ في أن تدع طعامك وشرابك!": عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.
ووردَ في لفظٍ للطبراني في الصغير والأوسط من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع الخنا والكذب، فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه" حسّنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1088).
أجَل -معشر الأحباب-: إذا لم يحمِلكَ صومُكَ على تركِ الخنا والكذبِ وقولِ الزورِ والعملِ الزورِ -وهي محرّماتٌ بيقين-؛ فكيف طاوعتكَ نفسُك في الحقيقةِ على تركِ الحلالِ لوجه الله جلّ وعلاَ؟! لا شكّ أنَّ تركَ الأوّل أولى وأعلَى عند الأيقاظِ بأدنَى عملٍ عقلي!
معشر المؤمنين: إنّ الصومَ عند الأيقاظِ المتأمّلين مدرسةٌ تعلّمُ التركَ لوجه الله جلّ جلالُه، الترك في شهرٍ على وجه الوجوب والإلزام، وإرشادًا إلى هذا التركِ في بقيّة أشهُر العام، فلا ينبغي أن نُفسِدَ معنى التربيةِ على تركِ الملذّاتِ الحلال بالإفراطِ في التمتُّعِ بها في الليل حتّى كأنَّها واجبات فاتَتنا !، فكيفَ بتركِ الحرامِ والآثام معشر الكِرام ؟!، هي واللهِ أعلىَ وأولى ارتباطًا بمعنى الصوم وحقيقته!
نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضَى، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:32 AM   #12223

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [سورة آل عمران 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [سورة النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [سورة الأحزاب 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الإخوة المسلمون:
قال الله تعالى في محكم تنزيله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة الزمر 10]، ومن أعظم أنواع الصبر -أيها الإخوة- الصبر في هذا الشهر العظيم، شهر رمضان المبارك، الذي يصبر فيه الإنسان على مرضات ربه، بامتناعه عن الأكل والشرب، وجميع أنواع اللذات، ابتغاء وجه ربه جل وعلا، لا يريد به رياءً للناس، ولا شكوراً منهم، ولا جزاءً.
ولذلك -أيها الإخوة- كان الصوم من أعظم أنواع الصبر، التي يوفى بها الإنسان الصائم يوم القيامة، ولذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالصوم فقال لأحدهم وهو أبو أمامة رضي الله عنه: "عليك بالصوم، فإنه أو لا عدل له" [رواه النسائي 2222].
وجعل الله عز وجل من علامات حسن الخاتمة أن يموت الإنسان وهو صائم، فإن من مات وهو صائم كان من أهل الجنة، إذا كان صيامه لأجل الله عز وجل، وقد قال حذيفة رضي الله عنه فيما يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ختم له بصيام يوم دخل الجنة"[رواه البزار 2854]. وهو حديث صحيح.
وكانت مضاعفة الأجر في الصيام تسبب أجر أشهر كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "شهر الصبر– أي رمضان – وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر"[رواه النسائي 2408]. وقال صلى الله عليه وسلم: "صم شهر الصبر رمضان"[رواه أحمد 20323]. وقال عليه السلام: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره" [رواه أحمد 22537].
وقال عليه الصلاة والسلام مبيناً فائدة من فوائد الصوم العظيمة: "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن بوحر الصدر"[رواه البزار 688]. حديث صحيح، رواه البزار عن ابن عباس مرفوعاً.
إذن -أيها الإخوة- في صدور كثير من الناس وحر، وضغائن، وأحقاد، وحسد، ما الذي يذهب هذه الأشياء؟ ما الذي يذهب آفات الصدر، وآفات القلب؟ إنه الصيام لله رب العالمين، يذهبن وحر الصدر، فالمحافظة على هذه الشعيرة العظيمة تطهر هذا الصدر، تطهر صدر الإنسان من آفات طالما تساءل الناس كيف يتخلص منها.
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر صوم شهر رمضان فقال: "من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيام السنة"[رواه أحمد 22412]. رواه الإمام أحمد عن ثوبان، وهو حديث صحيح؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جعل الله الحسنة بعشر فشهر بعشرة أشهر"[رواه النسائي في الكبرى 2874]. ما دام الحسنة بعشرة أمثالها فيكون صوم الشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الشهر تمام السنة.
ولذلك -أيها الإخوة- كان الصوم جُنة من جميع أنواع المفاسد، قال عليه الصلاة والسلام: (الصوم جُنة" [رواه البخاري 7492]. وفي رواية: "جُنة من عذاب الله" [رواه أحمد 17909]. وفي رواية: "يستجن بها العبد من النار" [رواه أحمد 14669]. وفي وراية: "كجنة أحدكم من القتال" [رواه ابن ماجه 1639]. وفي رواية: "وحصن حصين من النار" [رواه أحمد 9225]. وفي رواية: "الصيام جُنة، وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام يقول الله: الصوم لي وأنا أجزي به" [رواه الطبراني في الكبير 141]، وكلها روايات صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهو إذن -أيها الإخوة- أي الصيام جنة من النار، وجنة من الشهوات، وجنة من الآثام، وجنة من السيئات، ووقاية من الشيطان، ووقاية من عذاب الله، ووقاية من آفات الصدر والقلب، فهو وقاية للعبد من جميع الشرور؛ ولذلك فإن الصيام يأتي يوم القيامة كما قال عليه الصلاة والسلام: "يشفع صاحبه فيه فيقول: أي رب منعته الطعام والشهوات في النهار، فشفعني فيه، فيشفع فيه" [رواه أحمد 6626].
ولذلك كان للصائمين أيضاً باب خاص يدخلون منه في الجنة لا يدخل منه غيرهم، وهو باب الريان؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "إن للصائمين باباً في الجنة يقال له الريان، لا يدخل منه غيرهم، إذا دخل آخرهم أغلق، ومن دخل منه شرب، ومن شرب منه لم يظمأ أبداً" [رواه أحمد 22842]، حديث صحيح.
ولذلك -أيها الإخوة- إذا أغلق هذا الباب لا يدخل منه أحد غير الصائمين، ودعوة الصائم مستجابة، قال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم" [رواه البيهقي في شعب الإيمان 3323]. فلذلك يستحب الإكثار من الدعاء في رمضان؛ لأن دعاء الصائم مقبول.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجد، فقعدوا على الشرفات، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن ثم قال: وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة –يعني: في جماعة-كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك" [رواه أحمد 17170].
مثل الصيام مثل رجل معه صرة مسك، وهو أنفس أنواع الطيب (في عصابة) يعني: في جماعة "كلهم يجد ريح المسك، وإن خَلوف فم الصائم" أو "خُلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك" حديث صحيح.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الوابل الصيب: "إنما مَثّل صلى الله عليه و سلم ذلك بصاحب الصرة التي فيها المسك؛ لأنها مستورة عن العيون، مخبوءة تحت ثيابه، كعادة حامل المسك، وهكذا الصائم صومه مستور عن مشاهدة الخلق، لا تدركه حواسهم، والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب، والفحش، وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كله نافعاً صالحاً، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم، فإنه ينتفع بمجالسته، ويأمن منه الزور، والكذب، والفجور، والظلم".
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ذلك الشيء يكون يوم القيامة؛ لأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال، وموجباتها من الخير والشر، فيظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك، كما يظهر فيه رائحة دم المكلوم في سبيل الله، الشهيد إذا جرح في سبيل الله يأتي دمه يوم القيامة ريح الدم مثل ريح المسك، وفي حديث الصيام يقول صلى الله عليه وسلم أن: "خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" فقال بعض العلماء: إن خلوف فم الصائم أطيب من دم الشهيد، ولكن هذا لا يلزم منه تفضيل الشهادة على الصوم، وإنما يفيد تفضيل الخلوف، هذه الرائحة الكريهة المنبعثة من أفواه الصُيّام لله عز وجل، التي يتقزز منها الخلق، ويكاد أحدهم أن يسد أنفه عن شم هذه الرائحة.
هذه الرائحة -أيها الإخوة- المستقذرة من العباد أجرها عند الله عظيم، وفضلها عظيم، ومكانتها عظيمة؛ لأنها نتيجة لطاعة من الطاعات، وكما أن هذا اليوم تظهر فيه السرائر، وتبدو على الوجوه وتصير علانية، ويظهر فيه قبح رائحة دم الكفار وسواهم، فكذلك تظهر فيه طيب رائحة فم الصائم التي عند الناس كريهة، وعند الله محبوبة، وإن الناس قد يكرهون أشياء تكون في الدنيا مذمومة، أو كريهة، وعند الله عز وجل عظيمة، فتظهر للعباد يوم القيامة على حقيقتها أطيب من ريح المسك.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث العظيم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" [متفق عليه].
فرح بفطره ليست فرحة الأكّالين والشرّابين الذين يفرحون بموائد الأكل المبسوطة، وإنما هي فرحة، فرحة العبد بإتمام نعمة الله عليه بالصوم، وأنه أباح له ما كان قد حرمه عليه في النهار، هذه هي الفرحة الشرعية، والفرحة الثانية: إذا حضره ملك الموت فرح من ضمن أعماله كلها بنعمة الصيام، وبعمل الصيام الذي كان قد عمله، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: قال الله: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام لأجلي، ويدع الشراب لأجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي" فاللذة عامة لجميع أنواع اللذات، وخص منها لذة الزوجة؛ لأنها لذة عظيمة، يمتنع عنها الصائم طاعة لربه جل وعلا مع تعلق قلبه بها "ويدع زوجته من أجلي، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" [رواه ابن خزيمة 1897]. وهو حديث صحيح.
ولذلك -أيها الإخوة- "من صام يوماً في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفاً" [رواه الترمذي 1622]. أو في رواية "باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام" [رواه النسائي 2254]. وفي رواية: "جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض" [رواه الترمذي 1624]. وهذه كلها أحاديث صحيحة.
ولذلك -أيها الإخوة- كان المغبون حقاً المغبون الذي تفوته الفرص العظيمة هو الذي يحضره شهر رمضان ثم لا يخرج من هذا الشهر بشيء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، فقال: "آمين، آمين، آمين" قيل: يا رسول الله، إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين، آمين، آمين، قال: "إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين" [رواه ابن حبان 907].
هذا موسم المغفرة، الذي يفوته هذا الموسم ويلتهي عن طاعة الله، وعبادة الله، فأبعده الله جل وعلا، ولذلك -أيها الإخوة- كان بعض الناس الذين لا يحسنون الصيام، ويسيئون فيه، ويفطرون قبل موعد الإفطار، لهم عقوبة شديدة من الله عز وجل، فعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان، فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلاً وعرًا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه" يعني: جبل عسير الصعود "فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم" العراقيب التي في أسفل الرجل، التي تعلق منها الذبائح "معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم" [رواه ابن خزيمة 1986].
يعني: قبل الإفطار، كما أنهم ذاقوا الطعام بأشداقهم قبل المغرب فإنهم تشقق أشداقهم حتى تسيل الدم يوم القيامة.
ومن سنن الصيام -أيها الإخوة- السحور، فإنه أكلة البركة، فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح، وزاد: "فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين" [رواه أحمد 11396].
وأمرنا عليه السلام في الحديث الصحيح أن نشابه الأنبياء، فقال: "إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا، ونؤخر سحورنا، ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة" [رواه أبو داود الطيالسي 2776].
وأخبر بأن من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار وتأخير السحور، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: "يقول الله عز وجل: إن أحب عبادي إليّ أعجلهم فطراً" [رواه ابن خزيمة 2058].
وكان لا يصلي المغرب حتى يفطر، ولو على شربة ماء، يعني: لا يذهب إلى صلاة المغرب في المسجد حتى يفطر، ولو على شربة ماء، وكان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء.
ولذلك -أيها الإخوة- يسن للصائم إذا أتى عليه وقت المغرب أن يفطر حالاً، ولا يؤخر الإفطار، فإن كان في الطريق مثلاً ولم يكن عنده شيء يفطر به، فإنه لا يفعل كما يفعل بعض العوام يمصون أصابعهم، وإنما ينوي الفطر بقلبه، فإنه إذا نوى الفطر بقلبه فإنه قد أصبح مفطراً، ولذلك كان الذي ينوي الصيام في النهار ثم ينوي الإفطار في منتصف النهار فهو مفطر وآثم، ويجب عليه قضاء الصوم حتى لو لم يأكل ولم يشرب، فلو أن أحداً مثلاً اتجه إلى مكان الطعام في بيته وهو ناوٍ بأن يأكل ويشرب في منتصف النهار، نهار رمضان، ثم رآه أحد من الناس فخاف وامتنع عن الطعام والشراب إلى المغرب، فإنه آثم ومفطر ويجب عليه أن يقضي هذا اليوم؛ لأن نية الصيام قد انقطعت بنية الإفطار، حتى ولو لم يذق شيئاً؛ لأنه عليه السلام قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" [متفق عليه].
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا صيام هذا الشهر وقيامه، وأن يصحح لنا نياتنا وأعمالنا، وصلى الله على محمد.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:34 AM   #12224

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنه يحدث -أيها الإخوة- في كثير من الصائمين أنهم قد يمتنعون عن الطعام والشراب والجماع مثلاً، ولكنهم لا يلتزمون بآداب الصيام، في هجر الزور، وقول الزور، والسباب، والشتم، واللعان، والمخاصمة، فتراه يفجر في صيامه على إخوانه المسلمين، فينعتهم بأقبح السباب والشتائم، وهذا لم يفقه آداب الصيام في الإسلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" [رواه البخاري 1903].
وكذلك -أيها الإخوة- من الأشياء المستحبة في الصيام: قيام هذا الشهر العظيم، قيام رمضان؛ لأن الحديث ورد بلفظين: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه]. وفي رواية أخرى صحيحة: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه].
ولذلك -أيها الإخوة- كانت صلاة التراويح، صلاة القيام في رمضان من أعظم القربات إلى الله عز وجل، وهي قضية حدث فيها تلاعب من كثير من المسلمين، فتراهم لا يحسنون الصلاة، ويستعجلون بها، وبعض الأئمة يستعجل بالقراءة فيفوت على الناس الخشوع في القراءة، ولما حصل سؤال من كثير من الإخوة عن قضية صلاة التراويح، فأنا أذكر لكم نبذة مختصرة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة التراويح، لم سميت بهذا الاسم؟ وكم عدد ركعاتها؟ وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها؟ وما حكم الزيادة عليها بعد الانتهاء منها؟
فأقول وبالله التوفيق: إن التراويح -أيها الإخوة- سميت بهذا الاسم؛ لأن الصحابة رضوان الله عليهم، والسلف الصالح كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات، فإذا صلوا أربع ركعات استراحوا قليلاً، ثم يصلون أربع ركعات، ثم يستريحون، ثم يشرعون ويكملون، فمن أجل هذه الراحة بعد كل أربع ركعات سميت هذه الصلاة بصلاة التراويح، وهي قيام الليل، غير أنها خصت بهذا الاسم في رمضان فقط، وإلا فهي نوع من القيام.
وأما عدد ركعاتها فما ثبت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري، وكتابه هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، وكذلك الإمام مسلم في صحيحه، وهو الكتاب الذي يلي كتاب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في الصحة: أن عائشة رضي الله عنها سُئلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن".[متفق عليه].
فكان عليه الصلاة والسلام يصلي في رمضان إحدى عشرة ركعة، يحسنها، ويزينها، ويطيل القيام فيها، والركوع، والسجود، والرفع من الركوع، والجلسة بين السجدتين، ويدعو الله كثيراً في الجلسة في التشهد الأخير، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزين هذه الإحدى عشرة ركعة ويحسنها؛ لأنها قربة من الله عز وجل، وقد تابع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيهم على هذه السنة، فتابعه عليها الصحابة بعد موته، وما ورد في موطأ مالك بإسناد صحيح عن محمد بن يوسف وهو ثقة ثبت، عن السائب بن يزيد وهو أحد الصحابة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أمر أُبي بن كعب، وتميماً الداري، وهما من القرّاء، أن يقوما بالناس، ويصليا بهم أحد عشرة ركعة، وهذا حديث صحيح في موطأ الإمام مالك يبين بأن عمر رضي الله عنه تابع نبيه عليه السلام، وإمامه عليه السلام، في عدد الركعات، وهي إحدى عشرة ركعة، وما نقل عن عمر بأنه صلى ثلاثاً وعشرين، فهو حديث فيه كلام لأهل العلم، بعضهم ضعفه، ولماذا نلجأ إلى هذا الحديث عن عمر، وهناك الحديث الذي في موطأ مالك بأنه أمر الناس أن يصلوا إحدى عشرة ركعة.
ثم -أيها الإخوة- على فرض أن عمر صلى ثلاثاً وعشرين، لنسلم أن عمر صلى ثلاثاً وعشرين، نحن نتبع من؟ نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أم غيره؟ ابن عباس رحمه الله لما قال له بعض الصحابة: أبو بكر يقول كذا، وعمر يقول كذا، وهو يعلّم الناس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول لكم: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر، هذا ابن عباس حبر الأمة وفقيهها يقول: أقول لكم قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر، مع عظم أبو بكر وعمر، ومع شرف أبو بكر وعمر، ومع عظم أبو بكر وعمر إلا أن ابن عباس لم يرض أن يتقدم على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً من الناس.
وأنت يا أخي المسلم إذا فتحت بعض كتب الفقه تجد أن بعض الفقهاء يقول: يصلي سبع عشرة ركعة، وبعضهم يقول: تسع عشرة ركعة، وبعضهم يقول: ثلاثاً وعشرين ركعة، وبعضهم يقول: ستاً وثلاثين ركعة، وبعضهم يوصلها إلى الأربعين ركعة، أقوال مختلفة، وعند الاختلاف -أيها الإخوة- نلجأ إلى مَن؟ مَن علمنا الله عز وجل أن نلجأ إليه عند الاختلاف؟ مَن الذي علمنا الله عز وجل أن نلجأ إليه عند الاختلاف؟ (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) [سورة النساء 59] ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ) [سورة الأنفال: 20].
لذلك -أيها الإخوة- الذي لا يتابع الرسول صلى الله عليه سلم لم يفقه معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ لأن شهادة أن لا إله إلا الله تعني إخلاص العمل لله، أشهد أن محمداً رسول الله، يعني: يجب أن تتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع ما أمرك به، وإلا عندما تعلم أن الرسول فعل كذا ثم تعمل بخلاف ما فعل الرسول، هل تكون كلمة أشهد أن محمداً رسول الله شهادة صحيحة؟
ولذلك -أيها الإخوة- ينبغي الالتزام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك ملاحظة في هذا المجال، وهي: بأن من صلى أكثر من أحد عشرة ركعة لا يجوز أن يقال عنه: ضالّ، ولا أن يقال عنه: فاسق، ولا أن يُشتم، بل إنه يُنصح بالموعظة الحسنة، نعم نقول له: هذه سنة نبيك عليه الصلاة والسلام فاتبعها، وهو خير لك.
والحمد لله أن الله عز وجل -أيها الإخوة- ما علق الاتباع بشخص، ولا مسجد، ولا شيخ، وإنما علقه بالرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي) [سورة آل عمران 31]. الرسول صلى الله عليه وسلم، ما قال: اتبعوا الشيخ الفلاني، ولا اتبعوا المسجد الفلاني، ولا اتبعوا الإمام الفلاني، وإنما قال: (أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ يا محمد فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) [سورة النساء 65].
هذه هي الطاعة الكاملة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمرنا الله به، فما حكم – إذا علمت هذا يا أخي المسلم – فما حكم من يزيد عليها؟ فنقول: الذي يصلي مع المسلمين في مسجد جماعة إحدى عشرة ركعة، ثم يرجع إلى بيته فيحس مثلاً بالنشاط، أو ينام ثم يستيقظ قبل الفجر، ويحب أن يصلي فهل في صلاته شيء؟ الجواب: لا، والحمد لله، فإن من انصرف من صلاته مع المسلمين وذهب إلى بيته، فإنه يجوز له أن يستزيد من الخير، يستزيد من الخير، فيصلي مثنى مثنى، ولا يعيد صلاة الوتر؛ لأن صلاة الوتر لا تعاد، يعني بعد ما ينتهي من أحد عشرة ركعة مع المسلمين في المسجد ثم يذهب إلى بيته، ويريد أن يصلي يزيد؛ لأنه ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين بعد الوتر، فلأنه ثبت عنه عليه السلام هذا فإنه من السنة للإنسان إذا أراد أن يصلي أن يزيد، ولا حرج في الزيادة في البيت عند الشعور بالنشاط، وبعد الفراغ من العبادة مع جماعة المسلمين.
زد على ذلك أيها الأخ المسلم بأن الزيادة على ما سنَّه صلى الله عليه وسلم يسبب سرعة في الصلاة، والعجلة فيها، وعدم التفقه فيما يُقرأ، وكثيرٌ من الناس في هذه الأيام ليسوا على مستوى إيمان الصحابة، فهم يرغبون في أن يحضروا صلاتهم، فإنهم لا يصبرون على الزيادة على العشر ركعات، فيخرجون من المساجد، أو تتفرق الجماعات، فلذلك كان الأحوط، والسنة، والصحيح التمسك بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكذلك -أيها الإخوة- اعلموا بأن ختم القرآن لا يجب في رمضان، ومن ظن بأنه يجب عليه أن يختم القرآن، وأنه يأثم لو لم يختم فهو إنسان لا يعرف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك تجد بعض الناس من حرصهم على ختم القرآن يسرعون في قراءته إسراعاً شديداً يخل بمقصوده، وتجد المأمومين لا يفقهون شيئاً مما يُقرأ، فلأن يقرأ الإمام بتؤدة، وترسل، وتجويد، حتى لو لم يختم القرآن هو أفضل من أن يهذه كهذ الشعر
ختم القرآن لا يجب في رمضان، ومن ظن بأنه يجب عليه أن يختم القرآن، وأنه يأثم لو لم يختم فهو إنسان لا يعرف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك تجد بعض الناس من حرصهم على ختم القرآن يسرعون في قراءته إسراعاً شديداً يخل بمقصوده، وتجد المأمومين لا يفقهون شيئاً مما يُقرأ، فلأن يقرأ الإمام بتؤدة، وترسل، وتجويد، حتى لو لم يختم القرآن هو أفضل من أن يهذه كهذ الشعر، أو ينثره كنثر الدقل – وهو التمر الرديء – ويسرع به إسراعاً، ويسرع بالركوع، ويسرع في السجود، ويسرع في القيام والجلوس، فلا يدع للمأمومين الفرصة بالخشوع، وبذلك تفوت الفائدة من صلاة التراويح أو صلاة القيام.
وفقنا الله وإياكم أجمعين لاتباع سنته عليه الصلاة والسلام، والعمل بها ظاهراً وباطناً.
كما أنه -أيها الإخوة- في رمضان فرصة للتائبين إلى الله عز وجل بالرجوع، وفرصة للذين يعلمون الناس الإسلام بأن يأخذوا هذه الشحنة التي تولدت في نفوس الصائمين فيكملونها، ويجعلون هؤلاء الذين اقتربوا من الله في رمضان يستمرون على قربهم بعد رمضان، فإن هذا الموسم الذي تصفد فيه الشياطين نلاحظ فعلاً بأن الناس يقتربون فيه لربهم عز وجل، لذا لا بد لانتهاز الفرصة من الجميع، في التائب أن يتوب، وفي المذنب أن يدع الذنب، وفي الداعية إلى الله أن يقطع مشواراً أطول مع هؤلاء، ويستغل هذه الفرصة في إقبال الناس على العبادة، فيزيدهم من العطاء، ويزيدهم من العلم، ويزيدهم من الدعوة إلى الله عز وجل، فبادروا رحمكم الله إلى اغتنام مواسم الخيرات، وعدم تضييعها.
وأسأل الله عز وجل أن يعز الإسلام والمسلمين في هذا الشهر وغيره، وأن ينصر عباده الموحدين المجاهدين، وأن يرزق التائبين التوبة، والمذنبين الاستغفار والإقلاع عن الذنوب.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:34 AM   #12225

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله...
أما بعد:
فيا عباد الله: إنَّ من أبرز حقائق عبادة الصوم، وهي ركيزتُهُ الأساسيّة التي عليها يقوم: تربية النفسِ على انضباط الترك، وفقه العمل الخالص لله -جل وعلا-؛ لأنَّ الصيام عبادة خفية.
فما من عبادةٍ إلاّ وتقومُ حقيقتها على الفعلِ المشروعِ بالقلبِ، أو اللسانِ، أو البدن.
فالطهارة، فيها غسلٌ ومسحٌ وكلها أفعالٌ تُرَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَين)[المائدة: 6].
والصلاة كذلك، فيها تكبيرٌ وقراءةٌ، وخفضٌ ورفعٌ، وتسليم، وهذه كلها أفعالٌ ظاهرةٌ تُرَى.
والحج، بذلٌ وعطاء، وتنقلٌ وأداءٌ، وإحرام وطواف، ورمي وغيرها مما يُشاهدُ من الأعمال.
والزكاة، فيها نقل للمال، حساب لها وإخراج ودفع.
والجهاد، وقراءة القرآن، وغيرها من العبادات؛ كلُّها نرى أفعالَها.
إلا الصوم -معاشر المسلمين-: فإنَّهُ مدرسةٌ تعبُّديّةٌ خاصّة، لا فِعلَ فيهِ يُرَى في الحقيقة، بل هو محضُ تركٍ على وجهٍ مخصوصٍ لوجه الله الكريم -جل وعلا-!.
وهذا من أبرزِ مزاياهُ ومقاصدّه.
الصومُ مدرسةٌ تنطلقُ بالعبدِ بترك مباحات في الأصل من الهلال إلى الهلال، ومن بُزُوغ الفجر إلى غروب الشمسِ، يدعُ فيها المؤمنُ ما أحلّ الله له، لوجه الله وحده لا شريكَ له.
وقد ثبتَ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ما يدلُّ على هذه المزِيّة: ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ -صلى الله عليه وسلم-: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ -عز وجل-: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ".
فانظُر شرَّف الله الصومُ بِنِسْبَتِهِ إليه جل وعلا، مع أنّ كلّ العبادات لله -تعالى-، ثمّ انظُر عِظَمَ أجره فهو لا يُقدَّر بقدْر، ولا يُحَدُّ بحدٍ لأنه منسوب للجواد الكريم -تعالى-.
وانظُر كيف وصفه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بأنّهُ محضُ تركٍ لأجل الله -جلّ وعلاَ-، وانظُر كيفَ يترُكُ صاحبُهُ الرفثَ والمقاتلة، والسبَّ والصَّخب؛ لأنَّهُ امرؤٌ صائم!.
جميعُ هذه المعاني شرّفَ اللهُ بها عبادة الصيام؛ لأنَّها عبادة انضباط خفيّ، لا يُرى.
وهي تُربّي المؤمن على أنّه يستطيع أن يدَعَ لوجْهِ الله، ويترُك من أجل ربِّه، إن توفرت لديه الإرادة الخالصة، وهذا هو المقصودُ الأعظم.
أيها الإخوةُ في الله: العبدُ يضرُّهُ الاستِرسالُ فيما اعتادَ واشتهى أحدَ عشر شهرًا، كلها انطلاقٌ في المباحات، وإمعانٌ فيها، متابعة لدواعيها، فيجيئ رمضانُ فيفطِمُ الجوارحِ عن لذائذها بأمرِ الله وابتغاءَ رضوانه، يدَعُها لوجه الله وحده، لا للعادَة، ولا خوفاً من أحدٍ، وهاهنا يبرزُ دورُ الإيمان، والتقوى، ويظهرُ أثرُ التربيةِ والتهذيب، فإذا بتلكَ الأنفسِ التقيّة الزكيّة تعتادُ التركَ للمباحاتِ لوجه الله -تعالى-، فتترقى النفس ويصبح لديها قابلية لتركِ المناهي والمحرّمات!.
معاشر الإخوة: إذا استقرّ في الأذهانِ أنّ الصومَ يفطمُ العبدَ عن الاسترسالِ في المباحِ لوجه الله -جل وعلا-.
فهل يستقيمُ -بربّكُمُ- أن يسترسلَ العبدُ في المكروهاتِ والمناهي والمحرّمات وهو صائم؟!.
إنّ شهرًا ينظِّمُ الأنفس فيما أَذِنَ اللهُ لها، لحريٌّ أن يَصُدّها عمَّا نهى اللهُ وحرّم، فإذا خالَفَت هذا المعنى: "فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ!" كما في صحيح رواه البخاري.
نعم -أيها الأخ المبارك-: إذا لم يحمِلكَ صومُكَ على تركِ ما حرَّم الله من نظرٍ وسماعٍ وقولٍ، فكيف تطاوعكَ نفسُك على تركِ حلالٍ.
معاشر المؤمنين: إنّ الصومَ عند من شرح الله صدره للإيمان، مدرسةٌ تعلّمُ الانضباط، وتُنمّي الإخلاص، في شهرٍ على وجه الوجوب والإلزام، وإرشادًا في بقيّة أشهُر العام؛ تلكم هي معانى الصوم وحقيقته.
أخي الحبيب: شهر رمضان منطلقًا لحياة جديدة نقية من رجس المعاصي، وطاهرة من خبث المحرمات، بترك كل محرمٍ اعتادت النفس عليه وألفته اجعله منطلقًا لحفظ بصرك عن النظر كل محرمٍ كانت تنظُرُ إليه عيناك، وحفظ سمعك عن سماع ِكل محرَّمٍ كانت تتسمع له أذناك، وحفظ يدك عن كلِّ محرمٍ أن تمتد له يداك أخذًا أو عطاءً، وحفظ الفم من تعاطي ما حرَّم الله، وحفظ القدمين من السعي إلى ما حرَّام الله، خَوْفًا من الله -تعالى- واتقاءَ سخَطِه، ورجاءَ الأجر والمثوبة والإخلاف من الله.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه غفور رحيم.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، نشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أهلُ البِرِّ والتَّقوى، ونَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سارَ على الدَّربِ بالتَّقوى.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ -عبادَ اللهِ- وَأَطِيعُوهُ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَإِنَّهَا رَاحَتُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَذُخْرُكُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَطَرِيقُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: لَا يَسْتَوِي المُسْلِمُ وَالْكَافِرُ، وَلَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، لَا يَسْتَوِي عَمَلُ الصَّالِحَاتِ وَاجْتِرَاحُ السَّيِّئَاتِ. نَعَمْ، لَا يَسْتَوُونَ عندَ اللهِ ولا عندَ عبادِهِ الكرام!.
فَكَمْ مِنْ أَخَوَيْنِ جَمَعَتهُمَا رَحِمٌ واحِدةٌ، أَوْ صَدِيقَيْنِ طالَت بينَهُما عِشْرَةٌ وَمَوَدَّةٌ، أَوْ زَمِيلَينِ جَمَعَهُما مَكانُ عَمَلٍ واحِدً، أَحَدُهُمَا فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَالثَّانِي فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ؟ فما الذي فرَّقَ بينَ الفَرِيقَينِ؟ وباعَدَ بينَهما بُعدَ المَشرِقَينِ؟
إنَّهُ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، ألم يَقُلِ الرَّبُ، وهو أصدقُ القائِلينَ: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)[ص: 28].
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ)[غافر: 58].
معاشر المؤمنين: كُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَكْتُوبٌ مُسَطَّرٌ مَهْمَا صَغُرَ، حَتَّى الصَّدَقَةُ بِشِقِّ التَّمْرَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى وَخْزِ الشَّوْكَةِ، بل والتَّبَسُّمُ الذي لَا يُكَلِّفُ صاحِبَهُ شَيْئًا يَكُونُ لهُ بهِ أجر.
وَنَحْنُ الْآنَ -يا كِرامُ-: في شهر رَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيمٌ وَمَوْسِمٌ لِلْأَعْمَالِ كَبِيرٌ؛ وَلِلْقُلُوبِ إِدْبَارٌ وَإِقْبَالٌ، فَلنسْتَثْمَر أيامه، ولنُضَاعِف من عمَلِ الصالحات، ولنُنَوِّع فيها لِيبقى نَشَاطُها؛ صيامٌ، وصلاةٌ، وتِلاواتٌ، وصَدَقاتٌ وإطعامٌ، بِرٌّ وإحسانٌ، وتَلَمُّسٍ حاجة فقيرٍ ومُعوِزٍ وأرامِلِةٍ ومُطلَّقة ومُعلَّقةٍ، فَالجنَّةِ لها -بحمدِ اللهِ- ثمانِيةُ أبوابٍ! فَلَعلَّكَ تُنادى من أحدها، أو كلّها وفضل الله واسع.
في الصَّحيحينِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِي فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي الله عنه-: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".
وَحَذَارِ -عِبَادَ اللَّهِ-: مِمَّا يُنْقِصُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ أَوْ يَنْقُضُهُ؛ فَلِرَمَضانَ سُرَّاقٌ يَتَرَبَّصُونَ بالصَّائِمينَ؛ من القنوات الفضائية، ومواقع إلكترونية، ووسائل اتصال وتواصل، ومَجَالِسِ اللهْوٍ وَالبَاطِلٍ، وغيرها: (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ)[النساء: 44].
(يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا)[النور: 19].
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)[النساء: 27].
(وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا)[المائدة: 33].
إنهم يَسْعَوْنَ لأَنْ يُفسِدوا أَعْمَالَكُم الصَّالِحَةَ، وَيَذْهَبَ أَجْرُهَا، فَمَنْ ضَيَّعَ عَلَى نَفْسِهِ رَمَضَانَ فَقَدْ أَضَاعَ خَيْرًا بَاقِيًا، وَاسْتَبْدَلَ بِهِ لَهْوًا فَانِيًا، وَذَلِكَ الخُسْرَانُ المُبِينُ.
فاللهم أعنَّا جميعا على ذِكركَ وشُكركَ وحُسنَ عِبادَتِكَ.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهمَ صَلِّ وَسَلِّم وبَارك على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدينِ.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبَنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللهمَّ إنَّا نَسألُك إيِمانا صَادِقا، وعَمَلا صَالِحَا مُتقَبَّلا، اللهمَّ ثَبِّتنا بِالقولِ الثَّابت في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرة، واغفر لنا ولِوالدِينا ولجميع المسلمينَ.
اللهم آمنَّا في أوطانِنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم احقن دماء المُسلمينَ، وألف بينَ قلوبهم واهدهم سبل السلام، واقمع أهل الكفر والفساد يا يقوي يا متين.
اللهم إنها نعوذ بك من البلاء والغلاء وسيء الأدواء.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها ما بطن.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:35 AM   #12226

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

رمضانُ أقبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَقْبلوه بعدَ طولِ غيابِ


عامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَنَبَّهوا فالعمرُ ظلُّ سَحابِ


وتَهيّؤوا لِتَصَبُّرٍ ومشقَّةٍ *** فأجورُ من صَبَروا بغير حسابِ

اللهُ يَجزي الصائمينَ لأنهم *** مِنْ أَجلِهِ سَخِروا بكلِّ صعابِ

لا يَدخلُ الريَّانَ إلا صائمٌ *** أَكْرِمْ ببابِ الصْومِ في الأبوابِ

وَوَقاهم المَولى بحرِّ نَهارِهم *** ريحَ السَّمومِ وشرَّ كلِّ عذابِ

وسُقوا رحيقَ السَّلْسبيلِ مزاجُهُ *** مِنْ زنجبيلٍ فاقَ كلَّ شَرابِ

هذا جزاءُ الصائمينَ لربِّهم *** سَعِدوا بخيرِ كرامةٍ وجَنابِ

الصومُ جُنَّةُ صائمٍ من مَأْثَمٍ *** يَنْهى عن الفحشاء والأوشابِ

الصومُ تصفيدُ الغرائزِ جملةً *** وتحررٌ من رِبْقةٍ برقابِ

ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حقَّ مجاورٍ *** وأُخُوَّةٍ وقرابةٍ وصحابِ

ما صامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيبَةٍ *** أو قالَ شراً أو سَعَى لخرابِ

ما صامَ مَنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ *** وأَخَلَّ بالأَخلاقِ والآدابِ


الصومُ مدرسةُ التعفُّف ِوالتُّقى وتقاربِ البُعَداءِ والأغرابِ

الصومُ رابطةُ الإخاءِ قويةً وحبالُ وُدِّ الأهْلِ والأصحابِ

الصومُ درسٌ في التساوي حافلٌ *** بالجودِ والإيثارِ والتَّرحْابِ

شهرُ العزيمة والتصبُّرِ والإبا *** وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعابِ

كَمْ مِنْ صيامٍ ما جَنَى أصَحابُه *** غيرَ الظَّما والجوعِ والأتعابِ

ما كلُّ مَنْ تَرَك الطعامَ بصائمٍ *** وكذاك تاركُ شهوةٍ وشرابِ

الصومُ أسمى غايةٍ لم يَرْتَقِ *** لعُلاهُ مثلُ الرسْلِ والأصحابِ

صامَ النبيُّ وصحْبُهُ فتبرّؤوا *** عَنْ أن يَشيبوا صومَهم بالعابِ

قومٌ همُ الأملاكُ أو أشباهُها *** تَمشي وتأْكلُ دُثِّرَتْ بثيابِ

صَقَلَ الصيامُ نفوسَهم وقلوبَهم *** فَغَدَوا حديثَ الدَّهرِ والأحقابِ

صاموا عن الدنيا وإغْراءاتِها*** صاموا عن الشَّهَواتِ والآرابِ

سارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً *** فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحابِ

مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم *** وقيامِهم لتلاوةٍ وكتابِ







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:35 AM   #12227

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

السؤال


ما حكم تعليق الشرائط الملونة واللمبات الكهربائية وما يسمى بفانوس رمضان في شهر رمضان؟ وجزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في ذلك ما لم يصحبه محرم مثل الموسيقى أو كان فيه إسراف وتبذير، لأن الله تعالى ذم المبذرين فقال: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا {الإسراء:27}.
فإن خلت فوانيس رمضان (كما يقال) مما يصاحبها من أمور محرمة وكانت مجرد شرائط أو لمبات لا مغالاة فيها ولا تبذير فلا حرج فيها إذا لم يقصد بها التعبد، وإنما لأجل إظهار الفرح والزينة ونحوه،
والله أعلم.
مركز الفتاوى اسلام ويب







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:36 AM   #12228

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

كنوز الحسنات في شهر رمضان


من كنوز الحسنات في شهر رمضان

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن شهر رمضان شهر خير وبر وإحسان، فالأعمال فيه تتضاعف والنفوس فيه تنشط لذلك نضع بين يديك أخي القارئ الكريم باقة عطرة من الأحاديث والآثار الصحيحة في مختلف أبواب البر والخير فمن يدخل السباق؟ ومن يجمع الكنوز قال تعالى: { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]

فهيا أيها المقصرين أما سمعتم قوله تعالى: { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [هود 114]

فهيا أيها الخائفين أم سمعتم قول رب العالمين { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } [النمل: 89]

فمن يفوز في السباق ويحصد الجوائز قال تعالى: { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف: 8]

1-الإخلاص: قال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} البينة: 5]

2-تجريد التوبة لله تعالى: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه»، «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر».صحيح الجامع للألباني

3-حصول التقوى: قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]

4-الدعاء عند رؤية الهلال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمانوالسلام والإسلام ربي روبك الله»صحيح الترمذي للألباني

5-صيام رمضان إيماناً واحتساباً: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»متفق عليه

6-قيام رمضان إيماناً واحتساباً: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»متفق عليه

7-قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».متفق عليه

8-تفطير الصائم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً».صحيح الترمذي للألباني

9-العمرة: «العمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي».متفق عليه

10-قراءة القرآن وتلاوته: «اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه».مسلم

11-تعلم القرآن وتعليمه: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».البخاري

12-ذكر الله تعالى: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقكم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى».صحيح ابن ماجة للألباني

13-الاستغفار: «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان قد فر من الزحف».صحيح أبي داود للألباني

14-الاجتهاد في العشر الأواخر: «كان رسول الله صلى الله عليه وسم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله وشد مئزره».متفق عليه

15-الاعتكاف: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان».البخاري

16-المحافظة على الوضوء: «استقيوا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».صحيح الترغيب للألباني

17-إسباغ الوضوء: «من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره».مسلم

18-الدعاء بعد الوضوء: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء».مسلم

19-صيام ست من شوال: «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر».مسلم

20-السواك: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة».متفق عليه

21-صلاة ركعتين بعد الوضوء: «ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل ووجهه عليهما، إلا وجبت له الجنة».مسلم

22-ترديد الأذان: «من قال مثل ما قال هذا يقيناً دخل الجنة».صحيح النسائي للألباني

23-الدعاء بعد الأذان: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة».البخاري

24-الدعاء بين الأذان والإقامة: «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة».صحيح أبي داود للألباني

25-المشي إلى المسجد: «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح».متفق عليه

26-المحافظة على الصلاة: سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟
قال: «الصلاة لوقتها».متفق عليه

27-المحافظة على صلاة الفجر والعصر: «من صلى البردين دخل الجنة».البخاري

28-المحافظة على صلاة الجمعة: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهم إذا اجتنبت الكبائر».مسلم

29-تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة: «فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه».متفق عليه

30-قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين».صحيح الجامع للألباني

31-الصلاة في المسجد الحرام: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه».صحيح الجامع للألباني

32-الصلاة في المسجد النبوي: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام».مسلم

33-المحافظة على صلاة الجماعة: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة».متفق عليه

34-الحرص على الصف الأول: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا».متفق عليه

35-المداومة على صلاة الضحى: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعها في الضحى».مسلم

36-المحافظة على السنن الراتبة: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة».مسلم

37-الصلاة على الميت: «من شهد الجنائز حتى يصلي عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان؟
قال: مثل الجبلين العظيمين».متفق عليه

38-تعويد الأولاد على الصلاة: «مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع».صحيح أبي داود للألباني

39-تعويد الأولاد على الصيام: «عن الربيع بنت معوذ قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن».البخاري

40-ذكر الله عقب الفرائض: «من سبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر».مسلم

41-المحافظة على صلاة التراويح: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل».مسلم

42-تعجيل الفطر: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر».البخاري

43-الإفطار قبل الصلاة: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي».صحيح الجامع للألباني

44-الإفطار على التمر إن وجد: «من وجد التمر فليفطر عليه، ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء، فإن الماء طهور».صحيح الجامع للألباني

45-السحور: «تسحروا فإن في السحور بركة».متفق عليه

46-حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها».مسلم

47-الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة».صحيح الجامع

48-الزكاة: قال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]

49-زكاة الفطر: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».صحيح أبي داود للألباني

50-الصدقة: «ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربوا في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيلة».صحيح الجامع للألباني

51-صدقة السر: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفى غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر».صحيح الجامع للألباني

52-بناء المساجد: «من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة».البخاري

53-إفشاء السلام وإطعام الطعام: «أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».صحيح الترمذي للألباني

54-كلمتان: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».البخاري

55-إماطة الأذى عن الطريق: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس».مسلم

56-بر الوالدين وطاعتهما: «رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قيل: من يا رسول الله؟
قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أوكليهما ثم لم يدخل الجنة».مسلم

57-طاعة المرأة لزوجها: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها دخلت الجنة من أي أبواب الجنة شاءت».صحيح الجامع

58-النفقة على الزوجة والعيال: «إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة».متفق عليه

59-النفقة على الأرملة والمسكين: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله».البخاري

60-كفالة اليتيم والنفقة عليه: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا».البخاري

61-علاج قسوة القلب: «شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: «امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين».صحيح الترغيب للألباني

62-قضاء حوائج الإخوان: «لإن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجة، وأشار بإصبعه أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين».الصحيحة الألباني

63-زيارة الإخوان في الله: «النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله في الجنة».صحيح الجامع

64-زيارة المرضى: «من عاد مريضاً لم يزوره إلا لله في الجنة».
65-صلة الأرحام: «الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».مسلم

66-حسن الخلق: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟
فقال: «تقوى الله وحسن الخلق».صحيح الترمذي للألباني

67-الصدق: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة».متفق عليه

86-طلاقة الوجه: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق».مسلم

69-السماحة في البيع والشراء: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى».البخاري

70-حفظ اللسان والفرج: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة».متفق عليه

71-فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً».مسلم

72-الدعوة إلى الله: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً».مسلم

73-الستر على الناس: «لا يستر عبداً عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».مسلم

74-الصبر على البلاء: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».البخاري

75-الصدقة الجارية: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».مسلم

76-إغاثة المسلمين: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».مسلم

77-الشفاعة للمسلمين لقضاء حوائجهم: «اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء».البخاري

78-صلة أصدقاء الوالدين والبر بهم: «إن أبر صلة الولد أهل ود أبيه».مسلم

79-الدعاء للأخ بظهر الغيب: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك وله بمثل».مسلم

80-الصمت وحفظ اللسان إلا من الخير: «من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».البخاري

81-الإحسان إلى الزوجة: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».صحيح الجامع للألباني

82-إتباع السيئة الحسنة: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».صحيح الجامع للألباني

83-الذب عن أعراض المسلمين: «من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».صحيح الترمذي للألباني

84-طيب الكلام: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة».متفق عليه

85-الرفق بالحيوان: «إن رجلاً رأى كلباً يأكل الثرى من العطش فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له، فأدخله الجنة».البخاري

86-تربية البنات وإعانتهن: «من كان له ثلاثة بنات يؤدبهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة».البخاري

87-اصطناع المعروف: «كل معروف صدقة والدال على الخير كفاعله».متفق عليه

88-المصافحة: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا».صحيح الجامع للألباني

89-من كنوز الجنة: «قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة»مسلم

90-التيسير على المعسر: «من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة».مسلم

91-الحياء: «الحياء من الإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار».الصحيحة للألباني

92-الجليس الصالح: «لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده».مسلم

93-كثرة السجود: «أقرب ما يكون العبد إلا ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء».مسلم

94-الإصلاح بين الناس: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين».صحيح أبي داود للألباني

95-سلامة الصدر: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا».مسلم

96-عتق أربع أنفس: «من قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربع أنفس من ولد إسماعيل».مسلم

97-حث النساء على الصدقة: «تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن».متفق عليه

98-الصدق في البيع والشراء: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما».البخاري

99-رد المظالم: «من كان عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنها ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه».البخاري

100-كفارة المجلس: «من جلس جلسة فكثر لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك».المشكاة للألباني

وفي الختام يجب أن نتذكر أن رب رمضان هو رب الشهور كلها فلابد أن نستمر على طاعته ولنعلم أن نهاية وقت الطاعة والعبادة ليس صلاة العبد كما يتوهم البعض بل هو كما قال الله عز وجل: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:38 AM   #12229

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان
ويخبرهم عليه الصلاة والسلام انه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق
فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين . ويقول عليه الصلاة والسلام :
( يقول الله عز وجل كل عمل بن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
إلا الصيام فانه لي و أنا أجزى به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلى
للصائم فرحتان فرحة عند فطره و فرحة عند لقاء ربه و لخلوف فم الصائم أطيب
عند الله من ريح المسك )
و ينبغي للمسلم أن ينتهز هذه الفرصة و هي من ما من الله به عليه ،
و على المؤمن انم يسارع إلى عمل الطاعات و يحذر السيئات و يجتهد في أداء ما افترض الله عليه







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 01:04 AM   #12230

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

فما أشبه حال المنجذبين نحو هذه القنوات، والقابعين باستمرار لمتابعة الأطباق الفضائية، ما أشبه حال هؤلاء بحال الفَراش الذي يتساقط في النار لجهله واعتقاده النفع في النار المهلكة، لكن: هل الناس اليوم في غفلة عما يعرض في هذه القنوات؟! وهل يجهلون ما يبث لهم ليلاً ونهارًا عبر البث المباشر؟! ألم يشاهدوا الآثار التي طفحت على المجتمعات، وانعكست على شبابنا وفتياتنا؟!

إن الحمد لله...

أما بعد:

أيها المسلمون: كم تُطوى الليالي والأيام، وتنصرم الشهور والأعوام، فمن الناس من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وإذا بلغ الكتاب أجله فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.

ومن يعش منكم فإنه يرى حلوًا ومرًّا، فلا الحلو دائم، ولا المرّ جاثم، وسيرى أفراحًا وأحزانًا، وسيسمع ما يؤنسه وسيسمع ما يزعجه، وهذه سنة الحياة، والليل والنهار متعاقبان، والآلام تكون من بعد زوالها أحاديث وذكرى، ولا يبقى للإنسان إلا ما حمله زادًا للحياة الأخرى، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.

أيها المسلمون: لقد أظلكم شهر عظيم مبارك، كنتم قد وَعدتم أنفسكم قبله أعوامًا ومواسم، ولعل بعضكم قد سوّف وقصّر، فها هو قد مُدّ له في أجله، وأنسئ له في عمره، فماذا عساه فاعلاً؟!

إن بلوغ رمضان نعمةٌ كبرى يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون، وإن واجب الأحياء استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة، إنها إن فاتت كانت حسرةً ما بعدها حسرة، أي خسارة أعظم من أن يَدخل المرء فيمن عناهم المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بحديثه على منبره في مساءلةٍ بينه وبين جبريل الأمين: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين: فقلت آمين".

إن بلوغ الشهر أمنية كان يتمناها نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويسألها ربه، حتى كان يقول: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".

في استقبال شهر الصوم تجديد لطيف الذكريات، وعهود الطهر والصفاء والعفة والنقاء، إنه شهر الطاعات بأنواعها، صيام وقيام، جود وقرآن، صلوات وإحسان، تهجد وتراويح، أذكار وتسابيح، له في نفوس الصالحين بهجة، وفي قلوب المتعبدين فرحة، وحسبكم في فضائله أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ورُب ساعة قبول أدركت عبدًا فبلغ بها درجات الرضا والرضوان.

في الصيام تنجلي عند الصائمين القوى الإيمانية، والعزائم التعبدية، يَدَعُون ما يشتهون ويصبرون على ما يشتهون، في الصيام يتجلى في نفوس أهل الإيمان الانقياد لأوامر الله، وهجر الرغائب والمشتهيات، يَدَعُون رغائب حاضرة، لموعد غيب لم يروه، إنه قياد للشهوات وليس انقيادًا لها.

في نفوسنا -يا عباد الله- شهوةٌ وهوى، وفي صدورنا دوافع غضبٍ وانتقام، وفي الحياة تقلب في السراء والضراء وفي دروب العمر خطوب ومشاق، ولا يُدَافع ذلك كله، إلا بالصبر والمصابرة، ولا يُتَحمّل العناء، إلاّ بصدق المنهج وحسن المراقبة.

وما الصوم إلا ترويض للغرائز، وضبط للنوازع، والناجحون عند العقلاء هم الذين يتجاوزن الصعاب، ويتحملون التكاليف ويصبرون في الشدائد.

تعظم النفوس ويعلو أصحابها حين تترك كثيرًا من اللذائذ، وتنفطم عن كثير من الرغائب، والراحة لا تنال بالراحة، ولا يكون الوصول إلى المعالي إلا على جسور التعب والنصب، ومن طلب عظيمًا، خاطر بعظيمته، وسلعة الله غالية، وركوب الصعاب هو السبيل إلى المجد العالي، والنفوس الكبار تتعب في مرادها الأجسام.

فيا أهل الصيام والقيام: اتقوا الله تعالى وأكرموا هذا الوافد العظيم، جاهدوا النفوس بالطاعات، ابذلوا الفضل من أموالكم في البر والصلات، استقبلوه بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله، جددوا العهد مع ربكم وشدّوا العزم على الاستقامة، فكم من مؤمل بلوغه أصبح رهين القبور، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].

ها هو رمضان قد أقبل بنوره وعطره، وجاء بخيره وطهره، جاء ليربي في الناس قوة الإرادة ورباطة الجأش، ويربي فيهم ملكة الصبر، ويعودهم على احتمال الشدائد، والجلد أمام العقبات ومصاعب الحياة.

فرمضان مدرسة تربوية يتدرب بها المسلم المؤمن على تقوية الإرادة في الوقوف عند حدود ربه في كل شيء، والتسليم لحكمه في كل شيء، وتنفيذ أوامره وشريعته في كل شيء، وترك ما يضره في دينه أو دنياه أو بدنه من كل شيء، ليضبط جوارحه وأحاسيسه جميعًا عن كل ما لا ينبغي بتدربه الكامل في هذا الشهر المبارك، ليحصل على تقوى الله في كل وقت وحين، وفي أي حال ومكان، وذلك إذا اجتهد على التحفظ في هذه المدرسة الرحمانية بمواصلة الليل مع النهار على ترك كل إثم وقبيح، وضبط جوارحه كلها عما لا يجوز فعله؛ لينجح في هذه المدرسة حقًّا، ويخرج ظافرًا من جهاده لنفسه، موفرًا مواهبه الإنسانية وطاقاته المادية والمعنوية لجهاد أعدائه.

فحري بهذا الشهر أن يكون فرصة ذهبية، للوقوف مع النفس ومحاسبتها لتصحيح ما فات، واستدراك ما هو آت، قبل أن تحل الزفرات، وتبدأ الآهات، وتشتد السكرات.

أيها المسلمون: تمر أمتنا حاليًا بفترة هي من أشد وأحرج الفترات التي مرت عليها على مدى تاريخها، وكل الأمة مسؤولة عن هذا الواقع، وعليها أن تسارع وتبذل الجهود للتغيير ولإعادة الأمة إلى عزها ووضعها الطبيعي الذي يفترض أن تعيشه بين الأمم، أمة قائدة لا تابعة، عزيزة لا ذليلة، تحمي أبناءها وتحفظهم بإذن الله من كيد الأعداء وتنكيلهم.

وإن أهم جانب تقوم به الأمة لتُصلِح أوضاعها هو انطلاقتها القوية في العودة الصادقة إلى الله وتوبتها من أي ذنب وأي أمر لا يرضاه، وبذلها الجهود للواجب الكبير، واجب الدعوة أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر وتبصيرًا وهدايةً للغير ممن غفل عن الحق والهدى، وهذا هو الطريق الذي سيوصل الأمة إلى العزة والقوة والجهاد والنصر فيه بإذن الله، قال الله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) [محمد: 7]، وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الرعد: 11].

وهنا يأتي دوري ودورك -أخي المسلم- في أن نبدأ هذا المسير ونبدأ هذه الانطلاقة.

وشهر رمضان العظيم وفريضة الصيام، الركن الثاني من الدين، حكمتها الأساس تحقيق التوبة والتقوى، والابتعاد عما لا يرضي الله، والمسارعة إلى ما يحبه ويأمر به كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

أخي المسلـم: إن نياح الثكالى، وبكاء اليتامى، وآلام الجرحى، وصرخات المعذبين، وحسرات المشردين، ومعاناة المأسورين، كلها تدعوك لهذا التغيير وهذه الانطلاقة.

جراحُ المسلمينَ أسىً كئيبُ *** فما لكَ لا تُحسُّ ولا تُنيبُ!
وما لكَ لا تبالي بالمخازي *** تجلِّلهم فما هذا الغروبُ؟!
لياليهم مآس ٍ في مآسي *** فلا فجرٌ بعيدٌ أو قريبُ
وقد أضحى ثراهم دونَ حامٍ *** وبينَ بيوتهمْ شبَّ اللهيبُ
تلفُّهمُ الهمومُ بكلِّ حدبٍ *** ولولا الصبرُ ما كانت تطيبُ
كأنَّ مصائب الدنيا جبالٌ *** رستْ فوقَ القلوب ِفلا تغيبُ
يكادُ الصخرُ منْ حَزَن ٍعليهمْ *** يذوبُ وأنتَ قلبكَ لا يذوبُ
أتغفو ما خُلقتَ لمثل ِهذا *** وقلبكَ لم يؤججهُ الوجيبُ
أأنتَ وريثُ منْ أحيوا بعلمٍ *** عقولَ الناس ِفكرًا لو تجيبُ
فليتكَ والهمومُ مخيماتٌ *** إلى الإيمان والتقوى تؤوبُ
ولو لمْ تكنْ منّا لهانتْ *** مصيبتنا بمثلكَ يا حبيبُ
فإن لمْ تستجبْ منْ بعدِ هذا *** فلستُ إخالُ أنكَ تستجيبُ

أيها المسلمون: وفي وسط هذه الأزمات، ومع شدة البلاء بالأمة، ومع بداية موسم الخيرات، لا تزال وسائل الإعلام -مع كل أسف- تزيد الجرح إيغارًا، والمعاناة أسىً، لا يراعون حرمة الشهر، ولا يستحون من الخالق، يزيد نشرهم للفاحشة بين الذين آمنوا في شهر رمضان.

فاحذروا -يا عباد الله- ما أعدّه لكم أهلُ الانحلال، ودعاة الفساد والضلال، من برامج مضلة، ومشاهد مخِلّة، قومٌ مستولِغون لا يبالون ذَمًّا، ولا يخافون لومًا، وآمنون لا يعاقَبون يومًا، ومجرمون لا يراعون فطرًا ولا صومًا، عدوانًا وظلمًا، جرَّعوا الشباب مسموم الشراب، وما زادهم غير تتبيب، فتهييجٍ وتشبيب، وتدمير وتخريب.

إن أمتنا -إلا من عصم الله- تعيش اليوم مع القنوات الفضائية في محنةٍ لم تُكْره عليها، بل رغبت فيها، واستشرفت لها، وفتحت ذراعيها وتشبثت بأذيالها؛ لأن بعض المسلمين في حالة رغبة فيما يفسد دينهم ويخرب دنياهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

فما أشبه حال المنجذبين نحو هذه القنوات، والقابعين باستمرار لمتابعة الأطباق الفضائية، ما أشبه حال هؤلاء بحال الفَراش الذي يتساقط في النار لجهله واعتقاده النفع في النار المهلكة، لكن: هل الناس اليوم في غفلة عما يعرض في هذه القنوات؟! وهل يجهلون ما يبث لهم ليلاً ونهارًا عبر البث المباشر؟! ألم يشاهدوا الآثار التي طفحت على المجتمعات، وانعكست على شبابنا وفتياتنا؟!

كلا إنهم على علم، وربما سمعوا القصص المخجلة، وذاقوا هم بأنفسهم الآثار المدمرة لهذه القنوات ولوسائل الإعلام، لكنهم مبهورون، أسكرتهم الرغبة، وأعمتهم الشهوة، فلم يحركوا ساكنًا!

لقد استولت هذه القنوات على زمام التربية والتوجيه حسبما خطط لها وما يبث فيها، وهجم على الناس ليهدد الثروات، ويقتل الساعات، ويعرض المحرمات، وأطلت فتنة البث المباشر لتضييع أوقاتنا، وتعبيدنا لغير ربنا، واستذلالنا لننضم إلى القطيع الهائم الذي تردى في هاوية الرذيلة، وغرق في مستنقع الشهوات.

لقد صدرت عشرات الدراسات العلمية الجادة التي تكشف مخاطر التلفاز وآثار البث المباشر الخطيرة، وقليلة هي الدراسات التي تتناول المشكلة من منظور شرعي، على أساس الحلال والحرام، والولاء والبراء، والصلاح والفساد.

أيها المسلمون: إن أثر القنوات الفضائية يكاد يكون من أخطر أنواع التلوث الأخلاقي، وأعمقها في نفوس البشر، خصوصًا الشباب والأطفال.

إن الإسلام دين الستر، ندبنا إلى ستر العورات الحسية والمعنوية على المستوى الفردي والجماعي، وحرم الإسلام إشاعة الفاحشة في البلاد والعباد، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النور: 19].

وأحاط الخلوة بين الزوجين بالسرية والاحتشام والستر، فجاء هاتك الأسرار ليمزق الحجب ويقتحم الأعين البريئة فيغتال براءتها، ويفسد فطرتها، فيتولى الإلحاح في عرض صور النساء في أبهى زينة وأكمل فتنة.

وبينما يحرم الإسلام هتك أسرار الزوجية المغيَّبة، إذا بهاتك الأستار يحول الغيب شهادة، والخبر معاينة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أشر الناس عند الله منـزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها".

إن من أسوأ آثار الفضائيات وأضرارها خدش الحياء وتحطيم القيم، ونشر الرذيلة، وقتل الغيرة على حرمات الله التي هي مادة حياة القلب، ولا ريب أن توالي هذه المشاهد المسموعة وتكرارها يجعلها مع الوقت شيئًا عاديًّا، فيروِّض المشاهِد على غض الطرف عن الفضائل وقبول الخيانة الزوجية، إلى غير ذلك من الأحوال، وهكذا تتعود القلوب رؤية مناظر احتساء الخمور والتدخين، وإتيان الفواحش، والتبرج والاختلاط، وتألف النفوس هذه الأحوال ويكون التطبيع مع المعاصي والكبائر والدياثة؟!

فيا أولياء أمور البنين والبنات: لا أظن أن خطر القنوات الفضائية لم يعد واضحًا لكل عاقل، فإني أخاطب الإيمان الذي في قلوبكم، وأخاطب الإسلام الذي تعتنقون، ونحن في شهر رمضان، وأنتم أعلم مني بأن ما يعرض في بيوتكم عبر هذه الدشوش يخالف إسلامكم الذي تعتنقون، ويضاد إيمانكم الذي تحملون، أما وصلت بك الجرأة -أيها الأب- أن تصارح أهل بيتك بأن هذا الذي أدخلناه كان خطأً ولا عيب أن يخطئ الرجل ثم يصحح ويتراجع، أم أنك ضعيف إلى هذا الحد أمام أهل بيتك ولا تستطيع المواجهة وأنت رجل؟!

فاتقوا الله -أيها المسلمون-، نصيحة مشفقٍ عليكم أقولها لكم، انجوا بأنفسكم من النار، انجوا بأنفسكم من النار، ولعل شهر رمضان فرصة للتوبة والرجوع إلى الله وتصحيح الماضي.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه...







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 0 والزوار 29)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 02:57 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩