..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
هل ستعطيه شربة المياه
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 3 -
إستحاله فلن أعود .. إنتهـــى ......
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 8 -
قلت لقلبى ألم تستريح ذات مرة؟!
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 9 -
خلف أسوار النيابة .. مقالة فى قصة
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 5 -
دول الشر
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - مشاركات : 6 -
مرض تعدد الشخصيات
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 4 -
من صاحب المقولة
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 8 -
ما رأيك فى إستايل المنتدى الجديد
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 10 -
الأثر النفسي للدعاء
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 12 -
إنك لاتهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
سأخبرك بجنونى
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 16 -
حكاية حب
الكاتـب : أمير عسكر - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 10 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-04-2022, 05:02 PM   #12271

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عباد الله-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2-3].
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق: 5].
عباد الله: لقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان: الإكثار من الإحسان والبر والصدقة؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَان".
كما أنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على مخالفة أهل الكتاب في أعمال رمضان، ويتضح ذلك فيما رواه سَهْلُ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ".
وفي رواية لأبي هريرة عند ابن ماجة: "عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون".
وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ".
وحث عليه، فقال: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً".
حتى ولو كان شيئا يسيرا، حيث روي عنه صلى الله عليه وسلم أن قال: "نعم السحور التمر".
وقال: "يرحم الله المتسحرين".
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:03 PM   #12272

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

سبحانك اللهم أنت العلي العظيم، وأنا العبد البائس الفقير، وأنت الغني الحميد، وأنا العبد الذليل، امنن بغناك على فقري، وبحلمك على جهلي، وبقوتك على ضعفي، يا قوي يا عزيز.
اللهم اغفر لي واهدني، وارزقني وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا سألك به السائلون أعطيتهم، وإذا دعاك به الداعون أجبتهم، وإذا استجارك به المستجيرون أجرتهم، وإذا دعاك به المضطرون أنقذتهم، فإني أسألك واستغفرك بذلك الاسم العزيز العظيم، لذنوب لا يغفرها غيرك، وقد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، وضاقت علي الحيل، لا ملجأ ولا ملتجأ إلا إليك، فها أنا ذا بين يديك، قد أصبحت وأمسيت خاطئا مذنبا ذليلا محتاجا إليك، ولا أجد لذنبي غافرا غيرك، ولا لكسري جابرا سواك، فرجائي أن تعجل لي الفرج من عندك، وأنا في أتم نعمة وأعظم عافية. اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز، ولا إلى الناس فأضيع، ولا تخيبني وأنا أرجوك، ولا تعذبني وأنا أدعوك. اللهم اغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تأتي بالسقم، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تعجل بالفناء، واغفر لي الذنوب التي تجلب الشقاء.
اللهم يا من بيده ناصيتي، يا عليما بذلي ومسكنتي، مُن علي بحسن إجابتك، واغفر لي زلتي، فإنك خلقت عبادك لعبادتك، وأمرتهم بدعائك، وضمنت لهم الاجابة، فإليك يارب نصبت وجهي، ومددت يدي، فبعزتك استجب لي دعائي، ولا تقطع من فضلك رجائي، اللهم يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء، وارحم من رأس ماله الرجاء، وسلاحه البكاء.
اللهم أسألك حسن الظن بك على كل حال وصدق النية والاتكال.
آمين







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:03 PM   #12273

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

سبحانك اللهم لا إله إلا أنت العزيز الوهاب. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، اللهم يا مثبت القلوب ثبت علمها في قلبي.
اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأعمال والأدواء.
الحمد لله الذي أمَرَنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة، تقدَّست أسْماؤهُ وصفاتُه، وصلّى اللهُ على خيرِ مَن دعاه، رسولِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
اللهم أنا السائل الذي أعطيت فلك الحمد، وأنا المريض الذي شفيت فلك الحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، شهادة يشهد بها سمعي وبصري ولحمي ودمي، شهادة أرجو أن يطلق بها لساني عند خروج نفسي حتى تتوفاني وأنت راض عني.
اللهم لك الحمد حمداً أبلُغ به رضاك، ولك الحمد على حلمك بعد علمك، ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك، ولك الحمد كما أنعمت علينا نعماً بعد نعم، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد على كل حال، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، ولك الحمد على نعمك التي لا يحصيها غيرك ولا إله إلا أنت، اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم يا من هو في الأرض إله وفي السماء إله، يا من له عنت الوجوه وذلت لعظمته الجباه، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويسمع العبد إذا ناجاه، يا من ليس معه إله يدعى ولا رب يرجى ولا خالق يخشى، أسألك يا إلهي أن تستجيب دعائي ورجائي، وأن تحقق لي أملي، وأن تصلح لي قولي وعملي، اللهم إني أسالك الجنة، وأستجير بك من النار. اللهم أخرجني من الدنيا سالماً وأدخلني الجنة آمناً.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:04 PM   #12274

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

اللهم يا من بيده ناصيتي، يا عليماً بذلي ومسكنتي، مُن علي بحسن اجابتك، واغفر لي زلتي، فإنك خلقت عبادك لعبادتك، وامرتهم بدعائك، وضمنت لهم الإجابة، فإليك يارب نصبت وجهي، ومددت يدي، فبعزتك استجب لي دعائي، ولا تقطع من فضلك رجائي، اللهم يا سريع الرضا اغفر لمن لا يملك الا الدعاء، وارحم من رأس ماله الرجاء، وسلاحه البكاء.
اللهم تقبل صيامنا واغفر لنا وارحمنا يا ارحم الراحمين.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
سبحانك اللهم أنت العلي العظيم، وأنا العبد البائس الفقير، وأنت الغني الحميد، وأنا العبد الذليل، امنن بغناك على فقري، وبحلمك على جهلي، وبقوتك على ضعفي، يا قوي يا عزيز.
اللهم اغفر لي واهدني، وارزقني وعافني، أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا سألك به السائلون أعطيتهم، وإذا دعاك به الداعون أجبتهم، وإذا استجارك به المستجيرون أجرتهم، وإذا دعاك به المضطرون أنقذتهم، فإني أسألك وأستغفرك بذلك الاسم العزيز العظيم، لذنوب لا يغفرها غيرك، وقد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت، وضاقت علي الحيل، لا ملجأ ولا ملتجأ إلا إليك، فها أنا ذا بين يديك، قد أصبحت وأمسيت خاطئا مذنبا ذليلا محتاجا إليك، ولا أجد لذنبي غافرا غيرك، ولا لكسري جابرا سواك، فرجائي أن تعجل لي الفرج من عندك، وأنا في أتم نعمة وأعظم عافية.
اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز، ولا إلى الناس فأضيع، ولا تخيبني وأنا أرجوك، ولا تعذبني وأنا أدعوك.
اللهم اغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تأتي بالسقم، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تعجل بالفناء، واغفر لي الذنوب التي تجلب الشقاء.
اللهم اسألك حسن الظن بك على كل حال وصدق النية والاتكال.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:04 PM   #12275

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمدلله من اكرمنا بالايمان , ورحمنا بالقرآن , وهدانا ببعثة افضل انسان محمد صل الله عليه وسلم في كل آن
الحمدلله الذي من علينا بشهر رمضان
قرص الشمس في الافق , كأن البحر يبتلعه على حياءه فتظهر خيوط حمراء في لو رائعة ..
الله اكبر يهلل المسلمون : اللهم اهله علينا باليمن والايمان , والسلامة والاسلام ربنا وربك الله
اعلن غرامك اننا انسان ~~ وافتح فؤادك كلنا ولهان
كبر وبشر صاديا او باكيا ~~ رمضان عاد وضاءت الاكوان
رمضان ما رمضان ؟ سر نير ~~ رمضاننا روح كذا ريحان
رمضان مدرسة وسلوة مبتلى ~~ فيه العلا وتنزل القرآن
شهر المبرة والمحبة والتقى ~~ خير وبر , لمعة تزدادن
طوبى لمن عاش الصيام بهمة ~~ بعدا لعبد فاته الغفران
رمضان موعد طاعة ومتابة ~~ يبكي الكبار ويفرح الصبيان
فالمؤمن في هذا الشهر على موعد مع طاعة الله صيام بإخلاص وصلاة بخشوع
وتراويح جماعة , وقيام ليل وقراءة القرآن واعتكاف في بيوت الله وزكاة وتفطير صوام , واطعام فقير ومواساة محروم, واكرام يتيم وبذل وعطاء وكرم في سبيل الله
رمضان انبجاسة النور , ومنارة الدهور , انثيال الكرم , واقبال النعم , فرحة افراح وليلة ارباح , باعث لطيف على الطاعة ..
في رمضان كل هذا واكثر .. فـ رمضان انشودة الروح
ورمضان موسم المواسم في الخير , تلبس فيه الدنيا احلى حلة , فما احلى رمضان ..
مجالس فقه وتعليم قرآن , حفلات مديح نبوي وانشاد عطاءات وفيوضات وبركات ونفحات في شهر ملؤه الاسرار والانوار والتجليات والسعادات..
كل عام وانتم الى الله اقرب
كل عام والامة الاسلامية بخير







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:05 PM   #12276

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

جعل الله سبحانه وتعالى مواسم الطاعات -ومنها شهر رمضان المبارك- محطاتٍ لتربية النفوس وتهذيبها بالصفات الجميلة، والأخلاق الحسنة، ورمضان -بِحَقٍّ- مدرسة تربوية وأخلاقية عظيمة ينبغي للمسلم أن يتعلم منها، وأن يتربى على فضائلها، حتى تكون هذه الأخلاق سمة أصيلة في شخصيته، وصفة راسخة في سلوكه، يعيش بها في المجتمع، ويتعامل بها مع ..

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، اللهمَّ لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومًن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنة حقّ، والنار حقّ، والنبيون حقّ، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حقّ.

اللهم لك أسلمنا، وبك آمَنَّا، وعليك توكلنا، وبك خاصمنا، وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخَّرْنا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

إنَّ الملوكَ إذا شابَتْ عبيدُهُمُ *** في رِقِّهِمْ عتَقُوهم عِتْقَ أبْرَارِ
وأنت يا خالقي أوْلَى بذا كَرَمَاً *** قد شِبْتُ في الرِّقِّ فاعتِقْنِي من النار

جاء في كتاب الزهد للإمام أحمد: يقول الله -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: "عجباً لك يا بن آدم! خلقتُك وتعبد غيري، ورزقتك وتشكر سواي، أتحَبَّب إليك بالنعم وأنا غنيٌّ عنك، وتتبغَّض إلي بالمعاصي وأنت فقيرٌ إليَّ، خيري إليك نازل، وشَرُّك إليّ صاعد".

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: عباد الله، لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- مواسم الطاعات -ومنها شهر رمضان المبارك- محطاتٍ لتربية النفوس وتهذيبها بالصفات الجميلة، والأخلاق الحسنة، ورمضان -بِحَقٍّ- مدرسة تربوية وأخلاقية عظيمة ينبغي للمسلم أن يتعلم منها، وأن يتربى على فضائلها، حتى تكون هذه الأخلاق سمة أصيلة في شخصيته، وصفة راسخة في سلوكه، يعيش بها في المجتمع، ويتعامل بها مع من حوله، ويتعبد الله ويتقرب إليه بالاتصاف بها، والتخلق بها في حياته.

وهذا كله من التقوى، والتي هي مقصد الصوم وغايته، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لعلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.

فالإنسان الذي لا يربي نفسه ويزكيها بالأخلاق الفاضلة كما يزكيها بالعبادات والطاعات والمناجاة وقراءة القرآن يكون قد خسر خسراناً مبيناً؛ ذلك أن الأخلاق لها أهمية عظيمة في الإسلام، فقد حصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهمة بعثته، وغاية دعوته، بكلمة عظيمة جامعة، فقال فيما رواه البخاري في التاريخ وغيره: "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق".

بل إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا" صححه الألباني؛ بل يقول -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ مِن أحبِّكم إليّ وأقربِكم منّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا" رواه البخاري.

عباد الله: إنه ينبغي أن نربي أنفسنا على الأخلاق الفاضلة، ونجعلها سلوكا نتعامل بها في واقع الحياة قبل أن يأتي يوم لا ينتفع الصائم بصومه، ولا المصلي بصلاته، ولا المزكي بزكاته. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وسب هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دماء هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" رواه مسلم.

فرمضان شهرٌ للمراجعة والتغيير، والتربية والتهذيب للنفوس، وهو مدرسة الأخلاق، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "والصيام جُنّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتَلَهُ فلْيَقُلْ: إني امرؤ صائم" رواه البخاري.
وليس هذا على سبيل الجبن والضعف والخوَر؛ بل إنها العظمة والسمو والرفعة التي يربي عليها الإسلام أتباعه.

وإن من أعظم القيم والأخلاق التي يتربى عليها المسلم في هذا الشهر وفي هذه المدرسة الربانية خلق الصبر الذي تدور حوله جميع الأخلاق، وهو خلقٌ كريم، ووصف عظيم، وصف الله به الأنبياء والمرسلين والصالحين، فقال -تعالى-: ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ) [الأحقاف:35].

وروى مسلم من حديث أبي مالك الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الطّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو: تملأ- ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك".

وقد أثنى الله على الصبر وأهله، فقال: ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].

وأوجب -سبحانه- للصابرين محبته، فقال -تعالى-: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:146]، و قال -صلى الله عليه وسلم-: "وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر" رواه البخاري.

وأعظم أنواع الصبرِ الصبرُ على الطاعة، قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45]، وروى مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".

إن الصبر على الطاعة يجلب للعبد الراحة والطمأنينة والسعادة، ويكتب له القبول عند الله. خرَجَ الإمام أحمد بن حنبل في سفر فآواه المبيت إلى قرية من القرى فذهب إلى المسجد فصلى، ثم أراد أن ينام حتى الصباح؛ لكن قيّم المسجد رفض ذلك وهو لا يعرفه، فذهب الإمام لينام على باب المسجد عند عتباته، لكن قيم المسجد رفض ذلك ودفعه دفعاً شديداً حتى أوقعه على قارعة الطريق، فرآه خبازٌ من دكانه بجانب الطريق، فذهب إليه، وقال له: يا شيخ، لما لا تتفضل عندي، وتنام في دكاني، وأطعمك من طعامي؟.

ذهب الإمام أحمد معه، وفي الليل رأى ذلك الخباز يعجن الطحين، ولا يرفع عجينة أو يقلبها إلا ويقول: أستغفِر الله. فاندهش الأمام أحمد من تقوى الرجل، وصبره وطاعته لربه طوال الليل، فقال: يا هذا، منذ متى وأنت تذكر الله هكذا؟ قال: منذ زمن طويل. قال الأمام: هل وجدت لاستغفارك هذا ثمرة؟ قال الرجل: نعم والله، ما دعوتُ الله بدعاءٍ إلا استجاب الله لي، إلا دعاءً واحداً، قال: وما هو؟ قال: دعوت ربي أن يريني الإمام أحمد بن حنبل. قال: يا هذا، أنا أحمد بن حنبل، قد جرَّني الله إليك جَرَّاً.

لقد فهم الصحابة حقيقة هذا الدين، وصبروا وصابروا على الطاعة في رمضان وغيره، حتى قال على ابن أبي طالب -رضي الله عنه-: لقد رأيت أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما رأيت شيئاً يشبههم، كانوا يصبحون شُعثاً غُبراً صُفراً، بين أعينهم كأمثال رُكَب المعز من كثرة السجود، قد باتوا لله سُجَّداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا طلع الفجر ذكروا الله.
كانوا إذا سمعوا آية من كتاب الله مادوا كما يميد الشجر في يوم ريح عاصف، وهطلت أعينهم بالدموع، والله! لَكأنّ القوم باتوا غافلين! قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2].

لم يكتفوا بقيام الليل وصيام النهار، والعفة عن النظر إلى المحرمات، والاشتغال بالطاعات؛ بل نظروا إلى أعز ما يملكون، إلى أنفسهم التي بها قوام حياتهم، ثم قدموها في سبيل الله!.

ففي معركة بدر في شهر رمضان اشتدّ البلاء على المسلمين، إذ قد خرج المسلمون لا لأجل القتال وإنما خرجوا لأخذ قافلة لقريش كانت قادمة من الشام، ففوجئوا بأن القافلة قد فاتتهم، وأن قريشاً قد جاءت بجيشٍ من مكة كثيرِ العدد والعدة لحربهم.

فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضعف أصحابه، وقلة عددهم، وضعف عتادهم؛ استغاث بربه، وأنزل به ضره ومسكنته، ثم خرج إلى أصحابه، فإذا هم قد لبسوا للحرب لَأْمَتَها، واصطفّوا للموت كأنما هم في صلاة، تركوا في المدينة أولادهم، وهجروا بيوتهم وأموالهم، شُعثاً رؤوسهم، غُبراً أقدامهم، ضعيفة عدتهم وعتادهم.

فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك صاح بهم وقال: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. والذي نفس محمد بيده! لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة"؛ فقاموا وقدموا للدين أغلى ما يملكون، فأعزهم الله ونصرهم ومكّن لهم في الأرض.

إذاً؛ رمضان يعلمنا الصبر على الطاعة حتى نلقى الله. اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك...

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:

عباد الله: ومن أنواع الصبر الصبر عن المعاصي والمحرمات والبعد عنها، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:22].

إن أكثر الناس قد يصبرون على فعل الطاعات، لكنهم لا يصبرون عن كثير من المعاصي والسيئات، ومن هنا تأتي أهمية الصبر و فضائله وثماره بالنسبة للمسلم، قال -تعالى-: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل:96].

ما أكثر مشاكلنا اليوم بسبب ضيق الصدر، وقلة الصبر، وسرعة الغضب! كم سُفكت من دماء، وسلبت من أموال، واعتُدي على أعراض، وحدثت القطيعة بين الأرحام، وهجر الأخ أخاه والجار جاره! كم عصي الله في الأرض، وانتهكت حرماته؛ بسبب عدم الصبر عمّا حرم الله ونهى عنه!.

إن الفلاح في الدنيا والآخرة لا يكون إلا بالصبر من أجل الله، ورجاء ثوابه، والخوف من عقابه، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:35].

إن الصبر عن المعصية ثمرة التقوى، قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرّم، وأداء ما افترض الله، فمَن رُزق بعد ذلك خيرا فهو من خير إلى خير.

ومن أنواع الصبرِ الصبرُ على الخَلْق، وتحمُّل أذاهم، ومسامحتهم، والعفو عن زلاتهم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ" رواه ابن ماجه.

عباد الله: ومن أنواع الصبر الصبر على أقدار الله، والرضا بها، واليقين بأن ما كتبه الله وقضاه على العباد كائن لا محالة، وأنه نوع من الابتلاء للعبد؛ لذا فإن عليه أن يصبر لينال الأجر من ربه، ولترفع درجته يوم القيامة في جنةٍ عرضها السموات والأرض.

ثم إن الساخط على ربه لا يجني من ذلك شيئاً! قال التابعي عبد الله بن محمد: خرجتُ إلى ساحل البحر مرابطا، فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا بخيمة فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه، وثقل سمعه وبصره، وما له من جارحة تنفعه إلا لسانُه، وهو يقول: اللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ، وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا، فقلت: والله! لآتين هذا الرجل، ولَأسألنه أنّى له هذا الكلام!.

قال: فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تدعو بهذا الدعاء، فأيّ نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها؟! قال: أو ما ترى ما صنع ربي! والله لو أرسل السماء عليَّ نارا فأحرقتني، وأمر الجبال فدمّرتني، وأمر البحار فأغرقتني، وأمر الأرض فبلعتني، ما ازددت لربى إلا شكرا؛ لما أنعم علي من لساني هذا، ولكن -يا عبد الله- فإن لي إليك حاجة، لقد كان معي ابن لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضّيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام، فتحسَّسْهُ لي رحمك الله.

قال عبد الله بن محمد: مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت وقلت: بأي شيء أخبر صاحبنا؟ فقلت له: إن نبي الله أيوب -عليه السلام- قد ابتلاه ربه بماله وآله وولده؟ قال: بلى، قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابرا شاكرا حامدا، قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل، وقد افترسه سبع فأكل لحمه؛ فأعْظَمَ الله لك الأجر، وألْهَمَكَ الصبر، فقال الرجل: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار.

ثم استرجع وشهق شهقة فمات. فقلت: إنا لله وانا اليه راجعون، وقعدت عند رأسه باكيا، فبينما أنا قاعد إذ جاء أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله، ما حالك؟ وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته، فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه؛ فعسى أن نعرفه. فكشفت عن وجهه، فانكبّ القوم عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى، ويقولون: لطالما غضَّ بصره عن محارم الله، ولطالما كان ساجدا والناس نيام، فقلت: مَن هذا؟ يرحمكم الله! فقالوا: هذا أبو قلابة الجرمي صاحب ابن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال: فغسّلناه، وكفنّاه بأثواب كانت معنا، وصلينا عليه ودفناه، فانصرف القوم، وانصرفت إلى رباطي، فلما أن جنّ عليّ الليل وضعت رأسي، فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة، وعليه حلتان من حلل الجنة، وهو يتلو الوحي: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:24]، فقلت: ألستَ بصاحبي؟ قال: بلى، قلت: أنّى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، مع خشية الله -عز وجل- في السر والعلانية.

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاُ.

هذا وصلوا وسلموا على رسولكم -صلى الله عليه وسلم-، والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:06 PM   #12277

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

إنَّ القيامَ بالعبادات، والمداومة عليها، والحرص على أدائها، واستغلال أوقاتها، عنوانٌ على كمالِ الإيمان، وصدقِ العمل، وإخلاص القلب، وهي طريقٌ لسعادة الدنيا والآخرة، وبها تُستجلَب الخيرات، وتدفع المصائب والكوارث والنقمات، وبها تصحُّ الأجساد، وتعمر البيوت، وتحيا ..
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْلِ في الليل إذا سرى، ولا يعْزُبُ عن علمِه مثقالُ ذَرَّةٍ في الأرضِ ولا في السماء.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله الذي لا تحيط به العُقولُ والأوهامُ، المتفرد بالعظمةِ والبقاءِ والدوام، المتنزه عن النقائض ومشابهة الأنام، يرى ما في داخل العروق وبواطن العظام، ويسمعُ خفِيَّ الصوتِ ولطيف الكلام، إله رحيم كثير الإنعام، ورب قدير شديد الانتقام، قدَّر الأمور فأجراها على أحسن النظام، وشرع الشرائع فأحكمها أيما إحكام.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليمًا كثيرًا.

عُبّادُ ليلٍ إذا جَنَّ الظلامُ بِهِمْ *** كم عابدٍ دمْعُهُ في الخـدِّ أجْرَاهُ
وأُسْدُ غابٍ إذا نادى الجهادُ بِهِمْ *** هَبُّوا إلى الموتِ يستَجْدُونَ رُؤياه
يا ربّ فابعثْ لنا مِن مِثْلِهِمْ نَفَـَرًا *** يشيـِّدُونَ لنـا مجداً أضَعْنَــاه

أما بعد: عبــــــــاد الله، في رمضان تتنوع الطاعات والعبادات، وكل عبادة وطاعة تؤتي ثمرتها في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، وإن من هذه العبادات في هذا الشهر المبارك صلاة التراويح، وقيام الليل؛ لما فيهما من الأجر والثواب، والفوائد الروحية، والقيم الأخلاقية، والصحة الجسدية، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" واه مسلم.

وعن عمر بن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيتَ إن شهدتُّ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصُمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيتُ الزكاة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن مات على هذا كان من الصدِّيقين والشهداء" صحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والألباني.

فهل نشمِّر عن ساعد الجد لتربية نفوسنا على صلاة التراويح والقيام في رمضان؛ حتى تستقيم على هذه العبادة والطاعة طوال العام؛ فتحل علينا البركات، وتتنزل علينا الرحمات، وتفرج الكربات، وتقضى الحاجات، وتدفع الشرور والآفات؟! وكم نحن محتاجون إلى رحمة الله وتوفيقه! ولن تنال إلا بعبادة صحيحة، ومناجاة صادقة، وعمل خالص.

إنَّ قيام الليل عبادة من العبادات الجليلة، لا يلازمها إلا الصالحون، فهي دأبهم وشعارهم، وهي ملاذهم وشغلهم، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:15-17].

ووصَفَهم في موضع آخَر بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)، إلى أن قال: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان:64-75].

إنَّ قيام الليل له لَذَّة، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا مَن صَفَّ قدميه لله فى ظلمات الليل، يعبد ربه، ويشكو ذنبه، ويناجى مولاه، ويطلب جنته، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويستعيذ من ناره، قال -تعالى- عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17-18]. قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.

وقال -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر:9]. أي: هل يستوي مَن هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!.

عن -السري رحمه الله تعالى- قال: دخلتُ سوق النخَّاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب، فاشتريتها بعشرة دنانير, فلما انصرفت بها -أي: إلى المنزل- عرضتُ عليها الطعام، فقالت لي: إني صائمة. قال: فخرجْتُ، فلما كان العشاءُ أتيتها بطعام فأكلت منه قليلا، ثم صلينا العشاء، فجاءت إليّ وقالت: يا مولاي، بَقِيَتْ لك خدمة؟ قلت: لا. قالت: دعني إذاً مع مولاي الأكبر. قلت: لكِ ذلك.

فانصرفَت إلى غرفة تصلي فيها, و رقدت أنا، فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ، فقلت لها: ماذا تريدين؟ قالت: يا مولاي، أما لك حظ من الليل؟ قلت: لا، فذهبَت، فلما مضى النصف منه ضربَت عليّ الباب وقالت: يا مولاي، قام المتهجدون إلى وِرْدِهم، وشمــَّر الصالحون إلى حظهم، قلت: يا جارية، أنا بالليل خشَبة، أي: جثة هامدة، وبالنهار جلبة، أي: كثير السعي...

فلما بقي من الليل الثلث الأخير ضربَت علي الباب ضرباً عنيفاً، وقالت: أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملِك؟ قدِّمْ لنفسك وخُذ مكاناً؛ فقد سبقك الخُدَّام.

قال السري: فهاج مني كلامها، وقمت فأسبغت الوضوء، وركعت ركعات، ثم تحسسْتُ هذه الجارية في ظلمة الليل، فوجدتها ساجدة و هي تقول: الهي بحبك لي إلا غفرت لي. فقلت لها: يا جارية، ومِن أين علمت أنه يحبك؟ قالت: لولا محبته ما أقامني وأنامك. فقلت: اذهبي؛ فأنت حرة لوجه الله العظيم. فدعت ثم خرجت و هي تقول: هذا العتق الأصغر، بقي العتق الأكبر. أي: من النار.

عبــــــــاد الله: لقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قيام الليل، ورغّب فيه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد" رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

جاء في كتاب: "الوصفات المنزلية المجربة و أسرار الشفاء الطبيعية"، وهو كتاب بالانجليزية لمجموعه من المؤلفين الأمريكيين، أن القيام من الفراش أثناء الليل، والحركة البسيطة داخل المنزل، والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، و تدليك الأطراف بالماء، و التنفس بعمق، له فوائد صحية عديدة. وهو ما ذكر في الحديث.

ومن هذه الفوائد أن قيام الليل يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزول؛ مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوي سكر الدم، و الذي يشكل خطورة علي مرضي السكر، و يقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، و يقي من السكتة المخية، والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك.

كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي، و يؤدي قيام الليل إلى تحسن وليونة في مرضى التهاب المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية؛ أو غيرها؛ نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء.

كما يؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد ممّا يسمي بالجليسيرات الثلاثية (نوع من الدهون) التي تتراكم في الدم، خصوصا بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبه عالية من الدهون، التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة اثنتين وثلاثين بالمائة في هؤلاء المرضي مقارنة بغيرهم.

كما أن قيام الليل ينشط الذاكرة، ويُنبّه وظائف المخ الذهنية المختلفة؛ لما فيه من قراءةٍ وتدُّبرٍ للقرآن، وذكر للأدعية، واسترجاع لأذكار الصباح و المساء، فيقي مِن أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها.

فمَن علم محمداً -صلى الله عليه وسلم- كل ذلك؟ إنه الله القائل: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [ص:88].

عن عبد الله المكي قال: كانت حبيبةُ العدويَّةُ إذا جاء الليل قامت على سطح بيتٍ لها، وشدَّتْ عليها درعها وخمارها، ثم قالت: إلهي، قد غارت النجوم، ونامت العيون، وغلقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك. ثم تُقبل على صلاتها.

فإذا طلع الفجر قالت: إلهي، هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري! أقبِلْتَ منى ليلتي فأُهنَّأ؟ أم رددتها على فأعُزى؟ وعِزَّتك! لَهذا دأبي ودأبك ما أبقيتني، وعزتك! لو انتهرتني عن بابك ما برحت؛ لما وقع في نفسي من جودك وكرمك.
عبــــــــاد الله: إن شرف المؤمن وعِزه واستغناءه عن الناس لا يكون في ماله مهما كثر، ولا في جاهه ومنصبه مهما علا؛ إنما يكون في قيام الليل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبِبْ مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزُّه استغناؤه عن الناس" رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني.

إنه؛ عندما تُطلَب العزة من غير مصدرها، فلن يكون هناك إلا الذل والهوان، وعندما يطلب الشرف والرفعة والمكانة العالية من غير وجهتها الصحيحة فلن تكون هناك إلا الوضاعة والدناءة.

وأمة الإسلام اليوم، أفراداً وشعوباً وحكومات، يجب أن تعود لعزتها وريادتها وقيادتها لهذا العالم، ولن يكون هذا إلا بعبودية الله، والخضوع والتسليم لحكمه، والاقتداء برسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتربية الروح قبل الجسد، ومَن نظَر في تاريخ الأمة وجد أن انطلاقها من محراب العبادة كان سبب نصرتها وعزتها وتمكينها في الأرض، وإن أبواب العزة والكرامة والجهاد لا يطرقها إلا عُباد الليل، والشجاعة لا تسقى إلا بدموع الساجدين، ولم يعرف الإسلام رجاله إلا كذلك.

يُحيـُـونَ ليلَهُمُ بطاعةِ رَبِّهِـم *** بتلاوةٍ وتضرُّعٍ وسُـؤالِ
وعُيونهم تجرى بفيضِ دموعِهِم *** مثلَ انهمالِ الوابل الهطَّال
في الليل رهبانٌ وعند جهادِهمْ *** لِعَدُوِّهِم مِن أشجع الأبطال
وإذا بــدا علَمُ الرِّهانِ رأيتَهُمْ *** يتسابقون بصالح الأعمال
بوُجُوهِهِم أثَرُ السُّجُــودِ لِرَبِّهِمْ *** وبها أشعَّةُ نـورِهِ المتلالي

إنَّ القيامَ بالعبادات، والمداومة عليها، والحرص على أدائها، واستغلال أوقاتها، عنوانٌ على كمالِ الإيمان، وصدقِ العمل، وإخلاص القلب، وهي طريقٌ لسعادة الدنيا والآخرة، وبها تُستجلَب الخيرات، وتدفع المصائب والكوارث والنقمات، وبها تصحُّ الأجساد، وتعمر البيوت، وتحيا المجتمعات، ويوم القيامة تُرْفَعُ بها الدرجات.

كان منصورُ بنُ المعتمر يصلِّي الليل على سطح بيته، وهكذا طوال حياته، فلما مات، قال غلام لأمه: يا أماه، الجِذع الذي كان في سطح جيراننا لم نعد نراه؟ قالت: يا بني، ليس ذاك بجذع، ذاك منصور قد مات.

ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى، فقيل له: ما يبكيك، وأنتَ مَن أنت في العبادة والصلاح والخشوع والزهد؟! فقال: أبكي -والله!- أسفاً على الصلاة والصيام والذكر والقيام، ثمّ لم يزل يتلو حتى مات.

أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول: من يصلي لك يا يزيد إذا متّ؟ ومن يصوم لك؟ ومن يستغفر لك من الذنوب؟ ثم تشهَّد ومات.

ونحن نقول: مَن يصلي لك أيها المسلم، ومن يصوم ويزكي وينفق عنك إذا لم تقم أنت بذلك، وتستغل نفحات الرحمن، ورياح الإيمان في شهر رمضان؟.

فاللهم، يا سامع الدعوات، ويا مقيل العثرات، ويا غافر الزلات: اجعلنا من عبادك التائبين، ولا تردنا عن بابك مطرودين، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:06 PM   #12278

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عبـاد الله، عندما وصف الله -سبحانه وتعالى- عُبَّاده بقيام الليل، والتضرع بين يديه، وصَفَهم بعد ذلك مباشرة بالجود والكرم والإنفاق، فقال -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:15-17].

فالذي لا ينفق أمواله في أبواب الخير وفي منافع العباد مِن حوله حسب قدراته وطاقته لا يوفق للقبول عند الله، ولا ينتفع بطاعة، ولا يتلذذ بعبادة؛ لأن حب المال في قلبه سيطغى على كل حب، وإنّ شكر نعمة المال لا يكون إلا بالإنفاق والبذل والعطاء.

وفي شهر رمضان يكون الإنفاق أعظم؛ لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن، فكيف بمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة:245]، أو يقرأ أو يسمع قول الله -عز وجل-: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء؟! كلٌّ بما يستطيع، فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى مَن يقف بجانبه ويمد يد العون له! ولن يضيع ذلك عند الله.

عبــــــــاد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان وغير رمضان، أخرج البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلَرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة".

فتشبهوا بنبيكم، واقتدوا بسلوكه وأخلاقه، والتزموا بتوجيهات؛ تفلحوا في الدنيا والآخرة.

وفي الحديث القدسي: قال الله -عز وجل-: "أنفِقْ يا ابن آدم أنفقْ عليك" البخاري ومسلم.

في عام الرمادة، وقد بلغ الفقر والجوع بالمسلمين مبلغاً عظيماً، جاءتْ قافلةٌ لعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ مُؤَلَّفة ٌمِن أْلفِ بَعْيِرٍ، مُحَمَّلَة ٌ بالتَّمْرِ والزَّبيْبِ والزَّيْتِ وغيرِها من ألوانِ الطعامِ، فجاءَهُ تُجّارُ المدينةِ المُنَوَّرَةِ مِنْ أَجْلِ شِرائِها منه، وقالُوا لهُ: نُعْطيكَ ربحاً بَدَلَ الدِّرْهَمَ دِرْهَمَينِ يا عثمان. قالَ عثمانُ: لقد أُعْطِيْتُ أكثرَ مِنْ هذا. قالوا: نَزِيْدُكَ الدِّرْهَمَ بخَمْسة. قالَ لَهُمْ: لَقَدْ زادنَي غيرُكم، الدِّرْهَمَ بَعَشَرة! قالوا له: مَنْ ذا الذي زادَكَ، ولَيْسَ في المدينةِ تُجّارٌ غيرُنا؟ قالَ عثمانُ: أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ اللهِ -تعالى-: (مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فلهُ عَشْرُ أمثاِلها)؟ أُشْهِدُكُمْ أنّي قَدْ بِعْتُها للهِ ورسولهِ. فأنفَقَها في سبيل الله.

إن القضية ليست قضية ربح الدنيا وما فيها؛ ولكن القضية التي ينبغي أن يسعى لها كل مسلم هي ربح الآخرة، فأنفقوا -رحمكم الله-، وقدموا لأنفسكم ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، واستغلوا أيام رمضان بالأعمال الصالحات.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر...

هذا وصلوا وسلموا على محمد خير البرية، ورسول الإنسانية، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والحمد لله رب العالمين







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:08 PM   #12279

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

أما استكمال لأجر: فلأن استشعار النية في الأعمال الصالحة يرفع من أجرها، ألم يقل سبحانه في حق الأنبياء مثنيا عليهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) [الأنبياء:90]؟ رغبا ورهبا؛ أي أنهم استحضروا الرغبة في رضوان الله والأجر، والرهبة من الله تعالى ومن حبوط العمل؛ رغَبَاً ورهَبَاً، استحضروا تلك المشاعر في قلوبهم أثناء عمل جوارحهم فأثنى الله تعالى عليهم بذلك ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

شهر رمضان، شهر الله الكريم، شهر ورد ذكره في القرآن، وخصه الله -سبحانه وتعالى- بعبادة عظيمة القدر عظيمة الأجر إلى أقصى ما يتصوره مسلم، حتى قال -صلى الله عليه وسلم-: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه الإمام أحمد.

فيه ليلة عظيمة شريفة، نزل فيها أشرف الملائكة على أشرف الخلق بأشرف الكتاب، يقول سبحانه: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [سورة القدر].

شهر رمضان، شهر القرآن، شهر الصيام (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185]

هل استشعرنا الأجر أيها الأخوة؟ فإن استشعار الأجر الذي نرجو أن يناله الإنسان من صيام هذا الشهر مهم جداً، أسباب هذه الأهمية ثلاثة: أولا: باستكمال الأجر ذاته، ثانيا: لإدخال الفرح إلى القلب، وثالثا: لإعلاء الهمة.

أما استكمال لأجر: فلأن استشعار النية في الأعمال الصالحة يرفع من أجرها، ألم يقل سبحانه في حق الأنبياء مثنيا عليهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) [الأنبياء:90]؟ رغبا ورهبا؛ أي أنهم استحضروا الرغبة في رضوان الله والأجر، والرهبة من الله تعالى ومن حبوط العمل؛ رغَبَاً ورهَبَاً، استحضروا تلك المشاعر في قلوبهم أثناء عمل جوارحهم فأثنى الله تعالى عليهم بذلك.

وخص الرسول -صلى الله عليه وسلم- غفران الذنب في رمضان لمن استحضر النية، لمن صامه إيماناً واحتساباً، ولمن قامه إيمانا واحتسابا، ولمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا؛ إذاً، فحضور النية مهم لاستكمال الأجر، وكلما قوي التوافق بين أعمال القلب وأعمال الجوارح كلما ازداد الأجر أضعافاً مضاعفة. نسأل الله من واسع فضله.

وأما فرح القلب: ففي الحديث القدسي، قال الله سبحانه: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أَجْزي به، والصيام جُنةٌ، فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرئ صائم، والذي نفس محمد بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه.

للصائم فرحتان! هذا الفرح مرجعه إلى حضور القلب؛ لأن الذي يفرح هو القلب، مرجعه إلى استشعار الأجر؛ لأن الصائم -بطبيعة الحال- مخلصٌ صيامَه لله، أليس يكف عن الطعام والشراب وفعل الحرام حتى في خلواته إرضاءً لربه؟ لا شك أن ذلك الاستشعار يبعث الفرح والانشراح والسعادة في القلب، جعلنا الله وإياكم من السعداء.

أما إعلاء الهمة: فإن العبادة إذا استشعرها الإنسان أحدثت في قلبه لذة، وإذا استلذ الإنسان العبادة أصبح في شوق دائم إليها لأن فيها ملذاته، أصبح دائم الشوق إلى العبادة، عالي الهمة، لا تكاد تفتر عظيمته، كالذي شغفته العبادة فصار قلبه معلقاً بالمساجد، ولا يمكن أن يتعلق القلب بالمساجد إلا إذا وجد فيها اللذة، ولقد كان السلف لشدة تعلقهم برمضان وعلو همتهم يدعون الله ستة أشهر من السنة أن يبلغهم إياه، كما اشتهر ذلك، وستة أشهر أن يتقبله منهم.

في هذا الشهر -أيها الإخوة- يجب أن نتذكر الغاية من تشريع الصيام، لاسيما في شهره المجيد، وهي التقوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].

ولذلك نرى الله تعالى يعمل على إعانة العباد على تحقيق هذه الغاية "التقوى" فيمُنّ عليهم بأسر ألذ أعدائهم "الشيطان"، فيصبح العبد مقبلا على طاعة ربه من غير عدو يمنعه عن الخير سوى نفسه الأمارة بالسوء وشياطين الإنس.

فإن زكَّى هذه النفس، وابتعد عن طريق إغواء شياطين الإنس، فقد أفلح وأنجح، وإن أشبع شهواته جرته إلى المهالك فخاب وخسر. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول -صلى الله عليه وسلم- "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسُلْسِلَت الشياطين" رواه البخاري ومسلم.

ومع تسهيل سبل الطاعة بتصفيد الشياطين، نرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرغبنا في الإكثار من الباقيات الصالحات بقوله وفعله، فقد ورد في صحيح البخاري فيما يرويه ابن عباس -رضي الله عنهما-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة، ولم لا؟ فإن الله يبعث في أول ليلة من هذا الشهر المبارك منادياً ينادي ويرشد إلى ما يحبه الله ويرضاه، كما جاء في الترمذي عن أبي هريرة قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان..." إلى أن قال: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة". نسأل الله من فضله.

وتذكروا -أيها الإخوة- أن أحد أبواب الجنة الثمانية قد خصه الله تعالى للصائمين فقط، لا يدخله غيرهم، ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون". جعلنا الله من أهلها.

أيها الأخوة المسلمون: هناك ثلاثة غنائم قد خصها الله تعالى لطائفة من الناس في هذا الشهر الكريم، هذه الطائفة قد بينها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثَ ثلاثةٍ متفق على صحتها.

عن أبي هريرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، وعنه أيضا -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، وأخيراً عنه أيضا، قال -صلى الله عليه وسلم- "من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

هذه الطائفة هي من صام أو قام أو قام ليلة القدر إيماناً بالله، مخلصاً له العمل والنية، واحتسابا للأجر عند الله، هذه الطائفة هي التي تغنم بغفران ما سبق لها من صغائر المعاصي والذنوب في الماضي، فأي غنيمة أغلى من هذه الغنيمة؟.

أسأل الله لي ولكم القبول وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فقد رغبت الوزارة أن يكون للمنبر دوراً في التوعية بأهمية الاطلاع على الإرشادات والنشرات الوقائية والتعريفية، واتباع النصائح التي صدرت عن الجهات الصحية بخصوص مرض "انفلونزا الخنازير"، لاسيما من يريد مناسك العمرة في هذا الشهر الكريم.

ولا شك -أيها الإخوة- أن للإسلام رأياً في كل ما يرد على حياة الإنسان، والأمر -ولله الحمد- لم يصل إلى مرحلة الوباء الذي ينهى عن القدوم إليه أو الخروج منه، كما في حديثه -صلى الله عليه وسلم-: "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها".

فالأمر -ولله الحمد- لم يصل إلى هذا الحد، ولكن الأمر في الوقت ذاته يستلزم الحذر، ولذلك أوصت وزارة الصحة بتأجيل العمرة للمصابين بالأمراض المزمنة والحوامل والأطفال ممن تقل أعمارهم عن اثنتي عشرة سنة، وكبار السن الذين تتجاوز أعمارهم خمساً وستين سنة، خشية تعرضهم للإصابة بذلك المرض.

وبينت الوزارة في نشرة توعية بعنوان "وقايتك سلامتك" ضرورة تأجيل العمرة لأصحاب الأمراض المزمنة التي تشمل أمراض القلب والكبد والكلى وداء السكري ونقص المناعة بسبب علاج أو مرض... ومرضى الأعصاب المزمن، والمصابين بالسمنة المفرطة، والأمراض الاستقلابية، والأنيميا المنجلية، والأمراض الرئوية المزمنة، ومنها مرض الربو، تأجيل هؤلاء الذهاب للعمرة حتى إشعار آخر.

ويجب الحذر من أماكن التجمعات الشديدة بلبس الكمامة التي ينصحهم بها الطبيب، وهناك إرشادات أخرى حري بكل عاقل أن يطلع عليها، وكلها من الوقاية التي حثت عليها الشريعة.

أسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم من كل سوء، وأن يدفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا هذه خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 05:09 PM   #12280

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

والذين يتعاملون مع رمضانَ على أنَّهُ شهرُ الحقِّ هم الذين يستقبلونه على أنه مدرسةٌ لتجديد الإيمان، وتهذيب الخلق، وتقوية الروح، واستئناف حياةٍ أفضلَ وأكملَ، فهؤلاء هم الذين يستفيدون منه، هؤلاء هم الذين يجدون في نهاره لَذَّةَ الأبطالِ في المعركة، ويجدون في مسائه وفي ليله وفي سَحَره وفجره ..
الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى، والمختص بالملك الأعز الأحمى، الذي ليس من دونه منتهى ولا وراءه مرمى، الظاهر لا تخيلاً ووهمًا، الباطن تقدُّسًا لا عُدْمًا، وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وأسبغ على أوليائه نعما عُما.

وبعث فيهم رسولاً من أنفسهم عُربًا وعجمًا، وأذكاهم محتدًا ومَنْمَى، وأشدهم بهم رأفة ورُحمى، حاشاه ربه عيبًا ووصمًا، وذكَّاهُ روحًا وجسمًا، وآتاه حِكمة وحُكمًا، فآمن به وصدَّقه من جعل الله له في مغنم السعادة قسمًا، وكذّب به وصدف عنه من كتب الله عليه الشقاء حتمًا، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى، صلى الله عليه صلاة تنمو وتنمى، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.

معاشر الصالحين: رمضان شهر الحقِّ، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- رسول الحق، وكتابنا هو الحق، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) [النساء:17]، كتابنا هو حق، ونزل بالحق، (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) [الإسراء:105].

والذين يتعاملون مع رمضانَ على أنَّهُ شهرُ الحقِّ هم الذين يستقبلونه على أنه مدرسةٌ لتجديد الإيمان، وتهذيب الخلق، وتقوية الروح، واستئناف حياةٍ أفضلَ وأكملَ، فهؤلاء هم الذين يستفيدون منه، هؤلاء هم الذين يجدون في نهاره لَذَّةَ الأبطالِ في المعركة، ويجدون في مسائه وفي ليله وفي سَحَره وفجره لَذَّة المنتصرين في المعركة في ساعاتها الأخيرة.

هؤلاء هم الذين تفتح لهم أبواب الجنان في رمضان، وتغلق عنهم أبواب النيران، وتتلقاهم الملائكة ليلة القدر بالبُشرى والسلام، هؤلاء هم الذين ينسلخ عنهم رمضان مغفورة لهم ذنوبهم، مكفَّرَةً عنهم سيئاتهم، مجلوَّة بنور الله قلوبهم، مجددة بقوة الإيمان عزائمهم.

هؤلاء هم الذين تصلح بهم الأوضاع، وتكسب بهم المعارك، وتسعَد بهم المجتمعات. وما أحوجنا إليهم اليوم ونحن في قلب المعركة مع الباطل والفساد والعناد والانحلال!.

أيها المؤمنون يا أبناء الأمة: خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحابته في مثل هذه الأيام في بدايات رمضان، فكان مما قال: "أيها الناس، جاءكم شهرٌ عظيمٌ مباركٌ، فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضةً، وقيام ليله تطوعا، مَن تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمَن أدَّى فريضةً فيما سواه، ومَن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهرٌ يزداد فيه رزق المؤمن، مَن فطَّرَ فيه صائما كان مغفرةً لذنوبه، وعتقَ رقبتِهِ من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينتقص من أجره شيء".

قالوا: يا رسول الله، ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم! فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يُعطي الله هذا الثواب مَن فطَّرَ صائما على تمرةٍ، أو شَربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، مَن خفَّف عن مملوكه غفر الله له واعتقه من النار.

واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضُون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه. وأما اللتان لا غنى بكم عنها: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار. ومن سقَى صائما سقاه الله من حوضي شَرْبَةً لا يظمأ حتى يدخل الجنة" رواه ابن خزيمة في صحيحه.

وفي حديث آخر: " أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، وينظر الله -تعالى- إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله -عز وجل-" رواه الطبراني.

هذا ما كان يقوله رسولكم -صلى الله عليه وسلم- من معاني الحق يستحث فيه عزائم المؤمنين على للطاعة والعبادة، ويشرح صدورهم لما يتنزل عليهم في أيامه من بركة ورحمة، ويشوّق أرواحهم إلى ما يضفيه الصيام عليها من قوة وإشراق وقدسية.

فأعدوا أنفسكم بمعاني الحق، وتخلقوا بأخلاقه، واستفيدوا من حكمه وأحكامه، ولا يصرفكم عن ذلك عب العابثين، ولهو اللاهين، الذين أعدوا العدة لصرْفكم عن نفحاته، ومنعكم من أسراره وبركاته، (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء:27].

أيها الأحباب الكرام: قد كان يكفينا في الحث على الصيام والدعوة إليه أن نقول للمسلم: إن الله يأمرك بالصيام، دون ذكر فوائد الصيام وأسراره؛ ولكننا مضطرون لبيان ذلك لأن الله تعالى علّمنا في كثير من الآيات أسرار تشريعه وفوائده، شحْنَاً لأذهاننا أن نفكر ونعمل، وإيماء إلى أن هذا التشريع الإلهي لم يقم إلا على ما يحقق للناس المصالح ويدفع عنهم المضار.

انظر إلى قوله -تعالى- حين يعلمنا آداب الاستئذان في البيوت كيف يختم ذلك بقوله: (هُوَ أَزْكَى لَكُمْ) [النور:28]، وحين يأمر المؤمنين بغض الأبصار كيف ينبهنا للفائدة الاجتماعية من ذلك فيقول: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ) [النور:30].

بل الله -تعالى- حين أمرنا بالصيام ذكر حكمته وفائدته بكلمة واحدة من كلامه الـــمُعجز الخالد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، فالحكمة من تشريع الصيام -كما ينبهنا الله إليها- هي التقوى، أو الاتقاء.

والتقوى هي فعل كل خلق يحبه الله، وترْك كل ما يُغضب الله، والاتقاء -أي: الوقاية- هي الوقاية من كل خلق ذميم يؤذي المجتمع والأفراد.

ومن أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما الصوم جُنَّةٌ -أي: وقاية-، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب"، فقد بين الحكمة من الصيام، ثم بينها لنا ليكون أوقع في النفس وأعمق أثراً، وليكون المؤمن أكثر اطمئناناً إلى العبادة حين يؤدِّيها، وإلى التشريع حين ينفذه.

ولقد سبقنا إلى ذلك سيدنا إبراهيم الخليل عليه صلوات الله حين سأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، فقال الله له: (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة:26].

فليس في تعليل الأحكام وبيان أسرارها ما ينافي الإيمان أو يدل على ضعف اليقين، ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعدل الأحكام ويبين الحكمة بها في كثير من أحكام التشريع.

والآن: ما هي حكمة الصوم؟ وما هي فوائدة؟ أما الآن -أيها الأحباب- فلن نتكلم عن فوائدة الصحية، فذلك أولى بطبيبٍ مسلم يتناول ذلك بالشرح والإيضاح، والله -تعالى- أمرنا أن نسأل أهل الذكر.

وإنما شأننا هنا أن نتحدث عن فوائد الصيام النفسية والروحية والخُلقية، ومن أهم ما ينطوي عليه الصوم من تربية اجتماعية في نفوس الصائمين أنهم يثبتون في الإيمان بالحق، ويمنحهم الثبات عليه، والدعوة إليه، والتخلق به.

والحق له في ديننا منزلة كبرى، فمن أسماء الله "الحق": (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ) [الحج:6]، والحق هو ما يرتضيه الله، أو يصدر عنه قوله الحق، وله الحكم.

ولذلك كانت رسالات الأنبياء دعوة إلى الحق، وإقرارا له في عالم الناس: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) [البقرة:213].

وكانت رسالة الإسلام -وهي خاتمة الشرائع- دعوة إلى الحق، وتثبيتا لمعالمه، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ) [النساء:17].

وإذا كان الحق هدف رسالة الإسلام، فان من أول الحق أن تذكر عبوديتك لله الذي خلقك وأنشأك، وأمدك بالنعم التي لا يحصى لها عدد، ولا يعرف لها حد.

والباطل -الذي ليس بعده باطل- أن ينسى الإنسان عبوديته، وسلطان الله عليه، وما يناله المتألهون من البشر، ولا يطغى الطغاة، ولا يظلم الظالمون إلا حين ينسون عبوديتهم، فيزعمون لأنفسهم من صفات الله ما يستبيحون به سفك الدماء، وإزهاق الأرواح، والتكبر في الأرض، والإفساد فيها، واستعباد جماهيرها، وإذلال كرامتها.

وفي الصوم يذكر الإنسان انه إنسان، أي أنه عبد محتاج إلى الطعام والشراب، مجرد من كل قوة، يستوي مع الناس في قوام الحياة من غذاء وسكن ولباس.

في الصوم يكون الملوك والرؤوس والقادة والأقوياء والأغنياء وكل ذي سلطان كالشعب في الحاجة إلى الطعام، وأنه كالفقراء والضعفاء جوعا وضعفا حين يحال بينه وبين الغذاء والماء. فلماذا يمنعون عن الشعوب المعونات والغذاء؟ لماذا يمنعونها حقها؟ ولو منعهم الله أسباب القوة لكانوا مستضعفين في الأرض أذلة صاغرين!.

في الصيام تذكير لهم بحقيقتهم، وأنهم مهما علوا وتكبروا وتجبروا فلن يتجاوزوا مرتبتهم، وهي العبودية، العبودية اختيارا أو اضطرارا.

جعلني الله وإياكم ممن ذكر فنفعته الذكرى، وأخلص عمله لله سرا وجهرا، آمين! آمين! والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 0 والزوار 27)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 06:22 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩