..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الشفاء فى السجود
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 4 -
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 5 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : د/ عبد الله - مشاركات : 6 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 10 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : جبل عالي - مشاركات : 17 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-04-2022, 05:10 PM   #12281

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله الذي جعل الصوم لعباده سببا للتزكية، أحمده على عطائه ، وأصلي وأسلم على سيد البشرية، وخير البرية، سيدنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين فازوا بحبه وقربه، ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم وعيده ووعده.

معاشر الصالحين: في الصوم يذكر الملوك والرؤساء هذا المعنى من معنى الحق الذي قد ينسونه في غير رمضان، وما أروع هذا الدعاء حين يفطر المسلم ويقول: "اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت"! إنه هنا يعترف بأن الرزق رزق الله، والمال مال الله، والعطاء عطاؤه، لا يملك من ذلك شيئا إلا أن يمنحه الله إياه، وهذه أخص خصائص العبودية، وألزم صفاتها.

ومن الحق -كذلك، أيها الكرام- أن يذكر الإنسان دائما صلته بأمته، وأن يعيش معها دائما بقلبه ووجدانه، يفرح لفرحها، ويحزن لحزنها، وما يتحكم طاغية في هذه الأمة إلا حينما ينسى هذه الحقيقة، فيزعم أنه يملك من القوة والعبقرية والدهاء ما يستطيع من خلاله أن يستعبد الناس، فإن قال أحدهم: لا، قالت نفسُ الطاغية المتكبرة: اقتُلْ واسجن وشرِّد.

ولا يقسو الأغنياء على الفقراء، ولا يقطع القريب صلة القربى، ولا ينسى الجار حق جاره، إلا حين ينسون هذه الرابطة الاجتماعية فيما بينهم، فيعيش كل واحد منهم لنفسه لا للناس، ومع بطنه وفرجه لا مع الأمة في حاجتها وهمومها.

وفي الصوم يذكر الإنسان أنه من المجتمع، يذكر أنه منهم وإليهم ومعهم، إنه يجوع مثلهم، ويفطر معهم، ويستقبل العيد معهم، حين إذن يتذكرهم ويتذكر حاجاتهم، يذكر فقراءهم وما ينتابهم من البؤس والحاجة، ولولا الصيام لما ذكر من ذلك شيئا!.

ومن هنا كانت نفس الصائم أسمى النفوس، وأجودها بالعطاء، لقد كان المسلم الأول سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، يكون كالريح المرسلةِ سَخَاءً ودفعا وإعانة.

أنفقت عائشة -رضي الله عنها- في يوم واحد مائة ألف درهم على أبناء أمتها وهي صائمة، وتصدقت ... عليه ثوب الخيط، فقالت لها خادمتها: لو أبقيت لنا ما نفطر به اليوم؟ فقالت عائشة: لو ذكرتني لفعلت.

أرأيتم -أيها الناس- كيف تسمو نفس الصائم حتى ينسى حاجاته ومطالبه، ولا يذكر إلا أمته وحاجاتها؟ كذلك يريد الله من الصائمين.

ومن الحق -كذلك- أن يعمل العاملون في المجتمع من زعماء ورؤساء وموظفين وفي كل المرافق، لا ابتغاء شهرة، ولا طلب ثناء، ولا سعياً لمحمدة؛ إنما ابتغاء وجه الله، وطلبا لمرضاته، لا يغضبون لجحادة الأمة فضلهم، ولا يخدعون إذا احتاجت الأمة لهم، ولا يتملقون من أجل أن يحققوا أهدافهم، بهذا تسعد الأمة بزعمائها وقادتها، وفي غير ذلك يكون الشقاء والمهانة.

وفي الصوم تعويد كريم على هذا الخلق العظيم، فالصوم عبادة مستورة، هو سِرٌّ بين العبد وربه، ليس فيه موضع للرياء ولا للخداع، يصوم وحسبه من جوعه وخضوعه علم الله به، واطلاعه على صدق نيته، وحسبه من الثواب أن يطهر نفسه من الخداع والرياء، وأن يلزم لسان الصدق والوفاء، يخجل الصائم من الكذب والغش والسرقة، والغيبة والنميمة، والإيذاء والعدوان على الناس في أعراضهم وأموالهم؛ لأن حبيبه ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن لم يَدَعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه".

ولأن رسوله -صلى الله عليه وسلم- نهاه أن يقابل الإساءة بالإساءة وهو صائم، ونهاه أن يرد على البذاءة ببذاءة، "فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم. إني صائم!".

ومن الحق كذلك -أيها الأحباب- أن الإنسان ليس لحما ودما فحسب حتى تكون أهدافه في الحياة كلها على مطالب اللحم والدم، بل هو إنسان فيه خصائصُ ثابتةٌ، روحٌ وقلبٌ، كما له من خصائص الحيوان لحم ودم، حين ينسى الإنسان هذه الحقيقة يصبح أشرّ من الحيوان فتكا وضراوة، وأحقر منه غريزة وشهوة.

وفي الصوم يجد المؤمن فراغا ووقتا لمناجاة الله والاتصال به، والأنس به، وبذلك ترتقي الروح، وتتخلص مما علق بها من طريق الشهوات والشبهات.

ومن الحق أيضا أن يستمع العبد من كلام ربه، الحق والذي نزل بالحق: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)، يسمع كلام ربه يناديه بالخير، يدعوه إلى التقوى، يرفعه عن الفجور، يمنعه عن الآثام.

في رمضان يسمع المسلم نداء ربه له: إليّ إليّ يا عبدي! فلطالما أبعدَتْك الدنيا عني وأنا أقرب إليك من حبل الوريد، ولطالما أيأسك الشيطان من رحمتي وأنا الذي وسِعَت رحمتي كل شيء، ولطالما أغراك ما أمددتُك به من مال وسلطان فظننتَ أنك مُسْتَغْنٍ عني، وأنت إن يسلبك الذباب شيئاً لا تستنقذه منه! ولطالما هبطت بنفسك إلى الحضيض، وأنا الذي خلقتك لتكون خليفتي في الأرض، تعالى إليّ يا عبدي لأرفعك إلى مستوى ملائكتي تعيش في عالَمٍ من سمو النفس، وإشراق الروح، وضياء القلب، ما يجعلك وأنت في الدنيا تعيش في جنة، قبل أن تدخل الجنة.

أيها المؤمن هذا بعض ما يثبته الصوم ويربي عليه من معاني الحق، وهو ما كان يفهمه سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- من معاني وأسرار هذه العبادة السنية، وبذلك كانوا آية في الثبات على الحق، والعمل بمقتضى الحق، والاحتكام إلى الحق، والتخلق بالحق، لم تر الإنسانية ما يضاهيهم من سمو نفس، وشرف هدف، ونبل غاية، وإشراق روح، وهداية قلب.

أفليست الإنسانية اليوم في حاجة إلى مثل ذلك الجيل؟ أليس مجتمعك اليوم في حاجة إلى مثل تلك النفوس؟ ألا ترى مجتمعنا اليوم وما يضج به من باطل وظلم وفساد؟ أين مَكَّنَّا الحقَّ في حياتنا ومعاملتنا؟ أمِن الحق أن يُحكم العباد بالحديد والنار، وأن تلهب ظهورهم سياط الجلادين؟ أمن الحق أن يعيش المسلمون -أغلب المسلمين- في البؤس والشقاء، وأن تنفرد قلة قليلة بالخيرات والثروات؟.

أمِن الحق أن يذبح الشعب السوري ويباد، ويُهتَك عرض نسائه، ويُذبح أطفاله، والعالم في صمت لم يحرك ساكنا؟ أَمِنَ الحقِّ أن يعاني هذا الشعب السوري ما يعانيه والمسلمون في لهوهم ولعبهم ومسلسلاتهم وغفلتهم وسهراتهم؟ أمن الحق أن يذبح المسلمون في بورما ويرمون في النار وهم أحياء؟ ولربما مِن المسلمين مَن لا يعرفهم ولا يعرف معاناتهم!.

إن الإسلام يريد منا أن نكون في كل عصر أكبر من يمثل الحق ويحميه، فهل وجدتَّ في رمضان ما يؤهلك لحمل هذه الرسالة إلى شعوب العالم ؟ وهل وجدت في رمضان ما يقربك إلى المكان العالي الذي هيأه الله لك لتكون شهيدا على الناس؟ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة:143].

هَل وجدتَّ في رمضانَ ما يقرِّبُك من ربِّكَ الخالق الرازق الحق، ورسولك الحق، على ضوء كتابك الحق، وفي هدْي شرعك الحق؟.

فاغتنم -يا عبد الله- هذه الأيام، فإنها غالية عظيمة الشأن، واجعلها فاتحة الرجوع إلى الله، وكَفَاكَ من العناد والإصرار! أما أرهقَتْكَ الذنوب؟ أما رأيت آيات الله قائمة في الواقع تمنحك الإيمان الحق الذي تقرؤه في الكتاب الحق؟ (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) [طه:114].

أما رأيت فعْله -جل وعلا- في الظالمين والجبارين؟ فاستخرج الحق من بين ثنايا الحق، لتصل للحق... وإنما هما اثنان لا ثالث لهما؛ فاختر لنفسك موضعا: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ) [يونس:32]؟.

اللهم أصلح أحوالنا..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:11 PM   #12282

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:71].

أما بعد: فإن التقوى منقبة جامعة لصنوف البر و الخير؛ لذلك عظمت عناية القرآن بها، وحسبك أن المواطن التي ذكرت فيها التقوى ومشتقاتها في كتاب الله العزيز قد نيّفت على أربعين ومائتي موطن، تؤمل بالتقوى، وتحث عليها، وتربط الفلاح بها، وتبرز منزلة المتقين في الدنيا والآخرة، عند الله وعند الناس: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [البقرة:189].

فالتقوى خير، ولباسها خير لباس، وزادها أنفع زاد، ويكفيها شرفاً أن الله تعالى أمر عباده بها: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ) [الزمر:10]. وفي آية أخرى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة:197]، وفي ثالثة: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف:26]، وهي وصية الله لنا لمن قبلنا: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) [النساء:131].

وللتقوى ثمرات عظيمة، ونتائج كبيرة؛ لأن الله تعالى ما أمر العباد بها وكرر ذلك إلا لعظيم مكانتها عنده تعالى وتقدس؛ لذا كان الجزاء عليها متناسباً مع عظيم منزلتها. ثمراتٌ وفوائد في الدنيا والآخرة، فالعاقبة والنصر لأهلها، (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طـه:132]، (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف:128].

وبالتقوى يفرق العبد بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين الضار والنافع، وتغفر له خطيئاته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال:29].

لا يزال النور يلازم أهل التقوى، نور البصائر مع نور الأبصار؛ لأن البصائر هي التي تعمى، (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج:46]. لكن المتقين حُفِظوا بتقواهم من عمى البصائر، فهم بنور التقوى يوفقون في أعمال دنياهم، وأعمال أخراهم.

وقد جاء النداء القرآني آمراً بالتقوى من أجل الحصول على ذلك النور حتى تستنير به البصائر مع نور الأبصار، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) [الحديد:28].

والتفضيل عند الله تعالى لم يكن بالجاه ولا السلطان ولا المال، ففرعون ما نفعه سلطانه، وهامان ما سرته وزارته، وقارون ما أغنى عنه ماله. ولم يكن القرب من الله بالأحساب والأنساب، فكبار قريش وسادة مكة الذين كانوا أميز الناس حسباً، وأوسطهم نسباً، يتحلقون حول الكعبة ينتظرون ذلك العبد الحبشي بلال بن رباح -رضي الله عنه- وأرضاه يصعد على ظهر الكعبة، وأقدامه فوق هام السادات؛ ليعلن النداء بالتوحيد بعد الفتح؛ ما كان بين عبوديته وبين مكانته تلك إلا سنوات قلائل، وعم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو لهب، في نار ذات لهب.

إنه العدل الرباني في إلغاء وسائل التفاضل بين البشر كلها إلا وسيلة التقوى، وهي التي يستطيع أن ينالها كلُ أحد متى ما تخلى عن الشهوات، وسارع إلى الطاعات (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13] أتقاكم! وليس أعزكم حسباً، ولا أوسطكم نسباً، ولا أوفركم مالاً، ولا أعظمكم جاهاً، ولا أقواكم سلطاناً؛ بل أكرمكم أتقاكم، وحسب.

ويكفي المتقين شرفاً معية الله تعالى لهم يحوطهم ويرعاهم ويحفظهم (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) النحل:128، ثم إنهم نالوا ولاية الله تعالى (إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) الأنفال: من الآية34، فكانت النجاة لهم يوم القيامة، (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) [مريم:71-72]، (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزمر:61].

ولما كانت النجاة نصيبهم في القيامة كانوا أبعد الناس عن الخوف والحزن، (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف:35]. بُشروا بالجنة، وهل أعدت الجنة إلا لهم؟ (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الشعراء:90]، (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً) [مريم:63]، (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) [الرعد:35]، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133].

ولا تسل عن ندم أهل النار على تقصيرهم في حق التقوى حينما يقول قائلهم: (يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [الزمر:56-57].

والتقوى سهلة النيل لمن وفق الله من عباده؛ لكن، ما أعسرها على من كان عن الرحمة مبعداً! يحصل العبد عليها متى ما تخَلَّى عن الشهوات، وسارع إلى الطاعات. ومَن يستطيع ذلك إلا من كان مِن عباد الله موفقاً؟.

عرف التقوى طلقُ بن حبيب بكلمات مختصرات فقال -رحمه الله تعالى-: "هي العمل بطاعة الله، على نور من الله، رجاء ثواب الله؛ وترك معاصي الله، على نور من الله، مخافة عذاب الله". وقال ميمون بن مهران: "لا يكون الرجل تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه".

أيها الإخوة: ورمضان من أعظم مواسم التقوى، والصيام مسلك من مسالكها؛ لذا أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الصيام جُنَّةٌ، أي: وقاية يقي أصحابه الفحش والمحرمات، وقد علل الله الصيام بالتقوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]. فمن أجَلِّ حِكَمِ الصيام الحصولُ على التقوى، ولكن هل فهم المسلمون هذا المعنى من الصيام؟!.

إن كثيراً منهم -وللأسف!- لم يفهموا منه إلا الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح؛ لكنهم عن كثير من الشهوات لم يمسكوا! أمسكوا عما أحل الله لهم لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لهذا الصيام؟ وأي تقوى تنال به؟ يجمع واحدهم حسنات كثيرة من ذكر وقرآن، وصلاة وقيام، وصدقة وإحسان، فما يبرح إلا قليلا حتى ينفق ما جمع من حسنات، ويستزيد عليها سيئات وخطيئات؛ وذلك حين تغرب شمس ذلك اليوم الذي صامه، وتنقضي تراويحه، فينطلق في ميادين الشهوات مع جلساء السوء وأهل الفراغ، في لهو وغفلة، وقيل وقال، وجهل وزور، ونبيكم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أ يدع طعامه وشرابه".

ووالله الذي لا يُحلف بغيره! إن ما يُعرض في الفضائيات وغيرها لمن أشد الجهل وأعظم الزور، هدمٌ للعقيدة، ونيل من التوحيد، وتشويه للشريعة، وتمييع للنصوص، وضرب لبعضها في بعض، وأخذ بعضها دون بعض.

جعلوا رمضان مجرد طقوس وعادات، من تعليق الفوانيس، وصنع الحلوى، والاجتماع على البدعة. عرضٌ لنداءات وحداءات وابتهالات تُغني على أنغام الأوتار، في بعضها شرك، وفي سائرها بدعة وعصيان؛ وأما مسابقاتهم فهي الميسِر عينه، وفيها استقسام بالأزلام. هذا ما يخص جانب العبادة عندهم.

أما جوانب الفحش والسوء فلا تسل عنها من عري وانحلال، أوغل في مداعبة الغرائز، حتى نقل الفاحشة من درك المعصية والكبيرة إلى منزلة الفكر والكفر، الفكر تحت شعار الحرية، والكفر بالانطلاق من قيود الدين وتعاليمه؛ لم يكفهم ما يعيشونه من فساد وانحلال، إنما يريدون فرضه على الأمة.

لم يتركوا العباد في محاريبهم حتى نالوا منهم تحت مصطلح الأصولية، ولم يفتؤوا عن تغريب الشعوب المسلمة، وإفساد المرأة المسلمة، والطفل المسلم، وتدمير البيت الآمن.

إذا أراد الناس الفساد بادروا بعرضه، وإذا أرادوا الدين منعوهم منه، وحالوا بينهم وبينه، وبحجة أنهم لا يدركون مصالحهم! وتحت شعارهم الحرية تنتهك الحرية، وتقتل الحرية.

يريد المتحررون المفسدون أن يبقى الدين في المسجد لا يتعدى عتبته؛ ولا يخرج من بابه؛ كما كان دين النصارى في الكنيسة لا يتعداها؛ وأكثر ما يزعجهم أن يكون الدين موجوداً في الأسواق، متغلغلاً داخل البيوت، حاكماً على التعليم والتربية، والاقتصاد والسياسة، والإعلام والصحافة. إنه النفاق الذي أبدوه وأعلنوه.

وينخدع المشاهد المسكين بما يعرضونه في فضائياتهم من برنامج ديني، وهو أبعد ما يكون عن الدين، أو فيه (مزجٌ) لحَقٍّ بِباطل، مع ترسيخ لقاعدتهم القديمة: دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله!.
يعقب برنامجهم الديني غناء رقيع، أو فليم خليع، أو تقرير بدعة، أو حوار زندقة، تحت مسمى تلاقح الأفكار، وسماع الرأي الآخر، ولو كان ذلك سبّاً للذات الإلهية، أو قدحاً في الدين، أو تشكيكاً في الثوابت والمسلمات.

فيا للصائم المسكين! حقٌ أن يرثى لحاله! حينما أهبطوه من منازل الصيام العالية، وجردوه من معانيه السامية، إلى حضيض الشبهات، ومستنقع الشهوات، ومع ذلك يزعمون أنهم بفضائياتهم مصلحون يريدون الارتقاء بالعقل العربي، والفكر العربي، وهم يُسفون إسفافاً بليغاً، (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) [البقرة:12].

بلى والله! إن أكثرهم يشعرون؛ ولكنهم في طغيانهم يعمهون، وفي غيهم يترددون، (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) [الأعراف:102] ، فأين التقوى من قلوب هؤلاء؟ وأين التقوى من قلوب المتسمرين أمام الشاشة؟!.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [ص:27-28].







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:11 PM   #12283

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله، تعالى فإنكم في شهر التقوى حيث تتأكد التقوى.

أيها الإخوة: قد يغيب عن ذهن المؤمن معنى الصيام، وحقيقة التقوى، فينجرف مع المنجرفين خلف الجهل والزور؛ ولكنه سرعان ما يُذكر فيتذكر، ويؤوب إلى الله تائباً منيباً؛ وهذا هو وصف المتقين، (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف:201]، يصيب الواحد منهم ذنباً في غفلة وإجلاب من الشيطان، ثم يتذكر عقاب الله وثوابه فيسارع بالتوبة والاستغفار.

ولا تزال الشياطين به تحاول إفساده، شياطين الجن والإنس، في مجالس الباطل واللهو، وعبر الشاشات والأثير (وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) [الأعراف:202]، وهو في جهاد معها؛ فإن غلبته الشياطين انفرط من عقد المتقين، وتخلف عن ركب الصائمين؛ وإن تغلب عليها وعلى شهواته، فهو في طليعة المتقين، ولربما قاد ركب الصائمين، وكان من أوائل الداخلين مع باب الريان الذي أعد للصائمين في جنات النعيم.

أيها الإخوة: ما كان هذا إلا تذكيراً في أوائل هذا الشهر المعظم الذي ينشط فيه أهل الباطل، وتتنافس فيه الفضائيات على إفساد صيام الصائمين، وتقوى المتقين؛ ولعل حكمة الله البالغة قد اقتضت أن ينشط شياطين الإنس بغية تغطية الفراغ الذي خلفه إخوانهم من شياطين الجن لما صفدت في رمضان، وكل ذلك امتحان للعباد وابتلاء.

فهذا تذكير، والذكرى تنفع المؤمنين، ومن لا يقبل التذكير والوعظ فأرجو أن لا يكون داخلاً في قوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [البقرة:206].

فاتقوا الله ربكم، واحفظوا صيامكم، وحَذارِ حَذارِ أن تجمعوا حسنات النهار فتنفقوها في الليل! ثم تكتسبوا أضعافها سيئات وأوزاراً، احفظوا صيامكم، واحفظوا بيوتكم وأهليكم وأولادكم، وقوهم (نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم:6]، فالأمر ليس بالهين، والحساب عسير، والموت أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، والسعيد من اتعظ بغيره، والشقي من كان عظة وعبرة للناس، ثم صلُّوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:12 PM   #12284

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

إنَّ هذا الشهرَ شهرُ مغفرةِ الذنوب، يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام: "مَن صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه"، فما أعظمها من مَكْرُمة! وما أجلها من عطية! صيام رمضان يُغْفَرُ به ما تقدم من الذنوب والخطايا ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: أيها المؤمنونَ عبادَ اللهِ، اتَّقُوا الله تعالى؛ فإن من اتقي الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، وتقْوَى الله -جل وعلا- أن تعمل بطاعة الله، على نورٍ من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله.

عباد الله: إننا نعيش في هذا الوقت أياما كريمة فاضلة، وموسما عظيما شريفا مليئاً بالخيرات، متعددة فيه العطايا والهبات، موسمٌ ميَّزَهُ الله -تبارك وتعالى- على بقية الأيام والشهور، وفضَّلَهُ بفضائلَ عديدةٍ، وخصائصَ متنوعةٍ.

في هذا الموسم المبارك، شهر رمضان، تُفتَح أبوبُ الجنة وتغلق أبواب النيران، في هذا الموسم الكريم المبارك، لله -تبارك وتعالى- عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة من ليالي هذا الشهر، في هذا الموسم الكريم المبارك، تصفّد الشياطين ومرَدة الجن، فلا يستطيعون أن يَخلُصُوا إلى مَن كان يخلصون إليهم قبل رمضان وبعده، وفي هذا الموسم الكريم المبارك ينادي منادٍ كلَّ ليلة: يا باغيَ الخيرِ أقْبِلْ، ويا باغي الشَّرِّ أقْصِرْ.

وهذا -عبادَ الله- فيه دلالةٌ على كثْرة الخير في هذا الشهر، وعِظَمِ إقبال الناس، وتأكُّد انصراف كُلِّ مُسْلِمٍ عن الشَّرِّ، وأسبابه، وموجباته، وإن كان هذا الأمر متأكداً في كُلِّ وقتٍ وحينٍ، إلا أنه في شهر رمضان أشد تأكيداً، وأعظم لزوما.

عباد الله: إن من الواجب على مَن أكرمه على الله -عز وجل- بإدراك هذا الشهر وبلوغه أن يغتنم خيراتِه، وأن يظفر ببركاته، وأن يجاهد نفسه مجاهدة تامة على أن ينال فيه الصفح والغفران والعتق من النيران، وأن يكون من عباد الله المتقين الذين تعتق رقابهم من النار في هذا الشهر الكريم المبارك.

عباد الله: إنَّ هذا الشهرَ شهرُ مغفرةِ الذنوب، يقول رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَن صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه"، فما أعظمها من مَكْرُمة! وما أجلها من عطية! صيام رمضان يُغْفَرُ به ما تقدم من الذنوب والخطايا.

وتأمَّل -عبد الله- هذه الفضيلة العظيمة، فهي لا تُنال إلا بشرطين بيّنهما -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث العظيم، الشرط الأول أن يكون صيامك لرمضان إيمانا بالله وبرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتصديقا بفريضة الصيام وما أعدّه -تبارك وتعالى- لأهل الصّيام من أجور عظيمة، وعطايا كريمة، وثواب جزيل في الدنيا والآخرة؛ والشرط الثاني -عباد الله- أن يكون صيامُكَ لرمضان احتسابا لما عند الله -تبارك وتعالى- من الأجر والثواب، تصومه محتسبا به ثواب الله، تبتغي به وجه الله، وتطمع بأدائه في ثواب الله، وتريد بقيامك به تحصيلَ ثواب الله الذي أعده الله -تبارك وتعالى- للصائمين.

والله -جل وعلا- قد أعد للصّائمين من الأجور العظيمة والعطاء الجزيل ما لا يخطر ببال، وإلى هذا الإشارة في قول الرب -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: "الصيام لي وأنا أجزي به"، ادّخر تعالى للصائمين ثوابا جزيلا، وعطاء عظيما، بغير عدٍ ولا حساب: (إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10].

عباد الله: وينبغي على الصائم أن يتذكَّر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّراتٌ لما بينهنَّ، ما اجتُنِبَت الكبائر"، فعليه أن يتقي الله -جل وعلا-، وأن يجانب الكبائر وعظائم الذنوب، وأن يتوب من الذنوب كلِّها، صغيرها وكبيرها.

ولتعلم -أخي المسلم- أن تكفير رمضانَ للذنوب، وهكذا الصلوات الخمس، والجمعة، ونحو ذلك مما ورد في الأحاديث، إنما هو خاص بالصّغائر، أما الكبائر فإنه لابد فيها من توبة نصوح، توبة صادقة، توبة نصوح من الذنب الذي اقترفته، والخطيئة التي اجترحتها.

فعلينا -عباد الله- أن نعيش هذا الشهر تائبين إلى الله، منيبين إليه -سبحانه-، مقبلين عليه -جل وعلا-، مستغفرين من الذنوب والخطايا، لعلّنا -عباد الله- نكون من عتقاء الله -تبارك وتعالى- من النار، علّنا عباد الله نكون ممن حُطَّت عنهم الأوزار، ورُفِعَتْ لهم الدرجات، وغفرت لهم الذنوب.

عباد الله: إن المحروم حقّا مَنْ يُدْرِكْ مواسم الخير، ومواطن الفضل، وأماكن الفضيلة، فلا يغنم خيرها، ولا يُحصِّل بركتها، يقول -عليه الصلاة والسلام- عن رمضان: "لله فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألف شهر، مَن حُرم خيرها فقد حُرم"؛ هذا هو الحرمان حقا عباد الله، أن يدرك العبد مواسم الخيرات وهو بصحة وعافية وأمن وأمان ورغد وهناءة عيش، ثم لا ينال مغفرة الذنوب، ولا ينال العتق من النار.

تأملوا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الإمام أحمد في مسنده وغيرُه عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: صَعِدَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين"، ثم قضى خطبته، فقال له الصحابة -رضي الله عنهم-: سمعناك يا رسول الله تقول شيئا لم تكن تقوله قبل ذلك، قال: "أتاني جبريل آنفا فقال: يا محمد، مَن أدرك من أمّتك رمضان وخرج فلم يغفر له فأبْعَدَهُ الله فأدخله النار، قل: آمين! فقلت: آمين، وقال: يا محمد، من ذُكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك فأبعده الله فأدخله النار، قل: آمين، فقلت: آمين -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: يا محمد مَن أدرك عنده أبواه الكبر ولم يُدخِلاه الجنة فأبعده الله فأدخله النار، قل آمين فقلت آمين".

جبريل يدعو ومحمد -صلى الله عليه وسلم- يُؤمِّن، ومما دعا به جبريل وأمَّن عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من أدرك رمضان وخرج ولم يغفر له فأبعده الله فأدخله النار، ما أعظمها من مصيبة! وما أشد فداحتَها من رزية! يدرك العبد موسم الخير والعتق من النار، يدرك العبد موسم مغفرة الذنوب ثم يستمر في غيِّه، ويتمادى في باطله، ويداوم على سفهه وضلاله.

نسأل الله العافية، ونسأله -جل وعلا- أن يمنحنا جميعا توبة نصوحا، وأن يعتق رقابنا جميعا من النار، وأن يوفقنا لاغتنام مواسم الخيرات، وأن يهدينا جميعا سواء السبيل، إنّ ربي لَسَمِيعُ الدعاء، وهو أهل الرجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الخطبة الثانية:

الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.

أما بعد: عباد الله، نحن الآن في شهر رمضان، شهر الله المبارك الذي كان يهنئ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصّحابة بمقدمه، ويبارك لهم في مجيئه، كما في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "هذا رمضان قد جاءكم، -أو قال، عليه الصلاة والسلام- أتاكم رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفَّد فيه مردة الشياطين، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة".

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أتاكم شهر رمضان، أتاكم رمضان شهر مبارك"، فيه دلالة -عباد الله- على بشارة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه بمقدم هذا الشهر العظيم، فلتهنأوا -عباد الله- بشهركم العظيم، وموسمكم المبارك، ولتقبلوا فيه على الله -عز وجل- بطاعته، والإنابة إليه.

عباد الله: وهذا الشهر موسم الغفران، فلْنُكْثِرْ فيه من الاستغفار؛ فإن الاستغفار شأنه عظيم، ولاسيما في هذا الموسم الكريم، ولقد كان -عليه الصلاة والسلام- أشد الناس استغفارا، يقول أبو هريرة -رضي الله عنه-: ما رأيت أحدا أكثر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولاً: "أستغفر الله وأتوب إليه".

وقد رأى أبو هريرة -رضي الله عنه- الصحابة الكرام، والجيل المبارك الذي لقي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم ير أكثر من النبي -صلى الله عليه وسلم- ملازمة للاستغفار، مع أنه -عليه الصلاة والسلام- غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .

عباد الله: والاستغفار فوائده عظيمة، وعوائده كثيرة على المستغفرين، يقول الله -تعالى- فيما ذكره عن نوح -عليه السلام-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح:10-12].

هذه -عباد الله- بعض فوائد الاستغفار وبركاته في الدنيا، وأما في الآخرة فإن خيراته وبركاته لا حصر لها ولا عدّ، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "طوبى لِمَن وُجِدَ في صحيفته يوم القيامة استغفارا كثيرة".

ومن بركات الاستغفار -عباد الله- نزول الأمطار، وتوالي الخيرات، وتعدد العطايا والهبات، وكلكم يعلم -عباد الله- تأخَّر نزول المطر عن إبّان وقته، مما سبب جفافا في الأرض، وهلاكا في الماشية، وتأثرا في الزروع؛ فأقبِلوا -عباد الله- على الله -جل وعلا- تائبين إليه، مستغفرين من كل ذنب وخطيئة، لعلَّ الله -عز وجل- أن يتغمدنا جميعا برحمته، ويوسِّع علينا بمــَنِّه وفضله وعطائه.

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأَرْسِل السماء علينا مدرارا، وارفعوا أيدكم -رعاكم الله-، اللهم اغفر لنا ذنبنا كلّه، دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين، وتب على التائبين، اللهم واغفر لنا أجمعين، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم أرسل السماء علينا مدرارا، اللهم أرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا.

اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، إلهانا، إن منعتنا فمن الذي يعطينا؟ وإن طردتنا فمن الذي يؤوينا، إلهنا لا تكلنا إلا إليك، إلهنا رحمتك نرجو فلا تكلنا إلا إليك، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم إنا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا طبقا نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل.

اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت القائل يا الله: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186]، اللهم لك استجبنا، وبك آمنا، وإليك مددنا أيدنا ورفعنا إليك دعواتنا، اللهم لا تخيبنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم لا ترد أيدينا يا رب العالمين صفرا.

اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

وصلوا وسلموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صَلَّى علَيَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا".

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:13 PM   #12285

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

ومن قانون جزاء الله تعالى أنه يكون كريمًا مع عباده المؤمنين فيجزيهم بأحسن أعمالهم، وأحسن أعمالهم هو توحيده سبحانه: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 7]. ومن عدله مع الكافرين أنه لا يجزيهم إلا بأعمالهم، ولكن لشدة مقته سبحانه لهم يجزيهم بأسوأ أعمالهم وهو الكفر به سبحانه: (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [فصِّلت:27].
الحمد لله الولي الحميد، الغني الكريم؛ ينعم على عباده بالخيرات، ويفتح لهم أبواب البركات، ويعينهم على فعل الحسنات، نحمده فهو أهل الحمد؛ فالخير بيديه، والشر ليس إليه، ونشكره على ما أعطى وأسدى؛ فعطاياه في خلقه لا تعد، وأفضاله لا تحد؛ خلق عباده من العدم، وأمدهم بالنعم، وهداهم للإيمان، وجزاهم عليه بالإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ جعل الليالي والأيام ظرفًا لأعمال العباد، وكل عامل يجد ثمرة عمله أمامه: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزَّلزلة:7-8]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ كان يبشر أصحابه برمضان، ويخبرهم أنه شهر مبارك، ويجتهد فيه بالطاعات، ويلزم المسجد معتكفًا في عشره الأخيرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستقبلوا هذا الشهر الكريم بتجديد التوبة وكثرة الاستغفار، واعمروه بأفضل أعمالكم، وحققوا فيه ما شُرع من أجله وهو التقوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].

أيها الناس: في قانون الحياة الدنيا يجد كل عامل أثر عمله، ويجني ثمرة كده وسعيه، والذي لا يعمل لا يجني شيئًا، والذي يرتزق بالجريمة يعاقب بجرمه، والذي يحسن في عمله يفرح بكسبه، ويجد لذة عيشه: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء:20].

وكما أن الله تعالى جعل قانون النجاح في الحياة الدنيا معلقًا بأسباب العمل والإنتاج، فإنه سبحانه جعل الفلاح في الآخرة معلقًا بأسباب الإيمان والعمل الصالح، فلا فوز في الآخرة بلا إيمان وعمل، بل هو الخسران المبين، والعذاب الأليم: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) [النساء:124].

إن القرآن مليء بالآيات الكريمة التي فيها ترتيب الجزاء على الأعمال، وأن عمل العبد سبب لربحه أو خسارته، وأنه إنما يجني يوم القيامة ما كسبت يده: (فَاليَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [يس:54]، وفي آية أخرى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدَّثر:38].

وفي القرآن تصريح بالجزاء على الأعمال سواء في حق أهل الجنة أم في حق أهل النار:

ففي أصحاب الجنة: (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [سبأ:4]، وفي آية أخرى: (فَأَثَابَهُمُ اللهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ) [المائدة:85].

إنهم قوم زكوا قلوبهم بالإيمان والتوحيد، وزكوا جوارحهم بالأعمال الصالحة، فكانت الجنة جزاء تزكيتهم: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى) [طه:76].

وجزاؤهم على العمل الصالح جزاء كبير عظيم، لم تره عين من قبل، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:17].

وقد يغتر المستغنون بأموالهم، المستقوون بأولادهم أن ذلك ينفعهم يوم القيامة، فنفى الله تعالى ذلك، وأثبت أنه لا ينفع إلا الإيمان والعمل، وأن صاحبه يجازى بأضعاف ما كان يعمل؛ فضلاً من الله تعالى وكرمًا (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آَمِنُونَ) [سبأ:37]، ثم زادهم فأعطاهم أكثر مما عملوا: (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا) [النَّبأ:36].

والنية الصالحة مع العمل هي السبب لبلوغ هذا الأمل، وهو الأمل في رضا الله تعالى وجنته، وإلا فإن من عمل للناس وكل إليهم ليجزوه على عمله ولن يجزوه كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ". رواه مسلم.

ولما ذكر الله تعالى جزاء الطائعين ذكر من أوصافهم إطعام الطعام، ولكن إطعامهم ليس لأجل ثواب البشر؛ أو ليقال: ما أغناهم وما أكرمهم وما أجودهم!! بل هو لله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) [الإنسان:9]، وتكثر في رمضان أوجه إطعام الطعام، في مد موائد الإفطار، فليحذر من يبذلون ذلك من الرياء، فلا جزاء إلا بإخلاص.

وفي آيات أخرى يُجعل الصبر سببًا للجزاء؛ لأن فعل الطاعة والكف عن المعصية يحتاج إلى صبر: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا) [الفرقان:75]، (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا) [الإنسان:12]، فإحسانهم لا يضيعه الله تعالى: (لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ المُحْسِنِينَ) [الزُّمر:34]، ويجرى فيهم قانون المجازاة على الإحسان: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ) [الرَّحمن:60].
والجزاء على الأعمال ثابت أيضًا في أصحاب النار، فلم يظلمهم الله تعالى حين عذبهم، بل عاملهم بعدله وهو الحكم العدل -سبحانه وتعالى-، وجازاهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف:147]، وبيّن سبحانه أن جزاءهم مقابل لكفرهم (جَزَاءً وِفَاقًا) [النَّبأ:26]، أَيْ: جَزَيْنَاهُمْ جَزَاءً وَافَقَ أَعْمَالَهُمْ، وقال -سبحانه وتعالى- في المنافقين: (إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [التوبة:95].
ولما قال الشيطان في آدم وذريته: (أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء:62]، قال الله تعالى له: (اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا) [الإسراء:63].

وكما جُزي أهل الإحسان بإحسانهم فكذلك جُزي أهل السوء بإساءاتهم: (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [يونس:27].
وفي الجمع بين الفريقين في آية واحدة: (وَللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) [النَّجم:31].

ومن قانون جزاء الله تعالى أنه يكون كريمًا مع عباده المؤمنين فيجزيهم بأحسن أعمالهم، وأحسن أعمالهم هو توحيده سبحانه: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 7].

ومن عدله مع الكافرين أنه لا يجزيهم إلا بأعمالهم، ولكن لشدة مقته سبحانه لهم يجزيهم بأسوأ أعمالهم وهو الكفر به سبحانه: (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [فصِّلت:27].

فالله تعالى مُحْسِنٌ إلَى عِبَادِهِ المؤمنين فِي الْجَزَاءِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ الصَّالِحَةِ إحْسَانًا يَسْتَحِقُّ بِهِ الْحَمْدَ؛ لأَنَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ بِالأَمْرِ بِهَا؛ وَالإِرْشَادِ إلَيْهَا، وَالْإِعَانَةِ عَلَيْهَا، ثُمَّ إحْصَائِهَا ثُمَّ تَوْفِيَةِ جَزَائِهَا. فَكُلُّ ذَلِكَ فَضْلٌ مِنْهُ وَإِحْسَانٌ؛ إذْ كُلُّ نِعْمَةٍ مِنْهُ فَضْلٌ، وَكُلُّ نِقْمَةٍ مِنْهُ عَدْلٌ.

وليس جزاؤه لعباده بالجنة ثمنًا لأعمالهم في الدنيا؛ لأن الجنة لا ثمن لها؛ ولأن الله تعالى قد أنعم على العباد في الدنيا نعمًا تربو على أعمالهم مهما بلغت، ولكن حكمته سبحانه اقتضت أن تكون الأعمال الصالحة سببًا لرضوانه وجنته، التي ينالها أهلها برحمته -سبحانه وتعالى- لهم، ولا ينالونها بمجرد أعمالهم.

نسأل الله تعالى أن يغدق علينا من فضله، وأن يشملنا بعفوه، وأن يسعنا برحمته، وأن يعيننا على ما يرضيه، إنه سميع مجيب.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:14 PM   #12286

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعملوا صالحًا فإنكم مجزيون بأعمالكم: (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) [يونس:4].

أيها المسلمون: رمضان ميدان للعمل الصالح فسيح، وسوق للآخرة كبير، وأرباحه مضمونة، والأعمال فيه محفوظة، وقد قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ". رواه الشيخان.

وإنما تفتح في رمضان أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، بسبب ما يقوم به العباد من أعمال صالحة ترضي الله تعالى، فيرضى سبحانه عن أعمال الصالحين فيه.

إن رمضان ميدان لجملة كبيرة من الأعمال الصالحة؛ فصيامه فريضة، والصوم من أجلِّ الأعمال؛ إذ يدع الصائم شهواته لله تعالى، وقد قال سبحانه في الحديث القدسي: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ". رواه الشيخان. وقَالَ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". متفق عليه.
وفيه الصدقة، وَقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ".
ومن الصدقة: إطعام الطعام، وسقي الماء، ومَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كما جاء في الحديث.

وهو شهر القرآن بنص القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ) [البقرة:185]، وكان جبريل -عليه السلام- يدارس فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل ليلة؛ ما يدل على خصوصية قراءة القرآن فيه على غيره.

وفي ليله تعج مساجد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقرآن، يصلون التراويح. ولقيام رمضان ميزة على سائر ليالي العام؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ". رواه الشيخان.
وفي رمضان ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه كما جاء في الحديث.

والعمرة في رمضان ليست كالعمرة في غيره؛ إذ تعدل العمرة فيه حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فكل هذه الأعمال الكبيرة بأجورها العظيمة لتدل على أن رمضان ميدان للعمل الصالح، وموسم من مواسم الله تعالى يفيض فيه على عباده من فضله ورحمته وعفوه ومغفرته، فلا يضيعه إلا ضائع، ولا يفرط فيه إلا جاهل، فاستقبلوه خير استقبال، وأروا الله تعالى فيه من أنفسكم خيرًا، واعمروه بالطاعات، واجتنبوا مجالس اللهو والغفلة والشاشات؛ فإنها تسرق أوقات الناس وأعمالهم، وتأكل حسناتهم كما تأكل النار الحطب.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:15 PM   #12287

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

النية هي ركن من أركان الصوم وهي سرُّ العبودية وروحها، وهي من العمل كالروح من الجسد؛ فالعمل تابع لها يصح بصحتها، ويفسد بفسادها، قال تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم يقول :
( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) ، فبيَّن في الجملة الأولى أن العمل لا يقع إلا بالنية، ولهذا لا يكون عمل إلا بنية، ثم بيَّن في الجملة الثانية أن العامل ليس له من عمله إلا ما نواه، وهذا يعم العبادات والمعاملات، والأيمان والنذور، وسائر العقود والأفعال

أخي في الله : بعد أن علمت أهمية هذه النية؛ سارع إلى تفقدها، فها قد أظلك شهر كريم شهر فرض الله علينا صيامه، فكيف نيتك مع هذا الصيام، وكيف حالها؟ لا بد أن تراجع نيتك، وأن تقف معها دائماً عند كل عبادة تريد أن تتعبد الله بها؛ فإن النية تتقلب في كل لحظه، ولا بد أن تستشعر أن تكون نيتك في هذا الصيام: لأن الله - تعالى - تعبدني بصيام رمضان؛ ولأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، فلا يصح إسلام أحد حتى يعمل بكل أركان الإسلام، وهكذا مع كل عمل لله لا بد أن تنوي به التعبد لله تعالى

وجوب تبييت النيَّة كل ليلة في صيام رمضان: لا بد في كلَّ ليلة من أنْ ينوِيَ العازم على الصِّيام في ساعة من الليل من بعد غروب الشمس إلى قبيل مطلع الفجر أنَّه هو صائمٌ غدًا، فإن لم يفعل ذلك فلا صيام له، ويبقى صيامه تطوعًا وعليه أن يقضي ذلك اليوم ففي الحديث الذي رواه الخمسة عن أم المؤمنين حفصة رضِيَ الله عنها- أن النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وآله وسلَّم قال ((مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ )) إلا أن هذا الحديث كما هو واضح لم يذكر فيه النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم رمضان , ولكن بالتوفيق بين هذا الحديث وبين حديث آخر رواه الإمام مسلم وغيره من حديث السيدة عائشة –رضِيَ الله عنها-، أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّ على بعض نسائِهِ غداة يومٍ؛ فقال: ((هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ غداء - طَعَامٍ-؟ قَالوا: لَا، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاَةِ وَالسَّلام إِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ)) فأنشأ النيَّة في تلك اللحظة، وهنا معناه صراحة أنَّه ما بيَّت النيَّة من الليل؛ لأنَّه كان يريد أن يأكل؛ لكنه لما لم يجد عليه الصَّلاة والسَّلام طعامًا يتغدَّى به اغتنمها فرصة، ما دام أنه سيعيش النَّهار بدون طعام فجعلها صيامًا لوجه الله تبارك وتعالى فقال إِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ
من هنا فرَّق جماهير العلماء بين صوم الفرض الذي يجب فيه تبييت النية لكل ليلة كما جاء في الحديث الأول وبين صوم التطوع فلا يجب فيه التبييت وإنما يجوز إنشاؤه ضحوة. كما جاء في حديث عائشة وهذا هو الأصح من مذاهب العلماء







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:16 PM   #12288

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

المسحراتي هو رجل رمضان الأهم، صوته المدوي يميز رمضان ليالي عن غيرها من أشهر العام. ورغم أن البعض لا يزال يحفظ الكثير من أناشيده التقليدية التي طالما رددها لايقاظ الأهالي لللحاق بوجبة السحور، الا أن حضوره لم يعد ملحوظا كالسابق، ولم يعد صوته يسمع الا في القليل من الأزقة والشوارع الخلفية في البعض من أحياء العاصمة عمان والقليل من المحافظات الأخرى.
“ أصحى يا نايم.. وحًد الدايم..”
صوت جهوري وطبلة وعصا وموعد ثابت، عوامل عدة جعلت من مهنة المسحراتي واسعة الانتشار في الدول الاسلامية. وذلك منذ العام 228 للهجرة ، قبل أن تزدهر في العهد الفاطمي وتنتشر في العديد من الأقطار وأهمها مدينة بغداد التي حفلت بالابتهالات الدينية وفنون الأدب الشعبي، والقاهرة ، حيث بدأ المسحراتية هناك الاعتماد على الطبل مرافقة للنداءات المعتاده. وبعد أن كانت مكافأة المسحراتي أطباقاً منوعةً من موائد الافطار، أصبح الكثير منهم يعتمدون على ما تجود به أنفس الناس من أموال يحصلونها اما مع نهاية الشهر المبارك أو عشية عيد الفطر.
كما باتت مهنة التسحير كغيرها من مهن العصر الجميل ، تواكب ايقاعات الحاضر في البعض من جوانبها، فقد انتشرت في المملكة في السنوات الأخيرة أساليب مبتكرة لايقاظ الناس للسحور من قبل شباب أصغر سناً، يجوبون الطرقات جماعات، في سياراتهم عوضا عن التجول سيراً. يقوم هؤلاء الفتية بافتعال العديد من الأصوات، مستخدمين اما أبواق سياراتهم أو حناجرهم كلما استطاعوا لايقاظ أهالي المنطقة في مشهد قد يبدو غريبا للجيل الأكبر، بينما يراه الكثيرون طريفاً ويشير الى نوع عصري من التكافل الاجتماعي المحبب.
وارتبطت العديد من الأعمال الدرامية أيضا بشخصية المسحراتي المحببة لدى الجميع. لكن أول من وظفها فنياً كان الموسيقار الراحل سيد مكاوي، حيث أطلقه في برنامج اذاعي حصد الكثير من النجاح، قبل أن تنتقل شخصية المسحراتي على يديه إلى شاشة التلفاز ويؤديها لاحقاً الكثير من الفنانين المعروفين، ومن ابرز الأدوار التي سلطت الضوء مؤخراً على شخصية المسحراتي في الأحياء الشعبية القديمة كان مسلسل باب الحارة بشخصية أبو غالب وحظي المسلسل بمتابعة عربية واسعة ويترقب الجمهور الجزء السادس منه هذا العام فهل سيكون فيه حضور للمسحراتي.
وسيعرض على الشاشات العربية في رمضان 2014 مسلسل كرتوني كامل يحمل اسم ( المسحراتي) يقوم بأداء صوته الفنان المصري صلاح عبدالله، في اشارة الى ارتباط هذه الشخصية الكلاسيكية برمضان وأجواء الصيام التي تحضر لأضواء العيد وفوانيسه.
ورغم خفوت نداءات المسحراتية في الكثير من العواصم ، الا أن سحر ابتهالات الليل ومناجاة الفجر في الشهر الفضيل لا تمحوه صفارات المنبه الباردة ، ولا رنات الهواتف الذكية التي بات الغالبية يعتمدونها وسيلة لايذانهم باقتراب الفجر الذي يعقبه هذا العام فترات من الصيام الطويل.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:17 PM   #12289

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

د. عبد الله أبو بكر با عثمان
ونحن في أيام شهر كريم ؛ نحيا فيه بخيره وبركته ورحمته؛ والناس فيه أصحاء معافون ومرضى مبتلون؛ فالصحيح المعافى بفضل من الله يستغل هذه القوة في اكتساب الأجر والثواب من الصيام والقيام والصدقة والبر بشتى أنواعه وكذا المريض إلا أن تحمّله للصيام أشد وأقوى- وهو في ذلك مأجور بإذن الله- لذلك أباح الشارع أن يفطر المريض ويقضي عن فطره إذا لبس ثوب العافية والصحة وتماثل للشفاء. وقد قال القرطبي في "الجامع في أحكام القرآن" عند تفسيره لقوله تعالىاضغط هنا لتكبير الصورهأياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعِدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوّع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون) [البقرة:184]. للمريض حالتان: إحداهما: ألاّ يطيق الصوم بحال، فعليه الفطر واجباً. الثانية: أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة، فهذا يُستحبّ له الفطر ولا يصوم إلا جاهل.
وربما كان الصيام وسيلة صحية هامّة تمنع من تفاقم الأمراض والأسقام الناشئة من الإفراط والإدمان على تناول الطعام كضغط الدم والسكر والقرحة المعدية جرّاء تناول المنبهات والبهارات.

بين يديك أيها الصائم المريض رسائل النصح في هذا الشهر الكريم إذا عزمت على الصيام أعانك الله ,ومنها:

رسائل إلى مرضى السكر:
إياك أن تنسى جرعات الإنسولين إذا كنت من متناولي هذه الحقن دون الأدوية الأخرى في وقتها، والمسألة تحتاج إلى تنظيم الجرعة من الوقت والكم تحت إشراف طبيب مختص؛ وهي أن يتناول جرعة الإنسولين عند إتمامه للسحور, وعند الفطر بجرعات محددة من قبل الطبيب حتى يضمن السيطرة على سكر الدم ضمن الحدّ المعين، ويجب التنبيه أنه لا بدّ لمريض السكر كما يعلم أن يحدّد سكر الدم بالإجهزة المعروفة في أوقاتها المعلومة ثم إذا انتابه شيء من علامات قلة السكر في الدم كا لدّوار وارتعاش الجسم والعرق الزائد فعليه أن يتناول ما يمكن أن يتناوله من السكّريات حتى لا يتعرض لمضاعفات ذلك؛ فيفطر إن كان صائماً عملاّ بقوله تعالى: (ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعِدّة من أيام أُخر) [البقرة :184] فلا يلقي بنفسه إلى التهلكة وقد قال الله عز وجل: (ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة). [البقرة:195] وهو معذور في ذلك والله أعلم.
أماّ من يتناول مخفّضات السكر عن طريق الفم فيمكن أن يتناول ذلك بعد استشارة الطبيب عند السحور والفطور بجرعات محددة ومعروفة.

وإلى مرضى القلب و الضغط المزمن :
فإليكم هذه النصائح علها تسهم في التخفيف من معاناتكم من هذا الداء، وهي عامة في كل وقت :
عدم الإفراط في تناول الأطعمة المملحة والتخفيف من تناول الملح في كل حين.
الرياضة مثل الهرولة والجري المعتدل؛ لأنها من الأمور المتفق عليها طبياً.
تناول الأدوية المتبعة دون الإخلا ل في ذلك وعند أوقات الإفطار في شهر الخير.
التقليل من الأطعمة ذات النسب العالية من الدهون المشبعة.
التخفيف من الإجهاد النفسي والبعد عن مواطن التوتر النفسي وخصوصاً في شهر القرآن.
ثم لا تنسوا أن قراءة القرآن وكثرة الصلاة من النوافل والدعاء تسهم في ذلك بإذن الله.

وإلى مرضى الرّبو :
فقد أجاز بعض العلماء استخدام البخّاخ عند اشتداد الربو وضيق التنفس دون الإخلال بالصيام؛ لأن مادة البخاخ ليست من عناصر الطعام ولا في معناه بل هي مواد غازية.
وبالجملة فمرضى الرّبو صنفان : الصنف الأول هم من أصابهم هذا المرض ويحصر استخدام الدواء في أنواع البخاخ دون غيره. ويوصفون بمرضى الربو الحادّ أو المزمن الخفيف وهم في حلّ كما أجيز.
أماّ الصنف الآخر الشديد فإضافة إلى أدوية البخاخ؛ يتناولون أدوية أخرى مثل الكورتيزون فهؤلاء لابد لهم من الفطر عند اشتداد الأزمة.
وكما قيل فدرهم وقاية خير من قنطار علاج؛ فمنع حدوثه يتم باتباع الإرشادات التالية:
لا تدخين بعد اليوم؛ كيف لا، وقد صمت عنه الساعات الطوال وتحمّلت ذلك.
ولتعلم أنّ من أهم مسبّبات الربو وإثارته هو التدخين بشتى صوره " السيكار؛ الشيشة؛ والدخان".
ولتعلم أيضا أن الاقتراب من المدخن، واستنشاق الدخان الصاعد هو أيضا من عوامل الإثارة والتسبب كما أثبت ذلك طبياً.
وكذلك استنشاق " البخور " الصاعد مما يثير الرّبو.
استعمال الوسائد المحشوّة بالريش ؛ والغبار والفرش " الموكيت" ووجود المريض عند استخدام أجهزة التنطيف الكهربائية، وكذا عند استخدام بعض العطور الفوّاحة.
وبعض الأطعمة قد تثير ذلك مثل تناول بعض الفواكه كالموز والبيض و الفراولة .. وغيرها.
وقد يكون الإجهاد النفسي أحد أهم عوامل إثارة الربو.

وإلى مرضى السرطان :
فمنهم من لا يُرجى برؤه فهم على حلّ بالفطر كما حدّد ذلك الفقهاء، وعليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم يفطره كما قال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج:87] .
ومنهم من يُرجى برؤه -بإذن الله- فعليه أن يفطر لأن الصيام يشق عليه؛ فهو بين تناول الأدوية الكيماوية الضرورية من طريق الفم والأخرى –وهي الأغلب – عن طريق الدم فهي بكل الأحوال مسبّبة للجهد والمشقة والضعف؛ فلا يقوى فيه على الصيام فضلاً على أنه يُنصح بتناول السوائل والإكثار منها عند بدء وانتهاء العلاج الكيماوي.

ورسالة إلى من أُصيب بمرض في الجهاز الهضمي:
كمن أُصيب بالإسهال الحادّ العارض الخفيف؛ وهنا قد يكون الصوم فيه خير من الفطر وذلك للتقليل من تناول الأطعمة المنهكة لوظائف الجهاز الهضمي.
أمّا من أُصيب بمرض مزمن يدك أسوار هذا الجهاز كالإسهال المزمن والاستفراغ وتضخّم الطّحال والكبد وحمّى الصفار؛ فالفطر فيه أولى لتناولهم السوائل المغذية والأدوية المتنوعة للتقليل من خطر استفحال المرض.
وننصح بالتخفيف من تناول الأطعمة الدسمة، وغسل الأيدي قبل وبعد تناول الطعام وعند قضاء الحاجة، وعدم تناول الأطعمة المكشوفة، وغسل الخضار والفواكه جيداً، وعدم استخدام أغراض مريض مُصاب.
أماّ الأمراض الأخرى من ألم ضرس أو صُداع أو سُعال فهذا ممن لايُباح لهم الفطر كما حدّد ذلك العلماء.
والقاعدة في اتباع الرّخص هو ما يشير إليه الطبيب الثقة من أن المرض بعينه لابد فيه الفطر باعتبارات طبّية كأخذ الدواء في وقته المحدد، وخطر المرض على جسد المُصاب ومضاعفة التأخير عن العلاج وعوامل طبية أخرى.

وختاماً : أسأل الله العظيم بمنّه وكرمه أن يمنّ على المرضى بالشفاء عاجلاً غير اَجل ويجزل لهم المثوبة والأجر؛ وأن يعيننا على صيام رمضان وقيامه, إنه سميع قريب مجيب الدعوات







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:18 PM   #12290

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

اللهم رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيءٍ، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة، والإنجيل، والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته. اللهم أنت الأول فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
اللهم تقبل حمدنا وذكرنا، وصلاتنا وسلامنا، وبارك لنا في أعمالنا، وارزقنا اليقين في إيماننا، والتوفيق في أقوالنا وأفعالنا.
اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك.
اللهم إن لك نسمات لطفٍ إذا هبت على مريضٍ شفته، ونفحات إذا توجهت إلى أسيرٍ أطلقته، وعنايات إذا حفظت غريقاً أنقذته، وسعادات إذا أخذت بيد شقي أسعدته، ورحمات إذا ضاقت الحيل على مذنب وسعته، وفضائل إذا شملت فاسداً أصلحته، ونظرات رحمةٍ إذا نظرت بها إلى غافل أيقظته، فهب لي نسمةً تشفي بها مرض قلبي وغفلتي، ونفحةً تطلق بها أسري من وثاق شهوتي، واحفظني بعنايتك حفظاً ينقذني من بحر ضلالتي.
اللهم انقطع الرجاء إلا منك، وخابت الآمال إلا فيك، وانسدت الطرق إلا إليك، نسألك اللهم ألا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز عن التدبير، ولا إلى أحدٍ من خلقك فنجزع من التقصير، وتداركنا بلطفك وعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
سبحانك اللهم بابك مفتوح للراغبين، وخيرك مبذول للطالبين، فاهدني هدى المهتدين ولا تجعلني من الغافلين، واغفر لي يوم الدين، وأسألك اللهم صبراً جميلاً، وفرجاً قريباً، وقولاً صادقاً، وأجراً عظيماً. اللَّهُمَّ إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك.

آمين







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 12:10 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩